رواية حارة الباشا الفصل التاسع والعشرون29بقلم فيروز احمد


رواية حارة الباشا بقلم فيروز احمد

رواية حارة الباشا الفصل التاسع والعشرون29بقلم فيروز احمد

صدمة حلت علي الجميع برحيل عمر و كلماته ، اسرعهم كانت مريم التي انتفضت من مكانها تصرخ : 

_ ايه ؟؟؟ .. عمر انت قولت ايه ؟؟ 


ركضت خلفه سريعا و امسكت بذراعه قبل ان يخرج من باب الفيلا ، ادارته نحوها و صرخت في وجهه : 

_ عمــــر انت قولت ايه ؟؟ .. انت طلقتني يا عمــــر ! .. بالسهولة دي طلقتني بعد ما حاربنا علشان نتجوز ! 


تركت ذراعه و تهتك صوتها : 

_ ده احنا حتي ملحقناش نتجوز يا عمر .. استغنيت عني بالسهولة دي ! ليـــــه يا عمـــر ليــــــه حرام عليك ! 


اجتمعت الدموع في عيني عمر و أبي اسقاطها امامها حبيبته و صغيرته الوحيده التي رآها تكبر امامه ، لم يرد ان تري ضعفه ابدا .. لذا حشرج صوته و صرخ في وجهها : 

_ مريم فـوقي يا مريم انا طلعت ابن الراجل اللي قتل ابوكي ! .. عايزانا نعيش سوي و انا شايل الذنب ده ؟!!!


_ و انت ذنبك ايــه ؟ .. انت مكنتش تعرف و لا عمرك عرفت و لا قابلت معتز ده و لا عيشت معاه ، يبقي ذنبك ايـــه ؟ ليه واخد نفسك بذنب مش بتاعك !


اشتعلت عينا عمر غضبا و علي صوته : 

_ ذنبي ايه ؟؟ .. ذنبي اني طلعت ابنه ، انا اتكســـرت يا مريم اتكسرت اودام اصحابي و اخواتي .. اتكسرت اودام اكتر أنسانه مكنتش عايزها تعرف و لا تشوف نقط ضعفي و هي انتي يا مريم .. 


هتفت مريم بعدم تصديق : 

_ و انت تتكسر اودامنا ليه يا عمرر انت ذنبك ايه ده انت كنت عايز تقبض عليه !! 


_ افهمي بقي يا مريم افهمي .. انا و نادين حلمنا طول عمرنا اننا نعرف اهلنا الحقيقين مين ، كنا بنرسم احلام و طموحات لو لاقينا اهلنا في مرة هيبقي احساسنا ايه .. هنعمل معاهم ايه ،، مجرد التفكير كان بيخلينا طايرين .. احنا يا مريم .. احنا اتكسرنا لما عرفنا ان المجرم القتا.ل ده يبقي .. يبقي .....


صمت و لم يرد ان كملها ، ابتلع غصته و اخبرها : 

_ انتي عارفة يعني ايه حلمك اللي نفسك تطوليه بين ثانية و التانية يتقلب كابوس !! .. انا مش هعرف احط عيني في عين اخوكي و لا فارس تاني .. انا مش عارف هعمل ايه بعد كده بس لازم اطمن علي نادين الاول و بعدين يحلها حلال ! 


_ طب و انا يا عمر هتسيبني بالسهولة دي وراك ! .. هي نادين اغلي مني يا عمر !


_ نادين بالنسبالي اغلي من اي حد يا مريم دي أختي ! .. و بعدين لا أخواتك و لا أمك هيرضوا اننا نكمل جوازنا بعد الخبر ده 


اقتربت منه و ضربته في كتفه تصرخ بوجع و هي تبكي بشدة : 

_ و انا فيــــــن يا عمر .. انا فيــن من حساباتك ، عامل حساب لاخواتي و لاختك و انا ايــه بره الحسبة .. مش عامل حساب لقلبي اللي بيحبك و لا احساسي و انا جمبك .. علي فكره بقي انا كنت عارفة و عبدالرحمن كان عارف و انا و هو مبنقدرش نخبي علي بعض حاجه .. بس انا علشان بحبـك مقولتش حاجه و لا فتحت بقي ، علشان مكنتش عايزة خبر زي ده يخليني اخسرك .. و اهو .. اللي خفت منه حصل و في اول مطب رمتني ورا ضهرك و مفكرتش تبصلي حتي 


مسحت دموعها بعنف و نظرت لعمر الذي اتسعت عيناه بصدمة مما سمعه ، رفعت عيناها نحو عيناه و قالت بقوة : 

_ امشي يا عمر انا مش مستنية منك حاجه .. بس خليك عارف لو جيت لي راكع انا مش هسامحك علي وجع قلبي ده !! 


قالتها و التفتت تركض الي داخل الفيلا بينما عمر تدارك صدمته سريعا و صرخ في عقبها : 

_ مريـــم استني .. مريـــــم ! 


و لكنها اختفت من امام ناظريه .. نظر الي شقيقته بين يديه و تنهد باسي و حزن ، اتجه لسيارته وضعها في الخلف و ركب في مقعد السائق يضرب رأسه في المقود بضربات غاضبة ثم انسابت دمعاته اخيرا بحزن و الم لكل ما سمعه اليوم .. دقائق من الصمت قبل ان يمسح دموعه و ينطلق بسيارته دون رجعه ! ... 


##########################


داخل الفيلا ، ما ان دخلت مريم تبكي حتي احتضنها توأمها يواسيها فانهارت بين ذراعيه .. تابع كل من يوسف و ريانا المشهد بصدمة قبل ان تهمس ريانا له : 

_ علي فكرة انا كنت حسه انهم عياله بس انا مصدومة زيي زيهم .. عمر ده غلبان اووي يا يوسف بجد مشوفتهوش لما غرقت له شقته .. و لا نادين دي طيبة و الله عمرها ما أذت حد خالص !! 


ضمها يوسف ناحيته و همس لها : 

_ انا بردو مصدوم زيك الصراحه و الجو هنا قلب دراما و انا حاسس انه مبقاش له لازمة وجودنا .. ما يلا نمشي 


_ احمم .. معاك حق الصراحة قولهم اننا هنمشي طيب ! 


_ تعالي ننسحب بهدوء مش هياخدوا بالهم اننا مشينا !


انسحب يوسف و ريانا من التجمع دون ان يلحظهما احد .. لاحظ علي الباشا عدم وجودهما بعد مدة ، فهتف لروسيل التي كانت تحمل نوسة و تضمها بشدة و قلق من الاحداث الجارية : 

_ روسيل خدي نوسة و اطلعي علي فوق و انتي يا سناء خدي ابنك و اطلعي معاها 


اماءت له الاثنتين دون مجادله و اسرعا بالصعود الي الاعلي .. ثم اشار لعبدالرحمن الذي يحاول تهدأت مريم : 

_ و انت كمان يا عبدو خد مريم و اطلع بيها فوق 


ابتعدت مريم من احضان توأمها و وقفت بقوة تهتف غاضبة : 

_ لا مش هطلع يا أبيه .. هتقولو ايه من ورايا تاني ! .. الموضوع يخصني المرة دي و ده خطيبي لو هتقولو حاجه قولوها اودامي 


_ خطيب ايه يا بت ما خلاص طلقك و كتر خيره اوووي انه طلقك ! 


قالتها وداد ساخرة ، لتنظر لها مريم بسخط و لاول مرة تتمرد علي أمها و تقول ببرود : 

_ خطيبي يا ماما .. و غصب عن اي حد انا بحبه و مش هحب و لا هتجوز حد غيره .. هو طلقني من ورا قلبه انا متأكده علشان كان مصدوم لكن لما يفوق و يراجع حساباته هيرجعلي تاني ! 


مصمصت وداد شفتيها بضيق و صرخت في ابنتها : 

_ و انتي عايزاه يرجع تاني ليه ! .. بقولك ابن الراجل اللي قتل ابوكم انتي ايه ما بتفهميش للدرجادي الواد عامي عينيكي ! 


_ انا ميهمنيش يا ماما عمر يبقي ابن مين ! .. انا حبيته و هو عمر بس و هفضل احبه و هو عمر بس ! .. بعد اذن حضرتك دي حياتي متتدخليش فيها 


شهقت والدتها بصدمه من حديثها بينما ابتسم علي الباشا و اقترب من اخته ، ظنته سيصفعها علي حديثها مع امها و لكنها لم تخف و وقفت صلبة تنظر له بقوة ... سحب علي رأسها لحضنه و ابتسم بهدوء : 

_ اول مرة تقولي حاجه صح يا بت .. قوتك انتي وعمر دلوقتي في بعض ، اوعي تاخديه بذنب غيره يا مريم ! 


ربت علي رأسها عدة مرات ثم ابعدها برفق .. نظر الي امه و اخبرها : 

_ مريم مبقتش صغيرة ياما و من حقها تختار هي عايزة ايه و مين في حياتها .. ياريت متأثريش عليها و علي افكارها !


_ يعني ايه يا ابن الباشا هتسيبها تتجوز ابن الراجل اللي قتل ابوكم !! 


في تلك اللحظة تدخل عماد الذي كان يستمع الي كل ما يحدث دون ان يتدخل .. اقترب من امه ، وضع يده علي كتف شقيقته و قال بهدوء : 

_ أما مريم حرة في حياتها ، و عمر ما شوفناش منه حاجه وحشه ابدا .. طول عمره غلبان و طيب ، و ابوهم ذنبه في رقبته و انا نفسي هبقي مطمن علي مريم مع عمر ! 


ضربت وداد قدميها بغضب و صرخت : 

_ يعني خلاااص يا اولاد الباشا كلكم عليا ! .. بقيت انا الوحشه و عمر ابن معتز هو اللي حلو ! .. بقي دي اخرتها و اخرة صبري و تعبي عليكم !!!


_ ياما محدش قال كده بس انتي بتاخدي الواد بذنب ابوه و هو معملش حاجه .. الواد طيب و جدع و هيصون بنتنا ! 


قالها عماد ليكمل علي الباشا حديثه : 

_ ايوة ياما و هو بنفسه كان بيدور ازاي يقبض علي معتز معانا .. هو كمان نفسه يتقبض علي معتز يبقي ليه ناخده بذنب مش بتاعه 


اقتربت مريم من امها و جثت اسفل قدمها تترجاها : 

_ علشان خاطري يا ماما متوجعيش قلبي و متكسرنيش .. انا بحب عمر و عايزه اتجوزه ، لو عايزة تشوفيني تعيسه طول عمري جوزيني لاي حد غير عمر .. لان عمري لا هفرح و لا هتهني مع حد غيره ! 


تنهدت وداد و نظرت لابنتها بحزن و الم : 

_ منتي لو اتجوزتيه هتبقي تعيسه اكتر .. مين قالكم انه مش طالع مجر.م لأبوه ، انا خايفه عليكي يا بنتي !


_ يا ماما ما هو طول عمره صاحب أبيه علي و مشوفناش منه حاجه وحشه ، ايه اللي جد دلوقتي أنه طلع ابن معتز .. مهو بنفسه بيكره معتز و هيموت و يقبض عليه 


تنهدت وداد و ربتت علي شعر ابنتها برفق : 

_ اللي فيه خير يقدمه ربنا يا مريم .. اللي فيه خير يقدمه ربنا .. اما نشوف اخرتها ايه مع ابن معتز  ! 


#########################


في الغرفة العلوية .. وضعت روسيل نوسة الصغيره علي الارض .. كان يبدو عليها الحزن و أثار الدموع  ، فاقتربت روسيل تمسح دموعها برفق تسألها : 

_ ليه بتهيط (بتعيطي) يا نوسة ؟؟ أنتا كويس ؟ 



تساقطت الدموع من عيني الصغيرة قبل ان تقول ببكاء : 

_ انا خايفة اوووي .. شكلي مش هشوف ماما تاني و ماما ماتت ، بابا بيكدب عليا ماما مش كويسة .. هو انا مش هشوفها تاني بجد ؟؟ 


_ نو طبها (طبعا) يا نوسة .. هلي قال مام أنت هايش (عايش) و هترجه (هترجع) كريب (قريب) ! 


بكت نوسة اكثر و هتفت بتشنج : 

_ طب ليه .. ليه مرجعتش مع بابا .. ليه .. ليه موادنيش علشان اشوفها و .. و اطمن ! 


ضمت روسيل نوسة اليها برفق و مسحت علي شعرها برفق : 

_ أنا واثك (واثق) يا نوسة إن مام أنتا سترونج (قوية) و نو واي تموت .. أنتا كمان خليك واثك (واثق) في مام ! 


زجتها نوسة بعيدا و صرخت بوجهها : 

_ انتي ملكيش حق تقولي ماما قوية و لا لا .. انتي اصلا السبب من ساعة ما بابا اتجوزك و ماما علي طول بتعيط و زعلانه .. انتي جيتي تسرقي بابا مننا ، معرفش هو اتجوزك ليه اصلا !!! 


نظرت روسيل لنوسة بذهول و حاولت تهدأتها : 

_ ويت نوسة (استني) .. انا اتجوزت داد أنتا بسبب مهمة خطيرة .. أنا مش جاي أسرك (أسرق) يور داد من يور مام خالص يا نوسة ! 


_ امال ليه ماما كانت بتقول ان بابا بيحبك ، و انك هتسرقيه منها .. انتو فاكريني صغيرة و كلكو بتكدبوا عليا !! 


_ نووو نوسة .. انا مش أكدب علي أنتا .. داد أنتا بيحب مام أنتا سو ماتش (جدا) .. و مهما مهما حصل يور داد مش هيحب أنا .. أنا هخلص المهمة و (go) امشي من هنا !


مسحت نوسة دموعها و انفها و نظرت لها برجاء : 

_ بجد و لا انتي بتضحكي عليا زيهم علشان انا صغيره ؟ 


ابتسمت لها روسيل برفق و ربتت علي شعرها : 

_ بجد نوسة .. داد أنت بيحب سو ماتش مام أنت مش أنا .. دونت وري (متقلقيش) 


ابتسمت الصغيرة و شعرت بالاطمئنان فاحتضنت روسيل سريعا و احتوتها روسيل برفق و ربتت علي شعرها .. دقائق و خرجت من حضن روسيل تسألها : 

_ يعني ماما هتبقي كويسة و هترجعلي ؟؟ 


_ اكيد يا نوسة يور مام سترونج (قوية) و هترجه (هترجع) ...


في الاسفل هدأت مريم من البكاء فاخذها عبدالرحمن للاعلي ليقفا في الشرفة قليلا لاستنشاق الهواء ، و اخذت وداد علي الصغير و صعدت لتتسامر مع سناء ..


بقي علي و عماد و فارس يجلسون ينظرون بعضهم لبعض دون حديث لبعض الوقت .. حتي قطع عماد الصمت متساءلا : 

_ دلوقتي يا علي فهمني انت عايز تعمل ايه ، احنا مش هنفضل طول حياتنا علي كف عفريت كده .. مشاكلك في شغلك مع معتز ده تحلها بينك و بينه ، لكن كده العيلة كلها في خطر و احنا مينفعش نسيب شغلنا و حالنا و نروح نقعد في اسكندرية ، هناكل و نشرب منين !! 


تنهد علي الباشا بثقل و نظر لشقيقه : 

_ معاك حق يا عماد .. بس بردو احنا بقي معانا ورقة ضغط ممكن تجيبلنا معتز ده في الحجز في ثانية .. و منحتاجش لا نروح اسكندرية و لا غيرها !


_ قصدك ايه يا باشا .. اوعي تكون بتفكر تجيبه بحجة ان عمر و نادين عياله ! .. عمر مش ممكن يوافق علي الكلام ده و لا هيسامحك !! 


قالها فارس بعصبية ، بينما ابتسم علي الباشا بمكر و هتف بسخرية : 

_ مفيش حاجه هتجيب معتز غير كده .. متنساش انه بيعمل كل ده علشان خاطر عياله ! 


_ ناوي تعمل ايه يعني ؟؟ 


علي الباشا بشر و حقد : 

_ هقولك هنعمل ايه ...... 


#########################


وصل عمر الي شقته مع اخته الصغري نادين .. وضعها فوق الفراش و اتجهه للسراحة يحضر زجاجة عطر ليفيقها 


افاقت نادين متأوهه بالم من رأسها ، نظرت لشقيقها بعذاب و بادلها عمر نفس العذاب ثم انفجرت تبكي بالم و مرارة صارخة : 

_ ليــــه يا عمر .. ليــــــه يطلع بين كل رجالة الارض دول كلهم معتز هو اللي ... ليـــه ! .. و الله حرام ده انا حلمت بابويا ده ملاييــن المرااات .. حلمت اعرف هو كان هيبقي قد ايه حنين عليا ، هيجبلي اللي اطلبه و لا لا ، هيدلعني و لا لا ! .... لكن معتز ، معتز ده مجر.م  .. ده .. ده كان بيعذبني يا عمر علشان اشتغل معاهم عارف يعني ايه ابويا اللي عشت احلم اشوفه كان بيعذبني !! 


انتفضت بغضب و صرخت بالم : 

_ اااااه يا عمر مش قادرة اصدق ، مش عايزة اصدق لا اكيد انتو بتكدبوا عليا .. قولي ان ده كدب يا عمر ! 


ضمها عمر سريعا اليه برفق و مسح علي شعرها برفق : 

_ انا حاسس بنفس العذاب اللي انتي فيه ، و مش مصدق زيك بالظبط .. لكن يا نادين يا حبيبتي احنا ملناش علاقة بالراجل ده ، لا عمرنا عاشرناه و لا واخدين منه طباعه الحمدلله .. يبقي و لا كأنه موجود في حياتنا ! 


_ ازاي يعني يا عمر ده طلع أبونا .. أبونا اللي خلفنا بجد مش اللي اتبنانا ! 


تنهد عمر و مسح شعرها برفق و همس لها : 

_ نادين ممكن نسيب الموضوع ده و منفكرش فيه دلوقتي خالص .. انا عارف انها صدمة لكن عايزين نحاول نهدي علشان نشوف هنتصرف في الموضوع ده ازاي 


نظرت له بدموع تغشي عيناها و صارحته بألم : 

_ عمر أنا الخبر ده كسرني .. أنا .. مش هعرف احط عيني في عين فارس تاني و لا .. انت كمان .. انت كمان مش هتعرف تبص في عين مريم تاني معتز أذاهم هما الاتنين و ...... 


_ نادين أنا طلقت مريم ! 


انتفضت بصدمة و نظرت له بعدم تصديق : 

_ ايـــه ؟؟ .. طلقتها ليـــه ؟ .. ليــه يا عمر ؟؟ مش دي حبيبتك اللي انت حاربت علشان تتجوزها ! 


_ شوفتها يا نادين .. شوفت نظرة الصدمة و الانكار اللي كانت في عنيها ، مكنتش عايز اشوف منها نظرات شفقة ، مكنتش عايزها تبقي في صراع بينها و بين اهلها او حتي بينها و بين نفسها ... ذنبها ايه هي ان معتز طلع ابويا ! ، ذنبها ايه تعيش الباقي من حياتها يقولولها اتجوزتي ابن اللي قتل ابوكي ! .... انا مكنتش عايزها تندم يا نادين و مكنتش عايز ابان ضعيف قدامها ! 


قالها بحزن و الدموع تلمع بعينيه .. اتسعت عينا نادين في صدمة و هتفت بتساؤل : 

_ و هي كان رأيها ايه ؟ .. مدتهاش فرصة تعبر عن اللي جواها ليك ليه ؟ 


_ اديتها .. قالتلي انها كانت عارفة من فترة من امها و ان المعلومة دي مش فارقة معاها بس .. بس مقدرتش يا نادين ارفع عيني في عينيها لانها لسه صغيره و هترجع تندم علي قرارها ده ! 


تنهدت نادين و ضمت شقيقها اليها بحزن و الم ، حالها من حاله فهي ايضا لا تريد ان تري الندم في عيني فارس .. تشعر انها في كابوس أليم و سينتهي قريبا ! 


##########################


في فيلا علي الباشا ... 


جلست روسيل مع نوسة و وليد يعلمانها ما يلعبان ، وضعت كفها مفرودا فوق كفيهما و بدأت نوسة تقول : 

_ حادي بادي كرنب زبادي ، شالو و حطو كلو علي دي ، يا كتكوت روح السوق هات ........... 


_ يهني (يعني) ايه حادي بادي دي يا نوسة ؟؟ 


_ هي بتتقال كده يا روسيل العبي معانا و انتي ساكتة ! 


قالها وليد بضيق لتزفر نوسة و تكمل كلامها : 

_ يا كتكوت روح السوق هات البيضة من الصندوق ، اوعي تاكلها تطق تموت ! 


_ الكتكوت هاتأكل ال egg (بيضة) ازاي يهني (يعني) يا نوسة  ؟؟ 


التفتت لها نوسة و نظرت لها متعجبة : 

_ روسيل هو انتي بجد عمرك ما لعبتي حادي بادي ؟؟ 


_ نو واي !


_ يا ستي دي هتقرفنا كل شوية تسأل أسأله مش منطقية .. طلعيها من اللعبة ! 


قالها وليد بضجر لتزجه روسيل بغيظ : 

_ هلي (علي ) فكرة .. أنا و نوسة كان بيلهب (بيلعب) لوحدنا قبل أنتي ما تيجي !


_ يعني ايه ؟ .. اطلع انا من اللعبة ! 


ضجرت نوسة من الشجار بين وليد و روسيل فصرخت : 

_ بس انتو الاتنين .. تعالو نلعب حاجة كلنا بنعرف نلعبها .. تيجو نلعب " صلح " ؟؟ 


_ يهني (يعني) ايه صلح يا نوسة ؟؟ 


_ يوووووه لا بقي كده كتير .. طلعيها بره يا نوسة ! ......


##########################


بالعودة عند عمر و نادين .. 


حل المساء بعد وصلة من البكاء و المصارحة بين الشقيقين تركها عمر لتنام بينما توجه هو ناحية الشرفة .. وضع مقعدا و صنع كوب شاي لنفسه و جلس في الشرفة يشاهد الطريق من الخارج في شرود تام .. 


لا يعرف ماذا يجب ان يفعل أيصارح معتز بنسبهم له ، أم يأخذ اخته و يهاجرا من البلد باكملها لينقطع صلتهما مع معتز ! 


استمع لصوت الجرس فنهض من مكانه متجها نحو الخارج .. فتح الباب فرأي علي الباشا و فارس امامه ، كاد ان يغلق الباب مجددا قائلا : 

_ مبقاش في حاجة تربطنا بعد كده .. و قضية معتز اعتبروني اتنازلت عنها و كملوها انتو بمعرفتكم ! 


زج علي الباشا الباب بقدمه و دلف الي الداخل قائلا بقوة : 

_ هو ايه الدلع الماسخ ده و شغل العيال .. انا سيبتك الصبح تقول اللي انت عايزه علشان كنت مقدر انك مصدوم انت و اختك .. لكن الدلع و شغل العيال ده مينفعنيش ، احنا عندنا قضية لازم نخلصها و بعدين مش احنا كنا متفقين اننا هنجيب حقنا من معتز ايه اللي جد بقي ! 


عمر بسخرية مريرة : 

_ اللي جد اني طلعت ابن الراجل اللي عايزين ناخد حقنا منه ! 


دخل فارس بعد علي الباشا و قال بهدوء : 

_ احنا منعرفش غير عمر واحد بس ! .. و صدقني عمرنا ما قبلنا عمر الدالي ده في حياتنا ! 


اتسعت عينا عمر بصدمة و تساءل : 

_ قصدك ايه ؟؟ 


ربت علي الباشا علي كتفه برفق : 

_ يعني احنا طول عمرنا اخوات ، و عمرنا ما سمعنا اسم معتز ده غير في المصايب .. اخونا عمره ما يبقي ابن معتز الكلـ.ـب ده لو الدنيا كلها اثبتت ده ! 


ربت فارس علي الكتف الاخر لعمر : 

_ احنا اخوات يا عمر ، و مفيش حد فينا يمط لمعتز بصلة ! .. و لو انت تقدر تستغني عننا احنا منقدرش نستغني عنك ! .. احنا مش بس فريق واحد احنا روح واحدة و لا ايه ؟؟ 


دمعت عينا عمر و تنهد بشدة .. ابتسم لرفيقيه بأسي : 

_ بس أنا طلعت .....


_ شششش بلا بس بلا مبسش .. هنعتبر نفسنا مسمعناش حاجه ، و لما نقبض علي معتز يبقي يحلها ربنا .. ها قولت ايه ؟ 


تنهد عمر : 

_ قولت امري لله .. اقعدوا ، تشربوا ايه اصبلكم شاي ؟ 


_ ماشي 


جلس الاثنين و وضع لهم عمر الشاي ثم جلس معهم ، استمع لصوت علي يخبره : 

_ انا عندي طريقة نجيب بيها نهاية معتز الدالي بس محتاجين مساعدتك انت و اختك يا عمر ! 


_ طريقة ايه دي ؟ 


_ عايزين نعمل تحليل DNA ليك أنت و نادين و معتز ! 


_ و ايه علاقة ده بنهاية معتز ؟ 


_ هتعرف يا عمر هتعرف .. كله بأوانه و الصبر حلو ، خلاص كده معتز جه في ملعبي و أنا بقي اللي هاخد الفورة دي !! ........ 


ثم سرح بخياله بعيدا و همس : 

_ صبرك عليا يا معتز ، بكره أخلص منك القديم و الجديد كلــــــه

               الفصل الثلاثون من هنا 
              
لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>