رواية طريقي
الفصل الاول1
بقلم : سلوى علي
لكل طريق مهما طال أو قصر نهاية ، و لكل سر لابد له من كاشف و لكل نفس ظالمة لابد لها من جلاد . و مهما اشتد سواد الليل لابد لضوء النهار ان ينبثق .
سلك دروبا مختلفة بعضها كان مليئ بالاشواك و آلمه حتى كادت روحه ان تغادر ذلك الجسد المنهك ، اما البعض الاخر زاده وعيا و نضوجا حتى صقل معدنه و لم يعد عوده طريا سهل كسره بل اصبح جذع له عروق تشعبت حتى بات الكل يحسب حسابه ، و لكن هل عودة الماضي ستضعفه ام ستساعده على استئصال عقده و متابعة حياته.
في احد شركات المحاماة المعروفه على صعيد البلاد ، و تحديدا داخل مكتب مدير الشركة ،وحش المحاكم كما يلقبونه :
يلا كله جاهز حنبدا تصوير اول ما اقول اكشن حنطلع على الهواء مباشرة ، جاهز يا استاذ ....
اومأ بهزة من رأسه دون كلام و عيناه على المذيع الذي امامه .
واحد اتنين تلاتة اكشن
المذيع : اعزائي المشاهدين اهلا و مرحبا بكم معانا في برنامجكم قضية رأي عام ، زي ما عودناكم دايما بنسلط الضوء على القضايا اللي اثارت الجدل على الساحة في الآونة الأخيرة ، و النهارده معانا الاستاذ الكبير الذي هزت مرافعته مواقع التواصل الاجتماعي و عالم القضاء ، مرافعة جريئة و تنم عن حكمة و تمكن المحامي
لا شك ان الجميع علم عن الرجل البسيط الذي تمت مصادرة أراضيه بالاستعمال الفاسد لقوانين الاسكان التي تخدم مصالح المستثمرين و التي ادت الى تشرد أسرته و تعويضه بمبلغ هزيل . قضيه أثارت العديد من الجدل لانها تعتبر ضد الحكومة و حيتان سوق الاسكان والتعمير، و لكن الاستاذ الكبير او كما يلقبه البعض وحش المحاكم استطاع ، ان يرد حق المواطن الغلبان من فم الأسد .
سيداتي سادتي معانا و معاكم نجم الاسبوع الاستاذ ابراهيم الوحيد .
المذيع: اهلا وسهلا بحضرتك
ابراهيم: اهلا بيك
المذيع : اول سؤال و اللي حير ناس كثير ,ازاي محامي كبير زي حضرتك اهتم بقضية راجل غلبان و ازاي هو فكر فيك لان اتعاب حضرتك مش على مقاسه
ابراهيم : اولا انا محامي مش مهندس ديكور باخد الشغل على حسب مستوى الزبون ، فياريت حضرتك تعرف الفرق الاول ، المحامي بيحمل على عاتقه دفع الظلم عن المظلوم و عايز اوضح لحضرتك ان ابراهيم اللي قدامك ده قبل ما يبقى المحامي المعروف ، الناس الغلابة اللى بتتكلم عليهم هما اللى عملوه و هما اللى كبروه .
المذيع : يعني حضرتك مش قبلت القضية عشان كنت عايز تعمل شهرة على حسابها و خصوصا ان شوفنا ان مرافعتك اتسربت على مواقع التواصل الاجتماعي ، يعني دا صدفة مثلا
ابراهيم: رغم ان السؤال ده يعتبر سؤال خارج عن نص القضية اللى حضرتك مستضيفني عشانها ، بس حجاوبك
اولا انا مش برفض اي قضية لاي موكل كان فيها على حق و دا لو اتفضلت و دورت شوية في تاريخي المهني حتعرفها بكل سهولة
ثانيا : انا مش مسؤول عن الناس اللى سربت المرافعة و بقت تريند انا مسعتشلوش و مش ملزم ابرر لحد
ثالتا و دا الاهم لو اسئلتك حتفضل متمحورة على الكلام الفارغ ده ، فاحب اقولك اني مش حكمل الحلقة لانك مش مستضيف مغني عشان تكلمه عن تريند و الحاجات دي
قام ابراهيم بنرفزة
المخرج : اطلع فاصل بسرعة
المذيع: يا استاذ انت فهمتني غلط دي اسئلة الجمهور و احنا مجبرين نسال اسئلتهم
ابراهيم : انا مش بيهمني دي اسئلة مش مجال عملي انا جاي اشرح مسار القضية و نفقه الناس عشان محدش يدوس على حقهم بمساندة القانون .
المخرج اتدخل في الحوار
حضرتك احنا اسفين حنكمل اللقاء على حسب ما انت عايز المهم مش حينفع نبقى قاطعين البت اكثر من كدا
استطاع المخرج امتصاص غضب ابراهيم و قام بتحذير المذيع بالالتزام بالاسئلة المتفق عليها مع مديرة اعمال ابراهيم ،
اكمل ابراهيم الحلقة و قام كما اتفقوا بشرح العديد من الملابسات التي يمكن استغلالها من طرف بعض عديمي الضمير من المحامين للسطو على حقوق الناس .
و لكن المذيع اراد ان يرد كرامته التي أهدرها المخرج بسبب ابراهيم فطرح عليه سؤال خاص بحياته
اسمحلي استاذنا الكبير في السؤال ده بس حقيقي سؤال بيطرح نفسه بعد ما بحثت عنك لقيت انك صاحب اكبر دار رعاية للاطفال في البلد و انك سميته على اسم الشهرة بتاعك الوحيد ، ايه سبب اختيارك الاسم ده يا ترى المحامي الكبير عانى من اليتم و اللا حاجة تانية ، كانت طريقة المذيع كلها ايحاءات بأنه يعلم ان ابراهيم من خريجي دور الايتام و قد يكون من الاطفال الذين لا يعرف نسبهم
عند هذا الحد بلغ ابراهيم اقصى غضبه ،
ابراهيم : شيلوا الحاجات دي و الا اقسم بالله لكون قافل لكم المحطة ،
كان صوت ابراهيم كالرعد مما اضطر المخرج لانهاء الحلقة بقطع البث .
المخرج بخوف : احنا متأسفين لحضرتك و ياريت تعتبرها غلطة من مذيع مغمور ، عايز يشتهر جنب اكبر محامي في البلد .
ابراهيم في ذلك الوقت لم يكن يرى امامه الا خيوط من حياته
خرج مسرعا من مكتبه مارا بمديرة مكتبه
فاطمة مشي الناس اللى في المكتب و مش عايز حد يتصل بيا
فاطمة بخوف : في ايه يا ابراهيم حصل حاجة ضايقتك
ابراهيم: فاطمة مش وقته مش عايز اسئلة و مش عايزك تقبلي مقابلات تاني مع اي حد .
فاطمة بخضوع: حاضر زي ما تحب يا ابراهيم
استقل سيارته مسرعا ، كأنه يهرب من شبح متجها لملاذه الوحيد و حصنه المنيع مهما كبر و مهما اصبح قويا ، دائما يعود اليه مع اول نبش لتابوت الماضي .
وصل للمكان ، خلع عنه سترته و ربطة عنقه الانيقة ،قبل ان يترجل من سيارته ، متوجها إلى مكان الوضوء في ذلك المسجد الصغير ،الذي كان يقضي فيه دائما أغلب أوقات ضعفه ، توضأ و قصد محراب المسجد صلى ركعتين و افضى ما في جعبته من وجع الذكريات الى خالقه ،بكى بين يديه و تضرع لله عز و جل ان يربط على قلبه و يلهمه الصبر .
انتهى من صلاته و اتجه الى أحد الاعمدة التي تجاور مكان الامام و اتكأ عليها مغمضا عيناه و شريط حياته يعرض أمامه كفيلم وثائقي حديث الإخراج..
فلاش باك
صوت صراخ والدته جعله يضع يديه الصغيرتين على أذنيه فقد أصبحت لديه فوبيا من الصراخ ،الذي اصبح لغة الحوار الوحيدة التي تعرفها والدته .
تنهد و دموعه تغرق وجهه البريء ،انه صياح يوم الخميس و كالعادة والده لم ياتي لاصطحابه .فهذا الاسبوع دوره في الاهتمام به ، اصبح يعتبر نفسه عبئا على من انجباه او غلطة ندموا عليها بعد أن انقشعت غيوم الحب الوهمي التي كانت تحملهم ..
امه السيدة مليكة شابة في الثلاثين من عمرها تطلقت من أبيه بعد اربع سنوات من زواجهم الذي كان هو ثمرته او لنسمي الاشياء بمسمياتها الصحيحة ، ضحيتهم ،طفل بريء ضاع بين تهور و عدم مسؤولية من يدعون أنهم آباء.
والدته بصراخ : احمد انت فين هو انت مش حتبطل حركاتك دي ، دايما متاخر عن مواعيدك ، صمتت تنصت لمخاطبها ،قبل ان تعود للصراخ مجددا : انجز يا احمد انت عارف اني ورايا طيارة ،يعني مش حخسر شغلي عشان خاطر جنابك ،انت و ابنك ،رحلتي حتنطلق بعد ساعة و انا اوريدي متاخرة.
(نسيت ان اخبركم ان والدته الان تشتغل مضيفة طيران )
بعد مدة من الزمن مرت عليه كساعات في الجحيم من كثر ما سمعه من كلام سام تنطق به والدته دون رأفة به ، على مسامعه تتحسر على شبابها و تلعن اليوم الذي التقت بوالده.
وصل أخيرا والده لكي يصطحبه الى نوع اخر من العذاب ، فوالده متزوج و لديه طفل في عامه الاول .
وصلا اخيرا لبيت والده ، داعبه هذا الأخير متحدثا : يلا يا بطل ادخل .
و ما ان خطى بقدمه الباب حتى صاحت زوجة أبيه بغضب جحيمي
عملت اللى فى راسك يا احمد ،هو حد قالك اني بيبي سيتر تبع الهانم طليقتك ،و لا هي تروح و تتسرمح و انا اتسحل مع ابنك و ابنها
احمد و هو يحاول امتصاص غضبها : معلش يا حبيبتي احنا اتفقنا من الاول كان كدا و انتي كنت موافقة عليه ،اسبوع عندها و اسبوع عندنا و بعدين ابراهيم مش صغير عشان تهتمي بيه ، و متنسيش هي كمان كانت مأجزة اسبوعين عشان خاطر ابراهبم و تعبه ،
درة : لا يا حبيبي هي ما عملتش دا عشان خاطر عيونك و لا عيون ابنك ، هي بلغتك قبلها انها حتمسك الواد اسبوعين دول عشان انت كمان يفضل معاك الأسبوعين دول عشان سفرها و انت كالعادة دائما بتقول حاضر لكل كلمة قالتها الهانم .
زاد الشجار بينهما و لم ينتبها لذلك الطفل الذي ضاق ذرعا من تلك المشاحنات و المشاكل ، ترك حقيبة ملابسه و احتفظ بتلك الحقيبة الصغيرة و تسلل هاربا من ذلك الجحيم الذي حرق روحه و هدم طفولته .
ما ان وصل الى الشارع حتى لفحته رياح الشتاء الباردة ،كان الجو ممطرا مما جعل ابراهيم ينكمش على نفسه و هو يضع غطاء للرأس كان داخل حقيبته ،بكى في ذلك اليوم بحرقة و اختلطت دموعه بحبات المطر ،يسير دون هوادة لا يعرف وجهة محدده كل ما يدور في عقله ان يهرب من ذلك الذل الذي يعيشه ،يريد ان يزيح عبئه عن والديه و يتركهما ليعيشوا بسلام ، عقله الصغير صور له انه سبب خلافاتهم المستمرة. و لهذا فليهجرهم و يتركهم ينعمون بحياتهم دونه .
أخذ الليل يلوح بستائره على خيوط النهار الباهتة بسبب تلك الغيوم المتلبدة في السماء
شعر ابراهيم بخوف شديد حاله كحال اي طفل في سنه الذي لا يتعدى السبع سنوات و لكنه يبدو اكبر سنا و صلابة و مع هذا لم يمنع احساسه بالخوف من الظلام فذلك شيء بديهي لطفل في عمره .
رأى من بعيد مجموعة من الرجال و معهم أطفالهم يدخلون الى المسجد تبعهم و لكن حين اراد ان يخطوا الى باب المسجد توقف ناظرا لحالته ،تيابه مبتلة بها بعض الوحل الذي تناتر عليها خلال سيره .
تجمعت الدموع بعينيه و صدره يعلو محاولا بكل عزمه كتم شهقاته و حبس تلك اللألئ داخل سجنها ، و هو يراقب أبا يقوم بازالة حذاء ابنه مرتبا ملابسه بحنان قبل دخولهم للمسجد ،كانت ابتسامة الاب تنافس بهاء القمر في ليلة صافية ،
رفع ابراهيم رأسه للسماء و لم يقل غير كلمة واحدة اختصر فيها كل ما يتمناه : يااااارب
انزوى ابراهيم في ركن بجانب باب المسجد يحمي نفسه من الامطار ،انتهت الصلاة و بدأ الجمع في الخروج ،ابتعد ابراهيم قليلا متواريا عن انظارهم و حين لاحظ ابتعاد المصلين و فراغ المسجد عاد لمكانه تحت تلك الصقيفة التي تقيه لسعة البرد و هطول المطر ،
كان الشيخ صالح يرتب بعض الامور داخل المسجد و عند خروجه لاحت عيناه الى ذلك الطفل المتكور على نفسه بجانب الباب ،تقدم منه الشيخ بروية ،كان آنذاك ابراهيم قد نالت منه الحمى جراء ابتلاله طيلة النهار تحت المطر مسد الشيخ صالح على شعره يحاول معرفة من هو هذا الطفل و ما سبب جلوسه هنا ؟
انتبه ابراهيم للشيخ الذي يميل عليه ،انتفض من مكانه بذعر شديد
الشيخ صالح بنبرة حنونة : متخافش يا ابني انا عمك صالح امام المسجد ده ، ايه اللى مقعدك هنا يا ابني هو انت توهت من حد يا ابني ؟
اقترب ابراهيم منه و هو يترنح في مشيته جراء الإعياء و الحمى التي اصابته و ما كاد يجيب الشيخ حتى سقط مغشيا عليه ..
حمله الشيخ صالح و هرول به الى منزله الذي يوجد بجانب المسجد او بالاصح هو ملحق بالمسجد بحكم مقامه كامام للمسجد ، طرق الباب بقوة حتى هرعت زوجته سماح لفتحه ،
سماح : مالك يا شيخ صالح بتخبط على الباب كده ليه لم تكمل جملتها منتبهة لما يحمله زوجها بين يديه
الشيخ صالح: وسعي يا سماح الواد جتتة مولعة نار ،شوفيلي حاجة من هدوم سعد و هاتيها على الحمام و لو في اي خافض للحرارة عندنا تبع العيال هاتيه معاكي .
نفذت سماح ما قاله زوجها دون اي سؤال .
ادخله الشيخ ابراهيم للحمام الصغير الموجود ببيته المتواضع فهو عبارة عن غرفتين و مطبخ صغير و صالون ان اعتبرناه فبدوره يحتوي على مائدة طعام صغيرة ،و لكن البيت تعمه سكينة و طمأنينة مع نظافته و حسن ترتيبه ،
ابدل الشيخ صالح ملابس ابراهيم المبتلة بملابس ابنه سعد النظيفة الذي يعادله في العمر و أدخله غرفة ولديه ، فلدى الشيخ صالح ولد و بنت ،سعد في عمر الثمانية سنوات و فاطمة في عمر الخامسة سنوات.
وضعه الشيخ صالح على سرير ابنته فاطمة و دثره جيدا بغطاء سميك ، كانت آنذاك زوجته سماح قد حضرت للطفل شوربة ساخنة ، اطعمته و هو بين الاستيقاظ و النوم ياكل دون مقاومة ، و بعدها أعطته مخفض للحرارة و اغلقت باب غرفة اطفالها و خرجت هي و زوجها بهدوء .
سماح بصوت حنون : تعال يا شيخ صالح غير جلابيتك اللى كلها مية دى لا تاخد برد يا اخويا ،
نظر الشيخ صالح لزوجته نظرة محبة و امتنان فهي دائما ما تهتم به كأنه احد اطفالها ، تبعها الى غرفتهم ،وضعت له ملابسه على السرير و اتجهت للخروج من الغرفة ،
قبل ان تفتح الباب سالها الشيخ و ابتسامة تزين محياه : يعني الفضول حينط من عينيكي بس لسانك متلجم عليه يا سماح ، مش عايزة تساليني مين الولد و لا ايه يا سماح ، قالها الشيخ بنبرة تحمل بعض المشاغبة .
الشيخ صالح من يسمع الاسم يخيل له رجل كبير السن و لكن العكس صحيح ، انه رجل في الاربعين من عمره يتميز بوسامة زادت بلحيته المهذبة ،انهى دراساته الاسلاميه و اختار طريقها ليكون إماما و محفظا للقران الكريم ، انتقل الى المنطقة منذ عشر سنوات تزوج سماح التي كانت نعم الزوجة له .
اغلقت سماح الباب و كأنه أعطاها الاذن لتطفئ نار فضولها ، فهي تعودت ان لا تساله عن شيء و الا تستعجل في حكمها قبل أن يخبرها عن كل شيء
تحركت سماح و هي تنظر لعيني شيخها التي تهيم به عشقا :
مقدرتش اسالك و انا شايفة حالة الولد و بعدين انا عارفة انك حتحكيلي اول ما تفضى
اقترب الشيخ منها و هو يحدثها بمرح : يعني دماغك الحلوة دي مراحتش للصين و رجعت و انتي بتفكري في مليون فكرة .
تبسمت سماح و هي ترد على سؤاله بثقة هو من زرع نبتتها و سقاها داخل قلبها ليطمئن و لا يترك لباب الشك منفذا لدواخلها
سماح : و لا تحركت من مكاني يا شيخ صالح ، انا ثقتى فى ربنا و فيك كبيرة ، اللي طول سنين العشرة دي مراعي ربنا فيا و في أولاده عمره مايعمل حاجة تكسرني .
قبل الشيخ صالح جبينها و هو يتمتم: الله يرضى عليكي و يباركلي فيكي يا ام سعد و فاطمة .
اجلسها بجانبه و حكى لها القصة كاملة ،
سماح : يعني انت يا شيخ صالح لحد دلوقتي مش عارف الواد دا ايه حكايته ؟
رد الشيخ صالح بحيرة : ملحقتش يا سماح افهم منه حاجة يادوب كان عايز يتكلم لقيته وقع على الأرض ، بكره باذن الله استفسر منه و باذن الله خير ..
سماح بكل حنية ام : يا ضنايا يا ابني يا ترى حال امك و ابوك ايه دلوقتي ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الشيخ صالح: ان شاء الله خير يا سماح ، مش حتاكلينا و لا ايه يا ست الستات عصافير بطني بتصوصو لا دي ذئاب الجبل بتعوي يا ست البنات.
ضحكت سماح على مشاكسة زوجها فهو دائما يروح عنها حين يلمح لمحة الحزن في عينيها ، تحمد الله دائما أنه رزقها بزوج مثله ، لقد تزوجته رغم سخط الكثيرين من عائلتها و على رأسهم أمها ، لان سماح كانت مهندسه زراعية و لكن لم تكن غايتها العمل بل كانت دائما تدعوا الله ان تكمل حياتها مع زوج يتقي الله و يحبها و يصونها و تبني أسرة محبة و متماسكة بحب الله ورسوله..
اباها الوحيد الذي بارك زواجها و كان يحثها على القبول فلن تجد رجلا مثل الشيخ صالح ، كان أباها ذا نظرة ثاقبة يعرف معدن الانسان الذي يمثل امامه ، كما انه كان يحب الشيخ صالح و كان يتمنى ان يزوجه ابنته و قد تحقق مراده.
