رواية ضجيج الروح
الفصل الحادي عشر11
بقلم فرح احمد
رفعت عينيها تنظر حوالها ... و رأت شخص شكله ليس بـ غريب عنها ... و عند التدقيق نظرت بـ صدمة و فتحت عينيها على آخرها من آثر الصدمه و قالت وهيا فاتحة فمها على آخره:-
_حمزة..!!!!!! ... حمزة أخويا ..!!! .. هنا...!!
و ظلت هكذا لـ دقائق تحاول إستيعاب وجوده ... فـ كيف !! ... و فركت عينيها بـ عنف عدة مرات لعلها تكون هلوسة ... و لكنها حقيقة ... فـ هو واقف بعيد عنها بـ بعض الأمتار القليلة .. بـ طوله الفارع .. فـ جريت بـ شكل هادئ و قلبها ينبض بـ شدة .. فـ لا تعرف .. أتتجهه لـ تسلم عليه و تعرفه أنها رأت .. أم تكمل طريقها لـ الفندق ... و تعتبر أنها لم تره !! ... و لكن قلبها غير مطاوع لها ، لأنها مفتقدة له بشدة ... فـ هو أخيها كبير مهما كان ... بـ رغم علاقتهم المتوترة دائما ... و لكنها تفتقده !! ... فـ قررت أن تذهب إليه .. و وجهت خطواتها ناحيته و هيا تفرك بـ أصابعها .. فـ تخاف أن يحرجها ... و لكن لن يهمها
آرام بـ نبرة جدية و إبتسامة بسيطة هادئه كعادتها:-
_حمزة .. إزيك ..؟!
إلتفت إليها " حمزة " نظرًا إليها بـ صدمة قائلا:-
_إنتِ إية إلي جابك هنا ..؟!
آرام و أبتسمت بـ إحراج وقالت:-
_كُنت فـ مؤتمر تبع الجريدة .. و بقالي أسبوع هنا .. إنتَ متعرفش..؟!!
حمزة و سيطر على صدمته و أجاب بـ جدية و كأنها شخص غريب و ليس أخته الصغيرة:-
_مش عايز أعرف ... سلام
و تحرك فـ أمسكت " آرام " يده وقالت بـ حدة:-
_أنا بكلمك ... يبقى متمشيش و تسبني
حمزة و شد يده بالعنف وقال و بدأت العصبية و الغضب يسيطران عليه:-
_آخر مرة تمسكيني بالمنظر دا !! ... و تتكلمِ عدل بدل ما أديكِ على وشك أفوقك ... متنسيش إن أخوكِ الكبير
آرام و تحاول أن تسيطر على حدتها وقالت بـ سخرية جادة:-
_أخويا إلي عايز يمشي دلوقتي .. أخويا إلي أداني بلوكات من كل حته !! ... أخويا إلي بقاله فوق الأربع شهور معرفش عنه حاجة .. و لما دخلت المستشفى إطمنت عليا عن طريق العيله !! ... و جايه دلوقتي أكلمك .. بتمشي !! ... و تقولي أديكِ على وشك !!!! ... إنتَ فاكر إن هسمحلك !!!
حمزة يستمع إليها بـ بروده وقال:-
_خلصتي الفقرة الأحزان و المعاناة بتاعتك !! ... أنا ماشي
وضع سماعات الأذن و تحرك ... فـ نظرت له " آرام " بـ آسى و حُزن و صدمة ... و قامت بتكلم بـ صوت عالي حتى يسمعها :-
_إفتكر يا " حمزة " إنك بتخسرني .. و إنك المرادي الأناني .. إلي عايش دور الضحية
حمزة و خلع سماعاته وقال:-
_إنتِ إلي أنانية ... مش أنا ... و عنيدة و عمرك ما فكرتِ الأ فـ نفسك ... و أظن مش أنا لوحدي إلي شايف كدا .. دا البيت كله .. فـ روحي حاسبي نفسك بدل ما ترمي بلاكي على حد
و تحرك أخيرًا و وضع السماعات مرة أخرى في أذنه و لم يفكر أن ينظر لـ أخته الصغيرة التي ما أن غادر ... جلست على أقرب كرسي و بدأت بالبُكاء بـ صوت عالي .. و حينما لاحظت نظرات الناس لها خاصة و أنهم تابعوا حوارهم فـ ينظروا لها ما بين نظرات " الشفقة .. الإستغراب .. الزعل " فـ تحركت بـ سرعة و صعدت لـ غرفتها و أرتمت على السرير تبكِ بـ صوت عالي و تصرخ بـ بعض السباب لـ نفسها و لـ أخيها .... و تتكلم بـ بعض كلمات و جمل غير منظمة .. و غير مفهمومة:-
_أنانية !! ... ما تشوف نفسها ... الناس عايزين إيه !! ... ضحية ... دموع تماسيح !! ... محدش بيحبني !! ... لييييييه ... دا أنا كُنت عايزة أصالحه !! ... ليه بيحصل معايا كدا !! .. لييييه !!!!!!!
و ظلت هكذا لـ ساعة و نصف ... و قطعها عن حديثها و بُكائها هاتفها الذي يرن .. فـ نظرت لـ الرقم الذي كان بـ اسم " عالية " .. فـ ردت و أجابت بـ سرعة:-
_هكلمك بعدين .. و هقفل الموبايل .. سلام
و أغلقت المُكالمة .. ثم وضعت هاتفها على وضع " الطيران " ... و بدأت بإكمال بُكائها و هيا تلف فـ غرفتها و تهرتل بـ كلمات غير مفهومة كـ عادتها ... و تشد شعرها من العصبية التي تسيطر عليها ... حتى سقطت فـ يدها بعض الشعيرات فـ نظرت بـ صدمة و بكت بحرقة .. و يمر الوقت و تنام مكانها من التعب على الأرض....!!
فـ بيت " عالية "
تحادث أخيها " حمزة " فـ الهاتف الذي يتكلم بـ عصبية:-
_دي فضحتني ... خلت الناس كلها تتفرج علينا بسبب صوتها العالي ... قسمًا بالله لولا الشارع لـ كُنت ضربتها بالقلم يفوقها ... بس مشيت و سبتها
عالية تحاول تهدئته:-
_معلش يا حمزة .. إنتَ عارف إن " آرام " طايشة ... أختك الصغيرة بردو
حمزة:-
_دي عايزة تتربى ... ترجع بس " إسكندرية " .. و أنا هخلي أبوكِ يتصرف معاها
عالية:-
_إهدى بس يا " حمزة " ... تموت يابني من عصبيتك دي
حمزة:-
_محروق دمي .. منظرها بيحرق دمي .... مستحملة نفسها إزاي البني آدمه دي..!!!
عالية:-
_أنا هكلمها .. و أتصرف معاها ... بس متحكيش حاجة لـ " بابا " ولا " ماما "
حمزة بـ سخرية و إبتسامة ثقة:-
_نادية أنا كلمتها قبلك ... خليها تربيها شويه
عالية بـ ضيق:-
_ليه يا " حمزه " ؟!! ... دي هتقلب البيت فوق دماغها ..و إنتَ عارف إنها ما بتصدق إن " آرام " تغلط !!
حمزة:-
_عشان تربي بنتها ... إلي فاكرة أنها كبرت .. ومحدش هيقدر عليها
عالية و تحاول تهدئته:-
_طب إهدى خلاص .. أنا تعبانة والله و ما قادرة على مناهدة دي
حمزة و تحولت نبرته من العصبية و السخرية لـ خوف و قلق:-
_مالك بس يا علولي ..؟! .. فيكِ إيه..؟!
عالية بـ تعب :-
_ست " ياسمين " ... تعباني يا سيدي ... و مزوده العيار حبتيين
حمزة بـ حنان و يطمئنها:-
_ألف سلامة عليكِ يا " علولي " ... و قولي لـ " حسام " يوديكِ للدكتور
عالية:-
_حاضر يا حبيبي ... روق إنتَ بس .. و سلميلي على " چيهان "
حمزة:-
_من عيوني يا " علولي "
عالية:-
_سلام يا حمزاوي
حمزة بـ إبتسامة رقيقة:-
_سلام يا حبيبة حمزاوي
فـ أنهت " عاليه " المُكالمة و حمدت ربها أن أخيها .. هدئ ... و أنها أستخدمت هذة الحيلة مستغله قلق و خوفه عليها .. و حاولت الإتصال بـ " آرام " التي أجابت بسريع و قامت بـ إغلاق هاتفها تماما .. فـ قالت عالية بـ ضيق:-
_أما نشوف أخرتها معاكِ يا أستاذة " آرام "..!!
و توجهت لـ مطبخ لـ تعد الطعام لـ زوجها....
في غُرفة " سهير "
كانت تجهز حتى تحضر فيلم في ساحة العرض التابعة لـ " الفندق " هيا و " آرام " و " عبدالله " ... و نظرت لـ نفسها .. بـ فستانها الأحمر يصل طوله عند رُكبتها .. و بنطلون عند كعب رجلها بـ لون أسود و طرحة بـ لون " الكافية " و جزمتها " الحمراء " المتماشي مع فستانها و طلاء أظافرها حتى لون أحمر الشفاة الخاص بها ... و مساحيق التجميل التي جعلتها أجمل و تليق بـ روحها المجنونة الطائشه .. مع بعض الإكسسوارات الكثيرة جدًا و نظرت لـ نفسها بـ نظرة غرور و خرجت من غرفتها .. و نظرت لـ " عبدالله " الذي ينتظرها بـ نظرة باردة كـ عادتها و توجهت ناحية غُرفة " آرام " و ظلت تتطرق الباب عدة مرات و قالت:-
_تكون نايمة..؟!!!
عبدالله:-
_أنا بعتلها على واتساب .. و لكن أخر ظهور ليها كان من ساعتين .. فـ أستني
و رن على هاتفها فـ آته صوت السيدة التي تقول " الهاتف مغلق أو غير متاح " وقال:-
_موبايلها مُغلق .. فـ تقريبًا نايمة
سهير:-
_نعدي عليها و إحنا راجعين ... يالا بينا
و غادروا المكان ... أما بداخل الغُرفة
إستيقظت " آرام " على صوت طرق الباب .. و نظرت حوالها أنها جالسة على الأرض و تشعر بـ ألم شديد فـ ظهرها .. و ذراعها الذي خدل من أثر رأسها الذي كان مسند عليه .. كانت ستجيب عليهم و لكنها لم تقدر حتى و بدأت عينيها تبكِ ثانية ... و قامت بالوقوف بـ تعب تاركه هاتفها على الأرض و توجهت للحمام تأخد حمام ساخن يريح جسدها و روحها التعيسة التي كل ما تحاول أن تفرحها .. يحصل شئ يعيدها لـ نقطة الصفر...!!ُ
أمام المرآه تجلس على كرسي صغير أمام تسريحتها الكبيرة تمشط شعرها بـ تعب و لا مبالاة و تنتهي من تمشيطه و تلفه " كعكعه " كبيرة بعض الشئ و تسرح قُصتها القصيرة و تقوم بـ تثبيتها بـ دبوبسين الخاصة بالشعر و تضع أحمر الشفاة ... و ترش العطر الخاص بها ذو الرائحة الفاكهة التي تحبها و تنظر لـ بنطالها الجينز و تقول:-
_دا و لا إسود..؟! .. خلاص خليني فـ دا ،، عشان كمان متأخرش
و أنها حديثها مع نفسها و هيا تضع خاتم بـ لون الدهبي صغير الحجم فـ أصابعها الرفيعة الطويلة .. و تخرج من غُرفتها و تتجه لـ " والدتها " و تقول:-
_عايزة حاجة يا ماما..؟!
الأم بـ إبتسامتها الحنونه الطيبه:-
_تسلمي يا حبيبتي .. بس متتآخريش
الفتاة:-
_حاضر يا ماما
و غادرت البيت و العقار بأكمله ... و أوقفت أول تاكسي و وصفت له العنوان و أسندت رأسها للوراء . .. و وصلت المكان و أعطت النقود للسائق و نزلت ... و دخلت المكان و أقتربت من طرابيزة محدده عليها شخص وصل قبلها بـ ٥ دقائق فقط فـ قالت بـ جدية مع إبتسامة رسمية:-
_إزيك يا حسن..؟!
حسن و وقف أمامها و بادلها الإبتسامة لكنها كانت لطيفة و هادئه:-
_الحمدلله .. إزيك إنتِ..؟!
الفتاة و أمسكت بالكرسي المقابل له و جلست بـ أناقة و ثقة كـعادتها وقالت بـ إبتسامة لطيفة:-
_كويسة الحمدلله ... طبعًا إنتَ متعرفش سبب إصراري على المقابلة
حسن بـ فضول:-
_الصراحة آه .. بس كُنت مبسوط جدًا و إنتِ بتقولي نتقابل
الفتاة:-
_عايزك يا حسن تتكلم عن نفسك شوية
حسن و بدى عليه الإستغراب:-
_ما قولتلك بشتغل و حلمي إية كمان ٥ سنين
شيرين و خلعت رداء الجدية و تكلمت بـ نبرة هادئة:-
_مقصدش دا .. أقصد إن حسن الإنسان العادي .. حسن في البيت و مع صحابه عامل إزاي..؟! ... صفاتك المميزة و العيوب .. و أنا كذلك هتكلم عن دا
حسن:-
_و ليه كل دا..؟!!! .. ما نتخطب و العشرة تحكم .. لإن ممكن أكدب عليكِ .. أقولك إن مش عصبي و مش متحكم و أطلع العكس
شيرين و تكلمت بـ ثقة و هدوء:-
_مش هتعرف تكدب عليا .. صعب جدًا .. الكدب بعرفه ... فـ متقلقش
حسن:-
_و دا غرور مثلا..؟!!
شيرين:-
_ثقة و خبرتي فـ الحياة تخليني أعرف الكداب من أول كلمة ... بيبانوا ... و حتى لو كدبت .. هتتقفش .. لإن ببساطة الكدب ملوش رجلين
حسن و أعجب بداخله ثقتها و نبرتها الهادئه و سلالتها:-
_هو تفكير حلو ... مع إن مستغربه .. دا أنا لو هقدم فـ كلية شرطة مش هتعب كدا
شيرين و إبتسمت على كلامه وقالت:-
_هو أبان معقدة ... بس أنا بحمي نفسي ... مش مستعدة إن أدخل تجربة فاشلة .. فـ نحط النقط على الحروف ،، منها أَوفر عليك وقت و فلوس و مصاريف و مجهود .. و أنا كذلك
حسن:-
_طب عايزة تعرفي إية عن " حسن " ..؟!
شيرين:-
_أي حاجة تيجي فـ بالك .. بص أعتبرني مذكرتك و قول إلي عايزه
و بدأ " حسن " بالتكلم عن نفسه و يحاول أن يجمع كلمات يوصف بها الحال .. أما " شيرين " فـ كانت تنصت له بكل آذن صاغيه مستمتعه من داخلها برغم أن من الخارج كل ما يظهر عليها الجدية و العملية و كأنها ستعقد إتفاقية عمل و ليس جواز...!!
عند " آرام "
قامت بـجمع ملابسها و أشيائها و نظرت نظرة أخيرة للغرفة وقالت بـ حزن:-
_و بكدا تنتهي السعادة المؤقتة .. و مرحبًا بالتعاسة الآبدية
و غادرت الغُرفة و قابلت " سهير " و تلاقت أعيونهم و بادلتها " آرام " بـ نظرة و إبتسامة حزينة و تحركت بـ صمت ... أما " سهير " فـ تعجبت من شكل " آرام " الغير حيوي و الباهت بعض الشئ و كانت تود أن تسألها عن حالها و لكن سكوت " آرام " لم يشجعها على الكلام فـ يسيران بـ جانب بعضهما بـ صمت...!!
في الأتوبيس
تجلس " آرام " بجانب الشباك و تنظر إلى الطريق بـ عيون حزينة و كأنه أصبح فرض عليها هذا الحزن و الآسى .. غادرت الأسكندرية بـ هذا الشعور و عادت إليه محمله بالهموم...!!
سهير و حاولت كسر الصمت وقالت و هيا ترفع يدها أمام " آرام " و تقول:-
_إية رأيك فـ الخاتم ..؟!
آرام بـ نبرة هادئه و إبتسامة بسيطة تحاول جاهدًا أن ترسمها:-
_جميل
سهير:-
_عبدالله جابهولي بمناسبة عيدميلادي كان إمبارح
آرام:-
_طب مقولتليش ليه...!!
سهير:-
_يعني عادي ... بس عجبك الخاتم..؟!!
آرام:-
_آه يا حبيبتي جميل ...و الحنة إلي على شكل " عصفور " حلوة و لطيفة
سهير:-
_العصافير دول حياتي و كياني كله ... بيتي مليان عصافير بـ كل الأنواع إلي تتخيلها
آرام و سألت بـ فضول:-
_إشمعنا..؟!
سهير وقالت بـ حماس:-
_بحسها شبهي .. بتحب الحرية و الإنطلاق .. بتكره التقييد .. و تروح و تيجي و تكتشف كل حاجة ... عندي عصفور شبهي فـ حاجات لدرجة الإستغراب .. إسمه " مندو " .. لما بقول لـ حد كدا مبيصدقنيش .. و يفكروني هبلة .. بس دي حقيقة
آرام أعجبت بـ تفكيرها و كل مدى تزداد إنبهار بـ شخصية " سهير " الغريبة:-
_مفكرتيش تربي نوع تاني مثلًا..؟! .. يمكن تكتشفي حاجة جديدة !!
سهير بـ نفس الحماس و الإبتسامة الجميلة:-
_ربيت قطط .. بس محبتمهش .. بيقطعوا الهدوم و العفش ... دا غير إنهم مكرين أوي .. و كان في خلافات على طول بيني و بينها
آرام:-
_أنا بردو مبحبش القطط .. متعبين
سهير بـ تآكيد:-
_جدًاااااا ... و الكلاب على قد ما هيا وفيه .. بس بقرف منهم
آرام:-
_الكلاب بحبهم .. و بحب الوفاء و علاقتهم بصحابهم ... طوا عمري كان نفسي أربي كلب .. بس منفعش
سهير:-
_طب ما تجربي تاني..!!
آرام:-
_عايزين رعاية و حاجات كتير .. و أنا مش هفضى لكل دا
سهير:-
_بحسك شبه طائر " الهدهد "
آرام بـ إستغراب:-
_إزاي..؟!
سهير:-
_هو إفتراض مني ... بس بحسك شبه أوي ... هادية و ذكية .. حكيمة .. بس عندك جانب طاقة "مجنون " بيظهر لما بتفرحي ... زي يوم المسرح كدا ... بتحبي البساطة و السلام ... و دا أكتشفته فـ حبك للبحر و عشقك للطرب القديم .. و الأغاني الحزينة الهادية إلي دايمًا شغالة على موبايلك أو لما تطلبي مني أغني ... فـ بحسك كدا شبه
آرام بـ إعجاب و أندهاش:-
_إنتِ مش بس صحافية شاطرة .. إنتِ محلله ممتازة ... مع إن يا " سهير " إلي يشوفك و يتعامل معاكِ تعامل سطحي يفكر إنك سوري يعني .. شخصية تافه و مستفزة
سهير وضحكت وقالت:-
_لا مش بس كدا إنتِ دبش كمان ..!!
ضحكت " آرام " وقالت:-
_مقصدش .. بس أنا بكلم على تصرفاتك بتدي طباع إية للناس .... و إنتِ عكس كدا حقيقي
سهير:-
_مش عارفة .. بس يمكن عندك حق
آرام:-
_جربي تغيري تعاملك مثلًا .. أو تصرف ... بيني للناس جوهرك الحقيقي ... إنك ذكية و مثقفة ... و صوتك جميل فـ الغناء
سهير:-
_دي شهادة بقى أعتز بيها
آرام بـ ود و لطافة و خجل:-
_يا حبيبتي تسلمِ .. دا من ذوقك
سهير:-
_أنا مبسوطة إننا إتصاحبنا
آرام و شاركتها الفرحة وقالت:-
_و أنا ... و مبسوطة من السفرية إلي خلتني أكتشف فيكِ حاجات ... و أسلوبك و شطارتك ... هتبقي صحافية شاطرة بس طوري من نفسك
سهير:-
_أكيد .. إن شاءالله
و أرجعت رأسها للوراء و قامت بـ وضع سماعات الأذن و أنسجمت بـ بالها مع الأغنية الحزينة المعتادة.... و ظلت هكذا حتى قامت بـ فتح هاتفها و أختيار إقتباس ( لا أعلم هل أصابني البرود أم هذه الحياة لم تعد تهمني ) و أختيار زر " أنشر " ...
و ظل الهاتف لـ دقائق صامت حتى بدأ الناس في كتابة التعليقات و بـ " أحزنني " و مشاركته .. و هيا تتابع ذلك بـ صمت حتى أنها لم تتشارك مع التعليقات ...!!
و يمر الوقت و جائها مسدچ من " عمران " الذي كتب:-
_القمر أخباره..؟!
قرأتها " آرام " بـ عيون حزينة و إبتسامة لطيفة:-
_الحمدلله .. و إنتَ..؟!
عمران:-
_بخير ... بس القمر مش بخير و مخبي عليا حاجة..!!
آرام:-
_قابلت حمزة
عمران بـ إستغراب:-
_إمتى و فين..؟!
آرام:-
_إمبارح على البحر
عمران:-
_و روحتِ كلمتيه صح..؟!
آرام:-
_آه
عمران:-
_و باين كدا إن محصلش خير .. و مشدة بينكم..؟!
آرام:-
_أيوه ... الناس إلي هناك أتفرجوا علينا من صوتنا العالي
عمران:-
_مش أنا قولتلك يا " آرام " متتكلميش بـ صوت عالي و خاصة مع " حمزة " ... بس حصل إيه..؟!
آرام و سردت له ما حدث في رسالة طويلة تحاول أن تقاوم دموعها حتى لا تلحظ " سهير " الغامسة في هاتفها و أغانيها التي على نقيض من " آرام "
عمران:-
_آرام .. أخوكِ بيهرتل .. و إنتِ مش أنانية و مش وحشة
آرام:-
_قهرني على نفسي يا " عُمران " ... هو ليه بيعمل معايا كدا ..؟!!! ... عشان إية..؟!! ... دا أنا بحبه .. و بقالي سنين بحاول أقرب منه و أكسب علاقة حلوة معا .. ليه بيعمل كدا ..؟!
عمران:-
_هو مركز على عيوبك بس .. و شخصيتك القديمة ... و باصصللك من الجانب دا .. فـ مش قادر يتخيل إن " آرام " كبرت و إتغيرت .. و الموضوع الآخير زود الطين بله ... فـ أتقفل من نحيتك .. و مع الآسف بيآذيكِ بـ كلامه و فتكر إن دا الصح
آرام:-
_هو أنا للدرجادي مستحقش منهم معاملة حلوة..؟!!
عمران:-
_إنتِ تستاهلي كل الحلو إلي في الدنيا يا " آرام " .. كفاية طيبة قلبك و حنيتك .. كفاية إن برغم إن والدتك مبتكلمكيش .. جبتي ليها هدية ... و حاجات كتيرة
آرام:-
_وهما مش شايفين دا ليه...؟! ليه..!! ... ليه حاطني فـ زون الوحاشة و الأنانية..؟!
عمران:-
_سيبك منهم يا " آرام " .. سيبك منهم .. و ركزي مع إلي بيحبوكِ .. و حبي نفسك الجديدة .. نفسك دي أهم من أي حد يا روميو
آرام:-
_إدعيلي يا " عُمران " ... حاسه بهم على قلبي مش قادرة أشيله
عمران:-
_ربنا يفرج كربك و يريح بالك و قلبك يا روميو ( قلب أزرق )
آرام:-
_يارب ( و قلب أزرق )
و كانت تحادث " عمران " و فجأة...
