رواية ضجيج الروح الفصل السابع عشر17 بقلم فرح احمد

رواية ضجيج الروح 

الفصل السابع عشر17

 بقلم فرح احمد

و فجأه تعثرت " آرام " في حجرة صغيرة جدًا و لولا أنها أمسكت في معطف " عُمران " الذي أنقذها ... لكانت الآن محجوزة في المشفى مجروحة في رأسها 


عُمران و أسندها و علامات القلق على وجهه:-

_آرام ... إنتِ كويسة..؟!!


آرام و وقفت بـ شكل معتدل و علامات الخضة و الرعب على وجهها وقالت بـ تنهيدة:-

_الحمدلله .... كان زماني متخيطة دلوقتِ


عُمران:-

_حصل خير ... خدي بالك


آرام:-

_مشوفتش الطوبة خالص ... بس خير خير


و أتجهت ناحية الباب الثاني لـ تركب السيارة ... و يركب " عُمران " و ينظر إليها و انطلق بـ السيارة....!!


أمام القاعة


نزل " عُمران " و " آرام " ... تقرأ اسم العروسين بالضبط " شيرين كارم " و " حسين المهدي " ... و مع تأكد أنها هيا القاعة التي ليس بـ قاعة ... فـ هيا مكان يشبة الحديقة كبير جدًا و ليس له سقف .. مُطل على النيل 


إبتسمت " آرام " بـ سعادة و هيا تعدل من ملابسها و طرحتها بـ نظرة أخيرة و تقول لـ " عُمران ":-

_أنا مبسوطة أوي يا " عُمران " ... هشوف "شيرين " عروسة ... عشرة السنين ... أخيرًا بجد هشوفها عروسة 


وقف " عُمران " بـ جانبها قائلا بـ نبرة رخيمة و سعادة:-

_ربنا يتمهلها على خير .... يالا ندخل


و دخلوا باب القاعة ... و صوت الأغاني الصاخبة تملأ المكان .... تنظر " آرام " على " المعزيم " و الإبتسامة السعيدة و المشرقة لا تفارقها .... و أخيرًا وقعت بـ نظرها على " شيرين " و " حسن " فـ قالت " آرام " لـ " عمران " بـ صوت متحمس:-

_شيرين أهي ... شايفها جميلة إزاي هيا و عريسها...؟! ماشاءالله اللهم بارك ... و " شيرين " جميلة حقيقي .... شبه كدا الموديلز .... أنا هروحلها 


و بدأت تتحرك بـ خطوات سريعة و هالة سعيدة و متحمسة متحاوطة بها و إبتسامتها كُل مدى تتعمق ... تريد أن تعاقنها بـ شدة ... تبكِ فرحًا لها ... خليط من المشاعر داخل " آرام "..!!


أما " شيرين " 


كانت وقفه مع " حسن " و صديقتها " منال " و والدتها و والدها و زوجة عمها و عم " حسن " واقفون بجانبهم ... و كانت تتحدث مع أحدهم ... حتى رأت من يآتي عليها بـ خطوات سريعة ... و كانت " آرام " ... و كان خلفها " عُمران " ... لم تندهش .... لإن " آرام " أخبرتها أن " عُمران " هو من سيستقبلها في القاهرة ... و توقعت في أن يآتي بـ رغم أن " آرام " لم تخبرها بـ مجيئه .... و لكنها سعيدة ... أنها لم تعد تشعر بـ الضيق و لا الغيرة عليه ... شعور عادي نحوه ... و هذا كفيل بـ فرحها أكثر..!!


آرام  بـنبرة السعيدة و الحماسية وهيا تقترب من " شيرين ":-

_شيرين 


و أقتربت منها و عناقتها بـ شدة وقالت بـ نبرة متآثرة:-

_ألف ألف مبروووك يا حبيبتي .... ألف مبروك 


شيرين و بادلتها العناق و قالت بـ دفء و نبرة هادئه سعيدة بـ وجودها و فرحتها لـ أجلها:-

_الله يبارك فيكِ يا " آرام " ... أنا مبسوطة إنك جيتي 


آرام و بدأت الدموع تتجمع فـ عينيها و مازلت تعانقها و لم تفارقها:-

_قولتلك ... هاجي يعني هاجي ... عايزاني أفوت خطوبتك ... عايزاني أفوت إن أشوفك عروسة ... يستحيل


شيرين و تطيب على جسد " آرام " وتقول:-

_طب متعيطيش بس 


إبتعدت " آرام " و دموعها التي ملأت وجهها وقالت:-

_دي دموع الفرحة إن شوفتك تاني ... و عروسة ... معرفتش أسيطر


و أخذت من حقيبتها منديل و بدأت تزيل دموعها ... و وجهت نظرها ناحية والدة شيرين:-

_ألف مبروك يا طنط ... عقبال الفرح يارب


شادية بـ نبرة طيبة و لينة و فرحة:-

_الله يبارك فيكِ يا روميو 


و بدأت المباركات ... و لاحظ " حسن " وقوف "عُمران " بالقرب منهم ناظرًا لـ " آرام " فـ قال لـ شيرين بـ صوت هامس فـ أذنها:-

_مين دا إلي لابس بدله زرقاء...؟!!


شيرين إرتبكت للحظات ولكنها قالت بـ صوت عالي حتى تسمعها " آرام ":_

_دا أستاذ " عُمران " خطيب " آرام " صحبتي


سمعت " آرام " ما قالته " شيرين "  و وسط مباركتها للجميع ... وقع الكلام على أذنها بـ صدمة و أرتبكت بـ شدة و إبتسمت بـ توتر لـ " منال " التي كانت تصافحها..!!


شادية بـ نبرة فارحة لـ " آرام " فــ هيا تعتبرها مثل ابنتها ... فـ هذه لم تكن هذة أول لقاء بين " آرام " و "شيرين " فـ تعتبر هذة رابع مرة أو خامس ... مرة تآتي إليها " آرام " للقاهرة و العكس.!!


شادية:-

_مبروك يا " آرام " ... مش تقولي يا حبيبتي 


آرام بـ نفس الإرتباك تحاول السيطرة عليه:-

_أصل .. أصل يا طنط الموضوع لسه يدوب قراية فاتحة ... فـ عشان كدا مقولتش


شادية:-

_طب اندهيله يا بنتي يسلم ... بدل ما أنتِ سايبه واقف لوحده كدا


آرام:-

_حاضر


و تحركت ناحية " عُمران " و الإرتباك واضح على وجهها و تفرك بـ أصابع يدها وقالت لـ " عُمران:-

_عمران ... أنا آسفة جدًااا بجد ... " شيرين " إضطرت تقول إنك ... إنك ... خـ... خـطي...


قاطعها " عُمران "  بـ نبرة متفاهمه:-

_فاهم .. فاهم 


آرام و تشعر بالحرج الشديد:-

_ت... تع.. تعالى سلم على طنط " شادية " ... عاي..يزة تسلم عليك


عمران:-

_تعالي


و تحركوا ...


تحاول " آرام " أن توازن خطواتها بسبب الإرتباك و الإحراج الذي تشعر به...!!


شادية و سلمت على " عُمران " بـ ود و طيبة وقالت:-

_ربنا يتملكم على خير يارب " و وجهت نظرها ناحية آرام:-

_هستنى الخطوبة و الدعوة


آرام:-

_أ...أكيد يا طنط .. أكيد


و ظلت واقفه ..، تشعر " شيرين " بـ إرتباك " آرام " و توترها ... و لكنها لم تعرف ماذا كانت تقول ... نسيت أن تحاول تجد إجابة ... ماذا كانت تفعل يعني...؟!


و قطعها عن الحديث مع نفسها صوت فتى " الدي چي " يقول:-

_و العروسين يتفضلوا على الإستيدچ


و توجهت " شيرين " و " حسن " ناحية " الإستيدچ " و خطواتها الواثقة و ملامحها الهادئة الراضية و إبتسامة " حسن "  اللبقة البسيطة ... و عيون الجميع عليهم منهم من يبارك لها و يحفظهم من العين ...  و منهم من ينظر بـ إعجاب شديد لهم ... و منهم من ينظر بـ عدم إهتمام و كأن الأمر لا يعينه...!!!


و بدأت الأغنية الرومانسية ذات اللحن الهادئ و يبدأ العروسين بـ الرقص " سلو " ... و كُل زوجين أو مخطوبين يتوجهون للإستدچ لـ يشاركوهم بالرقص...!!


أما " آرام " قالت:-

_تعالى نقعد 


و جلسوا على طرابيزة قريبة من " الكوشة " ... و أمسكت " آرام " بـ هاتفها بـ أناملها الرقيقة المرتبكة و بدأت بـ تصوير العروسين بـ إعجاب و عيون مدمعة....!!


كان يتابعها " عُمران " يشعر بـ السعادة لـ سعادتها ... و يشعر بالآسف على إرتبكاها ... و لم يشعر بالضيق من " شيرين " لإنها من الأساس لم تكن تعرف أنه آتي ... و هو أصلًا لم يكن ينوي الحضور ... و لكنه رأي فـ عيون " آرام " القلق و الخوف على قدر فرحتها ... هذا لإنها لا تعرف أحد داخل القاعة غير العروس و وصديقتها و والدتها ... فـ آتى معاها....!!


و طلب فتى " الدي چي " من أصحاب العروس أن يجتمعوا في جانب و أصحاب العريس كذلك... و قالت آرام:-

_أنا هروحلهم ماشي


عمران:-

_ماشي


و وقفت معاهم وسط الفتيات و بدأت الأغاني الصاخبة بـ تشغيل ... و بدأت كُل فتاة تشارك " شيرين " بالرقص  و الباقي بتصفيق ... حتى شاركت " آرام " صديقتها و قد تخلت عن إرتبكاها و توترها ... و حل محلها السعادة ... حتى أنها عانقتها ثانية و هيا ترقص معاها و تقول في أذنها:-

_أنا مكسوفة أوي يا " شيرين "


شيرين:-

_كُنا هنعمل إيه بس...؟! و ماما و " حسن " ... معلش يا حبيبتي ... أنا آسفة


آرام:-

_لا متعتذريش ... إلي حصل حصل خلاص 


و قطع حديثهم طلب فتى المصور أن تبتعد " آرام " عن " شيرين " قليلًا لـ يلتقط صوره للعروس  معاها وسط إبتسامتهم اللطيفة السعيدة...!!


و أزدات الرقاصات و الأغاني ... و بدأت "منال " بـ إلتقاط " فيديو قصير " مع " شيرين " و " آرام " على الأغاني محركة شفاها على الأغاني .... و تجاوبت " آرام " معاهم و نسيت الجميع و بدأت بالرقص بـ يدها بـ حماس مردده الأغاني التي تعرفها و إلتقاط الصور مع " شيرين " 


و توقفت الأغاني و أقترب العريس من عروسه لـ يجلسوا على " الكوشة " ... و توجهت " آرام " ناحية الطرابيزة و علامات التعب مرسومة على وجهها بسبب الوقوف و الحذاء ذو الكعب العالي ... و جلست على الكرسي و ترفع رجلها و تقوم بـ بعض التمارين البسيطة حتى تخفف من وجع


عُمران نظرًا إليها يـ إشفاق:-

_بيتعبك ... طب بتلبسيه ليه...؟!


آرام تكلمت بـ ثقة و تعب أيضًا:-

_عشان مينفعش ألبس غيره 


عُمران:-

_تفكيركم غريب 


آرام:-

_كُله فداء للأنوثة


و ضحكوا هما الإثنين على جملتها الأخيرة ... و قطعهم عن الحديث إتصال من " عالية " ... و ردت عليها " آرام " لـ تطمئن عليها و تخبرها ما إن تصل للفندق ستتصل بها....!!


عند العروسين


إتجهوا لـ غرفة مخصصة حتى يجلسوا بـ إريحية و يأكلوا


كريمة بـ إبتسامة طيبة و حنونة:-

_ربنا يحفظكم من العين يا حبايبي


تمموا جميعًا بـ " يارب " 


كريمة و هيا تضع يدها على " شيرين "  و تطبطب عليها:-

_تاخد بالك منها يا " حسن " دي الغالية بنت الغالية


حسن بـ إبتسامة ثقة و لطيفة:-

_في عنيا يا طنط


كريمة:-

_تسلم يا حبيبي


و يمر بعض الوقت و يسمعوا طرق على باب الغرفة فـ تدخل " آرام " ... وتبتسم لها "شيرين " و تقترب منها


آرام:-

_أنا لازم أمشي .. عشان متأخرش 


شيرين:-

_نورتيني يا روميو


عانقتها "آرام " وقالت:-

_عمران عايز يباركلك


شيرين:-

_خليه يدخل


و ذهبت و آتت بـ " عُمران " الذي رسم على وجهه إبتسامة لطيفة جذابة رجولية .. و بارك لـ " حسن " الذي رحب به بـ لطافة و رسمية ... و لـ " شيرين " التي نظرت له بـ ثقة و نظرة سعيدة راضية بـ عوضها بـ " حسن " ... و شعر " عُمران " بـ سعادة لإنها أزالت إعجابها و حبها الذي كان يعرف أنه ما إلا أوهام و عاشت فيها لـ مدة ٣ سنوات .. حبيسة و أخيرًا تحررت....!!


و غادروا الغرفة مع دموع " آرام " و ودعها لـ صديقة و أهل " شيرين " و " حسن ".... و ركبت السيارة مع " عُمران " و هيا تقول:-

_متتخيليش إنبساطي بيها بجد ... رجعت تضحك تاني ... و جوزها فعلًا شكله إنسان طيب و محترم


إبتسم " عُمران " و تحرك بـ السيارة....!!


أمام الفندق 


آرام بـ إمتنان:-

_شكرًا بجد يا " عُمران " 


عُمران بـ عتاب:-

_مش أنا قولت كلمة شكرًا دي تبطليها 


آرام:-

_لازم أوفيك حقك ... يكفِ إن حطيتك فـ وضع حرج لما قالت...


قاطعها " عُمران":-

_ولا وضع حرج ولا حاجة ... و دا كان تصرف سليم قدام قرايبها و جوزها ... و بتحميكِ كمان ... فـ عادي أنا مش مضايق


نظرت له " آرام " بـ نظرة سعادة و إمتنان و إحترام:-

_عايز حاجة...؟!


عُمران:-

_معاد القطر بكرا الساعة كام...؟!


آرام:-

_على العشاء إن شاءالله 


عُمران بـ تساؤل و إستغراب:-

_ليه..؟!


آرام:-

_هقابل واحده بكرا تديني ورق ... تبع الشغل 


عُمران:-

_الساعة كام..؟!


آرام:-

_هتجيلي على الضهر إن شاءالله


عُمران:-

_هتقابلوا فين...؟!


آرام و فهمت مقصده فـ قالت:-

_لالا أنا هروح لوحدي ... مش بعيد دا فـ (...) هاخد


قاطعها " عمران " بـ حزم:-

_هعدي عليكِ إن شاءالله .... يالا إطلعي و طمنيني


آرام:-

_يا " عُمران" .. مش بعيد والله و ميصحش كدا


عمران:-

_قولتلك إنتِ هنا عشان أكرمك ضيفتنا ... دا غير إن قولت إعتبريني التاكسي بتاعك


آرام متردده بـ إحراج:-

_طب


عمران:-

_يالا يا " آرام " إطلعي


آرام و هيا تفتح باب السيارة ممسكه بـ الحذاء بـ يدها:-

_حاضر


عمران:-

_إنتِ هتمشي من غير الجزمه..؟!


آرام:-

_دا خطوه ... لإن مش قادرة إلبسها خلاص


عمران بـ ضيق:-

_طب حاسبي لـ تتعوري


و نزلت " آرام " تمشي على أطراف أصابعها و يتابعها " عُمران " بـ عينيها و هيا تمشي و يبتسم بـ سخرية على حركاتها حتى دخلت الفندق ... و يمر دقيقتين و يأتيه إتصال وتقول أنها فـ الغرفة ... فـ يتحرك....!!


أما " آرام " فـ كانت نائمة بعد حديث طويل مع أختها عن الخطوبة و أرسلت لها الصور التي أتتها و أعجبت " عالية " بـ شكل " شيرين " و زوجها و فستانها الرقيق و طلتها الواثقة...!!


و بينما " آرام " وهيا في سبات عميق يقطعها عن ذلك........

         الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



<>