رواية بنت ليل الفصل الخامس والثلاثون35بقلم هدير سعيد
كانت الصحافة فيما مضي مهنة الشرف اما الان فهي مهنة البحث عن فضيحة فقد اعتاد منصور ان يتصفح الاخبار اثناء تناوله الافطار ليجد ان كل الجرائد والمواقع الصحفيه تعتمد عنوان واحد وهو "في ظل اختفاءة المريب ،،ظهور ابنه غير شرعية لإيمن الوزير " كاد ان يموت من فورة اثر ارتفاع ضغطه المفاجئ فقد ظن ان ليل هي وراء تسريب ذلك الخبر الذي سينهي علي حياته السياسيه تماما بدأ بإجراء عدة اتصالات ليختفي الخبر من المواقع ولكن هيهات فنحن في زمن التواصل الاجتماعي وقد تصدر الخبر التريند ولكنه راهن علي اختفاءه طالما ستتوقف الصحافة من الحديث عنه واوصي مدير مكتبه من اختلاق امر يصرف الحدث عن الألسنه لينشغلو بالجديد كعادة المجتمع و بدأ يبحث عن ليل لينتقم من فعلتها تلك واتصل بالمحامي ليتسأل عما اذا كان هناك قضايا قد رفعت ضدة ليعود إليه محاميه بالخبر الذي زلزلة فلم تكن ليل هي مصدر الخبر بل زوجتة كاد يفقد عقله اي بلبلة قامت بها تلك الحمقاء فقد كان الأمر سرا فاغلنته بكل غباء ذهب إليها والشرر يتطاير من عينه
منصور هادرا : انتي ياهانم ايه المصيبة اللي انتي عملتيها دي
بكينام بأستفهام : في ايه وصوتك عالي كده ليه انت اتجننت
منصور : انا اللي اتجننت بردو قضية ايه اللي انتي رفعها ياعني هي ساكته ومخفبه تروحي انتي اللي تفضحينا وتخلي سيرتنا علي كل لسان
باكينام ببلاهه : وهما هيعرفو بالقضية ازاي هما بيمشو ورا كل واحد بيرفع قضيه ياخدو بيناته وقصته وينزلوها فالجرايد
منصور : اه ازاي صحيح مفيش صحافيين بينزلو محاكم عشان يشوفو القضايا المميزة ويكتبو عنها ولا محامي مثلا من مكتب المحاماه يمون سرب الخبر اسم الوزير كافي انه يلفت نظر اي كائن حي طالما اتحط في قضيه يا هانم وصحيت من نومي واحنا متصدرين منشطط كل الجرايد بالبنط العريض بسبب عملتك السودا دي اتفضحنا
بكينام : ينهار اسود كده هتلاقي كل اللي فالنادي والجمعيه عرفو مش هيبطلو كلام فالموضوع شكلي هيبقي ايه انا كنت فاكره اني لما اثبت انها مش بنت ايمن هخلص من الموضوع ده وتاخد قرشين وتخفي هي وبنتها
منصور بسخرية : وهتثبتي ازاي انها مش بنت ابنك يا هانم هترشي القاضي
باكينام : وانت ايه اللي مخليك واثق كده انها بنت ايمن اصلا امها مخفيه من سنين وكانت غرقانه وانقذوها مستحيل طبعا تبقي بنتنا
منصور : بغضةالنظر انه ابنك عمل التحليل واتاكد انها بنته انتي شوفتيها ؟ البنت كوبي من ابنك يا هانم لو قصت شعرها مش هتعرفي تفرقيها عن وهو في نفس السن لولا انها واخده عيون امها مفيش قاضي فالكون هيشوفها ويشوف ايمن ويحكم بانكار نسب اناي غرقتينا بغباوتك دي ومش عارف اعمل ايه اقولك انتي طالق فضايح بفضايح بقي اخلص منك ومن قرفك
وانصرف وتركها في ذهول تام كتمثال خاو
********
حينما رأت ورد الاخبار انقبض قلبها واسرعت إلي شقيقتها لتخبرها بالأمر
ورد : ليل ليل انتي صاحيه
ليل : بنعاس ياعني بفوق في حاجه ولا ايه
ورد : طب حاولي تفوقي كده عشان في كارثه
ليل بفزع : ايه في ايه شمس جرالها حاجه
ساعدت ورد شيقتها فالجلوس وهي تقول : هيخصلها لو مفكرناش هنعمل ايه
ليل : في ايه طيب
ورد : مصر كلها بتتكلم علي بنت ايمن الوزير الغير شرعية واللي ظهرت فجاءة وطبعا بعد خبر زي ده منصور الوزير مش هيهدي الا لما يوصلنا والله اعلم رد فعله ايه
لم تكد ورد تنهي حديثها حتي سمعت ضوضاء قوية في حديقة الفيلا لتسطلع الامر عبر الشرفة وتلتفت إلي شقيقتها قائلة : مش قولتلك اهو وصل انا مش عارفة اعمل ايه انا هتصل علي هشام بيه
ليل : هشام عمره ما هيقف قصاد منصور
ورد : اهي محاولة
وقبل ان تنهي ورد اتصالها مع هشام كانت الخادمة قد صعدت لتخبرهم ان منصور بأنتظارهم بالأسفل
هبطت ليل إلي البهو بمساعدة ورد
لتنظر إلي ذلك الرجل الذي كانت تهابه فيما مضي فهالتة مخيفه ومازالت طلته مرعبه فلا احد يفهم نظرته الزجاجيه دائما وابدا تجد الغموض في ملامحة
منصور : عاملة زي القطط بسبع ارواح
ليل بابتسامة جانبية : وهي فين الروح ماهي راحت من يوم ما دخلت عيلتكم
منصور : اختفيتي ليه ورجعتي ليه
ليل بتعجب : اختفيت ليه هو مش امر ق**ت**لي خرج من عندك
منصور بتعجب : ق*ت*ل محصلش انا معرفش حاجه لنا صدقت انك هربتي مع عشيقك لحد ما لاقو هدومك فالنيل ببطاقتك وقالولنا انك موتي غرقانة
ليل : غريبة ياعني بكينام هانم وبنان هانم عملو كده لوحدهم
منصور : بنان بنان مالها انا مش فاهم حاجة
ليل : أفهمك
فلااااأاش باك
انتهي عرس بنان الاسطوري والتي تم منع ليل من حضورة بأمر بكينام و بعد سفر بنان بيومين تفاجئ ايمن و منصور بوصول صور ل ليل مع عشيقها
عاد أيمن من الشركة إلي المنزل وهو في شدة الغضب حتي كاد ان يقع ضحية حادث عدة مرات ودخل علي ليل جناحهما وليوقظها وهو يكسك بشعرها بعنف قومي يا هانم فهميني ايه الهباب ده بتتضحكي عليا بتخونيني انا ليه فهميني ليه
ليل وهي تبكي وتتألم : والله ما خنتك سيب شعري بتوجعني والله مش عارفة انت بتتكلم علي حتي ليقذف الصور عليها ويتركها ويبدأ في تكسير محتويات الغرفة قائلا بغضب فهميني ايه ده لو دي مش خيانة يبقي ايه لتنظر ليل إلي الصور وتصدم فهي صور لها نع ذلك الشخص الذي يطاردها دائما ولكن بالملابس النوم في غرفتها كيف هذا
لتصرخ قائلة : والله مش انا والله معرفش ايه الصور دي ليلتف إليه وهو يضربها بلا وعي اومال مين مش دي اوضتنا وده قميصك وده شكل جسمك فهميني
كان صراخها كافيا ليصل إلي الحرس الذين ظنو ان هنام خطب ما فانطلقو ومعهم هشام لأستطلاع الأمر ظنا منهم ان هناك امر يستدعي تدخلهم
ليدقو الباب بعنف متسألين : ايمن بيه في حاجة
لتستغيث بهم ليل : الحقوني الحقوني هموت
ليدخل هشام وخلفة الحرس مسرعين
ليخلصها هشام من يدة ويصرف الحرس
هشام : كلكم بره علي تحت وحرف واحد يطلع يبقي اخر يوم شغل للي هينطق غير اني هحبسة
نزل الحرس متعجبين فين الحب الذي كان يصبه عليها صبا
هشام : ايمن باشا اهدي مالك بس
ايمن : اهدي اهدي ازاي وانت ورجالتك قاعدين عمي ازاي البية ده يدخل وبخرج وانتو نايمن واللي صورهم دخل ازاي
هشام متسألا : بيه مين مش فاهم حاجة لتقع عينه علي احد الصور الموجودة بالأرض ويعود بذاكرته سريعا ان ذلك هو الرجل الذي وجده بالقرب من ليل عدة مرات ولكن تذكر ذلك اليوم الذي اتي فيه ذلك الرجل إلي الفيلا ومعه شخص اخر وكاد يطرده لولا انه تفاجئ ان ذلك الشخص يخبره بانه قادم من اجل بكينام وبنان القابعتين بالداخل وحينما اتصل لسؤالهم اكدا علي كلامه وان يسمح لهما بالدخول فعلم خطتهم وكاد يخبر ايمن بها لولا صرخات ليل بطني بطني وظهور بعض قطرات من الدماء علي اقدامها
فحملها هشام تحت اعين ايمن المصدومة ونزل مسرعا إلي الأسفل واستقل السيارة إلي اقرب مشفي فقد كان يعاملها بمنتهي السوء والدونية منذ وجدها مع ذلك الشاب في اول مرة ولذلك هي تعجبت لهفته لأنقاذها ولم تكن تعلم انه ليس الا شعورا بالذنب حينما وجد في وسط الصور تلك التي صورها هو بيده ولم تكن سوا فخا لها وهو لا يعلم
دخلت إلي غرفة الفحص وبعدما انهي الطبيب فحصة
هشام : طمني يا دكتور
الطبيب : اجهاض منذر انا اديتها مثبت و لازم تاخد حقنه كل ١٢ ساعه لحد ما النزيف يقف وماتتحركش نهائي لحد ما الحمل يثبت لانه في سقوط فالمشيمة والوضع غير مطمئن
هشام : ياعني هتقعد هنا
الطبيب : لو عاوز تخليها تحت الملاحظه يبقي افضل عاوز تروح وتمشي علي التعليمات مفيش مشكلة
هشام : لاء عاوزها تتحجز الرعاية هنا هتبقي افضل ومحدش فاضي يتابعها فالبيت
الطبيب زي ما تحب زامر التمريض بنقلها الي احد الغرف
ليدخل إليها هشام ليطمئن عليها
هشام: ليل هانم انتي بخير
لتحرك راسها بلا حديث
هشام: انا عارف انك مظلومة وانا هحكي كل حاجة لايمن بية
ليل وهي تنظر إليه : بجد
هشام: ايوة
ليل : وانت ليه هتعمل كده انت عمرك ما كنت بطيقني
هشام: كنت فاهم غلط بعتذرلك المستشفي هنا علي اعلي مستوي هيرعوكي وانا لازم امشي حالا لو عاوزة تكلمي حد قبل ما امشي تبلغيه يجي يقعد معاكي
ليل : لا بلاش احسن يقلقو انا كويسة
وانصرف هشام ذاهبا لأيمن