رواية ساعرفهم من انا
الفصل السادس عشر16
بقلم ايه الموافي
• بعد يومين
كانوا كلهم متجمعين فى مكانهم المعتاد بما فيهم رغد، كانت بيرى بتبصلها بحقد وكُره لإنها كانت شريكة مع ابراهيم فى اللى عمله فيها، وأدهم كان متجنب النظر ليها تماما.
رغد كانت بتحاول على قد ما تقدر انها تتجنب نظرات بيرى لإنها عارفة ان اللى عملوه فيها مش سهل ابداً، اتنحنحت بتوتر وقالت:
- الظابط اللى انا كلمته جاى فى الطريق، بصتلها سوزى بشك وقالت بإشمئزاز:
- والله انا مش عارفة ازاى هما مأمنينك لدرجة انهم خلوكى تجيبيلهم الظابط اللى انتى تعرفيه، انا لو مكان ملك كان فاتى رميتك فى الشارع ولا سألت عنك.
بصتلها ملك بعتاب وقالت:
- ملوش لزوم الكلام دا يا سوزى.
ضحكت سوزى بسخرية وبصت على رغد بكُره، بصتلها رغد وقالت بحزن:
- طب أنا عارفة ان كل اللى موجودين هنا بيكرهونى ليه ودا حقهم، انما انتى بتكرهينى ليه؟ هو انا اعرفك اصلاً.
بصتلها سوزى بحقد وقالت:
- أنا لو طولت أقتـ ـلك انتى وهو هقـ ـتلكم، انتوا أذتيتونى فى أعز شخص فى حياتى انتى وهو.
بصتلها رغد بحيرة وسوزى كملت كلامها وهى بتدمع:
- فاكرة حد اسمه احمد البدوى ولا من كتر قذارتكم مع الناس نسيتوه.
بصتلها رغد بصدمة واتنفست بعنف ودموعها فضلت نازلة على خدها، كل اللى موجودين بصولهم بفضول وعدم فهم ورغد كملت ببكاء:
- أنا ماكنتش اعرف ان الأمور هتوصل لكدا.
رزعت سوزى الترابيزة اللى موجودة قدامها بعنف وقالت بكُل صوتها:
- اوعى اشوف نظرة الندم وتأنيب الضمير دا فى عيونك اوعى، انتوا زبـ ـالة انتوا واللى زيكم لازم تموتوا علشان الناس ترتاح منهم.
كملت بكائها وسوزى كملت بقهرة:
- أنتوا أختوا منى الشخص الوحيد اللى كان متبقى من عيلتى.
وقفت قدامها وهى بتقول بإنهيار:
- من بعد لما عيلتنا اتوفت بأبشع طريقة أخويا جالوا اكتئاب حاد ومكانش بيعرف ينام، ينام ازاى وهو شاف البيت كله بيولع بسبب ماس كهربائى وعيلتنا كلها جوه علشان عيد ميلاده، ينام ازاى وهو سمع صراخهم المتوسل بإن أى حد ينقذهم
ينام ازاى وهو كل يوم يعـ ـذب نفسه علشان كان مفكر ان هو السبب، لولا ان احنا خرجنا مع بعض نجيب أصحابنا لعيد الميلاد كان فاتنا مُتنا معاهم ويارتنا كُنا مُتنا معاهم
للأسف اخويا كان هو اللى سمع كل حاجة وهو اللى شاف الحريق بيولع فى البيت بسبب انه اكتشف انه نسى الصواريخ اللى كان جايبها علشان نفرقعها برا، للأسف خلانى واقفة مع صحبانا ورجع هو علشان يجيب الصواريخ بس اتصدم بالمنظر دا
انهارت رغد أكتر وسوزى كملت وهى بتبص عليها بحقد:
- قطع علاقته بصحابنا كلهم وكان رافض يدَخل اى حد فى حياته، حاولت كتير اطلعه من اكتئابه ومن ووحدته دى بس للأسف فشلت، لحد ما ظهرتوا انتوا فى حياته
كنت سعيدة لما بقيت اشوف ابتسامة أخويا بتترسم على وشه شوية بشوية، كنت سعيدة لما هو قرر يخرج من قوقعته ويتعرف على ناس جديدة، كنت سعيدة لما كنت بشوف اللمعة فى عيون أخويا وهو بيحكيلى عليكم وقد ايه انتوا صحاب جدعة متتعوضوش وقدرتوا تخرجوه من حزنه.
قعدت على الأرض بتعب وهى بتاخد نَفَسها بصعوبة، ضغطت على ايدها وكملت بحزن عميق وقهرة:
- لحد ما فى مرة رجعت من كُليتى و...
سكتت وضغط على ايدها وكملت برعشة وإنهيار:
- لقيته مرمى قدامى فى الصالة وايده بتنزل د ـم بغزارة والمفكرة بتاعته جنبه، روحت وقعدت جنبه وفضلت اصرخ وانا بحاول افوق فيه، طلبت الإسعاف بسرعة ولما وصلوا عرفت الخبر اللى صدمنى
عرفت ان اعز مافى قلبى سابنى وراح لعيلتى، سابنى وحيدة مش عارفة الجأ لمين أشكيله همى وحزنى
بيرى وملك قعدوا جنبها وفضلوا يطبطبوا عليها بدموع وتأثر، عيونها اتحولت للحقد والغل وهى بتبص على رغد المنهارة:
- لما قرأت مفكرته عرفت هو انتـ ـحر ليه، انتـ ـحر لإنه سمعكم وانتوا بتخططوا ازاى تلبسوه قضية هو مالوش ذنب فيها علشان تخرجوا منها انتوا.
عيطت رغد أكتر وقالت بذنب:
- أنا والله ما كنت أعرف ان كل دا هيحصل، احنا قولنا اننا هنلبسه قضية نصب ياخد فيها سنتين وناخد احنا الفلوس بس عُمرنا ما توقعنا انه ممكن ينتـ ـحر.
صرخت سوزى فيها وهى بتقول:
- اخرسى انا مش عايزة اسمع صوتك، لولا انى عارفة ربنا كويس كان فاتى قتـ ـلتك، بس (أقسم بالله) يا رغد لو ما لقيتك اعترفتى على كل اللى عملتوه واتسجنتى لهقتـ ـلك بإيديا دول.
دموع رغد نزلت وهى بتقول بكـ ـسرة:
- متقلقيش أنا اكتر واحدة عايزة اتسجن علشان اكفر عن كل الذنوب اللى انا عملتها، يمكن الناس تسامحنى على اللى عملته لما حقوقهم كلها ترجعلهم.
حضنت ملك سوزى وهى بتحاول تهديها وبيرى فضلت تطبطب عليها بحنية ودموعها لسة نازلة.
.٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭.
• عند ابراهيم
كان قاعد حاطط ايده على راسه بتفكير وهو بيقول بقلق:
- انا حاسس ان اختفاء وهدوء رغد دا فيه وراه مصيبة، انا عارف رغد كويس مستحيل متحاولش تدمر حياتى بعد ما دمرت حياتها.
مسك موبايله ورن على سوزى وللمرة العاشرة يلاقى موبايلها مقفول، رزع الفازة اللى كانت جنبه بعصبية وقال بغضب ونرفزة:
- ودى مالها هى كمان موبايلها مقفول بقالها كام يوم ليه، لتكون ناوية تخلع دى تبقى مصيبة انا عايز أخَلص معاها بقى علشان امشى من البلد دى.
قام ولم هدومه كلها فى شنطته علشان خلاص قرر انه هيروح يعيش فى بيت تانى لحد ما يخلص اللى هو عاوزه علشان رغد متعرفش مكانه ومتحاولش تبوظ اى حاجة هو بيعملها.
ابتسم براحه وهو بيقول:
- كويس انى مقولتلهاش اى حاجة عن سوزى ولا هى حتى سألت، ابتسم بسخرية وقال:
- كان كل اللى شاغل دماغها انها عايزة طفل وتبقى أم، ماكنا كويسين مع بعض ومبسوطين مع بعض، جات هى بمشاعر الأمومة اللى ملهاش أى لازمة وبوظت بينا كل حاجة حلوة.
.٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭..٭.
اعدت فى حته بعيد عنها بعد ما ملك وبيرى هدوها وجابولها عصير ليمون علشان أعصابها
رغد وقفت قدام أدهم وطلعت ورق من شنطتها وحطته قدامه، بص عليها بإستغراب ومسك الورق وقال:
- افتحه.
هزت راسها وهو فتح الورق وبص عليه بتركيز، ساب الورق بذهول وهى قالت:
- دا تنازل منى على الحاجات اللى نصبت عليك فيها، فاضل بس امضتك وتسجلها فى الشهر العقارى.
مسك الورق ببرود وحطه جنبه علشان ياخده وهو ماشى، بصت عليها بيرى بحده ووقفت جنب أدهم وحطت ايدها على كتفه بتملك، ابتسم أدهم بخبث لما عرف انها غيرانة عليه ورغد اتوترت وراحت اعدت فى مكانها
بصت عليه بيرى وقالت برفع حاجب:
- كانت بتقولك ايه وايه الورق اللى ادتهولك دا.
ابتسم أدهم ابتسامة جانبية وقال بمراوغة:
- مالك متعصبة كدا ليه! هو حد ضايقك؟!
بصت عليه بغيظ وقالت بغضب:
- على فكره انا مبهزرش.
ضحك عليها وقال بحب:
- تعالى اعدى بس
اعدت جنبه وهو قال وهو بيمسك ايدها:
- أول حاجة عايزك تتأكدى منها ان انا عيونى مكتفية بيكى بس وعُمرها ما هتبص على واحدة غيرك، عُمر ما عقلى هيفكر فى حد غيرك لأن قلبى مبيدقش غير ليكى.
ابتسمت بكسوف وخدودها احمرت وهو كمل بإبتسامة:
- سأنظر لكِ دائما بنفس نظرة الحب فى كُل مرة.
كانوا قاعدين فى الجنب التانى بعيد عنهم شوية، بصت سوزى لملك وهشام وقالت:
- مش هنفرح بيكم انتوا كمان بقى.
بصتلها ملك بتوتر وهشام بص عليها بإبتسامة ماكره وقال لسوزى:
- هنعمل ايه بقى اصل البعيد غبـ ـى.
بصت عليه ملك بغيظ وقالت بغضب:
- يعنى انا غبـ ـية.
بص هشام لسوزى بخبث وقال ببراءة مزيفة:
- حد جاب سيرتها دلوقتى.
ضحكت سوزى بتعب عليهم وملك ودت وشها الناحية التانية بضجر، ضحك عليها هشام وملك افتكرت حاجة مهمة، طلعت موبايلها ورنت على حازم ووقفت بعيد عنهم شوية علشان الخصوصية.
ثوانى وكان حازم رد وهو بيقول:
- الدكتورة بذات نفسها بتتصل بيا، ضحكت ملك بخفة وقالت بتأكيد:
- بتاخد علاجك فى ميعاده المحدد وبتمشى على التعليمات اللى حطتهالك ولا لا.
ابتسم حازم وقال:
- بعمل اكتر من كدا كمان دا انا مصدقت ان ريتاچ سامحتنى.
صححت ملك كلامه بضحك وهى بتقول:
- متحورش هى قالتلك هتسامحك لو عملت كل اللى تقدر عليه علشان تتعالج.
ضحك حازم بصوت عالى وقال:
- ياستى سبينى احلم شوية اومال ايه اللى بطل تفكير سلبى وجرب تفكر ايجابى راح فين كلامك.
ضحكت ملك وقالت:
- العيب عليا يعنى، مش بفكرك علشان متنساش ما انا الغلطانة انا عارفة.
ضحك حازم وملك قالت بجدية:
- حسيت بإيه فى اليومين اللى فاتوا دول.
اتعدل من مكانه قال بجدية:
- معنتش بحلم بكوابيس كتير، اول امبارح حلمت بكابوس ان ريتاچ بتخـ ـونى بس قاومت فى كابوسى وقومت من النوم، وتانى يوم محلمتش بحاجة خالص.
ابتسمت ملك براحه وقالت بإبتسامة:
- فى تحسن كبير فى حالتك، حافظ على المستوى دا وأنت ان شاء الله هتتعافى فى وقت قصير.
شكرها وقفل معاها وملك اعدت مكانها تانى، بصت قدامها لقت هشام بيبصلها بغضب وعصبية
ضمت حواجبها بعدم فهم وقالت:
- انت مالك بتبصلى كدا ليه.
بص عليها بعصبية وقال بنرفزة:
- حلو الضحك معاه اوى مش كدا، الإبتسامة من الودن للودن اول ما كلمتيه وانا مصدرالى الوش الخشب.
بصت عليه ببرود وقالت بعدم اهتمام:
- خليك فى حالك.
بصلها بعصبية وكان لسه هيتكلم بغضب بس سكت لما لاحظ دخول الظابط.
كلهم بصوله بس بصوا لسوزى بإستغراب لما سمعوها بتقول ببلاهه وصوت عالى:
- حضرة الظبوطة.
بص عليها بصدمة وهو بصوت عالى:
- مين اللى جاب بنت المجانين دى هنا...!!
بصت عليه بتكشيرة وقالت:
- الله يسامحك
أنا ماشى، كان لسه هيخرج من الباب بس رغد وقفته وهى بتقول بتعب:
- معلش يا أستاذ تميم متمشيش احنا محتاجينك.
بص على سوزى بضجر وهى قالت بنفس البلاهه:
- سأحتل زيكولا من أجل أسيل.
بص عليها بغباء وهو مش فاهم هى بتقول ايه، اتعدلت من مكانها واتصنعت الجدية وقالت ببرود:
-احنا اتفقنا على الخطة خلاص بس محتاجين حضرتك معانا وخصوصاً انا علشان انا اللى هنفذ.
بص عليها بذهول واتحمحم وهو بيقول:
- بس دا مش خطر عليكى.
نظراتها اتحولت للشر وهى بتقول:
- مش مهم، أنا المهم عندى انى أجيب حق أخويا حتى لو هروح فيها.
كلهم بصوا عليها بحزن وهو بص عليها بقلق وخوف عليها ليحصلها حاجة.
