رواية ظلمه
الفصل الثاني2
بقلم سارة مجدي
كان خليل جالسا فى غرفته بعد ان أطمئن على ابنته يفكر .... كيف اصبح بعد ان كان ذو سطوه ومال .... والان يقول لشاب صغير ( سيدى ) ويقوم على خدمته ويتمنى رضاه حتى لا يطول الأذى ابنته الصغيره ابتسم بسخريه وهو يقول
- ادفع تمن غلطه مرتكبتهاش يا خليل ... لكن تستاهل
نظر الى الحائط الذى امامه وتلك الصوره الكبيره المعلقه وابتسم بحزن ثم اغلق عينيه وذهب فى نوم عميق . ساره مجدى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تسير خلف ذلك المحروس بملابسه الرثه متسخه ومقطعه حافى القدمين
كان شاب وسيم الشكل بشكل ملفت تلك اللحيه وعيناه ذات النظره القويه ولكنه يبدوا عليه الشقاء كانت تشعر بالغرابه ولكن لما ستتوقف عند ذلك فكل شيء فى تلك القريه غريب
وجهت انتباهها الى تلك البيوت الصغيره والفقيره
كانت تلك القريه غريبه وتفوح منها رائحه الخوف والفقر شعرت ان قلبها تمسكه قبضه قويه وقف محروس وهو يشير الى مبنى من دور واحد وهو يقول
- المستشفى اهى يا ست الداكتوره
كانت تنظر اليها باندهاش وقالت
- دى مستشفى ازاى
ليقول موضحا
- انت اول داكتوره تيجى هنا من ساعه ما الصخر بقا سيد البلد
نظرت له باندهاش اكبر وهى ترفع حاجبها باستنكار واشار الى الجهه الاخرى وهو يقول
- وده السكن
نظرت الى البيت الذى أشار اليه بيت صغير مثل باقى بيوت البلد ولكن لونه ابيض مميز بتلك اللوحه المكتوب عليها
«« سكن الاطباء»» ....
انتفضت على صوت محروس وهو ينادى بصوت عالى قائلا بقلمى ساره مجدى
- فاطنه ... بت يا فاطنه .
لتخرج فتاه لطيفه بيضاء البشره بعيون سوداء جميله ترتدى جلباب مزرقش وحجاب وقالت
- ايوه يا سى محروس ايوه يا اخويا جيت اهو آمر
ليقول لها وهو يشير فى اتجاه الطبيبه
- الداكتوره الجديده خشى نظفى السكن بسرعه
لتتحرك فاطمه ووقفت امام شيماء وهى تقول
- يا اهلا يا ست الداكتوره البلد نورت ... والله محتاجينك من زمان .
ليقول محروس بعصبيه
- اخلصى يا اختى انت لسه هتحكى .
لتتحرك فاطمه سريعا الى داخل بيتها واحضرت أدوات التنظيف ودلفت سكن الاطباء بعد ان فتح محروس الباب واقترب محروس من شيماء وهو يقول
- اصل فاطنه دى من المغضوب عليهم وعلشان كده هى الى بتشتغل وتنظف البيوت
كانت نظرات شيماء المندهشه تجعل ذلك الواقف امامها يود ان يضحك بصوت عالى ولكنه تحكم فى ذلك بقوه .
وفى تلك اللحظه فتح باب البيت المجاور لسكن الاطباء لتخرج منه مريم ممسكه بكيس اسود كبير ليتحرك محروس سريعا وهو يقول
- عنك يا ست مريم .
لترفع مريم عينيها اليه وهى تقول
- كتر خيرك يا محروس .
ليبتسم ابتسامه صغيره وتحرك بذلك الكيس ليلقيه فى مكانه المخصص وعاد من جديد لم يجد الطبيبه فى الخارج فنظر حوله ليتاكد ان لا احد يراه ودلف الى سكن الاطباء ظلمه بقلمى ساره مجدى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقف امام تلك الارض الزراعيه التى كانت يوما له ... والان اصبحت ملك للصخر حاله كحال كل رجال البلده تذكر كلمات خليل له امس ... ووصيته له ... لا يعلم لماذا يشعر بالقلق . بقلمى ساره مجدى
اقترب منه احد الصبيه وقال له
- عم منصور ... عم منصور
لينظر له منصور باستفهام وهو يقول
- ايه يا واد مالك فى ايه
وقف الصبى امامه قائلا
- عم خليل تعبان اوووى وابله مريم عايزاك بسرعه
~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت شيماء على صوت صراخ عالى لتجده ياتى من المنزل المجاور لتطرق على الباب بقوه لتفتح مريم الباب وهى تبكى وتقول
- ابويا ... الحقى ابويا ابوس ايدك
دلفت شيماء سريعا لتجد جسد ممد على الارض لتجثوا بجانبه ووضعت يدها على عنقه واغمضت عينيها وهى تقول
- انا لله وانا اليه راجعون بقلمى ساره مجدى
لتصرخ مريم بحرقه وقوه تجمع على اثرها بعض سكان البيوت المجاوره وبعد قليل من الوقت دلف كاسر الى بيت العم خليل ينظر الى الكل بتعالى ثم قال
- عملتوا ايه
ليجيبه محروس قائلا
- مستنين اوامرك يا سيد الناس
ليهز كاسر رأسه بتكبر وقعت عينيه على الطبيبه ليثبت نظره عليها قليلا ثم قال
- اعملوا المطلوب .
وغادر دون كلمه اخرى
لتنظر شيماء الى فاطمه وهى تقول
- ايه ده هو كمان دفن الميت بإذن ... ايه الى بيحصل هنا ده
نظرت لها فاطمه بقله حيله حين قال محروس بلهجه غريبه
- الصخر كبير البلد وسيدها ... وسى كاسر ايده اليمين ..وكل حاجه هنا بأمره
لتنظر له شيماء باندهاش مستفهم وسألت
- يعنى ايه ؟ وصخر ده ليه مش بيعمل كل حاجه بنفسه ؟
ليقترب منها وهو يقول
- بلاش يا ست الداكتوره تسألى فى حاجات ممكن تأذيكى ولمؤخذه .
وتحرك من امامها لتشعر انها بداخل فيلم او قصه مخيفه اغمضت عينيها لثوانى ثم فتحتها لتقع عينيها على تلك الجالسه ارضا تبكى بصمت
اقتربت منها وجثت امامها وربتت على كتفها لتنظر اليها مريم بتشتت ورعب ... خوف مستوطن عينيها لم تستطع شيماء التحدث امام كل ذلك الذل والهوان الذى لاحظتهم فى عيون تلك الفتاه الجميله
انتهى الرجال مما يفعلوا وتحركوا حتى يوصلوا الحاج خليل الى مثواه الاخير
كانت فاطمه تحتضن مريم المنهاره من البكاء وكانت تسير بجانبها شيماء وبعض نساء البلده
كان منظر حزين حقا بكل معانى الكلمه .. رجال يبدوا عليهم الهم والحزن وضيق الحال .. وشباب صغيره سنا واطفال كثر.
والكل يحمل هم كبير يرتسم بوضوح على وجهوهم ظلمه بقلمى ساره مجدى
~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف من باب القصر وعبر تلك الحديقه المظلمه
وفتح الباب الداخلى ودلف الى الداخل لينظر الى انحاء القصر المظلم نسبيا ليجد ضوء يخرج من غرفه المكتب فتوجه اليه ودلف الى الداخل ينظر الى ذلك الجالس هناك خلف المكتب ويعطيه ظهره فقال مباشره
- كله تمام يا صخر ... و ديونه جبال .... بس دخولك صوان العذا كان جبار .. وحركه ملعوبه
لم يحرك ذلك الجالس ساكنا ليكمل قائلا
- على العموم هعمل الى اتفقت عليه ..... ومن بكره
ليلتفت ذلك الجالس لتظهر نظره عيناه القويه الحاده وقال بصوت قوى مخيف ظلمه بقلمى ساره مجدى
- تمام .... انا عايز كل الحاجات الى تخصه تكون تحت رجلى ... كل حاجه يا كاسر .
ليبتسم كاسر بشر وهز رأسه بنعم وتحرك للخارج .
