رواية المافيا
الفصل السادس عشر16
بقلم سالي سيلا
لو كنت ممن يصابون بالإغماء اثناء المفاجآت لسقطت في تلك اللحظة بالدات وانا أتعرف لاول مرة على زوجة أوجاستن.. فمن دهشتي الكبرى بها تسمرت في مكاني لعدة ثواني. ولم اعد لرشدي إلا على اصوات اوجاستن المازحة. وهو يحمل باقة الورود التي سقطت مني إثر الصدمة بعد ان إلتقطها مازحا إياي لو يستطيع اخذها بدلا عن زوجته... فخجلت مما حدث وبررت انها سقطت لانني تعثرت بسبب ثوبي الطويل.. اخذتها وتقربت من زوجة اوجاستن لأقدمها لها.. والغريب انها لم يبدر منها اي علامات تجعلها تتفاجأ برؤيتي... ايعقل ان اختي سيلفيا لم تتعرف علي..!؟ وددت لو عانقتها بشدة وضممتها إلى صدري في تلك الاثناء. ان اخذها على جنب بعيدا عن كل اعين الناس. ابقى انا وهي فقط بمفردنا وتروي لي كل ماحدث معها من الالف للياء... لكن كل هذا لم يحدث حتى انني شككت ان تكون هي نفسها سيلفيا اختي!
_عيد ميلاد سعيد سيدتي... تفضلي ليتها تنال إعجابك.
_اااه لطفا منك. حقا ورود مشكلة جميلة مختارة بعناية انا من عشاق الورود. كيف علمت بذلك.؟ اظن ان اوجاستن هو من اخبرك هههه.. شكرا. فعلا. شكرا.
_من دواعي سروري.
_ادعى كلاوديا.. وانت؟
_تشرفت بك كلاوديا. ادعى مونيكا.
_ اظننا سنكون اصدقاء يا مونيكا من الان وصاعدا.. فذوقك جد رفيع.
_وهل اخرج منها انا هههه اصبح زوجك ذوقه رذيء إذا؟
_لا ههههه من قال ذلك. ايعقل! فحبيبي لايعلوا عليه. ولكن كفاك غيرة. حتى من صديقتك تغار منها علي!
_تعلمين ياعزيزتي اني اغار عليك من الهواء..ومونيكا ستكون شاهدة على ذلك من الساعة هذه هههه.
_أشهد هههه. كما اشهد انكما تحبان بعضكما البعض والغيرة وجودها ستزيد من حبكما وليس العكس.
_آاااه...عفوا.
_مابك عزيزتي هل انت بخير.؟ مالذي يؤلمك. _اسفة حبيبي. سأضطر ان اغيب قليلا سأذهب إلى غرفة الملابس. أغير فيها فستاني التالي كما سأضطر لتغيير الحذاء الذي آلمني بشدة. وبالكاد اتحمل كعبه العالي منذ بداية الحفلة.. اظنني اخطأت بالمقاس عندما إشتريته.. ربما ستساعدني مونيكا في السير والصعود بالدرج. وانت إبقى مع ضيوفنا هنا حتى لاينتبهوا على غيابي.
_حسنا كما تشائين حبيبتي... من فضلك مونيكا سنتعبك معنا. ارجو ان تساعدي كلاوديا على المشي بحذر فقط.
_سأفعل ذلك من كل بد.. لاتقلق ياروميوا فهي في أيد امنة ههههه.
_تمسكي بذراعي كلاوديا جيدا. وحاولي ان تمشي ببطء حتى لاتتوجعي اكثر.
_حسنا انا افعل.. تفضلي معي فالمدخل من هنا... لم يبقى علينا سوى ان نصعد الدرج وسنجد الغرفة مباشرة.
_ منزلك جميل جدا.. دعيني اولا اساعدك اعطني يدك.
_كما كنت دائما تفعلين معي ياهيلينا عندما احتاجك تمسكين بيدي حتى اطمئن.. انت لم تتغيري قط.
_سييييلفياااا...
اختي. ي. ي...
ظننتك لم تتعرفي علي او فقدتي الذاكرة مثلا.!
_بالكاد تماسكت امامك حتى لا اثير شكوك اوجاستن ونسقط صرعى هناك معا.. تعالي.. عانقيني. فانا إشتقت إليك كثيرا اختي.. انت هنا.. لا اصدق انك امامي. اظنني احلم.
_ااااه ياصغيرتي كم كبرت واصبحت اجمل.. إشتقت لك كذلك اكثر ماتتخيلينه ياعزيزتي... كم كنت خائفة القدر ان لايجعلنا نلتقي مجددا ولن احظى بمعناقتك كهذه اللحظة.
_وانا ايضا هيلينا. فمذ اخر مرة رأيتك فيها وانت تتحركين داخل السيارة يوم الحادث. دعوت الرب ان يأتي يوما ونلتقي مجددا بعد ان اجبرني ماثيوا اللعين القدر الإبتعاد عنك... اااه من تلك الايام ومرارتها.
_لا بأس عليك اختي. سيتغير كل شيء. المهم انك بخير وحية ترزقين. وكل شيء بعدها سهل.
_لا.. لا اظن يا اختي ان هناك حياة سهلة واوجاستن موجود فيها. ولكن لحظة.. اخبريني كيف وصلتي إلى هنا وعلمتي بمكاني؟
_إنها قصة طويلة. واظن كلينا عليه ان يروي ماحدث معه منذ وقوع الحادث حتى اللحظة.. والى ان نلتقي عليك سيلفيا ان لا تتأخري اكثر وتفعلي كما اخبرتي به اوجاستن حتى لاتخالجه الشكوك من ناحيتنا.. كما علينا ان لانثير ذلك. حتى نخطط كيف نهرب من البلد ونعود إلى وطننا...خذي بسرعة رقمي واسم بروفايلي. انظري. هذه هي صورته.إحفظيها جيدا.وراسليني عندما تكونين بمفردك.
كم كانت فرحتي بلقاء اختي لاتوصف وكأنها وقعت معجزة للتو إذ دبت لروحي الحياة من جديد وعاد نبض قلبي إلى طبيعته المعتاد بوجودها بجانبي.. فبرؤيتها ايضا ذهبت عني وحشة الوحدة واليتم. وكأن عائلتي كلها إختزلتها اختي...
ولكن كل هذا لم يمنع نفسي بالشعور بالخوف ان افقدها ثانية.. فسيلفيا سجينة اوجاستن. لايدعها تتنفس إلا وهو محاط من حوليها من كل جهة.. لاتتحرك إلا وهي معه او مع مجموعة حراسه الذين يرافقونها اينما ذهبت..فهكذا هو اوجاستن مع اختي منذ ان رآها اول مرة..حيث عشقها وتيم بها.وعن دون كل الفتيات اللواتي تعامل معهن.لم يحدث ان احب واحدة او فكر في الزواج منها حتى. ولكي يؤكد لها شعوره نحوها خاصة بعد محاولاتها المتكررة للهرب.قرر ان يتزوجها حتى تلغي فكرة الفرار. وتغير نظرتها إتجاهه وتحاول ان تحبه كما احبها بالضبط...ولكن عبث.فهي كما صارحتني عبر رسائلها انها لا تطيقه ولاتطيق انفاسه القذرة...إلا انها تسايره فقط حتى لايقوم بتعذيبها كما فعل ذلك منه عدت مرات بعد ان احس منها بالنفور إتجاهه.
لذلك كان من الصعب علينا اللقاء مع بعض بسهولة. بالكاد كنا نتبادل الرسائل عبر الهاتف لان الإتصال ايضا بها ممنوع فموبايلها مراقب من طرفه... وعلي ان اتحرك على الفور لكي أجد حلا لإنقاذ اختي من الكابوس والرعب الذي تعيشه ليلا نهارا.
