رواية اخطر من الحب الفصل الثاني والعشرون22بقلم رحمه ايمن

رواية اخطر من الحب

 الفصل الثاني والعشرون22

بقلم رحمه ايمن

« سأعيد ترتيب أيامي بما يليق بك وبحبك 

وساعيد صياغة أمنياتي لأجعلها أمنيتين في حياتي 

أن تبقي معي

وأن أبقي معك» 


«غزل»


خدت الصالون رايح جي وأنا براقبه وهو متنح في الاب وبحرك صوابعه علي الكيبورد بسرعة البرق بإيد والإيد التانية ماسك فيها كرة مطاطيه ديماً كنت بشوفها في إيده لما برجع بدري قبل ما اخلص شغل 


ابتسمت وأنا بتخيل منكشتي لي ديما وأنه بيفرح أوي لما ارجع بدري عشان أعمله صنية معكرونة ونخرج بليل بعدها. 


كرمشت وشي بديق وربعت إيدي وقعدت قدامه علي تربيزه القزاز بعنف 


« وده أسمه أي إن شاء الله؟! » 


رفع عينيه ليا وحركها بمعني « في أيه؟» فرفعت حاجبي وأنا لسة علي وضعي 


- يعني انهارده صبحيتنا وحضرتك فتح الاب وبتشتغل وأنا أخبط دماغي في الحيطان صح؟ 

- أعمل أيه طيب، مكنتش عامل حسابي إني هتجوز والله وعندي شغل كتير، وأنتِ كزوجة متفهمه مراعيه حنونه

- متقرطسه 

- مت... لاء لاء عيب عيب! عيب أقول علي حبيبي كده 

- حبيبك آه


لميت شعري كعكه لفوق بديق وأنا برفع سبابتي قدامه وبتكلم بعصبية 


- أسمع يله اما اقلك، أنتَ هتقفل الاب ده حالا ودلوقتي 

وأعمل حسابك أنه الاسبوع ده كله مفيش شغل وإلا وال..!!! 


خطف المسافة بينا في لمح البصر وهو باصص في عيوني بثقه وبسمه خبيثه رزله وترتني 


- هتعملي أيه؟ 

- احم مش هعمل أي حاجة خالص، عن اذنك. 


رنت ضحكته زودت نبضات قلبي بين ضلوعي وهو بسحبني تاني وبغلفني بكفوفه لتنين قدامه 


- شكلك خدتي عليا تاني ، أنا بلفت نظرك بس 

- وإذا أخدت؟ 

- هفرح جداً لعلمك. 


قربة لوشي زاد وغمز بتمرد فابتسمت ونقلت وشي الجهه التانية فقام ومسك إيدي وهو بتحرك فتكلمت بخضه 


- في أيه؟! رايح فين؟ 

- هنخرج 

- نخرج! 

- مش أنتِ عايزني اوقف شغل، تعالي بقي أقلك بعمل أي وقتها 

- بتسيب البيت وتمشي بعد ما اصحي! عرفت كام واحدة عليا انطق، شربت مخدارات ول لسة هاه ب..... مووووسي


صوت في ودنه لما شلني علي ضهره ببرود العالم 

وكأني صرصار بتكلم واستسلمت في الأخر ودخلنا الاوضه نغير هدومنا بعد ما هددني أنه هيروح من غيري. 


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


« إبراهيم» 


« وأخوها مش موافق ولو شاف رجله هنا تاني هيقطعهاله»


رميت جملتي وأنا بدخل بعصبية ومجمد ملامحي زي الطوبة فنطقت صفصف بتوتر 


صفصف: دقيقة يا إبراهيم أقعد نتكلم براحة ونسمعه


رفعلي حاجبه من غير ما نركز في كلام ماما فغمزتله وسخسخنا ضحك


-دخول رايق يسبب حرايق فعلاً 

خضتني وأنا مليش نفس اتخض

- شكلى هرفضك بجد وندمك علي البُقين دول 


حرك كفوفه لتنين وهو بقول بخضه 

- لاء وحيات عيالك أنا ما صدقت! 

- أيوة كده اظبط 


صفصف: والله! 

لاء فهموني في ايه حالاً


سمعنا جُملة ماما للمرة التانية وأنا بسحب كرسي جنبه وبضربه علي كتفه بمرح

- باركي لأبو النسب يا صفصف عشان انا قلبي رضي عنه خلاص آااه لو شوفتي حالته

لو تشوفي وهو بيركع تحت رجلي ويَدمع ويتوسل عشان اوافق وانا اقوله أبدااااً مش هوافق أبداااً 

- أنا؟! 

- وفي الاخر بعد ما تعهد علي نص كليته وأنه هيحترم عيالي في المتسقبل ويحطهم فوق راسه 

مش تعبير مجازي لاء هيحطهم فوق راسه فعلاً ويلف بيهم زي غوريلا كانت معكوشه ف حديقة حيوانات وخدت برائة 

فوفقت وامري لله غير أنه البت شروق الهبلة هتعنس 

فمرتضش أكسر قلوب العذاره 


صفصف: غوريلا كانت معكوشه في حديقة حيوانات ! 


- لاء استني أنتِ يا صفصف سيبلي أنا الطلعة دي 

أنا ركعت تحت رجلك وتوسلت ياض يا بن... خد يلا هنا 


ضحكت صفصف علينا وأنا بهرب من الكرسي ف عمل صوت عالي لوقوعه علي الأرض ورايا واحنا بنجري ورا بعض زي العيال وهو حالف ليقتلني وأنا ميت ضحك. 


احتلت ذكرى كلامنا الاخير دماغي واحنا لسة علي نفس الحاله... 


«إمبارح بليل.. كتب كتاب غزل» 


- بتعمل أيه هنا؟ ومين سمحلك تقرب منها بشكل ده؟! 

افرض كان حد غيري دخل هنا وشافكوا أي هيكون وضعها 

مش خايف عليها، ول تخاف عليها لي هي مجرد واحدة من الوحدات اللي تعرفهم وبتسلي وبتضّحك عليها بسهولة من واحد قذر زيك لانها مغفله

- إبراهيم لو سمحت انا مسمحلكش تقول عليها كده ول تتهمني الاتهام ده، انا.... 


قربت منه بعصبية وعروق إيدي برزت غير الاحمرار في عيني وأنا بمسكه من لياقة قميصه وكورت قبضتي وأنا عازم أشوه وشه فمسك إيدي وهو بتنهد بتعب 


- والله بحبها ، والله ما عايز أأذيها يا إبراهيم 

اتنين خفت عليهم في حياتي أكتر من أي حد في الدنيا 

لارين وهي 

اسمحلي ب فرصة، فرصة واحدة اثبتلك أنِ محبتش غيرها ول قدها، انا تعبت

تعبت من كل الضلمة واللغبطه الموجودة في حياتي دي .


سِكت فحتل الصمت المكان ونزلت قبضتي عنه وهو بكمل بإحساس وصلي 


- طلبي الوحيد منك متخدش مني الطريق الوحيد الصح والمريح والنظيف في حياتي 

متقفش قدام باب تفتح قدامي بعد مدة معددتهاش لطولها ووجعي فيها، متسحبش روحي مني بعد ما لقيتها 

لو سمحت؟ أنا بطلب منك فرصة واحدة تشوفني هسعدها ول لاء ولو محصلش واجهني ووقتها اعمل اللي أنتَ عايزه 


- فاكر أنه هصفالك بعد الكلمتين دول؟! 

لاء متحولش حتي لانه حسابك تقل معايا ولأخر مرة بحذرك وبقلك ملكش دعوة بيها عشان هواجهك وهزعلك أوي وأنا زعلي وحش تمام


ابتسم بتعب وهو برد عليا بنبرة طاغي عليها الاستسلام


- أقلك علي حاجة 

خرج كل ديقك فيا استاهل ، أنا استاهل كل حاجة أنتَ عايز تعملها فيا، اتفضل يلا ابدأ اضربني يلا 

-..... 

- انا معدش عندي حاجة أخسرها يا إبراهيم وصدقني خاف أوي من واحد زي 

واحد مكنش باقي علي أي حاجة ول حتي عارف معني السعادة ويلقيها في إنسانة أو واحدة مستعد يحارب عشانها 

ولو لأخر يوم في عمره هاجي وأقنعك واتكلم معاك وخليك توافق علي العلاقة دي. 

فمتقفش في طريقي وانا اوعدك هسعدها وهرضيها 

عشان خاطري فكر، فكر وخليك معايا مش ضدي 

ولو طلبتها منك تكون راضي 


ابتسمت بديق وأنا بخرج وبتمتم بصوت مسموع

- ديل الكلب مبتعدلش وأنا عارف نوعك من أول يوم  فمتحولش 


اتحركت لبره فسمعت صوته العنيد 


- هقنعك يا إبراهيم، هقنعك أني تغيرت وبحبها 

ومش هستسلم فاهم 


ابتسمت برضي المرة دي وأنا واثق أنه بحبها بجد ومكنش من كلامه ونبرته الواضح فيهم أوي حبه 

علي قد ما كان من نظرة عينيه ولمعتهم 


خرجنا وعدا اليوم والليله ووصلت « نهي» بسلام وتحركت علي البيت وأنا بواجه « شروق» اللي هربت كالعادة وانهارت ورا الباب وهي فهمه أني مش سمعها، لسة مفهمتش أني توأمها وقلبي بيوجعني قبل قلبها لما تزعل 


« صباح الخير يا هيما» 


لفيت بصدمه ل صوته المؤلوف وأنا جوه المستشفى الساعة 6:00 الصبح فمكنش غير هو قدامي 


- بتعمل أيه هنا ياض؟ ودخلت هنا ازاي؟! 

- ياض! هييح عمتا هرد عليك عشان أنا مؤدب ومحترم، أنا هنا عشان نبدأ صفحة جديدة أنا وأنتَ وغيّر نظرتك الهباب دي عني احسنلك عشان بدأت اتعصب 

اما دخلت هنا ازاي فمحدش بيسالني السؤال ده لأني بدخل في أي مكان وأي وقت براحتي، انا علاقاتي كتير يابا

- لاء وواثق من نفسك أوي 

- طبعاً


غمز بثقه فضحكت بسخرية فابتسم وهو بيرفع كيس ل «هاي بروست» فرع « سودنه» واجبتين فراخ قدامي وبيسال ببرئه. 


- فطرت؟؟ 


بدانا رغي سوى وضحك وهزار وطلع في بينا حاجات مشتركة زي السياسة والتاريخ واللعب والكتب المفيده 

وحسته مختلف عن اول أنطباع اخدته عنه وعدت التفكير بعلاقته بيها زي ما تمني والغريبة أنى فرحت أوي. 


وبكدا أقدر أقول أنه بقي جزء من العيلة خلاص وبقي بينا فراخ مشتركة وقلبي رضي عنه 

مش علشان بحب أختي  وباين أنه تغير بجد 

تؤتؤ عشان اكلني فراخ علي حسابه وعبرني 

وأنا الاهتمام ده نقطة ضعفي وأهلا بيك ياابو النسب في تيم « العصابة». 


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


«موسي» 


- أضربي أجمد يلاااا!! 

- ههه دقيقة، دقيقة أخد نفسي 


ابتسمت علي حماسها وأنا لابس قفازات الحماية لدفاع وهي لابسة قفازات الملاكمة للهجوم وبندرب مع بعض 

اكتشفت جانب فيها مختلف وهو عشقها للكيك بوكسنغ وبتحبه كهواية 


- يلا مستعدة 

- اضربي بأقوي قبضة عندك، يمين، شمال، أحسن يلا براڤو

- ههه 


نمنا عكس بعض جوه الحلبة وأحنا بننهج وبنصب عرق من جميع الأتجاهات، فقامت فجأة وهي بتربط شعرها وبتنطق بحماس وسعادة 


- أنا مبسووطة أوي ههه من زمان نفسي أجرب الشعور ده، كان نفسي أجي هنا لكن كانت ل الشباب بس ومفيش چيم للبنات،  كنت عايزة اخرج الطاقة دي من زماان 

أقول أنا تعبتتت أقول كفااااية ههه

شكراً يا موسي، شكراً من قلبي 


حوط كفي خدها فلمعت عينيها بدموع وهي بتمسك كف إيدي وبتغلفها بين صوابعها فابتسمت ليها بعشق خارج بكل ذرة فيا، فربعت جوه نفسها وهي بتكلم بخفوت 


- خايفة يا موسي، خايفة تخزلني بعد ما تعلقت بيك وحبيتك، خايفة تبعد عني زي ما كل اللي تعلقت بيهم وحبيتهم خسرتهم من غير ما أحس ول اشبع منهم 

خايفة أحبك أكتر ومتكونش قدامي وتختفي ومعرفش أعيش من جديد بعد ما حاولت اتعافي من غير وجودك قبل كده ومقدرتش . 


حركت راسي بمعني «مستحيل اسيبك» من غير ما اتكلم فأبتسمت وهي بتضغط علي كفي


- لما مشيت حسيت روحي بتنسحب مني للمرة التالتة وجلدت نفسي للمرة الألف أنى تعلقت ب وجودك وأدمنت حضورك الكامل ومتخيلتش في يوم أنك هتمشي رغم انه كان هيحصل طبيعي ، بس اتمنيت ميجيش وأنك متخفش بسرعة عشان تكون معايا، اتمنيت انك تكون معايا للأبد حتي قبل ما تاكد من مشاعري ليك. 


- أمم فهمت مين كان بفتح جروحي وأنا نايم عشان متخفش، اتري ثعلب صغير شرير ماكر 

- أنا! يخي يخربيت الزولم 

- لاء والله! 

- ههه


كورتها في حضني فبصتلي ورفت راسها وهي بتكلم بأريحية مطلقة معايا لأول مرة 

- أنت تالت راجل احس معاه بالإمان واثق فيه 

- دقيقة أنا شكلي سمعت غلط، تالت!!! 

- ههه والله هفهمك اقصد أدهم وهيما قبلك « بغمزه» العصابة 


غَمزت ببرائه فردتهلها وأنا عندي فضول اتاكد 


- وبنسبة لزيدان؟ 

- لسة فاكره! 

- وده يتنسي، ده طنط رقيه هرته بوس ول كأنه حفيدها 

«يقصد هنا بجارتهم و جت عندهم ومثلوا عليها أنهم متجوزين وأنه زيدان» 

- شكلك شايل من طنط رقية اوي 

- ربنا يجحمه بقي مطرح ما راح


ضَحكت وهي بتبعد عن حضني وبتقعد قصادي وملامحها بتقلب جد وبتسرح بعيونها لمكان بعيد 


جذبت راسها علي كتفي وأنا جاهز أسمع وهي رضت فضولي واتكلمت بعد حركتي بخفوت. 


- قلتلك أنه كان جبان صح؟! كان اسوء اختيار مخترتوش وعملته بدافع الحب والأحترام لاهلي وأني شخص أعرفه من زمان وديما بنتكلم، شخص مضمون أعرفه ويطلع «أدهم» اجدع منه وأخ يعتمد عليه. 


الحكاية بدأت يا سيدي برجوع شروق وهيما من السفر 

أنا وشروق بقينا صحاب فوراً وكانت مبسوطة جداً برجعوها مصر وأنه بقي عندها صحاب لأنه مكنش عندها في فرنسا عكس إبراهيم المتنكد وطالق بوزه شربين علينا كلنا

وللأمانة كان بعشق حاجة أسمها نودي 


أيوه اقصد ماما كان بحبها أوي ف كان ده أكتر حاجة مهونه عليه وجوده هنا والصدمة الكبيرة ليا أنا وهو

لما عرفنا أننا اخوات في الرضاعة، كانت ماما وصفصف صحاب وأكتر من أخوات 


وأيام ما ماما كانت مشغولة وصفصف ربت منزل قد الدنيا كانت ماما بتسبني معاها ديما قبل ما تسافر فرنسا وتستقر هناك

فبقينا احنا التلاتة أخوات ف الرضاعة وسافروا ومعرفش عنهم أي حاجة ول فكراهم أصلا غير لما قابلتهم تاني 

ورجعوا في سنة 3 ثانوي واخدوها من هنا 

واول ما تميت ال17 قبلها بسنة لقيت بابا داخل عليا ومعاه شب مُراهق نفس عمري 


كانت عينية حمرة زي الدم ومش طايقنا، بابا قالي هيقعد معانا السنه دي شهر منها هنا والباقي في مكان تاني 

ووصاني عليه لأنه بابا بدأت شهرته توسع وشغله يزيد ومعندوش وقت ومن هنا ظهر أدهم «بلاكي» 

الساكت معظم الوقت، اللي حرفيا مشفتوش الشهر ده غير مرتين، مرة لما وصل بيتنا ومرة وهو خارج من البيت 

مفيش أي تواصل بينا حتي الأكل كانت ماما بدخلهوله 

وحقيقي حبها أوي ولو حاجة تعرفت بيها نودي 

انها ربت اتنين يضرب بيهم المثل في الأخلاق والاحترام والرجولة، اتنين شايلين جميلها فوق راسهم لحد اللحظة دي علي كل حاجة تعلموها منها رغم وقتها القليل معاهم لشغلها برضه في الفترة دي. 


هتقولي وأنتِ كنتِ فين هقلك صفصف روح قلبي 

 بيت صفصف وبيت ماما كانوا مفتوحين علي بعض

كان ممكن اقعد عند صفصف ب3 شهور وكنت بحب بيتهم أكتر من بيتنا شخصيا لأن صفصف كانت بتخترع حاجات عظمة وكلنا كنا بنتجمع عندها بليل ندوق اكلها 


لدرجة أنه الناس مبقتش بتفرق مين ولاد مين؟ 

كلنا اخوات وكلنا عيلة والحلو في كل ده 

أنه كلنا تلاتة ثانوي. 

وبابا عشان يشجعنا عملنا اوضه مخصصة للمذكرة وقال لكل واحد يكتب حلمه ويصدقه ويلزقه قدامه ويتوكل علي الله ويلتزم ونعمل اللي علينا والباقي علي ربنا 

اتحمسنااا جدااا و عملناها. 

كلنا دخلنا علمي وبعد الدروس نتجمع فيها ونذاكر كلنا سوي وبقينا صحاب جداً جداً بعيدا عن خناقنا المستمر أنا وإبراهيم الرزل عشان كل حاجة تقريباً لكن وقت ضعفي أول واحد بلقي في ضهري كان هو. 


أدهم الاختلاط بيني وبينه مكنش كبير أوي في الاول لكن صدقتنا تطورت لما دخل نفس التخصص واشتغلنا مع بعض وفتح قلبه ليا 

ورغم برودنا وخناقنا المستمر إلا أنه سره معايا 

وسري معاه بحكم اننا معظم الوقت كنا مع بعض 


شوية شوية بابا بقي بيختفي ومبقاش فاضي يقعد معانا ، صفصف مشغولة في الكافية 

وماما رئيسة قسم في مستشفي بعيدة عن «سودنه» بحوالي ساعة وترجع يدوب تعمل العشاء لينا وتنام


فكنا بنقعد عند تيتا «كريمة» الله يرحمها جدة أدهم 

تجمعنا كان عندها بعد الجامعة والتدريب ونجيب اكل ونقعد وندرب ونعزف ونذاكر  ونلعب

كانت أيام جميلة اوي

وكانت الحضن الحنين لينا كلنا وأثر موتها فينا جداً 

كنا في 2 جامعة. 


ماما اشتكت لبابا أنها مقصرة معانا رغم اننا متكلمناش ول ركزنا لكن اديقت أنهم ديما غيبين ومفيش حد معانا فبابا قلها تقعد من الشغل 

وماما كانت بتحب تمارس مهنتها أوي ورفضت برضه 

فاقترح عليها انها تمسك في الوحدة الصحيه في سودنه قسم الجراحة وتشرف وترجع البيت بدري واهو مكان قريب منا وجنب كافيه صفصف 

واول ما نخلص أنا وأدهم ندرب ونشتغل فيها 


عجبت ماما الفكرة جداً و قدمت طلب ووافقه علي طول ومسكت قسم هنا وبقت موجودة معظم الوقت عكس الأول 

غير انه بابا ربنا فتحها عليه من وسع وقرر أنه في عيد ميلاد ماما ال45 يمسك هو الوحدة الصحية 

ويكون هو المالك الشرعي وهي الرئيسة فيها والأوامر كلها بتخرج من عندها، وحصل.. ماما بقيت مديرة الوحدة 


دخلنا أنا وملك تدريب في نفس السنه 

هي تمريض وأنا جميع التخصصات تحت أشراف نودي 

وأدهم كان مع بابا في جميع المستشفيات بره وإبراهيم مدربش السنة دي عشان كان بساعد صفصف في الكافية وشروق راحت مكان تاني عشان كليتها

« فنون جميلة» وكل واحد انشغل في حياته 

لكن قلوبنا كانت مع بعض وبنطمن علي بعض ديما 

وأول ما نرجع نتجمع عند نودي تطبخ احلي أكل وبابا يطمن علي آخر إنجازاتنا ويرتاح شوية 

ونعدي علي صفصف وتعملنا حلويات نحلي وبعدها نروح مكانا السري « السيبر» 

مقر العصابة ههه،  يالله علي الزكريات! 


ضحكت بوجع ودموعها مغرقه وشها فمسكت إيديها فتشبثت فيها وهي بتكمل وأنا بسمعها بصمت


- وفي آخر سنة في الكلية ماما قلتلي أنه خالته كلمتها عليا، مفهمتش تقصد أيه؟ فقلتلي علي زيدان 

وسالت بابا وقلي أنه براحتي وده قراري ومهما كان هيحترمه لكن شفت في كلامه وعيونه القبول 


دكتور صيدلي، اخد شهادة من أمريكا ، وجهه مشرفه 

وابن خالتي ومن العيلة وهيحافظ عليا وأنه من زمان وأنا محجوزه لي وهو محجوز ليا وأنه غزل لزيدان

وزيدان لغزل وأنتَ اكيد عرفت حصل أي بعدها 


اتخطبنا، جه مرة واحدة نزل فيها هو وخالته وسافر تاني وتواصلنا نت بعدها 

محستش معاه غير باني الاختيار التالت في حياته 

اهم حاجة شغله وبرستيجه العالي 

تاني حاجة صحابة وخروجاته ومكانته الاجتماعية

تالت حاجة أنتِ عاملة ايه يا غزل بقي أخبارك؟! 


محستناش متفاهمين، حتي أدهم وإبراهيم العُشاق في الشلة كانوا ديما يقولولي أني مديقه وأنه مش ده الحب الحقيقي ليا لكن مهمنيش لأني مجربتش يعني أي قلبي يدق لحد غير علي إيديك. 


غمزِت بمشاكسة فضَحكت وهي بتتنهد تنهيده طويلة وبتكمل 


- جيه عيد ميلاد ماما في سنة 2022 ونزل مخصوص عشان يحضر معانا بعد ما تخنقنا أنا هو خناقة كبيرة وماما كلمته ننزل نتفاهم وانه أنكل «هادى » والده هيجي زيارة هنا لمدة 6 شهور فينزل معاه يشوف مصر ويتعرف عليا أكتر 

وفعلاً نزل وقعد في الاوضه اللي كنت قاعد فيها قبل ما نتجوز. 


- يعني كانت هدومه هاه؟ 

« بتكلم عن أول مرة دخل بيتها وغير قميصة من عندها بتشيؤطرت رجالي كان في البيت» 

- أحم مش واخده بالي تقصد أيه؟ 


ضربتها علي جبينها بديق تمثيلي فحاوطت دراعي 

ببرائه 


- المهم أني تقفلت منه لما قرب أكتر وشوفته علي الطبيعة، مُتفتح جداً واسلوب حياتي غير اسلوب حياته ومع ذلك كملت، كملت عشان أهلي وفسح الخطوبة دي ممكن تعمل عقد وتخّسر ماما أختها 

وأنا مقبلش أنه يحصل ده بسببي 

لوقت ما جيه اليوم المشئوم... الحادثه 


يوم اتمني يتمحي من كل ذرة من عقلي، يوم خسارة أغلي إنسان علي قلبي وروحي 

وماما بين الحياة والموت ومقامتش لدلوقتي ومن بعدها واحنا مكسورين. 


يمكن مركزتش علي علاقتي ب بابا في كلامي دلوقتي معاك، لكن كان أقرب واحد ليا في العالم 

هو بابا. 

 أكتر واحد فهمني وعارف كل تفاصيلي 

الحضن الحينين بتاعه كان أنا 

لو رجع وتعبان اوي ومصدع ومش عارف ينام 

يجي يريح دماغه في حضني لحد ما عيونه تغفل لوحدها وينام، كان دايما يقولي 

« حضنك هو سريري التاني يا غوغو» 


كانت صدمة، صدمة خدت مني شهرين أستوعب انا مين؟ وفين؟ وكل ده اكيد حلم؟ م هو لاء متهزروش ! 


شهرين عرفت فيهم من الناس الصح والمعدن الاصيل ومين الناس الأندال والسواد مالي قلوبهم 

حادثة غيرت مجري حياتي 


صاحب بابا سرقه ولو طايل يشرد بنت صاحب عمره وكان في يوم بقولها « أنتِ بنتي التانية» كان هيعملها عادي 

وانا كنت زي المغفلة بحبه وبصدقه 

كلام خالته لابنها الغالي 

ازاي بقي نخسر كل فلوسنا واملاكنا! 

ارجع يا حبيب بابي ومامي وافسح الخطوبة دي

مبقوش قد المقام خلاص! 

وفي عز تعبي وصراعي النفسي في المستشفي 

وطلبتها منه في وشه وقلتله متسبنيش 

أنا تعبانة متسبنيش 

وقتها كان كلوا مصدوم، مفيش حد قادر يشيل نفسه عشان يشلني وهو الوحيد المتمالك فينا وواقف علي رجله ومشي وسبني عند أول مطب وأول وقعه 

ويايتها وقعه خفيفه، دي خالته اللي فرشتله الارض ورد عشان بنتها الغالية هتجوزه 

لكن مشي ومبصش ورا والخطوبة تفسخت 

وخالته قطعت علاقتها بينا من يومها


ربنا في وقت الشدة بيكشفلك معدن الناس وبفهمك قد أي كنت مغفل وبتثق في ناس غلط أخرك ترميهم تحت جزمتك و تمشي. 


صفصف كانت المنقذ بتاعي ووقفت معايا من تحت الصفر ل شهرين علاج عشان اقف علي رجلي تاني إبراهيم وشروق وأدهم رغم وجعهم وتعبهم النفسي 

كانوا بصّبروا نفسهم ويصبروني وواقفين جنبي واقفه عمري ما انساها، كانوا صحاب بجد 

صحاب يتشرف بيهم أي حد. 


اشتغلنا أنا وأدهم في الوحدة الصحية بصعوبه بعد ما إبراهيم هدده بالقتل « عز»  لما جاب آخره منه 

وقالوا انه هيقتلوا عادي ويدخل فيه السجن 

وانه مبقاش باقي علي حاجة 

وخاف فعلاً من كلامه ولمعة عينيه وخوفتنا كلنا منه الصراحة ووافق بعد ما حط مدير صوري طفش كل الدكاترة والممرضين من الوحدة 

ومتبقاش غير ملك ووحيد اللي اثبته وجودهم معانا من اول يوم ونهي وأدهم وأنا 

غير همسه ومحمود طاقم أضافي لنهي وأدهم 

زي وحيد بنسبالي ورفضوا ينقلوا من الوحدة تانية وماما في الظروف دي. 


ومن يومها واحنا على أمل ماما تفوق ونجيب حقنا من الحيوان ده اللي اسمه «عز» والحمد لله الصياد حبيبي قام بالواجب ههه


وعمّلنا شعار جديد أسمه

« العصابة واتنين زيادة» علي وحيد وملك 

وبقينا بنحاول نتعافي كلنا ونساعد بعض عشان 

نعرف نضحك بنفس وصفصف بقت الزعيمه والدكتورة النفسية بتاعتنا كلنا كسبت كتير من ورانا لعلمك، رجعناها لأيام الخوالي 


وبعد 6 شهور من التعافي قابلتك ودخلت حياتي وبدأت قصتنا أحنا من هنا 

وادركت وقتها أهم حاجة في ده كله 


بصتلها بفضول فقربت مني بحركة مفاجأة وهي بتسند راسها علي صدري 


- ادركت أنى متعافتش غير بعد ما قابلتك 

أنت العلاج الوحيد اللي خفيت عليه يا موسي. 


دفنت راسي في شعرها وأنا برد عليها بحب 


- وموسي بيوعدك أنه يكون علاج مُزمن مفهوش أي أثار جانبية لا تقلقي


حسيت بضحكتها جوايا فابتسمت براحة لأنها كويسة قبل ما تضربني بقبضتها الصغيرة جامد 


- آااه! الاه أنا قلت أيه طااا 

- علي فكرة أنا تعمدت أطول واحكيلك كل حاجة من الاول خالص عني عشان ميكونش ليك حجه وتحكيلي عنك كل حاجة، عايزك كتاب مفتوح قدامي ماشي يا صياد 

- ماشي يا قلب الصياد 

- طيب أمتي؟ 

- قريب 

- زهقت من كلمة قريب دي، أيوة قريب اللي هو امتي؟ 

- بوعدك كل حاجة تخلص يا حبيبي وتأكد انك في أمان وهجاوبك علي كل أسالتك وقتها اتفقنا؟ 

- طيب آخر سؤال 


بصتلها ببلاهه فضحكت وهي بتحرك « السبابه والابهام» 

- والله آخر سؤال متبصليش بشكل ده عشان بخاف

- أمم 

- أنتَ مع الحكومة ول ضدها 

يعني لو تسلمت للعدالة مثلا هتتحبس ول هتخرج برائه 

- ناويه تسلميني لشرطة ول أيه؟ 

- بفكر اول ما يعمله مكافأه مش هتردد ثانية 

- زوجة أصيله يا روحي 

- مبهزرش يا موسي، أنتَ شرير ول طيب بجد؟ 

- شرير جدااا ههه

- يوه بقي مبهزرش والله ات.... 

« text message» 

Hema: 


«غوغو التجمع عندك الليلة، صفصف عاملة عظمة عشانك واحنا جايين عشان ناكل الحقيقة مش عشان نشوف خلقتك يعني، استعدي كمان ساعتين وهنطب عليكوا... باااي» 


ابتسمت بعد ما فتحت التلفون وقرات الرسالة 

فسالت بفضول 

- مين؟ 

- قوم عشان هيحصل أقتحام خلال ساعتين لازم نستعد طولنا أوي هنا، وكمان لسة هنشوف نودي 

- آه صح الچيم هيتفتح دلوقتي! 

اجري بسرعة ننقل الحاجة مكانها ونهرب 


وفعلاً قومنا بحماس ونقلنا كل حاجة مكانها وخرجنا بنتسحب زي ما جينا وادهشتني بخفة حركتها 

وفهمت دلوقتي أنهم عصابة قديمة ومش أول مرة ليها تنط من علي حديد ول تتسلق سور 

أبتسمت برضي لما حكتلي زكرياتها 

وتاكدت أنه القيود بنا بدأت تتكسر شوية شوية 

وأنه حبي وتعلقي فيها بزيده يوم عن يوم 

وده خايف منه أوي، لكن مبقتش بعمل حساب لبكرة زي زمان، بقيت معاه موسي، موسي و بس 

موسي اللي عايز يعيش جنبها كل لحظة وكل ثانية من عمره ومتأكد انه هيكون أسعد إنسان ف الدنيا 


ف رأيت الراحة بين عيونها الداكنه فانتفض القلب من مضجعه وتبقي فقط جزء مني في الماضي دفنته فلم يخرج غير مَعاكِ ولم ينعم بدفئ إلا بداخلك. 


- يلا يا موسي تأخرنا 

- حاااضر يلا . 

             الفصل الثالث والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>