رواية ظلمه
الفصل التاسع9
بقلم سارة مجدي
طرقت الباب الداخلى للقصر وهى تشعر بالخوف ولكنها ابتسمت براحه حين وجدت مريم تقف امامها اقتربت منها سريعا وهى تقول
- ست مريم انتى كويسه ... البلد كلها قلقانه عليكى
تلفتت حولها فى خوف ثم قالت
- وانا هموت يا فاطمه هموت .
كاد ان ينزل لها حين استمع لصوت احد اخر معها واستمع الى اجابتها ليظل واقف فى مكانه يستمع لها
امسكت فاطمه يدها وهى تقول
- الحج منصور بيقولك هيحاولوا يلاقوا حل
لتقول مريم سريعا وبخوف
- لالالا .. بلاش ... هيأذيه ... انا يمكن ربنا يريحنى قريب .. انا لا باكل ولا بشرب ولا بنام
كانت دموع فاطمه تغرق وجهها وقلبها يأن الما
وكان هو يغمض عينيه الما وهو يتذكر كلماته له وهو مقيد بالشجره فى منتصف النهار يتمنى شربه ماء او يتمنى الموت
عاد الى غرفته سريعا واغلق الباب واستند عليه بظهره وهو ينظر الى الامام بإصرار
دفعت مريم فاطمه برفق نوح الباب وهى تنظر حولها وقالتى
- امشى قبل ما ينزل ويشوفك ... بدل ما يطولك أذاه .
تحركت فاطمه الى خارج الباب وقالت
- هطمنهم عليكى .. و ربنا معاكى ويعينك
اغلقت الباب خلفها ثم نظرت الى الاعلى تتأكد من عدم نزوله وسماعه لما حدث ثم عادت الى ما كانت تقوم به
~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تنظر الى الهاتف بغرابة .... هل كل ما قالته لم يقلق والدها عليها ولو قليلا .... كيف ذلك تشعر ان هناك سر يخفيه من اول موافقته ان تاتى الى هنا ... الى كلماته الان التى لا تصدقها حتى الآن كيف يقول لها هذا
« لازم تفضلى عندك دورى على الصخر .. وقوليلوا الى صاحبه بيعمله ... متهربيش واجهى .... مترجعيش ... انت سامعه مترجعيش »
ليغلق الهاتف بعد كلماته مباشره ... ويتركها فى حيرتها وخوفها وحدها
~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف الى مبنى المستشفى يبحث عنها بعينيه حين لمحها جالسه خلف مكتبها ظل ينظر اليها باستمتاع هو لم يشعر بذلك الشعور من وقت حبه للين ... ولكنه لن يقبل ان تكون نهايه قصته مع تلك الطبيبه كنهايه قصه لين .... لن يسمح لها ان تختار حضن القبر بدلا من ان تنام فى حضن ذراعيه وقلبه ستكون له مهما حدث ... حتى اذا اخذها غصب ... رسم ابتسامه بارده على وجه وهو يقول
- خلينا نشوف دكتوره بجد ولا مجرد كلام
صوته جعل جسدها ينتفض و لكنها حاولت التجلد واظهار البرود . نظرت اليه بتعالى ثم وقفت وهى تقول
- ويترى المريض بيشتكى من ايه
رفع يده لترى كدمات زرقاء على كف يده واصابعه وبعض الجروح
لتطلب منه الجلوس على السرير واحضرت ادواتها وبدئت فى تطهير الجروح كانت تعلم انه يتألم ولكنها لم تهتم ان تعطيه شئ مسكن او ان تضع له البنج فمؤكد اصابعه قد كسرت بحثت فى كل المشفى على ادوات التجبير ولكنها لم تجد لتحضر رباط ضاغط ... واحضرت تلك العصى التى يستخدمها الطبيب للكشف على الحلق وثبتت بها الاصابع ولفت الرباط الضاغط باحكام .
كان هو يتابع ما تفعله بعيون صقريه تركيزها الشديد عينيها ... حركه اصابع يدها صوت انفاسها رائحتها كل ذلك كان يشعره بنشوه وسعاده كاد ينسى معها الم يده القوى انتهت مما تفعل لتبتعد عنه وهى تقول
- صوابعك مكسوره .. وللاسف مفيش هنا الادوات المطلوبه علشان اجبسها ... فعملتهالك بالطريقه البدائيه .
ثم نظرت اليه وقالت بتقزز
- خليك رافعها ... و حافظ عليها بدل ما توصل لمرحله البتر
ضحك بصوت عالى ثم قال وهو يقف على قدميه
- وده الى انت بتتمنيه مش كده
نظرت له من اعلى راسه الى اخمص قدميه باشمئزاز وغادرت المشفى دون كلمه اخرى .
ظل ينظر الى ظهرها وهو يتوعدها بما يسعده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلفت الى المنزل لتجلس على اقرب كرسى عقلها لا يتوقف عن التفكير منذ تلك المكالمه التى زادت من حيرتها وغضبها ليكمل عليها ذلك البغيض بحضوره المستفز واضطرارها لمعالجته كانت تشعر بالاختناق اغمضت أعينها فى محاوله واهيه للبعد عن ذلك الواقع المؤلم ولكنها لم تستطع .... كل شئ حولها غريب ... ومخيف احيانا ... حقا هى اصبحت تخشى على نفسها فى تلك البلد .
~~~~~~~~~~~~~~~
كان يدور بداخل غرفته بغضب ... بعد ما سمعه وعلمه كيف اعتقد انه مهما كانت سلطته وخوف الناس منه انهم سوف يصمتون على وجودها فى بيته بمفردها ... ولكنه لن يسمح لاحد ان يأخذها منه ... هى دميته ملكه .. ثأره ... وهو لن يتخلى عن ذلك الثأر
اتصل على كاسر وطلب منه الحضور هو ومحروس والشيخ لم يفهم كاسر ماذا يريد من ذلك ولكنه أخبره انه سينفذ وفورا
جلس قليلا وهو يفكر حتى تذكر كومه الاوراق التى اعطاها له كاسر يوم احضر له مريم ليذهب الى مكتبه ويفتح ذلك الدرج الذى وضع به الاوراق ليخرج هويتها وينظر الى الاسم جيدًا لبعض الوقت ثم وضعها على سطح المكتب ثم امسك بشهاده ميلادها ونظر الى خانه اسم الام غاليه عبد السلام .
ذلك الاسم الذى جعل روحه تهدء قليلا هى ليست ابنتها ... هى ليست تلك الاخت التى سرقت منه حياته ... كانت تلك الشهاده اول شيء بحث عنها حين احضر كاسر تلك الاوراق حتى يرتاح قلبه ... وينتقم من ابنه عدوه
كان يسير خلف كاسر وهو يفكر ... بماذا يفكر الصخر هل سيتزوج مريم
الم يكن يريد الانتقام منها ... لماذا الان يريد الزواج بها
هل حدث بينهم شيء هل اغتصبها ... ام بماذا يفكر ... شعور العجز هذا مؤلم ... ليس بيده ان يساعدها ... ولا ان يقف بجانبها ... انه لا شيء حتى يحاول حتى ... فكاسر لن يسمح له نظر الى ظهر كاسر طويلا ثم اخفض رأسه بضعف واستسلام
