رواية أنانية ام الفصل الاول ١بقلم نجلاء ذكي


 رواية أنانية ام

الفصل الاول ١

بقلم نجلاء ذكي 


-ضحى انا أسف مش هنقدر نكمل مع بعض كل شئ قسمة ونصيب واكيد ربنا هيبعت ليكى الانسان اللى يستهلك انتى انسانة جميلة بس الواضح انك مش نصيبي.


 ليغلق الهاتف سريعا دون ان يترك لها المجال لكى ترد عليه او ان تعلم ما يقوله حقيقى ام مزاح لتحاول الاتصال به مجددا لكن لا رد ظلت طوال الليل تحاول ان تحدثه لكن بلا فائدة لتحاول ان تتذكر هل فعلت شئ يجعله يتركها بتلك الطريقة لكنها لا تذكر شئ فهو كان مدعوا لديهم اليوم على الغذاء وظل جالسا معها ومع اهلها يتحدثون و يضحكون على قصص اخيها الصغير باسل وجال ببالها به الف خاطر وخاطر ترى ماذا حدث لكل هذا لتغفل قليلا وتستيقظ مسرعة لتعيد الاتصال به لكن بلا رد لتدخل اليها والدتها لكى توقظها لتجدها على هذه الحالة عيناها حمراء من كثرة البكاء وعيونها ذائغة لتجزع من حالتها


-مالك يا ضحى فيكى ايه عاملة كده ليه لكن لا رد لتعيد عليها السؤال مرة اخرى لكنها تبدو فى عالم اخر لتخرج تنادى زوجها ليدخل هو وباسل ليشاهدا ضحى على هذا الحالة ليقترب منها ويحاول ان ينبهها 


-مالك يا بنتى فيكى ايه ردى عليه يا قلب ابوكى 

لتجهش بالبكاء وتقص عليهم ماحدث وهى تبكى ليصدموا جميعا ثم يتماسك الاب ويحاول ان يهدئ من حالتها 


-طب اهدى حبيبتى وانا هكلمه واشوف ايه لعب العيال ده المفروض لو عايز ينهى الخطوبة يكلم الراجل  اللى ااتمنه على بنته واللى المفروض الاتفاق معاه 

وبالفعل يخرج يحدث ايهاب ولكن لا رد ليقوم بالاتصال بوالده 


-صباح الخير يا استاذ محمد


-اهلا ازيك يا استاذ سامي 


-ايه اللى ابنك عمله ده مش لما يحب يفسخ الخطوبة يتكلم معايا انا مش انا الراجل اللى المفروض اتفق معاه واد له كلمة 


-معلش يا سامى مين يفسخ خطوبة مين 


-ايهاب يا محمد اتصل بالبنت باليل وقال لها كل شئ قسمة ونصيب ليرد عليه باستغراب


-ازى ده دا مقلش لحد فين حاجة على الموضوع ده


-قال ولا مقالش هو محترمش البيت اللى دخله واحنا اللى ميشرفناش النسب ده يجى ياخد حاجاته وانا اللى بقولك كل شئ قسمة ونصيب


-طب اهدى يا سامى يمكن كان بيهزر معاها ولا حاجة مش معقول دا ايهاب بيحب ضحى جدا 


-هى المواضيع دى فيها هزار يا محمد خلاص الموضوع انتهى 


-طب بس اهدى وانا هشوفه وهجيبه لحد عندك يستسمحك انت وست البنات ليغلق معه ويذهب الى حجرة ابنه ليدخل يراه جالس على السرير والفون بيده وهو ينظر اليه وهناك دمعة تسقط من عيونه وهو مغلقها بالم لينهره


-ايه يا ايهاب اللى انت عملته ده 

لتاتى ماجدة والدة ايهاب على صوت محمد وهى فزعة


-فيه ايه يا محمد بتزعق كده ليه


-فيه ان ابنك محترمش البيت اللى دخله ولا احترم الراجل اللى اد له كلمة وجى يفسخ الخطوبة من غير حتى ما يعرفه ولا يوضح له اسبابه ايه مستقل بينا ولا ايه دى تربيتك يا هانم ما ترد 

لكن لا رد من ايهاب اما والدته


-ياخويا الف بركة خلصنا من النسب اللى ي.عر ده


-نسب مين اللى ي.عر يا ماجدة استاذ سامى شخص محترم جدا وبنته ونعم البنات مفيش زيها


-يا خويا انا ابنى زي الفل دكتور يبقى مينسبهوش الا دكتورة زيه مش شايف اخوه والنسب اللى يشرف


-والله شكلك انتى اللى وراء كل ده عارفة لو كنتى السبب والله ما هسكت وانت يا بيه شوف هنعمل ايه فى اللى هببته 

لتحول ماجدة ان تعترض لينظر لها محمد بغضب لتصمت وبداخلها يرقص انها تخلصت من ضحى وكيف لابنها ان يتزوج من فتاة مثلها اقل منه كما هى ترى 

ليتحدث ايهاب اخير لينهى كل هذا الحوار


-لا يا بابا مش هروح فى حته وكل شئ قسمة ونصيب وضحى ربنا يرزقها باللى يستحقها ليصدم الاب وينظر الى ماجدة فهو متيقن انها خلف هذا كله ليجد الفرحة على وجهها ثم ينظر الى ابنه


-شوف يا ايهاب انا مش عارف اسباب القرار ده بس بدات اعرفه لكن هقولك كلمة انت ظلمت ضحى وربنا مش هيضيع حقها بس يا ريت متندمش لانه هيكون فات الاوان ويتركه ووالدته ويرحل بغضب لتحاول والدته ان تثنى على قراره وتحدثه لكنه يطالبها


-لو سمحتى يا ماما سيبينى لوحدى مش عايز اتكلم

لتنظر اليه قليلا وترحل ويبدوا على وجهها الراحة فقد تخلصت من غريمتها بقلب ابنها الحبيب 

ليظل ايهاب وحده يجلس فى نفس موضعه وهو ينظر على اسم غاليته ضحى والتى ضحى بيها وتركها وكان السبب فى انكسار قلبها نعم يعلم انه كسرها فهو يحبها مثلما تحبه واكثر لكنه وقع بين شقى الرحى بين ان يختار بين قلبه وحبه لضحى وبين اغلى انسانة عليه وسبب وجوده بالدنيا نعم امه لينظر الى الفراغ وهو يتذكر كيف سرقت ضحى قلبه من اول نظرة 


فلاش باك  

فى عيادة دكتور ايهاب ومنذ ما يقرب العام دخلت تلك الرقيقة ضحى مع والدتها لتاذن لها سكرتيرة الدكتور بالدخول وبمكتب ايهاب كان جالسا يدون بعض الملاحظات بملف المريض السابق لتدخل ضحى ووالدتها وتلقى السلام


-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليستمع الى صوتها الرقيق  يرفع عينه ليرى امامه فتاة رقيقة وجميلة بملابس محتشمة وفضفاضة ما ان رائها حتى شعر باضطراب فى دقات قلبه وكانه يريد ان يخرج من موضعه ليذهب اليها ليشعر انه اطال النظر وخصوصا عندما شعر باحرج ضحى لدرجة ان وجهها قد تحول الى اللون الاحمر من الخجل ليتحدث


-اتفضلى انسة ضحى مش انسة بردوا

-اه 


-طب بتشتكي من ايه


لتحكى له شكوتها وهو يعمل بضرسها كان يتحدث الى والدتها فعرف منها معلومات كثيرة عنها وكان يخطف نظرة عن قرب من ضحى لا يعلم لم هذا الاهتمام بها لتتعدد الزيارات لجلسات العلاج ومع كل زيارة يشعر بالتقرب لها اكثر واكثر الى ان ايقن انه بالفعل وجد نصفه الاخر فقد وجد فيها كل ما يتمنى جمال وادب ومحتشمة واهلها اناس على خلق ومستوى اجتماعى فوالدها مدير باحد البنوك ووالدتها مدرسة حسنة السيرة والجميع يشهد بخير لهذه العائلة 

ليفاتح عائلته فى احد الايام انه يريد ان يتقدم لفتاة وبالفعل قص عليهم كل ما علمه عن ضحى وعائلتها وقد سر والده كثيرا وهنئه على اختياره اما والدته فما ان علمت انها بكلية الاداب وليس طبيبة حتى اعترضت


-معقول يا ايهاب انا قولت انك هتجوز دكتورة 


-يا ماما دكتورة ولا لا المهم انى مرتاح لها وحاسس ان دى احسن واحدة ليا 


-يا سلام ايه اللى خلاها احسن واحدة ما فى بنات كتير جبتها ليك كلهم دكاترة وزى القمر اشمعنى دي


-القلب ومايريد بقى ياماما


-اه قول بقى انك بتحبها طبعا تلاقيها رمت شبكها عليك لما لقيتك دكتور ووسيم 


-يا ماما دى حتى متعرفش انى عايز اتقدم لها وضحى بنت محترمة جدا ومتدينة 


-يا سلام عايز تقنعنى انها متعرفش انك حبتها


-والله يا امى ما تعرف انا قولت افاتحكم واخد منهم ميعاد


-بس بردوا يابنى كان نفسي فى واحدة احسن من كدة ليك ليسكتها محمد


-خلاص يا ماجدة ابنك اختار وانا بثق فى اختيارات ايهاب لتنظر اليهم بحسرة


-خلاص انتم احرار ما انا مليش راى خلاص ولا كانى ربيت ولا تعبت معاكم 


-يا ماما متقوليش كده انتى الخير والبركة 


-اضحك عليا خلاص اللى تشوفوه كانت تتحدث وبداخلها يخطط لافساد هذه الخطبة وبالفعل تمت الخطبة فى حفل بسيط بالمنزل  ولكن يسوده الحب والموده الجميع كان سعيد الا ماجدة كانت جالسة وهى يظهر عليها الوجوم وعدم الرضا وهذا ما لفت انتباه امنة والدة ضحى وجعلها تشعر بالقلق 

استمرت الخطبة عام وخلال هذا العام قام اخيه ايمن بخطبة زميلة له احبها تدعى ماهيتاب وهى طبيبة وابيها يمتلك مشفى استثمارى له صيته وكذلك والدتها طيبة وتعمل مع زوجها بالمشفى واقيم حفل الخطبة بفندق وكان بها الكثير من رجال الاعمال والدولة وطبعا هذا ما اسعد ماجدة كثيرا فهذا النسب الذى تتمناه لابنائها وبعد الحفل لم تترك فرصة حتى تشعر ايهاب بانه اخطاء بخطبته لضحى


-شوفت يا ايهاب الحفلة اللى عملوها اهل ماهى خطيبة اخوك مش الحفلة الع.رة اللى عملوها اهل ضحى


-يا ماما عمر الحفلة ما تكون سبب سعادة وانا سعادتى مع ضحى انا بحبها يا امى كان يتحدث وهى بداخلها يشتعل نار فهى تغار من حب ايهاب لضحى للاسف فهى تضع نفسها ند لها 


-بردوا يا بني ما اديك شوفت النسب اللى يشرف دكتورة واهلها دكاترة يعنى يرفعوا اخوك انت بقى اهل ست ضحى هيعملوا ليك ايه


-يا امى انتى ليه كرها ضحى


-انا مش كرهها انا شايفة انك تستحق الافضل انتم يا حبيبي اللى طلعت بيهم من الدنيا اللى تعبت وشقيت علشان توصلوا للى انتم فيه انا قلبي يابنى مش راضى على الجوازة دية تصبح على خير 

لتمر الايام وللاسف ماجدة يزداد سخطها على ضحى ولا تحاول ان تتقرب منها او من اهلها على العكس من ماهى التى لا تترك مناسبة الا وتقربت منهم وهذا ما لحظه ايهاب ومحمد وللاسف كان ايهاب يشعر ببعد والدته عنه وهذا ما كان يحزنه فعلاقة ايهاب بوالدته كانت لها طابع خاص كانت اقرب انسان اليه فليس لديه صديق الا هى اما الان فهى تتبع معه طريقة التجاهل والجفاء لكى تجعله يشعر بافتقاده لها فهى تعلم اهميتها لديه ولابد من انه يحتاج ان يحادثها ويستشيرها كما هو معتاد منذ الصغر فهى كانت تدير شئون حياته حتى استذكاره بالمدرسة والجامعة كانت معه فى كل وقت والان هى بعيدة عنه كل البعد حاول كثيرا ان يحادثها لكن ليس عندها الا نفس الموضوع وهو ان ضحى ليست مناسبه له الى ان كان يوم الزيارة الاسبوعية لضحى فكان والدها قد دعاه على الغذاء فقضى الوقت معهم بسعادة وضحك على باسل ونوادره مع مدرسينه


-والله يا ابيه ايهاب المدرس كان خلاص هيقطع حبة الشعر اللى باقين فى راسه لترد امنة


-يابنى حرام عليك كل يوم شكوى من مدرس ابنك عمل ابنك سوى مستحيل ده اخو ضحى فض.حتني

ليضحك الجميع ليتحدث باسل باصرار


- بكرة تشوفوا باسل هيعمل ايه ان شاء الله هكون دكتور زى ابيه واساعده كمان لا اساعده ايه دا انا هنفسه هههههه

ليضحك ايهاب بصدق ومحبة 


-طب دا يبقى احلى حاجة واهو نقسم الوقت بينا فى العيادة وارتاح شوية ليتحدث سامى باعتذار


-متخدش على كلامه يابنى باسل بيحب الضحك والتهريج هو شايفك مثل اعلى ليه 


-عارف يا عمى باسل ده اخويا الصغير ربنا يوفقه لتتحدث ضحى


-اخبار طنط وعمو ايه يا ايهاب بحاول اتصل بطنط كتير مش بترد ليرد وهو يشعر بالضيق من والدته لكنه لم يرد ان يظهر ذلك


-معلش يا ضحى هى كانت تعبانة شوية وكمان  مش بتتعامل مع المحمول  كتير

لتنظر له بمحبه 


-خلاص سلملى عليها وان شاء الله احاول اشوف ماما فاضية امتى ونزورها نطمن عليها 

ليشعر ايهاب بالقلق للاسف هو على مدار العام يحاول جعل والدته تقبل ضحى لكنه فشل فى ذلك لينتهى اليوم ويعود الى المنزل ليجدها  تجلس تشاهد التلفاز


-مساء الخير يا امى


-مساء الخير تحب احط ليك الاكل


-لا اكلت عند ضحى 


-تمام يلا تصبح على خير


-فى ايه يا ماما ليه بتعملينى المعاملة دى 


-مالى ما انا كويسة 


-لا انا مفتقدك يا امى وحشنى كلامنا مع بعض ليه بعيدة عنى


-والله انا لا بعيدة ولا حاجة بس انت اختارت حياتك وانا احترمت اختيارك على الرغم انى مش متقبلاه


-تانى يا امى ضحى ملها بس دى انسانة كويسة قربي منها وانتى هتحبيها 


-كفاية انت بتحبها وبعدين انا لسه عند رأى انه مش مناسبة ليك


-ليه بس يا امى انا بجد مرتاح معاها 


-خلاص خليك معاها وانسى ان ليك ام 


-يا امى انا مقدرش استغنى عنك ومفيش حد ممكن يعوضنى وجودك فى حياتى


- اه ما هو باين وانت استغنيت بس اسمعها منى الزوجة والحبيبة تتعوض انما الام عمرك ما هتعوضها وانت خلاص انا مبقتش فى حساباتك


-ليه بس بتقولى كده انتى اغلى ما فى حياتى


-انا لو كنت غالية كنت سمعت كلامى لكن انت مشيت بدماغك خليك بس عمرك ما هتنول رضايا عنك ابدا 


-ليه كده بس يا امى انا مقدرش على زعلك وغضبك عليا والله ضحى انسانة كويسة اوى


-كويسة ليك مش ليا بس علشان تبقى عارف انا لا هحضر ليك لافرح ولا هدخل لك بيت كانك لا ابنى ولا اعرفك 


-ليه يا امى بتصعبيها عليا


-هو ده اللى عندى يا انا يا ضحى 


-يا امى اختيار صعب 


-ده اللى عندى وشكلك اخترت لتتصنع البكاء اه يخسارة تعبي شقايا عليك خلاص انت لا ابنى ولا اعرفك اخترت وجع قلب امك روح روح للى اخترتها خليها تعوضك عنى اعتبرنى موت ليرد عليها بفزع


-بعد الشر عنك يا امى ليه بس بتقولى كده 

علشان انت الوحيد اللى واجع قلبي شوف جوازة اخوك انا فرحانة بيها ازى لتتحرك لكى تذهب حجرتها

ليناديها ايهاب وهو يشعر ان قلبه يؤلمه على وجع امه ليختار  وجع قلبه


-خلاص يا امى بالله عليكى ما تزعلى وانا هريحك لتغادر وبداخلها يرقص من الفرح فقد حققت ما تريد واوشكت على التخلص من غريمتها فى قلب ابنها لتدخل حجرتها دون كلام اما هو فيدخل غرفته و يحادث صديقه والذى يعمل بالخارج ويحكى له كل ما حدث ويحدث ليطلب منه ان يوفر له فرصة عمل بالبلد الذى يعمل بها ليسافر عله يستطيع ان يشفى قلبه مما سيفعله لكى يرضى والدته وبالفعل يحدث ضحى ثم يظل جالس ينظر الى الهاتف وهو ينير باسمها لكن ليس لديه الجرأة ليرد عليها


باك ....


ليظل جالس لحاله طوال اليوم لا يرد ان يخرج من حجرته او يواجه احد وظل هكذا ايام  الى ان اتاه اتصال من صديقه ليخبره انه وجد له فرصة عمل معاه وهذا من حظه لان مشفى التى يعمل بها اصدرت اعلان عن احتياجهم لتخصصات ومنها تخصصه  وقد حدث مديره عنه وعن كفائته ليطلب منه ان يرسل سيرته الذاتية لكى يدرسها ليحدد ان كان سيقبله لكن لان صديقه شخص موثق به تم قبوله على ضمانته الشخصية وبالفعل طلب منه اعداد حاله للسفر فى اسرع وقت  ابلغ ايهاب اسرته وقد شعرت والدته بالالم لسفر ابنها وتركها لكن هى تجنى ما زرعته وبالفعل بعد شهر قد اكمل ايهاب اوراقه وسافر عله يستطيع ان ينسى اوجاع قلبه

    

               الفصل الثاني من هنا 

           لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>