رواية ضجيج الروح الفصل الرابع والعشرون24 بقلم فرح احمد

رواية ضجيج الروح 

الفصل الرابع والعشرون24

 بقلم فرح احمد

وقفت " آرام " البحر تبكِ بحرقة ... لم تتوقف عن البكاء ... و لا تستطيع التحكم بـ دموعها ... تشعر بالحسرة على حالها ... ندمت أنها ذهبت لـ " أحمد " و هددته بـ السكين الزائف الذي تستخدمه في حالة إن شعرت بـ أي شئ غير طبيعي ... خاصة أن عملها أحيانًا يحتمها أن تذهب لـ أماكن نائبة ... فـ لابد أن تحمي نفسها ... ولا تستطيع أن تمسك سكين حقيقي لإنها تخاف ... و الحمدلله أن هذة الآداة الزائفة كانت تفي بالغرض ... و نهضت من التراب وقفت بـ ثبات زائف ... و تنظر لـ شاشة هاتفها المنغقلة بـ نظرات تعيسة ... تشعر أنها كبرت في العمر أعوامًا كثيرة ... و ليست مجرد فتاة في منتصف العشرينات ... تستمتع بـ حياتها ... الحياة التعيسة التي حتمت عليها

فتحت هاتفها و رأت إتصالات من " أحمد " كثيرة ... و رسالة منه تحتوي على:-

_أنا مش عارف أقولك إية...!! بجد أنا آسف ... آسف على إلي أمه بتعمله معاكِ ... بس والله أنا ما طلبت منها تتقدملك ... وقولتلها تقفل الموضوع دا ... بس هيا مصرة ... و أنا مفسختش مع " أشرقت " دا كان مجرد خلاف بسيط و إتحل ... " آرام " أنا آسف .... أنا أول مرة أشوفك بالحالة دي ... متعمليش حاجة فـ نفسك ... و طمنيني عنك ... و آسف تاني ... و أنا هتصرف مع أمي ... خدي بالك من نفسك


كانت تقرأ رسالته و الدموع تنهمر منها ... تشعر بالخذي بفعلتها ...." أحمد " الذي لا يعترف بـ غلطه .. يعتذر لـ أجلها ... فضحت من شكلها الضعيف ... أصبحت في نظره فتاة تعيسة متستسلمه لليائس ... تفعل أشياء متهورة ... بعد ما كانت رمز للهدوء و العقل


طلبت " عمران "  الذي لم يمر دقيقة و أجاب عليها وقال:-

_سلام عليكم


آرام بـ نبرة معتذلة تحاول أن تأتي بها:-

_و عليكم السلام


عمران بـ خضة من نبرتها:-

_مالك يا " آرام "....؟! فيكِ إية...؟!


آرام تحاول أن تطمئنه و لكنها فشلت و بكت:-

_عمران ... أنا خايفة


عمران بـ قلق أكثر:-

_آرام ... إنتِ فين...؟!


آرام تنظر حولها بـ عيون مشوشة:-

_على البحر 


عمران:-

_قوليلي العنوان و أجيلك


وصفت له المكان ... و كانت ستغلق المكالمة و لكنه رفض ... لإنه يشعر بالقلق و الخوف عليها ... و وجودها على البحر في هذا الوقت .. و خاصة أن المكان الذي توجد فيه بعيد عن المارة ... و لا يضمن أن يؤذيها أحد ... يسمع أنانيها و بكائها ... يشعر بالحزن على حالها ... و لا يعرف السبب ..!!


أخيرًا وصل أمامها ... و رأها تجلس على الأرض ...و تضع الهاتف على حجرها فـ أغلق الإتصال و قال:-

_آرام 


رفعت نظرها له بـ عيون متورمة ... و وجهه محمر شاحب ... تحاول أن تبتسم و لكنها فشلت فـ قال:-

_تعالي معايا


حاولت النهوض و فجأة شعرت بالدوار و كانت ستقع و أمسكها " عمران " على آخر لحظة ... فـ أفلتت يده بسرعة ... و تقيئت ...فـ قلق أكثر " عمران " ... و من وجهها الذي إنسحب لونه ... و كأنها جسد بلا روح 


و فجأة وقعت مغشي عليها ... فـ بسرعة حملها ... وضعها في الكرسي الخلفي للسيارة ... و توجه سريعًا ناحية أقرب للمشفى ... يشعر بـ قلة حيلة ناحيتها و هو يرى أن وضعها يسوء ... و لا يعرف أن يفعل شئ ... رأى شفتيها الزرقاء ... وأطراف يدها الباردة بسبب البرد و خاصة انها تجلس أمام البحر ... و جسدها لم يتحمل كل ذلك ... فـ وقعت مغشي عليها..!!


في بيت " أحمد بشندي "


دخل منزله .. و رأى والدته تجلس أمام التلفاز ... تأكل بعض المسليات من " لُب و مكسرات " و غيرها .. فـ رفعت نظرها ناحيته و قالت بـ حنان:-

_إتاخرت ليه يا " أحمد "....؟!


لم يجيب على سؤالها ... و أقترب منها بـ خطوات بطيئة مخزية من فعلة أمه و وقف وقال:-

_ليه روحتِ لـ " آرام "...؟!


وضعت وقاء طبق الملسيات وقالت بـ نبرة ضيق:-

_إنتَ هتستجوبني يا " أحمد "....؟!


أحمد:-

_حاشا و كلا... أنا بس عايز أعرف ... روحتي على أي أساس ... تطلبي إيدها للمرة الألف ...  و أنا خاطب يا أمي


وفاء:-

_ما أنت فسخت معاها


أحمد كان سينفعل و لكنه تحدث بـ نبرة أكثر حدة:-

_إتصالحنا يا أمي ... و الموضوع مكنش مستاهل الفسخ ... أي إتنين بينهم مشاكل ... و إنتِ في ثوانِ راحه تخطبيلي تاني ... و كمان من " آرام " إلي قولتلك ألف مرة إن بعتبرها أختي ... و إنتِ قولتي  بـ نفسك إن  أمها .. قالت مينفعوش ... عيوبنا صعب التعايش معاها ... و إنتِ مفيش فايدة ... حقيقي بجد مفيش فايدة


و غادر و هو يردد جملة " مفيش فايدة " بـ حدة و عصبية .. و تتابعه أمه بـ عيون قاسية و نبرة متذمرة:-

_فعلًا مفيش فايدة معاك يا " أحمد " يا ابن بطني


و أمسكت بـ الطبق ثانية و قامت بتعليت صوت التلفاز بـ عصبية...!!


في المشفى


ركب لها الطبيب " محلول " غذائي ... و أجرى لها بعض الفحوصات و أن ما حدث لها بسبب إنخفاض في مستوى الضغط....


يجلس " عمران " بـ جانبها على الكرسي ... يراها تصارع مع الكابوس و فجأة سمعها تقوم من نومها و علامات الذعر على وجهها و قلبها ينبض بـ سرعة شديدة ...


فـ أقترب منها " عمران " وقال :-

_دا حلم حلم ... إهدي


و ظل يردد الآيات القرانية ... و بعض الأدعية لعلها تهدأ ... و أخيرًا تنفست بـ شكل منتظم و أرجعت رأسها للخلف و هيا تكتشف المكان حولها و تقول بـ نبرة متعبة:-

_أنا فين....؟! و بعمل إية هنا....؟!


عمران:-

_في المستشفى ... أغمى عليكِ ... و الدكتور وصفلك على شوية أدوية و هتبقي بخير


آرام تتحدث بـ ثقل:-

_عمران ... أنا لازم أروح .. روحني ونبي


و بدأت بالبكاء ثانية ... و هو ينظر لها وقال:-

_حاضر ... بس يخلص المحلول بس 


آرام:-

_إتصلي على " عالية " 


و أمسك بهاتفها ... و أتصل على " عالية " الذي رد مكانها أخيها الصغير وقال:-

_إنتِ فين يا " آرام "...؟! أختك بتولد و قعدين نتصل عليكِ .. فينك...؟!


آرام بـ قلق و قامت بـ نصف جسدها على الفراش وقالت بـ نبرة معتدلة بـ صعوبة:-

_إنتم فـ مستشفى إيه....؟!


وصفى لها العنوان و أغلقت الهاتف وقالت و هيا تنهض ..تصارع ثقل جسدها و آلمها:-

_أنا لازم أروحلهم حالاً ... حالاً يا " عمران " .. أختي بتولد


نادى للممرضة لـ تساعدها ... يراها و هيا تقف بـ صعوبة و يدها التي ترتعش ... لا يستطيع أن يعترض .. فـ هو يعرف أنها سترفض حتى الجلوس لـ إنهاء من ذاك المحلول ... يرأها تقف أمام المرآة ... في الحمام .. تغسل وجهها بـ إيعاء ... تقاوم الدموع المسيطرة عليها ... يرأها تصارع جسدها ... و تدعو الله ألا يخذلها 


في سيارة  " عمران "


تجلس بـ جانبه ... و وقف أمام " كشك " و أشترى لها بعض الحلويات و العصائر و الشطائر المعلبة ... لـ تعطيها بعض القوة ... كانت تأكلها بـ بطئ و صعوبة ... تنظر لـ مرآة  ... رأت أن الإنتفاخ الموجود أسفل عينيها قل ... و لكن شفتيها و وجها مازال شحابتين ... شربت زجاجة مياة كامله ... لعلعها تفيقها 


ينظر لها و محاولاتها آن تزيل علامات الشحوب و التعب عن وجهها ... حتى لا يلاحظ أحد ... و أخيرًا وصلوا وقبل أن تنزل من السيارة قال لها:-

_يكرا هعدي عليكِ .. عشان تاخدي الأدوية إلي رفضتي تاخديها ... سلام


و ودعته على عجل ... و دخلت المشفى و سألت عن  أختها ... و بكن قبلها ذهبت للحمام ... غسلت وجهها ثانية بالماء ... و رأت فتاة تقف بـ جانبها تضع بعض مساحيق التجميل ... فـ شعرت أنها نجاة لها ... و أستئاذنتها .... و وافقت ... و وضعت أحمر شفاة يخفي شحوب وجهها ... و بعض الأشياء ... و نظرت لـ نفسها في المرآة بـ عيون راضية ... أنها أخيرًا أخفت علامات التعب البادي عليها... و أصبح شكلها مشرق ... تشكر لـ هذة المساحيق التي تهفي كوارث و جرائم... شكرت الفتاة و ذهبت ناحية غرفة العمليات 


نظر لها الجميع ... لكنهم لم يكونوا في حال أن يعاتبها أحد .. أو يسألها أين كانت !! ... فـ حمدت ربها على ذلك ...و جلست بـ جانبهم بـ صمت إلي أن قطع ذلك ... بكاء الرضيعة ... فـ تنفس الجميع الصعداء ... و  حتى أن " آرام " أرتسمت إبتسامة سعيدة متعبة.....!!!


في غرفة " عالية "


بعد مرور وقت كثير ... دخل الجميع عليها ... و أفاقت " عالية " .. الذي سألت على " ابنتها " التي كانت تمسك بها " نادية " ... أعطت ابنتها لها ...تنظر لها " عالية " بـ  حب و رضا ... يجلس بـ جانبها " حسام " و يضع يده على وجهه صغيرته ... يتحسسها بـ رقة و إبتسامة لطيفة محببة على وجهه


تنظر لهم " آرام " بـ عيون راضية و سعيدة ... و لاحظت أن والدتها منذ أن أمسكت بـ " ياسمين " الرضيعة و هيا هادئة و إبتسامة لم تقارقها هيا و والدها ... حمدت ربها أن الكل لاهيًا في " عالية " و ابنتها ... لم يسألوها أين كانت ... حتى أن " نادية " كانت تحادثها بـ هدوء و تنادي عليها بـ اسمها " الدلع " ... فـتنهدت بـ راحة أكثر ... تشكر ربها على ماحدث.....!!


آرام و هيا تقف بـ صعوبة توجهت ناحية " عالية " و نظرت للرضيعة و إبتسامة لم تفارفها:-

_أخدة رموش خالتها ... عشان تعرفي بس جمايلي عليكي يا " ياسمين "


ضحك الجميع وقالت " عالية ":-

_متنسيش إنك واخدها من ماما ... يعني مفروض نشكر أمي مش إنتِ


آرام لوت إحدى شفتيها بـ مزاح:-

_بس هيا شبهك كدا ليه يا حس ... حرام عليك يا أخي 


حسام بـ ثقة:-

_بنت أبوها بقى


و ظلوا يمزحون في جوء دافئ و لطيف ... حتى أن " حمزة " آتى هو و زوجته ... و جلست " آرام " على جانب .. و ألقى " حمزة " السلام على الجميع بـ ود ... أما هيا ألقى السلام بـ جفاء واضح .. و زوجته جلست بـ جانب " نادية "


و يمر الوقت ... و رحب الجميع ماعدا " نادية " ستبيت مع ابنتها ... فـ ركبت " آرام " السيارة مع والدها في الخلف ... تحمد ربها على أن هذة الليلة مرت ... و أن الله أنقذها مما كان سيحدث ... أرسلت لـ " عمران " رسالة ... تخبره أن  أختها أنجبت " ياسمين " و أنها في حال أفضل ... و أن أمها لم تعاتبها إطلاقًا ... و لا حتى والدها القلق على ابنته ... حتى " بلال" نسي أصلًا ... فـ شعر بالفرحة لـ أجلها .... وصلت المنزل و دخلت غرفتها و أبدلت ملابسها ...


و أرتمت على السرير بـ تعب واضح جدًا.....!!!


و تمر الأيام ... و يأتي آخر الأسيوع ... أصبحت " آرام " في حال آفضل ... خاصة أن والدتها تبيت مع " عالية " فـ تشعر بـ راحة كبيرة في غيابها


تقف أمام المرآة ... تلبس الحلية التي أتى لها عمران هدية في أول مقابلة ...كانت تلبس بلوزة سوداء سوجد عليها بعض النقوش الللامعة عند الأذرع .... و چيب بيضاء مخططة على كعب " أسود " و طرحة " كافية " ... مع بعض مساحيق التجميل ... فـ أصبح شكلها رقيق و مرضي بالنسبة لها ... و برغم كُل ذلك لم تتسطع التحكم في نظرتها الحزينة ... فـ هذا شئ خارج عن إرادتها .... خرجت من غرفتها ... و رأت أخيها يجلس وهو مرتدي بدلة " سوداء " أصبح وسيمًا و أكبر عمرًا ... و أخذت مفاتيح سيارة أبيها ... الذي توعد لهم إن أنهت من وقود السيارة و كررت هذه الفعلة ثانيةً 


آرام:-

_يالا


و غادروا الشقة و العقار بأكمله ... مودعة عم " أسامة "  ... و أستقلت السيارة و تحركت بها ... و قامت بتشغيل بعض الأغاني المبهرجهة لـ تعطيها بعض الحيوية التي كل مدى  تفقدها  .... و أخيرًا وصلوا ... و ترجلوا من السيارة ... و سارت بـ جانب أخيها الذي أصبح أطول منها فـ قالت:-

_هيفكروك خطيبي ... و توقفلي سوقي يا عم


ضحكوا هما الإثنين ... و دخلوا القاعة ... و أصبحت الأغاني  تسيطر على مكان و لم يعد يستطيع أحد سماع الآخر .. إلا بعلو صوته ... و كأنهم يصرخون لا يتحدثون


و رأت " عفاف " و باقي الفتيات  ... و رحبوا بها بـ أحضان و قبلات و جلس " بلال " على أقري مائدة ... و ظلت هيا واقفة معهم قليلًا منتظرين حضور العروسين ... و أستئاذنت منهم و ذهبت للجلوس بـ جانب أخيها .... و أخيرًا حضر العروسين


و أول ما نظرت عليهم و همم يدخلون القاعة .. شعرت " آرام " بـ الصدمة ... و حاولت التركيز ثانية لعلها تهلوس ... و لكن لا .. فـ إن العريس .. هو " سليم " ... الذي كانت معجبه به في فترة الجامعة .. كانت تعتقد أن أخو " عفاف "  واحد ثاني و أنه مجرد تشابه أسماء ... ليس هو نفسه....!!


و ظلت تنظر له و لـ زوجته ... الجميلة .... كانت مليئة الجسد و لكن يـ شكل أنثوي جميل ... قصيرة القامة ... قميحة البشرة ... و عيونها الواسعة المكحلة أصبحت أكثر جمالًا به ... أما " سليم" فـ بـ رأيها أنه أزداد جمالًا ... أصبح شكله أكثر رجولية مع تقدمه في السن ... و أصبح جسده أكثر عرضًا بسبب حبه و لعبه الدائم في صالات الرياضية ... و كان يحصل على مراكز الأولى في الالعاب الرياضية 


و نظرت لـ " عفاف " ... كيف لم تلحظ التشابه بينهم الكبير ... و لكنها النسخة الأنثى منه مصغرة ... و لكنها إبتسمت إبتسامة سعيدة ... بـ أنها لم تعد تشعر بـ أي شئ من ناحيته ... و أنها سعيدة بـ زواجه و دعت له و زوجته في سرها...!!


مر الوقت ... و أخذتها " عفاف " للمباركة للعروسين ... الذي إعتلته الصدمة من رؤية " آرام " ... و صداقتها مع أخته التي لم تتحدث عنها أصلًا ... و باركت لهم ... و بدأت الأغاني ... وقفت " آرام " بـ جانب عفاف و أصدقائها و بدأت بالتصفيق بـ عيون سارحة و إبتسامة صغيرة لم تفارقها ... و بين الحين و الحين يختلس " سليم " النظر لها .. يود أن يسألها ماذا تفعل هنا ...؟! و ما هيا صلتها بـ أخته ... خاصة أنها أصغر منها بـ ٤ سنوات ... و أخته في كلية " علوم " ... فـ كيف....!!


تكلم ولد " الدي چي " ... أن يتفرق الرجال و النساء ... و بدأت " آرام " بالمشاركة الحارة مع العروس التي لا تعرفها ... و أنها أحبتها من إبتسامتها و روحها اللطيفة ... حتى أنها أخذت بـ يد " آرام " لـ تشاركها الرقص .. وسط تصفيق البنات الحار


شعرت " آرام " بـ التعب ... و جلست على المائدة بـ جانب أخيها ... المنهمك في هاتفه ... لا يعبء بـ الفرح ولا غيره ... فـ هو لا يعرف أحدًا ... و آتى إضطرار بناء على رغبة والده


و أنتهى الزفاف و بسبب تعب " آرام " من الحذاء ... طلبت من أخيها أن يقود ... و وصلوا إلى المنزل و أرتمت على السرير و هيا ترسل رسالة إلى " عمران ":-

_أنا روحت ... هحكيلك بكرا .. لإن هموت و أنام


عمران:-

_تصبحي على خير


آرام:-

_و إنتَ من أهل الخير " و قلب أزرق " 


ف بدالها القلب و نامت حتى أنها من التعب نسيت أن تأخذ العلاج التي حددته لها الدكتورة " سها "....!!


و يمر أسبوع آخر ... أسبوع مرهق أكثر ... حيث أن حدث خلاف بينها و بين والدتها بسبب المنزل غير نظيف من وجهة نظرها ... و تعب أختها فـ أضطرت أن تبيت معاها لـ تساعدها في بعض الأمور ... و إرهقها مع ابنة أختها التي لا تنام و تبكِ كثيرًا ... و تأخذها من "عالية " لـ تتركها ترتاح ... و تحتاس هيا مع الرضيعة ... لدرجة أنها بكت بجانبها ... و لا تعرف السبب  ... من الممكن بسبب الضغط ... جربت أن تكتب كل مشاعرها في ورق حتى تريها لـ طبيبتها ... رأت أنها كتبت كثيرًا ... كلمات مشوشة غير مفهومة ... لإنها لا تفهم نفسها حتى تعبر عنها في الورق 


تجلس في العيادة ...


و هذة المرة بدون " عمران " الذي إعتذر أنه مشغول ... و لا يستطيع أن يأتي .. لم تحزن من عدم مجيئه ... و لكنها خائفة ... تشعر بالغربة في هذه العيادة ... خاصة أنها رأت ذاك الشاب الثري و علامات الهم و الحزن بادية على وجهه .... أما الطفل رأته يبكِ .. حتى أن والدته تحاول تهدئه و لكنه لا يتوقف ... تشعر بـ التوتر من كم المشاعر السلبية المحيطة بها ..تود أن تختفي ... و أخيرًا جاء دورها ... فـ بسرعة نهضت و دخلت الغرفة ... تنهدت بـ توتر و لكنها هدئت قليلًا عندما شمت رائحة الغرفة .. الفواكهة التي تعشقها و شعرت بـ بعض الراحة


الطبيبة بـ إبتسامة عملية:-

_عاملة إيه يا " آرام "....؟!


جلست " آرام " على الكرسي المقابل و هيا تقول بـ نبرة هادئة:-

_الحمدلله يا دكتورة .. و حضرتك...؟!


الطبيبة:-

_أنا في أحسن حال الحمدلله ... طمنيني عنك الأول 


آرام و هيا تمد يدها بـ الورق الذي كتبت به مشاعرها طوال الأسبوعين:-

_أنا حاولت أعمل زي ما حضرتك قولتي ... آتمنى تفهمي الخط و الهبل إلي كتبه


و ضحكت بـ إحراج .. فـ إبتسمت الطبيبة و أخذت الورق ... و ظلت دقائق تقرأ بتركيز حتى قالت:-

_روحي أقعدي على الشزلونج


توجهت ناحيته بـ خطوات ثقيلة متوترة ... و جلست بـ إسترخاء قليلًا ... حتى أتت الطبيبة و جلست أمامها على الكرسي و تقول:-

_ليه كتبتِ إنك لما شوفتي بابا " عمران " إتوترتي و طلعتي تجري....؟!


آرام:-

_إتصدمت ... مكنتش متوقعة إن أشوفه ... فـ أتلجمت كدا .. فـ طلعت أجري ... مع إن شكله مريح ... و " عمران " دايمًا يكلمني عنه ... و كان نفسي أتعرف عليه .. بس أنا مكنتش فايقة لـ أي حاجة ... كُنت زي ما كاتبه .. متهزقة من مديري .. و مليانة طاقة سلبية و تعب .. فـ مقدرتش


الطبيبة:-

_إحكيلي عن علاقتك بـ " أحمد " ابن طنط وفاء الحشرية 


ضحكت " آرام " هيا و الطبيبة ضحكة قصيرة ... لإنها هيا من كتبت ذلك في ورق وقالت:-

_أحمد أكبر مني بـ ٤ سنين أو ٥ ... متربي معايا ... و كان لحد ٣ ث أو ٢ أنا مش فاكرة ... أقرب شخص ليا ... نظرًا إنه على طول عندنا ... و علاقتي بـ " حمزة " مش كويسة .. فـ كنت بشوف فيه الأخ من حنيته و طيبته إلي إتحرمت منها ... كنا بنخرج مع بعض ... لما أكون زعلانة يراضيني ... و هكذا ... لحد ما قرر إنه يسمع كلام أمه  و يعجب بيا ... و يوهم نفسه بـ دا .. و يتجوزني ... فـ علاقتنا شبه إتقطعت ... عرفته إننا مش هننفع لـ بعض ... و إن مش العيب فيه .. بس أحمد عصبي أوي أوي ... و أنا مبستحملش العصبية و مبعرفش أتعامل معاها فـ رفضت .... عدت سنين وكل فترة والدته تفتح حوارنا ... و هو يقولها إنه مش عايزني ... و لا أنا عايزا .. و إننا شايفين بعض أخوات ... تقول أخوات إيه .. إنتم مش راضعين على بعض ... عشان يبقى فيه سبب للرفض ...  و خطب الحمدلله من مدة قريبة ... و الموضوع إتقفل ... و بقت طنط " وقاء " قليل ما تيجي عندنا ... لحد من أسبوع جت ..عشان تخطبني لـ ابنها للمرة الألف .. و توهمني إنه فسخ مع " أشرقت " ... فـ أتعصبت ... قولت إن مش إستبن و لا أنا بايرة .. عشان كل ما ابنها يفسخ أو يرفض واحدة تجيلي ....محستش بـ نفسي غير و أنا باخد موبايلي و سكينة كدا وهمية ... بستخدمها في شغلي بو حسيت بـ طوارئ .. لإن كُنت ساعات بروح حتت عشوائية لوحدي ... و مقدرش أشيل سكاكين حقيقه .. فـ شلت دي ... متحدده من الطرف بس ... يدوب أهوش بيها ... و قليل ما أستخدمتها .....جريت بيها على " أحمد " و هددته بيها ... و إنفجرت فيه ... أول مرة أنفعل قدامه ... و دا عكس طبعي ... لإن طبعي هادي ... و بكره العصبية و الإنفعال ... بس مقدرتش ... و هبيت فيه ... و بعدها عيطت ... عيطت جامد ... و هو شايفني و مصدوم مني ... و حسيت إن عملت في نفسي كارثة ... فـ طلعت أجري منه ... و كلمت " عمران " ... و أول ما شوفته .. مكنتش قادرة أقف و بطني تعبتني و جبت كل إلي فيها ... و أغمى عليا ... بسبب ضغطي وطى .. و الدكتور وصفلي شوية أدوية 


الطبيبة بـ إهتمام و تدون بعض الملاحظات:-

_حاولتي قبل كدا تتكلمي مع والدتك .. إنك تحلي الخلاف إلي معاها .. و تعرفي سببها....؟!


آرام:-

_آه كتير ... بس مكنتش بتديني إجابة تريحني ... فـ بقيت أتجنبها .. و بردو يحصل خلافات ... و ساعات بيبقى السبب أخويا " حمزة " .. إلي أوقات كنت بشك إنه بيكرهني .. مواقفه الحلوة معايا معدومة ... مع إن حاولت معا هو كمان ... بس مع أول غلطة ليا قلب عليا ... فـ شيلت إيدي .. ما أنا حاولت ... بس محدش كان بيساعد 


و أستمرت الدكتورة في الأسئلة و تجاب عليها " آرام " ... و مر الوقت و أخذت الروشته لإنها وصفت لها أدوية جديدة ... فـ تنهدت بـ حزن كالعادة و ودعتها بـ خطوات يائسة و عيون حمراء من كثرة الدموع


و تمر أيام كثيرة و يقترب موعد الطبيبة الثالث ... كانت " آرام " أتية من العمل بعد شجار كبير بينها و بين " سمية " بسبب أنها أوقعت الشاي على أوراق مهمة ... كانت تود أن تصعفها لولا أن أمسكتها الفتيات ...


و ألقت عليها بعض الشتائم البذيئة التي تستخدمها قليلًا ... و لكنها لم تستطع التحكم ... و وصل الأمر لـ " رأفت " ... الذي أدبها بـ كلامه الجارح لها ... و كذلك الأمر لـ " سمية " ... فـ عادت لـ منزلها بـ يائس و دموع على خديها ... و أول ما دخلت فجأة......

    الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>