رواية اخطر من الحب الفصل الحادي والعشرون21بقلم رحمه ايمن

رواية اخطر من الحب الفصل الحادي والعشرون21بقلم رحمه ايمن

« أتذكر أختفائي الأول،  كيف بحثت عنكِ في كل مكان كالمجنون،  كنت أتخيلك في محياي قلبِ ف كان مجرى التنفس ينسحب في وجودك ويبنبسط في بُعادك 

فكيف بشخص تنفسه لا يتزن بجوارك أن يبتعد كل هذا الوقت؟ أمعافر؟  

أم جبان؟ 

أم محب لم يعشق غيرك» 

                                                                        🦚. 


« أدهم» 


كان الجو نسماته خفيفه علي القلب،  والهواء بيخبط في وشنا فكانت رعشتي مزدوجه 

من القميص الخفيف وخرجت حتي من غير البلطو الطبي 

ومن قربها وهدوئها المبالغ فيه . 

قعدنا علي الكرسي الخشبي وطلبت من متدرب جديد في الطاقم يعمل قهوة ويجيبها سوده ومظبوطه ليها وأنا ساده

كسرت الصمت بإبتسامة 


- حبيبتك؟! 

- تقصدي ملك!  هه لاء هي زي أختي بظبط

- امم فهمت.

 القهوة زي ما بحبها بظبط،  شكلي حظي حلو أنهارده. 


ابتسمت بصمت وأنا بفتكر كل حركة كانت بتطلع منها ويوسف كان هنا وتدقيقي في كل حاجة بتحبها وبتشربها

وأنها بتحب تشرب النوع ده من القهوة وبذات الصبح

حركت عيني بسرعة من عليها لمرمه نظري فصوتها جذب عيني ليها من جديد. 


- مستغرب صح؟ 

-....... 

- مستغرب بعمل أيه هنا،  وبتكلم معاك بصفتي أيه؟ لكن أنتَ شبه أوي فلقيت رجلي جيباتي هنا 

أسمك شبه اسمه،  والشامه اللي في وشك تشبه شامته 

حتي نظرتك فيها منه فأنا أسفة لو بعطلك عن شغلك 


حركت راسي بسلب بدون أرادة مني وكلامها بيوقف قلبي عن النبض ونظرة في عينيها لمحتها في نص ثانية مني بجرأه متشبهنيش حسستني إنِ عايز أخدها بالحضن 

مين زعلك وأنا أروح أقلع عينيه قوليلي. 


نزلت كوباية القهوة جنبها ودمعت بحرقه وهي بتكلم 


- أنا مكنتش أقصد والله،  مكنتش عايزة أخسرهم زيه 

م.. موسي اتغير معايا،  عارفة أنه ديما أسلوبه معايا متغيرش وأنه بحبني وبخاف عليا لكن..  بعد عني،  بعد أوي 

ودلوقتي يوسف كمان زعلان مني،  عرفه إنِ غلطت 

عرفة أنه مكنش ينفع أعمل اللي عملته بس إنِ مكنتش عايزة اخسرهم ويبعده عني،  أنا أنانيه فعلا 

يوسف معاه حق أنا أستاهل إنِ أكون لوحدي 

هو بعد عني عشان خنقته وديقته زيهم،  أنا مينفعش أكون موجودة لأني حمل تقيل،  من غيري وجودي أحسن 

لو مكنتش موجودة محدش كان هيأذي ويتعب 

أنا السبب،  أنا أستاهل أكون لوحدي ويكرهوني أستاهل. 


حركت دراعها علي عينيها زي طفلة صغيرة 

حركة متغيرتش فيها لما تزعل وتصعب عليها نفسها.

 شقهتها كانت بتعلي وأنا عاجز أعمل أي حاجة 


تنهدت بتعب على تعبها ورميت القهوة في السلة جنبي 

ونزلت علي ركبة ونص قدامها 


- لارين 

-..... 

- لارين ممكن توقفي عياط وتبصيلي 


نزلت دراعها من عينها الحمره وشعرها البني القصير بطير علي عينها فحركته ورا ودنها وهي بتبصلي بحزن وطفوليه


- أنتِ عمرك ما كنتِ تقيله أبداً علي أي حد 

يوسف أخوكي ملوش غيرك ول أنتِ ليكِ غيره 

وأنتِ أكتر واحدة عرفه أنه لو ضغط عليكِ يبقي عشان بحبك وعايزك تكوني أحسن وتفهمي غلطك وتتعلمي منه 


لازم تكوني واثقه من مكانتك في قلبه،  أنتِ أخته يعني مكانتك دي محفوظة وغالية لكن لو حب؟ 

هتكوني برضه أخته ومكانتك محفوظه وغالية 

بالعكس أنتِ مفروض اكتر واحدة تشجعي وتقفي جنبه عشان سعادتك من سعادته وفرحته صح؟ 


حركت راسها بالأيجاب وهي بتمسح منخيرها بطفولية

فكملت وأنا بسب نفسي وأفكاري بأنه مقلهاش بحبك دلوقتي 


- تاني حاجة مش عيب أنه الأنسان يغلط 

عيب أنك تغلط ومتعترفش بغلطك 

وأنتِ غلطي وعترفتي يبقي منجلدش نفسنا ونقول أنا مستهلش وستاهل،  لاء نصالح نفسنا وبعدها نشوف غلطنا في أيه ونصلحه لو قابل لتصليح 

ولو مينفعش يبقي تعلمنا ومش هنكررها تاني 

خليكِ واثقه أنك مهمة في حياة أقرب الناس ليكِ

وأنه التشتتات والخلفات بديهيات بتحصل في الحياة 

وجزء منها وأنه هيصلحك حتي لو أنتِ غلطانة هيصلحك


تالت حاجة يا ستي في ناس معندهاش أخوات 

ول عيشة مرتاحة زي البيت الكبير والواسع عنك 

في ناس متعلموش 

وفي ناس متعلمتش الحب ول لقيته وده يخليكي ترضي وتعرفي معلومة مهمة جداً، أننا نفهم نفسنا ونحَسن ونغير منها،  كل الناس عندها عيوب ومميزات وحاجات غلط وصح بتعملها وبدال عندي ضمير وعتبت نفسي 

يبقي في فرصة لتغير. 

ومهما عملتي ومهمها حصل موسي ويوسف هيحبوكي

ديما أولا لأنك تتحبي،  ثانيا لأنهم هيكونوا أخواتك مهما حصل ووقت ضعف أو شدة أو حتي فرحة هتلقيهم معاكِ. 


رغم ديقي من نطق اسمه وظاهر الحب والأحترام في عينيها لي،  إلا أنِ مبسوط أنه لسة قدامي فرصه أرجع مكانتي تاني 

ف قلبها بصيت لعيونها وتمتمت بحنين

 "والعبد لله ده هيفضل بحبك وجنبك العمر كله يا لارين" 


بسمتها انتشرت في تقسيم وشها ومسحت دمعه اتجمدت وهي بتحرك راسها ليا بمعني فهمت كلامك ونطقت بإمتنان


- شكرا يا أدهم 

- "مش هتقوليلي أنتَ أحلي حاجة انا حوشتها" 

- بتقول حاجة؟ 

- لاء مفيش 

- أاااا


بَعدت عينيها عني بإحراج ف بصيت حوليا لما اكتشفت أنه لسة قاعد قدامها وعلي قرب منها كبير فتحمحمت وقمت بسرعة وتكلمت بإحراج

- بعتذر لو ديقتك 

- انا اللي بعتذر عشان عطلتك عن شغلك 

- ول عطلة ول حاجة أنا تشرفت بيكِ جداً 

- وأنا كمان فرحت أوي إنِ جيت وتكلمت معاك 

حسة براحة عشان سمعت كلامك،  كلامك يشبه 

أنا أسفه طول الوقت بقلك هو هو 

لكن فعلاً فيك منه كتير، أنا همشي بقي عن أذنك وهفكر في كلامك وهعمل بيه شكراً مرة تانية. 


خدت شنطتها بتوتر وتحركت فنديت عليها بلهفه 


- لارين 

-..... 

- أنا...


« دكتور أدهم لو سمحت في كشف ليك مستعجل» 


ضحكت بسخرية ورديت عليها 


- ماشي دقيقة وهلحقك 


بصيت للارين فنطقت وهي بتلوح بإيديها 


- نتكلم بعدين،  سلام يا دكتور أدهم. 


لسة الظروف منعاني اتكلم لكن انا مش طماع وهكتفي بده 

حطيت إيدي جوه جيبي اليمين وأنا بتنهد بندم في لسعة سعادة ولذه لما أفتكرت حورنا،  خدت ذنوب كتير بسببك يا ست لارين عشان عيونك الحلوة دي


« يلا يا دكتور أدهم يوه،  مش كفاية تسبيل الراجل هيموت» 


- جي يا ملك يا تنحه جى


~~~~~~~~~~~~~~


« موسي» 


«  عايزة أعرف أنتَ مين ي موسي» 


خرجت منها الجملة دي بتوتر وهي بتلعب في صوابعها 

وتكلمت بتخبط 


- عارفة أنه جوازنا كان سريع وعرفه كمان إنِ أعرف حاجات كتير عنك مقلتهاش لحد، لكن مين يسرا؟ 

لي كنت تعبان أوي إمبارح؟ 

نمت ساعة واحدة خوفت عليك كل دقيقة فيها من تقلها عليك،  فهمني يا صياد. 


فهمت إحساسها ولتاني مرة احاسب نفسي بإنِ تسرعت في الجوازة دي،  لكن من وجبي أطمنها وأفهمها علي الأقل البدايات في حياتي 


قعدت علي الكنبة بإستسلام وأنا بشاورلها فحركت راسها ب«لاء»  فرفعت حجبي بتهديد فجت زي الألف. 

حوطها بدراعي وقربتها مني رغم إحراجها وتكلمت بهزار 


- أنا قلتلك انه البجامه دي حلوة صح؟  قلتلك 

- بس بقي! 

- ههه. 


ضحكت وأنا بلف شعرها بين صوابعي 


- اول مرة أنام بليل إمبارح،  نومي تقيل وبنام عادي 

لكن مش بليل 

- لي؟ 

- عايزة تعرفي دلوقتي 

- أمم

- والفطار؟ 

- مش مهم 

- جعان 

- موسي! 

- والله هقلك لكن جعان أوي 


حركت عينيها لفوق فصعبت عليها وقالت بإستسلام 


- خلاص هنفطر ونتكلم 

- أحلي غزل في المجره يا ناس 


لعبت في شعرها بفوضي و قربت من خدها وبللته ليها بشفايفي فضربتني بخفه وبعدت عني 


- علي فكرة أنت رخم ومهزق 

- احمدي ربك أنها هنا اصلا،  ده أنا عامل معاكِ واجب ومستحمل رغم إنِ مش قادر 

- مووووسي! 

- ههه حاضر خلاص. 


« وبعدين بقي علي السقعة دي،  شرانه ف البرد لييي؟» 


كانت دي جملتي وانا بعترض علي روح الفمنست والعادات وتقاليد بتاعت حضرتها،  فردت عليا ببرود 


- أنتَ عارف أنِ بحب أشرب الشاي بره ودي عادة 

فمتصعش عليا وبعدين الجو حلو أوي 

قلتلك لف دفاية زي دي حوليك مسمعتش كلامي وحضرتك لابس بنص كوم يعني غلطك مش غلطي 


- أصلا!  في الأخر أنا اللي طلعت غلطان كمان يا فرحتي 


ابتسمت وبعدها ضحكت ببرائه فنكشتها وأنا بغمز 


- قلتلك الأوضة والسرير أدفي مسمعتيش كلامي

- الطف بيا يا رب!  أسلك يبني بقي حرام عليك

- انا سالك والله أنتِ اللي دماغك قذره وظلماني 

- ظلمااااك أوي ،  أنت ملاك بجناحين يبني

- دخله في عينك ول لسة ده أهم حاجة 

- موسي 

- أفندم 

- مين يسرا؟ 


اتنهدت بتعب وهي بتحطني تحت الأمر الواقع فأخترقت آخر ذكرى دماغي من غير إدراك مني 


« ماما أنتِ فين؟» 


كنت بدور عليها في كل جزء في الڤيلا والمكان الوحيد اللي مدخلتوش اوضتي لأنها نادرا ما بتدخلها 

واول ما يأست وفتحت اوضتي لقيتها قدامي 


- ماما! 


يسرا:  تعالي يا موسي 


المنظر قدامي بث الرعب في كل أوصالي،  كان اوضتي مقلوبه فوق تحت ومدمرها وفي إيديها السلاح الأبيض «االمطوة»  بتاعي وبتحركه علي التربيزه قدامها يمين وشمال ومركزه عليه 

اتكيت علي التلفون في إيدي الشمال وأول رقم فيه المستشفي العامة علي حسب ما بابا قلي للأحتياط 


قربت منها وأنا برجف ووقفت قدامها فسالت بإهتمام غريب


يسرا: شربت العصير اللي عملتهولك 


سكنت مكاني وأنا بفتكره وقد أي بكرهه وبكره طعمه

وشربت نصه ورميت نصه لكن حرحككت راسي بالإيجاب بسرعة لخوفي منها 


يسرا:  شربته كله؟ 


سالت تاني بتأكيد وإبتسامة فهزيت راسي بسرعة بتأكيد


- طيب كويس. 


سكتت وحركت عينيها لل«المطوة» في إيديها وتكلمت بطريقة أكتشفت أنها مهوسة وغير مزونة لما كبرت 


يسرا: تعرف بابا سيبني هنا قد أيه؟ 6 شهور 

منعني من الخروج،  الفسح،  الناس فكرني مجنونة! 

سيبني بخبط في الحيط ومشي وسبني 

من وقت ما انتَ جيت هو مشي،  أنتَ السبب فاهم! 

لما وقت ما جيت علي الدنيا وحياتي تحولت جحيم

طلقني وردني تاني بسببك؟!  تعرف لي؟  عشان فاهم أنِ باخد بالى منك هههه ميعرفش أنك أنتَ اللي بتاخد بالك مني. 


بلعت ريقي ولسة عيني عليها وجسمي كله بيتعرش بخوف 


يسرا:  بتكرهني يا موسي؟ 


حركت راسي بسلب بسرعة ودموعي بتنزل وقلبي بيرجف بزعر ورعب منها، مفيش حد معايا،  مفيش حد هنا غيرنا. 


يسرا:  تعالي 

-.... 

يسرا:  قرب متخفش 


سحبت رجلي ورايا بتقل وصعوبة وقعدت جنبها وأنا لسة عيني بدمع غصب عني،  وشها قلب بعصبية وهي بتقرب من وشي وبتمسح دموعي بخشونه 


يسرا:  قلنا أيه؟  قلنا العياط زفتتت أيه؟ 

متسمحش لوحدة تشوف دموعك!  حتي لو أمك 

انشف واسترجل عشان نقدر نمشي مع بعض


قلتها وضحكت بصوت عالي فكرمشت حواجبي بإستغراب ولسة راسي تحت رحمتها وملفوفة بين إيديها 


بعدت عني وقربت من « المطوة»  علي التربيزه وهي بتكلم بفخر وجمود فزعني 


- تعرف أنه مبقتش بحس بحاجة؟  

جسمي مش راضي يتقبل أي وجع حتي شوف. 


وعلي حين غره حركتها علي دراعها وشقته بطول وسط زهولي،  دمها نزل علي السجاد وأنا بصرخ برعب وبجيب أي حاجه من هدومي الواقعه في الأوضه وبصرخ بإنهيار 


- لييييي!  لي بقي حرام عليكي ارحميني 

بالله رحميني معنتش قادر أستحمل،  كفاااية حنااان بقي 


دمعت وهي بتبصلي وتضحك 


يسرا:  محستش بوجع يا موسي،  مش حاسة بأي حاجة مش حسه

-...... 

يسرا:  وأنتَ كمان مش هتحس بيه لو جربته تعرف لي؟ 

ههه لأنه السم انتشر فينا خلاص ههههه 


خدت صدمتي،  كلام لو مستوعبتوش في اللحظة نفسها ورنيت علي رقم المستشفي الأول في التلفون عشان يلحقنا

مكنش زماني بتنفس لدلوقتي،  بصتلها بزهول وهي بتسحب مني التلفون وترمي بعد ما رنيت 


- أنتِ إنسانة مش طبيعية،  أنتِ مريضه سمعه 

يسرا:  مش عايز تمشي معايا؟ 

عايزني اسيبك لوحدك هنا؟  أنا مينفعش أسيبك لوحدك هنا 

هتموت بوحشيه لكن دلوقتي أنا بريحك وهتموت براحة معايا،  السم هينتشر من غير ما تحس أنا عملته وواثقه من نجاحه متقلقش،  حتي شوف لو عملت زي مش هتحس

- أعمل زيك أي،  اعمل زيك أي أنا تعبت!  

كفاية بقي بالله كفاية 

أنا لو اتمنيت الموت هموت عشان بس اخلص منك 

أنا معنتش قادر استحمل،  معنتش قادر استحملك يا شيخه!. 


مسحت دموعها بضحك وهي بتمسك دراعي 


يسرا:  أعملك زي ماما؟  استني هعملك زي عشان نكون زي بعض وتتأكد إنِ مبكدبش


وقبل ما استوعب كلامها وافهمه قربت من إيدي وغرزت ال«مطوة»  فيها من كف إيدي بطول وأنا ببعد عنها بسرعة وبصرخ بوجع قبل ما توصل لنص دراعي زيها 


- آااااه دراعي!!! 

يسرا: معملتش ز...زي بتاع..عتي 


نزلت علي الأرض جنبي ونحيبي وصراخي بيعلى

من كل الوجع حوليا،  من عيني اللي بدأت تغيب 

ومن شكلها قدامي بعد ما نهارت علي الأرض ودمها لسة بيخرج منها،  ضمت دراعي وأنا بصرخ باسمها وبطلب منها تفوق،  بطلب منها متسبنيش لوحدي هنا،  كنت خايف 

لاء كنت مرعوب وأنا بسمع صوت تحت ورؤيتي الضبابية بتتمكن مني ودم في إيدي بيتصفي وأنا بغيب عن الوعي 

جنبها ومحسش بأي حاجة. 


« موسي» 

- أممم! 


- أنتَ كويس؟ 


مسكت بكف إيديها الساقع دراعي فستوعبت أنه باصص علي الندبة في دراعي وعيني بتحرقني فاكيد حمرة زي دم. 

ابتسمت وأنا عيني بتراقب عينيها القلقانه ورديت


- كانت أمي 


قربت مني بخضه ومكنش فصلنا غير مسافة قليلة وبتسال بزعر

- أمك بجد؟! 

- أمم 

- أذتك؟ 

- تؤ،  دمرتني 


بَصت لمكان الندبة برعب وهي بتخترقني وبتستكِن بين ضلوعي وبتكلم بندم 


- انا أسفة مفتركتش أنه الموضوع هيدايقك أوي بشكل ده

وأنك هتفتكره،  لو الموضوع هيتعبك متقلش حاجة أنا مش عايزة اعرف تمام خلاص متقولش. 

- هه غزل؟ 


بعدت عني بمسافة وردت وبقلق 

- نعم 

سندت جبهتي علي جبهتها ورديت بحب 

- أنا بحبك اوي 

-.... 


نزلت راسها بخجل فرفعته بصباعي قصادي تاني وأنا بسألها 

- تسافري معايا؟ 

- أيه؟! 

- تسافري معايا إيطاليا؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~


«يوسف»  


« نعم يا يوسف عايز أيه؟» 


- لي الجفاف ده،  أنتِ عارفة إنِ بعزك ومستحملش زعل قلبك مني،  يعني عديت أنك تجاهلتيني في كتب كتاب موسي 

وعديت كمان أنك مبترديش عليا واتس أو حتي بعتي رسالة بعد ما طلبت ديلفري ومجتش بنفسي عشان محرج منك

وعارف إنِ لو مجتش انهارده مكنتش هتكلميني 

استاهل منك كل ده يا صفصف. 


سكتت وشربت من قهوتي اللي قدامها فبتسمت وهي لسة وشها جامد ومهزرتش ول تكلمت فكرمش وشي تاني. 


- اللي يزعل حته مني يزعلني يا يوسف وأنتَ عمرك ما هتكون أغلي منها مهما حصل وزعلها من زعلي وغلط كبير وأنتَ عارف 


- وأنا منكرتش يا ستي وعارف وندمان وجيت عشان نتكلم واصلح إللي عملته ووصلك منها،  اسمعيني زي ما سمعتيها 


- ولو قلتلك معرفش سبب الخلاف ول حصل أيه بينكوا 

كنت متوقعه أنها بعدت من تلقاء نفسها عشان بنتي عارفة 

مبتحبش تعمل حاجة في الغلط 

نادية تعبت فيهم وطلعتلي اتنين افتخر بيهم العمر كله 

لكن بعدها اكتشفت أنه الموضوع أكبر من كده 

واكيد هتكون أنتَ الغلطان،  وزعلها يزعلني يا يوسف 


- عارف،  وعارف كمان أنه زعلك علي راسي ومقدرش عليه وميهنش عليا،  مش أنتِ مراتي التانية ول أيه؟ 

رجعتي في كلامك. 


غمزت فضحكت وهي لسة بتشرب من القهوة بتاعتي وقالت بمرح بحبه فيها وبخليها أحياناً أصغر من بنتها 


- يا واد يا بكاش أنتَ!  انا مقدرش ازعل منك كتير يا يوسف لأنك غالي عليا وبعزك من أول يوم شوفتك فاكر 


- اقدر أنسى،  أول مرة قابلت بنتك المروشه وخطفت قلبي 


- احترم نفسك يله! مش واخد بالك إنِ أمها 


- متدهالي في الحلال يا صفصف،  عايز اطلبها منك 


- تدهالي أي يا هبل،  هي كيس لب 

وبعدين لما قلبها يرضي عنك هنشوف الموضوع ده 


- يعني لو وفقت هتكوني موافقه 


-.... 


- يلا يا صفصف بقي،  مش كفاية إنك خلصتي فنجان القهوة بتاعتي 


- خلاص مش موفقه 


- تحبي اجبلك فنجان كمان،  اطلبي وتمني والله البن كله تحت أمرك 


- ههه خلاص بطل تلزيق صدقتك 


ابتسمت علي كلامها ولسة هاخد نفسي براحه 

اتكلمت بتحذير 


-  أهم حاجة تاخد معاد من ابوها وأخوها،  لكن أنتَ عارف رأي فيك من زمان،  لكن من غير موافقتهم مش هتم 


جيت أتكلم لقيت صوته بيسطع في المكان 


« وأخوها مش موافق ولو شاف رجله هنا تاني هيقطعهاله» 


~~~~~~~~~~~~~~~~

« بعد أسبوع» 


«غزل» 


الخيارات أحياناً بتودينا لطرق مختلفة،  وكانت معظم أختيارتي من بعدك عمرها ما كانت في حسباتي 

ول اتوقعت أعملها في يوم، علمتني أجازف 

علمتني أحبك بمخاطرة وعلمتني كمان أتحرك من غير تفكير ومنطق عكس طريقتي زمان

بقيت عاشقة لتمرد وبقيت عشقاك أنتَ كمان 


Qual è la sua richiesta, signore? 

« ما هو طلبك سيدي» 


Caffè italiano, per favore 

« قهوة إيطاليا من فضلك» 


 Il tuo ordine sarà pronto in pochi minuti 

« طلبك سيكون جاهز بعد دقائق» 


Grazie

«شكرا» 


سمعت يوسف بتكلم ونادل برد عليه بزهول وبعد ما مشي سقفتله بزهول 


- تحفففه!  انتوا بتكلموا إيطالي أزاي!  مش معقول 


- علي قدي


- علي قدك أي بقي،  أنت النطق عندك رهيب! 

المهم بتعمل أي هنا،  صدمتني لما بعتلي وقلت أنك في إيطاليا وكلمتني عشان موسي تلفونه فصل شحن 

هو فين صحيح؟ 


- خرج للحمام وجي،  تشربي مايه؟ 


قدملي كوبايه المايه المليانه قدامه فأخدتها منه بإمتنان 

 

- شكراً يا چو أنا عطشانه جداً،  الكافية بعيد عن التاكسي كمان،  فتحت برنامج وكلمته بصعوبة ههه 


شربتها دفعه واحدة وأنا بضحك وبقوله الموقف ونظري لساعة والطريق مستنياه 

- اتأخر أوي

- زمانه جي

- أنا هقوم أش... 

فلقتني مرة واحدة بدوخ والدنيا بتلف بيا 

- ي..يوسف ..دم... دماغي، صداع 

- أنا أسف يا غزل، سمحيني غصب عني 


وقعت علي التربيزه قدامي بعنف وأنا بروح لدنيا تانية والأسود بحاوطني من كل إتجاه وبفقد الوعي. 


تعليقات



<>