رواية اخطر من الحب الفصل الحادي عشر11بقلم رحمه ايمن

رواية اخطر من الحب

 الفصل الحادي عشر11

بقلم رحمه ايمن


«شروق» 

بعد ما مشيت غزل بطريقة غريبة وأول مرة تعملها قعدت ارسم شوية في اللوحه الجديدة قبل ما حماسي يقل وارجع امسك التليفون من تاني فيتفتح علي بروڤيله واكتشف أني كنت فتحته عليه قبل ما اقفله فأبتسم وأقلّب فيه من جديد واشوف آخر بوست،  كان نزل من ساعتين 
بعد ما عملتله بلوك محادثات وسيبت الفيس عادي 

اهتز التلفون برقم غريب ورغم أني مبردش علي أرقام غريبة خصوصا بليل لكن قلقت فرفعت التلفون مستنيه الرد منه،  اخترق بحته صوته الرجوليه التليفون فنتفضت كل حواسي 
لكن طلعت هشه،  ضعيفه وكانه بطلع في روح 

- شروق... أنا يوسف،  هب.. بعتلك عنوان تعالي عليه 
إحتمال بعد خمس دقايق أكون مغيب خالص 
لو عرفتي تلح...... 

مسكت التلفون برعب وأنا برد بصوت مهزوز متلغف بلهفه والقلق 
- ألو!  
يوسف أنت سمعني،  يوسف! 

اتملكني الزعر في كل جسمي وجريت علي الدولاب وخرجت أي دريس شوفته قدامي عليه الطرحه وأنا بجري لباب الشقه وأخر جملة قالها لسة بترن في ودني. 

فتحت الباب لقيت إبراهيم قدامي بعد ما وصل غزل 
اتنهد بتعب وسالني 

- رايحة فين أنتِ كمان؟  هو أنا أوصل واحدة تطلعي التانية 

شاف عيني المنهاره وأنا بشهق بصوت عالي والدموع بتتسابق علي خدي بخوف،  فقرب عليا و نطق  بقلق 
- في أي يا شروق؟  حصل حاجة فهمني؟ 

خرجت حروفي مهزوزه ورجفه شفايفي وأنا بشرحه إلي حصل

- لازم نتحرك بسرعة.. يوسف رن عليا.. وقلي إني ألحقه ومرة واحدة صوته قطع،  عشان خاطري تعالي نلحقه بسرعة... أعمل أي حاجة. 

حضن خَدي بكفه وهو بهديني بصوته 
- حاضر بس اهدي ،  عربيتي من زمان مركونه مينفعش اتحرك بيها،  هروح اجيب مفتاح عربية ماما واجيلك تمام،  اهدي هيكون كويس يا شروق أنا معاكِ

حركت راسي بالأيجاب فحرك إيده ودخل بإستعجال وخلال ثواني لقيته قدامي وتحركنا علي عربية ماما وساقها للمكان اللي بعته ليا... 

~~~~~~~~~~~~~~~

« موسي»

« موسي!  أنتَ سمعني!  موسي رد عليا! 
أي الي حصل؟!» 

لما يكون ألف واحد بيتخانق في راسك وقتها بتحس أنك فقدت الأمل في كل حاجة وبيرجع اليأس من جديد يتملكك  ونارك تزيد متهداش 
وزي المرة الأولي اللي عرفتها فيها،  صوتها اخترق كل حواسي،  نفس اللهفه ونفس القلق. 

لمست إيديها الي حوّلت كل الخناقات جوايا لصمت وهدوء وسكينه مبتخرجش غير وهي حوليا 

فتحت عيني بصعوبه وحاولت ألملم شتات نفسي وانفض كل أفكاري عنها واتكلمت بصوت ضعيف خرج مني بجهد كبير

- أيه جابك،  مش قلتِ هتباتي مع شروق؟ 

خدت نفس بصعوبة وهي بتمتم بكلام في سرها بعد ما تربع علي وشها الهدوء،  فسالتني بقلق 

- في أي؟  أي حصل معاك؟  وأي... 

حركت إيديها عشان تلمس كدمة الحرق في رقبتي وكانت ظاهر لدرجه كبيرة 
لكن قبل ما تلمسه اتحركت من مكاني 
كل عضمه في جسمي بتأن وتصرخ،  رجلي عايزه تنهار من الأحمال إلي عليها،  وحرق ظهري بيجلدني وبلومني لمحاربتي لي بس مقدرتش 
مقدرتش اشوف نظرة الشفقه دي في عينيها 
استحملوا شوية كمان،  هنروح الأوضه وكلو هيبقي تمام،  استحملوا متكسفونيش 

كنت بجر رجلي ورايه وأنا بصبر نفسي علي إحساسي بتعب ، سمعت صوتها وكلامها جمدني 

« أنتَ بتعمل في نفسك كده لي؟  أنتَ فعلاً أناني زي ما يوسف قَلي» 

ثبت مكاني وهي بتحرك علبة دواء عرفها كويس وبترميها في الأرض وبتكمل بعصبية 

- مُسكنات!  واخد زفت مُسكنات تاني عشان جسمك يستحملك،  لي بتيجي علي نفسك،  لي مبتطلبش المساعدة زي ما بتساعد الناس وبتحميهم 
اوعى تفكر أني مختش بالي منك ومن حركاتك هنا 
لما اخدت الطلقات والجرح كان في جنبك 
كنت بسمع صوت الدوش كل 5 دقايق من الحرارة إلي كانت مبتنزلش من جسمك وده الطبيعي ورغم قوة جسمك وصلابته بس ميستحملش وكنت بتقاوح ومتجيش تطلب مني إي مساعدة
تاخد مُسكنات وتكتم في نفسك بس متطلبش. 

لما ضربت الراجل وقت ما جالي بليل وكان عايز يتهجم عليا جرحك اتفتح تاني ورغم أنه وجعك وظاهر انه محتاج إعادة خياطه اخدت برضه مسكنات ومفتحتش بُقك غير لما لاحظت وجيت عملتهولك ومفكرتش تقول 

حتي لما بقينا صحاب أو بقي في بينا تعامل وكلام كنت بترجع من الجيم إيدك متخرشمه وفيها مليون فتحه ودراعك وجعك ورقبتك وجعاك ومفكرتش تطلب لزقه طبيه حتي وأنتَ عارف مكانها لكن ازاي أسيب إيدي تنزف لكن منجدش نفسي 

حروق؟! هه المرادي حروق فاهم أنه هيتحل بمُسكنات 
فاهم أنك هتكون كويس بحاجات لو ادمنتها هتروح في ستين داهيه!  رد عليا 

سمعت كل كلامها بصمت ومن غير ما أرد ول ألف ليها  
عيوني تملت بدموع غصب عني وأنا برجع لنقطه في حياتي كان آخر حاجة ممكن أفكر فيها دلوقتي وفي حالتي دي 

- ماما عشان خاطري فوقي!  ماما لو بابا رجع وأنتِ في الحالة دي أنا معرفش ممكن يعمل أي 

ضحكت وهي بتتمايل من أثر السُكر وبتضحك بصوت عالي  و بتنزل لقامتي وبتحضن خدي بكفوفها 

- موسي يا حبيبي أنتَ بتعيط؟ بتعيط لي؟  فاكر أنه بابا هيرجع؟!  بابا معدش فارق معاه احنا 
أنا وأنتَ بقينا لوحدنا فاهم،  اتعلم تكون لوحدك عشان مبقاش باقي غيرنا يا حبيبي أنا وأنتَ هههه بابا هيرجع ويشوفني في الحاله دي! والله إنك برئ يا موسي 

اتكت بظوافرها التركيب علي وشي وأنا بغمض عيني بألم لما غرزتهم في جلدي وانتشر الدم في وشي ومسكتتش غير لما دمي علّم في الأرض ونزل علي خدي زي الشلال 
دموعي رغرغت ونسابت علي خدودي بوجع من حركتها 

- امسح دموعك دي الراجل ميعيطش وبعدين أحنا لسة بنبدأ ول أيه؟ 

بصتلها برعب وهي بتحرك إيديها وبتمسح علي شعري بنظره وإبتسامة مريضة 
بلعت غصه في زوري زي النار وأنا بغمض عينيه  وبسمع تحذيرها

- دلوقتى أنا وعمو هنقعد في الأوضه هنا وأنتَ تطلع الدور التاني وتقعد في اوضتك لوقت ما يمشي 
ماشي يا حبيبي ولو خرجت هقول لبابا انك مبتسمعش الكلام ومعدش هيجي يلعب معاك تاني 
أقوله؟ 

حركت راسي بسلب وأنا لسه دموعي بتنزل وبتتلطخ بالدم  علي وشي وشهقات مكتومه منعتها تكون صريخ وعياط من صوتها وتهددها 

- هنسمع الكلام صح؟ 

حركت راسي بالأيجاب من غير ما انطق 

- ههه شاطر يا حبيب ماما 

تبدلت نظرتها لرعب وهي بتزقني لسلم وبتقول بصوت صارم 

- ودلوقتي يلا علي اوضتك،  اتفضللل 

طلعت جري وأنا بتكعفل واقوم من جديد وكمل وأول ما قفلت الاوضه عليا قعدت علي الارض 
مسكت جسمي إلي كان بيترعش بين إيدي وصوتي أخيرا خرج مني وتحول لصريخ كتمته بإيدي لتسمعه وتطلعلي لكن وقتها مش هطلع من تحت إيديها عايش. 

نفضت أفكاري وأنا بحاول اسيطر علي ثباتي لنفعالي قدامها وفعلا تحركت خطوتين لقدام عشان أكمل 
سمعت صوتها المتذمر 

- موسي! 
- أنا كويس يا غزل،  ادخلي نامي 

كملت في إتجاه الاوضه بس رجلي خنتني ومقدرتش تستحملني أكتر من كده فختل توازني ووقعت بين إيديها بعد ما وصلتني في خطوه ونص قبل ما اقع في الأرض 
محت المسافة بينا وعينيها المرعوبة قصاد عيني ونفسها العالي بختلط بأنفاسي المجهده 

- سبني أشوف في أي؟ بالله عليك سبني اساعدك أنا مش عايز ه حاجة تانية؟  لو سمحت هاه؟ 

نظرتها المليانه ترجي،  رعشه شفايفها،  نبرتها المهزوزه وقلقها ال ظاهر في عينيها قبل حركاتها خلتني ضعفت ليها وحركت راسي بإستسلام لكلامها

قامت علي ركبتها قدامي وخلعت البليزر بتاعي وفكت زراير القميص وكنت مغطي بيه جروح ظهري فنكشفت قدامها ،  شهقت بفزع كنت متاكد أنها هتطلع منها 

- أنت ليمكن تكون إنسان طبيعي ابدا! 
الحرق ده محتاج مستشفي!  أنت واقف ازاي علي حيلك لدلوقتي حرام عليك! لاء لاء مينفعش كده قوم معايا لازم نروح المستشف..  

- مش هنتحرك من هنا يا غزل،  لو عايزة تساعديني ساعديني هنا...  لكن مستشفي لاء 
- بس م... 
- عشان خاطري اسمعي كلامي أنا مش قادر اناهد 
- طيب تقدر تساعدني نقوم ونقعد علي الكنبه عبال ما اجيب علبة الأسعافات 

حركت راسي ليها وحاولت أقوم معاها وأنا بحاول مجيش بجسمي كلو عليها وقدرت احمل علي نفسي علي قد ما أقدر وأول ما وصلنا الكنبه حركتني عليها وهي بترفع جزعي لفوق عشان مسندش علي الخشبه الموجودة في ظهر الكنبه. 
كنت ببص لنفسي بإستغراب وأني ازاي سمحلها بالقرب ده مني عكس أي حد وأول ما كانت هتتحرك بعيد مسكتها بإيدي بتلقائيه ومن غير تفكير مني

- متقلقش هجيب العلبة وأرجع تاني فيها مرهم حلو أوي هيريحك،  حاول متحركش ظهرك لورا ها 
عشان ميوجعكش أنا دقيقه ورجعه
- غزل أنا كويس،  مش عايز أشوف النظرة دي في عينك،  مش عايز أشوف نظره شفقه منك إتجاهي 
أنا... 

حركت إيديها من إيدي وهي بتمسح الدموع إلي نشفت علي وشها وضفتله لمعه فوق عينيها الي بتشع بالقلق والخوف ومقدرتش انكر ده ول أكدبه، فردت بثقه 

- لو أنتَ شايف النظرة دي في عيني شفقه يبقي أنتَ مبتعرفش تقرأ لغة العيون يا موسي 
أستحمل دقيقه وراجعه

رقبت خطواتها لما اختفت والكركبه جوايا بتزيد مش بتقل وللاسف لأنه نظراتها مكنتش شفقه فعلاً زي ما بتقول،  كانت نظرة حنينه،  نظرة مهتمه 
نظرة افتقدتها ومش عايز اعترف بيها وبوجودها نحيتي. 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
« إبراهيم»  

وصلنا الموقع وترجلنا من العربية وعينينا بدور عليه في كل مكان فمسعت « هنا هنا!  »  منها واتجهت ليها بسرعة لقيته مرمي في الأرض وواخد سيف كبير في بطنه صفاه،  كان فاقد لكل معاني الحياة 
قربت منه بخوف فمنعنتها بصوتي بتحذير

- شروق! 
- أنا آسفة حاضر 

بعدت عنه وأنا نزلت لي وفحصته وبعد فترة من الوقت قلت بنبره حنينه ليها عشان متخفش 

-  لازم يتنقل المستشفي،  خسر دم كتير ولقله السيولة أغمي عليه وفي كدمات حريق منتشرة في جسمه،  صعوبه في التنفس ودرجة حرارته عليا. 

خرجت المفتاح من جيب البنطلون بتاعي ورفعته قدامها وقلت بجديه 

- سوقي إنتِ يا شروق أنا هسنده وهقعد معاه في الكنبه الي ورا اشوف التننفس وأعمله الأسعافات الأولية عُبال ما نوصل،  لازم نتحرك بسرعة 
- بس أنتَ عارف أنى ضعيفة في السواقه و... 
- أنا واثق فيكِ يا شروق،  أنتِ قدها تمام 

حركت راسها ليا وخطفت المفتاح من إيدي وهي بتتحرك عليها تجهزها بعد ما كفكت دموعها علي قد ما تقدر 

اتنفست ببطئ وأنا بسنده وبتكلم بديق 
- شايف قرفنا و أنتَ بصحتك وأنتَ تعبان كمان
يكنشي خلفتك ونسيتك أنا،  ودلوقتي يجيلي الغضروف بسببك قبل ما تجوز واتهنى بشبابي عشان أختي العبيطه 
أم تقلك يخي حديد! 

وصلته بصعوبة العربية وأنا بنهج بتعب وكأني شايل
شوال رز علي قلبي 
بصيت حوليا لقيت ڤيلا قريبه فيها سرينه شرطه وإسعاف وتجمهر كبير حوليها،  بصتله بشك اتزرع فيا وأنا بتمني إحساسي يكون غلط... 

- ألو يا أدهم،  عندي حاله سريعة لازم تدخل العمليات فوراً،  نبطشيتك دلوقتي عارف فجهز نفسك ليها 
الأعراض... 

وصلنا المستشفي وأنا بشوف الزعر والرعب في عين أدهم  ووقع منه تلفونه إلي كان ماسكه في إيده بصدمه وهو بتمتم بصوت خافت سمعته «يوسف!»  

خرجته من الحالة دي بصوتي العالي وأنه يساعدني لأنه لازم يتحرك علي العمليات بسرعة ويتنقله دم 
فخرج من دوامته وهو بقرب وبسندني عشان نحركه علي السرير الطبي ودخل معاه وبدأت العملية.. 

وقفنا بره أنا وشروق ومن وقت ما وصلنا ووقفنا في الإنتظار وانا متجاهلها فقربت عليا ورفعت عيني ليها 

- أنتَ مش عايز تبصلي لي؟  فاهم أنه بكلمه؟ 
فاهم أنه أختك ممكن تعمل كده؟ 
والله ما أعرف حاجة وأول مرة يكلمني كان دلوقتي،  حتي معرفش جاب رقمي منين ولو عايز تتاكد خد شوف الرسايل والمكلمات ورقمه متسجل ول... 

- أنا مش عايز أشوف حاجة يا شروق،  هنتكلم في الموضوع ده بعدين 
- طيب مصدقني؟ 

حركت عيني الأتجاه التاني فعيطت بحرقه 
نفخت بتعب ومهنتش عليا دموعها فخدتها في حضني وانا بهديها 

- ششش طيب خلاص أهدي مصدقك 
- والله ما عملت حاجة، أنا معرفش جاب رقمي منين 
- يا شروق اهدي حقك عليا خلاص 

ترن ترن ترن ترن 

مسكت التلفون بتاعه و كان في هدومه هو ومفاتيح عربيته وشوفت رقم بنت قدامي 

- لارين؟! 

مسحت دموعها وهي بتسحب التلفون وبتقولي هويّتها. 
- أخته، هتلقيها قلقت عليه
عادي أرد عليها اطمنها؟ 

ابتسمت ليها بهدوء وسمحتلها ترد وأنا لسة تعبير أدهم وموقفه في دماغي ومش عارف اتخطاه 
جت أخته و كانت في بداية العشريات،  شعرها البني القصير وعينيها الواسعة والزعر والرعب باين في عينيها المليانه دموع. 
نزلت عيني بسرعة وأنا بستغفر ربنا وسمعنا صوتها المرعوب

- لسة مخرجش؟ 
- خرج من ساعة،  ونقله الدكتور في الاوضه الي وقفين قدامها دي. 
- ط... طيب كان لوحده؟ م.. موسي كان معاه؟ 

بصتلها بشك وسالتها بفضول 
- هو موسي كان معاه؟ 

مسحت دموعها بإرتباك ورفعت التلفون قدامها وقالت بتوتر 
- هرن عليه أكيد ميعرفش 

وفي لحظه اتصالها خرج أدهم من الأوضه وأول ما وقع نظره عليها خرجت حروف أسمها من غير وعي منه 

- لارين؟! 
- بلاكي!! 

~~~~~~~~~~~~~~~~~ 
« غزل» 

- بتوجعك؟! 

حسيت بإبتسامة الباردة الرزله فجزيت علي سناني بديق وحركت المرهم بخشونه أكبر 

- آاه،  لاء دي وجعتني أوي ! أنت كده بتهزري! 

بصتله بظرة تشفي مخدش باله منها ورديت علية بديق 

- أحسن عشان تعمل أي صوت! أنتَ لو إنسان آلي كان حس عنك يشيخ ده أنت تلاجة
- هو عيب الواحد يستحمل شوية خربشه في جسمه الأيام دي؟ أي عايزني أصوت زي النسوان يعني ول أي مش فهمك؟ 
- لاء يا خفه عايزك يكون عندك حبة دم مش أكتر 
ولو دي خربشه في قموصك يبقي عليه العوض ومنه العوض فيا،  أنا لما بقربه عليا بالحقنه برقعلهم بصوت 
عشان تصدقني لما أقلك أنكَ كائن فسطاطي 
تعرف أبو لهب يله؟  

ضحك بهدوء وهو لسة كاتم وجعه ووشه أحمر من التعب حسه بيه وقلبى وجعني عليه ، الحروق دي أصعب حاجة في الدنيا ،  خلصت ظهره وقلبت نفسي عشان أقعد قصاده علي الكنبه عشان كدمات رقبته وكتفه من قدام 
طيب طلع الموضوع أصعب بكتير،  أحم! 

كنت بحرك إيدي برعشه خفيفه وبحاول علي قد ما أقدر مركزش في نظراته وعيونه إلي بتنقط عسل قدامي ومكسوه بالأمتنان والأمان،  لكن مسلمتش منه لما خدرني بصوته
- غزل 
- أمم
- شكراً علي كل حاجة 
- الع.. العفو 

قلتها بتوتر لما حرك وشه لفوق عشان أشوف آخر الحرق فبقي ميفصلش بينا غير شعره ومرة واحدة عينيه سقطت في عيني بلا رحمة منه ودمرت أي ثبات باقي مني. 

بلعت ريقي بتوتر وضربات قلبي مسموعه لي قبلى فعينيه تضحك ووشي يقلب طماطم من إحساسي بسخونته 
كان هيخرج مني كلمة «خلصت» لكن فجأه تلفونه رن 

تنحنح بإحراج وبعدنا عن بعض قبل ما أسم «لاري» ينور في الشاشة ويرد بلهفه وقلق 

- ألو يا لارين في حاجة؟ 

لميت العلبة بصوت عالي وأنا بخرج ديقي فيها واستغرابي أنه رد عليها في الساعة دي وهو في الحالة دي وبكل القلق ده 
لكن وقفت تنظيم لما رد بصوت عالي وبرعب ظاهر علي تقسيم وشه 

- أنهي مستشفي!  أنا جي حالاً! 

اتحرك وسحب قميصه ورغم شعور النار إلي هيحسه لما القماش يلمس جروحه ألا أنه مهتمش وخد مفتاح العربية وجر رجله بإستعجال وكل خوف وقلق العالم في تعبيره 
رميت سؤال لي ومحاولة خفيفه إني أمنعه يتحرك،  لكن لا حياة لمن تنادي ومشي من غير ما يرد عليا حتى. 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
«يوسف» 

لما توصل لحافه الموت وعزرائل يجيلك ولو لحظات وقتها الشخص بفتكر أعز وقرب الناس لي 
وكان تاني شخص بعد الصياد افتكره هي واستنجد بيهل. 
تململت في نومي ورمشت بعيوني بكسل وحركت عينيه لأركان الاوضه وبدور عليه ب تلقائيه تعودت عليها وللحقيقة عمره ما خزلني. 
ابتسمت لما لقيته نايم نومه م مريحه وهو قاعد علي الكرسي وأمسد درعاته علي السرير وساند راسه عليهم ونايم بعمق 
ومن الجهه التانية لارين بنفس الطريقة والوضعيه 
وهما بيثبتولي أنهم هنا،  هنا دايما. 
رجعت نظري لي وتنفست بهدوء و أنا بتشرب ملامحه وبحمد ربنا أنه بخير وانه متعرضش الاذي 

« ألي يشوفك دلوقتى وأنتَ بتبصلي يقول عليا خطيبتك ول حاجة؟  ،  حرك عينك يله الناس هتفهمنا غلط» 

طرب صوته ودني بكلامه الرخم والمعتاد فأبتسمت بهدوء وانا برجع براسي لورا 

- أنتَ كويس؟ 

سالني بنبره حنينه مبتخرجش غير منه،  الأب والسند والاخ الكبير والصديق وأحن واحد طلعت بيه من الدنيا كلها وكأني حته منه 
فرديت عليه بنفس النبره والهدوء 

- متقلقش حاجة بسيطة،  أنت ظهرك كويس؟ 

حرك راسه بالأيجاب وتبدلت نبرته لجدية وحمرار في عينيه حفظهم منه 

- أي إلي حصل بعد غيابي؟ 

غمضت عيني ولسة هبدأ كلام وغوص في الزكريات سمعت صوت مش غريب عليا 

« أهلا أهلا وأخيرا صحيت،  أنا مستنيك تصحي عشان أخد حق ظهري إلي تكسر بسببك ونومي في المستشفي طول الليل وكأنك أبن اختي 
ده نهي إلي هي نهي معملتش معاها كده
أنما هنقول أي حُكم القوي؟ 

قال أخر جملة وهو ببص ليمينه وبديّق عينيه بغيظ
فظبطت حجابها بعد ما فاقت وتعدلت وردت عليه بنفس الغيظ 
- ده الواجب يا خويا الجدع ول نسيب الناس من غير ما نطمن عليهم ونعمل الاصول
- أصول أي يم أصول أنتِ،  أنتِ متربتيش زي بظبط يماما فوقي،  احنا هنا عشان نشتمه ونروح ولانه الست غزل لسة مجتش،  وبعدين بدل ما أقوم علي اشكالكوا إلي تسد النفس دي كنت أقوم علي عيون نهي حبيبتي،  يختي بلا هم اسكتي 
- اهو نيتك الفقر دي إلي جيباك ورا ومش عارف تقوم علي عينيها لدلوقتي يحنين خلي المحن ينفعك 
وعموما انا برد عليك لي أصلا،  دقيقه هنعمل الواجب ونروح ورايه تسليم لوحة أصلا 

حدفته بالمخده  في آخر جملة ليها فبصلها بقرف وسكت وهي بتقف قدامي وتقول بنبره خجوله وعينيها في الأرض 

- حمدلله علي السلامة يا يوسف،  اتمني تكون بخير دلوقتي 

ابتسمت وأنا براقب إرتبكها وبرد عليها بإمتنان 
- شكرا علي المساعدة يا شروق من غيرك مكنتش عارف هيحصلي أي؟

قبل ما ترد جيه سند عليها وهو ببصلي بقرف 
- لاء العفو يخويا وكنت متقل علينا أيوه فمتطلبش مساعدة منا تاني بقي 

وسعت عينيها بتحذير وكأنها أمه ولقتله بعصبيه 
- إبراهيم!  يوه! 
- أي نعم؟!  

« ههه قلتلك أنك حلوف ومبتفهمش،  البس يا عسل» 
« متحترمي نفسك بقي!  ول شكل ضرب ملف الكشوفات علي دماغك وحشك» 

سمعنا صوت غزل وواحد معاه وهما بقربه في إتجاه الاوضه وأنا الدم كله بيفر من وشي و عيني بتوسع بصدمه والزمن يقف قدامي وكأني بحلم؟  وكأني لسة مفقتش وبتوهم
نطقت أسمه بهتزاز وبحت صوتي بتخرج برعب من وجوده قدامي 
- أدهم!! 

هربت عينيه تحت النظارة الطبيه  في جميع الأتجاهات بهروب واضح ورد عليا بصوت مقتضب

- حمد الله علي السلامة يا...  يا يوسف 

عم السكوت في الأوضه ونظرات الكل علينا قبل ما يقطع الصمت ده صوتها الناعس وقلقها

لارين:  يوسف وأخيرا قومت! أنت بخير يا حبيبي؟!  

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
« موسي» 

معرفش تبدلت الأمور ازاي ومبقاش غيري أنا ويوسف ولارين
إبراهيم وأخته التوأم استأذنه 
وغزل مشيت عشان جالها وحيد بخبر وجود حالة حرجه بره ولازم تتحرك فستأذنت يوسف أنها هترجع تاني 
حتي أبو نظارة و أعرفه شكلياً بس جاله تلفون انقذه من الموقف واختفي من قدامنا يرد عليه
بعد ما نقل عيونه ل لارين بطريقة زودت الشك فيا أكتر وأكتر....

بصيت ل يوسف إلي كانت لارين مصدعه أساله وأنه كويس ول لاء وأي إلي حصل وازاي ميرنش عليها وتلومه فتقابلت عيونا بعد ما هرب منهم من أول ظهور الدكتور ده 

سالته بعيني وأنا بقوله «مين ده؟»  فحرك راسه بسلب وإبتسم بهدوء قال أي بطمني ورفع عيونه لسقف وهو بروح لدنيا تانية 
حفظه وعجنه وخبزه وأعرفه من عينيه ومتأكد أنه فيه حاجة وكبيرة وإذا فاكر أني هسكت يبقي غلطان. 

- حاضر يا طنط رقيه هبقي اجي اشوف رجله وأعيد عليه الكشوفات من تاني... حاضر هروح ارتاح ساعتين لسة غزل واصله دلوقتي وهعدي علي حضرتك...  خلاص ماشي فهمت،  شكراً يا طنط، حضرتك مش عايزة حاجة؟ ...  سلام 

دخلت الأوضه علي صوته وسيبته يخلص مكالمته بهدوء وظهره ليا بعد ما قفلت الباب بالمفتاح 

- أستاذ موسي؟! 

حركت سلاحي من ورا ظهري وأنا برفعه قصاد جبته وبقول بتهديد صريح 

- دلوقتي مش عايز غير أسمك وعلاقتك بيوسف ولارين من غير شوشره ول صداع 
وألا هتشوف وش مش هيعجبك أبداً فاهم 

-...... 

- انطق تعرفهم منين؟! 

~~~~~~~~~~~~~~~~
« نهي» 

اتنفست ببطئ وأنا بمسك شنطتي وبهدي نفسي قبل ما ادخل كافية صفصف بنظرة حماسية وسعيدة
عكس مشاعري وتوتري من طلبها ليا وإصرارها بحضوري 

- صفصف حبيبة الملايين! 
- حبيبة قلب صفصف أهلاً 

فتحتلي حضنها كعادتها لما تشوفني فأبتسمت بدفى علي جمالها وجريت عليها وغرزت نفسي فيها 
و تنهدت بتعب 

- اشتكالك مني تاني؟ 
- اشتكالك لدنيا كلها،  الود يا عين أمه جض 
يرضيكي تعملي كده فيه في عز شبابه إلي زي الورد

ضحكت علي كلامها وخانا بشيث فيها أكتر وبرد بألم 

- عايز يبعد عني؟  عايز ينهي كل حاجة صح؟ 
- لاء مش صح

خرجتني من حضنها وحضنت خدي بإيديها وقالت بنبره حنينه 

- الصح أنك جزء من روحه،  يقدر حد يتخلى عن روحه برضه؟ 
إبراهيم ابني لو  مكنش بحبك وباقى عليكي يا نهي مكنش استحمل كل ده منك وأنتِ عارفه 

نزلت عيني بإحراج وخجل منها وهي بتكمل بصوتها المتغلف بالحنيه 
- والصح كمان أني فشلت معاكي من كام سنه ومنجحتش زي ما كنت فاكره 

حضنت كفها بين إيدي وأنا بحرك راسي بسلب بعتاب من كلامها وبرد عليها بكل حواسي 
- اوعي تقولي كده يا صفصف بالله عليكِ! 
أنتِ أحسن أخصائيه ودكتورة نفسيه أنا تعاملت معاها في حياتي كلها علي السياق المهني أنا وغزل من غيرك عمرنا ما كنا كملنا حياتنا عادي ول وقفنا علي رجلنا من تاني،  عشان خاطري متقوليش الكلام ده تاني عشان مزعلش منك 
- بس أنا شايفة أنك واقفه مكانك يا نهي من وقتها متحركتيش 
ابتسمت بألم وأنا برد عليها بثقه 
- وأنتِ فاكره أنه خطوبتي من إبراهيم ودخوله حياتي الي مبقاش ليها طعم من غيره ودخولكوا حياتي كلكوا كان بمجهودي الشخصي 
لو فاكره كده يبقي ضعنا يا صفصف والله 

ربتت بإيديها الدافيه علي إيدي وقالت بحنان 
- طيب ونهي جاهزة تعترف لصفصف أنها واقفه ومحروجه تقلها أول تيجلها من سنه ونص عشان بقيت مرات ابنها ومحروجه،  جاهزة تفهم أنها بنتي وأنها لو تعبانه أو خايفه أو متردده أول واحدة تجري عليها صفصف لأنه ديما بابها مفتوح،  جاهزة تفهم أنها لازم تساعد نفسها قبل أي حاجة عشان تواجهه حياتها وتنقذ الباقي منها قبل ما تندم؟ 

دمعت عيوني بوجع أنها فهماني بشكل ده وعرفه كل حاجة جوايا ولي بفكر بيه من غير ما اتكلم،  لكن دي صفصف فأكيد متوقعه منها ده 
حركت راسي ليها بالايجاب بمعني « جاهزة» 
فحوطت دراعي وتحركنا لأوضتها المميزة 

- بقالك قد أي مدخلتيش أوضتي 
- 3 سنين ونص 
- ياااه!  مش وحشتك 
- الحقيقة لاء خالص 
- ههه شكراً علي الصراحة دي 
- آه صحيح رنيت علي إبراهيم إمبارح بليل مردش ولما رنيت الصبح كنسل وبعت رسالة أنه مش هيعرف يرد فهمت أنه في الشغل،  هو في حاجة؟ 
- والله يا بنتي معرف أنا صحيت لقيت البت شروق وهو مختفين،  رنيت عليهم قلولي أنهم في المستشفي بساعدوا واحد صحبهم وهيجوا انهارده الصبح،  ركبت عربيته عشان خد عربيتي 
ومستنياهم عشان أعرف التفاصيل وقلت اكلمك قبل ما افتح بساعة في معادنا المعتاد ندردش سوى. 

ابتسمت ليها بتفهم واحنا لسة بنتحرك للأوضه وفضولي واكلني بصحبهم مين؟  وازاي ميقليش حاجة زي كده؟  هو زعلان مني أوي كده؟! 

- جاهزة يا نهي نبدأ 

قعدت قدامي علي كرسيها الخاص ولبست نظارتها ألي أول ما تلبسها بنعرف أنها قدامنا الدكتورة صفيه حلمي مدبولي،  دكتورتنا النفسية المشهورة و تخلت عن مهنتها الأساسيه لحبها المميز لطبخ 

اخدت نفس وأنا بهدي نفسي وأرد عليها بهدوء
- جاهزة. 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
«يوسف»  

مسدت خصلتها بصوابعي وهي متوسطه صدري وبترغي كالمعتاد وأنا دماغي في حتة تانية 
دماغي معاها ومع لهفتها عليا 
مع إبتسمتها وتحذيرها بعينيها إني اخد بالي من نفسي قبل ما تمشي وأنها أكيد هتيجي بكره تاني تطمن عليا مع غزل عشان إبراهيم زغرلها 
ضحكت علي النقطه دي وتركيزي بيرجع تاني مع لارين علي نقطة اتغفلت عنها بغبائي 

- آه صحيح يا چو،  شُفت بلاكي!  متأكده أنه هو 
حتي لما جيه وخرج علي طول لما تلفونه رن 
كنت هوقفه بس معرفتش 
- شوفتي فين؟  قلك حاجة؟ 

رفعت نفسها من عليا وبصت في عيني وهي بتقول بروتيه 
- أول ما خرج من أوضه العمليات قال أنه خيطلك الجرح وأنك خسرت دم كتير ف ده خلاك تفقد الوعي وأنه مفيش أي خطر عليك فرتحنا كلنا وجيت انادي عليه عشان أساله هو بلاكي ول لاء،  هرب من قدامي بسرعة 
هو بلاكي ول حد شبه يا چو ؟ 
- حد شبه. 
- ازاي انا متأكده أنه هو حتي الشامه تحت فَكه
لسة زي ما هي عنده ومميز بيها،  معقول يكون حد شبه. 

توترت ومعرفتش ارد عليها فغيرت الموضوع بديق وحمدت ربنا أنها غيرته 

- ول الست غزل إلي كانت بتهزر معاه؟ 
وحتي الشب الغريب و شبه البنت المحجبه تعرفه وكلمته وهزرت معاه،  ما شاء الله لفّه علي الشباب كلهم 
- لارين! 
- أي لارين لارين،  كل شوية لارين،  لازم تفهمني في أي،  قولي أي علاقتها ب «مو» يا يوسف لو سمحت 

اتنهدت بتعب وانا مليش حيل اناهد وقلت بصدق 
- الدكتورة غزل هي كانت علجته لما كان هنا يا لارين هي  دخلت معاه العمليات وانقذته وقتها 
 عشان كده ممنون ليها و لوقفتها جنبه وأنها سمحتله يسك... احم ممنون ليها عشان ساعدته يعني
- تقصد أنها دكتورة هنا؟ 

حركت راسي بالايجاب وأنا بحرك شعرها لورا بصوابعي وهي لسه فوقي وبعيد عن جرحي بمسافه كبيرة زي ما حذرتها 

- طيب ولو دلوقتي هو كويس ومينفعش يقعد في المستشفي أكتر من كده يبقي أكيد خرج من زمان 
وبدال خرج ولسة مرجعش القاهرة يبقي... 

حركت عيني بخضه لإستعابها وتحللها للموضوع بشكل السريع ده وأول ما شافت ملامحي تعدلت بصدمه وبصتلي بترجي ووجع 
- قولي أنه تحليلي غلط،  موسي أكيد مش عايش معاها صح؟  يوسف رد عليا،  أكيد مش سكنين في نفس البيت مش كده؟ 
-...... 

انتفضت بعصبية من عليا واتكلمت بصوت عالي ترجت لي جدران الاوضه 
- أنتوا أكيد بتهزروا،  موسي اتهبل خلاص 
دي لو عرفت أنه صياد هتبقي كرسه! 
- واطي صوتك! 
- أوطي صوتي!  أنتَ ازاي تسمحله يعمل حاجة زي دي،  هنروح مهمه انهارده يا لارين فلارين تسكت 
هنعلن أنه الصياد مات انهارده يا لارين فلارين توافق بدون نقاش،  هنقول أنه رجع وأنه لسة ممتش وزفته لارين متعترضش،  لكن لحد هوّيته وstop 
مش هسمح ليها تعرف السر ده عنه
مش هسمح ليها تعرف أنه موسي هو الصياد مفهوم؟ 

فتحت بُقي عشان أرد عليها تسكت ومتفضحناش،  بلعت حروفي برعب وأنا شايف غزل بتفتح الباب علينا علي وسعه وبتدخل وأكيد سمعت كل حاجة بسبب صوتها العالي وجنانها 

-  أحم دكتورة غزل
تعليقات



<>