رواية المافيا
الفصل العاشر10
بقلم سالي سيلا
طيلة الرحلة كنت قلقة على مايكول. فلأول مرة انتبه إلى المشاعر الجياشة التي يكنها لي..فانا لم ابادله يوما بما يحس به نحوي. ولكن كنت اقدره واحترمه كصديق مقرب. لذى من الوهلة التي اكتشفت فيها حبه كنت ألمح له وانصحه دائما ان يعيش حياته وألا ينتظر شفقة من اي شخص حتى ولو كنت انا..
من الصعب جدا في هذا الزمان ان تجد إنسان تثق به ليكون السند الذي يقف معك فيه في المحن والمصائب حتى وان اخطأت يجد لك مبررا او عذرا على افعالك ويكمل معك ضاربا كل القوانين بعرض الحائط وكل ذلك من اجلك فقط .
ولكي لا اخذل تلك العلاقة النادرة .ولا اضر فيها ذاك الانسان النبيل الذي ممتنة للرب انه وضعه في طريقي .
لم أشأ بدوري ان اخرب حياة مايكول.. فقبل رحيلي جعلته يعدني ان يفعل ما اطلبه منه. ألى وهو عندما يتأكد انني اضع قدمي على اول درج بالطائرة. عليه ان يبلغ عن الجريمة حتى لايتأذى مستقبلا لو إكتشفوا امري. لان التحقيقات الفديرالية لاتخفى عنها اثناء التحريات. ان مايكول كان صديقي يوما وبهذا سيزول الشبهة عنه بإبلاغه عني. .. ورغم ذلك من شهامته لم يشأ مايكول ان يفعل ما امرته به حتى اقنعته انهم لن يمسكوا بي على الإطلاق .لانني قررت من البداية عندما اسافر ان استقر انا واختي في إيطاليا للأبد . .. هنا فقط بالكاد غير مايكول وجهة نظره .
حطت الطائرة اخيرا في مطار اجمل بلد من بلدان العالم التي لم اتوقع يوما ان اكون على اراضيها .عكس اختي تماما التي كانت تحلم دائما ان تسافر إليها وتتعلم لغة شعبها و تدرس في احد جامعاتها المعروفة عالميا . ولكن هي الان هنا.. .هل ياترى مازالت تتذكر احلامها تلك .ام انها فقدت التواصل مع ماضيها..
.بعد ذلك إستقلت سيارة اجرة فمنحت للسائق العنوان الذي بحوزتي اردت فقط ان ارى المكان من بعيد حيث يتواجد به ذلك الشخص الذي اخذ سيلفيا معه . .وعندما وصلنا بعد ساعة تقريبا ونحن ندخل ونخرج مابين شارع وشارع. حتى وصلنا إلى ازقة تسودها الظلام وليست راقية ونظيفة كالتي مررنا عليها قبل قليل...الغريب في الامر ان كل جدرانها رسمت عليها صورا ورموزا وتعبيرات غريبة.. والاغرب بالكاد تجد عليها اشخاص يسيرون في تلك المناطق والتي يظهر عليها انها مناطق شعبية عشوائية وبما انها كذلك اكاد اجزم ان كل اوساخها ستظهر للعلن ليلا. .
بعدها وصلنا للمكان الذي ذكر في العنوان بالضبط ولم اندهش عندما وجدته عبارة عن ملهى ليلي آخر..
اثناءها قررت ان اعود ادراجي ابحث اولا عن منزل او فندقا صغيرا كي يأويني الايام القادمة وارى من الان انها ستكون أياما عديدة .
ونحن نعود للخلف بالسيارة إذ بتلك الازقة الفارغة يسمع منها فجأة صدى إطلاق نار من مكان ما. وتحركات غريبة تربك هدوءك وتجعلك تدخل في دوامة الخوف والرعب.
حينها ذكر لي السائق علينا ان نخرج فورا قبل ان تقوم الدنيا ولاتقعد بعدها. .فعرفني ان هذه المناطق يحدث فيها شغب ومجازر بعد الطلقة الواحدة فقط منها.
كان قلبي في تلك الاثناء يتألم بشدة تذكرت اختي سيلفيا عندما كانت تغلق اذنيها بكلتا يديها كلما سمعت صوت الرصاص. فهي المسكينة لديها رهاب شديد من ناحيته.. ودخلت في دوامة اخرى من التساؤلات التي ليست لها اجوبة. هل انا اصبحت فعلا قريبة من اختي؟ وهل لا تزال لدي فرصة بإنقاذها. ام اني وصلت متأخرة؟
بعد خروجنا بسلام من تلك الاماكن المخيفة طلبت من السائق ان يأخذني إلى اقرب فندق او ان ياخذني إلى اي وكالة قريبة تقوم بإيجار المنازل وشكرت الرب حينها ان ذاك السائق كان متعلما. .لديه إمكانية التواصل مع الركاب بعدة لغات... حتى وان كانت المفردات متقطعة إلا انها تفي بالغرض ليفهم عليه ..
وبالفعل قمت بإيجار منزلا صغيرا. رغم انني تعذبت في إيجاده.. فبعضهم لديهم إجراءات صارمة وقوانين وضوابط ليس لها اول ولا ٱخر.. ومنهم من يتسامح ولكن الاجر يكون باهض جدا.
بعد ان رتبت نفسي وارتحت من عناء السفر لم يكن في ذهني قبل عودتي لتلك الامكنة الخطيرة سوى ان اوفر مسدسا كي احمي به نفسي. وعلى ذلك يجب علي زيارة بعض الاماكن التي تباع فيها الاسلحة الغير شرعية. وما اسهل الوصول إليها مادمت لديك الكثير من المال... ولكن فضلت اولا ان اذهب إلى الكنيسة واعترف بكل اخطائي لعلي اجد السكينة التي فقدتها منذ ان لطخت يدي بالدماء..وارجوا ان لايكون المزيد منها في المستقبل القريب.
