رواية بنت ليل الفصل السابع والثلاثون37بقلم هدير سعيد
كان منصور يستمع إلي ليل وهو يتفحصها جيدا ينظر إلي حركة جسدها يحاول ان يستشف اكاذبة كانت تم صادقة لغة جسدها تخبره انه لا تكذب ابدا ولكن مازال املا ان لا يكون لأبنته وباكينام يدا بالأمر فهو لا يستطيع تصور هذا السوء الذي يملئ قلبيهما تمني ان لا تاتي إليه بدليل يؤكد حديثها فمازال الأمر غير واضح كانت ليل تحكي وتبكي فجراحها رغم السنون لم تندمل بعد حتي انها شعرت بتلك الألام التي كانت تداهم جسدها في مثل ذلك الوقت كأنها مازالت تعيش تلك اللحظات لكن قطع حديثها ذلك الرنين القادم من هااف منصور ليستطلع منصور الأمر ليجد ان ريناد هي المتصل
منصور : ايوة يابنتي طمنيني
ريناد بوجوم : ايمن فاق ياريت تيجي عشان انا راجعه مصر انا عملت اللي عليا وزياده
منصور : فاق بجد انا حاي حالا متنزليش الا لما اشوفك طول عمرك بنت اصول واكيد مش هتردي طلبي
ريناد: في انتظارك
اغلق منصور الهاتف ونظر إلي ليل وورد متحدثا : لينا قاعدة تانيه بس ايمن فاق ولازم اسافر حالا واه لحد اللحظه دي مفيش اثبات انه بنتي او مراتي ليهم يد ممكن يكون سوء تفاهم منك للامر او توقع عشان انتي وهما مكنتوش علي وفاق
وذهب إلي باب الفيلا ثم التف مرة أخرى متسألا : اومال فين شمس
ورد : اشمعني
منصور : هتمنعيني اشوف حفيدتي
ليل : وحضرتك معترف اصلا انها حفيدتك
منصور : مش باختياري
ورد : شمس نايمه اظن
منصور : لما اطمن علي ابوها نبقي نشوف هنعمل ايه
وانصرف باتجأه المطار رأسا
**********
في احد المطاعم الراقيه
باكينام لصديقتها : تخيلي بعد السنين دي يطلقني وكأني حاجه مالهاش قيمه كده
فيفيان : الناس بتتفرج علينا تعالي نروح عندي كده مش نافع مفيش حد مش عارفك وممكن اي حد يصورك والسوشيال ميديا ما بترحمش
باكينام بنحيب : اخف علي ايه ولا علي مين ما المعبد اتهد علي دماغي يا فيفي خلاص
فيفيان : باكينام شملنا فعلا ملفت يلا ونحكي ونتكلم زي ما تحبي فالبيت بس هنا موقعنا مش صح خالص ده اناي اكتر حد فالكون بيهاف علي شكله
واجبرت صديقتها علي السير معها واستقلتا السيارة وانطلقتا نحو فيلا فيفيان
كانت باكينام تبكي بشدة طيلة الطريق فهي كانت تحاول الحفاظ دائما وابدا علي اسم الوزير وان تظل دائما وجهه اجتماعيه براقه لم تتخيل ان ينتهي بها المطاف إلي هنا بمجرد دخولهم إلي الفيلا وجلوسهم فالحديقة اقتربت فيفيان من صديقته لتضمها بحنان وهي تقول : كتير قولتلك يا باكي الحياة مش بلاستيك انتي مش عايشه مديه للناس قيمه واهتمام اكبر من قيمتهم كأنهم هما اللي عايشين حياتك منعتي نفسك من كل حاجه بتحبيها عشان شكلك هيبقي ايه برغم انه مفيش حد من اللي انتي عامله ليهم حساب دول حياته مسطرة زي ما انتي متخيلة كل واحد بيعمل اللي يفرحة هو ويرضيه هو وبس كل صحابتنا فالنادي اولادهم اتجوزو بره اصلا من غير ما يعزموهم واللي اتجوز من عندنا بردو مش احسن حاجه يا مدمن يا بتاع ستات يا و يا ويا ما احنا بشر مش ملايكه انتي بس اللي عاوزة الحياه مثالية بافورة فخسرتي ومبقيتيش باكي ام قلب ابيض وسختي قلبك فمبقاش مثالي وي ما انتي عاوزة
كان كلام فيفيان يؤلم باكينام بشدة فكام كانت في صغرها متمرده لم تكن تحب تلك القيود وكم عانت مع والديها من تشددهم تجاه كلام الناس لتجد نفسها في كبرها نسخة من والديها تظن لو كانت تزوجت من زميل دراستها التي احبته وكانت تتحدي الجميع لأجله ما وصلت الي هذا السوء ولكن ابي ابيها ان يسمح لها ان تندس اسم العائلة فدمر مستقبلة و القي به في غياهب السجون واجبرها علي الزواج من منصور رغم انه كان متزوج من غيرها كانت تتألم حقا فلم حرمت ابنها من محبوبته رغم انها ذاقت مرارة الفقد مسبقا
كانت تجلد نفسها حتي لم يستطع قلبها التحمل ففقدت وعيها
صرخت فيفيان بالحرس لمساعدتها و تحركت صوب المستشفي لعلها تنقذ صديقتها لتجد الطبيب يخرج وعلي وجهه علامات الأسف تخبرها ان الامر انتهي وقد صعدت الروح إلي بارئها
حاولت فيفيان الاتصال بمنصور مرارا ولكن الهاتف كان مغلقا فلم تجد بدا من الاتصال ب بنان التي صرخت فور سماعها الخبر فرغم فتور علاقتهما الا انها لم تتوقع ابدا موتها ورغم كل شئ هناك عدة ذكريات جيدة قد.جمعتهم حتي الذكريات السيئةتخزن عليعا فقد طالت عشرتهم سنوات طويلة
ظلت بنان متاثرة بعض الوقت تحاول ان تفكر ماهو التصرف الصحيح فهاتف ابيها مازال مغلقا فلم تجد مفر من الاتصال باحمد فهي لا تستطيع الحركه
فلما اضاء هاتف احمد برقمها اجابها مسرعا ظنا منه انها قد عفت عنه فأتاها صوتها حزين تائه حتي انه تعجب
بنان : احمد انطي باكي ماتت انا مش عارفه اعمل ايه انا حتي مش عارفه اروح المستشفي اودعها واشوفها هناك وبابي مش عارفه هو فين وحتي الحرس كلمتهم قالو وصلوه المطار ومش عارفين راح فين
احمد : لاحول ولا قوة الا بالله طب اهدي اهدي انا هاجي اخدم اوديكي عندها واخلص الاجراءات وتصريح الدفن واجهز المدفن لحد ما منصور باشا يظهر
بنان : بسرعه يا احمد بليز
احمد : حاضر حاضر
واغلق الخط ليجد زوجته تنظر إليه والشرر يتطاير من عينها
الزوجة: ايه مش كنا خلصنا وانت اول ما كلمتك رايح جري تنجدها
احمد : مهما حصل هي ام ولادي و دي حالة وفاه ومفيش حد معاها اعتقد طبيعي اقف جنبها
الزوجة : اه طبعا يمكن تحن وتفتح الحنفيه من جديد
احمد: طب انا هنزل عشان لو وقفت دقيقتين هنا هتوصل بينا للطلاق
وغادر مسرعا وهو يفكر لما كل هذا التأثر فهو يعلم جيدا ان بنان لم تحب زوجة ابيها قط بل كان يظنها تكرهها ولكن علي ما يبدو ان القط والفار رغم عدائهما لا يستطيع اي منهم مفارقة الاخر
*********
وصل منصور إلي المشفي وهو يتوق لرؤية ابنه مستيقظا بعد تلك الغفوة الطويلة دق الباب فسمحت له ريناد بالدخول
منصور : اومال ايمن فين
ريناد :كان هنا بس جم اخدوه عشان هيعملو اشاعه عشان يتاكدو انه المخ ما اتاثرش بالغيبوبه متقلقش هو حالته كويسه حتي انهم نقلوة في اوضه عاديه بعد ما فاق بساعه بس بعد اذنك انا مضطرة امشي عشان ارجع مصر
منصور : ناويه علي ايه
ريناد : مش عارفه بس اكيد مش هكمل مع حد خداعني
منصور : صدقيني مقصدناش نخدعك بس لما اختفت ليل ايمن دخل في حالة نفسيه صعبه جدا ولما اتعالج كان رأيي الدكتور انه الموضوع ده ما يتفتحش معاه خالص عشان متحصلش انتكاسه فلو كنا حكينا الموضوع ده كان اكيد اكيد هيتنكس وده سبب اننا خبيناه
ريناد : ده سمي بنتي علي اسمها
منصور : بس مكنش قصده خيانه لانه كان فاكر انها ماتت فحب يسيب اسمها كذكري في حياته
ريناد : وده بقي مايعملوش انتكاسه مايفكروش بيها
منصور : احنا غلطانين يابنتي انتي عندك حق بس عشان ليل دي روحها في ابوها ليه تتحرم منه
ريناد : لاني لو مسبتوش هو هيسبني لما يرجعلها
منصور : مستحيل
وكالمعتاد قطع رنين الهاتف الحديث كان المتصل بنان وكان غاضبا منها بشده بعد ما سمع من ليل فلم يجيب فعاودت الاتصال عدة مرات حتي اجاب مضطر
منصور : في ايه يا بنان
بنان : انكي باكي يا بابي خلاص خلاص ماتت
منصور وقد هاوي علي اقرب كرسي وساعدته ريناد حينما وجدته غير متزن قائلا بصوت مبحوح : بكينام ماتت امتي وازاي انا سايبها الصبح وكانت زي القرد ياعني ايه ماتت فهميني