رواية بنت ليل الفصل الاربعون40بقلم هدير سعيد
ظل ايمن مبهوتا للحظات أيعقل أن تكون محبوبته تخلت عن حبه مع مرور الأيام ام حزينة أنه لم يكن وفي لذكراها وتزوج بغيرها ظل علي صمته لدقائق حتي قطعت شمس الصمت قائله : هو انا عمري ما هعيش معاكم انتو الاتنين سوا
كانت تلك الكلمه هي خن**جر مسموم ط**عن به قلب ليل فهي تعلم أنه حرمت ابنتها من حقوقها لضعفها فلم تكن قوية بما يكفي لتدافع عن حياتها ولكن رهبة تلك الليلة التي اقتربت بها من الموت جعلتها تفعل ذلك أنها فعلت كل ما استطاعت لأجل ابنتها وعاد بها الزمن لتلك اللحظه التي وصلت شمس إلي الحياة ظلت تطالعها كثيرا تمنت لو كان بيدها أن تخفيها عن كل عيون البشر حتي أنها لم تحتمل أن تحملها ام حسن فقد ارتبطت بابنتها ارتباط مرضي منذ الوهلة الأولي فبعدما كانت تفكر فالعودة كي تتلقي العزاء في امها الراحلة أصبحت تخشي أن يعلم اي انسان بأنها مازالت علي قيد الحياة خاصه بعدما بدأت ام حسن تتذامر من مساعدة ليل بعدما أوشكت نقودها علي النفاذ وأصبحت نظرات ابو حسن واضحة فاختارت ليل أن تبتعد وتكتفي بجارتها عبير التي كانت أكثر من اخت لها وحمدا ربها أن ام حسن لم تكن تعلم هويتها الحقيقيه وان كان هناك بعد نظر من ابو حسن باخفاء الأمر عنها فقد هددتها أن تخبر ذوايها بالأمر إن لم تبتعد عن زوجها رغم أن ليل حقا كانت متحفظه تجاهه بعدما انتبهت إلي أفعاله وبدأت بالتهرب منه قد عذرت الزوجة الجريحة فهي الأخري قد تفعل أي شئ في حال غيرتها حينما نصبت الأموال التي أعطاها لها الحارس نصحتها عبير بأن تتقدم للعمل في ذات المصنع التي تعمل به ظلت ليل لأيام تحاول أن تكمل دراستها وتمل بالمصنع وترعي ابنتها لكنها تفاجئت أنه المستحيل بعينه فلا يسمح لها باي إيجازة ودراستها تحتاج إلي اهتمام مع وجود طفلة فكان الأمر اشبة بالمستحيل أن فاستسلمت للأمر واختارت فتات النقود التي تسمي راتبا حتي يتسني لها اطعام ابنتها لا تدري كيف مرت تلك الأعوام حتي وصلت لتلك اللحظه فقد كانت تواصل الليل بالنهار فالعمل حتي توفي طلبات ابنتها
ايمن : ليل ليل قولتي ايه
ليل : ها في ايه
شمس : في ايه الراجل بقاله ساعة بيتكلم وانتي اصلا مش سامعة حرام عليكي يا ماما
ايمن : شمس عيب
ليل : معلش مخدتش بالي
ايمن : كنت بقول اني هتكلم مع ريناد وأشرح الأمر لو اختارت الانفصال حقها ولو اختارت تكمل يبقي نشوف هنمشي حياتنا ازاي كلنا بس دلوقتي انا هاخد شمس معايا عشان تتعرف علي ليل لازم الاختين يعرفون بعض
ليل : هو انت ليه سمتها علي اسمي كنت محتاج احس انه انتي موجوده محتاج أردد اسمك واحس انك جنبي وشيفاني مكنتش عاوز اصدق ان الم&+وت خطفك مني
مش قادر اصدق انك كنتي عائشة وسيباني اتعذب حرماني من بنتي وحارمه بنتي من أنها تعيش عيشتها الطبيعيه لولا أني مراعي اللي انتي عيشتيه بسبب اني واختي للاسف
ليل : عرفت
ايمن : عمري ما تخيلت أنه في سواد قلب كده
ليل : نصيب
ايمن : اجهزي ياشموس يلا عشان نمشي
انطلقت شمس علي الدرج كالصاروخ سعيدة أنها ستري شقيقتها والتف ايمن لزوجتة بشوق ولهفه متسألا : ينفع اضمك محتاج اوي الحضن ده محتاجك بجد يا ليل
لم ينتظر اجابتها بل اقترب وضمها إلية تمني لو استطاع محو تلك السنون الضائعة لم تكن للكلمات مكان في ذلك الوقت ابدا فالصمت كان حليفهما تلك الدقائق التي غابتها شمس والتي نزلت كالأعصار صارخة يلا انا لبست اهو
انتفض ايمن وليل من شدة الصوت المفاجئ
ليل : براحه اهدي في ايه في حد ليجري وراكي
شمس : ماما انا عندي عيلة عندي اخت رائحه اشوفها اخيرا طول عمري مش عارفه يبقي ليا صحاب عشان كنتي منعاني منهم ولا كان عندي أهل ولا اخوات اخيرا يا ماما اخيرا كان الكلمات تحر++ق قلوب أبويها
خرج ايمن وشمس وانطلقت السيارة في اتجاه الحرب نعم حرب لم يكن يتوقعه فطالما كانت ريناد مختلفه عن الجميع وتري الناس سواسيه تتعجب حينما يقيم أحدهم آخر من سكنه أو ملبسه أو رصيده بالبنك فلم تكن تري إلا أن الجميع أنسان فماذا اختلف حديثها اللاذع صادما يحاول يتبين الكلمات من اي فم تخرج فيطالعها بلا فهم
ريناد : ايه اللي معاك دي
ايمن : شمس لاقيت أنه المفروض الاختين يتعرفون علي بعض هما مالهمش غير بعض فالنهايه
ريناد بتحقير وهي تؤشر بأصبعها علي شمس : انت هتساوي بنتي بالبنات دي وتقول اخوات لا طبعا أنا مايشرفنيش أن بنتي تعرف واحده متربيه في القاع الله اعلم عندها امراض ايه ولا بتتكلم ازاي ولا سلوكيتها شكلها ايه واخلي بنتي تحتك بيها وتتعلم منها فوق لنفسك يا ايمن باشا وشوف بنتي تبقي امها مين مش متساوية بتربية الحواري اكيد
ايمن : ريناد في ايه انتي اتجننتي اكيد ايه اللي بتقوله ده شمس بنتي وليل بنتي وشئتي أو ابيتي الاتنين أختين وراعي أنه الكلام الفاضي اللي بتقوله ده بيتقال علي بنتي انا مش مصدق انه انتي اللي بتقولي كده بجد
ريناد : لا انت اللي خلاص هبت منك خالص بعد اللي عيشته عشان جاي بمنتهي البرائه وجايبلي بنت حبيبتك وجاي و فاكر أنه الحياه وردي والاختين هيبقو حبايب وهنعيش كلنا اسره سعيدة مع بعضينا ناقص تجيبهم الفيلا هنا نقعد كلنا سوا بقي ماهي ظاطط
ايمن : انتي مستوعبه انتي بتقولي ايه
ريناد : انا بقول طلقني وانسب أنه بنتي تخطلت بالاشكال دي
ايمن بثبات : انتي طالق اه انتي هتخرجي براحتك بس بنتي مش هتخرج من هنا وليل هتتربي مع اختها في حضني وما تحوليش لانه الحرس مش هيسمحولك بده ورفع هاتفه وأرسل الي هشام رساله يخبره فيها بالتعليمات وعاد بنظرها إليها ليجداها مازالت تحت تأثير كلمة الطلاق تحاول أن تعي ما قد حدث لتوه فتحدث قائلا : عمري ما تخيلت انك متبقيش في حياتي لاني كنت بحبك كنت بدعي ربنا انك تستوعبي انه انتي وليل بنفس الأهميه وأنه علاقتي بليل علي اختلافها مكنش ينفع تنتهي بعد ما ترجع ولا انتي اقدر اسيبك لاني بحبك لكن تغلطي في بنتي لا انا كنت جايب شمس وانا فاكر انك هتفرحي أنه بنتك مش هتبقي لوحدها فالدنيا بعد ما كل الدكاترة اكدو أنه مستحيل تجيبلها اخت أو أخ ابدا كنت متخيل أنه اه ممكن ماتتقبليش وجود ليل كنت خايف تخبريني بينكم لكن ما توقعتش ولا في اسوء كوابيسي انك تطولي علي بنتي والحقيقة أنه مفيش سبب يخليني اسيبلك لبل تملي ودنها بسموم من ناحية اختها وتحرميهم من بعض والآخر محدش منا باقي ليهم هما السند الحقيقي لبعض معنديش نيه تبقي ليل بنتك بنان تانيه بنفس الفل والسواد واتمني تفوقي الغيرة شئ والكراهيه والغاز والتعالي شئ تاني حتي لو انا وحش متخليش ده سبب يشوه قلب ريناد الأبيض
وتركها تبتلع صدمتها وأمسك بيد ابنته وصعد الدرج متجها إليوغرفة العاب ليل مؤكد أنها بها في مثل ذلك الوقت دق الباب وفتحت المربيه التفت ليل وركضت لتضم ابيها كانت شمس باكيه اثر كلمات ريناد المؤلمه وكان ايمن يشد علي يدها كي تهدئ بلا حديث ولكن من داخلها مانت شمس تتمني أن تعود إلي امها والا تري اي انسان من تلك العائلة مره اخري كان عقلها يعمل حتي أنها لم تنتبه الا صعودها مع أبيها أو وجود شقيقتها الا جوارها ولكن استفاقت حينما سمعت صوت الصغيرة
ليل : بجد انتي اختي انا عندي اخت زي الولاد فالمدرسه مش لوحدي طب هو انتي ليه اتولدتي كبيرة مش نونو زي بنت انكل حازم مش المفروض تبقي صغنونه طلعتي كبيرة اكتر من كده ازاي
ابتسم ايمن علي حديث طفلته وضحكت شمس حتي أنها نسيت حديث زوجة أبيها الذي المها فحديث شقيقتها وتعلقها برقبتها انساها كل شئ
شمس وهي تضمها الي قلبها : انا كبيرة عشان انا اتولدت الاول مش انتي
ليل : ولما انتي اتولدتي الاول ليه كل ما اقول امامي عاوزة اخت تقولي أنه مش كل الناس عندهم اخوات وانا مش لازم ازعل وهيبقي عندي صحاب كتير ليه
شمس : عشان انا كنت مسافرة بعيد ومامتك مكنتش تعرف اني موجودة
ليل : مش فاهمه
شمس : دي قصه كبيرة اوي تيجي احكيهالك
ليل وهي تسحب يد شمس وتسير نحو خيمة متواجدة في منتصف غرفة الألعاب تعالي نقعد فالخيمه وتحميل
كان ايمن ينظر إليهم بفرحة حتي وان كان قلبه جريح فالتقارب بيت ابنتيه كان كالدواء الشافي وتمني بحق أن يظلا معا ولا يفترقا وان يكبرا علي الحب ظل يتابعهم فترة طويله بلا كلل حتي قطع تلك اللحظات اتصال من الحرس يخبرونه بقدوم والد ريناد وشقيقها ومعهم سيارتي من رجال الحراسه الخاصه بهم فنزل مسرعا إلي الأسفل بعدما أكد علي المربيه الا تدع أي من الفتيات تخرج من الغرفه قبل أن يعود