رواية ضجيج الروح الفصل الثاني والعشرون22 بقلم فرح احمد

رواية ضجيج الروح

 الفصل الثاني والعشرون22 

بقلم فرح احمد

جلست تحادث نفسها حتى فجأه قطعها عن حديثها مع نفسها طرق على النافذة التي بجانبها ... فـ رأت من .. كانت فتاة صغيرة ذات شعر أسود ناعم لكنه فوضوي ... فـ فتحت النافذة لها ... وقالت الفتاة بـ نبرة تأثير و برائية:-

_تاخدي عسلية يا عسل 


إبتسمت " آرام " لهذا الإطراء وقالت:-

_عندك عسلية سادة...؟!


هزت الفتاة رأسها بالنفي و أمسكت بـ كيس من الحلوى و رمتها على حجر " آرام " فـ نظرت لما فعلته الفتاة بـ إندهاش ... و لكنها إبتسمت لها بـ رقة و لين ... و أخذت من حقيبتها ورقة نقدية و أعطتها للفتاة التي أخذت الورقة و تقبلها و تقول بـ نبرة إمتنان:-

_تسلمي يا عسل " و نظرت لـ " عمران " الذي ركب السيارة فـ أكملت بـ غمزة:-

_ربنا يخليلك لـ جوزك يا عسل


و قالت دعائها ذاك و غادرت .. تاركه " آرام" تشعر بالخجل من كلمة " جوزك " بينما " عُمران " إبتسم و هو يعطيها حقيبة الأدوية وقال:-

_تحبي تروحي فـ حته....؟!


تنهدت " آرام " قليلًا و مازال شعور الخجل يحتل جزء منها ... حتى أنها شعرت بـ سخونة أذنها و حمدت ربها على حجابها لإنه يخبي ذاك الأحمر الناتج من السخونية  الذي يعتلي أذنها إذ خجلت أو شعرت بالحرج وقالت:-

_لا شكرًا ... نزلني عند (....) هو قريب من بيتي بس هجيب حاجات قبل ما أطلع ...و يدوب تلحق تروح إنتَ


إبتسم " عمران " بـ مكر وقال بـ إندهاش زائف:-

_هو إنتِ متعرفيش....؟! أنا قاعد هنا كام يوم 


آرام بـ إستنكار ولوت شفتيها قليلًا:-

_ليه....؟!


ضحك " عمران " على رد فعلها:-

_مش طيقاني للدرجادي...؟!


تراجعت " آرام " عن رد فعلها الزائدة البلهاء وقالت بـ خجل و إستفسار:-

_لا طبعًا .. تنورنا ... بس مستغربة....؟!! و إنتَ وراك شغل فـ هتسيبه لـ مين...؟!


عمران:-

_أبويا جاي بكرا من السفر 


آرام بـ نبرة سعيدة:-

_بجد...؟! يجي بالسلامة بإذن الله 


إبتسم لـ تهنئنتها و أكمل:-

_و هفسحه يومين هنا كدا قبل ما يروح القاهرة ... إنتِ عارفة هو بيحب إسكندرية


آرام بـ إبتسامة بسيطة:-

_ربنا يرجعهولك سالم غانم يارب 


عمران:-

_يارب ... معاد الدكتورة الجاي ... هحاول أجي معاكِ بإذن الله


آرام:-

_خد راحتك ... يكفي إلي شوفته النهادرة معايا .. و لسه عيني مورمة من العياط... منظر وحش


و أنهت حديثها بـ إحراج و سخرية من فعلتها 


عمران بـ إبتسامة لينة و لهجة حنونة و إطمئنان:-

_ولا وحش ولا حاجة ... إنتِ معبية كتير يا " آرام " و دا وقت إنك تتخلصي من دا بـ عياط و فضفضه ... لحد ما تبقي بخير و ترجعي تزهري أحسن من الأول


تنهدت قليلاً و قالت بـ نبرة حزينة:-

_يارب 


تحرك بـ السيارة و نظرت " آرام " ناحية الطريق كعادتها ... مع نغمة صادرة من " الكاست " كانت هادئة ... معبرة عن حالتها حاليًا لذلك إستمتعت لها بـ إهتمام ... و فرت دمعه هاربة من عينيها لم تستطع حجبها ... فـ أمسكت بـ منديل ورقي لـ تزيلها ... و عادت مرة أخرى تنظر ناحية المارة.....!!


أوقف " عمران " السيارة في المكان الذي طلبت منه " آرام " إنزالها فيه ... فـ أمسكت بـ حقيبة الأدوية و إبتسامة هادئة إعتلت وجهها الحزين  و نبرة إمتنان:-

_شكرًا يا " عمران " ... لما تروح طمني


أوما رأسه بالإيجاب فـ أكملت:-

_سلام


عمران:-

_سلام


و غادرت السيارة ... يتابعها و هيا تتحرك بـ ثقل .. و هاله حزينة تسيطر عليها ... و لاحظ أنها تنظر لـ حقيبة الأدوية بـ حزن و حين إختفت من أمامه تحرك بـ السيارة .... و مرت دقائق و أته رسالة من " آرام " تحتوي على:-

_إفتح التابلوه كدا


نفذ الأمر ... و رأى مبلغ من المال فـ نظر لها بـ غضب و أمسك بها بـ عصبية .... و أتصل بها فـ أجابت بـ إنتصار:-

_شوفت الفلوس ... يارب تكون قد تمن الحاجات 


عمران بـ غضب يحاول يسيطر عليه:-

_قولتلك الحركات دي مبحبهاش يا " آرام "


آرام بـ نظرة تحدي للفراغ الذي أمامها و إبتسامة خبث:-

_و أنا قولتلك مبحبش إن حد يدفعلي ... فـ أستبينا ياسطا


عمران بـ ضيق و عصبية:-

_لو إتكررت تاني .. هزعلك يا " آرام " إحذري مني


آرام بـ لامبالاة:-

_ولا يهمني ... يالا سلام بقى عشان عايزة أتغدى


و أغلقت الإتصال بـدون أن تنتظر منه رد حتى ... فـ نظر للهاتف بـ غضب وقال:-

_ماشي يا " آرام " 


و تحرك بـ سيارته ... متجهًا لـ شقتهم الخاصة الذي أشتراها والده منذ أكثر من خمسة عشر سنة....!!


عند " آرام " 


كانت تأكل قطع الفرولة بـ إنتصار و سعادة و كأنها ربحت  تحدي ... تمسك بـ جهاز التحكم بـ التلفاز تشاهد فيلم كوميدي قديم .. تضحك بـ شدة على ردود أفعال الممثل الذي تعشقه منذ صغرها و هيا تأكل الفرولة بـ نهم ... و دخل عليها أخيها الصغير ... لـ يجلس بـ جانبها و الضيق يعتلي وجهه الأبيض ذا العيون الضيقه قليلًا الذي ورثها من جدتة من أمه .. فـ أغلقت صوت التلفاز و قالت بـ تساؤل:-

_مالك يا " بلال "...؟!


بلال:-

_مفيش


نظرت له بـ ضيق وقالت:-

_وشك باين عليه على فكره ... فـ مالك...؟! 


بلال:-

_مضايق شويه


آرام بـ سخرية:-

_دا شويتين تلاته ... حصل إيه....؟!


بلال:-

_هتتريقي...؟!


آرام بـ صدق:-

_لا


بلال:-

_ضي 


آرام:-

_مالها....؟!


بلال:-

_الواد " أياد " مشالش عينه من عليها طول الحصه ... و لولا إن مش عايزة أعمل شوشرة عشانها ... كُنت قومت ضربته


نظرت له " آرام " بـ تأثر من ذاك الإعجاب و غيرته .. فـ هيا تعرف أن إخيها غيرته صعبة ... يحاول أن يتحكم بها ... خاصة أنه لا يوجد رابطة  صلة بينه وبين " ضي" فـ قالت:-

_و دا مضيقك يعني...؟!


بلال:-

_لقيت " ضي " بـ تعيط في جنب كدا عند الحمام ... لإن عارفها بتتكسف و مبتحبش حد يبصلها .. و تلاقي صحابها المستفزين حفلوا عليها ... معرفش أصلًا هيا ماشيه معاهم ليه...؟! خاصه " نورا " ... عيلة تنحة و باردة 


ضحكت " آرام " قليلًا على وصفه لـ أصدقاء " ضي " ... الفتاة التي أسرت قلب أخيها الصغير وقالت:-

_صلي على النبي يا بُلبُل .... مكنش عياطها إلي يعمل فيك كدا


نظر لها " بلال " شرزًا وقال بـ نبرة ضيق و هادئه قليلًا عكس الإنفعال الذي يسيطر عليه:-

_عليه أفضل الصلاة و السلام


آرام و مدت له بـ طبق الفاكهة وقالت:-

_براحة على نفسك يا بُلبُل ... لا يطقلك عرق 


بلال:-

_بتتريقي يعني...؟!


و نهض و ألقى عليها الوسادة و تحرك ... فـ ضحكت " آرام " و تحركت خلفه وهيا تقول:-

_والله ما بتريق ... بس أنا عايزاك تهدى ... الإنفعال وحش كدا ... و مش هتستفاد حاجة


و دخل غرفته و أغلق الباب ورائه بـ عنف ... و وقفت " آرام " أمام الباب بـ إحراج قليلًا و نظرت حوالها .. و تنفست الصعداء أن أحدًا لم يرى ذاك المشهد المحرج لها ... فـ أمسكت بـ مقبض الباب و فتحته ... رأت أخيها جالس على فراشه ... أمام حاسوبه الذي أشترته له هدية نجاحه العام الماضي بسبب تفوقه الدراسي و حصل على المركز الأول في مدرسته ... فـ قامت بتحويش من مرتبها لمدة ٤ أشهر و أشترته


أقتربت منه و قالت بـ نبرة حنونة و هادئة:-

_بلال ... أنا آسفه ... أنا مش عايزاك تتعصب ولا تتضايق نفسك بس ... لإنك بتتعب من كدا


كان يستمع لها و هو ينظر إلى حاسوبه فـ أقتربت منه أكثر و ضمته لها وقالت:-

_و بعدين ما تراعي غيرتي أنا كمان يا أخي ... جالي فضول أعرف الشخصية إلي أخدة قلب أخويا الصغير دي ... إشمعنا هيا يا " بلال"...؟!


إبتسم " بلال " إبتسامة صغيرة وقال:-

_رقيقة و جميلة ... على عكس كل البنات إلي في دفعة ... مبتدلعش كدا زيهم ... محترمة ... و شاطرة بردو ... فـ لقتني معجب بيها 


أستمتعت له و لـ مشاعره الصادقة و إعترافه بـ حبها لـ " ضي " و إبتسمت قليلًا ... و شعرت بـ الغيره قليلًا على أخيها من هذة الفتاة التي بـ أفعالها البسيطة أحتلت مكانه في قلب أخيها


آرام و غمزت وهيا تقول:-

_أيوه ياعم ... فينك يا " ضي " تسمعي الجمال دا من " بلال التركي " بـ نفسه


ضحكوا هما الإثنين و ضمته أكثر لها و هيا تبتسم بـ لين و ود .... و إستمرت في مشاكسته لـ تخرجه من حالة الضيق و الإنفعال المسيطر عليه...!!


في منزل آخر ... كانت تجلس فتاة في منتصف الثلاثينات ... تعدل من حجابها بـ تعب و وهن .. تكتفي فقط أن تستر شعرها و لا يهم المظهر ... و قبل أن تغادر المنزل .. توجهت ناحية غرفة ولدها وقالت:-

_عايز حاجة يا " تامر " ...؟! 


تامر و رفع نظره عن كتابه لـ يقول بـ إستغراب:-

_راحه فين...؟!


منيرة:-

_هروح مشوار و أرجع ... مش هتأخر 


تامر:-

_طب أجي معاكِ...؟!


منيرة بـ نبرة ود:-

_لا يا نور عيني ... أنا مش هتأخر ... سلام


تامر:-

_سلام


و غادرت المنزل و أستقلت أول " تاكسي " و وصفت له العنوان و هيا تتحدث بـ كل جدية على عكس التعب المسيطر عليها منذ يومين في بطنها ولا تعرف سببه و لا تهتم ... و دفعت الأجرة للسائق و نزلت لـ تقف أمام قسم الشرطة ... فقد أتاها إتصال منذ يومين أن تأتي لـ تستلم حقيبتها المسروقة منذ شهور ... و برغم فرحتها لكنها شعرت بالخوف أن تكون الأموال الموجودة في حقيبتها سرقت أو ناقصه و زاد عليها ألم معادتها .... دخلت القسم بـ خطوات متوترة و تمسك بـ أناملها الرقيقة الحقيبة الصغيرة التي أتت بها ... فـ هيا تخاف من الأقسام و لولا أن " آرام " أخبرتها أنها مشغوله و لن تستطع أن تأتي لما جائت أصلًا....!!


وقفت أمام عسكري مرتديًا حليته البيضاء وقالت بـ نبرة متوترة:-

_الضابط " زياد " موجود..؟!


العسكري:-

_آه ... تاني مكتب على الشمال


منيرة:-

_شكرًا


و توجهت ناحية المكتب بـ خطوات متثاقلة متوترة تحاول إحكمها ... تنظر حوالها بـ خوف من المجرمين و الصوت العالي الصادر من إحدى المكاتب التي مرت بـ جانبها ... و سيدة تجلس على الأرض تبكِ بحسرة .. تود أن تساعدها و لكنها تشعر بـ أن ألم معادتها زاد بسبب توترها وقفت أمام المكتب و طرقت عدة طرقات حتى سمح لها بـ الدخول ... فـ دخلت و هيا تنظر ناحية المكتب الذي يجلس عليه الضابط " زياد " ذو الشعر البني و الملامح الشبابية قليلًا برغم أنه في أوائل الأربعينات و نبرته الرخيمة العملية وقال:-

_إزيك يا مدام " منيرة "...؟!


إقتربت " منيرة " من الكرسي المقابل لـ مكتبه و جلست و هيا تقول بـ نبرة هادئة زائفة:-

_الحمدلله 


زياد:-

_تشربي حاجة يا مدام " منيرة"....؟!


منيرة بـ إمتنان متوتر:-

_لا شكرًا 


أمسك " زياد " بـ الحقيبة الكبيرة قليلًا ذات اللون الأسود و عليه بعض النقوش وقال بـ جدية:-

_دي شنطتك يا مدام " منيرة"...؟!


منيرة و وضعت يدها على الحقيبة و هيا تقول:-

_أيوة


زياد:-

_طب حاولي تتأكدي من حاجتك 


و فتحت الحقيبة و تتأكد من محتواياتها و لكنها لاحظت أن المال غير موجود ... فـ إبتسمت بـ تحسر و شكر زائف:-

_آه هيا ... شكرًا


تراجع " زياد " بـ  ظهره وقال بـ عملية:-

_العفو


ونهضت " منيرة " بـ تثاقل و قالت:-

_سلام عليكم


زياد:-

_عليكم السلام


و تحركت بـ تعب و شعرت أن ألم بطنها إزداد و ظهر ذلك على ملامحها فـ قال زياد:-

_مدام " منيرة " حضرتك كويسة...؟!


منيرة تحاول أن تتحدث بـ نبرة معتدلة:-

_آه .. كـ كويسة


و صارعت آلمها و أخيرًا خرجت من القسم .. و لكن لم تستطع أن تصمد أكثر و وقعت مغشيه على الأرض و تجمع الناس حوالها ... و كان " زياد " رأها من نافذة مكتبه المطله على الخارج و هيا تقع مغشي عليها .. فـ تحرك بسرعة و أخذ مفتايح سيارته و هاتفه على عجل ... لـ يحمل " منيرة " و هو يبعد الناس عنها و يضعها على الكرسي الخلفي لسيارته ... و يتحرك بها ناحية أقرب مشفى......!!


في منزل " آرام "


آتاها إتصال من الضابط " زياد " أن " منيرة " في المشفى وقعت مغشي عليها أمام القسم ... فـ بدلت ملابسها على عجل و أستئاذنت والدها لـ تأخذ مفاتيح سيارته وافق ولكن بشرط أن تصطحب معاها أخيها الصغير لإن الوقت متأخر ... فـ طلبت من " بلال " أن يأتي معاها و ينزل بمنامته الرياضية لإنه لا يحتاج لـ تبدليها وافق على مضض لإنه رأي القلق الذي إرتسم على ملامحها نتيجة خوفها على " منيرة " ... و ركبوا السيارة و تحركت سريعا لـ مشفى حتى أن " بلال " قال بـ ضيق:-

_هدي السرعة شويه ... كدا مش هنوصلها على رجلينا 


لم تعطيه الرد و هدائت السرعة قليلًا ... و أخيرًا وصلوا بـ سلام وقالت:-

_خليك هنا 


بلال:-

_مكنتش طالع أصلًا


نزلت من السيارة و أخذت حقيبتها و سألت الإستقبال على غرفة  " منيرة  صدقي " ... و أستقلت المصعد و وقفت أمام الغرفة و طرقته و دخلت ... رأت الضابط " زياد " جالس على الكرسي الذي بجانبها ... و " منيرة " نائمه ممدده يدها اليمنى الموصله بـ " محلول " 


آرام و هيا تقترب منها:-

_حصلها إيه...؟!


زياد بـ جدية:-

_القولون تعبها فـ أغمى عليها 


آرام نظرت لها بـ تأثر وقالت:-

_شكرًا يا حضرة الضابط ... حضرتك روح و أنا هقعد معاها 


زياد:-

_الدكتور قال يخلص المحلول و تروح ... فـ هروحكم 


آرام:-

_تسلم يا حضرة الضابط .. أنا معايا العربية و أخويا " بلال " و هروحها


نهض " زياد " وقال:-

_تمام ... عن إذنك


آرام:-

_إتفضل


و تابعته بـ عينيها حتى غادر الغرفة ... و جلست على الكرسي الذي بجانب لـ " منيرة " و أمسكت يدها وقالت:-

-ألف سلامة عليكِ يا " منيرة "


و جلست بجانبها لـ دقائق و قررت أن تتوجه ناحية الحسابات ... تقف أمام المصعد لـ يأتي بـ جانبها أحدًا فـ تنظر بـ طرف عينيها لـ تنصدم....!!

    الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>