رواية المافيا الفصل الثاني2 بقلم سالي سيلا

رواية المافيا

 الفصل الثاني2

 بقلم سالي سيلا

كانت السيارة تهوي بنا للاسفل بسرعة واجسادنا تتهاوى معها    ترتطم تارة بسقف السيارة وتارة اخرى على جوانبها كان كل واحد منا يسمع صراخ وانين الثاني. ولكن لا احد استطاع ان يساعد الاخر.. وبعد قليل لم اعد اشعر بعدها بشيء وكأني سقطت في بئر غويص شديد حلاكه. ولم استيقظ إلا على اصوات والدتي وهي تناديني بإسمي واختي ميليسا   فمددت يديها إلينا ثم اخرجتنا من الحطام بكل سهولة. 

كل هذا كنت اظن اني اراه على مرأى من عيني. ولكن عندما غادرت والدتي بعد ان انقذتنا   اردت اللحاق بها ولكن جسدي لم يطاوعني. فحاولت مناداتها ربما تقف لتنتظرني  ولكن ايضا صوتي خذلني.  احسست بنفسي انني مكبلة لا استطيع مجارات اي حركة اقوم بفعلها.  وبعد لحظات من المحاولات المتكررة استغربت من وجود خيط من النور يتسلل مابين جفوني حتى اكتملت الرؤية فصعقت من المنظر الذي وجدت نفسي به. 

كان كل جسدي موصولا باجهزة مختلفة .والممرضات يركضن نحوي منها من تقيس نبضي ومنها من تفعل امورا لم افهمها وكأنهن حينها يتأكدن انني عدت للحياة مجددا. 


_أ. ييي. ين.. أ. ا.. .ن. .نا؟ ! أأين. .أأناا؟! 

_إهدئي انت في مكان آمن. 

_أين سيلينا كانت معي الان فقط؟ 

_سيلينا. ! من تكون هي سيلينا؟ 

_سيلينا تكون اختي. كانت معي هي ومامي منذ..... لحظة. .لا تقولوا لي ان كل ذاك كان حلما. !؟ 

_لاتجهدي نفسك.. هاهو طبيبك المختص لحالتك وصل

_مرحبا هيلينا.. اظن هذا هو إسمك؟ 

_نعم

_انا الدكتور ميشال اقوم هنا بمساعدتك على شفائك.. وعليك ان تشكري الرب لانك إستعدتي وعيك بعد ان نجوتي بأعجوبة. 

_الشكر للرب. .ولكن دكتور هل عائلتي هم كذلك بخير طمني. .هم بخير مثلي وانت من انقذتهم أليس كذلك؟ 

_هيلينا لاتتعبي نفسك بالكلام كثيرا .. .عليك ان ترتاحي وغدا سنكمل حديثنا. 

_بل الان.   انا مرتاحة هكذا... .أتوسلك دكتور اخبرني عن عائلتي هل نجوا من الحادث ايضا؟ 

_بما انك مصرة سأخبرك الحقيقة ياهيلينا ولكن عديني انك ستتماسكين وتكونين قوية.. 

والديك للاسف لم نستطع انقاذهما لانهما توفيا في نفس مكان الحادث المميت انذاك. .انا جد اسف. 

_لاا انت تكذب... بابي ومامي لايزالا على قيد الحياة. .انت مجرد كاذب.. .لاااا. لاااااا. 

_اسرعا ناتاسي باتريكا امسكاها جيدا حتى احقنها في الوريد.. لديها نوبة هلع.  


منذ تلك النوبة لم تكن هي الاولى ولا.  الاخيرة. بل تكررت عدة نوبات اخرى مشابهة لم استطع على أثر الصدمة تقبل فكرة وفاة والدي.. وبمرور الوقت بت لا اشعر بشيء من كثرة حقني بالمهدئات حتى البكاء جفت دموعي وتحجرت   و أصبحت كالمومياء   فلولا عناية الاطباء بي للحقت بوالدي تحت التراب. .. ولكن الشيء الذي جعلني اصمد و اتقبل العلاج هو لغز اختي الذي حير الجميع وبما فيهم انا اكثرهم!  


_اشكر الرب ارى انه تحسن حالك عن ذي قبل كثيرا. 

_شكرا لك ايها المحقق.. هل من اخبار عن اختي؟  ارجوا انكم وجدتموها اخيرا؟ 

_للاسف ليس بعد. .لذلك انا هنا اردت ان اسألك بعض الاسئلة حتى تساعدينا للتقرب من حقيقة إختفائها. 

_عن ماذا مثلا؟ 

_اولا خذي هاتفك ربما تحتاجينه لاحقا. وجدناه في مكان الحادث.  ومن خلال الصور التي به   تاكدنا ان اختك كانت معكم بالفعل .. ففي الحقيقة ياهيلينا في باديء الامر لم نصدق اقوالك. ضننا ان قوة الضربة التي تلقيتها على رأسك جعلتك تهذين و تتوهمين ان اختك كانت معكم في السيارة قبل الحادث. 

_وهل استغرقتم كل هذا الوقت حتى تتأكدوا ان سيلينا كانت معنا او لا..! 

_لان الامر محير فعلا. فكيف لفتاة تخرج من ذاك الحطام المميت للسيارة بهذه السهولة دون ان تترك اثر لها !؟ 

على كل حال التحريات على قدم وساق ولن نتفانى حتى نكتشف الحقيقة كاملة.. ولكن الان اخبرينا ياهيلينا. بعد ان ارتحت قليلا وصفن عقلك.  هل تذكرتي اي شيء بخصوص ذلكم الشبان عن اي إشارات او علامات يتشاركن فيها؟ 

_كان كل الشباب يرتدون القبعات التي تخص الدراجات النارية.كما انهم كانوا  يتشاركون في إرتداء لباس موحد مصنوع من الجلد الاسود وعلى صدريته مرسوم عليها جماجم مقسمة صورتها إلى نصفين. 

_عودي ثانية إلى موقع الحدث وتذكري منذ البداية عن اي شيء مهم جلب إنتباهك  فبهذا ستقودينا إلى الحقيقة باسرع وقت ممكن. 

_لا يوجد ما اخبركم به. فكل ما رأيته بالتفصيل اخبرتكم به حتى الان. 

_على كل حال لو تذكرتي ياهيلينا اي امر صغير او كبير عليك الاتصال بنا فورا. وانت تعلمين كيف.. وداعا


كنت متذمرة ومنزعجة جدا من الاستجواب الاخير الذي خضته مع المحقق  فكيف لهم كل هذا الوقت كانوا يتأكدون فقط من امر محسوم بخصوص وجود اختي معنا اولا!  بينما اختي في الوقت نفسه قد تكون في خطر   وانا  كالبلهاء كنت  انتظر منهم بلهفة الخبر الجميل الذي احضن فيه اختي. 

لذى لم اخبرهم عن ذاك الشاب الذي كان سببا في كل هذا الحادث. .وعن الوشم الذي كانوا يتشاركون فيه  جميعهم. 

           الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>