رواية بنت ليل الفصل التاسع والثلاثون39بقلم هدير سعيد


رواية بنت ليل الفصل التاسع والثلاثون39بقلم هدير سعيد

ظلت ليل تذرف الدمع بلا توقف لا تدري اين تذهب فالظلمه التي تحيطها تملئ عقلها فتوقف عن التفكير و اجهشت بالبكاء حينما اقترب منها عدة شباب يبدو عليهم السكر في بعدما تبينو وجود امراءة في مثل هذا المكان في ذلك الوقت المتأخر من الليل كانو يتحدثون إليها فتزداد شهقاتها بلا جواب حتي حاول احدهم لمسها ظهر من العدم هذا الرجل الذي ما ان رفع سلاحة الأبيض في وجههم ففرو مسرعين كالجرازان والتف إليها قائلا : ايه اللي مقعدك لوحدك هنا في العتمه دي انتي عارفه الساعه كام احنا قرب الفجر 
كانت ليل ترتعد من الخوف فهي ظنت به السوء ايضا فلم تجيبة و توقع هو ذلك فأخذ يطمئنها بكلماته : ما تخفيش انا مش هأذيكي انا شوفتهم ملمومين حوالين حد افتكرتها خناقه لما قربت لاقيتك قلت اهوشهم بس انا صياد وجاي اشوف رزقي مش هأذي حد 
كانت ليل تنظر إليه وتلتمس الصدق فيما قال فقد رأت ما يكفيها من رعب فشعر بها فاضاف والله ما هعملك حاجه تعالي اخرجك للعمار عشان ماينفعش اسيبك لوحدك هنا اومأت برأسها موافقه وصارت خلفه وهي تضم الفستان إلي صدرها كأنه طفل  وظلت تدعو الله ان يكون صالحا اخرجها للطريق العام وسألها : انتي معاكي فلوس اركبك حاجه تروحك 
ليل بفزع : لا لا مش عاوزة اروح بالله عليك لا لا حتي انها ركضت 
تعجب من فعلها وكاد ينصرف عائدا ولكن هناك شيئا جعله يركض خلفها حينما لمح الشباب الذي سبق له وابعدهم عنها في اتجاه سيرها فسار نحوها بخطوات سريعه حتي لا يقتربو منها ثانية 
ابو حسن : انتي ياست استني هنا اقفي ماتخفيش 
ليل نظرت امامها فوجدت احد الشباب يلتف إلي الصوت فتوقفت مرغمة مذعورة 
ابو حسن : انتي ايه حكايتك لبسك نضيف وغالي بيقول انك بنت ناس 
فتذكرت كلمات الحارس الاخيره وهو يعطيها الفستان المخفي داخل سترته
انا جبتلك فستان اختي عشان لبسك باين عليه الغلا وهتبقي ملفته للنظر و كمان جبتلك بطاقتك وجواز السفر ملفوفبن فيه سيبي جواز السفر مع الهدوم عشان تتلاقي ويطمنو انك غرقتي 
ليل بتردد وصوت ضعيف : انا انا عاوزة مكان اغير فيه هدومي 
ابو حسن : مفيش اكيد كل المحلات اللي هنا قفلت خلاص شوفيلك عمارة من دول تكون مفتوحه وفيها حته مستورة وغيري بس لبسك نضيف هتغيري ليه 
لم تكن تدري بماذا تجيب فهي لا تعرفه وتتوجس منه خيفه ولكن يبدو عليه الصلاح فكان الصمت جوابها المعتاد 
ابو حسن : شكلك وراكي حكايه وحدوته كبيرة وانا ورطت نفسي فيها 
ولكن توقف عن الحديث حينما صرخت ليل قائلة الحقني بنزف انا معايا فلوس فلوس كتير وديني المستشفي انا عاوزة بنتي 
ظل متردد لبرهه ولكن غلبته العاطفه وحملها واوقف سيارة اجرة ليصلو إلي المشفي في اسرع وقت 
*******
عاد ايمن إلي غرفة ليل ولم يجدها كاد يهدم المشفي علي رؤوس المرضي من فرط غضبه بعدما بحث عنها في كل مكان ولم يجدها 
ايمن : ياعني ايه مريضه تختفي من اوضتها فين الامن والممرضين والنسلة الزرقة علي دماغكم مراتي فين 
كان فريق عمل المشفي بالكامل امام ايمن ولا احد يستطيع الإجابة فقد قامو بتفتيش كل شبر من المشفي ومؤكدا هي ليست بداخلها في ذلك الوقت وصل منصور بعدما اتصل به مدير المشفي تبعته باكينام التي كانت تنتظر تلك المكالمة علي احر من الجمر حتي تاتي وتخبرة  ان تكون زوجته قد هربت مع عشيقها ولا معمي لأختفائها الا ذلك ولم تكن تتوقع ان يثور ابنها كذلك بعد كلماتها الحمقاء 
ايمن : ليل اشرف ست شوفتها ولو كانت اختفت او هربت ده لانها خايفه مني بعد اللي عملته لو فاكرة عملتك السودا والصور المتفبركه دخلت عليا تبقي غلطانه يا مدام انا هدور علي مراتي وهلاقيها ان شاالله افضل ماشي فالشارع زي المجنون لحد ما الاقيها وترك المشفي وخرج يبحث عن زوجتة بعدما اتصل بهشام ليساعده في مهمته والذي بدوره قام بالبحث عنها في جميع المشافي وأقسام البوليس 
كان ايمن كالتائه يجري في الطرقات والشوارع يبحث عنها في الوجوه وبحث هشام ايضا في كل مكان ولكنها كانت كحبه الملح الذائبة لا أثر لها في اي مكان اما ليل فقد اخذها ابو حسن إلي احد المراكز الطبيه القريبة من الحي الذي يقطن به مركز لا يطالب بأوراق حتي انه سجل دخولها بأسم زوجته لا بأسمها وحتي ان سجلها بأسمها فلم يكن يتوقع هشام انها في مكان مثل هذا ظلت ليل ليومين في هذا المكان حتي تعافت 
ابو حسن : هتخرجي انهارده 
ليل وهي تضع رأسها بالأرض : للاسف 
ابو حسن : مالك 
ليل : مش عارفه هعمل ايه واروح فين 
ابو حسن : بصي هو انا عارف انه اللي زيك مايقدرش يعيش وسطنا بس انا عايش في مكان والله لو ايه حصل ما هيجي في بالهم ابدا انك فيه احنا عايشين برة الدنيا اساسا تعالي استخبي شويه عندنا وبعدين شوفي هتعملي ايه وانا حكيت لام حسن عنك وعن حكايتك و رحبت انك تيجي تنورينا  شويه هي دلوقتي هتخلص شغل وهتجيلك  هتجب معاها جلابيه من بتوعها ليكي وتاخد لبسك و اديها ومعاه بطاقتك ولا اي حاجه تثبت اسمك هروح اعمل محضر بيهم اني لاقيتهم وانا بصطاد متعلقين في صخرة بعد ما اروح اغرقهم فعلا واقطع حته منهم وامسخها فالصخرة واكيد هما بلغو انك مش موجوده وهيعتبروكي موتي بعدها 
ليل بابتسامه ساخرة : ده كده قلبت فيلم هندي محدش هيصدقه 
كانت ام حسن قد وصلت في ذلك الحين 
ام حسن : ياختي هندي ولا عربي هيصدقوة طالما مش عاوزينك وسطهم هيصدقوة انتي بقي ليل 
ابو حسن : هي دي ام العيال بقي 
ام حسن : عامله ايه يا حبيبتي ابو حسن حكالي عنك كتير والله قلبي اتقطع عشانك الله ينتقم منهم البعدا في حد يعمل كده بس طب مش لو عشانك عشان ضناهم اللي انتي شيلاه في بطنك الواحد عاش قد ما عاش مشافش حد بالقساوة دي ياختي المفروض الغلابه اللي زينا يبقي قلوبهم علي قلوب بعض مش ينهشو في بعض 
نظرت ليل لابو حسن بأستغراب حينما سمعت كلمة غلابه فاشار لها ان لا تتحدث ففهمت ان هناك خطب ما فاثرت الصمت 
ابو حسن يلا يا ام حسن ساعديها عشان اخد الهدوم وامشي عشان اروح اشوف اكل عيشنا هستانكي بره 
ام حسن : حاضر يا اخويا 
وبدات ام حسن في مساعدة ليل في تبديل ملابسها واعطتها لزوجها وبدات في مساعدة ليل في السير لتجد ليل احد التريسكلات بانتظارها 
ام حسن : هتعرفي تتطلعي ولا اشوف حد يسندك معانا 
ليل بوهن : لا هعرف معلش تعباكم معايا 
ام حسن : ياختي لا تعب ولا حاجه احنا اخوات 
وانطلق التريسكل إلي ذلك الحي الذي ظلت ليل به سنوات طوال 
******
صفاء : ياحبيبتي يا بنتي روحتي فين بس 
باكينام : قولتلك ما نعرفش احنا فجأه لاقيناها اختفت بعد 
ايمن قد وصل إلي الفيلا لتوه : انطي صفاء متقلقيش هنلاقيها هتروح فين 
صفاء : وانا بنتي هربت ليه ايه اللي شافته في بيتكم يخليها تطفش ما ترجعليش ياريتني صدقت قلبي لما قال بلاش منها الجوازة دي صعبت عليا انها بتحبك وريداك مقدرتش اكسر بخاطرها ياريتني ماوفقت ياحبيبتي يابنتي فينك ياغاليه 
ايمن : والله هنلاقيها انا جاي اخد صور ليها عشان طالببنها فالقسم عشان يحطوها في نشره عشان يلاقوها ووعد مني مش راجع البيت الا لما القيها 
صفاء : انا جايه معاك رجلي علي رجلك 
ايمن : استنيني 
صفاء وهي تقاطعه : مش هستني ياريتني ما سيبتهالك من الاول لمت بنتي تبقي مختفيه من يومين  وانتو حتي مكلفتوش نفسكم  تبلغو اهلها بغيابها ونظرت إلي باكينام حسبي الله ونعم الوكيل فاللي كان السبب
ايمن : هطلع اجيب الصورة وانزل حالا
نظرت بكينام لصفاء باستعلاء وصعدت هي الاخري 
ظل ايمن وصفاء يسيرون فالشوارع التي تحيط المشفي من جديد وكلهم امل في إيجادها حتي رن هاتف إيمن ليجد وكان هشام المتصل 
ايمن : ابه لاقيتها 
هشام : احنا مستنين سياتك في قسم قصر النيل 
ايمن : في ايه 
هشام : اما تيجي هتعرف فانتظارك 

تعليقات