أخر الاخبار

رواية بنت الاكابر الفصل الرابع والعشرون24بقلم ندا الشرقاوي

  

رواية بنت الاكابر

 الفصل الرابع والعشرون24

بقلم ندا الشرقاوي




ردت مريم ببكاء وشهقه 

_الحق يا يونس جدو مات .


وقع الهاتف من يد يونس وتوسعت عيناه كاد أن يخرج بؤبؤ عينه من الصدمة هبطت عبراته الساخنه على وجنته، فاق على صوت مريم وهى تقول


_يونس.... يونس


انحنى ليمسك الهاتف ثم أغلق الخط وأخذ مفاتيح سيارته وخرج يركض إلى الخارج والجميع ينظر إليه بغرابة من شدة سرعته، ركب سيارته وادارها لينطلق على الطريق بسرعة شديدًا كأنه في سباق سيارات رن هاتفه وكان والده ليجيب بسرعه


_بابا


رد والده بكسرة وحزن

_يونس الحقني يا بني أنا مش عارف أعمل اي رجلي مش شيلاني.


هبطت دموع يونس أكثر عند سماع جمله والده ليُحاول الثبات قائلًا

_بابا حاول تهدى أنا في الطريق وهنروح ليه أجهز أنت وماما أنا في الطريق


واغلق الخط، واستمر في الانطلاق إلى وصوله الڤيلا وجد والديه في انتظاره ليرى وجه والده المنتفخ والاحمرار على وجهه كأنه قريب من حراره شديده ووالدته تبكي في صمت

تقدم من والده الذي يجلس على المقعد ينظر إلى الأرض انحنى امامه ليجلس على ركبته ويمسك لكفه ليقبله قائلًا

_البقاء لله يا بابا


رفع والده وجهه لينظر إلى يونس ويعانقه قائلًا بحزن شديد وصراخ كأنه طفل ضاع والده

_ملحقتش اشبع منه يا يونس..... راااح خلاص يا يونس.... جدك كسرني.... ملحقتش اقعد معاه احضنه.... الغربه ضيعت ابويا يا يونس


عانقه يونس بقوه ولأول مره يرى ضعف والده حاول يونس كبت عبراته لكن هبطت غصب عنه ليقول

_شد حيلك دا قضاء الله وقدره يالا يابابا علشان نروح


وقف يونس ووالده يتاكه عليه من ضعفه والدته ورائهم، جلس الجميع في السياره وبدأ يونس القياده متجه إلى البلد


في شركة المحمدي كانت قمر تركض لتخرج من الشركة والجميع ينظر إليها بغرابة خرجت وجدت معتز ينتظرها بسيارته صعدت إلى السياره وهى تقول 

_يونس يا معتز.... يونس فين.


رد معتز وهو يحاول أن يهديها

_اهدي.... أنا عرفت إن يونس اتحرك على البلد وأحمد وزين جايين ورانا ممكن تهدي


وضعت قمر راسها على الباب لتحاول اخذ نفسها بهدوء من الصدمة قد عرفت من جدها.


بعد مرور عدة ساعات كان قد وصل يونس أمام سرايا الراوي ترجل  من السيارة وهو يرى الكثير من الناس أمام السرايا، اتجه إلى والده ليأخذ بيده وترجلت والدته. 


تقدم عمه سليمان وهو يأخذ بيد شقيقه، دلفا الجميع إلى الداخل وجد النساء في الداخل وعمته صفيه التي حضرت من مدينة الإسكندرية هى وابنتها كريمة. 


خرج ليقف مع الرجال وابن عمه كريم وعلم أن العزا غدًا نظرًا لوصية محمود الراوي أن يدفن في النهار وليس الليل.


دقائق ووقفت سيارات كثيرة تعلن وصول قمر المحمدي ترجلت قمر من السياره هى وجميع عائلة المحمدي لتبدا عيناها تبحث هنا وهناك عن معذب قلبها وجدته يقف مع الرجال ينظر إليها، وتقدم إليهم بدا الجميع يواسيه ويعانقوه ساله الحاج محمد قائلًا

_والدك فين يا يونس وعمك


هتف يونس بهدوء

_بيغير هدومه ونازل يا جدي


وقف الحاج محمد يأخذ عزا صديقه الذي حزن عليه بشده، تقدمت قمر تقف بجانب يونس الذي كان ينظر إليها فقط لتمسك بيده التي اغلق عليها بقوه كأنها كان يريد هذا لم يلاحظ أحد من كثره الناس، هتفت قمر بنبرة حنونه

_أجمد يا يونس


هتف بكسرة

_الصدمة وحشه اوي يا قمر، حاسس أن قلبي هيقف


ردت بلهفه

_بعد الشر عليك، دا قضاء الله وقدره شد حيلك


وقفت بجانبه وهو مازال يمسك بيدها لا يُريد تركها همست له

_يونس ايدي الناس بدات تلاحظ


هتف بانتباه

_أنا نسيت أصلا لكن كنت محتاجك جمبي، ادخلي جوه يالا كفاية وقفه هنا


اومئت له، ثم دلفت إلى الداخل لتجلس بجانب جدتها  بعد ما قامت بعزا عائلة الراوي نظرت إلى الدرج وجدت إمام الراوي وهو يهبط مع زوجته وشقيقه، يرتدي الزي الرسمي لأهل الصعيد وقفت لتتقدم إليه  وتعانقه قائلة 

_البقاء لله يا عمي شد حيلك، البقاء لله يا حاج سليمان 


هتف بهدوء

_والدوام لله يا بنتي /والدوام لله يا كبيرة


وقفت بجانب نيڤين لتقوم بمواسيتها لتقول نيڤين

_يونس فين


هتفت بحنو

_بره واقف مع الرجاله


ردت نيڤين بخوف

_سبتيه ليه يا قمر، يونس أول مره يتحط في المواقف دي حتى عزا جدته هو محضرهوش أنا خايفه عليه


ردت قمر باطمئنان

_اهدي متخافيش بره زين ومعتز وأحمد وجدي كمان متخافيش عليه وأنا لسه جاية من بره تعالي نقعد





جلس الجميع وكانت مريم تنظر إلى قمر بكره شديد من اهتمام الجميع بها حتى في هذه الاوقات.


بعد مرور الوقت كانت الساعة الثانية عشر مساء  كان الجميع غادر ولم يتبقى غير عائلة الراوي و المحمدي وعلم الجميع أن الدفنه بعد أذان الظهر دلف يونس 

والشباب

جلس الجميع والصمت سيد المكان وقفت مريم لتدلف إلى المطبخ وتأتي بكأس من الماء تعطيه ليونس الذي نظر إليها بجفاء وقمر التي كانت تنظر إليها بقذاره  فقط  ولاحظ الجميع لكن لم يهتموا أخذ الكأس ووضعه امامه قائلًا

_شكرا


وقف الحاج محمد وهو يقول بإستاذان

_نستأذن احنا بقا يا دوب تستريحوا شوية


هتف الحاج سليمان

_ليه يس ياحاج السرايا كبيرة وتستحمل الكل خليكوا هنى


رد الحاج محمد

_معلش يا ولدي وبعدين احنا اي وانتوا اي من النجمه نكون هنى وبعدين الولد جايين من سفر يستريحوا برده


هتف الحاج سليمان

_براحتك يا حاج تسلم على وقفتك معانا


هتف محمد

_على اي احنا أهل والمرحوم عزيز على الكُل


وقف الجميع وهموا بالمغادره ووقف يونس ليخرج معهم

وقفت قمر بجانب يونس ليقول

_مش هاين عليا تمشي أنا محتاجك جمبي يا قمر


هتفت وهى ترفع يدها تمحي اثر عبراته ليمسك يدها يقبلها

_أنا مش عارف اعمل اي


ردت بتفاهم

_مفيش حاجة هتعملها الدنيا هاديه بص الصبح هيجوا يغسلو  المرحوم وبعدين هنطلع على المقابر بتاعت العيلة وندفن ونيجي ناخد العزا خليك جمب والدك لانه شكله متأثر اوي


رد يونس

_والدي متأثر لانه شايف انه مشبعش منه انه اثر معاه


هتفت بشرود 

_فات الاوان يا يونس الكلام مفيش منه فايده ربنا يرحمه هكلمك لما اوصل


رد

_خليني اوصلك


هتفت برفض

_لا أنت تفضل هنا معاهم أنا هروح مع الشباب وجدي وتيتا متقلقش، واطلع خد دش ووالبس حاجة مريحه علشان بكره اليوم تقيل المرحوم حبايبه كتير وهتلاقي من اول الصعيد ومن قنا واسوان وكل النواحي هيحضروا 


اومن لها دون جدال وغادر الجميع ودلف يونس إلى الداخل وانتهى اليوم على هذا 


في اليوم الثاني 

استيقظت قمر من نومها لتدلف إلى المرحاض تنعم بحمام منعش، وتخرج بعد عشر دقايق تدلف إلى غرفة الملابس تخرج رداء اسود اللون وحذاء مناسب ارتدت ثيابها ووقفت تمشط خصلاتها وانتهت لتضع طرحه على راسها تهبط إلى الاسفل وجدت الجميع في الخارج ينتظرها خرجت أمام السرايا لتقول 


_هنتحرك على فين 


رد معتز 

_هنتحرك على السرايا لان عرفت انهم بيغسلوا 


ردت قمر 

_يالا بينا 


تحرك الجميع إلى سرايا الراوي دلفا إلى الداخل، سالت قمر الخادمة على الجميع أخبرتهم انهم في الاعلى 


هتفت قمر 

_ادي دكتور يونس خبر إن الكبيرة وصلت 


صعدت الخادمة لتخبر يونس الذي هبط بعد ثواني معدوده 


الحاج محمد 

_خلصتوا يا ولدي 


هتف يونس 

_ايوه يا جدي 

كانوا يستمعوا الى صراخ الحريم الذي تمزق قلبهم على فراقة. 

تسارعت الأحداث والان أمام المقابر، كان يونس يقف برهبة أمام المقابر كم أن الحياة فانية وهذه النهاية لا أحد يأخذ معه غير عمله فقط. 


((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))


كانت هذه كلمات الشيخ الذي يقف معهم وضع الميت في المقابر وتم الغلق عليه ليدور الحديث في راسه... لم يعد هناك جدي الآن سوف يغادر الجميع ويبقى بمفرده سوف تظلم بعد عدة ساعات ويبقى بمفرده هذه هى الحياه والنهاية 


رجع الجميع إلى السرايا ليبدا العزاء كان إمام وسليمان والحاج محمد في المقدمة والباقي بجانبهم 


كانت قمر في المطبخ تاخذ كاس لتملئ ماء لنفسها وكانت مريم تصنع القهوة هتفت قمر ببرود 

_مش اي حاجة تقدري تخديها 


ردت مريم بتصنع عدم الفهم 

_افندم؟؟ 


هتفت قمر بذكاء 

_بلاش لف ودوارن دا أنا الكبيرة برده بس حابة اقولك أن المرادي كلام المره الجاية فعل، المره لما ترخص نفسه بتكون رخيصة جوي جوي يا بنت عمي، فاكره أنه أكده هيبصلك ولا اي كان غيرك اشطر اللي تملى عينه قمر ميبصش لغيرها ابدا وقمر أو غير قمر الراجل اللي يكون معاه ست ويبص لوحده تانية يبقا مش راجل وصدقيني مش هتكسبي حاجة ولحد دلوقتي بتكلم بس مبعملش فعل وأنتِ عارفة فعلي هيكون اي وعلى فكرة الروج بتاعك مش حلو خالص هبقا اقولك أنا بجيب منين. 


في الخارج

وقف اسطول من السيارات أمام السرايا ليترجل اسطول من الحرس ويبدوا انهم رجال أعمال مُهمين 

تقدم أحدهم وهو يسال عن قمر المحمدي رحب بهم معتز وأحمد وقاموا بتعزية يونس الذي لم يكن يعرفهم خرجت قمر وهي تقول 


_أهلا وسهلا سعيد بيه 


هتف سعيد بابتسامه هادئة ودبلوسمية 

_اهلا بيكِ قمر هانم، البقاء لله 


ردت قمر 

_والدوام لله مكنش ليه لزوم واللهِ كفاية التلفون 


هتف مؤمن 

_إزاي يا قمر هانم دا واجب علينا برده 


قمر 

_شرفتونا معتز شوف الرجاله يشربوا اي اتفضلوا 


وقفو سويًا ويونس يقف ينظر إلى هذه الفتاه التي لها علاقات في جميع انحاء مصر والجميع يعرفها ويصنع لها الف حساب 

وقف يونس بجانب قمر التي مسكت في يده بحب 


تمتم سعيد 

_تشرفت بمعرفك يا دكتور يونس 


رد يونس مبتسما 

_أنا أكتر سعيد بيه 






كانت قمر تقف بينهم بكبرياء عظيم لا يدل على امرأه كانت تتحدث بثقة عمياء وهذا ما اعجب به يونس. 


في الداخل كانت مريم تقول ساخره 

_عشا وشوفنا الحريم بتقف وسط الرجالة لا وكمان جايين رجالة يعزوها وراجلها واقف معاها عجايب حريم اخر زمن 


نطقت نيڤين وهي تقول 

_لسانك في بؤقك يا مريم وملكيش دعوه بـَ قمر يعني مسمعتش ليكِ حس وهى بتدهملك في المطبخ اللي يقف قدامها خسران وبعدين مش احسن من أن شغلتك هى البيت اطلعي واسالي دا أنتِ عايشة هنا يعني عارفه هى مين وبعدين مش شغلك متتكلميش، راجلها واقف معاها والرجال كلها واقفين مش واخد واحد في حته مقطوعه ولا بترمي بلاها على حد


شعرت مريم بالاحراج من حديث نيڤين التي لم تتوقع ردها وكانت الحاجه زهرة تنظر اليها بابتسامه واسعه كأنها علامة للنصر.


في الخارج غادر الجميع بعد وقت ليس قليل للغاية، دلفا الجميع إلى الداخل سأل يونس عن قمر وكانت في المطبخ، دلف إلى المطبخ وجدها تقف تصنع القهوة وقف بجانبها ليقول بحنو 

_بتعملي اي يا قمر مخلتيش حد عملها ليه 


استدارت نص استداله له لتقول بحنو 

_قولت اعملك قهوة وسندوتش لأن أنت خلاص فصلت مينفعش كده يا يونس ولو قولت عصير هتقاوح معايا فا هتشرب الاتنين 


رفع يدها أمام فاه ليُقبلها بحنو لتبتسم بحب، وهتف 

_يديمك ليا يا قمر يجوا يشوفوا قمر هانم بنفسها بتعملي قهوة 


هتفت قمر بدلال 

_قمر هانم مع دكتور يونس بتكون حاجة تانية ودا اللي عودها عليه الدكتور 


رد مبتسمًا 

_احلى قمر، أنا تعبان يا قمر لأول مره اتمنى أن في الوقت دا تكوني مراتي على الاقل هدخل أوضة النوم اترمي في حضنك مخرجش منه تشحنيني بطاقة ايجابية بدل السالبية 


ردت متفهمة الوضع 

_قربنا يا يونس وبعدين أنا معاك اهو مسبتكش وهتابع شغلي من هنا مش هرجع غير وأنت معايا 


رد بشرود 

_مش عارف يا قمر بابا ناوي على اي يبعد عني تاني ويقول هسافر ولا يقول هقعد في البلد على طول قراراه دلوقتي حاسس انه هيوجعني 


ردت بحكمة

_معتقدش بالعكس دا مش هيسيبك نهائي اللي حصل مع الحاج محمود عمو إمام عمره ما هيقرره معاك يا يونس وغير كده أنت وحيد 


سمعوا صوت فقاقيع شهقت قمر بخضه لتقول 

_القهوة، اخص عليك يا يونس 


رد مبتسمًا 

_مليش نصيب فيها كفاية العصير والسندوتش بالدنيا كفاية انهم من ايدك، متزعليش من مريم يا قمر 


ردت بخبث

_دي زي اختي بالظبط أنا بس اتكلمت معاها بس 


هتف بهدوء 

_بلاش مشاكل احنا هنتجوز وهنيجي هنا زيارات بلاش مشاكل 


ردت موضحة حديثة 

_لا يا يونس دي بلدنا زيارات دي للاغراب محدش فينا هيستريح غير هنا وسط ناسه واهله انا عاوزه عيالي يعرفوا ان في عيله إن دا بيتهم الأول مش التاني مش بيجوا زي الضيف 


رد يونس 

_فاهم يا حبيبتي يالا نخرج 


ومر اليوم دون أحداث تذكر. 



      الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-