رواية المافيا
الفصل الحادي عشر11
بقلم سالي سيلا
ذهبت لأقرب كنيسة كانت موجودة بقرب المنزل الذي امكث به.. فذهلت بكبرها وترافة بنائها. كان المصلين عددهم كبير في ذاك اليوم . وعلمت بعدها انهم كانوا بكثرة بسبب العطلة الاسبوعية لديهم.
دخلت وانا اتمعن في التماثيل والنقوش الموجودة على جدرانها ثم اخذت شمعة وانرتها ثم وضعتها على الايقونة المقدسة وبدأت بقراءة بعض من الإنجيل وادعوا الرب ان اجد اختي في أقرب وقت ممكن.. بعدئذ تأثرت كثيرا واصبحت لا استطيع السيطرة على نفسي من شدة بكائي تذكرت كل ماحدث لي ولعائلتي في الاونة الاخيرة وشعرت بإشتياق جارف لوالدي ولسيلينا حتى اني إحتضنت نفسي. وانا على ذاك الحال وإذ بإحادهن تمر امامي وانا مطأطئة رأسي للاسفل وكلي خشوع مع دموعي التي تكسوا وجنتي كالسيل .تعتذر مني كي تعبر من امامي. كان صوتها عذبا وهي تقول لي. اسفة انسة هل استطيع العبور فقط من فضلك.
إبتعدت للخلف تلقائيا ولكن لحظة.!! ذلك الصوت والإحساس الرقيق الذي به اعرفه خير المعرفة.. إنها اختي. سيلينااا.
رفعت رأسي بسرعة فلم اجد اي واحدة قريبة مني. ولكن هناك حشود غفيرة تمر من هنا وهناك.. فلمحت في وسطهم من بعيد تعبر فتاة ذوا الشعر الذهبي الحريري المنسدل على كتفيها. كما كان لون شعر سيلفيا تماما التي كانت تحب ان تتركه منسدلا خلف ظهرها .تسرع بخطواتها كي تخرج من الكنيسة.. اردت اللحاق بها في تلك اللحظة ولكن كان الامر شاق علي بعض الشيء كي اعبر بسهولة مابين المصلين ثم بعدها إستطعت تفاديهم ووصلت إلى بوابة الخروح بصعوبة اخيرا. .فرأيت تلك الفتاة تنزل اواخر الدرج لتأتي سيارة فارهة مسرعة تقف امامها فركبت من الامام واستدارت يمينا رأسها نحوي من نافذة السيارة وكأنها تودع الكنيسة. .إنها هي. إنها اختي سيلفيا. انا جد متأكدة .كيف ستغيب عني تلك العيون الخضراوتين بريقهما وكيف لي ان لا اتعرف على ملامح اختي .إنها هي.
كان شعوري في تلك اللحظة مختلط.مابين فرحة بأن اختي لاتزال حية وهي قريبة مني اكثر مما تصورته. وشعوري بالحزن انني لم استطع اللحاق بها رغم اني اخذت سيارة اجرة من نفس المكان وتتبعتها. لكن إزدحام السيارات في الطريق حال عن دون ذلك..
كان لقائي بسيلينا على وشك فللاسف لم يحدث اللقاء المنتظر الذي يكاد ينفطر قلبي كي تكون هي مابين احضاني سالمة غانمة . إلا انني لن ايأس و عادت حماستي من جديد للبحث عنها وعدم الرغبة في الاستسلام مطلقا بإيجادها.
اصبح الوقت ظهرا وانا استعجل في ترتيب اموري قبل ان يحل المساء. .كنت في ذلك الوقت مشغولة بالبحث عن من يبيعون الاسلحة تحت الطاولة. ومن شخص لشخص حتى وصلت إلى المعنيين بهذه التجارة وما اكثرهم. .فطلبت مسدسا صغير الحجم خفيف حمولته لايظهر للعلن. وحبذا لو استطيع وضعه في حقيبة اليد. .ولم يستغرق وقتا طويلا حتى وجدت ما ابحث عنه بالضبط مع بعض من مذخراته وتطلب مني ان ادفع نصف ماتبقى من المال الذي كان معي رغم وفرته .. وبعد ذلك توجهت إلى وكالة استئجار السيارات. اردت ان املك واحدة اقودها بنفسي حتى يسهل علي قضاء حوائجي بسهولة. دون ان اتعبد شقاء انتظار سيارات الاجرة في اي عمل اقوم به خارجا. .
وبالفعل اخترت سيارة رياضية رائعة المظهر وكأنها مصنوعة خصيصا للفتيات المدللات الشقيات. ..وقعت العقد بإستئجارها لمدة اسبوع..وكم كانت قيادتها ممتعة. وبهذا لم ينته اليوم وقد قمت فيه بإنجاز عظيم. إذ لم استغرق وقتا طويلا حتى أكملت اللوازم الظرورية لإتمام مخططي.
كنت على وشك ان اذهب الى المكان المفروض المتواجدة به سيلفيا لولا مايكول الذي راسلني كتابيا وألح علي ان اذهب الى العنوان الذي ارسله لي دون اي تأخير...
لم يقل شيئا عن ماوراء ذاك العنوان غير انه إعتبرها ستكون المفاجأة بالنسبة لي التي قد ستغير طريقة تفكيري من ناحية الإنتقام والإبتعاد عن الخطر الذي يؤدي إلى هلاكي ..فاحترت ماذا يقصد مايكول بكلامه هذا وهو يعلم يقينا انه صعب ان اعدل عن قراري؟!
لذى كان الفضول هو سبب تأجيل ذهابي الى إيجاد اختي في تلك الامسية وليس البحث عن من يقنعني عن العدول مابرأسي.
حينها إنطلقت مباشرة استفسر عن العنوان الذي مدني إياه مايكول. .وبعد سؤالي وتطقسي عن المكان. وصلت إليه رغم انه جعلني ابتعد عن المنطقة التي اصبحت اقطن بها. .
كان العنوان عبارة عن شقة في السابع عشرة من العمارة. فاضطررت ان اصعد بالمصعد الكهربائي رغم اني لا احب استخدامه لانه يجعلني اشعر بالغثيان والدوران .إلى انني تكبدت العناء للوصول بسرعة الى الشقة.
وما إن وصلت جلست جانبا قليلا على الارضية حتى استعيد انفاسي وينتظم نبضي .وبعدها وقفت من جديد لأرن جرس الشقة. وانا اتساءل ياترى من يكون صاحب تأخيري في مهمتي التي إنتظرتها بشغف.
