رواية ضجيج الروح
الفصل العاشر10
بقلم فرح احمد
لم ترد " شيرين " على الفور و لم ترفع رأسها لـ تنظر لـ " ثرية " و بعدها قامت بـ فتح دُرج المكتب و طلعت منه أوراق و اشياء كثيرة ... ثم نظرت لـ " ثرية " بـ حزم و قالت بـ صرامه:-
_إزيك يا ست " ثُرية " ...؟!
ثُرية بـ نفس الإبتسامة الطيبة الحنونه التي بدأ يظهر عليها بعض شئ من التوتر:-
_بخير يا دكتور " شيرين " و إنتِ..؟!
شيرين و هيا تتصفح المرآة و كأنها أول تراها ... و كانت تتآخر بـ الرد تُفكر فـ حل مع هذة السيدة التي في مقام والدتها .. و تشهد الله أنها لم ترى منها أي سوء و لم ترى منها ألا الإنضباط و الروح الطيبة الحنونة عند الأمهات....
ظلت " ثُرية " تقف أمام " شيرين " برعب خاصة بنظراتها الحادة الجادية ... فـ برغم أن " شيرين " تتعامل معاها بـ رحمة دونًا عن الكل و تحترمها .. الأ أنها تعرف أنها لن ترحمها إذا عرفت أنها السارقة ... و مع كُل ثانية تمر على " ثُرية " كانت تشعر أنها روحها تنسحب بالتدريج .. و " شيرين " لا تُبال و لا ترأف بها...
و أخيرًا نطقت " شيرين " و تطلع مبلغ من المال و تمد يدها بها لـ " ثرية " و تقول:-
_دي السُلفة إلي كُنتِ طلبها يا ست " ثُرية " و إعتبريها خصم من مرتبك ...
ثُرية و كأن الروح أعادت إليها مرة أخرى .. و تنفست بشكل عميق و كأنها من كانت تغرق فـ مياة عميقة من رعبها جلست على كُرسي المقابل لـ " شيرين " و هيا تنظر إليها و إلى يدها المُمتدة و تقول و هيا تحاول جمع نبرة مُعتدلة:-
_متشكرة ليكِ يا دكتورة " شيرين " ... مستورة و الحمدلله
شيرين بـ نفس الحزم:-
_خديها يا ست " ثُرية " ... مبحبش المحايلة الكتير على فكرة ..
أخذت " ثُرية " المال على إستحياء و أيدي مرتعشة و تقول:-
_متشكرة ليكِ يا دكتورة ... متشكرة
شيرين و تكلمت بـ نبرة أقل حزم و نظرة هادئه بعض الشئ:-
_و طلبت نقلك لـ فرع ".... " ... و من بكرا تقدري تستلمي شُغلك هناك
ثُرية و لم تجد ما تقوله:-
_حاضر يا دكتورة
شيرين:-
_إتفضلِ روحي دلوقتي و أعتبري باقي اليوم أجازة
ثُرية:-
_حاضر .. سلام عليكم
شيرين:-
_و عليكم السلام
و تحركت السيدة بـ تعب من أثر التوتر و الخوف و تابعتها " شيرين " حتى خرجت من مكتبها فـ أرجعت رأسها للوراء ... بـ رغم أنها سمحتها لإنها تعرف ظروف هذة السيدة .. و لكن لن تقبل أن ترأها مرة أخرى ... فـ بالنسبة لـ " شيرين " أنها لا تقبل أي تصرف خاطئ فـ عملها .. خاصة أن ما فعلته هذة السيدة كارثة ... و كانت بسببها ستطرد معظم الدكاترة شكًا أنهم من سرقوا ... فـ نقلتها لـ فرع الثاني التابع ... و طلبت من مديرها أن يضع السيدة " ثُرية " تحت المراقبة خوفًا من أن تكرر الفعله....
و أمسكت هاتفها و رأت إتصالات كثيرة من " منال " و والدتها فـ ضغطت على اسم والدتها أولًا و ظلت ثوانِ حتى ردت " شادية " بـ قلق:-
_إية يا " شيرين " !! ... إتاخرتِ يا حبيبتي و أنا و أبوكِ مستنيك على الغداء
شيرين بـ نبرة إحترام و إبتسامة بسيطة:-
_معلش يا ماما .. نص ساعة و أكون عندك
الأم بـ حبور و هدوء بعض الشئ:-
_ماشي يا حبيبتي ... خدي بالك من نفسك
شيرين و أجابت " حاضر " و مع السلامات أنتهت المكالمة .. و أتصلت على " منال " التي قالت بـ ضيق و سخرية:-
_ست هانم .. أخيرًا رديتي عليا ياختي
شيرين بـ برود:-
_مكنتش فاضية .. و عرفتك ألف مرة إن لو مردتش أول مرة يا مشغولة .. يا موت .. و بردو مبتحرميش !!!
منال بـ سخرية:-
_آسفين للست هانم .. بقولك إيه يا سعادة الدكتورة .. عايزاكِ تعدي عليا على المغرب كدا .. عشان تساعديني فـ حاجات الفرح و تعمليلي الميك آب
شيرين:-
_هو دا الموضوع المهم !! .. مكنش يتفع تبعتي فـ مسدچ و تخلصِ
منال:-
_أنا مش فضيالك .. هستناكِ سلام
شيرين:-
_سلام
و أجمعت " شيرين " أشيائها و خرجت من مكتبها و قابلت " أشرف " الذي قال:-
_دكتور " شيرين "
شيرين و هيا تنظر له خلف نظارة الشمس و تقول:-
_خلاص يا " أشرف " .. الموضوع إتحل
أشرف:-
_طب السبب كان إية...؟!!
شيرين:-
_كان شوية لغبطة فـ حسابات ... عن إذنك
و تركته و هو يحادث نفسه " هيا متكبرة علينا كدا ؟!! ... حالتها صعبة " و ذهبت لـ أصدقائه و طمئنهم فـ تنفسوا الصعداء و الراحة...
في أحد الفنادق الشهيرة فـ " مطروح " بالتحديد فـ غرفة " آرام "
ممددة على السرير منهكة من السفر و تحادث نفسها بـ صوت عالي قائلًا بـ شكوى و تعب:-
_آه يا فقرات ضهري ياني ياما ... و لا رجلي مش حاسه بيها خالص ... و يا صداعي ياني من رغيك يا ست " سهير " .. بتلت و تعجن فـ أي هري .. المهم متسكتش ... تموت
ظلت تحادث نفسها حتى أغفت على نفسها...
و في الساعة " السابعة صباحًا "
أستيقظت " آرام " على صوت طرق الباب .. ف لبست إسدالها بـ إعياء و تسب بـ داخلها المتطفل الذي أيقظها من حلم جميل .. فـ هيا لم تحلم بـ أحلام جميلة منذ فترة كبيرة ...
فتحت الباب و رأت " عبدلله " و " سهير " بـ ملابس بحر و الإبتسامة المُشرقة على وجههم فـ قالت " آرام " بـ نصف عين و ضيق:-
_نعم !! .. في حاجة يا أساتذة ..؟!!
عبدالله بـ الإبتسامة اللطيفة الثقيلة على قلب " آرام " :-
_إحنا رايحين البحر يا " آرام " .. فـ قولنا نخبط عليكِ نعرفك .. و بالمرة تيجي معانا
آرام بـ إقتضاب و إبتسامة سمجة:-
_لا شُكرًا .. أتفضلوا إنتم
و أغلقت الباب بـ هدوء حتى غادروا فـ قامت بقفله بـ عنف فـ آخر لحظة وقالت وهيا تحادث نفسها بـ سخرية و عصبية:-
_بحر فـ السقعه دي !! .. مصنوعين دول من إيه !! .. جلد الخرتيت !! " ثم أضافت بـ آسى:-
_يارب صبرني عليهم .. أنا خلعت من البيت عشان مجيش أشوف التناحة دي كلها يارب ... أرحمني
و خلعت إسدالها و توجهت للحمام....
في بيت " آرام التركي "
أستيقظت " نادية " لـ تصحي " بلال " لـ درسه .. و أتجهت للمطبخ لـ تحضير الفطار لـ زوجها و ابنها ... و وضعت الطعام على السُفرة و أنتظرت أن يآتوا .. و لم تمر دقيقتين فـ يآتي زوجها و ابنها يسيران بجانب بعضهما .. و من ينظر إليهم يُلاحظ الشبه الكبير بينهم و الفرق بينهم القامة و البشرة .. فـ " بلال " يعتبر قصير القامة بالطبع بجانب والده و بشرته البيضاء المُختلفة عن بشرة " حسين " السمراء
و يقترب " بلال " من والدته و يقبل رأسها و يقول:-
_صباح الخير يا ماما
نادية بـ إبتسامة الهادئه:-
_صباح النور يا " بلال "
الأب:-
_صباح الخير
لـ يرد " نادية " و " بلال " بصباح النور و يبدأوا بـ تناول الطعام .. و يقطعهم عن الطعام إتصال " آرام " فـ رد " حسين " عليها
آرام:-
_صباح النور يا والدي
الأب:-
_صباح النور يا روميو .. عاملة إية..؟!
آرام:-
_أنا كويسة الحمدلله .. و حضرتك و بلال و ماما..؟!
الأب:-
_الحمدلله ... المُؤتمر هيبدأ النهاردة..؟!
آرام:-
_من بكرا بإذن الله .. إديني أطمن على ماما يا بابا لو سمحت
فـ أعطى الهاتف لـ " نادية " التي كانت ترد بـ جمود عليها و حتى أن المُكالمة بينهم لم تكمل دقيقة و أنتهت....
بلال:-
_أنا هنزل أسخن العربية يا بابا على ما تخلص
حسين:-
_تمام
و ودعهم " بلال " .. و حين رحل " بلال " قال " حسين " بـ عتاب:-
_ما تردي على بنتك عدل يا " نادية " .. دي في سفر حتى
نادية:-
_متخدش فـ بالك إنتَ يا " حسين " .. أنا بختار التصرف الصح .. عشان تتعلم إنها متتصرفش من دماغها
حسين:-
_ماشي .. سلام
و أخذ هاتفه و مفاتيحه و بعض الأوراق التي تخص عمله .. و رحل .. و ترك " نادية " تُفكر ماذا ستعد على غداء اليوم..!!
عند " آرام "
تجلس فـ المطعم المُلحق بالفندق هيا و " عبدالله " و " سهير " .. منتظرين الطعام .. و كل واحد فيهم ينظر لـ هاتفه ماعدا " سهير " تضع طلاء الأظافر باللون " الأصفر " و " الأحمر " و " الأخضر الفاتح " و تنظر إليها كل حين " آرام " بـ نظرة إشمئزاز و تقول فـ بالها " مش كفايه ضوافرك .. إيه الألوان دي كمان .. عامة أنا مالي " ... أنهت " سهير " من طلاء أظافرها و قالت و هيا تنظر إليهم بـ إعجاب :-
_إية رأيكم ..؟!
عبدالله:-
_حلوين .. و ألوان جديدة
آرام تنظر بـ سخرية لـ " عبدالله " و تقول بـ برود:-
_كويسين " و أشارت لـ عُلب الطلاء وقالت:-
_و شيليهم يالا ،، عشان الأكل يتحط
و أخذتهم " سهير " و وضعتهم في حقيبتها الكبيرة على شكل وردة و ألوانها بـ ألوان أظافر " سهير " التي من وجهه نظر " آرام " أنها ألوان " أوڤر .. و فاقعة .. فاكرة إنها فـ مصيف " .. بينما " عبدالله " يجلس ينظر لـ " سهير " بـ إعجاب بـ شكلها .. و لا تعرف " آرام " سبب إعجابه بها !! .. و هما على النقيض تمامًا فـ " سهير " جريئه .. باردة .. مجنونة لأبعد الحد .. أما " عبدالله " على نقيض كل هذه الصفات ... فـ كيف أُعجب بها .. و التي ترأ أصلًا أن " سهير " لا تعايره إهتمام و لا أهمية ..!!
أنهوا الطعام و أخذت " آرام " كتبها و حقيبتها و قالت بـ جدية:-
_أنا على البحر .. لو عايزني هتلاقوني قعدة نحية (...)
سهير:-
_إحنا هنروح عند مُجمع كدا فـ (...) هيبقى فـ إستعراضات و رقص و أغاني .. لو عايزة تيجي قولي لـ " عبدالله " يحجزلك معانا
آرام:-
_هفكر و أبعتلك يا " عبدالله " على الواتس آب
عبدالله:-
_تمام
آرام:-
_عن إذنكم
و أخذت أشيائها و غادرت .. و أتجهت للمكان المُقابل للبحر .. و بدأت بـ إلتقاط صور و فيديو بـ شكله الرائع و لونه الأزرق و رائحته التي تعشقها
قامت بـتشغيل أغنيه من الطرب القديم لـ يكون خليط جميل جذاب هادئ و منعش لـ روحها المنهكة... و أنهت التصوير و قامت بـ تنزيل الصور التي ألتقطاتها سواء لـ نفسها أو للبحر فـ " أستوري " على تطبيق " الواتس آب " و منشور على " الفيس بوك " .. و بدأ أصدقائها بالتفاعل معاها و كتابة تعليقات منها " والعه معاك يا عم .. بحر و مطروح و هيصه " تشاركهم " آرام " بـ " هاها " و تضع صورة لـ فيلم كوميدي يعبر عن حالتها...
و فكرت للحظات أن تذهب مع " عبدالله " و " سهير " للمُجمع .. و ظلت متحيرة و قطعها عن التفكير مسدچ من " عمران:-
_مساء الخير على الإستجمام ( قلب أزرق )
آرام:-
_مساء النورد على البنور ( و إيمو ضحك مع قلب أبيض )
عمران:-
_عاملة إية..؟!
آرام:-
_بخير .. بس محتارة فـ حاجة !!
عمران:-
_إية هيا ..؟!
آرام:-
_في مُجمع هيتعمل فيه فقرات أغاني و رقص .. نروح نتفرج .. فـ مش عارفة أروح و لالا..؟!
عمران:-
_روحي أكيد .. هتتبسطي
آرام:-
_أنا عايزة هدوء
عمران:-
_لو تعبتي إبقي إمشي .. بس روحي يمكن يعجبك
آرام:-
_عندك حق .. هكلم " عبدالله " يحجزلي معاهم
و فتحت الشات الخاص بينها و بين " عبدالله " و كتبت:-
_إحجزلي معاكم .. و قولي هيبقى الساعة كام ..؟!
و تمر دقيقة بالضبط و يكتب:-
_هيبقى على ٩ م
آرام:-
_ماشي يا " عبدالله "
أرسل إليها مُلصق طفل يمسك بـ يده الوردة ... فـ رأتها " آرام " و لم تجيب.... !
و أكملت حديثها مع " عُمران " و بعض الفتيات تحادثهم بـ أمور كثيرة ... و توجهت للحمام و قامت بتعديل ملابسها و حجابها بـ لون الأخضر الغامق " الزيتي " و بنطلاها الواسع جدًا " الأسود " و رسمت " أيلينر " رفيع بسحبة صغيرة و مع كُحل الأسود أظهر أكثر عينيها " البنية " .. فـ نظرت لـ نفسها بنظرة رضا .. و توجهت لـ مكان الذي ستقابل فيه " عبدالله " و "سهير " ... و قابلتهم و توجهوا لـ مجمع و تدعي في سرها أن تفرح و تستمتع.....!!
في " مُجمع "
جلست " آرام " و البسمة على وجهها .. كانت سعيدة فعلًا بـ الإستعراضات المتنوعة ... و روح المُشاركة و الضحك .. فـ هيا من كثرة الضحك خاصة عند أداء أحد مقدمين العرض بـ سرد قصص بـ شكل " كوميدي " ضحكت حتى شعرت أنها لم تعد تقدر على التنفس ... و " سهير " و " عبدالله " ينظروا إليها بـ تعجب ضاحكين على صوت ضحكتها العالي جدًا و التي بسببها نظر إليها بعض الناس الجالسين حوالها .. و تحاول " سهير " أن تسيطر على " آرام " حتى لا تقع ميته بسكتة قلبية بسبب الضحك الزائد .. و أخيرًا هدئت " آرام " و تنظر حوالها و تتلاقى عينيها بـ نظرات الناس فـ تشعر بالحرج الشديد و تقول:-
_مقدرتش أسيطر .. أسلوبه مسخرة بجد
سهير و تبادلها إبتسامة خفيفه:-
_الناس سابوا .. و ركزوا معاكِ
آرام:-
_خلاص بقى .. خير
عبدالله بـ إستغراب مع إبتسامة فرحة:-
_بس أنا أول مرة أعرف إنك بتتضحكِ يا " آرام "
آرام بـ سخرية:-
_ما دا عشان حضرتك مكملتش ٦ شهور حتى في الجريدة .. و كمان أكيد مش هضحك كدا فـ الشغل .. كل حاجة و ليها وقتها
عبدالله:-
_بس إضحكِ على طول يا " آرام " ... ضحكتك جميلة
آرام و نظرت إليه بـ جدية وقالت:-
_ركز يا أستاذ " عبدالله " فـ العرض أحسن
شعر " عبدالله " بـ إحراج و نظر أمامه... تمر ساعات و ينتهي العرض
و عند مصعد " الفُندق " تقول آرام بـ تعب وجدية:-
_بُكرا معادنا الساعة ٨ .. ٧ونص تكونوا قدام (..) عشان في عربية هتوصلنا
سالي و عبدالله أجابوا " تمام .. طيب " و يصعدوا كُل أحد فيهم لـ غُرفته....
و تمر أيام المؤتمر على خير مع تدريب المُكثف " آرام " أتي كُل مدى تكتشف شطارتهم و سرعة إستيعابهم
و برغم من برود " سهير " الأ أنها لن تنكر أسلوب " آرام " اللبق .. الهادئ .. المتعاون .. فـ أعجبت بشطارتها و كان أستاذ " رأفت " كان لديه الحق أن يختار " آرام " لـ تدريبهم .. فـ برغم أن " سهير " تُلاحظ أن " آرام " تتضايق منهم أحيانًا .. و لكن عند التدريب و المؤتمر تبستم بـ رسمية و تتحول لـ شخصية ثانية .. و بهذا الأسبوع أكتشفت أن " آرام " شخصية جميلة و خفيفة الظل و ذوقًا .. فـ حاولت " سُهير " من تعديل معاملتها معاها .. ولاحظت أن " آرام " تغيرت معاها بالفعل ....!!
على البحر
تجلس " آرام " تودعه فـ ليلتها الآخيرة و تشرب " شاي بالنعناع " و شوكولاته بالبندق .. و تكتب في مذاكرتها بعض الأشياء التي تتعلق بها ... و تكتب بدأت تشعر أنها بخير .. و أن في هذا الأسبوع روحها أنتعشت و كانت تبتسم بـ حق .. حتى نظرتها الحزينة بدأت تختفي بالتدريج و تلمع عينها بالفرحة و السعادة .. و أن نظرتها لـ " سهير " تغيرت بشكل كبير .. فـ بدأت تحب طيشها و بدأت تنظر إليها بـ نظرة جديدة .. و ألتقاطوا الصور العديدة مع بعض و بعض الفيديوهات العشوائية ... و كانت جالسة في تجمع على الشط فـ الليل مع " سهير " و " عبدالله " .. و أكتشفت أن " سهير " في هذا التجمع أن صوتها جميل و كانت لا تتوقع أن هذا الصوت " المسرسع " من وجهة نظر " آرام " كان يكون دافئ و جميل هكذا ... فـ طلبت منها أن تُغني إليها أغنية حزينة ... أنتهت بـ عيون مُدمعه من " آرام " التي لم تلحظها " سهير " .... و وقعت وقالت و كأنها تودع شخص عزيز:-
_هتوحشني .. هحاول أجيلك تاني .. سلام
و ذهبت و هيا " حزينة " على المؤتمر و الأجازة التي أنتهت سريعًا .... و كانت لا تتوقع أنها ستحبها هكذا ...
و أنها ستعود للبيت التي تتمنى أن والدتها تلاشت الجمود من نحيتها .. فـ حتى لم تحاول مرة الإتصال بها لـ تتطمئن....!!
و رفعت عينيها تنظر حوالها ... و رأت شخص شكله ليس بـ غريب عنها ... و عند التدقيق نظرت بـ صدمة و فتحت عينيها على آخرها من آثر الصدمه و قالت وهيا فاتحة فمها على آخره:-
