رواية ضجيج الروح
الفصل الثاني2
بقلم فرح احمد
و جت على باله فكرة و بسرعه إتجه على اللاب و فضل يدور على الإسم لحد ما لاقى وقال بإنتصار:-
_لقيت إيميل " شيرين " صحبتها
و بعت مسدچ و بعد ساعة ردت " شيرين " و قالها تحاول تتصل تتطمن على " آرام" و فهمها إنها تعبانه و مش عارف يوصلها
شيرين بـ قلق:-
_إن شاءالله خير .. أنا هطلبها على رقم والدتها
عمران:-
_و بلغيني ضروري يا " شيرين " .. و شكرًا
شيرين و شافت المسدچ و مردتش و حاولت ترن الأول على موبايل " آرام " ولكن فعلًا مغلق
فـ رنت على موبايل والدتها و ردت:-
_شيرين إزيك
ردت شيرين بـ أدب و هدوء على عكس القلق إلي فيه:-
_بخير يا طنط .. و حضرتك أخبارك..؟!
نادية بـ نفس الود وقالت:-
_بخير يا حبيبتي .. عايزة " آرام " ..؟!
شيرين:-
_آه لإنها مبتردش على موبايلها
ضحكت ناديه وقالت:-
_هتلاقيها نامت عليه أو على اللاب.. ما أنتِ عارفها مبتسبش الموبايل الإ فـ نوم
بدلتها شيرين الضحك المصطنع و فضلت سمعا " نادية" و هيا بتكلم " آرام " :-
_روميو .. كلمي " نسرين " عايزاكي
شاورت " آرام " لوالدتها إنها تعبانه ومش قادرة تتكلم و عايزة تنام...
نادية بـ آسف لعلى موبايل:-
_معلش يا حبيبتي .. هيا نايمه خالص و تعبانة بس أول ما تصحى هتكلمك
شيرين:-
_طب هيا كويسه يا طنط..؟!
نادية:-
_آه بس هتلاقي تعب من مشواير النهاردة إلي أنا بعتها تعملها
شيرين:-
_ماشي يا طنط .. شُكرًا
ناديه:-
_العفو يا حبيبتي ... عايزه حاجه..؟!
شيرين :-
_لا يا طنط تسلمي .. سلام
و ردت ناديه بـ سلام و قفلوا
و عرفت " عُمران" إن " آرام " نايمة و تعبانة من مشواير فـ شكرها " عُمران " تاني و قال بتنهيدة:-
_يارب ما تعملي في نفسك حاجة يا " آرام " ...
أما شيرين بعد ما قفلت مع " عُمران " سيطر على ملامحها الزعل ... و قالت:-
_خايف عليها أوي يا " عُمران " ... مش كُنت أحق أنا بالخوف والإهتمام دا ... ليه رفضتني يا " عمران " ليه ..!!
و فضلت تردد السؤال في بالها لحد ما نامت...
عند " آرام " فضلت على السرير تعيط و تقول:-
_أنا السبب .. أنا .. بقيت بخرب الدنيا .. كـ إن وجودي مصاحب للخراب بس .. و زمان " ندى" بتسب و تشتم فيه ... كُنت خليني أنسحب بـ هدوء يا " عُمران " ليه تجيب سيرتي .. آديك سيبتها و بسببي .. بسببي
و تعيد و تزيد في الكلام مع نفسها بعياط ... لحد ما فتحت موبايلها و لاقت إتصالات من " نسرين " و طبعًا " عُمران "
و دخلت لاقت مسدجات كتير منه بيبرر إنها مش السبب ... و إن ملهاش دخل و إنه سابها عشان عيوبها مش عارف يتأقلم عليها ... و رسايل من " ردي يا آرام " ... " آرام إوعي تعملي في نفسك حاجه بالله عليكِ .. متضغطيش على نفسك بالله عليكِ يا روميو "
مع كل كلمة بتقرأها دموعها بـ تزيد و هيا مش عارفه السبب ... بتحب الخوف والإهتمام إلي اتحرمت منه ... رسايل ليها معنى كبير عندها
و لقت مسدج منه بتقول:-
_آرام ... إنتِ كويسة !!
ردت آرام:-
_أنا بخير يا عُمران ... متقلقش
عمران:-
_لا أقلق ... أنا عارفك يا " أرام " و عارف دلوقتي إنك أعلنتي على نفسك الحرب بـ إنك هتشيليها الذنب ... بس والله إنتِ ما السبب .. نسيتي لما كُنت أجيلك و أحكيلك على خناقات إلي بينا
قطعته " آرام " وقالت:-
_بس عمرها ما وصلت لـ فسخ إلا لما جبت سيرتي
عُمران:-
_والله لا .. والله العظيم لا كل الحكاية
آرام:-
_عمران متحلفش ... وهصدقك بس إقفل الموضوع .. و نقفل موضوعنا خالص ... قولتلك من زمان إننا نقطع و إن مينفعش.. إنتَ رفضت
عمران:-
_عشان مينفعش أسيبك .. مينفعش
آرام:-
_لا ينفع .. لإنك بتمسكك بيا ضريت نفسك
عمران وإتعصب وكتب:-
_هو إنتِ شايفاني عيل ..!!
آرام:-
_مقولتش كدا
عمران:-
_معنى كلامك كدا ...شايفاني عيل مش عارف بيعمل إيه ولا يفكر .. قولتلك ملكيش دخل .. و فكرتك بإن ياما حكتلك عن الخناقات إلي بينا إلي أوقات بتوصل لخصام شهر ... و نسيتي زنها عشان أسمع كلام أبوها في حاجات في القايمة و إن مفرقش معاها إن هضر ... أنا استحملت كتير و فسخنا مع بعض دا الصح ... و مكنش إنتِ السبب والله ... دا نتيجة تراكمات جوايا و طفحت منها
تابعت " آرام " كلامه وهيا ساكته و ماسكه المناديل و بتمسح بيها دموعها و كتبت:-
_حصل خير يا " عُمران " ... أنا آسفة
عمران:-
_مين فينا إلي مفروض يعتذر ... أنا إلي نكدت عليكِ وخليتك تعيطي
آرام و إبتسمت بمرار وسط حالة الكآبه المسيطره عليها:-
_لا خير و أنا هديت ... المهم يالا أنا هدخل أنام عشان ورايا شغل و إنتَ كمان
عمران:-
_طمنيني عنك الصبح
آرام:-
_بإذن الله ... و آه صح .. تاني مره لما اقفل متبعتليش " شيرين " عشان إنتَ عارف علاقتي بيها الفترة دي مشوشه
عمران:-
_من قلقي عليكِ... ومفيش غيرها الأ اقدر أوصلها
آرام:-
_بلاش تحصل تاني يا " عُمران " إنتَ عارف حساسيتها كمان من نحيتك ... ما صدقنا إنها بتحاول تنسى و تتعايش
عمران:-
_حاضر ... تصبحي على خير ( و جنبها قلب أخضر )
آرام:-
_و إنتَ من أهل الخير يا عمران ( وعملت قلب أزرق )
و قفلت و قامت غسلت وجهها ولاقت " بلال " بيلعب على موبايل فـ ضربت كف بـ كف و بصت للساعة وقالت بـ إنزعاج و ضيق بـ عتاب:-
_الساعة داخله على 3 و إنتَ لسه صاحي ..!!
بلال و باصص للموبايل:-
_هخلص الجيم و أدخل أنام
آرام بـ نفس النبره:-
_بتستهبل والله ... و أمك و أبوك هيبوظوك بـ سيبانك دا .. الله يهديك
و إتجهت لـ غُرفتها و شغلت قُرآن بـ صوت شيخها المفضل " إسلام صبحي " و نامت...
في جريدة " الجرأه "
و بتحديد في مكتب المدير و بيقول بـ برود:-
_المقال كويس يا " أرام " ... بس الفقرة التانية عايزها تتعدل
آرام بـ تأفف:-
_حضرتك دي المرة الرابعة إلي أعدل فيها المقال .. ومعاد النشر قرب و ورايا شغل غيره
رأفت بـ نفس البرود و التعالي:-
_لو طلبت تعدليها للمرة العاشرة تنفذي ... دي جريدة " الجرأه " لازم أي حاجه تنزل فيها تليق مستواها مش أي هري وخلاص
و أخدة " آرام " ورقها وقالت بـ أدب و بتحاول تتحكم فـ عصبيتها:-
_حاضر يا فندم ... عن إذنك
و فضلت تكلم نفسها وهيا على أخرها و وصلت مكتبها وقالت:-
_عادل .. هاتلي شاي بنعناع بالله عليك لإن على أخري
عادل بـ إحترام و إبتسامة عملية:-
_عنيا يا أستاذه روميو
و رمت الورق على المكتب و سندت رأسها و دراعتها وقالت:-
_يارب أنا تعبت... أنا كان مالي و مال الشغل .. ما كنت أقبل بـ سعيد ابن عمي و سافرت الخليج معا و خلاص ... لا إزاي .. عملت فيها استرونج وقولت يستحيل أتجوز و أنا بدرس ... ولازم أشتغل الأول ... عجبك الحال و إنتِ كل يوم بـ إهانة من المدير مش كان زمان بودي عيالي الحضانة و برعى سعيد ... حسبي الله
و قرب عليها " عبدلله " وقال بـ فضول:-
_مالك يا آنسة " آرام " .. فيكي حاجة ؟!
آرام فـ سرها " أيوه الموظفين الجداد الحشرين أيوه عارفهم "
رفعت رأسها و عدلت من طرحتها و قالت بـ جدية:-
_لا يا أستاذ " عبدالله " كويسه .. شُكرا على السؤال
و فتحت اللاب بتاعها و طنشته... أما عبدالله حس بـ إحراج و مشي
و جالها " عادل " بـ شاي نعناع و شكرته بـ إقتضاب و مع أول رشفة منه بدأت تهدى خاصه ريحة النعناع المنعشه .. و طلعت بسكوت و بدات تحطه في شاي لحد ما يطرى و تأكله بنهم و إنسجمت في عالمها الصغير مع البسكوت و الشاي و تمنت اللحظه دي تكون قدام البحر مع أغنيه من الطرب القديم يعوضها عن شعور الكآبه إلي مسيطر عليها من إمبارح و التهزيق من المدير " رأفت "
و بدأت تفتح ورقها تاني و تبص على الملاحظات إلي عملها المدير و بصت ليها بحسرة و إفتكرت السهرات إلي عملتها عشان تخلي المقال المرادي من غير غلطة ... بس نقول إيه ! حكم القوي
سُهيله:-
_رأفت بردو طلعلك ملاحظات
آرام بـ يآس:-
_آه شوفتي يا سو ... يا حسرة قلبي على السهر و التعب و قال إيه امبارح بقول " دا مفهوش غلطه يستحيل يلاقي غلطه و هكسبه المرادي " و أضافت بـ سخريه:-
_هكسبه آه .. دا عند السيدة الوالدة
سُهيله بـ إشفاق و طبطبت على " آرام ":-
_ خير يا روميو ... إنتِ عارفة رأفت طبعه صعب و بيشجعك تبقي أحسن ... بس أسلوبه شديد
آرام:-
_على الله ... بسببه هقبل بـ أول عريس يجي صدقيني عشان أهو جوزي هستحمله ... إنما دا هستحمله ليييه !!
ضحكت سُهيله على طريقتها وقالت:-
_الأ صحيح أخبار سعيد إيه ..؟!
آرام بـ ضحك و إستغراب:-
_إنتِ لسه فاكرا ..؟! ... بخير ياختي و معا آسر في حضانه و تالية سنتين
سُهيله:-
_كان زمانك إنتِ إلي معاكي آسر و تالية
آرام و لوت شفايفها بـ سخريه على تفكيرها القديم:-
_أيوه ياختي ... بس فضلت أقول دراستي و شغلي أولًا .. لحد ما لبست .. و ربنا بلاني بمدير يندمني على اللحظه إلي رفضت بيها سعيد
سهيله بتضحك أكتر و تقول:-
_ ي شماته أبله نظيرة فيكِ
آرام:-
_قصدك أم سعيد ... لا عيب أنا مبينه قدامها لما أشوفها إن مبسوطه بلي وصلتله و مرتاحه وحياتي فُله شمعه منوره
سهيله بتقاطعها وتقول:-
_قصدك مولعه فيكي
آرام ب تآكيد حزين:-
_آيوة مولعه فيه ... المهم روحي كملي شغلك و أنا هحاول أضبط الدنيا و أقدمهاله النهارده لعل و عسى عينه تتغفل عن الأخطاء و يقبله
سهيله:-
_يارب
و كل واحدة فيهم رجعت تكمل شغلها و جا وقت البريك و اتجمعوا في آخر الدور الزملاء مع بعضهم
و هيطلبوا أكل من برا فـ نزلت " آرام " و 2 كمان يروحوا يجيبوا الأكل بس كل واحد هيروح يجيب الاوردر من مطعم مختلف
فـ راحت المطعم و طلبت ومستنيه الأكل و راحت قعدة و فتحت النت و لقت مسدج من " عُمران " بيقول " طبعًا نسيتي تطمنيني عنك .. ماشي يا ستي إعتبري بقى إن مفيش لبانة النهاردة ضريبه النسيان "
ضحكت " آرام " وكتبت:-
_لا كله الا اللبان ... حقيقي نسيت و مشغوله من الصبح لسه فاضية حالا و كنت هبعتلك ( و حطت إيمو صعبنه أطلقوا عليه إسم برقوق لإنه بيخليك تعيط و يصعب عليك .. و قلب أزرق )
و سابت الموبايل و عدى وقت ولقت رد من عمران:-
_لا مترضتش
إبتسمت " آرام " وكتبت:-
_طب أراضيك إزاي ..؟!
عمران:-
_أقابلك
آرام و إرتبكت تاني و كتبت:-
_مش أنا قولت لا قبل كدا
عمران:-
_خلاص مش هبعتلك اللبان و مش راضي عنك
آرام:-
_يا عمران شوف طريقه تانيه .. و بعدين أصلا هتقابلني إزاي و إنتَ من القاهره ... مسافة يا بابا
عمران:-
_هو إنتِ متعرفيش ... مش أنا جاي بكرا إسكندريه ... عندي كام مشوار فـ عايز أشوفك
آرام و التوتر زاد أكتر و كتبت:-
_نكلم بعدين عشان البريك قرب يخلص و شايله حاجات .. سلام
وقفلت النت و شالت الأكل و إتقابلت هيا و 2 زملائها و طلعوا للجريدة إلي موجودة قدام البحر مباشرة فـ مكان مميز في إسكندرية ... كان أمنيتها تشتغل هنا و كانت بتجتهد على أساس دا و تدعي ربنا و ربنا إستجبلها و إتعينت بعد الكلية بسنة معافرة كانت قربت تفقد الأمل فيها بس الحمدلله جتلها الفرصه و قدمت و أقل من شهر و إتعينت و دي السنه التالته في الجريدة
و خلص اليوم و بعد التعديلات أخيرًا إتقبل المقال و هينزلوا في طباعات الإسبوع الجاي بـ إسم آرام .. حبها لاسمها كل مدى بيزيد خاصة إنة مميز و نادر و بيعبر عن شخصيتها
و ركبت التاكسي و كانت ساكته و نظرتها الحزينه بترجع تدريجي إلي أصبحت مصاحبه ليها في الفترات الآخيرة و قطع سكوتها التاكسي:-
