
رواية انت الترياق والسم الفصل الخامس5والسادس6بقلم امل احمد
بعد أسبوع سمح الطبيب بخروج " رحيق" من المستشفى
بعد أن تعافت جسدياً وعاد صوتها الطبيعي لها مره أخرى
أردف زاهر
_ يعني يا دكتور خروجها من المستشفى ممكن يخليها تتحسن
الطبيب
_ إن شاء الله يمكن اختلاطها مع العالم الخارجي يساعدها أنها تتذكر اللي حصل بالتدريج ويخفف الصدمة من عليها شوية المهم محدش يحاول يضغط عليها محتاجة مراقبة بصمت لمعرفة ردود أفعالها ايه ؟ لم تخرج مش أكتر كل خطوة تحصلها أتمنى تبلغني بها
زاهر
_ حاضر يا دكتور
خرجت " رحيق " من المستشفى وعادت لمنزلها مره أخرى
استقبلتها والدتها بسعادة كبيرة
فاطمة
_ حمد لله على سلامتك يا نور عيني نورتي بيتك
ردت " رحيق"
_ الله يسلمك يا ماما
دلفت لغرفتها مباشرة وأغلفت الباب
تقدمت " فاطمة لملاحقتها قبض " زاهر " على كفها أردف
_ سبيها يا فاطمة ترتاح شوية
فاطمة
_ خايفة لتعمل في نفسها حاجة
زاهر
_ متخافيش الدكتور قال محدش يضغط عليها كل ما هتفتكر لوحدها الصدمة قوتها عليها تكون خفيفة وسهلة وتتقبل الأمر الواقع بسهولة
داخل غرفتها
تنظر " رحيق " في جميع أركانها كأنها تكتشف المكان من جديد اتجهت نحو خزانتها وفتحتها لتخرج ملابس بيتية مريحة لتقوم بتبديل ثيابها ولكن سقط ملف أزرق في الأرض فماذا يوجد بداخله؟
في مكان آخر في إحدى المناطق الشعبية بالسيدة زينب
مكانه الأمن لا يعرفه فيه أي أحد
يجلس في غرفتة ويضع صورة " رحيق " أمامه
أردف
_ شايفة عنادك وصلك لفين؟ خسرتي جوزك بسبب حياتك المهنية ، عنادك خلاكي تدفعي ثمن غالي أوي بتحاربي مجهول بس غبية متعرفيش أن المجهول ده معاكي زي ظلك
عند رحيق
انخفضت بجسدها والتقطت الملف وفتحته وجدته مقالة بعنوان
" البحث عن حقيقة القاتل المتسلسل الملقب بالذئب"
رحيق صحفية في إحدى الجرائد والمجلات
أغمضت عيونها بشده وسرحت بذاكرتها
في مكتب المدير المسئول عن الجريدة
دلفت " رحيق " وأردفت
_ أيوة يا فندم حضرتك عايزني
المدير
_ اقعدي يا رحيق في مقالة عايزك تشتغلي عليها هتنقلك حته تانية لو كشفتي اللغز وهوية الشخص ده اختارتك للمهمة دي بالذات عشان عارف أنك مجتهدة وهتجيبي المعلومات من بيت الأسد الدقة اللي عندك في البحث عن مصادر المعلومة قوية جداً لو استمريتي على كده هتوصلي للحقيقة
رحيق
_ شكراً على ثقتك يا فندم بس ايه هو الموضوع
المدير
_ شخص مجهول الهوية أرتكب جرائم كتيرة بدون ما يسيب ولا أثر للجريمة وراه
آخر جريمة هي تهديد محاولة أغتيال شخصية مهمة لقبه " الذئب " لأن محدش عارف شكله ايه ؟ شاب ولا كبير في السن لانه ملثم بقناع الذئب هدفنا نجمع معلومات عن الشخص ده ونحاول كشف جزء من هويته ونساعد الشرطة في القبض عليه
أخرج من درج مكتبه ملف أزرق وأعطاه لها أردف
_ الملف ده فيه كل المعلومات اللي ممكن تساعدك بالتوفيق يا بطلة
تذكرت بعض الخيوط المرتبطة بالحادث
تقف على الرصيف تنظر قدومه ولكنه لم يظهر بعد أخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت عليه
_ بلال أنت فين أنا وصلت
_رد عليا
دقائق وأكون قدامك
بالفعل بعد دقائق وصل ولكن على الرصيف الآخر أردف
خليكي مكانك متتحركيش عارف أنك عندك" درومو فوبيا"
وهي فوبيا رهاب عبور الطريق
تقدم نحوها ولكن
حدث شيئاً لم يخطر ببالها وهو يمر الطريق سيارة تصطدم بجسدة يقع على الأرض كالجثة الهامدة غارقاً في دمائه
ظلت تنظر لدمائه التي سالت على الأرض مثل شلالات المياة دون أي رد فعل دق هاتفها برسالة نظرت للهاتف وجدت مضمون الرسالة
" تمت المهمة بنجاح "
الذئب
عودة للواقع
تركت الملف يسقط من يدها ودموعها تغرق وجنتيها بصمت تام
في الخارج
سمع والديها صوت تكسير من داخل غرفتها ركضوا الاثنان ودلفوا للداخل وجدوها ..........
الفصل السادس
كانت تظن أنها داخل كابوس مؤقت وسوف تستيقظ منه ولكن لم تكن تعلم أن قدرها مؤلم لهذة الدرجة ، دائماً الأقدار المؤلمة تعلمك كيف تكون قوياً في تخطي الصدمات تترك لك بعض الذكريات وتأخذ منك صاحبها في لمح البصر
دلف والدي " رحيق " على صوت التكسير وجدوها تقف أمام خزانتها تخرج ما بداخلها من الدروع الزجاجية تدفعها على الأرض لتتحول إلى أشلاء صغيرة والشهادات التي حصلت عليها في مجال الصحافة تقوم بتمزيقها تقول بدون وعي
_ هما السبب
صدمة حلت على وجه والديها اتجهت " فاطمة " نحو ابنتها تحاول جعلها تهدأ ولكنها فشلت في ذلك
زاهر
_ سبيها يا فاطمة تعمل اللي هي عايزاة يمكن ترتاح ويخفف من آلامها
أخدا والديها ينظران لها ولأفعالها بصمت تام حتى أنتهت
شعرت " رحيق " بالتعب وجلست على الأرض تضم ركبتها وحاصرتها بذراعيها أردفت بصوت باكي متقطع
_ بلال مااات صح يا ماما خلاص كده مش هشوفه تاني ، أنا السبب في موته كل ده بسبب المقالة هو قالي متشتغليش عليها كان خايف عليا وعلى حياتي ولكن هو خسر حياته بسببي أنا
فاطمة
_ لالالا يا حبيبتي ده كان عمره وخلص ربنا قال في كتابه
"أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ"
عارفة ده معناه ايه يا" رحيق" أن الموت جاي لو كان فين ؟ حتى لو كان قاعد في البيت يعني طول ما أجل الإنسان جه خلاص
ورزقه انتهى في الدنيا دي نفذ الأمر ده قدره وعمره خلص كل اللي محتاجه منك دعوات مش أكتر عيطي وأصرخي طلعي كل الحزن والألم اللي جواكي يا " رحيق"
عانقتها والدتها داخل أحضانها وأخذت تربت على ظهرها في تلك اللحظة انفجرت " رحيق" في بكاء مرير وعلى صوت شهقاتها لدرجة أن والدتها ووالدها شاركوها في البكاء بسبب صوت بكاءها وشهقاتها.
بعد دقائق هدأت" رحيق" وابتعدت عن أحضان والديها
أردفت فاطمة
_ أحسن دلوقتي ؟
اومئت " رحيق " برأسها بمعني نعم
ردت على والدتها
_ عايزة أقعد مع نفسي شوية بعد إذنكم
فاطمة
بس يا ......
قاطعتها " رحيق"
_ لو سمحت يا ماما عايزة أكون لوحدي
نهضت فاطمة من أمامها ونظرت لزوجها أردف
_ يالا يا فاطمة شوية كده وندخل نطمن عليها تاني
وخرجا والديها من الغرفة
وجهت بصرها على الملف على الأزرق وسرحت بذاكرتها
تجلس على مقدمة سيارته أردفت
_ ليه يا بلال مش عايزني أنشر المقالة دي
رد عليها
_ عارفة يعني ايه قاتل متسلسل هتدخلي متاهات مش قدها أنتي أخرك تغطي خبر صحفي عادي في حفلة تنشري مقال ومعلومات عن ناس معروفة لكن نوعية المقال ده لاء
رحيق
_ أنت عارف أهمية المقال ده ايه ؟ هينقلني في حته تانية في مستقبلي المهني
بلال
_بس هتدفعي ثمنه غالي أوي وأنا مش هتحمل يحصل لك أي أذى نتيجة المقال ده
انتهى من حديثه واعطاها ظهرة
هبطت من مقدمة السيارة وحاصرته بذراعيها من خصرة ووضعت رأسها على ظهرة أردفت
_ طول ما أنت معايا وبتدعمني مش هيحصل لي أي حاجة مش كويسة بلاش تخوفني
سحب ذراعيها وجعلها أمامه أردف بهدوء
_ أنتي مش قد العالم ده
عالم الجريمة دي عالم أسود هتعرضي حياتك وحياة أهلك في خطر بلاش تشتغلي على المقالة دي اسمعي كلامي
أردفت بعناد
_ بس أنا قررت هشتغل عليه يا " بلال"
رد عليها
_ الموضوع ده مش محتاج عناد يا " رحيق " أنتي مش مدركة خطورة الموضوع
ردت عليه
_ أنت نسيت كلامك ليا أن حلمي هو حلمك هتدعمني أني أحقق ذاتي وأكون صحفية مشهورة وكل العقبات هنخطيها سوا والمقالة دي هي السلم اللي هتوصلني للقمة
رد عليها
_ لا مش ناسي وأنا فعلاً معاكي وهساعدك وأدعمك لم توصلي اللي أنتي عايزاة بس صدقيني المقال ده هيفتح علينا أبواب الجحيم وهنواجه فيه خطر وخسائر أحنا مش قدها
عودة للواقع
أردفت بندم وهي تزيل بقايا دموعها
_ ياريت كنت سمعت كلامك مكنتش أتخيل أن الثمن اللي هدفعه هي خسارتك أنا آسفة سامحني يا " بلال" هدفي كان مسيطر علييا لدرجة إني مشوفتش حجم وخطر الموضوع الحقيقي
التقطت الملف الأزرق من الأرض أردفت بتوعد
_ من النهاردة الحرب هتبدأ بيني وبين هذا المجهول الملثم. لأن المقالة دي مش مجرد شغل وبس ده هيكون رد فعل وانتقام لخسارة زوجي . وحقيقتك هتتكشف على إيدي قريب أوي ونهايتك هتكون السجن والموت
في المساء
في منطقة السيدة زينب
تحديداً في غرفتة يقف أمام المرآة يربط حبل القناع خلف مؤخرة رأسه أردف
_ الصحفية الجريئة خرجت من المستشفى النهاردة ياريت تكوني اتعلمتي من الدرس وعرفتي أن اللي يحاول يقتحم دائرة " الذئب" يخسر تأكدي أن عيوني هتكون عليكي في
كل خطوة هتحاولي تعمليها هكون على علم بها
في منزل " يزن"
غادة
_ أنا مش هرتاح إلا لم أعرف تفاصيل الحادثة يا يزن
يزن
_ الإجابة كلها عند " رحيق" لأنها هي اللي كانت موجودة ، لازم نكون عندنا صبر يا غادة أكتر من كده ، بكرة " رحيق" ترجع لطبيعتها وتقولنا على اللي حصل
غادة
_ أمتى؟ الموضوع قرب يكمل شهر وإحنا في حيرة حياتنا انقلبت بعد موت " بلال"
يزن
_ هي هتخرج أمتى من المستشفى؟
غادة
_ خرجت النهاردة كلمت مامتها وكنت عايزة أطمن عليها وأشوفها بس خوفت مش عارفة أقابلها إزاي ؟ وحاسة بندم على اللي عملته لم خدتها مكان الحادثة بس والله أنا بحبها مش بتمنى لها الأذى وغالية عندي بس مش أغلى من "بلال"
يزن
_ عارف والله مش محتاجة تبرير أنتي معذورة عشان فقدتي أخوكي وهي كمان معذورة أوعي تنسي أن أخوكي هو زوجها يعني أنتم الاثنان نفس الحزن والوجع ، بس وجع "رحيق "أضعاف لأنها كانت معاه ومعرفتش تعمل له حاجة
نهضت من على الأرض وخرجت من غرفتها وجدت والديها يجلسان على الأريكة نهضا الاثنان واتجهت فاطمة لها أردفت
_ فيكي ايه يا قلب أمك ؟
ردت عليها
_متخافيش عليا أنا كويسة
وجهت بصرها لوالدها أردفت
_بابا أنا عايزة أروح مكان الحادثة ممكن تيجي معايا ؟
زاهر
_ مكان الحادثة ؟ ليه يا رحيق عايزة تروحي هناك ؟
رحيق ..............