رواية المافيا الفصل الأول1 بقلم سالي سيلا

رواية المافيا 

الفصل الأول1 

بقلم سالي سيلا

كل ما حدث وما يحدث لي لو قصها  احدهم علي لقلت عنه انه كاذب. 

لا احد يستطيع ان يختار عيش البؤساء وان يبيع روحه للشيطان ولكن احيانا الاقدار تجعلنا نعيش حياة لم نتمناها يوما.. كما لا اجزم و اقول كل ماعشناه كان غصبا عنا ايضا!  


اشتقت لك يا مامي كثيرا .مرت اكثر من خمس سنوات لم ازورك فيها .انا جد اسفة.. الان فقط عدت من السفر.. وجئت مسرعة إليك.. انظري ماذا جلبت لك    الازهار البنفسجية التي تحبينها.  ولكنها لاتشبه تلك الزهور التي كنت تزرعينها وتقومين بعنايتها في بستاننا بنفسك. .اتذكرين يا مامي كم كنت تحبين الزرع وانا اساعدك في سقيها. حتى اني تعلمت منك كيف أنزع الاعشاب الضارة من حولها.  كم كانت تلك الزهور والورود يانعة ومزهرة اضافت لبيتنا اناقة وجمالا... وكم كانت حياتنا اجمل حينها    اااه   لكن كل ذلك اصبح كالحلم.  وتبدد كل شيء منذ ... 


_مرحبا هيلينا

_هذا انت افزعتني. .كيف علمت بوجودي هنا؟ 

_انت تعلمين جيدا ياهيلينا انك مراقبة.  ومنذ ان وضعت قدماك في المطار. هناك من كان يتتبع خطواتك.. لماذا عدت؟ 

_وما شأنك؟ هل ستقول لي مثلا انك مازلت تهتم لأمري بعد كل الذي جرى! 

_لا مجال ان نتطرق في هذا الامر الان.. 

انصتي إلي ياهيلينا دعك من العتاب واللوم فالوقت ليس لصالحك.   عليك مغادرة المقبرة فورا قبل ان تداهمك دوريات الشرطة... فهي في طريقها إلى هنا.. ولولا الذي كان مابيننا لما خالفت القانون وسبقتهم فقط لأقوم بإنذارك.. 

_ومن قال لك اني هذه المرة سأهرب كسابقتها  . 

_مالذي تقصدينه..؟!  هيلينا دعك من الهراء و المراوغة...اعلم ان كل مامررتي به قد اتعبك.  ثقي بي    تعالي معي سنخرج من هنا وسنكمل حديثنا لاحقا. 

_لا اظن يامايكول انك هذه المرة ستنجح بإنقاذي.. انظر وراءك فلقد فات الاوان على ذلك.  

_لما فعلت بي وبنفسك هذا ياهيلينا؟ 

_ببساطة لم يعد لي حياة اخرى تنتظرني بعد ان إنتقمت من الذين سرقوا مني سعادتي... 

لاتحزن ولا تتأسف على ما انا عليه الان فهذا نابع عن قرار مني اريد ان ارتاح فهيا يامايكول كبل يدي. .تظاهر انك من امسكت بي اولا   قبل ان يدركوا الحقيقة انك هنا لتساعدني في الفرار وتسج انت ايضا بالسجن بالجرم المشهود.. فأنت لست مجرما مثلي .ولا تستحق ان تتأذى من اجلي.  


في الوقت الذي يريد مايكول ان ينقذني فيه  و مع اقتراب الشرطة ببطء من المكان المتواجدة به امام حافة قبر والدتي علمت انها النهاية    ولكن ذاكرتي إختصرت المسافات و عادت بي إلى الوراء  الى نقطة البداية  لا اعلم لماذا؟ وبالتحديد تذكرت اليوم المشؤوم الذي بدأت فيه كل الحكاية..  رغم انه كان اليوم الذي انتظرته من مدة طويلة والذي بنيت فيه امالي وطموحاتي ووضعت كل مجهوداتي حتى يتحقق .

إنه يوم تخرجي وكم كنت سعيدة في ذاك النهار .إذ تسلمت الشهادة و شاركت فرحتي مع والدي واختي التي لاتقل مني إلا بسنتين تقريبا.. وكم كانوا هم ايضا سعيدين من اجل تحقيق ماصبوت لأجله بعد تعب كل ذاك المشوار... لذى قررنا بهذه المناسبة ان نحتفل جميعا بهذه الامسية الجميلة   فاختارت اختي من ارقى المطاعم المجاورة لنا المشهورة بأكلها الطيب .   وركبنا جميعا السيارة الذي كان يقودها والدي.ومامي تجلس بجانه . اما انا وميليسا اختي كنا سويا نجلس في الخلف. وانطلقنا جميعنا  نضحك ونمزح كثيرامع بعضنا البعض تارة نأخذ الصور من حين لآخر   وتارة اخرى نرقص على انغام الراب.  حتى فجأة إنقلب الحال من الفرح الى الغم. بل تحول اليوم الى كارثة سمم فيه قلبي وانهشت روحي التي لم تطب حتى بعد مرور كل هذه السنين.   


ونحن نسير على الطريق السريع إذ بدراجات نارية عملاقة المظهر يقودونها شباب متهورون وذلك يظهر من سرعتهم المفرطة .ولكن وهم يمرون بسرعة من حولنا اذ احد الشبان إنتبه لي ولاختي نجلس خلف المقاعد الامامية للسيارة .فاصبح يقلل من سرعته حتى يسير بجانب سيارتنا تماما وهو يضحك بصوت مرتفع وكأنه يعلم زملائه انه وجد غنيمة لهم .. اراد والدي ان يتجنبه في تلك اللحظة لكن دون جدوى فكلما سبقه زاد من سرعة الشاب حتى يكون في مستوى مسيرنا على الطريق. فانتبه الجميع بلعبة صديقهم.  وكل من سبقنا قبلا   خفف سرعته واصبحوا يتمايلون في الطريق كسرب هائج.   لكي يبطئون من سير سيارتنا   في البداية ظننتها مزحة وستمر بعد لحظات .ولكن لما طالت دب في الخوف والفزع. خاصة ان الشباب اصبحوا يدقون زجاج النوافذ بقبضة ايديهم وتتعالى قهقهاتهم اكثر فأكثر. .. 

 كان والدي اثناءها في موقف لايحسد عليه.  فهو يعلم جيدا لو توقف فلن يرحم بنتيه احد.   ولو زاد من سرعته سينقلب لا محالة   فاختار ان يخاطر و يقطع الجانب المعاكس للطريق السريع.ربما بهذا سيتفاداهم ولن يستطيعوا اللحاق به... ولكن ما إن إستدار والدي يسارا عبر الوجهة المحايدة للطريق   كاد الامر ان ينجح لولا ظهور سيارة مفاجأة في وجه والدي.   حينها حاول ان يتفاداه  فبرم المقود باقصى سرعة لتخرج السيارة عن سيطرته   وكانت النتيجة قذفها بنا بعيدا لتنزلق وتنجرف في التربة نحو الاسفل ... 

           الفصل الثاني من هنا

 لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>