رواية احببت قلبآ ليس لي
الفصل الثالث والثلاثون33
بقلم سهيله مصطفي
وكادت أن تدخل حتى أتى صوت من خلفها
_استني
ياسين: إنت إي اللي جابك هنا
قصي: ياسين انت ملكش دعوة متتدخلش
ياسين بعصبية: هو اي اللي ملكش دعوة بتكلم اختي وعايزني اقف اعمل نفسي مش واخد بالي ولا اي
قصي: قولتلك موضوع مش يخصك انا جاي اتكلم مع فرح
كاد أن يتحدث ياسين حتى قاطعه صوت فرح
فرح: ياسين ثواني.. نعم
قصي: ممكن نقعد في مكان ونتكلم شوية
فرح: لا سوري طيارتي بعد ساعة ولازم ادخل دلوقتي
قصي: يعني إي
فرح: يعني معنديش وقت أتكلم مع حد
قصي: ولو قولتلك مش هتسافري
فرح: إنت تقول اللي إنت عايزه أنا كدا كدا هسافر
قصي: بلاش تعيشي دور القوية اللي هتقدر تعتمد على نفسها وإنتي أساسا ضعيفة
فرح: لا أنا مش ضعيفة وأنا مش عايشة دور القوية أنا فعلا كدا
قصي: محصلش حبك ليا مخليكي ضعيفة جدا ومش هتقدري تقعدي هناك من غير م تشوفيني ف بدال م تروحي تقعدي يومين وتيجي ومش هتحققي حاجة إختصري المشوار ومتروحيش خالص
فرح بسخرية: مهما حصل هتفضل طول عمرك أناني ومغرور وشايف نفسك على كل اللي حواليك ولو كان فيه عندي تردد بنسبة ١٪ إني الغي السفر واسامحك وأقبل طلب والدتك فإنت بأنانينك قتلت كل حاجة ممكن تخليني أنا أتراجع وبقولهالك اهو يا قصي باشا انا فرح أحمد الهاشمي وإحفظ الإسم دا كويس والزقه في دماغك علشان هتسمعه كتير أوي الفترة اللي جاية ومش انت قولت اني مش هحقق حاجة أوعدك ان نجاحي مش هيدمر غيرك ومش هينعكس بالخسارة غير عليك
قصي: فرح أنا مش قصدي انا بس...
قاطعته فرح: مش عايزة اسمع حاجة يلا بقا يا ياسين سلام
ياسين: سلام يا قلب أخوكي
_وبالفعل غادرت فرح بروح تحدي جديدة حتى وإن كانت موجودة فإنها زادت بعد حديث قصي ، رحلت وبالفعل تنوي فعل كل حرف قالته، تنوي تلقينه درس لا بأس به يجعله يفكر للمرة المليون قبل أن يتخطى حدوده معها في الكلام
_أما هو فبمجرد ما أعطته ظهرها وكأنما أصابته لعنة ما، عيناه حمراء بشدة بداخلهما غضب يأكل الأخضر واليابس، يعلم أنها عنيدة جدا وتنفذ ما يجول بخاطرها ولا تسمع لكلام غيرها، ولكنه يعلم أيضاً أنها تحبه لا بل تعشقه فكيف ستعيش دون أن تراه بل السؤال هنا كيف سيعيش هو دون أن يراها كيف سينقضي يومه دون أن يرى الغابات الخضراء داخل عيناها الساحرة، كل تلك التساؤلات دارت في عقله ولكن حسم وقرر إنتظار ما ستفعله قطته الشرسة كما أطلق عليها هو
______&&_____________&&______________
٣ سنوات مرّت بحلوها ومرّها رغم أن المر قد تضاعف على الحلو بمراحل ، تغير الكثير والكثير في حياة كل من أفراد روايتنا، علاقات بدأت وأخرى أوشكت أن تنتهي، أحداث مرت ولكنها لم تمر مرور الكلام والآن سأحكي لكم نبذة عن كل ما حدث مع أبطالنا خلال تلك السنوات
_فلنبدأ ب العاشق الجريح: إزداد طول قصي كثيرا وتضاخم جسده من كثرة التمرينات التي يفعلها يوميا حتى تغيب عن باله وللأسف لم تفعل ذلك أبدا، ذقنه طويلة وشعيرات بيضاء قد غزتها وكأن العمر ينبهه بالمرور ، أصبح يدخن بشراهة ويشرب كثيرا وذلك تبين من الهالات السوداء تحت عينيه، يسهر كثيرا ولا يذهب لبيته أبدا فمنذ رحيلها يسكن في شقته الخاصة ولا يذهب للمنزل إلا للضرورة القصوى ، إفتتح شركته الخاصة وعمل عليها كثيراً حتى صارت من أفضل الشركات على الإطلاق ، يرفض بشدة ويخانق والدته كلما أتت له بذكر كلمة عروس فابالنسبة له إن لم تُزف هي كعروس له فلا معنى للفرح من غير فرح ، حاول كثيرا أن يتواصل معها ولكنها لم تجيبه ويتلقى في كل مرة نفس الإجابة ألا وهي الهاتف مغلق ، إستخدم جميع معارفه في سبيل معرفة مكانها ولكن دون جدوى وكأن بالفعل إنشقت الأرض وإبتلعتها، أصبح حاد الطباع جدا والبسمة لم تعرف طريقها لثغره أبدا ، أصبح أيضا أقسى وأكثر عصبية حتى أن موظفيه أصبحوا يصيبهم الرعب عند رؤيته ، عندما يسأله أحدهم يقول"سأعيش على ذكراها حتى تعود وهذا اليوم قد إقترب.. أثق في ذلك
__أما حنين وآدم قد رفضوا رفضا تاماً وبالأخص آدم أن يقام زفافهم دون أن تزينه هي بوجودها،فهي رفيقته والمقربة كثيرا لقلبه، كما حدث شد وجذب بين العائلتين حتى كادت أن تنتهي تلك العلاقة بين آدم وحنين وذلك بسبب دموع التي باتت تعامل حنين وكأنها مذنبة أيضا فقط لأنها شقيقة قصي
__أمير ودموع تحسنت علاقتهم كثيراً حتى أنهم صاروا أصدقاء مقربين جدا جدا، دموع تتذكر فرح في بعض الأحيان وتبكي على فقدان أعز صديقة لديها، تتمنى الآن لو تراها وتعانقها كما لم تفعل من قبل، عناق أخوي فهي مهما حدث ستظل رفيقتها الأولى والأقرب لقلبها، نعم ف دموع سامحت فرح وحاولت مرارا وتكرارا محادثتها ولكن بلا جدوى أما أمير ف معظم وقته مع دموع وبعض الأحيان مع قصي وننتظر نحن تطورا في علاقة أمير ودموع
___أما عند جنى وياسين فقد تمت خطبتهم وكانت خطبة بسيطة لم يحضرها سوا العائلتين، بعد أن رفض قصي خطبة بنت خالته من ياسين شقيق فرح ك محاولة منه أن تظهر فرح وتتدخل في الأمر، ولكن لم يتدخل سوا إبراهيم وتحدث مع قصي وتمت الخطبة بسلام ، ياسين تغير قليلا لا بل كثيرا فلم يعد يمرح ويمزح كما كان سابقاً وأصبح ياسين كئيب جدا ذقنه نامية بكثرة وشارد معظم الوقت في شقيقته التي لم يحادثها سوى مرتين من هاتف آدم، جنى تقف معه وتسانده ولم تتركه أبدا ودائما ما تعطيه أمل بأن فرح ستعود مجددا
__أحمد أصبح كالعجوز من شدة حزنه وندمه فهو يحمل نفسه كامل المسؤولية في رحيلها، لو رفض وتشاجر معها لم يحدث كل هذا، لا يعلم كيف تمر الأيام دون رؤياها، لم يحادثها سوى مرتين أو ثلاث من قلتهم لا يتذكر، مريم أيضا تأخذ الليل والنهار بكاءا من فرط إشتياقها لإبنتها الغالية، أخبرتها في آخر مرة حادثتها أنها ستعود قريبا ، لكنها لم تظهر منذ عام... الجميع يعلم أن آدم هو فقط من يعلم مكانها حتى أن قصي أخبره أنه سيجعله يطلّق حنين إن لم ينطق وكان رده "لن أخون وعد وعدته لرفيقتي" ، وبالفعل لم يخبر أي أحد عنها ولكن دائما ما يطمئنهم عليها ويجعلهم يسمعون رسائلها الصوتية التي ترسلها .
_أتى الآن دور بطلة روايتنا وهي فرح تُرى ماذا حدث معها؟!ستعرفون من خلال بقية الأحداث
______________$$__________$$______
في شركة قصي
قصي بصوت عالي:جهزت كل الاوراق اللازمة
أسامة (السكرتير):أيوة يا فندم كل حاجة تمام
قصي:أسامة مش عايز أي غلطات علشان متشوفش وشي التاني
أسامة:إن شاء الله يا فندم مفيش أي أخطاء يلا حضرتك بس علشان الإجتماع على وشك وهيبدأ
قصي:تمام يلا
__في قاعة الإجتماعات قدّم الحاضرين مشاريعهم وإنتهوا وكاد أن ينطق أحدهم عن الشركة التي تم إختيارها لإتمام تلك الصفقة المهمة حتى قاطعوا صوت أحدهم
#آسف على التأخير بس غصب عني لأني جاي من مكان بعيد ممكن أقدم ملف مشروعي
الرجل:إتفضل
_وبالفعل قام الرجل بطرح فكرة مشروعه وشرحها بدقة وتركيز حتى إنتهى
صفق الحاضرين على تلك الفكرة المذهلة التي لا تخرج سوى من إنسان عبقري
الرجل:بسم الله ماشاءالله بجد فكرة مذهلة إسم حضرتك إي وتابع لشركة إي
# إسمي علي وجاي من شركة F.A.A
الرجل:أنا سمعت عن الشركة دي من فترة قريبة هي جديدة صح
على:أيوة يا فندم بس جديدة كإنشاء بس أي صفقة بنكسبها وبسهولة لإن المدير ذكي جدا وبيشتغل على نفسه كتير
الرجل:بصراحة يشرفني أشتغل مع حضراتكم بس لازم أقابل المدير
علي:أكيد طبعا هو قال إنه هيقابل حضرتك في آخر ملف للمشروع اللي هو الجاي يعني
قصي:ثواني بس إزاي بعد الشغل دا كله معاك هو اللي ياخد الصفقة دي وانت عارف انها بالنسبالي صفقة العمر
الرجل:مستر قصي لازم تهدى شوية بصراحة شغلهم ميترفضش غير من واحد أهبل وأنا مش كدا خالص علشان كدا أنا قبلت شغلهم وأما بالنسبة لحضرتك فبرضو هنخليك تكمل معانا وتقدم آخر ملف وهنشوف الأفضل ونختار مع اني متأكد من دلوقتي
قصي:تمام ثم خرج مغلقا الباب خلفه بغضب
قصي لأسامة:تعرفلي مين مدير الشركة دي في أسرع وقت ممكن
أسامة:تحت أمر حضرتك يا فندم
___________$$_______________$$_____
# إي اللي حصل؟!
علي:كما توقعنا حضرتك الشغل عجب الراجل جدا وإختار شغلنا على حساب شغل حد قاعد
# مين الحد دا
علي:إسمه قصي الراوي
#طيب إي الخطوة الجاية
علي: إدولنا فترة ٣ أيام نكون جهزنا الملف النهائي وهيتقدم مع ملف قصي الراوي والأفضل هياخد الصفقة
# الصفقة دي أخدت مني كتير أوي وهتبقى ليا يعني هتبقى ليا
على:ربنا مش هيضيع تعبنا أنا واثق فيه
# ونعم بالله
علي:طب ويوم الملف النهائي هعمل اي أنا؟!
# أنا هحضر بنفسي
_وأتى اليوم الموعود
إمتلأت قاعة الإجتماعات بالكثير من الناس
قصي:أسامة متأكد إن كل حاجة تمام
أسامة:كل الورق تمام وشغلنا مظبوط
قصي:الصفقة دي أخدت مني ملايين لا مليارات وإن خسرتها شركتي هتبقى في الأرض
أسامة:لا إن شاء الله مش هيحصل كدا بس أنا حاسس إن الفكرة مش محبوكة
قصي:لا أنا متأكد من فكرتي
أسامة:قصي باشا بلاش تفكر ان حضرتك دايما صح وأنانيتك ممكن تضيعك ف ممكن نأجل الإجتماع ونراجع كام حاجة مع ابراهيم باشا
قصي:انت تخرس خالص وكلامك دا هتتحاسب عليه بعد الاجتماع
حضر أيضا علي وفي يده ملف شركته الذي سيحدد مصيرها لا محالة
الرجل:طيب يا أساتذة هنبدأ دلوقتي
قدّم الجميع مالديه من أفكار وإستمر الإجتماع لساعات عديدة وها قد حان الوقت المنتظر
الرجل:بصراحة كلكم أبدعتوا وقدمتوا شغل هايل لكن كلنا عارفين ان الشغل هيكون لشركة واحدة بس وطبعا بعد عرض المشاريع قررنا إعطاء الصفقة لشركة F.A.A ألف مبروك يا أستاذ علي
علي:الله يبارك في حضرتك يا فندم
قصي:لا مستحيل
الرجل:بس طبعا لازم نقابل مدير الشركة وصاحب الشغل العبقري دا
_أنا هنا يا فندم
قصي:ف فرح مستحيل
