رواية افنان الفصل الثالث والعشرون23بقلم سهيله عاشور

رواية افنان

 الفصل الثالث والعشرون23

بقلم سهيله عاشور


في القصر

كان يدخل  هارون هو ونور وضحكتهم تزين وجوههم ولكن تلاشت عندما سمعوا حديث والدة هارون وهي تسب وتلعن في افنان وتدافع عن  زوجها الملعون والذي من الواضح انه فعل ما لم يحمد عقباه


هارون بغضب: اميييي.... اي اللي انا بسمعه ازاي انت ازاي تتكلمي عن افنان كده


فيكي بغضب: وانت مش سامع كلام صاحبك ازاي يتهم جوزي بحاجه زي دي وبعدين يروح يشوف مراته فهي في الاول وفي الاخر كانت خدامه عنده زي ما وقعته تقدر انها توقع جوزي عادي مهو في النهايه راجل اما الدور والباقي عليها


صفعه.... صفعه هوت على وجهها جعلت الصدمه تعتلي وجه كل الموجودين فهارون ولأول مره في حياته يفعل هذا الشيء نعم هي امه يا ساده ولكن طفح الكيل


فيكي بصدمه: انت بتمد ايدك عليا يا هارون... وعلشان مين هااا


هارون بغضب: اقسم بالله لو نطقتي بكلمه كمان هنسى انك امي وهجيب رقبتك تحت رجلي كفايا بقا انت اي يا شيخه اي الجبروت دا بصي لنفسك في المرايا واعملي لأخرتك بقا


نور بصدمه: هارون خلاص كفايا ما ينفع.....


هارون بمقاطعه: لا ينفع... وينفع اوي كمان من دلوقتي حالا كل حاجه هتتغير جوزها دا اعمل فيه اللي يحلالك يا ايوب.... ثم نظر لأمه بحزن: اما انت بقا انا بريء منك قدام ربنا ولا ليكي عندي فلوس ولا ليكي ابن من الاساس انا عملت اللي عليا بزياده 


ومن ثم تركهم وخرج مستقل سيارته يقودها بسرعه فهو يريد نسيان كل هذه الهموم 


نظر لهم ايوب شرذًا ومن ثم ذهب هو الاخر فهو لا يقدر على الصمود أمامهم اكثر من هذا الوقت... كانت صالحه حزينه للغايه اما نور كانت تنظر لها نظرات غاضبه حارقه لو كانت الأعين تفعل الافاعيل لكانت هذه المدعوه فيكتوريا علقت على الحائط بأشواك من برادة الزجاج  لكانت رمت بها كل سيوف الحرب العالميه من دون رحمه 


فيكي بغضب: اي مالك بتبصي كده لي ولا ناويه تسمعيني كلمين انت كمان 


نور وهي تتقدم منها بغموض: انا مش بتاعة كلام وانت عارفه.... هما بيطلعوا اللي جواهم بالكلام اما انا لو طلعت اللي جوايا صدقيني هتتمني الموت 


فيكي بخوف ممذوج بالغضب: وانت هتقليلي منتي قلبك حجر زي اللي جابك 


وما ان تفوهت بهذه الكلمات حتى كادت يد نور ان تخترق عنقها من دون رحمه فكانت تغرس اظافرها في عنقها وتضغط عليه بقوه 


نور بكز على اسنانها: لو كنتي مفكره اني لقمه سهله هتعرفي تعملي فيا اللي انت عوزاه تبقي غلطانه انا مش زينه الغلبانه ولا افنان الطيبه ولا انا امي الله يرحمها انا نور.... هااا نور وزي ما انت بتقولي انا بنت ابويا فبلاش ابويا اللي جوايا يطلع عليكي 


صالحه بصراخ: ابعدي عنها يا بنتي.... متضيعيش نفسك 


ابتعدت عنها في النهايه ونظرت لها بغضب ومن ثم سندت ام ايوب وجلست معها بهدوء وهي تعطيها بعض المياه ومن ثم جلسب براحه ووضعت قدم فوق الأخرى وكأنها تثبت لها انها الأعلى والاقوى فطالما كانت فيكي تعامل امها المرحومه بطريقه سيئه للغايه فهي حتى بعد زواجها من والد هارون كانت تسعى ورائه بكل الطرق  


نور وهي تنظر لها بثبات على الرغم من ألمها من أجل هارون والبقيه: كنتي عاوزه تدفني امي بالحيا وتاخدي مكانها وعلى الرغم من انها مكانتش بتحاول حتى.... كانت واخده كل حاجه وهي عايشه ووهي ميته كمان طول عمرك جشعك وطمعك في الدنيا عميكي عاوزه تاخدي زمنك وزمن غيرك واهو مخدتيش اي حاجه عشتي نكره مكروهه ولوحدك وهتموتي نكره ومكروهه ولوحدك 


فيكي بغل: انا هعرفك انا هعمل اي.... بكره تشوفي مين معاه السلطه بكره تشوفي مين فينا اللي هيقعد القعده اللي انت قعداها دي.... ثم اكملت بنظرات ذات مغزى: يا بنت ابوكي! 


تركتهم وذهبت ومن بعدها زفرت نور بهدوء وهي تنظر لصالحه نظرات مطمأنه بأن كل شيء سيكون بخير لا تقلقي 


**********************************


عند نرمين 


كان قد وصل بها بعد بعد طويل للغايه اللى بيت غريب للغايه فكانت بيت صغير للغايه وليس به الكثير من الاساس بل قليل للغايه وكان بيتًا وحيدا وسط ارضًا زراعيه كبيره للغايه ومن الواضح انه لا يوجد  جيران وما شابه 


نرمين بتوتر: هو احنا فين؟! 


وسيم ببرود: بيت جوزك يا عروسه.... معلش مش بيت من الرخام الأصيل زي اللي انت كنتي قاعده فيه... ثم اكمل بسخريه: وهتلاقيه ياااي خالص بس هو دا اللي عندي 


نرمين بغضب: هو انت فيك اي.... انت ازاي تكلمني كده انت نسيت نفسك ولا اي 


وسيم بغضب وهو يمسك ذراعها بقوه: لا منستش ولا عمري هنسى بس اوعي انت تنسي انك دلوقتي مراتي ولازم تنسي كل القرف اللي كنتي عايشه فيه من النهارده هتعيشي على مزاجي وزي منا عايش..... تركها بقوه حتى كادت ان تقع ولكنها تمساكت بصعوبه وهو يكمل: دلوقتى هندخل البيت ابويا وامي ميعرفوش اي حاجه غير انك مراتي وأننا اتجوزنا عادي زي اي اتنين متجوزين... شفتك حبيتك اتجوزتك وبس.... فااااهمه 


لم تجيب عليه ولكنه لم يكترث بل امسكها من يدها رغما عنها وتوجه بها نحو الباب وطرق عليه بهدوء....  وبعد وقت قليل فتحت له الباب امرأه عجوز يظهر عليه الكبر ولكن يا الله يفوح منها رائحة الجنه ووجهها يشع من النور وكأنها كرص الشمس 


جميله (ام وسيم) بفرحه وبلهجة البدو: وسيم... كيفك يا وليدي... 


وسيم وهو يأخذها بين احضانه بحب بالغ: وحشتيني اوي يا أمي.... وحشتيني اوي 


ظلت تربت على كتفه بحنان وهي تكرر كلمات كانت غريبه على مسامع نرمين بشده فيبدو انها امرأه حنونه للغايه 


جميله بحب: تعالى يا وليدي..... ولكن لفت نظرها هذه الواقفه ولكن ما هذا انها لا ترتدي حجاب وما شابه ملابسها تُظهرها  بشده فتغيرت ملامح المرأه سريعًا: مين دي يا وسيم 


وسيم بإبتسامه: مراتي يا أمي أنا اتجوزت 


ومن ثم جذب نرمين ودخل بها البيت البسيط فكان مكون من أربع غرف ومطبخ صغير وحمام في غرفة وسيم وحمام اخر مشترك... جلست جميله على احدى الكراسي وكادت ان تتحدث ولكن قاطعها هذا الرجل الذي خرج من احدى الغرف 


محمد بفرحه: وسيم.... يا فرحة الدنيا اللي مش هتساعني بعد وجودك يا حبيبي.... لي طولت الغيبه كده 


وسيم وهو يقبل يد والده بإحترام: معلش يا حج منتى عارف الشغل والرزق يحب التضحيه 


ابتسم له والده ولكن نظراته كانت متسائله عن التي تقف ورائه ويبدوا عليها الضجر والتوتر 


وسيم وهو يمسك يدها ويضغط عليها: دي نرمين تبقى مراتي..... اتجوزنا من اسبوع وجبتها علشان خلاص قررت ارجع اعيش معاكوا واشوف ارضنا ومالنا يا حج اي رأيك 


فرح والده بشده وربت على كتفه بحنان ثم قال: خد مرتك وارتاحوا من الطريق علشان نتعشى سوا 


امأ لوالده بأدب وارسل لأمه قبله مرحه وهو يجزبها نحو غرفته ومن بعدها اخذ الحقائب الذي قد اشتراها لها وأغلق من خلفه الباب في هدوء 


وسيم بغضب وهو يحاول الا يرفع صوته: انت مش عارفة تفردي وشك شويه 


نرمين بحزن: يعني عاوزني اعمل اي منا وقفت ساكته اهو اعمل اي يعني.... اتحزم وارقص 


وسيم بغيظ:  عاوزك تفردي وشك امي وابويا هما الحاجه الوحيده النضيف فحياتي كلها ومش عاوزهم يزعلوا ابدا انت فاهم.... ودلوقتي تطلعي عبايه بيتي من اللي انا جبتهم دول وتطلعي حجاب تغطي شعرك دا انت فاهمه 


نرمين بغضب: بس انا مش محجه اللبس حجاب لي.... وبعدين انا مليش في العبايات والكلام دا 


وسيم وهو يلقي في وجهها احد الاكياس: هيبقى ليكي بعد كده تخلصي وتطلعي تساعدي امي في المطبخ وبعدها تيجي تناديني انا وابويا وتعاملي مع ابويا وامي بأحترام فااااهمه 


نرمين وقد لمع الدمع في عينيها وهي تمؤ له بهدوء واخدت الكيس ودلفت المرحاض في هدوء اما هو فقد ابدل ملابسه بأخرى بيتيه مريحه مكونه من تيشرت وبنطال من القطن المريح وذهب ليلعب لعبة الطاوله مع والده فهو يعشق ابيه وأمه بشده 


**********************************


عند ايوب 


قد توجه إلى   المكان الذي يمكث به بيتر ومعه مصطفى وبعض الرجال فكانوا يرمونه بأحدى الزوايا بأهمال وكان جسده مليء بالكدمات وانفه تنزف بشده 


بيتر بخوف وقد افاق من ثمله: انا هنا بعمل اي..... انا عاوز امشي من انا هوديكوا في ستين داهيه انتو متعرفوش انا مين انا لو كلمت السفاره هتروحوا في حديد... 


مصطفي بكره: بس بقا.... انت اي بالع راديو


انخرس عن الحديث عندما وجد ايوب يدلف عليه بهيئته المخيفه: ما تبطل كلام يلا انت... هو انت مش بتعرف اي حاجه  تثبت فيها انك راجل 


بيتر بغل: انت عاوز مني اي؟! 


ايوب ببرود: ولا اي حاجه.... انت الحظ وقف في صفك ان مراتي كويسه وألا مكنتش هرحمك 


بيتر بسخريه: كنت هتعمل اي اكتر من كده 


ايوب بضحك: انا عاذرك برضه.... بس معلش السفاره بتاعتك اكيد هيكون ليها رأي تاني بعد ما تعرف انك بتتعاطى مخدرات مدمره ومُشله لعصب المخ... وطبعا معايا إثبات انك حاولت تعتدي على مراتي الكاميرات صورت كل حاجه وكل واحد هياخد حقه بالقانون اصل التهور ملهوش اي لازمه لمن لما تفضي نص عمرك اللي فاضل بين أربع حيطان  دا عقاب قليل..... مصطفى 


مصطفي بأحترام: امرك يا باشا 


ايوب بغضب مكتوم: روقوه وسلموه للباشا... انا عاوز اخلص منه واسمع خبر يفرحني فاااهم 


مصطفي بتفهم: امرك يا باشا 


ايوب بهدوء: وبعدها تيجي للبيت علشان عاوزك.... 


امأ له مصطفى بهدوء اما هو فذهب لحبيبته كان يود ان يقتل هذا المدعو بيتر وبتخلص منه ولكنه عقله قد احكمه فلو كان قتله ماذا سوف سيحدث من بعدها اما ان يتم اعمامه ويخسر دنياه واخرته عند الله اما ان  يخفي الجريمه ويعيش بتأنيب الضمير انه قاتل وهو ليس بهذا الشخص فقمة الرجوله ان تستعمل عقلك في اخذ  الحق وعينك قويه الرجل بعقله وقلبه وليس بعضلاته وصنع مسلسل  يكون هو بطله....... 


**********************************


في القصر 


وصل ايوب واوقف سيارته متوجهًا للداخل  ولكن لفت نظره نور التي تنام على قدم امه وهي تداعب خصلاته بجنيه بالغه فأقترب منهم بهدوء 


صالحه بإبتسامه: ايوب حبيبي.... قلقتني عليكوا يا حبيبي امال هارون فين 


ايوب بهدوء: متخافيش يا أمي كل حاجه تمام... هارون شويه وهيجي اللي حصل مش سهل عليه... افنان فين 


نور بهدوء: لسه زينه نازله من عندها قالت نامت من شويه بس هي كويسه الحمد لله 


ايوب بإبتسامه: طيب يا حبيبتي... مش عاوزك تزعلي علشان ابنك انا عاوزه يجي عاقل 


نور بضخك: عاقل ازاي وابوه هارون 


قهقه ايوب بشده: معاكي حق والله صعب فعلا.... انا طالع فوق 


ابتسموا له وأما هو فذهب لحبيبته راكضا دلف الغرفه بهدوء فوجدها غارقه بنومها وعلامات وجهها منزعجه بشده فمن الواضح أن عقلها الباطن يتذكر ما حدث ابدل ثيابه بهدوء وهو يراقبها ومن ثم تمدد بجوارها وتأمل ملامحها بشده وهو يعبث بخصلاتها ويكرر انامله على وجهها بحنو كبير ومن ثم أخذها من احضانه وهو يحتويها ويحاول ان يبث بها الطمأنينه حتى غرق هو الاخر بالنوم 


**********************************


عند هارون 


كان يقود بلا وجهه لا يعرف  أين يذهب او ماذا يفعل لا يعرف اي شيء.... كانت الدنيا بأكملها وكأنها ثقب ابرة الحياكه بالنسبه الليه ولكن في النهايه وجد عقله يقوده إلى قبر والده المرحوم وبالطبع بجوار القبر قبر والد نور ووالد ايوب أيضا 

وقف امام القبر ينظر الليه بحزن وبدأ في قرأه القرأن وترتيله لأبيه والبقيه 


هارون وقد فرت منه دمعه: مبسوطين انتو كده صح..... انتو متوا وارتحتوا وسبتونا احنا في القرف دا خلاص مبقتش قادر استحمل الفلوس والشغل بتاعكوا دا لعنه اي حد بيقرب منها بيموت...  انا زهقت وتعبت انا شايل كل اللهم دا لوحدي تعبت وزهقت خلاص اعمل اي 


....... : انت مش لوحدك يا بني 


وجه نظره لمصدر الصوت وما ان رأى صاحب الصوت حتى صرخ بهلع وهو لا يصدق ما ينظر الليه 

تعليقات



<>