رواية حبيبة الادهم الفصل السادس6والسابع7بقلم حنان قواريق


 رواية حبيبة الادهم الفصل السادس6والسابع7بقلم حنان قواريق



 
دلف بخطوات هادئة ورزينة ، أدى التحيه العسكرية بكل هيبة ووقار ، لا يليق إلا بالضابط ادهم العمري !!

                      

ليقابله الآخر بأبتسامه هادئة ، تتجسد فيها معاني كثير من الحب والحنان والأبوة الصادقة ، فاللواء عاصم يعتبر أدهم بمثابة ابن له ، ابن اعز وأغلى أصدقائه 

                      

اللواء عاصم بأبتسامه حنونه : تعال يا ادهم اقعد يا ابني 
جلس أدهم مقابل سيادة اللواء ، لإكمال اجتماعهم المغلق 
اللواء عاصم بعمليه : ايه آخر الأخبار يا ادهم 

                      

ادهم بحقد شديد  : الكلب يلي مسكناه حاليا دخل غيبوبة والدكاترة بيقولو احتمال يفوق بأي ساعه انا حاليا رح استنى على ما يفوق علشان اعرف منه تفاصيل اكتر معرفتش منه إلا اسم الكلب يلي قتل ابويا ، مقدرتش اعرف اسمه الكامل او اي حاجه عنه بس اقسم بالله يوم امسكه مش رح ارحمه ابدا رح اخلي يدوق الحزن يلي سكن جوايا وجوا امي واختي . قال كلاماته تلك وهو يعصر قبضة يد بكل قوة وشراشه

اللواء عاصم وهو يشدد على يد أدهم ليمده بالقوة والحنان : رح يجي اليوم ده يا ابني وانا واثق من ده

                      

قبل قليل في المشفى وتحديدا قبل ان تصل مريم إلى غرفة نور ، عندما وصلت مريم إلى المشفى توجهت نحو الريسبشن وسألت عن نور ، وعلمت بأنها بالطابق الرابع , توجهت نحو المصعد وعندما همت بالدخول وإغلاق المصعد واذا بقدم شخص تضع بباب المصعد 

                      

مريم بحزم : لو سمحت انا مبركبش المصعد مع راجل غريب عني لوحدنا 
ليدقق الشخص الواقف أمامه النظر فيها ، لتظهر أمامه فتاة خمرية البشرة ذات عيون واسعة باللون العسل الصافي ، ورموش كثيفة تزيدها جمال فوق جمالها ، ملابسها الواسعة الفضفاضة التي أصبحت نادره في وقتنا الحالي

عمار بلا مبالاة : يا آنسة انا متأخر ومضطر اطلع بالمصعد ده 
مريم بتحدي : انته مبتفهمش قولتلك مستحيل 
عمار والشرر يتطاير من عينه : مين ده يلي مبيفهمش يا روح امك 
مريم بسخريه : هو البعيد غبي ولا ايه هو في حد واقف هنا غيرك

                      

عمار وهو يمسح على شعره من الغضب : شوفي يا بنت الناس وسعي من قدامي احسن والله ارتكب فيكي جريمه

ولكن بحركة مفاجىء قامت مريم بدفعه بحقيبتها للخارج وأغلقت المصعد عليها وهي تبتسم بشماته 
اما عمار فلم يكن مصدقا ما حدث للتو فتاة قصيرة تمكنت من دفعه !!! وتطاولت بالكلام عليه 
عمار لنفسه : غبيه 
لينتظر قليلا مكانه حتى يصل المصعد مره أخرى

                      

عودة للأحداث مرة أخرى 
في المستشفى 
وخاصة في غرفة نور 
للوهله الأولى ظنت كل من رحاب ومريم بأن نور قد فقدت الذاكرة ، لأنها كانت تتحدث بمبالاة غير طبيعية ، كأنها مغيبه عن العالم 
أما عمار فقد صدم عندنا رأى تلك الفتاة المغرورة في الغرفة وكذلك الحال عند مريم ، وبدأت حرب العيون بينهم التي كانت مليئة بالتحدي ، ليتدارك عمار نفسه 

                                      

                        

عمار بجديه : يا انسه نور احنا وصلنا تبليغ من الجيران بأن والد حضرتك ضربك ضرب جامد وده يلي باين عليكي وبعدين متنكريش علشان تقرير الدكتور بيثبت كلام الجيران والشهود 

نور وقد بدأت على وشك البكاء : أرجوك يا حضرة الضابط انا مش عاوزة اشتكي على ابويا ، ده في الأول والآخر بيفضل ابويا 
عمار : يا آنسة ميصحش كده ده لازم يعرف ان الله حق
نور ببكاء : أرجوك مش عايزة اشتكي وخلاص مش نور يلي بتدخل أبوها السجن 

عمار بأعجاب : ربنا يبارك فيكي مع انه ابوكي مبيستاهلش يكون عنده جوهرة زيك بس خلاص يلي انتي عايزه 

مريم موجهها حديثها لنور : نور حبيبتي انا نازله اجبلك حاجه تاكليها باين عليكي مش ماكله حاجه 
رحاب : آه يا بنتي اعملي معروف دي مش راضيه تاكل من الصبح 
مريم بغرور : مش مريم يلي تخسر قدام حد يا طنط ورح تأكل غصب عنها 
عمار متدخل : ألف سلامه عليكي يا آنسة استأذن انا بقى 
ثم خرج من الغرفة وخلفه مريم التي كانت تتمتم بكلمات غير مفهومه عليه 
وصلا إلى المصعد ولحسن الحظ بأنه كان فيه رجل وزوجته وطفلهم الصغير ، ركبت مريم ومن ثم عمار مال عمار على مريم قليلا وهو يقول 
عمار بسخريه : غبيه 
لتحتد نظرات مريم بغضب كبير على ذلك الأبله كما أسمته

في بيت متوسط الحال ، كان يجلس على سريره يفكر ويفكر كيف سينتقم من تلك النور !!!! 

في المشفى 
في غرفة نور 
أراحت رأسها للخلف ، واغمضت عينيها بتعب ، وهي تفكر بحياتها ، لم تسعد يوما ، منذ ان كانت طفلة صغيرة وهي تتعرض للضرب والإهانة من ذلك الذي يسمى والدها ، كانت تشعر بالحزن الشديد عندما كانت ترى صديقاتها برفقة والديهم ، أما هي كانت كالمنبوذة ، لا يوجد أحد يهتم بها ، حتى والدتها نعم هي تحبها وتخاف عليها ولكن تشعر بشعور مخالف ولا تدري سببه ، دخلت مريم الغرفة وهي تحمل الطعام وتوجهت نحو نور وساعدتها على الجلوس وبدأء بأطعامها شي فشي

نور وهي تنظر لصديقتها بحب : تعرفي يا ميمي انتي ربنا عوضني بيكي بحسك قريبة مني اكتر من امي ، اصلا انتي الوحيدة يلي بثق فيها وبحس معاها بالأماان
مريم وهي تحتضنها : انتي اختي يا هبله واذا انا موقفتش معاكي و انتي بالظروف دي اوقف امتا 
يلا بقى كلي شويه علشان تصحي وترجعي لحياتك ودراستك
نور بسخريه : حياتي 
مريم : متقوليش كده يا نور انتي بنت مؤمنه بربنا وانا واثقة انه ربنا مخبيلك كل حاجه حلوة بس انتي خليكي متفائلة وانا جمبك ومعاكي على طول 
نور بأبتسامه صافيه : الله يخليكي ليا يا فرحتي بالحياة 

في باريس 
كانت نورهان تجلس مثل كل يوم وتحتضن صورة طفلة صغيرة ، ودموعها تغطي وجههاا
دلفت سيدة في العقد السادس من عمرها ، يبدو على ملامحها القوة والسيطرة ، جلست بجانب ابنتها على السرير ، وهي تعلم جيدا سر تلك الدموع 
الام ( فاطمه ) : وبعدين بقى يا نورهان مش رح نخلص من الموضوع ده 
نورهان وهي تنظر لامها بسخريه : مش انتي السبب يا حضرة ماما في كل ده 
فاطمه : انا كنت عايزة مصلحتك يا بنتي 
نورهان : مصلحة ايه دي يلي بتخليكي تبعديني عن بنتي ، حرام عليكي 
فاطمه بجديه : سيبينا من الكلام الفاضي ده وقوليلي ليه رفضتي عدلي باشا ده رح يموت عليكي يا هبله 
نورهان بحزم : وانا قلتلك مش رح اتجوزه ولا اتجوز غيره فاهمه انا عايزة بنتي وبس 
ثم أكملت بسخريه : وبعدين انتي ناسيه انتي متجوزة يا ماما !!!! 

                

                        

في سيارة أدهم كان يقود السيارة وبجانبه صديق عمره عمار متوجهين نحو قصر العمري 
عمار : وده يلي حصل يا سيدي مرضيتش تشتكي على أبوها 
أدهم بإستغراب : بجد دي بنت جوهرة ما شاء الله عليها مع اني معرفهاش بس عجبتني أخلاقها 

عمار بتذكر : اما صاحبتها اعوذ بالله لسانها متبري منها غبيه 
أدهم بضحك : ههههههههههه هو انته رحت تحقق بالحادثة ولا تتخانق مع الناس 
بعد قليل وصلو إلى القصر وتوجهو نحو الداخل استقبلتهم ناهد بحب وترحاب شديد 
عمار وهو يقبل يد ناهد : ازيك يا ست الكل وحشااني خاالص ووحشني اكلك الزاكي 
ناهد بضحك : هههههههه طول عمرك همك على بطنك
تعال اتفضل يا عمورة 
ادهم بضحك : وانا يا ست الكل مفيش ازيك يا بني
ناهد وهي تمسك يد ادهم بكل حب اموي صادق : انته فرحتي بالحياة يا أدهم الله لا يحرمني من طلتك عليا انته واختك 
عمار بتأثر : احم خلاص بقى يا جماعه عايز اكل 
ناهد : ههههههههه شوية وبتوصل  مريم وبناكل كلنا 
عمار : آخر مرة شفتها فيها كانت خمس سنين أعوذ بالله لسانها متبري منها  
الجميع : هههههههههههههههههههههه 

ودعت مريم نور وتوجهت نحو القصر ، دخلت المنزل ، ولم تكن تعرف بوجود عمار صديق أخيها 
مريم وهي تنادي على والدتها : مااااااماااااا الحقيني بالأكل يا ماما انا جعاااانه خاااالص فينك ياماما 
ليصمت الجميع عن الكلام ، وهم ينظرون إلى تلك المجنونه الصغيرة 
عمار بضحك شديد : هههههههههههههههههه ده انا مش لوحدي فجعان هههههههههههههه طلع في ناس فجعانه اكتر مني 

 ولكن صمت فجأة حينما تبينت ملامحها هي نفسها تلك المجنونه التي رأها في المشفى 
اما مريم عندما شاهدت ضيف جالس مع أمها واخيها فقد تمنت ان تنشق الارض وتبتلعها ، فقد كانت تموت خجلا ولم ترفع رأسها من خجلها

أدهم بصوت رجولي حاد : ايه الكلام ده يا مريم داخله كده من غير ما تراعي وجود ناس غريبه بالبيت 
مريم وما زال وجههاا منخفض وبدأت الدموع بالظهور بعينيها : انا اسفة والله مخذتش بالي 
ناهد : معلش يا ابني حصل خير ما انته عارف أختك يلي في قلبها على رأس لسانها 
أدهم بحده : يا ماما دي مبقتش صغيرة ولازم تعرف الأصول شويه 
عمار متدخل : معلش يا أدهم حصل خير وبعدين انا مش غريب يعني 
لحظه هي تعرف هذا الصوت جيدا ، لا لا مستحيل يكون هو ، يا رب ما يكون هو ، ده رح يتشمت فيه عااااااا  هكذا حدثت نفسها ، لترفع نظرها قليلا وتلتقي عينيها في عينيه وتتأكد من ظنونها ، لتخفض رأسها سريعا 
أدهم بحده : تفضلي على أوضتك يا هانم وحسابنا بعدين 
لتركض من أمامهم في لمح البصر وتدخل غرفتها وتبدأ ببكاء لا تعرف مصدره 
أما عند ادهم فقد كان يكتم ضحكاتها على اخته المجنونه ولكن لا بد لها من مراعاة الأصول قليلا 
مضى اليوم سريعا ، كان السعادة هي سيدة الموقف في قصر العمري وخاصة بين ادهم وعمار وهم يتحدثون عن ايامهم السابقة معا 

في أمريكا وخاصة في إحدى الشركات العملاقة
يجلس شاب يبلغ من العمر 37 عاما ، طويل القامه عريض الكتفين ، يمتلك عينان حادتان كالصقر 
وسيم إلى درجة كبيرة ، مغرور ، يعلم انه عندما يمر بطريق فيها فتاة فأنها سوف يغمى عليها من جماله وهيبته ، يشبه بملامحه ابن أخيه وصديقه ادهم العمري ، أجل انه أحمد العمري ، رجل أعمال كبير ناجح بعمله ، ذكي لأبعد درجة 
تدخل عليه السكرتيرة ، وهي تتمايل في مشيتها ظنا منها بأنه سوف يلتفت إليها او يعجب بها 
السكرتيرة بميوعه : تفضل يا بيه دي الاوراق يلي طلبته 
أحمد بجديه : تمام تفضلي على شغلك وبعدين اللبس الزباله ده يلي لابستيه متيجيش فيه بكرا هنا شركة محترمه مش كابريه !!! 
السكرتيرة بخوف : حاضر يا باشا
فقد فشلت خطتها بإيقاع ذلك المتعجرف في شباكها
خرجت وهي تشعر بالخزي من نفسها ، أما أحمد فقد ارجع رأسه للخلف وهو يتذكر ملاكه الصغيرة 
أحمد بحب : يا ترى انتي فين يا نورهان وحشتيني !!

الفصل السابع 
                                              
غادر عمار منزل أدهم ، وتوجه نحو منزل ، فتح باب المنزل ، وألقى نظره سريعه داخل المنزل ، ليلمح والدته جالسه تقراء كتاب الله ، أبتسم ابتسامه حنونه ، توجه إليها قبل رأسها وجلس بجانبها ، صدقت والدته ، ونظرة إليه نظرة اموميه صادقة 
الآم ( زينب ) : الحمدلله على السلامة يا قلب امك
عمار وهو يرمي نفسه بأحضانها : الله يسلمك يا ست الكل ، وحشتيني يا ماما ووحشني حضنك الدافئ
مسدت زينب على رأس ابنها بكل حنيه وطيبة 
ليدخل عليهم عامر وهو الاخ الأصغر لعمار ، شاب يبلغ من العمر 24 سنة مهندس يعمل باحدى الشركات الهندسيه المهمه ، شاب مرح ويحب المرح
بشكل كبير ،  يشبه اخيه بشكل كبير على قدر كبير من الوسامه

عامر بمرح : الله الله ايه ده عيب عليكم احنا ناس محترمه والبيت ده طول عمره طاهر مينفعش كده يا جدعاان
ليقذفه عامر بمفاتيح سيارته ليتفاداها الآخر بسرعه
ليتوجه نحو أخيه ويحضنه بكل حب واشتيااق
عمار : وحشتني يا معفن
عامر بضحك : ههههههههههه مقبوله منك يا حضرة الضابط 
لتنظر لهم والدتهم وتتمنى ان تدوم عليهم المحبه والسعادة وأن يحفظهم الله لها من كل مكروه

                      

بعد مغادرة صديقه توجه نحو غرفة المكتب وقام بإنهاء بعض الأعمال الهامه لديه ، أراح رأسه على ظهر الكرسي وبمجرد ما أغلق عينيه ظهرت صورتها أمامه والنظرة المنكسرة لا تفارقها ، فتح عينيه بتعب ، وضرب بقبضة يده على سطح المكتب بغضب

                      

أدهم لنفسه : وبعدين بقى لامتا رح تظلي في دماغي ايه حكايتك وايه سر النظرة الحزينة دي في عينك
وانا مالي ومالها يووووووووو بس دي شغلت تفكيري الفترة يلي فاتت ، وبعدين بقى يا ادهم العمري مش بنت عاديه تعمل فيك كده اجمد شويه يوووووووو وصلت بيا الحاله اني اكلم نفسي 

                      

بس انا لازم اشوفها مرة تانيه مش عارف ليه بس قلبي حاسسني أنها محتجاني،  وتحتاجني ليه 
خلص بقى يا أدهم بقيت تكلم نفسك نفس المجانين استغفر الله العظيم 

مسح على رأسه بهدوء وقام غادر الغرفة وصعد درجات السلالم إلى غرفته ، ولكن قبل ان يصل غرفته سمع صوت نحيب يأتي من ناحية غرفة مريم ، أسرع قليلا وفتح الباب بكل هدوء ليأتيه صوت اخته الباكي ، فقد كانت جالسه على سريرها وتضم صورة والدها إلى قلبها وتبكي بحرقه 
أنصت جيدا ليسمعها تتحدث مع صورة والدها 

                      

مريم ببكاء : رحت ليه يا بابا وخلتني لوحدي انا محتجاك جمبي يا بابا تعال يا بابا متخلينيش لوحدي ، الحياة من غيرك وحشه ، انا بحب ادهم اووووي يا بابا صار ابويا واخويا وكل دنيتي بس هو احيانا بيكون قاسي عليا يا بابا مفيش حد حنون عليا بالدنيا كلها زيك يا حبيبي

لينفطر قلب ذلك الذي يسمعها ، وقلبه يتمزق على تلك المسكينة فالكل يعلم بأنها كانت متعلقه بوالدها بشكل جنوني 
أخذ نفس عميق ثم أغلق الباب بهدوء ، ثم عاد لطرقه حتى لا تعلم انه سمعها 
مريم وهي تمسح دموعها بسرعه : تعالي يا ماما
ليدخل أدهم فتتوتر مريم وتخفي الصورة تحت فراشها 
أدهم وهو يجلس بجانبها : ازيك يا ست البنات 
مريم وهي ما زالت غاضبه منه : الحمد لله 

                                      

                        

ليأخذها أدهم في احضانه فجأة لتبكي بحرقه شديدة 
مريم من وسط بكائها : انا اسفة يا ادهم والله مكنتش اعرف انه في عندنا ناس 
أدهم وهو يمسح على ظهرها : خلاص يا حبيبتي محصلش حاجه بس انا لما بقسى عليكي شويه ده علشان مصلحتك يا قلبي وبعدين بطلي دموعك دي ماشي وبعدين قوليلي انتي تأخرتي اليوم ليه كل ده فين مش من عوايدك تطلعي من البيت من دون أذني

مريم وهي تمسح دموعها : انا اتصلت عليك علشان احكيلك اني رايحه لصاحبتي بالمستشفى بس فونك كان مقفول فأنا حكيت لماما 
أدهم بتذكر : ممممممم انا كنت قافله علشان كنت بأجتماع   
مريم بتذكر : وصاحبك ده شفته اليوم بالمستشفى جا علشان يحقق مع نور 

أدهم بأنصات : وايه دخل نور 
مريم : علشان ابوها ضربها ضرب جامد جدا والجيران اشتكو عليه بس هي محبتش تشتكي على ابوها علشان كده صاحبك سكر القضيه 
أدهم بتعجب : يعني البنت يلي تضربت من ابوها هي نفسها صاحبتك نور دي 

مريم : اه هي انته متتخيلش البنت دي طيبه ورقيقه لأبعد درجه بس حضها قليل بالدنيا 
لتأتي صورة تلك الملاك الذي اعتقلوها وكذبوها والنظرة المنكسرة في عينيها أمام ادهم 

أدهم بضحك وهو يتذكر كلام عمار عن مريم : يعني انتي أم لسانين صاحبة المريضة يلي هزئت عمار 
مريم بغضب : مين أم لسانين دي وبعدين صاحبك هو يلي غبي 
وقامت بقص حادثة المصعد على ادهم ، ليدخل في نوبة  ضحك شديدة ادمعت عينيه لأجلها 
أدهم بضحك شديد : هههههههههههههههههههههههه انتي مسخرة يا ميرو ههههههههههههههههههههه نفسي اشوف المنظر ده قدام عيني هههههههههههههههه انتي تدفعي عمار ههههههههههههههههههههه يا خيبتك يا عمار 
مريم بضحك مع اخوها : هههههههههه انا مريم العمري أخت ادهم العمري مش أي حااجه

مر يومين دون أحداث تذكر 
في صباح يوم جديد ، ارتدت نور ملابسها فاليوم هو موعد خروجها من المستشفى فقد تحسنت حالتها نوعا ما ، دخلت عليها والدتها وقامت بمساعدتها على المشي
واستقلو سيارة أجرة متوجهين نحو البيت ، وصلت نور ووالدتها إلى المنزل ، دخلت نور بكل تعب فهي قد كرهت هذا المنزل ولم تعد قادرة على النظر بوجه ذلك الذي يسمى والدها ، توجهت نحو غرفتها وابدلت ملابسها وتوظأت وصلت وبكت وهي على سجادة الصلاة 
بعد قليل دخلت عليها والدتها تحمل صينية الطعام وقامت بأطعامها ، وبعده قامت بشرب الدواء 
ليأتي صوته الغليظ من أمام الباب 
محمود بسخريه : كان متي وريحتيني منك ومن همك وقرفك 
نور ببكاء : انته ازاي كده حرام عليك في حد يتمنى الموت لبنته
ثم أكملت بصراخ هستيري : انته بتعمل معايا كده ليه هاااا رد عليا لييييه انا تعبت تعبت حرام عليكم يا رب موتني وريحني يا رب
محمود بحقد : عايزة تعرفي ليه بعاملك كده هقولك يا ستي
لتقاطعه رحاب بصراخ وبكاء : محمووووووود اسكت خاااالص ومتتكلمش احسن والله انته تعرف ممكن اعمل ايييه
ليسكت ذلك المحمود بخوف ، فأن تحدثت زوجته سوف يكون مصيره الموت لا محاله

نور بأنتباه : في ايه يا ماما انتو مخبين عني حاجه انطقووو
رحاب بأرتباك : مفيش حاجه يا حبيبتي بس انتي تعرفي أبوكي مش بوعيه من الحاجات لمعفنه يلي بياخدها، لتؤمي نور برأسها بعد اقتناع ولكن ليس لديها القدرة على الجدال اراحت رأسها على الوسادة 
نور بهدوء : اطلعو برا خلوني لوحدي 
لتخرج رحاب مع زوجها اللعين دون إضافة كلمه وبعد يخرج محمود من البيت بأكمله 

في مكان بعيد عن الأحداث قليلا يجلس رجل في العقد الخامس من عمره يدخن السجائر بشراهه 
ليدخل عليه أحدهم 
محمود بخوف : الحقني يا باشا ادهم العمري مش سايبني لوحدي وعايز يعرف مين قتل ابوه
الرجل بابتسامه سخريه : ههههههههههه متكنش جبان كده يا محمود وبعدين أدهم ده ميقدرش يوصلي حتى 
محمود بخوف : بس بس انا يقدر يوصلي يا باشا انا خايف منه انته السبب انته يلي دفعتلي علشان اقتل ابوه كله منك 
الرجل وقد نهض بغضب : اخرس و مسمعش صوتك وبعدين كله بثمنه يا محمود 

في باريس 
خرج الطبيب من غرفة فاطمه ، فتوجهت لديه تلك المسكينة 
نورهان بلهفه : خير يا دكتور ماما كويسه طمني عليها
الطبيب بجديه : مخبيش على حضرتك والدتك تعبانه جدا ، الظاهر المرض تمكن منها جدا ادعولها
قال كلماته تلك وتوجه نحو الخارج ، تاركا ورائه تلك المسكينة تبكي والدتها 
اما في داخل غرفة فاطمه ، فهي كانت تعلم جيدا بأن ذلك المرض لم يتركها وشأنها ، فقد علمت بأن نهايتها قريبه لا محاله ، لتنزل دمعه حارقه من عينيها ، دمعه تذكرت من خلالها ما فعلته بأبنتها المسكينة وحفيدتها التي لا دخل لها بكل تلك اللعبة ، ولكن حزمت أمرها بإخبار ابنتها بالحقيقة كااااملة 





تعليقات



<>