رواية طريقي
الفصل الثاني2
بقلم : سلوى علي
في فجر اليوم التالي استيقضت سماح كالعادة قبل زوجها حضرت ملابسه ثم ايقضته ، افاق الشيخ صالح الذي لم ينم سوى ساعتين لمناوبته هو وزوجته على حالة ابراهيم ، توضأ و صلى ركعتين قبل أن يتوجه للمسجد كي يرفع آذان الفجر ، صلى بالناس و كعادته جلس يتلو الورد القراني هو ومن يبقون لقراءة ورد الفجر ، بعد الانتهاء ، انفض الجمع من حوله و لكن هو جلس يدعو الله و يسبح ،ينتظر لعل احدا من المصلين يسال عن ذلك الولد الذي ببيته و لكن للاسف لم يسال احد .
عاد الشيخ صالح الى منزله وجد زوجته كالعادة تنتظره على الافطار كي يتبادلا اطراف الحديث اثناء فطورهم و قبل استيقاظ فاطمة التي تلهيها طول اليوم اما سعد فهو ملازم لوالده دائما .
اثناء تناولهم وجبة الإفطار سمعت صوت بكاء ابراهيم ، توجها مسرعين للغرفة التي ينام بها .
اجهش ابراهيم بالبكاء و هو يتسائل اين هو ، تقدم منه الشيخ صالح بحنان و حاول تهدئته ، استكان ابراهيم في أحضانه بعد ان تذكر انه هرب من منزل ابيه ، أخرجه الشيخ من حضنه و هو يمسح دموعه و يساله بحنان أب لم يذق ابراهيم طعمه من قبل :
الشيخ صالح: ها يا ابني قولي اسمك ايه الاول
ابراهيم : اسمي ابراهيم
الشيخ : قولي يا ابراهيم انت وصلت للجامع ازاي و اهلك فين يا ابني تقدر تقولنا اسمائهم عشان نقدر نوصلهم
تجمعت الدموع في عيني ابراهيم و هو يجيب الشيخ: معنديش اهل هما ماتوا و سابوني
الشيخ صالح و هو يساله بتركيز : ازاي يا ابني اومال كنت عايش مع مين
اختلق ابراهيم كذبة: انا كنت مع خالتي و هي سابتني في الشارع و مشيت
الشيخ صالح و هو يضرب كفا بكف : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،الدنيا جرى فيها ايه ،
طيب يا ابني تعال افطرك و نام بعدها شوية لغاية ما يطلع نور النهار و نشوف حنعمل ايه
امثتل ابراهيم لكلام الشيخ صالح ،لا يعرف كيف خطرت له تلك الكذبة و لكن كان قد شاهدها في احد الافلام التي كانت خادمة والدته تجعله يشاهدها معها .
مرت الايام قام الشيخ بابلاغ السلطات المختصة و ترجى الضابط المسؤول ان يترك الولد معه لحين التوصل لاحد من اهله ، وقام الشيخ صالح بتوقيع التزاما على نفسه برعاية الولد لحين معرفة مصيره .
عاش ابراهيم وسط هذه العائلة السوية أياما احس بالدفء الأسري و بمعنى الأمومة الحقيقية و قيمة الأبوة .
مر شهر و لم يسأل عنه أحد و لم تتوصل السلطات المعنية لاي شيء عن عائلته .
كان لدى ابراهيم احساس ان لا أحد سيبحث عنه و كانت مخيلته الصغيرة تصور له انه سيظل مع هذه الأسرة الحنونة ، الى ان جاء الضابط و معه سيدة من الشئون الاجتماعية لاستلام ابراهيم و اخده للالتحاق الى أحدى دور الرعاية التابعة للدولة .
حاول الشيخ صالح تبسيط الأمر لابراهيم و لكن تفاجئ بذكاء الولد و معرفته انه سيكمل حياته داخل ملجأ ، وعده الشيخ بزيارته دائما و جلبه لبيته كل إجازة ليقضيها معهم .
عودة من فلاش باك
فتح عيناه حين شعر بتلك اللمسة الحانية على شعره عرف من يكون صاحبها دون النظر إليه ، سمع الشيخ صالح و قد اصبح شيخا سنا و مقاما :
مش حتنسى يا ابراهيم حتفضل تعذب نفسك لغاية امتى يا ابني ، اغفر و سامح ، ان الله غفور رحيم ،
نظر اليه ابراهيم بنظرة عتاب ابن لابيه ، فهو حقا يعتبره أباه الروحي ، فلولا عناية الله عز وجل و مساعدة هذا الرجل الطيب لما وصل الى ما هو فيه الآن.
ابراهيم: انت اللى بتقول كده يا عم صالح و لا كأنك كنت شاهد على حياتي و العذاب اللى مريت بيه يا شيخ صالح.
الشيخ صالح بمحبة : بس ربنا رضاك و عوضك على كل اللى شوفته و بقيت بسم الله ما شاء الله اشهر من نار على علم.
نزلت الدموع من عيني ابراهيم و هو يقول : بس مشوه من جوايا يا عم ابراهيم ،كل اللى وصلت ليه بفضل ربنا سبحانه وتعالى و بفضلك مانسنيش انهم مكلفوش نفسهم يدوروا عليا و لا كأني حيوان كانو مربيينه ، و لا نسيت يا شيخ لما اعترفت لك بالحقيقة عملت ايه
الشيخ صالح: انسى ازاي يا ولدي ،دا انا فاكره كانه امبارح
فلاش باك
مرت على وجود ابراهيم في ذلك الملجأ اربع سنوات تغير فيها كثيرا اصبح أكثر قسوة و جمودا ، لا يتحدث الا قليلا و لا ترى ابتسامته الا مع شخص واحد او بالاصح مع الشيخ صالح و عائلته و طفل صغير التحق بالملجأ .
وصل الشيخ صالح كعادته مع ابنه سعد و ابنته فاطمة لزيارة ابراهيم حاملا معه ما لذ و طاب لكي يشعرونه ببعض الاهتمام الذي افتقده طول حياته ، سلم عليهم بحفاوة فهو يعتبرهم عائلته الوحيدة ،
ابراهيم: اومال فين خالتي سماح يا عم صالح
الشيخ صالح: خالتك سماح عندها دور برد شديد عشان كدا سبناها في البيت تاخد العلاج و تنام ، بس بعتتلك سلام كبير و بتقولك اول ما تخف حتزورك لانك واحشها .
ابراهيم: الله يسلمها من كل سوء و الف سلامه عليها يا عم صالح ،
انقضى اليوم سريعا و قبل ذهاب الشيخ صالح و اولاده لاحظ ترددا جليا على قسمات وجه ابراهيم كأنه يجاهد لقول شيء ما ، أمسكه الشيخ صالح من يده و اجلسه بجانبه: في ايه يا ابني حصلك حاجة هنا ، انا موصي عليك الست المديرة لو في حاجة ضايقتك قولي عليها ، الست دي بتعزنا يا ابني كفاية بتسمح لنا بالزيارة كل مرة نقولها عليها .
هز ابراهيم رأسه نفيا : لا يا عم صالح انا في حاجة عايز اعترف لك بيها
ابتسم الشيخ صالح و هو يحثه على الكلام ، اتكلم يا ابني قول كل اللى جواك انا هنا جنبك و سامعك
ابراهيم و هو يفرك اصابعه: انا كذبت عليك يا عم صالح
لم يبدي الشيخ صالح اي ردة فعل و تركه يكمل حديثه ، أخبره ابراهيم باسم والديه و ما عاشه معهما و كيف هرب ، حكى له كل شيء ،
نزلت دمعة من عيني الشيخ صالح حزنا على ما عاشه هذا الطفل الذي اصبح رجلا من كثرة الهموم التي عاشها رغم انه لا زال في الحادية عشرة من عمره.
الشيخ صالح: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ليه يا ابني ترمي نفسك في المر ده كنت قولتلي وقتها كنا معشناش كل ده و دول مهما كانوا امك و ابوك و عمرهم ما يفرطوا فيك زمانهم حصلهم حاجة من ورا غيابك .
تبسم ابراهيم ابتسامة قاسية دون حياة : مش لما يكونوا فاكرني الاول يا عم صالح ،
يا عم صالح اللى متعرفوش انى كنت بسمع امي بتدعي عليا ان ياريتني ما جيت الدنيا دي و انى عبئ عليها و غلطة حياتها ، انا كنت صغير مفهمتش كتير من كلامها بس دلوقتي كل ما بعيده فدماغي بتوضحلى الصورة هما مدوروش عني ليه ، عشان انا غلطة و انا صلحتهالهم يا عم صالح .
انهار ابراهيم من البكاء حتى انفتح جرحا جديدا على حاجبه لم يكن انتبه له الشيخ صالح.
كان مازال الشيخ صالح مطأطئ الرأس و الاف الافكار تدور في راسه ، هل كان السبب في شقاء عائلة ما ، هل قصر و لم يبحث جيدا عن اهل الولد ،و لكن لقد ابلغ السلطات .
رفع راسه يعاتب ابراهيم: لا يا ابراهيم انت كنت صغير و يمكن مفهمتش الكلام اللى الكبار بيقولوه في لحظة الغضب بيكون من ورا قلبهم ، انا حروح لهم بنفسي و حثبتلك انك غلطان و حقولهم على مكانك .
ابراهيم و هو ينهض كرجل جابه الحياة و خاض معاركها: روح لهم يا عم صالح بس لما تيجي قولي الحقيقه متخبيش عليا .
لاحظ الشيخ صالح خط الدم المنبثق من حاجبه ، بهلع تحدث :
مالك يا ابراهيم مين اللى عمل فيك كدا قولي يا ابني متخبيش عليا
ابراهيم: متخافش يا عم صالح دي تعويرة بسيطة بالمقارنة مع اللى هنا و ضرب ابراهيم على قلبه
الشيخ صالح: ربك كبير يا ابراهيم يا ابني و حيراضيك بس انت خذ بالك من نفسك و لو في حاجة قولي
بعد وداعهم لابراهيم لم يدخر الشيخ صالح جهدا باحثا عن ذلك العنوان الذي وصفه ابراهيم ، فوجود ذلك السوبر ماركت المعروف سهل عليه الأمر ، وصل إلى تلك العمارة المقابلة لذلك المحل التجاري الكبير ذات الماركة المعروفه ، توجه إلى حارس العمارة
الشيخ صالح: السلام عليكم ورحمة الله
حارس العمارة: و عليكم السلام اؤمر حضرتك بدور على حد
الشيخ صالح: مش هنا شقة السيدة مليكة النجار
حارس العمارة: ايوا هنا ، حضرتك من معارفها
الشيخ صالح : لا انا عندى امانة ليها
حارس العمارة: للاسف يا أستاذ الشقة موجودة بس سكانها عزلوا من هنا
الشيخ صالح بصدمة : ازاي
حارس العمارة: يعني ايه ازاي و انا اش عرفني
الشيخ صالح:ما اقصدش يا اخي انا بس عرفت ان يعني ابنها تاه و كانت بدور عليه ، فانا جاي عشان كده
حارس العمارة: ابن ايه يا استاذ اظن انك بتتكلم عن حد تاني ، الست مليكة ابنها صغير مات و انااللى عملت صوان عزاه و هي بعد موته بمدة بيقولوا سافرت
الشيخ صالح و قد سمع صوت ابراهيم في اذنه و هو يقول : مش قولتلك لو لقيتهم افتكروني قولي
جلس على درج الباب الخارجي للعمارة منهارا و هو يحوقل و يستغفر
حارس العمارة: مالك يا استاذ فيك حاجة
الشيخ صالح: لا يا اخي مافيش يمكن الناس اللى بتكلم عليهم مش هما دول
حارس العمارة: دا أكيد مش يمكن ، يعني لا مؤاخذه لو حضرتك خلصت سؤالك ممكن تتوكل على الله .
شيخ صالح: هو ممكن اسالك سؤال
حارس العمارة: تاني يا اخينا انا لولا اني شايفك راجل بتاع ربنا و سمح ماكنتش جاوبتك خالص ، قول سؤالك و خلصني
شيخ صالح: الله يكرم اصلك يا ابن الاصول انا بس كنت عايز اعرف اسم الولد الصغيراللى اتوفى
حارس العمارة: اسمه ابراهيم و لو عايز اسمه التلاتي اقولك قبل ما تسأل ، ابراهيم رشيد الهلالي .
الشيخ صالح و هو يضع يديه على رأسه كعلامة للصدمة : متشكر اوي و سامحني تعبتك معايا ، جزاك الله كل خير. سلام عليكم
حارس العمارة: و عليكم السلام يا سيدي اتفضل .
تحرك الشيخ صالح معاودا الى منزله ، و كل ما يدور في عقله هل ما سمعه صحيح ، هل يوجد ابوين بتلك القسوة ، استغفر كثيرا و في طريقه تذكر صديقه يوسف ظابط ، اتصل به لعله يعرف شيء عن عائلة ابراهيم و محل تواجدهم ، اتصل به دون تردد
الشيخ صالح: السلام عليكم يا عم يوسف
يوسف : و عليكم السلام يا شيخنا
الشيخ صالح: بلاش اللي يسمعك يقول بتكلم جدك
ضحك يوسف على كلام صالح : ليه بس يا شيخ صالح دا حتى انا اكبر منك ، بس سيبك ايه اللى فكرك بينا يا سي صالح
الشيخ صالح: طبعا عشان ليا عندك مصلحة
يوسف : يا اخي حتى اكذب عليا و قولي وحشتني ثبتني و بعدين استغلني
الشيخ صالح: اولا الكذب حرام ، ثانيا اقولك وحشتني ليه انت مش امبارح صلينا العشاء سوى و اكلت دماغي من هريك ، انجز يا يوسف و اسمعني
يوسف : سمعني يا اخويا
شيخ صالح: انا حكيتلك حكاية ابراهيم
يوسف : و انا من يوم ما قولتلي و انا بدور على اي حاجة عنه
شيخ صالح: ماتدورش تاني انا عرفت كل المعلومات منه شخصيا
يوسف : ازاي
شيخ صالح: مش وقته الكلام ده اما نتقابل احكيلك على كل حاجة المهم عايزك تدورلى على اسم (رشيد الهلالي)
يوسف : حشوف حبايبي و ابقى ارد عليك ان شاء الله
شيخ صالح: على خير ان شاء الله ، نتقابل في صلاة العشاء لو معندكش شغل النهارده ان شاء الله
يوسف : لا معنديش حاجة ححاول اجمع لك المعلومات و نتقابل ان شاء الله
شيخ صالح: تسلم يا عم يوسف تاعبك معايا دائما
يوسف : اقفل يا صالح بدل ما نخسر بعض
شيخ صالح: و على ايه يا خويا ادي قفلة
وصل شيخ صالح الى منزله ، استقبلته زوجته سماح بابتسامتها المعهودة
الشيخ صالح: السلام عليكم يا ام سعد
سماح : و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته حمد الله على سلامتك يا صالح ، خضتني عليك اول ما وصلوا الولاد لوحدهم من غيرك
شيخ صالح: مافيش حاجة يا سماح محتاج ادخل اوضتي
سماح بحنان : طبعا اتفضل يا حبيبي
قبل جبينها و تركها ليخلو بنفسه ، توضأ و صلى ركعتين حمدا و شكرا لله على صلاح أسرته و على زوجته التي هي اساس ذلك الصلاح.
رغم انتهائه من صلاته لم يقم من على سجادته و اخذه التفكير إلى ما قد يكون اصاب ابراهيم في ذلك الملجأ و خصوصا بعد ما رأى جرحه .
بينما هو منهمك في التفكير احس بمن يجلس بجانبه بكل هدوء ، هدوئها يشعره بالراحة لمعرفته انها دائما ملجأه ، تمدد واضعا رأسه على قدميها كأنه طفل صغير ينام في حضن والدته .
الشيخ صالح: ابراهيم صعبان عليا يا سماح ، لو عرف اللى انا عرفته حتكون نهاية طفولته يا ام سعد
سماح و هي تمسح على شعره : حصل ايه يا صالح ايه اللى جد في موضوع الولد
الشيخ صالح: جد العجب يا سماح ، الرحمة انقطعت من الرحم يا سماح ، شوفت ان الدنيا بقت خرابة مهما زادت زينتها و تطورها بس كثرت فيها الأنانية بقى كل تابع المصلحة ، شوفت ان ام و اب يسمحوا فابنهم و ياخدوا عزاه و هو على وش الدنيا شوفت انه مبقاش فى حاجة في الدنيا دي ما بتتعوضش ....
سماح : استهدى بالله يا شيخ صالح يعني انت عارف اكثر من اي حد ان ده حيحصل و مش غريب ، ما هي الدنيا مش حتفنى على الخييرين يا شيخ صالح و انت خير العارفين ، بس ايه علاقة ده بابراهيم ، اوعى تقولي انه ابوه و امه عايشين و مدوروش عليه
شيخ صالح: كل اللى قولتلك شوفته طبقيه على حالة ابراهيم
سماح: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يا ضنايا يا ابني ،ده اللى عرفته بنفسك بس اللى مستخبي يعلم بيه ربنا ، بس يا شيخ صالح كل حاجة فيها خير و ان شاء الله ربنا حيعوضه و يرجعوا يندموا عليه .
شيخ صالح: ربنا يوقفله اهل الخير في طريقه و عهد بيني و بين ربنا ما حتخلى عنه و حعتبره واحد من اولادي على قد ما الشرع يسمح .
سماح : ربنا يقدرك على فعل الخير دايما يا صالح و حتلاقيني معاك في كل حاجة
شيخ صالح: انتي الخير كله و اكبر نعمة انعم بيها ربنا عليا ، ربنا يباركلي فيكي و في اولادنا يارب
سماح : يا سيدي يا سيدي على الكلام الحلو طب يلا قوم نتغدى ولادك سرعوني عايزين ياكلوا ، قوم و سيبها على الله هو القادر على كل شيء.
شيخ صالح: و نعم بالله العلي العظيم.
بعد صلاة العشاء التقى الشيخ صالح و يوسف كما اتفقا
يوسف : تقبل الله يا شيخ صالح
شيخ صالح: منا و منكم و من جميع المسلمين يا اخ يوسف .
يوسف : تعال نقعد على القهوة اللى جنبك هنا عشان الموضوع يستاهل
شيخ صالح: اتفضل يا عم يوسف يا رب معلوماتك تكون تستاهل بجد
اقعد يا يوسف و بلاش مماطلة قول اللى عندك عشان انا دماغي حيتفرتك من التفكير
يوسف : اسمع يا سيدي ، رشيد الهلالي طلع محامي كان معروف جدا على مستوى البلد متجوز و عنده ولدين واحد منهم اتوفى ، الولد اللى اتوفى كان ابنه من طليقته اللى اسمها مليكة النجار ، مضيفة طيران اشتغلت بعد ما اتطلقت من جوزها ، واللى عرفته انها بعد كده اتجوزت رجل أعمال مشهور و سافرت معاه بلاد برة ،اما رشيد الهلالي فبعد موت ابنه بيقولو انه طلق مراته تانية و هاجر هو كمان كندا .
شيخ صالح: يعني ايه الاتنين مش موجودين
يوسف : ايوا يا صالح
شيخ صالح: طب هما عرفوا ازاي ان ابنهم مات و اتاكدوا ازاي
يوسف : دا لغز محدش عرف عنه حاجة ، حاولت اعرف معلومات أكثر بس معرفتش كل اللى سالتهم مبيعرفوش اكثر من كدا
شيخ صالح: يعني كدا مش حنقدر نوصل لاي حد فيهم و الولد حيبقى مرمي في الملجأ كدا و ابوه و امه عايشين
يوسف : مافيش في ادينا حاجة نعملها يا صالح استهدى بالله ، و سيبه يعيش نصيبه
شيخ صالح: اقوله ايه دا مستني رد مني رغم انه متاكد انهم نسيوه ، طب اقوله ازاي انهم دفنوه بالحياة يا يوسف
يوسف: لو انت عايز تطعن في كدا حيبقى فيها سين و جيم و الواد حيتمرمط و في الاخر مش حنعرف نثبت حاجة لانه ورقه في الملجأ ابراهيم الوحيد .انا شايف متزودش عليه و متقولوش حاجة .
عودة من فلاش باك
ابراهيم: سرحت فايه يا عم صالح افتكرت اللى كنت مخبيه عليا و اكتشفته مع الوقت لوحدي ، بس اللى لسه مش عارف استوعبه ازاي قدروا ياخدوا عزايا و انا بالحياة هو انا كنت رخيص عندهم للدرجة دي
تعرف يا عم صالح كل اللى وصلت ليه كان عشان اثبت لهم يوم ما اشوفهم انى قدرت اوصل من غيرهم .
الشيخ صالح: يا ابني ليه بتعذب نفسك انت دلوقتي كبرت و قادر تواجهم و عرفت مكانهم روح واجهم و فك العقدة التي بتخنق فيك و مش مخلياك تكمل حياتك كانسان طبيعي .
قولي يا ابراهيم انت دلوقتي عندك كام سنة ،مش عايز تكون عيلة و تقفل باب الوحدة اللى مفتوح حتى لو انت وسطنا .
ابراهيم: عارف يا عم صالح كلامك على مين بس و الله مش بايدي و انت اكثر واحد عارف بس اصبر علي و قولها تصبر معايا
الشيخ صالح: يا ابني هي ما اشتكتش بس انتم بقالكم كام سنة كاتبين كتابكم في الأول عشان الحرمانية و دخولك و خروجك بس دلوقتي كل واحد فيكم بقى ليه مشوار و شغل و كبرتوا فلو انت يعني ....
ابراهيم: بالله عليك متكملش يا عم صالح انت كده بتعايرني ، و مش واثق في تربيتك ليا ، يعني انا ممكن اكون بالندالة دي
شيخ صالح: اسكت يا ولد انت بتقول ايه و دماغك راح فين ، انت زي سعد ابني ، و عشان كده بكلمك بصراحة ، لو كنت غير كده حكلمك كده عن بنتي .
ابراهيم: انت عارف انك اكثر من اب ليا و خالتي سماح امي اللى اتمنيتها ، اصبروا معايا و ان شاء الله حقفل الموضوع ده قريب.
