
رواية انت الترياق والسم الفصل الثاني2بقلم امل احمد
مر على ذاكرتها شيئاً جعلتها تفتح أعينها على مصرعيها وتلتقط أنفاسها بصعوبة وهي رؤية وجه " بلال" ملطخ بالدماء وملامحه غير واضحة أخذت تصرخ بشكل هيستري دون توقف، دلفت الممرضة على صوت صراخها حاولت أن تقوم بتهدئتها ولكنها فشلت في ذلك
بعد ثوان دلف الطبيب ومعه إبرة المهدئ لها أمر الممرضة أن تتحكم وتسيطر على جسدها ليعطيها الإبرة وبالفعل فعلت ذلك غرز الإبرة داخل جسدها بعدها بثوان فقدت وعيها
في منزل عائلة رسلان
تحديداً في غرفة نوم والدي " رحيق "
تستيقظ من نومها تصرخ باسم ابنتها
استيقظ " زاهر " على أثر صوتها أردف
_ في ايه ؟ يا فاطمة
ردت عليه
_ رحيق يا زاهر بنتي فيها حاجة قلبي مقبوض مش مرتاحة
رد عليها
_ بنتك كويسة وبخير أنتي شوفتيها النهاردة نامي يا فاطمة وبلاش قلق
التقط هاتفه من جانب فراشة وجدها الساعة الثانية منتصف الليل أردف
_ لسه بدري على صلاة الفجر لو لسه حاسة بالقلق قومي يا " فاطمة " أتوضي وصلي لها ركعتين أنها ترجع لحضننا وترجع بنتنا اللي كنا نعرفها
فاطمة
_ عندك حق ، سبحان مغير الأحوال حياتنا كلها أتغيرت من بعد الحادثة مش " رحيق " لوحدها بس هي أكتر واحدة اللي حياتها أدمرت
في صباح يوم جديد في المستشفى تستيقظ رحيق من نومها تنهض من على الفراش بفزع تنادي اسمه فقط
نهضت من على الفراش تبحث عن هاتفها بعد دقائق وجدته وقامت بالاتصال على رقم " بلال " وجدته مغلق " أردفت بغيظ
_ ميه مره أقوله متقفلش الزفت ماشي يا " بلال " لم أشوفك
عادت إلى فراشها بهدوء مره أخرى وشردت بذهنها تتذكر أول لقاء بينهما
في حفل زفاف غادة $يزن
دلفت داخل القاعة بفستانها الأسود الذي يوجد به بعض التطريزات الفضية البسيطة تنظر للحضور بتوتر
جاء من خلفها أردف " بلال"
_ في حد يحضر فرح بفستان أسود جاية جنازة ده حتى فال وحش على العرسان
التفتت له
أردفت
_ وأنت مالك ، أنت مين أصلاً عشان تتكلم معايا ولا تعلق على لبسي يا اسمك ايه أنت ؟ شكلك عبيط
_ قبض على ذراعها وأردف بغيظ
مين ده يا بت اللي عبيط أنتي جاية تبع مين أصلاً شكلك مش من العيلة ولا تبع يزن أول مرة أشوف الخلقة دي
ضربته بكعب حذائها على قدميه حتى أفلت زراعها أستغلت انشغاله بألم قدمه وركضت من أمامه
نظر لأثرها وأردف" بلال" بغيظ
_ والله ما هسيبك
وصلت " رحيق " عند غادة وقامت بمعانقتها بشدة بعد دقائق
ابتعدا عن بعضهما أردفت " رحيق "
مبارك يا غادة
أردفت غادة
الله يبارك فيكي ، عقبالك
_ أتأخرتي ليه ؟ عارفة لو مجتيش كنت هزعل منك أوي
ردت عليها
_ مقدرش على زعلك يا قلبي بس في واحد قليل الأدب ومجنون هنا في الفرح شكله عنده عقدة من اللون الأسود
غادة
_ مين ده ؟
رحيق
_ مش عارفة ممكن يكون حد من صحاب "يزن "
حد عبيط وخلاص الحمدلله إني هربت منه
صدح صوته من خلفها
_ للأسف مهربتيش ده أنت يومك النهاردة أسود معايا زي اللون اللي أنتي لابساه
غادة
_ عيب كده يا بلال دي صاحبتي
ابتلعت غصتها دون أن تلتف له أردفت
_ بلال ؟ أنت تعرفيه ؟
غادة
_ أوعي تكوني قصدك ...... وصمتت لثوان وأكملت يخربيتك يا "رحيق" ده أخويا
رد عليها
_ هي دي صحبتك اللي كنتي مستناياها
تحدثت " رحيق " بشجاعة
_ على فكرة بقى أخوكي وقح وهو اللي بدأ
بلال بغيظ
_سامعة طوله لسانها أنا وقح ؟
يزن
_ خلاص يا "بلال" حصل خير خلي الليلة دي تعدي عشان متلفتوش الأنظار ليكم الناس بدأت تاخد بالها خدها روحوا أقعدوا على أي ترابيزة
رحيق
_ ياخد مين ؟ أعرفة منين عشان أقعد معاه على ترابيزة واحدة ، أنا ماشية
وتركتهم ورحلت
غادة بضيق
_عجبك كده يا بلال
اغمض عيناه وأخذ نفساً عميقاً وترك أخته وزوجها وذهب خلفها ليلاحقها في الخارج
ينادي عليها ولكنها تتجاهله أسرع بخطواته حتى وقف أمامها وسد دربها
أردفت
_ عايز ايه ؟
بلال
_ ترجعي معايا الفرح عشان خاطر غادة مش أكتر
بعد إذنك عشان شكلها أضايقت وأنا مش حابب أكون سبب زعلها في يوم زي ده
استجابت لحديثة وعادت معه إلى الداخل مره أخري دون قول أي شئ من أجل صديقتها
قطع شرودها دخول غادةعليها بملامح شاحبة عيونها حمراء منتفخة من البكاء ترتدي الأسود
نهضت رحيق من فراشها تنظر لها باستغراب أردفت بصوت مرتعش
_ ايه ده يا غادة هو حصل ايه لابسة أسود على مين ؟
عانقت "غادة " رحيق " وانفجرت في البكاء مره أخرى أردفت وسط شهقاتها
بلال ماااااات يا " رحيق"
رحيق ............