رواية رقيه
الفصل العشرون20الاخير
بقلم هاجر محمود
وبعد مدة قصيره تم الانتهاء من اختيار تجهيزات الزفاف واقترب موعده، فقام سليم في احد الايام بزيارة رقية حتى يعتذر منها بعد مشاجرتهم في اليوم السابق للزياره بسبب الغيرة عليه، فذهب اليها بحجه الحديث عن اذا كان هناك شيئا ناقصا ام لا في التجهيزات
عالية: اتفضل يابني الشاي
سليم: شكرا يا طنط
نظر سليم الى رقية الجالسه امامه في صمت ففهم انها ما زالت غاضبه منه
عالية: طيب اسيبكم مع بعض شويه
سليم: اتفضلي
****************
تركتهم عالية وذهبت بينما قامت رقية من مكانها وذهبت الى الشرفة فتبعها سليم الذي كان ينظر لها بحب وجلس بجانبها فطال صمتهم ثم قطع سليم هذا الصمت ودندن قائلا: ياللي زعلان مني ومخاصمني ومش عايز تاني تكلمني... واخد على خاطرك اوي مني... يا حبيبي انا اسف
تنهدت رقية بحب ثم تركته جالسا وذهبت الى سور الشرفة
استمر سليم في الغناء: ده انت عمري وعمري مفيش بعده
بينما كانت رقية تنظر امامها وهي مبتسمه من غناءه ولا تعيره اهتمام الى ان انتهى من الغناء وعرف انه لا فائده، فتنهد بقلة حيله ثم فكر قليلا وابتسم وقال بخبث: احم خلاص هانت كلها كام يوم وتبقا ف حضني ياللي في بالي وحسابنا مع بعض بقا
نظرت له رقية بخجل وقالت: بس بقا اتلم
سليم: اتلم ؟؟! ده انا هموت واعملها دلوقتي
ونهض عن كرسيه واقترب منها ببطئ
رقية بخوف: لا صلي عالنبي كده واهدا وامسك نفسك
فضحك سليم وقال: متخافيش اوي كده انا اللي مصبرني بس ان فرحنا كمان كام يوم
قالت رقية بعد ان اطمئنت بأنه يلاعبها فقط: انا فرحانه اوي وبدعي ربنا انه يقدرني واخليك اسعد انسان ف الدنيا
سليم: وانا فرحان اوي ومرتاح معاكي وبدعي ربنا انك متبعديش عني ولا لحظه ويقدرني واسعدك
رقية: يارب يا حبيبي
سليم: يارب، خلاص اتصالحنا؟
رقية: لا طبعا
اقترب منها سليم مره اخرى وحاصرها بيديه على سور الشرفه في محاوله لتقبيلها
فقال رقية وهي تضم شفتيها لداخل فمها: خلاص خلاص اتصالحنا
سليم: ايوه كده
فابتعد عنها وقررا الدخول لحجره الجلوس واكمال حديثهم الى ان غادر سليم
****************
وجاء موعد الزفاف وكان حفلا كبيرا على شاطئ البحر حضره جميع الاهل والاصحاب، وبعد انتهاء الحفل اخذ سليم رقية وقاد سيارته وهي بجانبه الى منزلهم ليبدأوا حياتهم معا، وعند وصولهم الى المنزل حمل سليم رقية ذات الفستان الرائع ودخل بها الى المنزل، ثم همس لها وهو ينزلها بين يديه: مبروك يا قلبي
رقية بخجل: مبروك يا حبيبي
لاحظ سليم خجلها منه فابتسم ورفع رأسها اليه بحنان ونظر في عينيها بحب وسألها: مالك؟
قالت رُقيّة وقد احست برعشة خفيفه: ابدا مفيش
فطمئنها سليم قائلا: ايه رأيك لو نسافر دلوقتي احسن بدل بكره
نظرت له رقية بفضول سائلة: صحيح انت مقولتش هنسافر فين؟؟
سليم: شرم الشيخ هنقعد فيها يومين ومنها على ايطاليا هنقضي اسبوعين هناك
رقية: بجد ؟؟!
سليم: طبعا، مش كان نفسك تعملي كده؟
رقية: ايوه
سليم: من النهارده طلباتك اوامر
رقية: ربنا يخليك ليا
وضمته بقوه
سليم وهو يضمها: ويخليكي ليا
ثم قال وهو يغمز بعينه: طيب ايه مفيش حاجه تحت الحساب
سألته رقية وهي تبتعد عنه قليلا وتنظر له بعدم فهم: حاجه ايه؟
سليم: تعالي كده وانا اوريكي
اقترب سليم منها بهدوء وامسكها من خصرها بحنان وقبّلها بعشق وتملك وبادلته رقية قبلته التي طال انتظارها، ومر بعض الوقت وعادت رقية لوعيها من قبلته وهي تنظر له بخجل بينما تحسس سليم باصابعه شفتيها المتورمه بسببه بابتسامه فأنزلت رقية يده وتركته وذهبت الى غرفة النوم بخجلها لتحضير حقائب السفر، فلحقها سليم وهو يضحك على خجلها منه ليساعدها في تحضير الحقائب ومساعدتها ف خلع فستانها وتبديل ملابسها وبعد الانتهاء كانا في طريق السفر ليبدأا معا شهر العسل...
**************
بعد مرور اربعة اعوام على زواجهم رجع سليم الى منزله بعد غياب فتره كبيرة وصعد السلم ووصل الي شقته ورقية في انتظاره مع طفلهم الاول إياد
رقية لأبنها: سامع ؟! دي صوت خطوات بابا... بابا وصل بالسلامة
اياد بفرحه: بابا!!
ثم ركض اياد بفرح وسعادة لا توصف الى سليم بعد ان فتحت له رقية الباب
سليم بمفاجأه: حبيب بابا
اياد: وحثتني اوي (وحشتني اوي)
رفع سليم طفله عن الارض وضمه اليه وطبع قبلة على جبينه، ثم توجه وهو يحمله الى رُقَيّة التي كانت تنظر له بسعاده بعد ان اغلق الباب
رقية بابتسامه: حمدلله عالسلامة
سليم: الله يسلمك يا حبيبتي
فلفت رقية ذراعيها حول خصره لتضمه ومال سليم اليها قليلا لتقبله
فهمست رقية له بعشق في اذنه: وحشتني اوي يا حبيبي
سليم بأبتسامه: انتي اكتر
ثم انزل سليم اياد ليذهب لغرفته ويكمل لعبه ثم ضم زوجته وتنهد بتعب
رقية بلهفه: انت كويس؟! قلقتني عليك الفتره اللي فاتت
سليم بتعب وشوق كبير: معلش كان عندي شغل كتير وأول ما خلصت اخدت اجازه
رقية: الله يعينك ويقويك
سليم: ربنا يخليكي ليا
رقية: ويخليك لينا، تعالى يلا ارتاح شويه لحد ما الغدا يجهز عالسفره
سليم: حاضر بس انا ليا طلب قبل الغدا
رقية: ايه يا حبيبي؟!
سليم: تعالي معايا
فحملها بين ذراعيه وذهب بها الى غرفتهم، وعندما دخل الغرفه انزل رقية فابتعدت عنه قليلا وسألته بغرابه: ايه يا حبيبي في ايه ؟
سليم وهو يقترب منها بمكر هادئ: عاوز حضنك
نظرت له رقية بخجل ولم ترد عليه
سليم بهمس وهو يستشعر توترها الذي يزداد بقربه منها: ايه هستنا كتير ؟! هو انا موحشتكيش ؟!
وقبل ان ترد رُقيّة رفعها سليم بين ذراعيه وقبلها بعشق الى ان تاهوا سويا في جنة حب سليم ورقية
****************
ومر بعض الوقت، واذا بطرق خفيف على باب الغرفة
سليم: ايوه؟؟
اياد: بابا!! يلا حثان نلحب (عشان نلعب)
فقال سليم وهو في حضن رقية لأياد: حاضر يا حبيب بابا
اياد: انا مستنيك
وزاد طرقه على باب الغرفه
فضحكت رقية عليه، فنظر سليم اليها وقال: بيجي في اوقات مش مناسبه خالص، اعمل ايه ف ابنك ده
رقية وهي تضحك بدلال: هو ابني لوحدي ده ابنك بردو وانت وحشته.... رد عليه
سليم: انا جاي يا حبيب بابا، اسبقني يلا عالبلاي ستيشن
اياد: ماثي
وذهب الى غرفته وجهز كل شيء بها للعب مع والده
ضحكت رقية على ردة فعله وقالت: قوم يلا ناكل وتلعب معاه شويه
سليم: وكلامنا ؟!
رقية: خلص لعب معاه عشان ميزعلش منك وبعد كده انا كلي ملكك
سليم : انا اللي كلي ملكك
واتبع جملته بالاستيلاء على شفتيها بقبله بث فيها كل شوقه اليها
فسحبت رقية شفتيها منه تلتقط انفاسها وقالت لسليم: حبيبي!!
سليم وهو يقترب منها مرة اخرى: هااا؟!
رقية: قوم يلا اياد هيزهق
سليم بقلة حيلة: طيب
****************
نهض سليم من جانب رقية وارتدي ملابسه ثم مد يده في جاكيت بذلته واخرج علبة قطيفه كبيره وجلس على السرير بجانب رقية واعطاها العلبه
رقية وهي تعتدل في جلستها: ايه ده يا حبيبي؟؟
سليم: افتحيها بس
فتحت رقية العلبه فتفاجئت بطقم الماس رائع مكون من عُقد وخاتم وحلق واسورتين في غاية الجمال
رقية: الله يا حبيبي حلوين اوي
سليم:كل سنه وانتي طيبه النهارده عيد جوازنا
رقية: وانت طيب يا حبيبي، بس غاليين شويه؟
سليم: مفيش حاجه تغلى عليكي
فابتسمت رقية وطبعت قبله على وجنته ثم بدأت بأغلاق ازرار ثوبها بسرعه
سليم: ايه ده؟
رقية بخجل: ايه؟
سليم: بتعملي ايه وهي دي شكرا بتاعتي؟
رقية: ها؟!
سليم: ها ايه؟! اربع سنين جواز ولسه بتتكسفي مني؟
رُقَيّة بأبتسامه: عاوز ايه؟!
سليم: تعالي كده
قام برفعها واجلسها على ساقيه في حضنه وبدأ بألباسها الطقم قطعة قطعة وهو يقبّلها على وجنتيها وباقي وجهها برقة، الى ان اختطف شفتيها بين شفتيه مره اخرى، ثم انزلها على السرير وضمها بشوق اكبر، بينما عاد اياد مرة اخرى ينادي والده
فقالت رُقيّة بصوت مبحوح لالهاء سليم: حبيبي
سليم: عيونه
رُقيّة: اياد بينادي تاني
نهض سليم من جانبها وقال لأبنه: ما قولنا خلاص انا جاي
(ضحكت رقية على ردود افعاله)
سليم: اضحكي اضحكي هوريكي بعدين، قومي حضري الغدا عشان جعان اوي
رقية: من عينيا يا حبيبي
قامت رقية بتحضير الطعام على المائدة اثناء انشغال سليم باللعب مع طفله، وبعد ان وضعت رقية الطعام على المائده نادت على سليم قائله: حبيبي!!! الاكل جاهز يلا
سليم لأياد: يلا عشان ناكل ونكمل لعب بعدين
وذهبوا لتناول الطعام معا واثناء تناولهم الطعام وجد سليم في طبقه رسمة لطفل صغير فقال بدهشه: رقية!! ده بجد؟!
رقية بأبتسامه: اه، هتبقا بابا تاني
اياد: هيييييه مامي هتجيب نونه
سليم بفرحه: اه يا حبيبي
ثم اخرج هاتفه من جيبه وقال: استني هتصل بأهلنا نفرحهم
قالت رقية وهي تمسك هاتفه من يده وتضعه جانبا: سبقتك، ماما عالية وماما سناء كانوا معايا عند الدكتور اول امبارح وعرفوا واتصلنا ببابا وعرفناه
سليم: بنت ولا ولد؟
رقية: بنوته
سليم: هتبقا رقية الصغيره
فابتسمت رقية وقامت من مكانها فقال لها سليم وهو يقف من مكانه: هتعملي ايه؟
رقية: هحضنك يا حبيبي
فأبتسم سليم وضمها اليه ثم نظر اليها ونظر الى ابنه اياد وقال برضا: اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تُعد ولا تُحصى
ثم نظرت رقية الى القُرّاء وقالت: عوض ربنا جميل اوي يا جماعه ولازم نستنى ونصبر عالوجع والالم وربنا هيعوضنا ويجبرنا على قد الصبر واكتر كمان
"ثم جلسوا لتناول الطعام معا بسعادة مرة اخرى"
"جبر الله خاطرنا وخاطركم بما تتمناه قلوبنا واكثر"
