رواية ضجيج الروح
الفصل الثالث والعشرون23
بقلم فرح احمد
تقف أمام المصعد لـ يأتي بـ جانبها أحدًا فـ تنظر بـ طرف عينيها لـ تنصدم ... إنها "عفاف " فـ تقول بـ ترحيب:-
_عفاف ... إزيك...؟!
نظرت " عفاف " بـجانبها و تتفاجئ بوجود " آرام " الصحافية التي تعرفت عليها في القطار فـ تبتسم بـ إشتياق و تعانقها و تقول:-
_أنا بخير يا روحي ... إنتِ وحشتيني
آرام بادلتها الإبتسامة الإشتياق وقالت:-
_و إنتِ كمان يا حبيبي ... بتعملي إية هنا...؟!
لتبتعد قليلًا " عفاف" و يظهر فارق الطول البسيط بينها و بين " آرام " فـ عفاف " قصيرة يعتبر بـ جانب " آرام " و تقول:-
_مرات خالي هنا ... بتولد ... و إنتِ...؟!
آرام:-
_ألف مبروك يا حبيبتي ... أنا جايه أزور واحدة معرفة
و أستقلوا المصعد سويًا لـ تكمل " عفاف " حديثها وتقول:-
_بس والله إنتِ بنت حلال ... كُنت أصلًا عايزة أكلمك .. عشان أعزمك على فرح أخويا " سليم "
آرام بـ إبتسامة سعيدة:-
_ألف مبروك ياحبيبتي .. ربنا يتمهالكم على خير
عفاف:-
_يارب ... هنتظرك إن شاءالله ... هيا آخر الإسبوع في قاعة (...) إنتِ أكيد عارفها
آرام:-
_بإذن الله ياحبيبتي
و أستمروا بالحديث قليلًا و ودعتها " آرام " لتتجه لـ قسم الحسابات ... أما " عفاف " فـ ستذهب لـ بيت خالها لـ تأتي بـ بعض الأغراض لـ رضيعة.....!!
أخبرها العامل أن الضابط " زياد " دفع ثمن الغرفة ... فـ أبتسمت مجاملة لـ عامل و شكرته و صعدت لـ " منيرة " ... و دخلت الغرفة و سمعت صوت أنين " منيرة " فـ أقتربت منها و إبتسامة محببة على وجهها:-
_إنتِ كويسة يا " منيرة "...؟!
منيرة بـ نبرة تعب تقاومها:-
_آه ... ساعديني يا " آرام " عشان أروح
آرام ولاحظت تعبها فـ قالت:-
_طب خليها بكرا الصبح...؟!
منيرة و هيا تستند على الفراش و قطرات العرق الموجودة على جبينها بـ فعل التعب:-
_لا عشان " تامر " ... فـ ساعديني
و ساعتها في أن تعدل من ملابسها و وشحها ... و أتت بـ كوب من المياة و بـ قطنة طبية بللتها و مسحت به وجهه " منيرة " ... و أزالت ذاك الخرطوم من يدها ... و بعد مرور الوقت و الإجراءات ... إستقلت "منيرة " الكرسي الخلفي في سيارة والد " آرام " ... و تحركت.....!!
في اليوم التالي
كانت " آرام " واقفة تحاول أن تستقل أي سيارة " أجرة " ... و نظرت إلى ساعتها ولاحظت أنها تأخرت .. و ندمت أنها تكاسلت بسبب نومها المتأخر فـ بعد ما أوصلت " منيرة " و أطمئنت عليها و أشترت بعض الأدوية لها ... طلب أخيها أن يقود السيارة ... بحجة أنه مر وقت طويل لم يقود و يفتقد ذاك الشعور الممتع ... فـ وافقت بعد محايله بسيطة ... و ظلوا ساعتين كاملتين فس السيارة وسط قيادة " بلال " السريعة و المريحة ... و أشتروا بعض الطعام بـ ثمن قليل جدًا بـ المال الباقي في جيب " آرام " ... و أقترب وقود السيارة على النفاذ ... فـ طلبت منه أن هذا يكفي لـ إيصالهم للبيت ... و ان والدهم سيعلم و ينأبهم على ذلك ... و لكن لا مانع من مرة تحدث بين الحين و الأخر
إستمرت في الحديث مع نفسها تأنب نفسها و لكن لن تنكر شعور اللذة الذي أتها بفعل الذكرى و الجنون اللطيف ... فـ هيا تحب الجلوس و أفعال الجنون مع أشقائها ... و خاصة " بلال " الذي تعتبره ابنها في بعض الأحيان حتى و إن كان هناك بعض الخلافات و بعض التصرفات التي تصدر منه... و قطعها حديثها مع نفسها صوت " كلاكس " فـ رأت ... أنها سيارة " عمران " فـ أعتلت الصدمة وجهها و إقتربت منه وقالت:-
_إنتَ بتعمل إية هنا...؟!
عمران بـ هدوء و ثقة:-
_كُنت بلف شوية ... فـ قولت أمر من قدام بيتك كدا ... لقيتك واقفة ... مروحتيش الشغل ليه...؟! ...دا أنا أصلًا إستغربت إن شوفتك
آرام بـ تأفف:-
_مفيش ولا عربية ميكروباص ولا تاكسي .. عدت من الصبح ... و معيش نت أطلب عربية من الأبلكيشن
عمران:-
_طب يالا إركبي .. عشان " رأفت " هيستلمك ... فـ متعترضيش بقى
أستقلت الكرسي الذي بجانبه بدون نقاش ... فـ يكفي سيرة مديرها .. تجعلها متوترة أكثر ... فـ إبتسم " عمران " و تحرك سريعًا بالسيارة ... حتى لا تتأخر أكثر ... فـ يعرف رهبتها من تأخير و خاصة إن علم مديرها الفظ أحيانًا ... فـ هو يكره الموظفين المتأخرين و المتكاسلين.....!!
أخيرًا وصلت و نزلت على عجب و نسيت أن تودعه ... و إستمر بـ متابعتها و هيا تسير مهروله ى كأنها تسابق الرياح و الوقت ... و رحل بـ السيارة حتى تأكد أنها دخلت المبنى...!!
أمام المطار
كان " عمران " يسير بجانب والده الذي يعتبر في نفس طوله و الجسد و لكنه أنحف قليلًا ... يشبه " عمران " لدرجة كبيرة و كأنه النسخة المصغرة منه في مرحلة الشباب ... و الإبتسامة الإشتياق و الودية مرسومة على وجهه " عمران " و والده ... وضع " عمران " حقيبة والده في الخلف و أستقل السيارة على كرسي السائق وهو يقول:-
_نورت مصر يا حج
إبتسم والده بـ ود وهو يقول:-
_منوره بيكم يا " عمران "
عمران بـ حماس:-
_تعالى بقى يا حج .. تروح ترتحلك شويه ... و أوديك الأماكن إلي بتحبها
حامد:-
_إوعى تكون قولت لـ أمك...؟!
غمز ابنه بـ مكر وقال:-
_عيب يا حج ... و لا جبت سيرة
حامد بـ إبتسامة إشتياق:-
_جدع يا واد
و إبتسموا هما الإثنين و تحرك " عمران " بـ سيارة و قام بتشغيل " الكاست " و أختار أغنية المحببة لـ والده من الطرب القديم ... و إستمر يدندن معاها و قاطعه عن ذلك صوت رسالة أتته ... فـ أمسك الهاتف و قرأ بـ عينيه:-
_أنا أسفة جدًا ... نسيت بسرعة و نسيت أشكرك ... و خدة تهزيق معتبر ... بس الحمدلله " سهلية " لحقتني ... و الموضوع عدى على خير ... مع إن إضيقت منه .. لإن قليل جدًا ما اتأخر ... بس " سهيلة " قالتلي إنه منمش كويس بليل ... و متوتر بسبب تعبها في الحمل ... فـ عديت الموضوع
و أنتهى قرأتها بـ إبتسامة صغيرة على وجهه و أكمل وهو يدندن مع الأغنية بـ نبرة حماسية أكثر .. فـ أندهش قليلًا والده و لكنه تجاهل السؤال...!!
في الجريدة
كانت جالسة " آرام " تمسك بـ المقال و هيا مترددة قليلًا ... فـ أن تأخذ العتاب ثانية على المقال ... يكفِ ما أخذته الصباح ... و لكنها تنهدت و رفعت رأسها بـ شموخ زائد و هيا تحادث نفسها:-
_ولا يهمك يا بت يا روميو ... إحنا ندخل بـ كل ثقة ... والله عجبه جميل ... إتهزقنا بردو جميل ... يعني هيا أول مرة
و تحركت بـ خطوات واثقة زائفة ... فـ هيا لو تود ان تبكِ ... منذ أن بدأ اليوم بـ والدها يأنبها بـ عصبية على الوقود الذي نفذ ... و هيا غير متفائلة ... و لكنها ستغلب ذاك الشعور السلبي بـ بعض كلمات إيجابية زائفة ليست مقتنعة بها ... و لكنها تصبر بها نفسها ... لعل و عسى تجدي نفعًا... عدلت من وشحاها بـ عدم إهتمام و طرقت على الباب طرقتين و سمح لها المدير بـ الدخول ... فـ أخذت شهيق عميق و أخرجته بـ هدوء زائف و دخلت.....!!
عند مكتب " سهير "
عبدالله:-
_هيا أستاذة " آرام " .. محكتلكيش عني فـ أي حاجة يا " سهير "...؟!
سهير و هيا تمسك يالقلم تدون بعض الملاحظات لـ مقالها الجديد:-
_لا يا " عبدالله " ... و هتجيب سيرتك ليه...؟!
عبدالله وشعر بالحرج قليلًا وقال:-
_ولا حاجة يا " سهير " .... أنا هروح أجيب حاجة أشربها ... أجبلك معايا...؟!
سهير:-
_لا شكرًا
و توجه ناحية البوفية و رأى " سمية " تضع سماعات الأذن تسمع الأغاني الشعبية الصادرة من السماعات بسبب علو الصوت ... ترقص عليها بـ حركات بسيطة بـ جسدها الملئ قليلًا و ترتدي ما يجعلها فاتنة خاصة بـ أن ما يميزها عيونها " الخضراء " و تضع الكحل لـ تظهر عينيها بـ شكل ساخر و جميل و رموشها الثقيلة بـ فعل " المسكرا " تجعلها أكثر جمالًا
عبدالله:-
_سمية ... يا سميييية ... إنتِ يا بني آدمة
و ظل ثوانِ ينادي عليها و هيا غير منتبه ... تسمع الأغاني و تتمايل بـ جسدها ... فـ ضرب بـ يده المائده الخشبية الموجودة أمامه .. فـ ألتفت " سمية " و على وجهها علامات الخضة وقالت و هيا تزيل السماعات بـ ضيق محاولة التحدث بـ دلالاها المعتاد:-
_إية يا سي " عبدالله " حد ينده كدا...!!
عبدالله بـ ضيق:-
_أنا بقالي ساعة بكلمك .. و إنتِ ولا هنا
سمية:-
_معلش يا سي " عبدالله " ... مكنتش سامعه ... إتفضل أؤمر
عبدالله:-
_إعمليلي النسكافيه بتاعي ... و شاي بـ نعناع بتاع " آرام "
سمية بـ نبرة دلالال مع بعض الرسمية التي تحاول التحادث بها:-
_حاضر يا سي " عبدالله "
و ألتفت و هيا تتوجه ناحية البراد بـ خطوات مائعة و يتابعها " عبدالله " ... و لكنه شعر بـ الإحراج من وجوده معاها ... خاصة من حركاتها المائعة معتقده أن ذلك دلالا و رقة .. فـ غادر المطبخ
و أنتظر عدة دقائق ... و أخذ الأكواب منها و شكرها بـ أدب و خجل ... و بادلته " سمية " الرد بـ جرائه قليلًا ... و هرول سريعًا من المطبخ و إبتسمت بـ سخرية مائعه عليه وقالت:-
_دا إيه ياختشي الرجالة دي....!!
و توجه ناحية مكتب " آرام " الذي رأها ممسكة بـ هاتفها و تكتب سريعًا ... كأنها تقاوم نوبة غضب مسيطرة عليها و تود أن تكسر الهاتف فـ يدها ... فـ أقترب منها " عبدالله " و إبتسامة لطيفة غير محببة لـ " آرام " خاصة في هذا الوقت ... فـ رفعت نظرها لـ " عبدالله " الواقف أمامها بكوباين لا تعرف ما بداخلهم
عبدالله و هو يقرب منه كوب الشاي بـ نعناع الذي تحبه:-
_إتفضلي ... دا شاي بـ نعناع
أخذته " آرام " و علامات الدهشة على وجهها و لكنها إبتسمت بـ ود حقيقي:-
_شكرًا يا عبدالله
عبدالله و تعمقت إبتسامته أكثر من ودها:-
_العفو ... هو أستاذ " رأفت " زعلك بردو..؟!
آرام و هيا ترتشف من مشروبها المفضل:-
_مع الأسف ... طلعلي أخطاء في التقرير دا للمرة الألف
عبدالله بـ حزن على نبرتها اليائسة:-
_معلش يا " آرام " ... إن شاءالله تعدلي المرة دي و يعجبه
آرام:-
_يارب
عبدالله و إستغل أنها أخيرًا تجاوبت معه قليلًا فـ قال:-
_إيه رأيك في هديتي..؟!
آرام و كأنها تتذكر و لكنها بينت عكس ذلك:-
_أه كانت جميلة
عبدالله بـ حماس:-
_عجبك الكلام إلي كتبه في الكارت...؟!
آرام و تذكرت " الدبدوب " و " الكارت " الذي أهداها لها في يوم تكريمها و نسيت أن تقرأه فـ قالت بـ مجاملة:-
_هو الحقيقة لسه مقرتوش ... و الهدية جميلة من حضرتك .. مع إن مبحبش الدباديب ... بس شكرًا
عبدالله وشعر بالإحابط و بدى على وجهه:-
_العفو ... عن إذنك
و رحل بـ خطوات حزينة ... فـ حزنت " آرام " لـ أجله و أشفقت على حاله ... برغم أنها لا تتقبله بسبب أفعاله ... و لكنه شخصًا طيبًا لم يؤذيها ... ستحاول فيما بعد أن تعتذر له ... و تقرأ الكارت عندما تذهب إلي بيتها ... و نظرت لـ كوب بـ نظرات حزينة .. و عيون تقاوم بها دموعها ... فـ " رأفت " هذة المرة كان كلامه قاسيًا و أتهمها بـ الإهمال ... فـ شعرت بـ الحرج و ودت أن تنشفق الأرض و تبلعها....!!
أنتهى دوام " آرام " و رحلت بـ طاقة سلبية يائسة ... و قررت أنها ستتوجه ناحية مكانها المفضل ... لعله يداوي روحها الحزينة ... و تبكِ على راحتها ... أستقلت أول تاكسي و أخبرته بـ العنوان و أسندت رأسها للخلف ... تسمع أغنيه هادئة حزينه تليق بـ مزاجها المعكر عن طريق السماعات .. و دفعت الأجرة و ترجلت من السيارة بـ خطوات ثقيلة ... وقفت أمام المطعم المطل على البحر ... المكان الذي تحبه ... و الذي رأت فيه " عمران " ... دخلت المكان غير عابئة بـ شئ ... و بسبب عدم تركيزها .. إصدمت في أحدًا فـ قالت و هيا تنزع السماعات من أذنها بـ نبرة إحراج:-
_أنا أسفة أوي بجد
و نظرت للرجل ... و صعقت ... هذا والد " عمران " فـ قتحت عينيها على أخرها و لم تنطق حتى أن " حامد " قال:-
_إنتِ كويسة يا بنتي....؟!
ظلت " آرام " صامته و علامات الصدمة على وجهها ... و لم تنطق بـ أي كلمة و فرت هاربة .. فـ بتأكيد أن " عمران " موجود ... و كيف !!
كان " حامد " يتابعها و مندهش من ردة فعلها الغريبة و هروبها منه و كأنها لصه ... فـ رأه " عمران " و هو واقف في منتصف المطعم وقال:-
_مالك يا حج...؟!
حامد ومازال مندهشًا:-
_والله ما عارف يابني ... بس البنات الزمن دا شكلهم إتهبلوا
ضحك " عمران " وقال:-
_ليه بس يا حج..؟!
حامد:-
_بنت هنا خبطتني ... و إعتذرت و لسه هرد .. لقتها طلعت تجري
عمران:-
_هتلاقيها مستعجلة بس ... تعالى نقعد إحنا
و جلسوا هنا الإثنين ... و أتاه إتصال من " آرام " فـ أخذ الهاتف و رحل بعيدًا و أجاب وقال:-
_سلام عليكم
آرام بـ إنفعال:-
_إنتَ إزاي يا بني آدم إنتَ متقوليش إن إنتَ و باباك هنا في المطعم ... إيه .. مطاعم إسكندريه كلها خلصت عشان تجيبه هنا .... دا أنا شوفته و إتخضيت و طلعت أجري ... إنتَ إزاي متقوليش..؟!
و أستمرت بالحديث بـ إنفعال و عتاب و نبرتها الباكية التي تقاومها منذ الصباح إنفلتت ... و هو يستمع لها و لم تترك له مجال بـ تبرير فـ تركها تثرثر و هيا تبكِ ... لعلها تتخلص من الطاقة السلبية التي تعتليها..!!!
بعد أن سكتت و سمع صوت أنفاسها نتيجة عن كلامها الكثير بدون توقف قال:-
_أنا آسف
بعد أن سمعت ذاك الإعتذار الصادق البرئ تجمعت الدموع في عينيها ثانية و قالت بـ نبرة حزينة:-
_أنا إلي آسفة ... أنا هبلت ... إنتَ ملكش ذنب
عمران بـ نبرتة الحنونة لـ يطمئنها:-
_حصل خير ... إنتِ فين دلوقتي...؟!
آرام:-
_قدام البحر ... قعدة على التراب
عمران:-
_و هتعملي إية...؟!
آرام:-
_هروح
عمران:-
_مش هتاكلي...؟!
آرام:-
_مليش نفس ... هروح و أكلمك
عمران:-
_خدي بالك من نفسك
آرام:-
_حاضر
و أغلقت الإتصال و توجهت ناحية الطريق و أوقفت " تاكسي " بـ عيون شاردة حزينة ... و وصفت له العنوان و أغمضت عينيها حتى توقف الدموع التي تهبط بدون سبب...!!
صعدت أدراج المنزل بـ تعب حتى أنها لم تسلم على عم " أسامة " ... الذي أندهش ... و لكنه رأى علامات التعب البادية على وجهها فـ لم يحزن و أكمل عمله ...
في منزل " آرام "
كانت وفاء جالسة مع " نادية " ... و ألقت " آرام " السلام ... و أجابوا و قالت " وفاء":-
_روحي يا روميو .. كلي وتعالي ... عايزاكِ في موضوع
نظرت لها " آرام " و أؤمات رأسها بـ إيجاب متأفف قليلًا ... فـ هيا غير قادرة على أحاديث " وفاء " خاصة في ذلك الوقت ... و لكنها لن تستطيع أن ترفض ... فـ توجهت ناحية الحمام توضئت و غسلت وجهها بـ إيعاء لعل الماء يوقظها قليلًا .... و صلت و أكلت الطعام الموضوع لها في غرفة المعيشة على عجل و بدون إهتمام ... و تنهدت و سارت بـ خطوات واثقة و إبتسامة زائفة على وجهها .... و جلست بـ جانب " وفاء " و هيا تقول:-
_إتفضلي يا طنط
وفاء:-
_أنا جيبالك عريس
حاولت " آرام " السيطرة على الإنفعال الذي أتاها وقالت و هيا تجز على أسنانها:-
_والله يا طنط ... أنا قافلة الموضوع دا الفترة دي
وفاء و لوت إحدى شفتيها وقالت:-
_و لحد إمتى يا بنتي هتفضلي قفلا ... إلي زيك معاهم عيال دلوقتي
آرام:-
_ربنا يخليهم لـ عيالهم يا طنط ... بس أنا حقيقي الفترة دي ورايا شغل مهم ... فـ قفلا الموضوع دا خالص
وفاء بـ إصرار:-
_دا " أحمد " ابني إلي عايز يتقدملك يا بنتي
صعقت " آرام " و فتحت مقلتيها على أخرهما:-
_" أحمد " مين يا طنط ...؟! ما هو خاطب
وفاء بـ ثقة و إبتسامة إنتصار على وجهها:-
_لا ماهو فسخ
آرام و مازالت مصدومة:-
_فسخ...!!! طنط ... خلي ابن حضرتك يحل مشاكله بعيد عنه ... حضرتك عارفه إن مش هتجوزة ... و أنا ليا كلام معا تاني ... عن إذنك
و توجهت ناحية غرفتها بـ خطوات عصبية و لبست وشحاها و غادرت المنزل بـ عصبية .. تتابعها " وفاء " و الضيق يحلتها فـ قالت لـ " نادية " التي أتت على صوت غلق باب شقتها:-
_شوفتي بنتك يا " نادية "
تنهدت " نادية " قليلًا بـ إحراج بسبب فعلة ابنتها:-
_لما تيجي .. هتصرف معاها ... أنا آسفة يا "وفاء "
وفاء:-
_معرفش هيا مش متقبله " أحمد " ليه !! ... دا ألف بنت تتمنى
نادية:-
_أحمد ميتعيبش يا " وفاء " ... بس هما عشان متربين مع بعض فـ بتعتبره أخوها
وفاء و مازلت نبرة التذمر و الغضب:-
_أخوات إية يا " نادية " ..!!!
نادية و هيا تتطيب بـ خاطرها:-
_متزعليش يا حبيبتي ... أنا قولتلك هتصرف
نهضت " وفاء " و قالت:-
_أنا همشي
و رحلت على عجل ... تاركه " نادية " تتوعد لـ ابنتها بسبب إحراجها لها مع صديقة عمرها ... التي حتى لم تحترم فارق السن !!
عند " آرام "
وقفت أمام " البنك " تنتظر " أحمد " و الأنفاس الساخنة صادرة منها بـغضب ... و إن وقف أحد بـ جانبها لـ أحترق بـسبب عصبيتها المسيطرة عليها و السخونة الصادرة منها ... و نظرت إلى الساعة و رأت أن باقي دقيقة و يخرج " أحمد " فـ هيت تعرف مواعيدة المنضبطة ... فـ ظلت تستغفر تهدئ من روحها المشتعلة ... و أخيرًا خرج " أحمد " ... الذي إندهش من وجودها و إقترب منها وقال بـ قلق لإنه رأى الغضب المرسوم على وجهها:-
_آرام ... إنتِ بتعملي إية هنا...؟!
آرام بـ عصبية و هيا تفرك بـ إصابعها:-
_إتفضل معايا على عربيتك ... عشان إلي هيحصل هنا ... مينفعش قدام الناس
أحمد و رفع إحدى حاجبيه و صمت ... و توجه ناحية سيارته ... و ركبت " آرام " بـ جانبه ... و فجأة هجمت عليه بـ سكين صغير وقالت بـ إنفعال:-
_هو إنتَ و أمك ... مش ناوين ترحموني ... كل ما تلاقيش عروسه تعبرك ... تيجي للإستبن المحطوط " آرام " ... هو إنتم فاكرني بايرة ... و حتى لو بايرة و معنسة ... و إنتم مالكم بيااااااا ... أنا كل مرة أمك بتمشي من عندنا ... بتقلب بـ خناقة معايا مع أمي في البيت ... و بسكت و بعدي ... و هيا مصرة ... بتبعتلي أمك يا " أحمد " ... مش أنا رفضتك مليون مرة ... ومع ذلك بحترمك ... بقول معلش الواد أخويا ... أمه مبتفهمش الحاجات دي ... ست كبيرة ... و بردو ... بتفسخ مع خطيبتك ... و يالا يا جماعه نشوف الإستبن ... جرا إية !!!!!! جراااا إيه يا ابن " بشندي "
أحمد كان يستمع لها بـ صدمة ... فـ هذة أول مرة يرى بها " آرام " منفعلة هكذا ... و تمسك بـ يدها سكين ... تضعها على رقبته !!! متى أتت بـ تلك الشراسة !!! ... لم يأتي بـ رد فعل ... يخاف أن تتهور فـ تؤذية ... و خاصة وهو يرى الشرار و الغضب المحترق بـ داخل عينيها و نبرتها العالية ... و فجأة أبعدت يدها عنه و بكت ... بكت بـ حرقة ... فـ أستغل حالة الضعف تلك ... و أخذ منها السكين .. الذي إكتشفت أنها تشبه اللعبة و لكنها محددة من الأمام فقط ... فـ قال:-
_آرام
علت صوت بكائها أكثر ... و فجأة ترجلت من السيارة .. بـ نظرات مشوشة بسبب الدموع ... جرت بـ سرعة لـ تخرج من ذاك الجراچ التابع لـ البنك الذي يعمل به " أحمد "
ظل ينظر لها بـ صدمة ... و فجأة تحرك ورائها بـ السيارة و كان ينادي عليها:-
_آرام ... آرااام
و خرجت من الجراچ و هو يمشي خلفها ... و فجأة دخلت من شارع جانبي صغير فـ ترجل من السيارة لعله يلحقها ... و لكنها إختفت ... فـ ضرب الهواء بـ عصبية و أمسك بـ هاتفه و إتصال بها و لكنها أغلقت هاتفها ... فـ أستقل سيارته بـ عصبية و تحرك بها ... و توجه ناحية منزله لـ يتحدث مع والدته ... التي تفسد كل شئ ... و أنه من مجرد خلاف بسيط بينه و بين خطيبته ... أدعت أنه فسخ .. و توجهت لـ تخطب له " آرام "...
