رواية المافيا
الفصل الثالث3
بقلم سالي سيلا
مرت ايام عديدة لم استطع عدها من كثرتها وانا امتثل للشفاء. .كنت اتلقى علاجا مكثفا منتظما .حتى عاد كل شيء كما قبل. كل كسور العظام إلتأمت تقريبا.بقيت بعض الجراح الطفيفة في طي الترميم من طرف جراح مختص في التجميل ولكن هناك جراحا اخرى لاتندمل مهما جلبنا اكبر مختصين التجميل في العالم.
لم يكن العلاج فقط ماكنت افعله بالمستشفى ..بل كنت مسخرة نفسي وعقلي وكل كياني للبحث في الانترنت عن كل شبكات التواصل المرئية منها والسرية التي تقودني إلى التعرف على المجموعة المرتبطة بذاك الوشم المشترك الذي كان على اذرعة ذلكم الشبان ذوا الدراجات النارية. وبعد جهد كبير بمساعدة صديقي مايكول الذي كان نابغا في هذا المجال الاجهزة الإلكترونية تعرفنا على امور عديدة ومنها خطيرة. .وادركت ان الوصول إليهم يتطلب قوة وقلب ميت.. فعزمت ان استعد لما هو آت .. لذى قررت ان اخرج من المستشفى لكي ابدأ في اولى خطواتي لأسترجع حقي وحق كل عائلتي.
_والان وصلتي إلى طرف الخيط الذي تبحثين عنه فماذا تنوين فعله؟
_سأعلمك لاحقا يامايكول.. عليك فقط حاليا ان تساعدني في إستئجار بيت صغير بعيد نوعا ما عن صخب المدينة.
_ماذا عن منزلكم؟
_انت قلتها منزلكم. وليس منزلي. فكل من كان فيه رحلوا. ولا اريد ان اعيش في وسط ذكرياتهم..على الاقل ليس الان. فالوقت لايسمح لي بالبكاء على الاطلال .هناك ماهو اهم.
_أخاف عندما تتكلمين بالالغاز ياهيلينا. ليتك تثقين بي وتخبريني عن مخططاتك القادمة. .
_عليك انت الذي تخبرني عن الشيء المهم الذي لمحت عنه عبر الهاتف صباحا.
_ربما ليس الوقت المناسب لاخبرك به.. ولكن عليك ان تعلمي به في الاخير. .. لقد انضممت رسميا إلى القوات الاستخبارية F. B. I. بعد عدة إجراءات وإختبارات.
_مبارك يامايكول. كان هذا مبتغاك منذ البداية. .فكيف لا ووالدك ينتمي إلى السلك الديبلوماسي. .فأكيد إبنه سيكون من رجال الدولة ايضا هههه.
_بعد تخرجنا حققت ما اصبوا إليه. .وانت اين هو إتفاقنا ياهيلينا؟
_انت ترى ما امر به الان يامايكول .عن اي إتفاق تريدني ان امتثل إليه!؟ فقدت والدي كلاهما واختي الوحيدة إختفت كأنها لم تكن. .. عن اي حلم تريدني ان احققه؟
_الحزن لن يرجع لك مافقدتي ..واختك ستجدينها قريبا.. ولكن حلمك ان تكوني محامية تدافعين عن الظلم هذا ما سيجعلك مرتاحة ومطمئنة في حياتك مستقبلا.
_لابأس يامايكول سنرى ذلك لاحقا. اعلم انك تحب لي الخير ولم اندم يوما على صداقتك .فانت الوحيد الذي وقف معي كرجل في محنتي هذه. .فشكرا لك يا مايكول. لا ادري كيف سأرد لك جميلك هذا.
_كيف تقولين هذا ياهيلينا انت تعلمين مالذي تكونينه بالنسبة لي .
_أعلم.. والذي اعلمه ايضا ان الوقت تأخر الان وعليك العودة إلى المنزل كي ترتاح. وبعد ثلاث ايام عد لكي تكون ولي امري وتخرجني من هذه المستشفى اللعينة التي اطبقت رائحة ادويتها على انفاسي.
_حاضر سيدتي.. هل من اوامر اخرى؟
مرت الايام والشهور العديدة وانا استعد لأبدأ مخططي الذي رسمته.
فبعد خروجي من المستشفى إستأجر لي مايكول بيتا جميلا في طرف المدينة كنت هذا ما ابحث عنه بالضبط. بيتا هادئا بعيدا عن ضجيج الناس. .ثم انخرطت في نادي للرياضة .وبدأت اتدرب على مرونة عضلاتي حتى تعود الفقرات إلى مكانها الطبيعي.. ثم كثفت التمارين العادية الى تمارين قتالية. .واستغليت حب مايكول لي في تدريبه لي على السلاح بنية صيد الطيور.
كنت كل هذا الوقت لا اظهر لمايكول عن اي امر يشك فيه بنواياي الخفية . بل رسمت له قناعا مستعارا اظهر فيه البراءة والرضى لكل ماحدث لي سابقا. .ولكن في الحقيقة كل مايمر علي يوم تزيد رغبتي في الانتقام ويشتعل قلبي نارا و حقدا وغلا على من تسببوا بحرماني من عائلتي.
حتى جاء اليوم المنتظر وبدأت اطبق فيه قائمة الخطط والتي كانت اولها الذهاب إلى وكرهم وكر الافاعي السامة .
قبل ان اذهب الى الملهى الليلي الذي يجتمعون فيه ذوا الوشم الوحيد المعترف به عندهم. كان علي ان اغير من مظهري اولا.
قصصت شعري إلى نصفه تحت حلمة اذني وارتديت زي يشبه زي الدراجات النارية. ثم رسمت نفس الوشم على ذراعي حتى أبين لكل من رآني انني منهم وأنتمي إلى فصيلتهم الغير إنسانية. .وانطلقت بدراجتي النارية التي إشتريتها بالمال الذي أمنه والدي على حياته قبل وفاته. ثم إنطلقت إلى الهدف بدون تردد وكأنني ألغيت حينها نفسي .
