رواية انت الترياق والسم الفصل السابع7والثامن8بقلم امل احمد


 رواية انت الترياق والسم الفصل السابع7والثامن8بقلم امل احمد

 
رحيق 
_ محتاجة أفتكر تفاصيل أكتر ، لأني شاكة أنها حادثة مدبرة مش قضاء وقدر 
فاطمة 
_ يا لهوي مدبرة 
زاهر
_ أنتي مخبيه عننا ايه ؟ وليه بتقولي كده ؟
رحيق 
_ الموضوع خاص بشغلي يابابا صدقني لم أوصل للي عايزاة هقول لك على كل حاجة  ممكن تنزل معايا 

فاطمة 
_مفيش خروج من البيت   أنتي مش شايفة شكلك لسه تعبان إزاي بلاش النهاردة 
زاهر
_ أنا كمان رأيي من رأي أمك 

رحيق 
_ خلاص هنزل لوحدي 

سحبتها " فاطمة " من ذراعيها أردفت 
_ لا طبعاً مفيش خروج لوحدك يا " رحيق" هي كلمة واحدة مفيش خروج إلا لم ترجعي زي الأول وأحسن أنتي فاهمة ولالاء 

أستجابت لحديث والدتها بصمت تام  ودلفت لغرفتها مره أخرى وأغلقت الباب 
جلست على فراشها تتذكر تفاصيل الذي حدث معها قبل هذا الحادث المؤلم 

في المساء وهي عائدة من عملها 
وجدت أربعة من  الشباب  الملثمين يرتدون أقنعة لحيوانات مختلفة قاموا بسد دربها  وحاصروها من جميع الجهات

 ابتلعت غصتها برعب كبير، رفعت كفها المرتعش تزيل عرق جبينها أثر خوفها أخذت نفساً عميقاً وأردفت
_ أنتم مين ؟ وعايزين مني ايه ؟

أحد الشباب 
_ إحنا من طرف" الذئب" باعت لك رسالة معانا بيقولك ابعدي عن المقالة دي وشوفي أي خبر ومقالات تانية تتسلي فيها لو خايفة على نفسك وعلى حبايبك 
ده تحذير والمره الجاية هيكون فعل هتندمي عليه 

ردت عليه بشجاعة وحماقة في آن واحد 
_ أنت فاكر الدنيا سايبة قول " للذئب" بتاعك أني هشتغل على المقالة وهكشف حقيقتة وأنه هيتعاقب على كل جرائمة البلد دي فيها قانون  بلغه أنه مش هيقدر يعمل معايا حاجة ولا هيقدر يجبرني أتراجع عن نشر المقالة بعد ما أكشف حقيقتة

ولكن لم تكن تعلم  بسبب كلماتها  هذة سوف تكون مثل العاصفة التي سوف تدمر حياتها 
أخذت تتفحص المكان بتركيز تجد طريقة للهروب من هؤلاء الشباب .

أخذت تعود للوراء وفجأة انخفضت بجسدها على الأرض والتقطت حفنة من الرمال بكفيها قامت برشها بعشوائية عليهم جميعاً.

أرتبك الجميع بفعلتها ، واستطاعت بالفعل الهروب منهم 
أخذت تركض بشكل عشوائي في الشارع لا تعلم أين تذهب  حتي أصطدمت بشخص ما 
أردفت 
_ أنا آسفة مخدتش بالي منك والله 
هو 
_ حصل خير إهدي  ، أنتي كويسة 
لم تتنبه لحديثة كانت تلتفت برأسها جهه اليمين وجهه اليسار بدون توقف 
هو 
_خايفة من حاجة ؟ 
ردت عليه 
أيوة في مجموعة من الشباب حاولوا يضايقوني  وهربت منهم بمعجزة 
هو 
_ طبيعي بنوته ذيك في الوقت ده  يحصل معاها كده عارفة الساعة كام دلوقتي الساعة الحادية عشر والنصف وخصوصاً إحنا في شتاء والشوارع هادية فطبيعي ده يحصل 

أنا "نادر ضرغام "
صاحب محل الورد اللي هناك ده وأنتي؟
مد يده لمصافحتها نظرت لكفه الممدود لها ردت عليه دون أن تصافحة 
_ أنا "رحيق" 

هبط كفه بإحراج وأردف 
_ أنتي ساكنة هنا في المنطقة 
ردت عليه 
_ هو حضرتك هتحقق معايا ولا ايه ؟  على فكرة أنا مكتوب كتابي  يعني كل حواراتك دي ملهاش لازمة مش عشان خدت معاك في الكلام تسوء فيها 

نادر 
_ فهمتيني غلط يا أنسة كل الحكاية  إني حاولت أخفف الرعب اللي كان باين على ملامحك والله أعلم يمكن تكوني عاملة مصيبة وعايشة دور الضحية بعيد عنك الناس مبقتش مضمونة كلهم بيعيشوا دور الضحية دائما 

رحيق 
_  أنا غلطانة إني وقفت مع واحد ذيك معندوش زوق في الكلام بائع ورد  أها بس كلامك زي  الشوك 
وتركته وغادرت 

قطع شرودها أردفت  وهي تردد
محل الورد مكان الحادثة 

في صباح يوم جديد أستيقظت من نومها ونهضت من فراشها دلفت للمرحاض وبعدها بدقائق خرجت واتجهت لغرفتها مره أخرى نحو خزانتها قامت بتبديل ثيابها  بعدها 
خرجت بهدوء دون علم والديها 

وصلت للمحل ودلفت بداخله 
وجدته يجلس على مقعدة منشغل في هاتفه  تقدمت نحوه وأردفت 
نادر ضرغام
رفع بصره لها ونهض من مقعدة أردف 
_ حضرتك تعرفيني ؟ 
ردت عليه 
_ أنت مش فاكرني احنا اتقابلنا قبل كده  تقريبا من شهر ونص 
رد عليها 
_ لا مش فاكر بصراحة خير حضرتك عايزة مني ايه ؟ 

كانت سوف تتحدث معه بخصوص الحادث  ولكن رأت انعكاس رجلاً في المرآه يقف خارج المحل يرتدي قناع " النمر " 
التفت بزعر خلفها وجدته أختفى 

وجه نادر حديثه لها أردف 
_ اتفضلي اتكلمي سامعك 

أردفت بتوتر 
ولا حاجة عن إذنك 
وركضت للخارج 
بعد أن رحلت أردف نادر 
مجنونة دي ولا ايه ؟ 

في منزل يزن 
يدق جرس الباب تتجه غادة وتفتح الباب تجد "رحيق " أمامها ترتدي الأسود 
أردفت ودموعها مهددة بالسقوط 
_ أذيك يا غادة 
غادة 
_ رحيق ؟! أنتي جاية لوحدك ؟ تعالي 

دلفت" رحيق" للداخل 
وقع بصرها على غرفتة لم تستطيع السيطرة على دموعها انفجرت في البكاء عانقتها وبكت هي الأخرى 
أردفت" رحيق"  وسط شهقاتها 
_ سامحيني يا غادة والله مكنتش أعرف أن الموضوع هيوصل لكده أن  " بلال " ممكن يخسر حياته بسببي 

ابتعدت غادة عن " رحيق " وأردفت 
_بسببك؟! قصدك ايه  بالكلام ده 

رحيق .............

في منطقة السيدة زينب 
يدفع كأس المياة الذي بكفه على الأرض  أردف بصوت غاضب 
_ الظاهر كده الضربة الأولى وموت جوزك قواكي أكتر ، لسه مصممة تجري وراء الحقيقة  لازم تفهمي أن كل فعل بيكون له رد فعل لييييه كنتي في مكان الحادثة عايزة توصلي لايه 
لو كنتي فاكرة أنك هتعرفي تكشفي حقيقتي غلطانة 
استعدي للضربة التانية  اللي هتخليكي تبعدي عن الموضوع نهائي




الفصل الثامن
 
في منزل يزن 
غادة
_ بتقولي اييييه؟ أنا مش فاهمة حاجة 

رحيق 
_ كل ده بسبب مقال المجهول الملثم  .........
وشرحت لها كل ما حدث معها  حتى تفاصيل الحادث

نهضت غادة من جانبها بصدمة وأردفت بغضب 
_ لييييه يا " رحيق" مسمعتيش كلام "بلال "شوفتي نتيجة عنادك وصلك لفين ؟ سرقتي مني أخويا الوحيد مستحيل أسامحك على اللي عملتيه أنتي السبب في كل اللي إحنا فيه 
_ رحيق 
اسمعيني يا " غادة " والله العظيم أنا ندمانة وعندك حق بس والله هجيب حقة 
_ غادة 
أنتي بتضحكي على نفسك  ده قاتل يا " رحيق " عارفة يعني ايه ؟ حياة الناس بالنسبة له زي الحيوانات مش فارق معاه حاجة ولو فعلاً قدرتي تعملي كده  "بلال" خلاص راح للأبد مش هيرجع تاني 

أقتربت منها " رحيق" والتقطت كفها" أردفت برجاء
_ مش عايزة أخسرك يا غادة  خليكي معايا وجنبي  ، أنتي ويزن اللي باقين ليا من طرف بلال قبل ما تكوني أخت جوزي ، أنتي صاحبتي ، عارفة مهما حاولت أعتذر مش هيكفي بس ورحمة بلال عندك سامحيني وخليكي معايا  لو مش عشاني عشان " بلال" 
سحبت " غادة " كفها من كف رحيق  ودموعها تغرق وجنتيها أردفت 
_ عايزة أخد وقتي أفكر بعد إذنك يا رحيق 

نهضت " رحيق " وملامحها يكسوها خيبة الأمل أردفت 
_ تفكري؟! حتى بعد لم قولت لك عشان " بلال" مش عشاني 
عموما خدي وقتك 
والتقطت حقيبتها وغادرت الشقة 

وصلت " رحيق " لمنزل والديها 
دلفت للداخل وجدت والديها يجلسان وعلى وجههما القلق
ركضت " فاطمة " نحوها وبدون مقدمات صفعتها على وجنتيها أردفت
_ حرام عليكي بتعملي فيا كده ليه يا بنتي مصممة توجعي قلبي عليكي ، إزاي تخرجي من غير إذني وإذن أبوكي كفااااية قلبي مش متحمل دماغي السودة منها لله تودي وتجيب ليكون حصلك حاجة......قاطعت حديث والدتها وعانقتها أردفت 
_ أنا آسفة يا ماما حقك عليا والله .....
قامت بأبعادها عن أحضانها بحنية 
_ كنتي فين ؟
ردت عليها 
_ عند غادة قولت لها على كل حاجة حصلت بخصوص الحادثة  وعلاقتنا واقفة على قرارها 
صمتت ولم تخبرها أنها ذهبت لمكان الحادث خوفاً من رد فعلها 
بعد أن أنهت حديثها
دلفت لغرفتها وأغلقت الباب 
بعدها بدقائق 
أردف "زاهر " 
ايه اللي عملتيه ؟ ليه ضربتيها وأنتي عارفة أنها لسة خارجة من صدمة " رحيق" مش صغيرة يا فاطمة اللي عملتيه ده غلط 
ردت عليه 
_ من خوفي عليها يا " زاهر " غصب عني أنت مش حاسس ولا فاهم دماغي الله يلعنها كانت بتفكر في حاجات مش كويسة أنا أم عارف يعني اييييه ؟ 
_ زاهر 
عارف ومقدر ده بس مش كده اتحكمي في اعصابك ومشاعرك شوية 
أنا مش فاهم مشاعر الأمومة الغريبة دي اللي بيكون رد فعلها العنف والضرب مش عارف ده هرمون ولا هبل من جنس الستات ولا ايه ؟ 

ردت عليه بندم 
_ زاهر خلي يومك يعدي 
وتركته ودلفت للمطبخ

في غرفة رحيق جلست على مكتبها وفتحت الدرج الثاني وأخرجت منه ألبوم صور " كتب الكتاب" تشاهدها 
أردفت ودموعها تسيل بغزارة دون توقف 
_ وعدت ووفيت فعلاً كان يوم مختلف 
وسرحت بذاكرتها 

يحاكيها" بلال" بحماس 
_ وعد مني أن اليوم هيكون مختلف بكل تفاصيلة زي قصة حبنا مش هتنسي اليوم ده ولا بعد مية سنة  قبل أي حاجة تسمحي ليا  ألمسك أعتقد الحظر أتفك لم أسمك اتكتب على اسمي ومسموح 
ابتسمت له أردفت 
_ مسموح طبعاً
نهض من مقعدة ومد كفه لها أردف 
تسمح زوجتي المصون ترقص مع زوجها قرة عينها 

ردت عليه 
_بس أنا مش بعرف أرقص 
رد عليها 
_ هعلمك
وضعت رحيق كفها فوق كفه ونهضت معه أردف 
_ طبعاً إحنا ثنائي مميزين مش بنحب التقليد كل الناس يوم كتب كتابها تشغل الأغنية المعتادة بس إحنا لاء عايزك تعتبري أن كل كلمة في الأغنية دي لكي لوحدك دون عن اللي اتجوزوا قبلنا اللي  هيتجوزوا   بعدنا

أشتغلت الأغنية وأخذ يدندن معها ويحرك جسدها مثل ما يحرك جسدة كانت بين كفيه مثل الصلصال تتحرك معه في أي  اتجاه يريده

كلمات الأغنية 
من بين كل الناس شوفت حالي أنا فيكي 
غريب هالاحساس  كيف قلبي يناديكي
لو بأيدي بس خبيكي فيا  وجوة عنيا
خليني أحس أن الحياة ضحكت شوي 
لم تكوني ، مني قريبة 
كيف بشوف الكون ، وبس تسحرني عيونك
لم تغيبي عني حبيبي ،كيف الليل علينا يطول ويصعب النوم 
تعي ننسى اللي كان ،ويعرف هاالزمان يكتب معنا الهوى
ونروح أبعد مكان ويسكن فينا الهنا 

عودة للواقع 
قطع شرودها صوت هاتفها بوصول رسالة لها 
كانت 
تضم صورتهما معا  بكفها بجانب قلبها  وكفها الآخر تضعه على فمها تكتب صوت شهقاتها حتي لا يستمعا والديها صوت بكاءها من الخارج 

ابعدت الصورة من قلبها وضعت أصابعها  على الصورة تتحسس ملامحة أردفت بصوت باكي 

_ مش عارفة أعيش من غيرك يا بلال ، عايشة جسم من غير روح ، رحيق ماتت معاك من  يوم ما سبتها في الدنيا دي  ومشيت
 بسببك خلتني أشوف الحياة من وجهه نظر تانية خلتني أدمن عالم حبك  من طريقة حبك ليا ، أختلافك  ، أنت الراجل الوحيد اللي قدرت تخترق حصون قلبي  مش عارفة أتعود على غيابك أعمل ايه؟ 
قطع حديثها مره أخري وصول رسالة ثانية 

وضعت الصورة بجانب فراشها والتقطت هاتفها وفتحت الرسالة بعد أن قرأت مضمونها  
سقط الهاتف من يدها نتيجة ما قرأت 



تعليقات



<>