
رواية ارحم حبي
الفصل الاول1
بقلم عبير سليم
كم منا يتسرع في اتخاذ قرار دون أدنى تفكير فقط يستمع لأقوال البعض و ينصت لهم و يقرر أمرا دون التروي فيه او التنبؤ بما سيحدث تباعا لهذا
القرار و لكن هل إذا قررنا العدول عنه و الرجوع إلى صوابنا فهل ستسير الأمور على ما
يرام هل بمقدرتنا تصويب الأخطاء و الرجوع بالحياه كما كانت أم أن هناك أمور إذا اختل توازنها لا تعود ابدا
تحت أشعة الشمس الذهبيه بحرارتها اللافحه نجد تلك الفتيات يخرجن من الجامعه و هن يتحدثن سويا و يضحكن و لما لا و هم في ربيع العمر ومازالت الدنيا تضحك لهن و تفتح لهن ذراعها : متنسوش بقى يا بنات تنقلولي المحاضرات بتاعة بكرة و بعده
هند : ماشي يا ست هبه حقك مانتي العروسه بقى
هبه : عقبالك يا اختي تحصليني
هند : أحمد أن شاء الله حينزل في الإجازة و حنعمل الخطوبه
هبه : بجد الف مبروك يا حبيبتي
هند : الله يبارك فيكي يا قلبي يا رب
مالك يا هدير ساكته ليه
هدير : إيه لا مفيش حاجة بس صدعت من الشمس
هند : علية بردو انتي في حاجه مضيقاكي
هدير : لا يا حبيبتي مفيش حاجه و الله بقولكم ايه مدوا شويه عشان الترام جت
يجرين الفتيات حتى يلحقن الترام و يركبوها و يكملن الحديث : اوعوا تتأخروا بكرة انتوا فاهمين
هدير : لا يا حبيبتي متقلقيش مش حنتاخر
هبه : عقبالك يا روحي
هند : مين بقى اللي حيروح معاكي الكوافير
هبه : هناء و هاله اخواتي و صفاء اخت مصطفي و صاحبة اختي كمان جايه معانا
هدير : و حتخرجوا بعد الخطوبه
هبه : أيوة طبعا ماهو مش معقوله تبقى الخطوبه في البيت و كمان منخرجش بعدها اخوه حياخدنا بعربيته في المنتزة حاجزلنا طربيزة هناك و نتصور شويه بين الجناين عقبالك يا هدير يارب
هدير : ربنا يخليكي يا هبه و ربنا يتمملك على خير يا رب
تنزل الفتيات من الترام و يمشين و كل واحده منهن تتجه ناحية بيتها و تدخل هدير لغرفتها حتى يأتي ميعاد تناول وجبة الغداء تجلس هي و أخواتها و امها و أبيها يأكلون و يتحدثون مع بعضهم البعض بينما هدير كانت طوال الوقت شارده لا تتحدث فتلاحظها امها : هدير مالك يا حبيبتي في حاجه
هدير لا يا ماما مفيش
مامتها : بس انا ملاحظه من ساعة ما جيتي و انتي ساكته و سرحانه
هدير : لا يا روحي بس الشمس النهارده كانت حاميه شويه و صدعت
مامتها : سلامتك يا حبيبتي
هدير : ماما بكرة ان شاء الله خطوبة هبه صاحبتي و حروح
مامتها : روحي يا حبيبتي و عقبالك يا هدير يارب
سما : هدير عاوزة اجي معاكي
هدير : تعالي يا سما بس على فكره هي في البيت مش في قاعه
سما : مش مهم يا ستي اهو نغير جو و خلاص
تدخل هدير حجرتها و هي تشعر بالضيق و تدخل لها سما اختها فهي أصغر منها سنا ولكن عقلها كبير و تستطيع أن تفهم و تحلل الأمور جيدا : مالك بقى يا اختي هاه و سيبك من الشمس و حرارتها اللافحه و قوليلي مالك حصل حاجه في الجامعه ضايقتك
هدير : لا و الله مفيش حاجه من دي بس انا حسه اني مضايقه شويه
سما : من ايه طيب ما هو لازم يكون في سبب يخليكي مضايقه كده
هدير : عاوزة اقولك بس خايفه تفهميني غلط
سما : عيب عليكي افهمك غلط ده ايه انتي بتحبي يا بت يا هدير
هدير : بحب ياريت هو فين ده بس اللي احبه
سما : الله امال فيه ايه طيب
هدير : نفسي احب و اتحب يا سما نفسي اتخطب زي صحابي نفسي اعيش اللي هما عايشينه
سما : هدير انتي غيرانه ان هبه خطوبتها بكرة
هدير : لا وربنا هبه دي صاحبتي و حبيبتي و اتمنالها الخير ربنا يفرحها يارب انا بس زعلانه على نفسي اوي كل واحده من صحباتي في حد فحياتها اللي اتخطبت و اللي حتتخطب و اللي بتحب الا انا انا اللي حسه اني لوحدي طول ماحنا قاعدين ماشيين رايحين جايين كل واحده بتتكلم عن اللي معاها دي تقول جابلي كذا و دي تقول وداني كذا و انا معنديش حاجه اقولها و لا حد اتكلم عنه بيقعدوا اوقات يوشوشوا بعض و يقولوا لبعض بيحصل بينهم و بين اللي بيحبوهم ايه و انا ببقى زي كوز الدرة فوسطهم بزعل على نفسي اوي يا سما انا ليه مش عايشه اللي هما عايشينه ليه مش زيهم هو انا وحشه يا سما عشان محدش يبصللي و لا يحبني
سما : وحشه لاطبعا مين قال كده لا يا حبيبتي انتي حلوة والله ورسمة عنيكي حلوه و جسمك جميل بس ده نصيب يا هدير و انتي لسه صغيره و نصيبك لسه مجاش حبيبتي اصبري يا روحي و ان شاء الله ربنا يرزقك باللي يحبك و يفرح قلبك يارب
هدير: يارب يا سما
سما : طب قوليلي بقى حتروحي الخطوبه بإيه
هدير : حروح بالفستان الموف اللي كنت لابساه في فرح بنت خالتك لسه جديد. محدش من صحابي شافه علية
سما : و انا بقى حعملك ميك اب و حخليكي زي القمر و بعد الخطوبه انا وانتي نروح نتمشى شويه و حعزمك على العشا كمان يا ستي
هدير : هههههههه و ليه البعزءه دي كلها
سما : ياللا ان شالله ما عن حد حوش و كله يهون عشان خاطر عيونك يا قلبي المهم تكوني مبسوطه
هدير : يا حبيبتي يا سما تعرفي برغم انك اصغر مني بتلت سنين بس بحس انك انتي الاكبر مني والله
سما : عشان انا عقلي يوزن بلد ياللا بقى انا حقوم اشوف حروح معاكي بايه انا كمان
هدير : ماشي
يمر اليوم و يأتي اليوم الذي يليه و يذهبان إلى الخطوبه و هدير تأخذ معها هديه لصديقتها و تظل تصفق و تغني مع الفتيات فقد كانت شديدة الفرح لصديقتها لكن بداخلها تشعر بالحزن فقد كانت تتمنى بداخلها ان تكن مثلها اخذت تتخيل نفسها بأنها عروس و بجانبها خطيبها ممسك بيدها و فرح بها و الناس حولها تبارك و تهنئ و ترقص و تفرح لأجلها
تنتهي الخطوبه و تخرج هدير و سما من منزل صديقتها : شفتي هبه حلوة ازاي
سما : وانتي كمان حلوة وان شاء الله قريب اوي حنفرح بيكي
تعود هدير إلى المنزل و تتخيل نفسها عروس معها فارس أحلامها الذي تتمناه و تحلم به حتى تغفو عينها و تمر الأيام و يأتي ميعاد الامتحانات و عندما تخرج كل منهن تظل طوال الطريق تتحدث إلى من يعشقه الفؤاد فهبه تتحدث إلى خطيبها كي تطمئنه و هند تتحدث إلى ابن عمها المسافر و الذي سيعود قريبا لعقد قرانهم بينما هدير تمشي معهما و لا تجد من تتحدث إليه كانت تلهي نفسها في الوقوف أمام المحلات و الحديث لوالدتها و تمر الأيام و تنتهي الامتحانات و تقضي يومها ما بين مشاهدة المسلسلات و الأفلام و قراءة بعض الروايات و الذهاب إلى صديقاتها للمكوث معهن بعض الوقت و لقد قررت اليوم الذهاب إلى يسرا صديقتها منذ الطفوله فقد تربين سويا لقرب الجوار بينها و بين بيت جدتها و أيضا لصلة رحم تجمع بين الآباء :وحشتيني اوي
يسرا : انتي اكتر و الله يا هدير كل دي غيبه يا بنتي بقالي كتير مشوفتكيش
هدير : مانتي عارفه بقى الامتحانات و قرفها المهم قوليلي عامله و ايه اخبارك
يسرا : حقولك و تظل يسرا تحكي لها عن احد الجيران الذي يحبها و أنه تحدث لأخيها كي يتقدم لخطبتها وفرحت لها هدير بشده فهي صديقة عمرها لكنها حصلت على معهد فقط و بعد مرور عدة أيام اتصلت عليها يسرا لتدعوها لحضور قراءة فاتحتها و بالفعل ذهبت هدير إليها منذ الصباح و قضت معها اليوم كله و ظلت واقفه معها ولم تتركها لحظه واحده و بعد مرور أسبوع اتصلت عليها يسرا و اخبرتها بأنها ستأتي إليها ليجلسن سويا و اتت إليها و رحبت بها ام هدير : الف مبروك يا يسرا
يسرا: الله يبارك فيكي يا طنط عقبال هدير يارب.
مامة هدير : يارب يا يسرا
تغلق هدير الباب عليهما و تظلان تتحدثان سويا في عدة موضوعات و بعدها قررت يسرا ان تتحدث إليها فيما جاءت من أجله : مش حسين اخويا قرر يخطب
هدير :أكيد طبعا سحر جارتكم اللي كان بيحبها
يسرا : لا سحر مين سحر دي متنفعهوش خالص تربيتها غير تربيتنا فسح و خروجات و نوادي و انتي عارفه احنا معندناش الكلام ده خالص و اخوها كل يومين عامل خناقه في الشارع فبابا قالله اصرف نظر عن الموضوع ده خالص و هو مكنش بيحبها اوي يعني دي هيا اللي كانت بتحبه لكن هو الموضوع معاه عادي
هدير: امال هو حيخطب مين
يسرا : هو ياستي عاوز يخطب واحده صاحبتي و قاللي اكلمهاله و اشوف رأيها
يسرا : واحده صاحبتك مين زميله يعني ليكي في الشغل
يسرا : بقولك صاحبتي تقوليلي الشغل
و بعدين هو انا لية صحاب غيرك يا تحفه
يسرا : صحاب غيري انا مش فاهمه يا يسرا
بسرا : يا لهوي عالمخ التخين انتي يا تحفه حسين عاوز يخطبك انتي هاه إيه رأيك موافقه و اللا عند سيادتك اعتراض
هدير : حسين اخوكي عاوز يخطبني أنا بس انا عمري ما اتكلمت معاه و لا هو اتكلم معايا
يسرا : هو متكلمش معاكي فعلا و ده عشان حسين طول عمره خجول ملهوش في الكلام مع البنات لكن هو عارفك كويس أوي في ايه يا هدير انتي ناسيه اننا متربيين مع بعض من واحنا صغيرين و عارف كل حاجه عنك
هدير : مش عارفه اقولك إيه و الله يا يسرا انتي فاجئتيني بالكلام ده
يسرا: انا عارفه انك متفاجئه لكن ده اللي حصل و طبعا ده يوم المنى لما تتخطبي لاخويا يا بت يا هدير
بصي انا حسيبك تفكريلك مدة يومين و حكلمك تقوليلي رأيك و لو سيادتك اتكرمتي و وافقتي بابا و ماما حييجوا يتقدموا دول لما عرفوا مش عاوزة اقولك فرحوا إزاي و قالوا هو ده النسب اللي يشرف
تظل يسرا تحكي لهدير عن ظروفه و احواله الماديه و ما ينوي فعله و تتركها و تمشي على وعد بسماع رأيها
و بعدها تستيقظ سما من نومها و تخرج للصاله و هي تتثاءب : ماما حبيبتي انا جعانه اوي
مامتها : صح النوم يا هانم ما كنتي خليكي نايمه لبكرة يا ست سما ده المغرب اذن
سما: ييه بقى يا ماما مش اجازة خليني استمتع بيها شويه قبل ما ارجع للهم تاني امال البيت ساكت كده ليه فين بقية العيله
مامتها : اخوكي برة لسه مجاش و هدير جوة في اوضتها يسرا جت قعدت معاها شويه و نزلت
سما : ماشي انا دخلالها
ايه يا جميل قاعده سرحانه فايه
هدير : حصلت حاجه النهارده و مش عارفه اعمل ايه
سما : طب احكيلي يا اختي احكي و نشوف حنعمل ايه مع بعض
تحكيلها هدير على اللي حصل
سما : بجد طب كويس اوي
هدير : كويس ايه بس يا سما
سما : ليه يا هدير بتقولي كده مش انتي كان نفسك ترتبطي
هدير : أيوة بس حسين مش عارفه الصراحه
سما : و ماله حسين انتي ايه مشكلتك فحسين فهميني طيب
هدير : هو كويس و أخلاقه كويسه لكن مش هو ده فارس أحلامي
انا نفسي فواحد طويل شعره اسود ناعم عنده عضلات كده ليه كاريزما كده فاهماني
سما و هي بتلعب فشعرها : اه فهماكي بس ده نجيبهولك منين ان شاء الله
هدير : أكيد موجود يعني يا سما
سما : اه موجود ان شاء الله هو كل ده من الروايات اللي لحست مخك يا بنتي عيشي على أرض الواقع مفيش الكلام ده اللي انتي بتقولي عليه ده مش حتلاقيه ما هو لو موجود في الحقيقه مكنوش كتبوا عنهم في الروايات من أساسه
هدير : ليه يا سما طب مانتي جيتي معايا خطوبة هبه و شفتي عريسها بنفسك ده نسخه من ياسر جلال و انتي نفسك انبهرتي بيه
سما : اه الصراحه هو حلو بختها بقى با اختي ماهيا اصلها ابخات
بس جايز حتى لو لقيتيه فأنتي ممكن متعجيبيهوش متزعليش مني يا هدير احنا ناس غلابه و على اد حالنا شقه عاديه عفش عادي و منطقه شعبيه و في ناس مبيعجبهاش العجب و ممكن واحد من دول تعجبيه بس يقول لاء مش من مستوانا
احنا عاوزبن اللي شبهنا اللي زينا و حسين شبهنا اتربى نفس تربيتنا و ابوه و ابوكي و امك و امه جيران و صحاب واهل طول عمرهم يعني انا شايفه بصراحه انه كويس و مناسب جدا
تدخل عليهم الأم : مالكم في ايه
سما: تعالي يا ماما شوفي بنتك الهبله جايلها عريس و محتارة
الأم : عريس بجد مين ده يا هدير وجه امتى و ازاي
سما : ده حسين يا ماما اخو يسرا
الأم بفرحه : بجد حسين
هدير : انتي فرحانه يا ماما
الأم : ايوة طبعا يا حبيبتي افرح و مفرحش و هو حسين فيه حاجه بردو كفايه اننا لا حنحتاج نسأل عنه و لا ندور وراه ده طول عمره متربي وسطنا و هو واخوكي صحاب ده يوم المنى لما يخطبك ده ابوكي حيفرح اوي
هدير : أيوة يا ماما بس حسين ظروفه الماديه مش احسن حاجه ده شغال في شركه مرتبه فيها صغير
امها : خودوهم فقرا بغنيكم ربنا و مسير الصغير يكبر و الحمد لله انه لقى شغل اصلا هو في حد لاقي شغل اصلا
هدير : و قصير و كمان اصلع شويه من ادام
الأم : ده راجل يا بنتي راجل طول ايه و شعر ايه بس الراجل ميعيبهوش غير أخلاقه
و بعدين هو انتي مش كان نفسك تتخطبي زي صحابك اديكي حتتخطبي اهوه عاوزة ايه تاني و لواحد مفيهوش نص كلمه اعقلي يا هدير بصي احنا مش حنغصبك على حاجه انتي حره بس انا عن نفسي شايفه انه كويس و محترم و ابن ناس فكري يا بنتي و انتي و راحتك
تظل هدير تفكر وهي في حيره من أمرها حسين به من الصفات ما يثير إعجاب الكثير و لكنها كانت تود الارتباط بشخص تشعر بالسعاده و هي بجانبه و لا تنظر عيناها لشخص سواه و برغم تلك الحيرة فقد قررت أن تعلن موافقتها عليه حتى تكن مثل صديقاتها و ليكن ما يكن
و بالفعل قام مصطفى ووالديه بعقد زياره لهم و طلبت ام حسين من امها ان تتركهم يجلسان بمفردهما حتى يتحدثان سويا
جلسا سويا و طال الحديث بينهما حتى ان ابيه و أمه انصرفا و تركاه معها و يعود وقتما يعود
كانت مرتاحة القلب و هو معها و سعد قلبها له و مشى من عندهم و هي راضيه و مطمئنه : هاه ايه رايك بقى ارتحتي و اللا ايه
هدير : خلاص تمام يا بابا
يحتضنها ابيها : الف مبروك يا حبيبتي
يتفقون على ميعاد الخطوبه و نظرا لضيق الحاله المعيشيه فقد قرروا ان تكون خطوبه عائليه في منزلهم قامت بتأجير فستان خطوبه و حجز الكوافير و الاستوديو و قامت بدعوة كل صديقاتها للاحتفال معها و انتهت الخطبه و أخذهم اخيها إلى أحد الأماكن و كانت سعيده بتلك الخطبه و بعدها بعدة ايام ظهرت نتيجتها و نجحت : الف مبروك يا هدير
هدير : الله يبارك فيك يا حسين
حسين : اتفضلي حاجه بسيطه
تفتح هدير الهديه تلاقيه جايبلها ساعه بسيطه بس شكلها حلو : شكرا يا حسين ربنا يخليك
حسين : حتعملي ايه حتدوري على شغل
هدير : اه حقدم في اكتر من مكان و انا و حظي بقى
حسين : ان شاء الله تلاقي حاجه كويسه وانا ممكن اساعدك و اقدملك
هدير : ياريت يا حسين والله لأني مش عارفه غير مكانين تلاته
حسين : خلاص انا حشوفلك بردو
هدير : ماشي يا حسين
يظلوا يتحدثون مع بعضهم و لكنه كلاما عاديا جدا بعيد تمام البعد عن المشاعر و الحب و الغرام و عند جلوسه معها كان دائما ما يجلس بعيدا عنها و كم كان يضايقها هذا الأمر فهي كانت تحلم بخطيبها الذي يجلس بجواره و يهمس لها باعذب الكلمات و ارقها كانت تود منه أن يطلب منها الخروج لأي مكان حتى يتعرفان على بعضهما بشكل اكبر و لكن هذا لم يحدث فهو يجلس بعض الوقت و ينصرف و هي تظل تقرأ الروايات التي تعيش فيها في عالم تحلم ان تدخله يوما من الأيام
و تمر الأيام و الشهور على خطوبتهم و الحال كما هو و لم يسعها الحظ القبول في أي مكان للعمل فيه
و في يوم تذهب لزيارة صديقتها هبه و التي أصبحت من بعد زواجها تراها كل وقت طويل : هاه قوليلي بقى عامله ايه مع خطيبك
هدير : عادي
هبه : عادي ازاي يعني يعني بقيتي بتحبيه كده و اتعلقتي بيه و اللا إيه
هدير : بصراحه يا هبه انا لانا عارفه احبه و لا عارفه اتعلق بيه
حسين طيب و محترم اوي و مع ان ظروفه الماديه على اده لكن كريم معايا و مبينسانيش في عيد ميلادي جابلي تورته و ازازة برفان و لما نجحنا جابلي ساعه و من يومين لقيته جايبلي دبدوب
هبه : طب كويس اوي فين بقى المشكله هدير : مبيتكلمش يا هبه مبيقولش اي حاجه
هبه: مبيقولش اي حاجه ازاي يعني
يعني انتوا كلامكم عن ايه
هدير : كلامنا طول الوقت عن الكورة اللي انا اصلا مبحبهاش عن مشكله فبيتهم مثلا عن مشكله بين يسرا و خطيبها عن اي حاجه في الدنيا لكن انا و هو مفيش ابيض
هبه : طب مبيمسكش ايدك كده و يبص فعيونك
هدير : حسين اه ان شاء الله لا يا حبيبتي ده بيقعد بعييد عني كأني جربه خايف يقرب مني ليتعدي
هبه : نعم انتي بتهزري اوعي تقوليلي انه مباسكيش
هدير : اقولها ايه دي يا ربي
هبه : امال بتهببوا ايه مع بعض هو بيقعد عندكم اد ايه
هدير : يعني ممكن ساعتين تلاته حاجه كده
هبه : و اهلك بيقعدوا معاكم
هدير : شويه صغيرين بس
هبه : وطول الساعتين تلاته دول بتتكلموا عن المشاكل و بس
هدير : اه و ربنا ياهبه عشان كده انا مضايقه مش مبسوطه
هبه : ليكي حق الصراحه يا لهوي امال هي خطوبه ليه طب دي احلى ايام العمر و بنعيش فيها مشاعر بتروح اصلا بعد الجواز انا و الله ما عارفه اقولك ايه
هدير : هبه انا حكيتلك كل حاجه انا محبتهوش يا هبه انا وافقت عليه لأنهم كلهم كانوا مقتنعين بيه جدا فانا محتاجه احبه محتاجه اتعلق بيه محتاجه يكون في بينه و بيني خصوصية تخليني اقول خلاص حسين و بس لكن للأسف مفيش الكلام ده خالص انا مش مبسوطه يا هبه مش حاسه اني سعيده معاه
هبه : مش يمكن بيتكسف
هدير : أيوة واضح جدا طبعا انه بيتكسف
هبه : طب هو بيحبك
هدير : بيحبني أوي يا هبه و ده انا متأكده منه
هدير : طب حاولي انتي معاه يا هدير
هدير : احاول معاه ازاي يعني اعمل ايه امسكه من ايده و اقعده جنبي بالعافيه و اللا اقوله قيسلي الضغط عشان ربنا يكرمه و يمسك ايدي
هبه : طب و بعدين يا هدير لحد امتى طيب حتفضلي في الحيره دي
هدير : معرفش معرفش يا هبه انا حسيب الأمور تمشي و خلاص و اللي عاوزه ربنا هو اللي حيكون
هبه : و مبتخرجوش مع بعض خالص
هدير : لاء مبيوافقوش عندنا في البيت
هبه : ليه ان شاء الله
هدير : بيقولولي مينفعش عشان محدش يتكلم علينا خليه ييجي ان شالله كل يوم لكن خروج لوحدكم لاء
هبه : اخرجوا مع بعض من وراهم
هدير : و هو انا اللي حطلب يا هبه يطلب هو طيب و انا اقولله ماشي لكن هو مبيطلبش
هبه : يالهوي حتخليني اولد قبل المعاد وربنا حتشيلليني يابنتي
هدير : لما انتي حتتشللي امال انا اعمل ايه
هبه : الله يصبرك و يعينك يا اختي