رواية ساعرفهم من انا
الفصل التاسع9
بقلم ايه الموافي
• فى صباح يوم جديد
هشام بغيظ : ماشى يا ملك بقى انا تعملى فيا كدا
افتكر لما كانت بتمسح للمريض دموعه و مقربه منه، ضغط على ايده جامد و قال بغضب و غيرة :
- شكلك كدا محتاجة تتربى من اول و جديد يا ملك و انا اللى هربيكى
تليفونه رن فراح يشوف مين بس غمض عيونه بإشمئزاز وقال بقرف :
- يادى أم القرف اللى على الصبح
رد على الموبايل و قال بترحيب مصطنع :
- صباح العسل على أحلى الناس
ضحكت برقه وقالت بتصنع البراءة :
- أنا اسفة على الإزعاج بس انا رنيت عليك بالغلط
ابتسم بسخرية و قال بلطف مصطنع :
- يارت كل يوم ترنى عليا بالغلط .. دا يوم المُنى
ضحكت بمياعة و قالت بدلع :
- بطل تكسفنى بقى يا واد انت
ضحك بصوت عالى و قال بنحنحة :
- يا قلب الواد انتى
اتنهدت بهم وقالت بحزن مصطنع :
- والله انت ضحكتنى وانا مكنتش عايزة اضحك
ضم حواجبه بإستغراب و قال بتساؤل :
- ليه ايه اللى حصل
ردت عليه بخبث و قالت :
- اصل صاحب الشقة اللى انا مأجراها منه زود فلوس الإيجار و انا مش عارفة انا هدفع الفلوس الشهر الجاى ازاى.
تصنع التفكير و قال بخبث :
- السكرتيرة بتاعتى استقالت بسبب انها هتتجوز وجوزها مش عايزها تشتغل، فإيه رأيك لو تيجى انتى بدل ما ندور على سكرتيرة.
ابتسمت بخبث و قالت بفرح مصطنع :
- شكرا بجد انا مش عارفة اودى جميلك دا فين
ضحك بمكر وقال :
- بس متنسيش تعزمينى زى ما اتفقنا و انا علشان جدع فهستنى لما تقبضى اول مرتب ليكى.
ضحكت و قالت برقة :
- طبعا مش ناسية
اتنهد بتعب وقال :
- هكلمك فى وقت تانى علشان انا ورايا شغل مستعجل
قفل معاها وهى بتضحك بمكر لنجاح خطتها وهو اول ما قفل المكالمه تف على الموبايل بقرف
رغد بمكر اول ما قفلت معاه :
- بلعت الطعم، كدا اول خطوة من خطواتى
فضلت تضحك لحد ما خرج ابراهيم من الاوضة وهو بيبص عليها بإستغراب
ابراهيم بضحك :
- انتى اتهبلتى ولا ايه
رغد بجمود :
- متتكلمش معايا
ضم حواجبه بإستغراب و قال بحيرة :
- انتى زعلانة منى ولا ايه
بصتله ببرود وقالت :
- انت شايف ايه
قرب منها وقال بلطف :
- انا شايف انك زعلانة، حط ايده على خدها وقال : و الجميل زعلان منى فى ايه
بعدت ايده وهى بتقول :
- مفيش حاجة
اتأفف بضيق و قال بنفاذ صبر :
- رغد انتى عارفة ان انا مبحبش كدا، لو زعلانة منى قولى على طول ايه اللى مضايقك انما شغل الحوارات دا انا مبحبوش
بصتله بصدمة وقالت :
- حوارات
نفخ بعصبية وقال :
- انا مش قصدى يا رغد
حطت ايدها على وسطها و قالت بغضب :
- عايز تعرف انا زعلانة منك ليه
هز راسه بآه وهى كملت بعصبية :
- فى ان من ساعة ما سوزى هانم ظهرت فى حياتك وانت معنتش بتسأل فيا
بصلها بعدم تصديق و قال :
- انتى بتقولى ايه ما انتى عارفة اللى فى فيها
اتنهدت بعصبية وقالت بحقد :
- انا عارفة انك بتتقرب منها علشان تطلع منها بقرشين حلوين، بس انت فى نفس الوقت قولت بقى انك تتسلى بالمرة بما انها حلوة شويتين وافهم العبيطة رغد انك بتعمل كدا علشان مصلحتنا
بصلها بغضب وقال بعصبية :
- انتى بتقولى ايه يا رغد، بقولك ايه متعصبنيش علشان انا على اخرى
ضحكت بذهول وقالت بغل :
- ومالك اتعصبت كدا ليه، علشان كشفتك مش كدا
اخد مفاتيح عربيته وقال من غير مايبص ليها :
- انا نازل علشان متعصبش عليكى وامور الغيرة دى متدخليهاش فى شغلنا
نزل وهى قالت بعصبية:
- ماشى يا ابراهيم اما نشوف اخرتها
• فى الكافيه
بيرى بإحراج وهى بترجع شعرها ورا ودانها :
- ادينى جيت اهو زى ما انت طلبت
أدهم بهدوء :
- انتى بتتهربى منى ليه
بيرى بإرتباك :
- لا مبتهربش مين قالك انى بتهرب
مسك ايدها اللى كانت على الترابيزة وهى اتصدمت وحاولت تشد ايدها بإحراج بس هو مسك فيها أكتر و قال بصوت حنون :
- بصيلى يا بيرى
بصتله بإحراج وهى بتحاول تهرب بعنيها منه بس هو خلاها تبصله لما قال بهدوء :
- انا عارف انك تايهه مابين قلبك وعقلك ومش عارفة تاخدى اى قرار تندمى عليه بعدين
بصتله بتركيز وهو كمل بصوت حنون وهو بيبص داخل عيونها بعمق :
- متخافيش منى يا بيرى صدقينى انا عُمرى ما هأزيكى بالعكس انا هخليكى ملكة و هشيلك فوق راسى
بصتله بدموع وهى بتقول :
- هو برضو كان بيقولى كدا
لعن فى سره ابراهيم على اللى عمله فيها و قال بأمل :
- انا غيره يا بيرى صدقينى
مسك ايدها وحطها على قلبه اللى بيدق بجنون و قال بحب :
- انتى شايفة ان فى اثبات اكتر من كدا
ابتسمت بكسوف وهو قام ووطى على ركبته و قال بمرح :
- اتجوزينى بقى وارقأفى بحالتى
حطت ايدها على بقها بذهول و قالت بكسوف :
- انت بتعمل ايه الناس بتبص علينا
ضحك وقال بحب :
- ما انا مش هسيبك غير لما توافقى
فكرت شوية وبعدين ابتسمت بحب وقالت برقه :
- موافقة
وسع عيونه بذهول و قال بفرح :
- انتى قولتى ايه
ضحكت وودت وشها الناحية التانية و قال بكسوف :
-قولت انى موافقة
اخيرا، طلع الخاتم من جيبه ولبسهولها وهى قالت بضحك :
- دا انت عامل حسابك على كل حاجة بقى
قام وقال وهو بيضحك :
- علشان اول ما توافقى ادبسك على طول دا انا مصدقت
فضلت تضحك وهو فضل باصصلها بفرح وحب
• عند ملك
كانت قاعدة فى مكتبها لحد ما دخل عليها حازم، ابتسمت برسمية وقالت بلطف: اتفضل يا أستاذ حازم
هز راسه وقعد وفضل ساكت لحد ما هى قالت:
- عملت ايه فى اللى اتكلمنا فيه
ابتسم وهو بيقول: عملت زى ما انتى قولتى وخليتها تروح مع اخوها المصيف علشان تغير جو
اتنهد بتعب وقال بأمل :
- يمكن لما تغير جو شوية تسامحنى، انا عارف ان صعب عليها جدا تسامحنى بس انا مقدرش اعيش من غيرها
ابتسمت بتأثر على مشاعره وقالت بتسأول:
- هى تعرف ان انت ابتديت تتعالج
هز راسه بالنفى وهى قالت بتشجيع:
- يمكن لو هى عرفت انك بتبذل كل جهدك علشان تتخلص من عبئ ماضيك و حياتكم تبقى احسن تسامحك.
بصلها بأمل وعيونه دمعت وهو بيقول:
- اناخايف انها متسامحنيش، لو هى صمتت على الفراق انا مش هقدر امنعها بس انا مش حياتى هتقف من بعدها .. انا بحبها
عيونها دمعت من كلامه وافتكرت كلام أدهم ليها زمان، اتمنت لو كان اتمسك بيها زى ما دا متمسك بمراته بس نفضت الافكار دى من دماغها وقالتله بعد ما رجعت لحالتها :
- تحب نعد على الشازلونج زى المرة اللى فاتت ولا هنا
قام من مكانه وهو بيقول بتعب: لا خليها عى الشازلونج؛ برتاح عليها أكتر
نام على الشازلونج وهى راحت وراه وقعدت على الكرسى اللى قدامه
وقفنا المرة اللى فاتت لما عرفت ان خالتك هى اللى قتـ ـلت عيلتك
اخد نفس عميق وخرجه من بوقه وهو بيقول
- بعد اللى حصل وانا بقيت لوحدى تماما، ماكنش فيه غير افكارى السودا وبس، مبثقش فى حد خالص وعندى اقتناع ان اقرب حد ليا هيجى اليوم اللى هيغدر بيا فيه
كنت منعزل ومبخرجش من العالم الضلمة اللى انا فيه، لحد ما هى ظهرت وفضلت تسحبنى منه شوية بشوية
عيونه لمعت وهو بيقول بحب:
- صديتها كتير فى الاول وكنت بتعمد اجرحها علشان تسيبنى فى حالى و تبعد عنى بس هى كانت متمسكة بيا
ابتسم بحب وهو بيقول بشرود:
- انا معرفش هى كانت شايفة فيا ايه علشان تفضل متمسكة بيا كدا لحد ما غصب عنى حبيتها
حبيتها لدرجة انى خُنت وعودى اللى كنت واخدها على نفسى وهى انى افضل لوحدى طول عُمرى، وصلت لدرجة ان اليوم اللى مبشوفهاش فيه بحس ان يومى ناقص ومافيش اى حاجة ليها طعم
لما لقيت نفسى متعلق بيها كدا اعترفتلها بحبى على طول واتجوزنا
ابتسمت ملك بتأثر لحد ما هو كمل بدموع وذنب:
- بالرغم من كل الحب اللى حبيتهولها الا ان دا ممنعش انى افضل مخاونى لتغدر بيا زى ما خالتى عملت مع اختها وابويا
استحملت كتير وكانت بتعدى كل حاجة بعملها علشان علاقتنا تكمل، انا كنت بتقطع اوى من جوايا لما كنت بشوف نظرة الحزن والقهرة اللى فى عينيها فى كل مرة كنت بشك فيها
دموعه نزلت ومنع شهقاته وهو بيقول: فضلنا كدا لحد مافى يوم كنت داخل من باب الشقة ولقيتها بتضحك مع واحد فى الموبايل وبتقوله هتيجى امتى وحشتنى، محستش بنفسى غير وانا بتغط على رقبتها بإيدى وبحاول اخنقها
حاولت بكل الطرق انها تبعدنى عنها بس معرفتش لحد ما لقيت اخوها بيصرخ فى الموبايل
ساعتها سبتها بصدمة وانا بلعن نفسى على اللى عملته فيها واللى كنت هعمله
وسعت عيونها بصدمة وحطت ايدها على بوقها وهو كمل ببكاء: النظرة اللى شوفتها فى عيونها لو عشت عُمرى كله مش هقدر انساها.