CMP: AIE: رواية بنت ليل الفصل الثامن والثلاثون38بقلم هدير سعيد
أخر الاخبار

رواية بنت ليل الفصل الثامن والثلاثون38بقلم هدير سعيد



رواية بنت ليل الفصل الثامن والثلاثون38بقلم هدير سعيد



خمسة وأربعون عاما هم عمر زيجتنا لم اتوقع ان ترحل 
عن الحياة حالما احررها من علاقتنا حقا لم اتوقع ان تُصدم لهذا الحد هناك ذكريات كثيرة بيننا ولكن اكثرها مر ظننت مرارا انها تكرهني فحقا لم تحبني تزوجتها فراشه ضاحكه فرحه حولتها إلي انسان مقيت اتذكر في بداية زواجنا كم تمنت مني لحظه دلال  ان اشعرها بالمحبه ان اجلس معاه ولو لدقائق ولكن هيهات فكنت فظا غليظ القلب دائما كنت اخشي ان تصبح مثل زوجتي الأولي افسدها حبي فتعظمت علي فشححت معاها في مشاعري كلما حاولت ان تقترب مني هرولت حتي ابتعد عنها كانت كل يوم يمر تذبل امامي وانا لا أبالي لحظت ادمانها للخمر ولم اعلق تركتها تنخرط وسط الجلسات النسائيه حتي تحولت إلي شخصية مرعبة حقا لا تبالي لأي شئ لا تتنازل في اي امر صوتها هو الأوحد فتركت لها زمام الامور حاولت اصلاح ما افسدت ولكني زرعت جفاء فحصد القسوة لا اعلم اتغيرت تلك الفراشة الرقيقة بفعلي ام بفعل السنون ولكن ما اضحت عليه كان يؤلمني دائما ولم استطع الحديث وحينما قررت تركها كعقاب كي تنصلح واعيدها فيما بعد لعصمتي تركتني إلي الأبد ورحلت إلي عالم اخر لم اتوقع قط ان يؤلمني قلبي لرحيلها حتي ذلك الحد لم استطع اهناء بشفاء ابني وجدتني اخبره بوفاتها واحمد الله ان ذلك لم يؤذيه فلم اعي قط انه قد ينتكس كنت كالأبله ابكي ولا اعي ما يحدث ولا اعرف ماذا علي ان افعل وياللعجب فقد كان ايمن قويا صلدا رغم انه مازال في طور النقاهه حتي انني غلبني الظن انه لم يحزن حتي لمحت تلك العبرات المتجمعة في مقلتيه كلما فرت احدهن سارع باخفاءها وصلنا إلي مصر بعدما اكدت علي بنان الا تدفن قبل عودتنا كي نودعها لم استطع الولوج إلي المشفي فقد توقفت قدماي عن الحركه تماما تأبي ان تساعدني وكأنها تخشي ان اتأكد من رحيلها حتي انهم ادخلوني بكرسي متحرك بعدما ظنوا ان الشلل اصابني إثر صدمتي وصلنا إلي المبرد اللعين التي يحفظو بداخله الجثامين واجهشت بالبماء فور رؤيتي لها وكذلك ايمن وبنان حتي اننا تفاجئنا جميعا اننا نحبها ادركنا هذا بعد فوات الأون فقد تمنت كثيرا ان تشعر بتلك المحبة اكاد أجزم ان تلك المحبة التي وجدنا اننا نحملها لها لو شعرت ببعضها لم وصلت إلي ما الت إليه 
تمت الاجراءت و اودعناها مثواها الاخير في صمت وكان كل منا يلوم نفسه علي فراقها وبعدما انتهت ايام العزاء الثلاث وجدت ايمن يجمعني مع زوجته وشقيقته ليتحدث إلينا
ايمن : اول حاجه عاوز اقولها اني لازم اعتذرلك يا ريناد  
علي اني خبيت عليكي امر ليل بس لاقيت انه ده رأيي الكل ووقت ما اتعرفت عليكي اتعلقت بيكي اوي خفت تعرفي اخسرك مكنش عندي طاقة او قدرة استحمل فراق حد تاني بعدها خبيت عليكي عشان عاوزك معايا ومازلت عاوزك جنبي انتي وبنتي
ريناد : ايمن انا بحبك ومسمحاك بس مش هقدر ابقي معاك وهي معاك وخصوصا انك مش هتعرف تسيبها تاني
ايمن : صدقيني ولا هعرف اسيبك انا فضلت سنين بعد غيابها تايه ضعيف انتي اللي رجعتيني تاني ايمن الوزير ومقدرش استغني لا عنك ولا عن بنتي ولا هقدر اتحمل انه بنتي تعيش بعيد عني 
ريناد: مش عارفه يا ايمن مقدرش وحقيقي مقدرش اوعدك بحاجه سيب كل حاجه للوقت ونشوف هنوصل لفين 
ايمن : مش هضغط عليكي بس حتي لو قررتي الانفصال انا مش هطلق عشان تبقي فاهمه 
بنان : تصدقي وتؤمني بالله انا كان نفسي احس انه في حد متمسك بيا كده ولما اقوله سيبني يقولي لاء 
ريناد : لو كنتي قدرتي تشاركك واحده في جوزك كنت انا قدرت 
بنان : هي مشاركتنيش لاني اصلا مكنتش موجوده في حساباته مكنتش بند من بنود اولوياته انا فقط كنت Atm موفراله عيشة الملوك اللي كان عاوزها لكن هي كان ليها كل حاجه فيه
منصور : قرارك واختيارك اي حاجه وصلتيلها يا بنتي كانت من اعمالك 
ايمن : بمناسبة اعمالك مش تعرفينا ليه ليل هربت وليه لما رجعت كنتي عاوزة تقتليها 
بنان : هحكيلك اصلها مابقيتش فرقه كله محصل بعضه هخاف عليه ايه 
فلااااااااش باك 
بعدما خرج ايمن من غرفة ليل للحصول علي بعض من القهوة كي يستفيق تسلل الحارس الذي ارسلته بنان ليقوم بالمهمه ليحملها عنوة بعدما وضع شريط لاصق علي فمها  ويأ خذها إلي سيارة باكينام القابعة امام المشفي 
ليل :في ايه انت عاوز مني ايه 
باكينام: انا اللي عاوزة ونظرت للحارس بنان كان عندها نظرة لما اختارتك لدرجة انه محدش حس بيك وانت بتجيبهالي 
الحارس : انا تحت امر حضرتك وامر بنان هانم 
باكينام : طب هنعمل فيها ايه دي احنا لازم نخلص منها 
الحارس : مدام بنان قالت نغرقها فالنيل 
باكينام وهي تنظر بتوتر ل ليل فهي علي وشك ازهاق روحها : شوفتي جبتي لنفسك وجبتيلي ايه هضطؤ اخلص منك بطريقه عمري ما تخيلت اني الجألها في احلامي كنتي سمعتي كلامي ونزلتي اللي في بطنك وغورتي في اي داهية 
كآنت ليل تبكي في صمت تدعو الله ان ينجيها هي وابنتها وتكرر الشهادة لم يمر وقت كويل حتي وصلت السيارة إلي مكان مظلم ليرفع الحارس ليل ويتحرك بها بأتجاه النيل تحت انظار باكينام ويهبط علي احد السلالم الموضوعه للصيادين فيختفي عن انظار تلك المتربصه
ومن ثم يعود بعدما انهي مهمته 
باكينام خلصت منها 
الحارس:  للابد 
باكينام بحزن : مكنش نفسي اوسخ ايدي بدم حد 
بااااااك
ايمن بصراخ هيستيري انتو ازاي الجحود عما قلوبكم كده ترمو بني ادم فالنيل لمجرد انكم بتكرهوه انتو ايه الغل اللي فيكم ده ازاي جالك نوم بعدها 
كانت ريناد تنظر بصدمه إلي بنان وهي تحاول ان تهدئتة حتي لا يتكس من جديد 
ريناد : عشان خاطري اهدي هي دلوقتي عايشه ومحتاجالك اهدي عشان خاطري 
منصور بصوت هادر : بنان اتصلي بحد يجي ياخدك وما ترجعيش هنا تاني انا بنتي ماتت  ايمن اهدي عشان خاطري يابني حقك عليا انا اللي سبت القرار للحيتين دول متوقعتش انهم ممكن يوصلو لكده ابدا 
ريناد بتألم وبكاء وهي تضم ايمن : انا عارفه انك بتحبها لو بتحبها بجد اتماسك عشان تعوض اللي فاتكم  
ظل ايمن يبكي بين يديها 
********
ورد : مش عارفه ليه بجد فرحانه انه الزفته دي ماتت دي كانت قرشانه 
ليل : الموت مفيهوش شماته 
ورد : مين اللي قالك كده ده العادات والتقاليد  لكن الشماته مش حرام ولما سألو الشيوخ هل الشماتة حلال ولا حرام قالو 

فالشَّماتةُ ـ كما قال أهل اللغة ـ معناها: الفرحُ ببلّيةٍ تنزلُ بالعدو.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: الشَّمَاتَةُ: الْفَرَحُ بِبَلِيَّةِ الْعَدُوِّ. اهـ
وفي التحرير والتنوير لابن عاشور: وَالشَّمَاتَةُ: سُرُورُ النَّفْسِ بِمَا يُصِيبُ غَيْرَهَا مِنَ الْأَضْرَارِ. اهــ
ولا حرج في الشماتة بهذا المعنى بما يصيب العدو الظالم المفسد، لا سيما إذا كانت البلية التي حلت به قاطعةً لشره، وضرره على الناس، وقد نص الفقهاء على جواز الفرح بما يصيبه من البلايا لانقطاع شره.
جاء في بريقة محمودية: أَفْتَى ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بِأَنَّهُ لَا مَلَامَ بِالْفَرَحِ بِمَوْتِ الْعَدُوِّ، وَمِنْ حَيْثُ انْقِطَاعُ شَرِّهِ عَنْهُ، وَكِفَايَةُ ضَرَرِهِ. اهـ
وقد ورد عن السلف أنهم كانوا يفرحون بهلاك الظلمة، ومن ذلك ما رواه ابن سعد في طبقاته: عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيمَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ فَسَجَدَ قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ حَتَّى رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ

صم اردفت ورد : بس مقولتليش ايه اللي حصل بعد كده ازاي موتي وعيشتي 
فتذكرت ليل ما حدث بعدما هبط الخارس من السلم 
فلااااش باك
بمجرد ما وصل الخارس الي اسفل وتاكد ان عيون باكينام لا تراه
 ترك ليل قائلا : انا هقولهم اني رميتك فالنيل اهربي وما ترجعيش تاني انا مش ق**تال ق**تله عشان اموتك انتي ولا غيرك  وخصوصا وانتي كمان حامل ولولا الحاجه مرة ولقمة العيش لا كنت بلغت عنهم بس هتحبس انا ويطلعو هما زي الشعر من العجين خدي الفلوس دي وده فستان اختي البسيه وارمي هدومك فالنيل عشان لما يلاقوها يصدقو انك موتي اهربي وانفدي بجلدك انتي واللي فبطنك 
ليل : بجد قول والله انت هتسيبني امشي انا والله مش هرجع تاني خالص
الحارس : والله كمان مرة همشي بس انتي حفظي علي نفسك وماترجعيش هنا تاني وده رقمي لو احتاجتي اي حاجه كلميني 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-