
رواية اخطر من الحب
الفصل الرابع عشر14
بقلم رحمه ايمن
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن دائماً
كنت سفينتي المفضله فقررت هجري وقررت رياحك مساعدتك علي ذلك فتوقفت وأصبحت منارة تنتظر قدومك مجدداً ف هل أنتَ قادم؟!»
« غزل»
«أيوه صحيح أنا عايش معاها في نفس البيت
في حاجة؟»
بعد جملته دي وأختفوا من الأوضه تقريباً خده من قفاه وسط زهولنا وصفصف بتعمل حركتها الشعبيه وبتحرك شفايفها يمين وشمال وتقول بحصره وصوت واطي سمعنا أنا وشروق بس « لبسنا!»
- هنعمل أي يا صفصف أنا خايفه
- حد قلك يختي تخبي عليه أنا قلتلك قوليله مسمعتيش كلامي وهو هيطيح فينا كلنا زي التور الهايج ابني وانا عرفاه، ربيته تور قد الدنيا الله أكبر عليا.
فتحنا بقنا أنا وشروق وبصتلها بديق وحاجب مرفوع وهي منشكحه وفرحانه بتو.. احم ب إبراهيم ابنها
- والله يا صفصف! مش قلتلك نقولوا قولتيلي لاء وهيعمل حوار كتمي علي الموضوع وهنجبهاله بالهدوا والود الحليوه ده يومين وماشي متقلقيش وتكتيلي على القاف يا صفصف أدي أخرة اللي يثق فيكوا
- الله! وانا أعملك أي يعني، قولتيلي يومين قلت وماله نستحمله وحيد وقمر ومينفعش يتساب هيتخطف احنا اولي بيه، بقي ده جزاتي اني بعمل خير؟ وبعدين تلهيوحيات أمك اما نشوف هنعمل أي دلوقتي
« هو في حاجة يا جماعة ول أي»
اتكيت علي سناني بديق وأنا بقول في سري « تمسي وقولي يمسا يا بت أنتِ كمان عشان أنا مبطقيش ومعرفش السبب ول عايزة أعرفه كفاية سَمجتك» وشوية وهتوغل في سبها نكزتني صفصف بعصبية
- وقفه مسهمه كده لي زي قرد قطع يختي ، اتلحلحي وراهم خلينا نشوف هيدفنوا في انهي داهيه تاخدك لازم نقراله الفاتحة حتى عيب ، اتحركي
- مبووورحه طيب متزوقيش دراعي ورهم يوه!
اتحركنا أنا وصفصف وكانت شروق في ديلنا وقفها صوت المريض القابع في الفراش ده وسحلها تسبيل ومش عارف يوصلها، فأنا سمعت صفصف لاء.
فبرقتلها تقف وتسمعه عشان الكيوت ده ميتزعلش منه فنفخت ووقفت مكانها وخرجت أشوف البلوه اللي انا فيها، منك للله يلي ف بالي اشوف فيك يوم يبعيد، احتمال إبراهيم يبيعني خرده بالقطع بعد ما يفكني حتت من تحت راسك تباً ليكوا كلكوا.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
« موسي»
وقفت قدامه وهو بلف حوليا زي فيلم أبيض وسود فرفعت كف إيدي أشوف الساعة يكشي يخلص في يومه ده فقال بجديه لا تمت للجديه بصله
- وحضرتك متجوزها عرفي ول رسمي من ورايه بقي؟
- نعم؟!
- لاء نعم الله عليكَ يا حبيبي رد عدل وعلي قد السؤال أنا بحذرك!
نفخت بملل وقلبت عيني ورديت عليه بهدوء
- متجوزناش
ضرب بإيده بحركه مسرحيه وبرقلي بخضه
- يلهوي! عايش معاها كده في الحرام عادي! وبتقولها في وشي متجوزناش! وباصص في عيني
باصص في عيني يا جاحد!
نزلت عيني علي الأرض ورديت تاني
- متجوزناش، كده كويس
- كتر خيرك والله فرق كبير أوي، اتفضل اقعد أرتاح بقي، ياااه ريحتني يا راجل من كل قلبي ربنا يريح قلبك
اقعد اقعد
- شكراً
جيت اقعد راح مقومني وخبط دراعي جامد بديق
- أنت هستعبط يا روح أمك! أصل أنا ناقص مجانين
قوم يله فهمني عايش معاها ازاي، ده انتوا ليلتكوا بيضه كلكوا وأولكوا أمي اللي بتهزر دي
- ههه لاء والله أنت تعبان في دماغك! بكلمك بأمانة يعني، أنا آخر واحد عمل معايا الحركه دي قطعتله صباعه
- كان الوسط ول الأخير مش واخد بالي؟!
- كان البنصر يا عسل وحوش بصرك عني بقي واتقي اشري وقعد نتكلم بالعقل بدل شغل العيال ده
- ما شاء الله غلطان وبجح كمان، لاء وبتكلم بكل ثقه الواد يكنش وزير الداخليه!
- أنا قلت مشلش التكلفه ومصحبش عيال أصغر مني مسمعتش كلام نفسي، انا ستاهل اللي يجرالي
اقعد يحبيب اخوك وانجز كده عشان أنا عايز اروح نام ومش فاضيلك
- والله أنا فاضي وحاطك في دماغي انهارده وبفهمك حاجة مهمه أوي، لو خرجت من هنا عايش
مسكني من قميصي وكمل بهمس وجديه
- ابقي روح وقتها
ضحكت بسخرية فكمل بجدية قلقتني فعلاً منه وغيّرت الأجواء بينا
- أنا بهزر في كل حاجة الأ عائلتي سامع! وبدال قربت منهم ملكش حاجة عندي غير التراب
غزل دي أمانه ووجودي معاها أحميها ده دين عليا كبير ولأول مرة احس أني موفتوش، استأمنتك ووثقت فيك وفكرتك جدع لكن طلعت عيل
اللي يخبي علي واحد يكون أخوها وضهرها في الفترة دي وميقلوش حتى أنه ساكن معاها أو يفاهمه الدنيا يبقي كان مقرطسني وسايق فيها عشان شايفني حاجة قليلة ومتوقعتش يكون أحترامي معندم عندك أوي لدرجادي
يخسارة بجد.
بلعت ريقي بديق لأنه درجة تفكيره وصلت لبعيد أوي ومكنش في نيتي كل ده وبدأت اشرح بهدوء بإيدي ومحركتش إيده من علي رقبتي رغم أنها من المرات المحدوده ليا ومَسمحتش لأي مخلوق يعملها غيره
- إبراهيم انت فهمت غلط أنا مقصدتش أخبي عليك ول فاهم أنك هتاخد موقف بطريقة دي، علي العموم لو عايزنى امشي دلوقتي أنا...
- فهمت غلط! يعني أنك تعيش مع واحدة من غير رابط رسمي في بيت واحد ده بنسبالك أسمه أي ها؟ فهمني؟ حتى لو كان من باب المساعدة لو واخدها حجه وضروره ، المساعدة وضروره بتخلص في لحظتها أو في نفس اليوم يا أستاذ ول نسيت الأصول
مفتحتش بُقي، لأنه ببساطة معاه حق ومفيش حاجة أعلق عليها، رفعت عيني لما كمل بنفس الديق والعصبية
- بس تعرف الحق مش عليك، الحق علي عائلتي وواحدة كان مفروض أكون ليها السند وراجع لما تتحط في موقف زي ده تيجي وتقولي حصل كذا وكذا وأكون أسد في ضهرها عشان مهما راحت ول جت ميتقلش عليها نص كلمة ول حد يجيب سرتها وأحميها بس واضح كده انها مبتثقش فيا وفكراني عيل ومبتعتبرنيش حاجة في حياتها
نزلت عيني بإحراج وديق أكتر فكمل بضحكه ونبره ألم وجعتني
- كان لازم اخد بالي لما طنط رقيه قلتلي زيدان رجع، كنت فاكر إنها بتأمن نفسها عشان لوحدها فقالت أنه موجود مكنتش أعرف أني مختوم علي قفايا ول ليا راي ول حساب
هه لو عائلتي مقرطساني ومش عملالي حساب انتَ هتعمل، معاك حق
بس تعرف شكراً أنك كنت محترم والله ومكنش قلبك مريض ول بتحركك غرزتك ول كنا وصلنا في خبر كان دلوقتي
أنا مش من حقي الومك فعلاً أنا مين؟!
« إبراهيم! »
سمعنا صوت غزل من ورانا ودموعها علي خدها بندم وجنبها طنط صفيه بتعبير هادي وجدي نادرا ما بشوفه عليها في المواقف الجديه زي دي
نبرتها وجعتني، ودموعها وجعتني أكتر ونرفذتني
وإحساسي بندم بياكلني لأني حططها في موقف زي ده وهي كانت ناويه تقولوا في أقرب وقت لكن انا منعتها بدافع أني همشي قريب ومفيش داعي
فقت لما إيده تحركت من علي رقبتي وكان هيمشي فوقفت قدامه وهي بتقول بترجي
- عشان خاطري ما تمشي كده، اسمعني والله أنتَ فاهم غلط أنا هشرحلك كل...
- فاهم غلط ول صح متفرقش كتير، أنا بخليكي من أي مسؤولية إتجاهي يا غزل وأنك فهمتيني مكانتي إلي قد كده عندك، ختر خيرك
كان هيكمل فوقفته وهي بتحضنه غصب عنه وبتعيط.
- بالله ما تعمل ده فيا، أنا أسفة والله، أنت كل حاجة ليا وأنا مقدرش علي زعلك، عشان خاطري اسمعني هاه؟؟
غرزت راسها في كتفه اكتر فمسح علي شعرها بتنهيده طويلة وقال بحنيه بأحترمه لوجودها فيه « خلاص اهدي هنتكلم»
نكزتني صفصف وهي بتوطي صوتها وبتتحرك
- ورايه خليهم يتكلموا أبني عاقل واكيد هيتصرف
- تمام
ابتسمت بهدوء ومشيت وراها فقال بتحذير
« دورك جي ي صفصف اتقلي عليا»
« جيب اخرك يا ضنايه، أمك أنا فمش قلقانه»
غمزتله وهي بطلع لسانها فبصلها بقرف فضحكت عليهم وخرجت معاها، كنت اتمني بس ربع ده وقتها كنت أقدر أعيش طبيعي زي باقي الناس، نفخت بديق وبصتلها لقيتها بتبصلي وبتبتسم بمعني « متقلقش عليا » فرديت عليها بأني « مش قلقان لأنك تقدري تتصرفي » وكانت لغة العيون أكبر جواب بينا وأصدقها...
~~~~~~~~~~~~~~~~
« يوسف »
وقفت بضجر وربعت إيديها بصمت فبصيت ل لارين ووقفه بفضول عشان تتحرك وتسيبنا لوحدنا ففهمت وتكلمت بزوق
« أحم طيب أنا هروح أشرب عن أذنكوا»
خرجت لارين فسالتها بديق
- ممكن أفهم خرجتي الصبح من غير ما اشرحلك لي؟
- مفيش حاجة محتاجة شرح واضحه زي الشمس باين عليها حبيبتك
- لاء مش حبيبتي ي شروق وعمرها ما هتكون
وبعدين أنتِ كنتِ مدايقه لي لو كانت حبيبتي ؟
- مش مديقه يا يوسف! عمري ما دايق أبداً
أنا خرجت عشان اسيبلكوا مساحة شخصية مش أكتر
- متاكده؟
- طبعا متاكده!
- علي العموم دي سوزان.. دي.. أخت موسي وبعتبرني زي أخوها بظبط فواخده عليا
أما بنسبة للحب الحقيقي في حياتي فمشفتوش غير في عينيك أنتِ لأنك أول واحدة تدخل حياتي وأحبها يا شروق
حركت نظرها للارض بإحراج وخدودها بتتلون وأنا لأول مرة أكون مدايق عشان كدبت علي بنت ومش أي بنت
دي شروق، أكتر قلب برئ وحنين أنا شفته في حياتي
خرج صوتها بهدوء
- ملوش لزوم الكلام ده
- صافي يلبن؟
-...
- اضحكي بقي يشيخه! أو فكي بوزك ده من الصبح وأنا بتعذب بسببك مش كفاية الجرح عليا هتكوني أنتِ وجرح
- براحتي تمام ول تاني مرة بقلك أنا مديقتش عادي
- طيب طيب أنا مصدقك يا ستي، ممكن تجبيلي الماية من قدام التربيزه عندك
تحركت إتجاها بسرعة وقربت عشان تقدمهالي، مسكت إيديها وقعدتها علي الكرسي جنب السرير
- أيوه بظبط هنا
سحبت إيديها بسرعة وبرقتلي بديق
- أنتَ بتعمل أي!
أخدت المايه من إيديها التانيه وفتحتها وشربت بق منها ورديت بتسليه
- بشرب هكون بعمل أي يعني، وبرحمك من وقفتك من ساعة ما دخلتي الأوضة وده أنسب مكان، قصاد عيوني
- م...ممكن بلا..
- احكيلي عنك شوية، أنا زهقان أتكلمي معايا
سندت راسي علي مخده السرير وعيوني متواجهه ليها وأنا بتكلم فردت بتوتر
- أقول أيه؟
- أي حاجة عن نفسك
سكتت وحركت كتفها ببلاها فرفعت عيني لفوق واتكلمت بحماس
- خلاصل معندكيش حاجة هقول أنا عندي حكايات كتير أوي ومنهم الجرح ده عايزة تسمعيهم؟
حركت راسها جامد ب « أيوه» وضحكت بحماس وبدأت احكيلها حاجات قديمة عني والطفولة وطبعا قصه خياليه من تأليفي للجرح وصدقته لكلامي المنطقي بكل براعه
ومن غير أدراك منها اتكلمت عن نفسها واحلامها والرسم
وقد أي بتحبه وخططها في المستقبل وأنا بصفن فيها وأراقب كل تصرفتها بإبتسامة مريحه وجديدة عليا لقربها مني.
~~~~~~~~~~~~~
« إبراهيم»
- والمدة طولت لوحدها زي خط برليف كده صح؟!
- والله يا هيما ده كل حاجة حصلت من طقطق ل سلام عليكوا وبعدين أنتَ عرفت ازاي
- وده همك دلوقتي؟! وبنسبة للمصيبه لحضرتك عملتيها وأنك وافقتي ده عادي؟؟
- كنت أقوله لاء! أنا بأوحرج على فكرة
ضحكت بسخرية ورديت عليها بديق
- لا يا بت وأنتِ وش إحراج أوي، غزل لو مش عايزة حاجة محدش يقدر يقولك لاء وبتركبي دماغك
فكراني اهبل يا ست غزل ومش عرفك ول أيه
- عايز الصراحة؟
- ياريت ودوغري
- كنت لوحدي، كنت خايفة يا إبراهيم
سكت لما فهمت تقصد أي وسكت عشان عارف أنها هتكمل وفعلا كملت بتنهيده متعبه
- عارفة أنك مقصرتش ول صفصف ول شروق ول أدهوم
مكنتوش بتسبوني أبدا وبعد الشغل بعدي علي الكافية ونتجمع ويوم الجمعة ببات عندكوا وانتَ بتنام في شغلك أو حد من صحابك عشان أخد راحتي، بس كل واحد عنده مشاغله وأنا مينفعش اتقل عليكوا ديما ول اقيدكوا حوليا عشان متسبونيش لوحدي وتحسه بتقصير إتجاهي
تجمعت الدموع في عينيها وكملت بإبتسامة وهي بتتأمل الفراغ قدامها
- لما قلى أنه هيعيش معايا انصدمت بس منكرش انه حسيت بالأمان، كان طول الوقت معايا خشبه تحت السرير
جهاز كهرباء في الدرج وقفله الباب بالمفتاح وخايفه من كل حاجة حوليا حتي لو مكنتش معترفه ب ده
لكن متعودتش اكون لوحدي، كان ديما نودي معايا يا إبراهيم
مسحت دموعها بكف إيديها وهي بتنفخ بتعب هادئ وبتكمل
- حسيت أننا هنعمل عرض مناسب ومريح، هو يلقي سكن لنفسه ويقعد فيه وأنا القي الأمان وفقدته من يوم الحادثة وأهو يستقر في مكان زي ما عايز والمقابل.. يحميني
القي حاجة غير الحطان أكلمها أو حركة معايا في البيت تأكدلي اني مش لوحدي
بس والله ما كان قصدي اللي قلته! والله ما كان قصدي اخبي عليك وفعلاً افتكرتهم يومين وهيمشي فمفيش داعي اقلك عشان أكيد مش هتوافق
- ومفكرتيش انه ممكن يأذيكي وهو معاه سلاح وانتِ عرفه؟
- وأنتَ من كل عقلك فاكرني هدخل أي حد البيت من غير ما اثق فيه واحس بالامان ناحيته؟
- أممم والاستاذة جنات حست مع شخص أول مرة تشوفه بالأمان ؟!
- هتصدقني لو قلتلك أيوه، كنت مرعوبه الأول وحسيت أني غلطت وكنت هطلب منه تاني يوم يمشي فورا لكن لما...
« طلبت مساعدته وواحد بخبط علي الباب كل ليلة وخرج انقذني منه رغم أنه مصاب أكدلي أنه احساسي صح»
سكتت فسالت بفضول
- لما أي كملي؟
- احم لما حسيته أنه عامل حدود وبكلمني بأدب ومش زي شباب اليومين دول اطمنت ووثقت فيه
- ولو قلتلك مش مبرر
- أنا آسفه
نزلت عينيها علي الأرض بندم ومبصتش في عيني وبعدها دموعها نزلت بغزاره وهي علي نفس الوضع، آااه منك يغزل!
- أنا أسفه والله يا هيما! بالله ما تزعل مني
والله ده بس كان في نيتي وعمري ما تجوزت حدودي معاه غير لضرورة زي لما يتصاب أو يحتاج مساعدة مني
قربت منها ووقفت مستوى راسي لرسها وقلت بمكر
- أممم يعني مفيش خبطت إيد كده أو دراع أو مسك إيد
أو هزار وكلام خارج يا ست غزل حصل؟
-....
بص في عيوني وسكتت فكملت ببرود
- علي العموم لو حصل فدى جريمة أكبر وكللل ده حرام! وسيئات بقي أي متعديش بالكوم ، غير طبعاً التلامس والقرب والحاجات دي في ثقه أهل تخانت وراحت في داهيه وماما نادية لو عرفت فيها رقبتك
غير زعلي وقلة ثقتي فيكِ وأنك مكونتيش قد المكانة ول المسؤولية اللي حطيتك فيها غير...
عيطت بصوت أكتر لما مقدرتش تحبس دموعها وقالت بصوت عالي وسط نحيبها زي الطفلة
- أرجوك كفاية يا إبراهيم عشان خاطري
أنا أسسفه والله هعمل كده تاني، أنا عرفه كل ده متزودهاش عليا أنا بعترف إني غلطانه، أنا آسفه يلي تنشل في ركبك أنت أبو شكلك يا بعيد
- الله اي ده! هه طيب بتغلطي لي في الآخر ما كنا حلوين
ضيفي عليها كلمات بزيئه وقله أدب
- عاااااااا
- ههه خلاص خلاص يخربيتك مجنونة!
خدتها في حضني وأنا بضحك وهي بتضربني بإيديها جامد ولسة بتعيط زي الطفلة، فقلت بجديه حنينه عليها لاني مش عايز اديقها اكتر من كده
- أنتِ عرفه أنى بتكلم بجد وكل حاجة قلتها فوق مهزرتش فيها صح؟
حركت راسها بالأيجاب جوايا فكملت وأنا بربت علي ضهرها بهدوء
- يبقي نطلب من ربنا انه يسمحنا علي كل حاجه حصلت ونبدا صفحه جديده، تاني حاجة بقي سيبيلي الموضوع ده أنا هتصرف فيه
خرجت من حضني بخضه وقالت بسرعة ولعثمه
- أي...أي حاجة غير أني اطرده لو سمحت ، مقدرش
- وفين عائلته بقي؟
- معرفش مسالتش
بصتلها بتشنج وقلت بنفاذ صبر
- احيانا بحس أنك مشمتيش ول عديتي علي ريحه زكاء في حياتك يا بت يا غزل، أومال بتكلمي في أي مع أمه طول الوقت ده كله ، متعرفيش هو عايش فين ول كان هيمشي أمتي؟ أنتِ عبيطة
- وانا مالي أساله عايش فين لي؟ وبعدين أي هيمشي أمتي دي في حد بيسال ضيوفه سؤال زي ده؟
- آه فيه، لو كانت ضيوف تنحه زيه مثلا يبقي فيه
- المهم متعملش كده بالله، اطلب مني أي حاجة تانية أو شوف حل تاني وأنا هعمله لكن ده لاء مقدرش اقله
- خلاص متزنيش أنا لقيت حل هيرضي كل الاطراف
- بجد يا هيما! حل أي قول بسرعة!
~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد يومين...
« شروق»
- فين علبة التونه يا صفصف؟
- تحت في الضرفه عندك
« جهزت السُفره اشوباب»
دخلت غزل بالمريول المضحك بتاعها وهي بتسقف بحماس فخبطها في درعها وقلتلها بديق
- طيب اتحلحلي يختي عشان الأخ إبراهيم علي وصول ولسة معملناش البيض والفول
خدت طبق العسل واللنشون وهي بتسال صفصف بعينيه
- لي هو مقلش هيرجع بكره الصبح؟
صفصف: قال هيتعشي معانا ويرجع تاني نبطشيته الفجر
المهم اطلعي أنتِ يا شروق الطبقين دول واعملي أنتِ يا غزل البيض عبال ما خرج صينيه البطاطس من الفرن يلا
« بطاطس صفصف بقي ولاااعا! »
قلنها أنا وغزل ما بعض وضحكنا بصوت عالي فحركت إيديها بمعني متكسفونيش بقي يولاد فبدأت غزل تزغزغها وتقول بمرح « هو ده يا صفصف يا جامد! » وصفصف تشتمها فتنهدت بضحك عليهم وخرجت عشان أوصل الأطباق السفرة
« يا عم باصي ي عم !!»
« قلتلك متثبت هنا! اتحرك يمين شوية... ايوا في ملعبك!»
« شوف بقي الحركة دي أيوا.. ايوا...»
« جوووووول»
صفصف: الصوت يا شوية غجر! والله لسحب منكوا الدروع دي وكسرها فوق دماغكوا، الصوووت!
ضحكت وأنا برص الأكل وهما بيعملوا « ششش! » كده لبعض وبيلعبوا بأدب وأخلاق وزوق وكأنهم تعرضوا لتعنيف من شوية من أمهم وهيتحرموا من اللعب طول الليل
كان أدهم اللي دخل من شوية بعد ما سلم لنهي نبطشيه بليل وموسي اللي كان مستني بفارغ الصبر من إمبارح عشان يلعبه
كل ما افتكر ازاى وصلنا لهنا وعدا يومين بس ودخل وسطنا بسرعة وبسهولة بعد ما إبراهيم اقتحم الأوضه وقلنا قراره
بأستعجب وأقف مُزدهله وأموت ضحك.
f. B
كنا قاعدين بنهزر وماما بتحكي عن طفولتنا القذرة ليوسف
و بقوا صحاب أوي ولارين وموسي في دنيا تانية
هو عيونه علي بره وبحرك رجله بعصبية وساكت بقلق وهي عيونها عليه وعلي حركاته
كانت هتقرب منه تسأله ماله فأقتحم إبراهيم وغزل المكان
- حكمت المحكمه حضوريا بقرار صاعد واجب التنفيذ يا سادة والان
بصيت لصفصف برعب وأنا بقلها: مش متفائل
صفصف: جهزي نفسك للكرسة ، أبني وبأف انا عرفه
- كلوا يجهز احتياجته إذا كان ماما أو شروق لأننا هننقللللل رفعت الجلسة
« ننقل!»
- بظبط أيام الخوالي! فاكرين
غمز بمرح فقلت بخضه وأنا بمسك راسي
- لاء مستحيل!!
صفصف: اخوكي تهبل تقريباً ي شوشو
موسي: هو في أي؟!
غزل: شايف قلتلك هتكون دي ردت فعلهم مصدقتنيش
عشان تعرف بس أنك أهبل
إبراهيم: وأنا قلتها كلمة وده اللي هيحصل، حد معترض؟
« أيوة معترضين»
قلنها كلنا فرفع إيده ببرائه
- وانا باخد برأي الأقليه وموافق يبقي هنفذ، هستناكوا تحت عبال ما نجهز فيها ل بليل حاجات خفيفه ها أظن كلامي واضح يشروق.
الأوضه اتملت بصوت المعترض واللي موافق واللي مش فاهم وكلوا بيكلم في نفس الوقت
فبصيت لغزل بترجي فحرجت كتافها بمعني « أعمل أي؟!»
وفي عز الدوشه دي اقتحم الاوضه صوت واتكلم بخوف
« غزل حصل أي؟! إبراهيم عرف ازاي! أنتِ كويسه؟»
بصينا لأدهم برعب فتجاب من قميصه وإبراهيم بقول بوعيد
- الله الله! وأدهم كمان عارف وأنا لاء!
العصابة كلها عرفه ومحدش فكر يقولي، حتي أنت يا أدهم الكلب والله لوريكوا نجوم الضهر يكلاب، بقي انا تستغفلوني
- عرفت صدفه والله من صفصف وأنا عندهم يوم وسيب القميص لو سمحت لسة كوي الصبح بلبسه تلت تيام ده
- ده أنا هلبسك في الحيطه دلوقتي اصبر، هخليك تقعد تكوي لحد ما ظهرك يطق وبرضه ميتفردش
ماشي يا أدهم أنا هوريكوا كلكوا ماشي
- غزل أي مساعدة وحيات عيالك ؟
غزل: لسة متهزقه والله، بدور بقي أنا تعبت
- صفصف حبيبتي
صفصف: صفصف لسة هتتهزق بعدك انا طاقتي يدوبك ومصدعه حظاً أوفر المرة القادمة
- شوشو طيب؟!
شروق: معلش يا أدهوم والله مشغوله هاخد أي معايا وانا بنقل مش فاضية شوف اللي بعدي
- ي عائله واطيه يا رمم!
إبراهيم: تعالي ي حبيب أخوك فهمني عرفت ازاي وبرااحه علي الاخر، تشرب أي بس الأول
بصله برعب وإحباط
- بدل تهزيق بتهزيق سن توب بطعم الفروله لو سمحت
- وماله عينيه هخليك سنتلوب تحلف بيه العمر كلو، تعالي
- منكِ لله يا غزل، اشوف فيكِ يوم يا شيخه
إبراهيم ورايه كشف والله! اصبر طيب!
خرجوا من قدامنا وسط أستغراب الوشوش الجديدة ف حياتنا فقربت غزل من واحد منهم وطبعا مكنش غير موسي
غزل: جهز نفسك البيت هيتزحم سيكا انهارده
موسي: يتزحم؟!
غزل: هتفهم قريب هيما هيفهمك
موسي: طيب أنتِ كويسه قلك حاجة ديقتك؟
ابتمِست بهدوء وبصتله بلمعه في عينيها من غير ما تاخد بلها و حركت راسها بالايجاب وشكرته
بصيت لصفصف فغمزتلي فضحكت وانا عرفه أنهم هيكونوا يومين زي الفل... ودلوقتي مفروض أفكر في أي.. آه هننقل.
B.
كملت رص بضحك وأنا لسة بحاول اتأقلم علي وجودنا اللي عدا عليه يومين فعلاً ومكملين وبسمع صرخهم وزعقيهم عشان اللعب و صفصف بتزعقلهم من جوه
وينضاف شخص جديد لعائلتنا المجنونة
صفصف: شروووق تعالي دقيقة غزل هتنقتني!
تنهدت بتعب ورديت عليها
- حاضر جايه
~~~~~~~~~~~~~~~~~
« لارين»
- وحضرتك هتقعد تعمل نفسك تعبان كتير وأنتَ زي الفل عشان ست شروق تجيلك وتجبلك أكل وجو ده!
قلتلك ننقل مستشفي القاهرة وناخد موسي معانا بقي وكفاية لحد كده وكمان أنا مشغوله ومش كل شوية ريحه جايه عشان سيدتك وسيدته
نفخ بديق ولسة باصص لتلفون فعليت صوتي
- بكلمك!
- يعني عايزه أي يا لارين في ليلتك دي
قلتلك أني حابب أقعد هنا، قلتلك ارجعي البيت ومتقلقيش عليا وهطمنك تلفون وأول ما أحس نفسي كويس هرجع علي طول، لي بقي عماله تعيدي وتزيدي في الكلام، أنا آخر م زهق هطردك خلي بالك.
- وأنت عايزني أرجع لوحدي لدرجه دي مش فارقه معاك صح
م هو واحد مع ست غزل بتاعته وحضرتك مع شروق ومبقتش مهمه ول فرقه معاكوا مش كده
بدأت أعيط بديق وخنقه من كل حاجة فتنهد بتعب وقلي أقرب منه فتجاهلته فقرب مني هو.
- أنتِ عرفه انه زعلك غالي عندى ودموعك اغلي وقلتلك مليون مرة متعيطيش علي حاجات مستستهلش تمام
ده أول حاجة، تاني حاجة أنا عامل علي جامعتك والكورسات اللي بضيعيها وعلي فكرة أنتِ مش لوحدك
الخدم موجودين حوليكي، وطنط نعمت بتيجي
وغير كده أنا راجع على طول، عايز أعمل حاجة قبل ما امشي مهمه وعايز أرتب كام حاجة لازم ارتبهم
ده السبب مش الهبل المعشعش في دماغك ده
- لاء أنتوا تغيرتوا، بقيتوا ناس تانية معرفهاش وده مش مبرر علي فكرة وانا هتصرف بوعدك أني هرجعكوا زي الأول
بزوق بالعافية هترجعوا وأنا بوعدك.
مسحت دموعي وخرجت بهمجيه ووجع وقررت أني مش هسيبها تمشي وي ما هما عايزين مش سِيبه هيه
انا هعرفهم ازاي ميخدوش حاجة مكنتش ليهم من الاساس
ده أخويا وده موسي اللي مش هسحملها تاخده مني أبداً
بعت رسالة لي بتعب
« موسي محتاجين نتكلم، قابلني في المطعم جنب المستشفي لما تيجي انهارده تطمن علي يوسف
لازم تيجي ضروري عايزه اتكلم معاك»
قفلت المحادثة ورنيت عليها
ترن ترن ترن
سوزان: اهلا يا لاري عاملة اية يا حبيبتي وحشاني
- بخير يا سوزي وأنتِ أخبارك أيه
سوزان: أنا الحمد لله يا حبيبتي بخير
- بقلك يا سوزي كنت عايزكي في موضوع يخص چو وأنه قد إي الفترة دي مدايق لو فاضية يعني لما ارجع القاهرة نتكلم
حسيت بالفرحة في صوتها وهي بتقول بسرعة
سوزان: طبعا في أي وقت نتكلم ابعتيلي الlocation وانا هجيلك علطول اكيد
- اوك يا حبيبتي انجوي
قفلت المكالمة وربعت إيدي وأنا بقول تمام بدل مش راضين يجبوها البر أنا هريحهم منهم خالص
~~~~~~~~~~~~~~~~~
« موسي»
قعدنا علي السفرة وغزل بتلف طبق التونه للحرف وصفصف بتخبطها علي إيديها و شروق بتأخد صورة وادهم جنبي بتنهد بضجر ومستني اما يخلصه خناق عشان ناكل
ومش عايز أقول عادة بتحصل علي العشاء من ساعة ما نقلوا معانا لأنه متعوتش!
لسة قلبي بدق بسرعة وأنا برقبهم حوليا، بحس بدفه بيغمرني وأنا براقب ضحكهم، كلامهم، حتي خناقهم المرح ومبيخلصش من القلش والهزار ما بينهم
بقينا بنام بليل، تيجي غزل تصحيني عشان الفجر
ويعملو الفطار جماعي وبعدها نتوزع كلنا
غزل وشروق علي المستشفي ، صفصف علي الكافية بعربيتها وإبراهيم لو عنده شغل الصبح بمشي ولو معندوش يناقر فيا ويعصبني ويتقلب ينام عشان هيمشي بليل
وأنا أقعد أبدا شغل وعدي علي يوسف وارجع أكمل لحد ما يوصوا
يجوا كلهم علي بليل ومعاهم أدهم عشان تكتمل العصابه وصفصف تجيب معاها كل ما لذ وطاب من الكافيه عندها ونعمل عشاء وبعدها نحلي بالي جبتوا
أو كان زيادة عندها ومتبعش ولو باعت تعمل مخصوص عشانا ونعمل نسكافيه ونقعد نتكلم ونهزر ونلعب طول الليل وفي الآخر ننام تانى وهكذا
آه صحيح أنا وغزل مبنتكلمش كتير وآه صحيح المطبخ من وقت ما نقلوا مبقتش بدخله عشان صفصق مسؤله عنه
ألا أنِ ملقتش دفه ول حنيه ول عائلة بجمال عائلتهم
طقطقطق
شروق: غزل قومي افتحي
غزل: أنا اكبر منك بشهر ونص مش قايمه، قومي أنتِ
شروق: أدهم انتَ أصغر واحد فينا قوم افتح
ادهم: أنا راجل هنا، دي مهمة البنات، قومي هزي طولك ده وافتحي أجري متقرفناش
شروق: معاك حق، خلاص خلي واقف بقي لأنه مفيش بنت غيرك هنا وأنتَ يا كوتي كوتي مش عايز تقوم فخليك قاعد
أدهم: هلبسك طبق العسل اللي قدامك يا بت في وشك متعصبنيش أنا خلقي هنا
شروق: بت اما تبتك يا عجل انت! أي ده! كلمة موسي دي هاها منور يا موسي والله
موسي: نورك يا صحبي تُشكر
« م متقوموا يلي تنشلوا في معاميعكوا واحد واحد، قوموا جعان! »
بصينا عشباك وفطسنا م ضحك على شكل إبراهيم وهو مزرق راسه من الشباك وبسبلنا كلنا
فتنهدت صفصف وقالت وهي بتأخد لقمه من العيش وتمدها في طبق البيض قدامها
صفصف: قوم يا أدهم أفتح معلش
أدهم: حاضر يا طنط صفيه
قام أدهم بسرعة وأحترام فحركت شروق كتفها بفرحه وهي بتعمل بوسه في الهوا لصفصف
شروق: بحبك يا سُكره أنتِ
صفصف بملل: عشان نخلص من بوزك لو فتحتي وبرطمتك الي مبتخلش والتفرقه العنصرية وأحنا مرارتنا يدوبك بالله
شروق: برضه بحبك مش هنختلف
غمزت بمشاغبه فضحكت صفصف عليها ورقابتهم بهدوء قبل ما نسمع صوت ادهم بديق
أدهم: ما تلف أنتَ كمان، أجي أوصلك من قدام الشباك تاته تاته ول أشيلك؟! اخلص عايزه اقفل الباب عشان النموس
إبراهيم: ود يا أدهم أنا تحشرت يله الحقني!
أدهم: قول بالله!
إبراهيم: بالله! يلهوي عليا وعلي سنيني السودة خد يله بسرعة!!!
جري أدهم برعب علي الشباك وهو بحرك إيده في الهوا بحركة شعبيه « يختااي يختي يختي» وإبراهيم راسه جوا البيت وجسمه بقفاه بره، كان شكله يهلك من الضحك وأدهم بشده من ورا وراسه بتخبط في الشباك كذا مرة ومش راضيه تطلع وهو بصوت من الوجع
إبراهيم: برااحه يا تور أنت! آه يا راسي آه!
ادهم: حد يعمل العمل لأسود ده! وبعدين دخلتها ازاي من ورا الحديد ومش عارف تخرجها يدي النيله علينا
كان أدهم بكلم وهو بسحبه من ورا وإبراهيم يصوت واحنا وقعين علي الارض مضحك، آه بطني مش قادر
إبراهيم: يا ادهم يا غبي براحه راسي قلبت فطيره
وقف منك للله! وقف هقلب اللي في بطني!
أدهم: يعني بتدعي عليا كمان! بس معلش عذرك
الحوجه مُره برضه، المهم هنهبب أي؟
إبراهيم: بس وجدتها!
أدهم: اشجيني
« ممكن نبطل ضحك بقي وسخافه ممكن! »
كان قاعد معانا وطنط صفصف بتأكله وهي وشها أحمر و وكتمه ضحكتها بالعافية وهو قاعد بنص الشباك في زوره بعد ما خلعنا من الحيطه بيه
أول واحد تكلمت غزل من وسط ضحكها
غزل: أنتَ عارف تمن الشباك اللي خلعته ولَبسه في رقبتك ده بكام دلوقتي! ده الحديد بقي أغلي منك انتَ شخصيا يا هيما
إبراهيم: خايفة علي الفلوس والشباك يا بنت الجلده
ومش خايفة علي اخوكي اللي كان هيموت من شوية
اخوات آخر زمن!
شروق: هههه والله ما قادرو عرفه الخزوق الي بيطلع من الطريق وهو متسفلت أهو راسه بقت شبه بظبط
بقي وشه مربع يا بت يا غزل!
إبراهيم: اضحكي اضحكي، اول ما اشيله هعرفك مين فينا اللي وشه هيكون مُربع ي.. شوشو
اتحتحمت بهدوء وسكتت وأحنا لسة بنكتم ضحكنا
ومرة واحده رقعنا ضحكه واحده بصوت عالي في نفس الوقت فتنهد بتعب وشركنا ضحكنا بقله حيله منه
العيله دي هبله أنا مش ببالغ بجد، مسخره!
« بعد فترة»
أدهم: وحيات أمك يا إبراهيم لروقك كسر إيدك يا معفن!
إبراهيم: هاها! كان غيرك أشطر
ضحكت علي شكل أدهم اللي وشه قلب أحمر بعد ما لبس الشايب وبدأ بيه إبراهيم ورن إيده خبطه زرقت
سمعنا صوته بحماس
إبراهيم: يلا يا غزل ضرب ول حُكم؟
غزل: حُكم مليش في الضرب أنا
بصلها بأحباط وحط إيده بين كفيه وهو بقول بديق
أدهم: لاء بالله بلاش أحكامك يا غزل
أنتوا جين هنا تهزقوني ول أيه؟!
غزل: مليش دعوة
أدهم: اتفضلي انجزى
غزل: نعزف سوي
أدهم: أنتِ عرفه اني وقف...
غزل: مليش دعوة ده حُكمي، يلا هجيب الجيتار من فوق
طلعت غزل تجيب الجيتار ولسة أنا وشروق وأدهم اللي باصص لإبراهيم بواعيد وإبراهيم برقصله بحواجبه ببرود
بعد ما طنط صفيه دخلت تنام عشان الكافية من تعب
أدهم: وأنتَ يا موسي دورك خلينا نخلص حكم ول ضرب
بصلي بترجي في عينيه فستفزيته ب ردي
- إيدك يا نَور معايا ال5 هخدهم علي ضربه واحدة
بصلي بدموع في عينيه وهو برفع إيده لفوق
أدهم: لنا الله ونعمه لأخد حق إيدي منكوا نفر نفر
آاااه يما! عادي تقول حكم طيب والله ادعيلك في صلاة الفجر
- تؤ، إيدك
أدهم: منك لله.
« أنا جييت!!»
جابت جيتار واحد وبدله إيديهم وكل واحد بياخد جزء منه ويعملوا أحلي مقطوعه سمعتها من فترة طويلة وعرفت أنها من تأليفهم وفي عز إنسجمنا قطعنا صوت إبراهيم العَذب
وهو ب يبدأ أغنيه
« مش فارق مين عليا ول فارق مين معايا؟!»
ولا فارق مين سابقني
ولا فارق مين اللي ورايا
كان صاحب ول عشرة
كان أصلي ول قشرة
كات أوضه ول فيلا
كان شايب ول بصرررة
جميعاً: رايق رايق رايق!
رايق وتقيل وراسي
وعايشلي دور مقاسي
رايق رايق رايق!
و راصص الكراسي، لحبايبي بس وناسي
بصتلهم بزهول لما غنوا معاه كلهم وهو لسه مدمج ومكمل بحماس
ولا بتعب في الغياب
ولا بفرح بالمدد
ولا بدخل في كتئاب
ولا بقلق م الحسد
مش هفتح باب يدايق
ولان مزاجي رايق
لا هشارك في المسابقه
ولا عايز حتى اسابق
بضحك علي قد سني
وسني يسمحلي اغني
والخدمه الحلوه منكم
لما تفكوكوا مني
كله عارف تمامه
لا هنزل او هغلي
كله ياخد مقامه
مايخدش زياده نص ملي
جميعاً: رايق رايق رايق
رايق وتقيل وراسي
وعايشلي دور مقاسي
رايق رايق رايق
وراصص الكراسي، لحبايبي بس وناسي
غزل: اوووه! جامد ي هيما ههه
شروق: this my bro
بدانا تصقيف فوقف بحماس وفتح سماعة التلفون علي العالي وهو بقول
إبراهيم: يلا نعلي الرتم شوية بقي
أحم
يما يما يما يما.. يما يما يما يما
- بتهزروا اكيد مستحيل!
قلت كده وانا بغمض عيني ولسة هعترض كمل بحماس
يما ضيعت فلوس في الهوا اخرتها لبست في حيط
ماشي في الدنيا بصدري بضيع بدل ال100.. 200
غزل: أنا أنا أنا أنا... أنا أنا أنا أنا
الكوبليه التاني مش فاكرو انا أسف انا مش فاكر الكوبليه
انا مش فاكر الكوبليه مش فاكرو مش فاكر الكوبليه
- حتي أنتِ يا غزل!!!
أدهم: ليله ليله ليله ليله... ليله ليله ليله ليله
ليله ورا ليله مبدؤش النوم
علشان حبيبي حبيبي انا بحبه زيادة عن اللزوم
- والله!
شروق: ٱيه ده ايه ده أيه ده ايه ده
أيه ده ده ايه ده ده أيه ده
انا مش عارف اعمل حاجة كده ليه
نفسيتي تعبانه اوي اوي مش عارف انا بعمل ايه
ضحكت بصدمه عليهم وهما شغالين زي الفل فقومني إبراهيم وهو بقول بثقه
إبراهيم: خد المسورة دي... ودي بقي
- ادي ايوا!
إبراهيم: أيوا هزه يمين هزه شمال واتنين دربن دح
والغرزه الديقه استني انا هعلمك
يلا واحد اتنين تلاته
- هههه
إبراهيم: انتَ بتضحك لي اعمل يلا زي ما بقلك كده!
ده انا هخربها ف فرحي اللي مش راضي يجي بسلامة ده وقربت عنس وابقي باير، انجز أتعلم حاجة لمستقبلك
مسك مسورة طويلة نوعا ما وبدا يعلمني وانا باصص لغزل تلحقني بعينيها وهي مفروشه علي الأرض مضحك
وغي عز نسجمنا سمعنا صوت صفصف الجهوري
« الصوووت يا ولاد *** مش عاارفه انام !!!!
وحيات أمي لجيالكوا أصبروا عليا »
إبراهيم: كبسه!
أدهم: اعمل نفسك ميت!
غزل: ميت أي ياض يحمار أنتَ أجري اجري بسرعة!
جريوا استخبوا وسبوني واقف ف الصالون لوحدي فدخلت صفصف وزغرتلي كده ولسة هتكلم قلتلي « ششش» وخدت الصب في حضنها ومشيت
أول واحد زرق راسه من الحيطه كانت غزل وهي بتسال بخوف
- مشيت؟
حركت راسي بالأيجاب وطلعت وهي بتنفخ بفرحه
« براائه يشباب اخرجوا »
طلع إبراهيم بفرحه تقلبت بوز وهو بنفخ بديق
إبراهيم: خدت الصب صح؟ الليله اضربت يعم
غزل: قوم تخمد وراك نبطشيه الفجر، أنا داخل انام
شروق: استني يا غزول خديني معاكي
جت خددت التلفون من جنبي علي المكتب فهزتلي كتفها بمرح وهي بتقلدني لما مسكت المسورة فضحكت عليها فضحكت هي كمان
وبعدها ادهم فرش قصاد إبراهيم علي الكنبه اللي قصاده
وللامانة مقدرتش اسبهم كده وادخل الاوضه
روحت جبت ملايه وفرشت علي الأرض ونمت جنبهم
في الصالون
بدأنا نرغي وإبراهيم ييحكلنا معاناته كالمعتاد المرتبط البائس الحزين ده و ينكد علينا لحد ما ينام و يصحي ول كأنه عمل حاجة خالص فضحك في سري وأعترف
أنا حبيتهم! حبيتهم أوي بجد
وصلتلى رسالة فغمضت عيني بتعب وأنا بقول بكره بكره
وآخر حاجة بنام وهي علي وشي ضحكتي وراحة بال معشتهاش من سنين
اليوم التالي
ترن ترن ترن
لارين: الو يا مو
- في حاجة ول اي ؟
لارين: هتيجي؟
- أنا في الطريق
جايز يوم يقلب حياتك ويرجعك لنقطه الصفر من تاني
واليوم ده أنا عشته أنهارده
مليون ذكرة اقتحمت عقلي وحقايق انكرتها عشان اهرب للحظات حلوة ومعشتهاش ول حسيت بطعمها غير وسطهم
نسونى أنا مين، نسوني حتي أني مقدرش أعمل كده ول اهرب من ماضي محاصرني وكدبته جويا
لفيت بالعربية وأنا دماغي بتلف معاها ومش رحماني لكن مرجعتش طول اليوم، فكرت وفكرت وبعدها أخدت قرار
قرار هيدمرني قبلها لكن مفيش حل تاني
رجعت علي 1 بليل بعد ما تاكدت انهم ناموا، لكن هي منمتش وصوتها بيخترق قلبي اللي حولت ألجمه وامنعه يدق ليها الأيام اللي فاتت بالعافية
- موسي؟!
- صاحيه لي لدلوقتي
- قلقت عليكَ، أول مرة تخرج من الصبح ومترجعش
إبراهيم جيه العصر وسال عندك ورجع البيت ينام ساعتين وهيرجع شغله تاني وادهم جه علي العشاء ومشي، حتي صفصف سهرت معايا تستناك بس دخلت نامت
حصل حاجة معاك؟
- من زمان مقعدناش سوى في الجنينه تيجي نعمل شاي ونقعد شوية مع بعض
ابتسمت بهدوء وحركت راسها ب«حاضر» ودخلت المطبخ وأنا دموعي بتتكون في عيني
هقدر اقلها الخبر ده، هقدر اودعها، هقدر مشفهاش تاني
وكل الأسئلة دي إجابتها « لاء... للأسف مقدرش»
تاملتها وهي بتكلم عملت أي في المستشفي وأنا مش معاها وسالتني عن راي في عائلتها واتكلمت كتير بحماس وأنا بتشرب ملامحها وبودعها جوايا
وقبل الفجر بساعتين قلتلي بهدوء
- طيب أنا هروح انام وابقي اصحيك علي الفجر بقي عشان نصلي كلنا، تصبح على خير
- وأنتِ من اهله
- أنت متأكد أنك كويس؟ يعني مفيش حاجة
- متقلقيش متاكد
- تمام أتمني يكون صح
- غزل
بصتلي بفضول عشان اتكلم فقلتلها بكل جوارحي
- شكرا
- هه علي أي! أنتَ غريب أوي انهارده
- شكرا على كل حاجه
-.....
- روحي نامي بقي عشان صفصف هتصحينا غصب عننا
- اشطا سلام
- سلام
دخلت الاوضه وأنا بتنهد بتعب، بوجع و بأشتياق
اخدت نفس ودخلت الأوضه اجمع هدومي وحاجتي
وكتبتلها جواب وبعد ما كتبته من كل قلبي قفلت الاوضه وخرجت من الشباك علي المستشفي
- يوسف أصحي هنمشي
- بسمم الله الرحمن الرحيم! أي يا موسي خضتني
- لازم نمشي دلوقتي هعملك خروج، كفاية أوي كده
- خروج اي أنت تهبلت! الساعة 3 الفجر
وكمان فين لارين؟! كلمتها الصبح في...
- متقلقش هي رجعت القاهرة لما تقابلنا الصبح وقالت انها هتنتظرنا وهتعملك كل الازم قوم عشان مينفعش تفضل لوحدها أكتر هناك، يلا تحرك
- والغرز محتاج تتفك و...
- فكها في مستشفى القاهرة
يلا يا يوسف بالله ما قادر انهدك.
قام بتنهيده بعد مدة وخد شوية وقت يجهز وبعدها بصلي بتركيز وسال بقلق
- انتَ كويس؟ حصل حاجة؟
- متقلقش أنا تمام، خلصت نتحرك
- تمام يلا أنا جاهز
ومشينا، مشيت من غير ما أودعها بشبع
مشيت وكأني مدخلتش حياتها ول جيت هنا من الاساس
~~~~~~~~~~
«غزل»
صحيت من النوم وكعادة مني بخبط اصحي عشان الفجر والفطار، لكن خبطت ومحدش رد
قلت نايم وهرجع بعدها بشوية وبرضه خبطت ومحدش برد، فتحت الباب ببطئ وتردد ملقتوش!
لقيت الأوضه مترتبه وكل حاجة زي ما كانت أول مرة دخلها ومفيش حاجة موجودة منه
بصيت حوليا برعب وغرابه فلقيت جواب علي المكتب ومكتوب ورا...« خدي بالك من نفسك»
اترميت علي السرير بإنهيار وكل جزء فيا رافض أنه يصدق أنه مش موجود دلوقتي وأنا بتردد ألف مره أني أفتحه وفي الأخر فتحته
وبعد ما عيوني تصفت دخلت شروق عليا وهي بتنادي
وخدتني في حضنها بقلق
« في أي حصل؟! أي معاكي اتكلمي! غزل! »
وفي غز قلقها عليا رن تلفونها وفتحت علي إبراهيم بغرابه
- ألو يا إبراهيم.... أييي! حادثه؟!
مين؟! إبراهيم أخويا عمل حادثه؟!
مسحت دموعي برعب وأنا بستعد لكل الكوراث اللي نزلت فوق راسي مرة واحدة.