أخر الاخبار

رواية حظ الملايح الفصل الاول1بقلم حنين ابراهيم

 


رواية حظ الملايح

الفصل الاول1
بقلم حنين ابراهيم

هي ببكاء: أنا مش مصدقة إن إنت قدرت تعمل فيا كده بعد الي عملته عشانك

هو بسخرية: عملتي إيه على شاني؟ وبعدين أنا من حقي أعيش حياتي بشكل طبيعي على الأقل لما أرجع من شغلي ألاقي مراتي محضرة العشا مروقة البيت دي اقل حاجة 

هي بصدمة: طب و أنا؟ 

هو: إنتي أصلا مش عارفة تهتمي بنفسك ده إنتي محتاجة الي يوديكي للحمام و يقعد يخدم عليكي و أنا مش مضطر أتحمل وضعك ده 

كانت تستمع له و هي تبكي و ترجف لا تستطيع الرد من الصدمة وشعورها بالخذلان 

ليفتح الباب بقوة و تطل منه أختها بهيئتها الغاضبة لأنها كانت تقف في الجوار و إستمعت لكل حديثه

: وضعها؟ هو مش وضعها الي هي فيه ده بسببك ولا نسيت؟ طب لو إنت حصلتلك نفس الحادثة هي كانت هتعمل معاك نفس الفصل الناقص ده و تتخلى عنك؟ ولا كانت هتوقف جنبك لحد ما ربنا يردلك عافيتك؟ 

: بسببي ليه إن شاءلله؟ أنا الي  عندي قولته وجه نظره لزوجته و هو يقول بجمود بكرة ورقتك توصلك عند بيت أهلك ثم غادر وتركها تنتحب و أختها تحاول مواساتها متوعدة له في سرها أن تجعله يدفع الثمن


ثم نظرت لها :بس بقا أسكتي

:ده قرر يطلقني من غير تفكير ، مطمرش فيه كل الي عملته عشانه ولا عمل حساب للعيش و الملح 

_منا ياما حذرتك و إنتي مسمعتيش كلامي

:هعمل إيه دلوقتي 

_متقلقيش أنا هتصرف

إتصلت بزوجها:ألو أيوة بقولك جوز أختي خرج من هنا دلوقتي و مقرر يطلقها كلمه و خليه يتراجع و فهمه هيخسر إيه يلا سلام

:ليه عملتي كده أنا لا يمكن إفضل على زمته ثانية وحدة الوا... ده بعد الي عمله


_أمسكتها من ذقنها قائلة لا إنتي لازم ترجعيله أمال تاخدي حقك منه إزاي

يلا فكي الجبس وشيلي الشاش الي على وشك ده و حصليني

خرجت من المستشفى تخطط لإستعاده حق أختها


قبل ذلك دعونا نعود للماضي قليلا لنعرف أكثر عن الفتاتين

نهاد و سمر 

معروفة عن إحداهما حسب أعراف المجتمع أنها نشيطة و طيبة تحب المساعدة تقدم كل ما لديها لراحة من حولها  بينما تنعت الثانية أنها كسولة أنانية وو  لكن كلاهما سيواجهان مشاكل ليعرفا قيمة ما ضيعاه من حياتهما 



إستيقظت من نومها بسبب أصوات الخربشات المزعجة لتجد الساعة تشير الى 1 بعد منتصف الليل لتزفر بضيق من أختها التي تقلب في كراريسها المبعثرة بتوتر يبدو أنها فقدت شيئا ما لتخاطبها بنعاس 


: نهاد حبيبتي بتدوري على إيه؟ 


نهاد بتوتر و هي على وشك البكاء: مش لاقية قلم الحظ بتاعي


سحبتها أختها من يدها و هي تتكلم بهدوء لسريرها: طيب أقعدي هنا و انا هدورلك عليه 


كانت تحاول تهدأتها و هي تسألها عن بعض المواضيع الغير مهمة حتى وجدتها غفت مكانها لتنزع القلم الذي وضعته نهاد خلف أذنها و دثرتها لتتوجه هي الأخرى لسريرها و تنام قبلها وجدت الباب يفتح ببطئ و والدتهما تدخل رأسها لتطمئن عليهما 

الأم بهمس: هي نامت؟ 

هزت رأسها بنعم 

الأم: طب كويس ترتاحلها شوية قبل الإمتحان لحسن هي من الصبح هالكة نفسها بالمذاكرة 


سمر كانت تدثر نفسها و تغمض عينيها للعودة إلى النوم: أنا مش عارفة قا.تلة نفسها على الإمتحانات كده ليه؟ مهما كانت نتيجتها و مهما دخلت كليات قمة أخرها لبيت جوزها 

نظرت لها الأم بإمتعاض: أممم قولي لنفسك بدل ما إنتي لا ليكي في شغل البيت ولا في الذاكرة و قاعدة طول اليوم قدام اللاب توب 

سمر بإنزعاج: ماما بليز أنا بكرة عندي إمتحان و مش عايزة إحباط

الأم بإستهزاء: أما نشوف

أغمضت عينيها محاولة العودة للنوم لكنها لم تستطع بسبب التفكير لتنهض عند سماعها الأذان لتتوضأ و تصلي الفجر  أيقظت أختها لتصلي معها 

سمر بخفوت: نهاد قومي 

 نهضت نهاد وهي تفرك عينيها بنعاس: صباح الخير 

سمر بإبتسامة: صباح النور يلا قومي إتوضي و صلي الفجر وبعدها سمعيني إنتي حفظتي إيه إمبارح

إبتسمت نهاد و شكرت إهتمامها بها رغم أنها أيضا ستجتاز الإمتحان معها بعد أن رسبت السنة الماضية في إجتياز البكالوريا 

بعد أن ادو صلاتهم و راجعو دروسهما  دخلت لهما والدتهما لتعلمهما أنها حضرت لهما الفطور ليتناولاه قبل ذهابهما


بعد قليل على سفرة الإفطار

الأب بتساؤل: ذاكرتو كويس؟ 

سمر: ايوة يا بابا

نظرت لها والدتها بتعجب: و إنتي من إمتى بتذاكري ولا بتفتحي كراس؟ 

كانت سمر تقشر البيض المسلوق و تتحدث بلامبالاة: منا بذاكر في اليوم الي يشرحلنا الأستاذ وبقفل الكراس بعدها ملهاش داعي أفتحها كل الشوية 

نهاد بضحك: ربنا يديني من روقانك الي بيبقا عندك يوم الإمتحان ده

لتجيبها امها: قصدك برودها و عدم إهتمامها 

ليطالعها والدهما بتحذير لتسكت و تكمل فطورها 


أنهت الفتاتان فطورهما و جهزتا تفسيهما للذهاب للأمتحان وقفت الأم عند الباب و هي تدعو لهما بالتوفيق: نهاد رديدي دعاء الإمتحان و متقلقيش من حاجة مهما كانت نتيجتك إحنا فخورين بيكي 

نهاد قبلت خدها وردت عليهابإبتسامة: حاضر يا روحي متقلقيش أنا هجيب إمتياز بفضل دعواتك و كمان قلم الحظ بتاعي هيساعدني 

والدها من عند الباب: يلا يا بنات عشان هوصلكم

نهاد بحماس: يلا

خرجت مع ولدها و سمر كانت ستلحق بها قبل أن تمسك والدتها بيدها: سمر أوعي تزعلي من كلامي أنا بفوقك لنفسك عشان تقدمي كل الي عندك و متتخاذليش و تتكاسلي في يوم أنا نفسي أشوفك أنت و أختك في أحسن المراتب و عشان ده يحصل لازم تشتغلي على نفسك عشان تحققي طموحك 


أبتسمت سمر وقبلت جبينها: أنا عمري ما أزعل منك يا ماما لأني عارفة إن مفيش حد هيهمو مصلحتي قدك 


الأم: ربنا يرضى عنك يا بنتي و يراضيكي

سمر: آمين يارب 


مرت أيام الإمتحان و نهاد توصل الليل بالنهار لتحقق العلامة المرجوة و سمر كان يبدو عليها اللامبلاة حتى جاء أخر يوم إجتازاه وعادا الى البيت الذي ما إن دخلته سمر حتى ألقت نفسها على أقرب أريكة: ياااه أخيرا الواحد خلص أمتحاناته و هيعرف ينام براحته 

سامية (الأم) بسخرية: يا سلام و إيه الي كان قالق راحتك الأيام الي فاتت  ده إنتي كنتي بتنامي بعد صلاة العشاء و ترجعي من إمتحانك تنامي لغاية ما أجهز العشا 


سمر: ما هي دي إستراجيتي في المذاكرة بنام بدري عشان أصحى بدري أذاكر المادة الي عليا و كده المعلومة تثبت في راسي و بنام لما برجع عشان أبقى فايقة لمادة بكرة و أعرف أركز و أحل 

نهاد جلست بجانبها: تصدقي عندك حق أنا في مرة كنت هنام على نفسي في الأمتحان بسبب السهر 

سمر بمزاح: عشان تعرفي بس إن النوم ده ضروري ضمن الأستعداد الإمتحان

---

بعد أيام 

سامية: سمر نهاد قومو ساعدوني نروق البيت ستكم و عمتكم زمانهم جايين 


فتحت سمر عين واحدة قائلة بنعاس: أصبحنا و أصبح الملك لله، هو يعني لازم كل ما حد يجلنا قلبها يبقى ترويق و فرهدة؟ 

سامية و هي تسحب الغطاء بغيظ: قومي يا كسلان، أنا عارفة طالعة لمين مفرهدة خلقة؟ و لسا هعمل الكحك و خلافه من الأطباق 


خرجت سامية و هي تتمتم و تركت الفتاتان تنظران لبعضهما بترقب لتقفز سمر فجأة وتركض نحو المطبخ


نهاد وهي تركض خلفها: سماار إوعي 

سمر بمقاطعة: فكك مني أنا النهاردة دوري في المطبخ و إنتي التنضيف 

نهاد وهي تدب قدميها في الأرض: يا ماما قولي حاجة 

سامية بملل: قسمو الشغل مع بعض زي العادة بطلو غلبة

نهاد من بين أسنانها: ماشي ثم نظرت لأختها بتوعد ثم ذهبت لقضاء أشغالها قبل وصول جدتها و عمتها اللذان قررا القدوم للإحتفال معهما بنتائج البكلوريا

في المساء إجتمع الكل ليسجل البنات رقم جلوسهن 

نهاد طارت من الفرحة نجحت نجحت 

سمر:مبروك يا نودي

ثم سجلت رقم جلوسها هي الأخرى لتجد أن الحظ حالفها هذه المرة و نجحت و بعلامات جيده

عمتهما ببرود:مبروك يا سمر 

ولتفتت لنهاد بابتسامة :ألف مبروك يا نهاد 


باركت لهما جدتهما و أعطتهما مبلغا بسيطا من المال

و أخبرتهما أنها ستجهز لهما غرفة عندما تسافران لها لإكمال المرحلة الجامعية في الجامعة القريبه منها

مرت الأيام و كان وقت العطله الصيفية 

سمر بتعب:هموت من الحر يا ناس

ياريت كنا سفرنا مع تيتة صيفنا هناك

نهاد وهي محتضنه المروحة تقريبا ده على أساس إن هنبقى كل يوم في البحر ؟

سمر:بس الهوا هناك يرد الروح كونها قريبه من البحر


:يلا يا بنات قومو شوفو وراكم إيه 

نهاد:حاضر يا ماما

سمر:و النبي إغسلي إنتي المواعين و أنا هدلق المية. في الأرض و اعوم 

قصدي أنضفها

نهاد:بتأفف ماشي

أثناء تنضيف سمر للأرضيه :اه ده حتى الأوضه بقا فيها بروده شويه 

سمعت رنين هاتف والدتها لتجيب:الو إزيك يا مرات عمي أه كويسين ماعدى ماما يا عيني تعبانه و حالتها حالة اهي اهي 

اه الدكتور قال لازملها راحه اه مش لازم تشتغل 

إيه ده ؟ بجد فرحه بعد أسبوع ؟ 

ألف مبروك 

عايزين وحده تطبخلكم ؟ بصي نجاة بنتك عندي على الفيس بوك هبعتلك أكونت وحده تعمل أكل الأفراح تحفة و بسعر كويس  : تمام أي خدمة

أقفلت الخط و إلتفتت ورائها لتصرخ بفزع عندما وجدت  نهاد ووالدتها يبرقان عينيهما فيها :في إيه بتبصولي كده ليه

أمها:مين الي كان على الخط

سمر بسرعه:مرات عمي عزماكي الأسبوع الجاي على فرح إبنها بتقولك ألف سلامه عليكي و متتعبيش نفسك هتجيب طباخين و ناس تشتغل لها في الفرح 

ثم ذهبت راكضه لغرفتها و تلحقها نهاد:بت يا سمر هي مرات عمك قالت كده فعلا 

سمر:ايوه أنا لمحت إلها إن ماما تعبانه مش هتروح تشيل كل شغل الفرح على كتفها وطلبت منها تجيب طباخين و شغالين بفلوس مش طول الوقت:نفسك حلو في الطبيخ يا سامية هتعملي أكل الضيوف تخلص الأكل الناس عايزة قهوه يا ساميه و مفيش أضبط من قهوتك تشرفنا قدام المعازيم و هي و بناتها حاطين رجل على رجل طول الفرح ولا كنتها الي حافظة كلمتين فرنسي و عامله فيها خواجايه

نهاد سيفوبلي الي هناك دول مخدوش الجاتو روحي حطيلهم قبل ما تغسلي المواعين 

ولما رديت عليها و طلبت منها تخدلهم هي عشان مشفولين :مي سافا با توا إنتي عارفه الفستان ده بكام لو إدلقت عليا القهوة إنتي الي هتشتريلي غيرو 

قالت ذلك بحركات وجهها المضحكه 

نهاد بقلق: مع إن ماما ممكن تزعل بس جدعة يا سمر على الأقل هيبقى عندي فرصه أتشيك و أرقص بدل الجري طول اليوم على مساعدتهم في تحضيرات الفرح


سمر بمرح:أي خدمه يا شقيق

و

                      الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close