رواية حارة الباشا الفصل الثلاثون30 بقلم فيروز احمد


رواية حارة الباشا بقلم فيروز احمد

رواية حارة الباشا الفصل الثلاثون30 بقلم فيروز احمد

تسامر علي الباشا و عمر و أخبره بخطته في الإيقاع بمعتز ، اعجبت عمر الخطة و وافق عليها .. اما فارس فظل يدور بعينيه في المكان يبحث عن نادين 


_ أمال فين نادين يا عمر ، انا عايز اشوفها و اطمن عليها و ابقي جمبها ! 


تنهد عمر و رد بأسي : 

_ نادين نايمة جوا ، عيطت كتير اوي و بعدين نامت 


نظر فارس بحزن ناحية الغرفة التي اشار اليها عمر و سأله : 

_ طب ينفع ادخل اطمن عليها بس ! 


_ جراا ايه يا فارس تدخل فين دي اختي و نايمه لوحدها جوا .. مقدر انك قلقان عليها بس متقولش كلام يفور الدم بقي ! 


ضحك علي الباشا و ربت علي قدمه قائلا بمزاح : 

_ اخيييرا جتلك الفرصة تعيش نفس احساسي بمريم ! 


ابتسم عمر بحنان و حزن : 

_ مريم دي حاجة تانية خالص .. دي النسمة الرقيقة الهادية في حياتي !


زجه علي الباشا غاضبا و صرخ : 

_ طب بطل نحنحة اودامي دي اختي يلا اتلم ! .. صحيح ده انا هطلع عين أمك ، انت ازاي تطلقها بالمنظر ده اودامنا كلنا يا حيو.ان ! 


_ كنت مصدوم يا علي و الله .. بس ما تقلقش انا هاجي اصالحها و ابوس راسها كمان 


_ أوعي تهوب ناحية اختي يلا .. و سيبها تتأقلم مع الصدمة الاول ! 


في تلك الاثناء استيقظت نادين ، استمعت لصوت غريب في الخارج .. نهضت من الفراش و خرجت لخارج الغرفة فابصرت ثلاثتهم امامها 


عيناها لم تحد علي فارس قبل ان تنفجر في وصلة بكاء جديدة ! 


اسرع فارس اليها و حاول تهدأتها برفق : 

_ ششش بس بس يا نادين يا حبيبتي ، كفاية عياط دموعك نشفت أهدي علشان خاطري ! 


نظرت له ببكاء و قالت بألم : 

_ انت ايه اللي جابك هنا ! .. انت المفروض متبقاش عايز تشوفني تاني بعد .. بعد .. 


_ ششش بلا بعد بلا قبل .. نادين هي في نظري نادين و معرفش غير نادين واحدة بس .. كل اللي انا سمعته ده و لااا يفرق معايا علشان عارف انه حتي لو طلع ابوكي فانتي ماخدتيش اي حاجه منه .. هو انتي فيه حد في حنيتك و رقتك و دلعك بردو ! .. قال بنت معتز قال ده انتي تضربي معتز ده نفسه بالجز.مة ! 


ضحكت برقة من بين دموعها ، فمد يده يمسح دمعاتها برفق و همس لها : 

_ كفاية عياط مبحبش اشوف دموعك بحس اودامها اني عاجز ، انتي زي منتي في نظري و عمري ابدا ما اخدك بذنب مش بتاعك ! 


_ ترااا تراااا رااا رااا رااااا .. مجبلكم شجرة و اتنين لمون كمان .. انت بتعمل ايه يلا مع اختي و بتقولها ايه في نص بيتي و اودام عيني انت اتجننت !!! 


قالها عمر الذي نهض و اتجه نحوهم غاضبا ، نظر له فارس و تساءل ساخرا : 

_ يعني انا لو عملت و قولت بره بيتك يبقي عادي !! 


امسكه عمر من تلابيبه الخلفية و صرخ : 

_ انت اتجننت يلا .. قال بره قال ، انت مش هتشوف ضفرها من النهارده ! 


_ سييييب الجاكيت يا عمر 


حاول التملص من قبضة عمر بينما يقول بغضب : 

_ يعني ايه يعني مش هشوف ضفرها .. دي اهم عندي منك انت شخصيا ! 


_ أهو كده بقي .. كيفي كده ، اما تيجي تطلبها و انا اوافق و تتجوزها علي سنة الله و رسوله ابقي شوفها يا عنيا ! 


ضحكة أتت من نادين التي تتابع الموقف الكوميدي امامها بين الصديقين ، وضعت يدها امام فمها تكتم ضحكتها و قالت : 

_ عمر سيب هدومه علشان خاطري ! 


_ انتي بتدافعي عن الواد ده يا نادين ! .. يا خسارة تربيتي ليكي  !! 


_ يا عمر هو انت لحقت تربيني اصلا ! ، سيبه يا عمر علشان خاطري !


افلته عمر و نفض يده : 

_ علشان خاطر اختي بس ! .. و يلا من غير مطرود بقي مبندخلش رجالة بيتنا بعد الساعة ١٠ بليل ! 


_ مش لما اطمن عليها ، و هي بنفسها تقولي امشي ! 


قالها فارس رافعا حاجبه بعناد .. ضحكت نادين و اشارت له : 

_ انا كويسة يا فارس اطمن .. ممكن بقي تهدوا انتو الاتنين ! 


نظرا لبعض بنظرات متحدية ، قبل ان يلتفت فارس ينظر لنادين بحب يخبرها برفق : 

_ حمدلله علي سلامتك ، قلبي كان واقع و انتي نايمة متعمليش فيا كده تاني .. و خدي بالك من نفسك مهما حصل انا بحبك و هفضل احبك و ده مش هيغير اي حاجه ! 


_ اطلع بره بيتي يلا .. اطلع بره يا حيوان روح نحنح لواحده تانيه ! 


قالها عمر بينما يزجه لخارج المنزل ، ضحكت نادين و اخبرته برفق : 

_ انا كمان بحبك يا فارس 


_ خشي يا بت جوا .. خشي جوا الاوضة و متخرجيش غير لما الواد ده يمشي ! .. يلا جواااا ! 


_ يووووه ! 


قالتها متصنعة الغضب و لكنها استدارت و عادت للغرفة و هي تبتسم بحب فعلي الاقل لم يتخلي فارس عنها و مازال يحبها !! 


#########################


وصل علي الباشا لفيلته في منتصف الليل ، استمع لصوت ضحكات في الاعلي اتيه من احدي الغرف .. 


دخل الي الغرفة فوجد روسيل تلعب مع نوسة تزغزغها في انحاء جسدها و نسمه تضحك : 

_ كفاااية ههههه كفاااية يا روسيل هههههه اعاااا يا بابا الحقني ! 


ابصرت ابيها فاستنجدت به من كمية الضحك اللي اغدقتها بقي روسيل ، اقترب علي ينظر لهم بحنان و رفع ابنته سريعا يحتضنها ، تصنع الغضب و هتف : 

_ انتي بتعملي في بنتي ايييه ! 


ضحكت نوسة و قالت : 

_ كنا بنلعب يا بابا !


_ اتبسطتي يعني ؟ 


_ اتبسطت اوووي يا بابا .. روسيل طلعت بتعرف تلعب !


نزلت روسيل عن الفراش التي كانت تجلس عليه و اقتربت منهم تقول برقة : 

_ هملت (عملت) ايه مه همر ( مع عمر) يا هلي (علي) ؟ 


_ هعمل ايه يعني .. صاحبي و هيفضل طول عمرو صاحبي مهما يكن 


_ برااافو هلي ، انتي كده جود بوي ! 


_ انا ايه يا اختي ! .. جود بوي ! .. علي اخر الزمن علي الباشا اللي بتقفله شنابات يتقال عليه جود بوي ! 


امسك بوجهها بكفه و زجه للخلف فسقطت فوق الفراش : 

_ خشي اتخمدي يا روسيل خشي اتخمدي انا جايب اخري النهارده ! 


ضحكت و معها نوسة ، ثم نهضت مرة اخري و صرخت : 

_ هلي فكرة (علي) فكره جود بوي دي حاجة حلوة ! 


_ قولتلك اخرسي و خشي اتخمدي .. ضيعتي الهيبة منك لله 


ثم نظر لابنته و سألها : 

_ مش يلا ننام بقي يا ست نوسة الساعة بقت ١٢ ! 


_ انا عايزة اشوف ماما ! 


_ حاضر يا ستي بكره الصبح هوديكي تشوفي .. مستريحه كده ؟ 


اماءت بفرحة و قبلت وجنته بحب : 

_ شكرا يا بابا يا حبيبي ! 


ابتسم بحنان و قبلها هو ايضا ، بينما انحشرت روسيل في الحديث : 

_ فين بوست انا يا هلي !! .. 


_ مببوسش الا بنتي يا عسل ! 


_ تعالي هلي أدي أنتي بوسة ! 


انحني بوجهه فقبلت وجنته برفق .. بادلها بوضع قبلة رقيقة علي وجنتها هي الاخري .. ابتسمت ضاحكة و قبلت نوسة هاتفة : 

_ جود نايت (تصبحي علي خير) يا نوسة ! 


_ جود نايت يا روسيل ! 


خرج علي الباشا من الغرفة يحمل ابنته التي تتبادل القبلات الطائرة مع روسيل و تضحك 


بينما روسيل ما ان خرجت نوسة من عندها حتي ابتسمت برفق و القت نفسها علي الفراش تفكر في نوم عميييق جدا ! 


#######################


مر شهر .. كان فارس يتحدث مع نادين علي الهاتف و يطمئن عليها كل يوم ، نوسة و روسيل علاقتهما تحولت لعلاقة جيدة يلعبان و يأكلان معا و يتفاهمان سويا ، و احبت نوسة روسيل بشدة 


عمر لم يهاتف مريم التي انفطر قلبها حزنا علي عدم اهتمامه بما حل بها من حزن ، و مازالت علي رأيها و كبريائها لن تسامحه حتي لو ركع امامها !! 


في منتصف نهار احد الايام ! .. 


دخل علي الباشا المنزل فوجده هادئا و روسيل تجلس امام التلفاز تتابع احدي الافلام بندماج بينما تأكل الفشار .. 


اقترب من الاريكه و جلس بجوارها يتنهد بألم : 

_ ااااااه يا روسيل حاسس ان عضلات جسمي كلها محتاجة تتفك ! 


_ مهلش يا هلي مهلش (معلش يا علي معلش) 


_ هو ايه ده اللي معلش هو انا بقولك اتخبطت ! .. بتعملي ايه كده و مندمجة اوي بتتفرجي علي ايه ! 


_ ده باظ يطير يا هلي انتي مش هارفاه (عارفاه) ؟ 


بحث علي من حولها بتعجب : 

_ و هي فين نوسة علشان تشغليلها كرتون .. انتي اللي قاعدة بتتفرجي ! 


_ بحبه سو ماتش يا هلي 


_ هو مين ده ياختي ! 


_ باظ يطير يا هلي 


ارتفع حاجباه بشدة و هو يراها تتابع التلفاز و تشاهد الكرتون باندماج شديد .. و فجأة ازال موصل الشاشة من الكهرباء 


_ ايـــــــه يا هلي .. هملتي (عملتي) كده ليه !!! 


رفع حاجبه بعدم تصديق و هتف بها : 

_ قومي يا بت اعمليلك حاجه مفيدة !


عبست بشدة و سألته بعدم فهم : 

_ يهني (يعني) ايه حاجة مفيدة ؟ 


سحب منها صحن الفشار و وضعه جانبا ، سحبها من ذراعها و ابتسم بمكر : 

_ تعالي نلعب ماتش ملاكمة ! 


_ نلهب (نلعب) ايه يا هلي !! 


_ مالك يا روسيل مش انتي كنتي متجندة عندنا و بتعرفي تلاكمي و لا ايه .. تعالي بطلي رغي !


سحبها نحو صالة رياضية للالعاب عملها في فيلته .. القي لها قفاز الملاكمة ، و هتف بحماس : 

_ الصراحة حظك حلو و انا رايق النهاردة .. البسي يلا ! 


_ هلي أنتي مجنونة يا هلي !! 


_ متخافيش مش هأذيكي أخلصي بقي ! 


تنهدت و امسكت القفازات ، ارتدتهم و وقفت امامه تنظر له بقلق .. استعد و اخذ وضع الهجوم و هي تشعر بالرعب الشديد من شكله ،، و لكنها تحمست ايضا و دخلت في اجواء اللعب فنظرت له نظرة تحدي و .... 



_ آآآآآي يا هلي my arm (ذراعي) 


مع اول ضربة سقطت ارضا تمسك بذراعها متألمة من ضربته لذراعها .. نظر لها ساخرا و تساءل : 

_ أحنا لسه في الاول يا روسيل قومي بطلي دلع 


_ نووو يا هلي .. أنتي كده هتكسر أنا !! 


_ متخافيش قومي ! 


مد يده لها فاستقامت تقف امامه مجددا تضع يدها امام وجهها بخوف فهدر فيها : 

_ اضربي يا روسيل ، اضربي و بطلي جبن ! 


ضربت نحو قفازاته عدة مرات و هو يصد ضرباتها بمهارة .. بدأت تندمج في الاجواء و تتحمس ، حين بادلها بالضربة صدتها بمهارة فابتسم بفخر : 

_ ايوة كده براافو .. اضربي اضربي 


ظلا يلاكمان بعضهما هي تضرب مرة و هو يضرب الاخري دون قوة حتي لا يؤذيها .. 

انحنت للاسفل بتعب تلهث و تمسح عرقها : 

_ ها .. هااا تهبت يا هلي (تعبت يا علي) 


ابتسم بسعادة و نظر لها نظرة جميلة مختلفة اقترب منها و سحبها ناحيته يضمها بشدة .. تفاجئت من ضمته و لكنها بادلته برفق و همست : 

_ هلي أنتي حنين سو ماتش



ابتسم و داعب طرف أنفها برفق : 

_ و أنتي غلبانة سووو ماتش ! 


_ أنتي شكلك هابي (سعيدة) يا هلي ! 


اتسعت ضحكته و نظر لها بفخر : 

_ صدقيني يا روسيل انا مفيش أسعد مني النهاردة .. اخيرا جبت راس الحية أخيرا !! .... 


#########################


دخل عبدالرحمن غرفة مريم وجدها تجلس وحيدة و حزينة كحالها منذ شهر مضي .. اقترب منها و احتضنها بلطف و هتف بضيق : 

_ انتي هتفضلي عاملة في نفسك كده كتير يا مريم ! .. قومي بقي فكي و عيشي حياتك ! 


_ غصب عني يا عبدو قلبي موجوع أوي ! 


_ سلامة قلبك من الوجع يا روح قلبي ! 


اتاها صوت عمر من مدخل الغرفة ، التفتت بلهفة فوجدته يقف علي عتبة الباب يحمل صندوقا كبيرا و باقة زهور حمراء جميلة جدا 


نظرت له بعتاب و كشرت حاجبيها : 

_ انت ايه اللي جايبك هنا .. امشي مش عايزة اشوفك ! 


دخل عمر الغرفة و اقترب منها بباقة الزهور هامسا لها : 

_ جيت علشان أدي الوردة بتاعتي أحلي وردة في المحلات كلها ! 


تساقطت دموعها بألم شديد : 

_ انا هنت علييك يا عمر .. هنت عليك سايبني شهر بحاله مسألتش فيا ! 


حين شعر عبدالرحمن بتوتر الاجواء بينهم انسحب ليستطيعا اصلاح ما بينهما .. 

اقترب عمر منها و مسح دموعها برقة ، قبلها فوق عيناها المغمضتين و همس لها : 

_ مهانش عليا ابدا .. متهونش عليا ابدا مريومتي حبيبتي .. انا بس كان في حاجة لازم اخلص منها قبل ما اجيلك علشان لما اجيلك اجي بقلب جامد كده و اقدر أقولك علي كل اللي في قلبي ! 


اخجلت و احمر وجهها متساءلة : 

_ متحاولش تضحك عليا بكلمتين انا مش بصدقك ! .. 


صمتت قليلا ثم سألت : 

_ ايه الحاجة دي ؟؟ 


ابتسم بسمة سعيدة ملئ فاهه و قال لها بثقة : 

_ اخيرااا يا مريومة .. اخيرا قدرنا نقبض علي معتز 

                الفصل الحادي والثلاثون من هنا 
لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>