الفصل الثالث والعشرون 23
بقلم نسمة مالك
تدور بشقتها..بجنون..كمن فقدت عقلها..ستقتلها الوحده..
بيدها هاتفها تهاتف ابنائها مرارا وتكرارا لكن دون رد..
تنظر حولها بضياع لما فعلته بنفسها..
هنا بنفس الشقه منذ فتره قليله كانت تمتلك عائله وزوج خلوق واولاد بارين بها..
وبافعالها..تغرب ابنها الكبير بزوجته هروبا منها..
تسببت بطلاق ابنتها..
وبموت زوجها قهرا..
وكادت ان تخرب بيت ابنها الصغير وتسببت ايضا بغربته..
والأن تصرخ ألما وتبكى دما من الوحده..
سارت ذهابا وايابا بالشقه تتذكر بعض افعالها التى تخجل منها حين ذكرها..
اغمضت عينها بعنف لتهبط دموعها بغزاره وهمست من بين شهقاتها..
شاديه:اه يا هند. سامحينى يا بنتى..خبطت بيدها السليمه على صدرها واكملت..انا اللى دمرت حياتك بايدى..
تأوهت بألم حارق..
ااااااه يا حرقه قلبى من وحدتى وسط عزوتى..بأيدك يا شاديه طفشتى عزوتك..بكت بنحيب اكثر..ادينى بدفع التمن وعايشه بطولى..لوحدى..زى المقطوعه من شجره..
جلست على الارض واستندت بظهرها على الحائط ونظرت ليدها المصابه التى تحركها بصعوبه بالغه..وشردت بإبنتها الوحيده وما فعلته معها..
فلاش باااااااك..
هند:برجاء..يا ماما وطى صوتك ونبى ليسمعك..وبعدين دا جوزى ولازم اشيله فى مرضه..
شاديه:بإستهزاء..تشيلى ايه يا اختى..بلا وكسه انتى قادره تشيلى نفسك.!؟
.اقتربت منها واكملت : يا بت دا مش هيقدر يلمسك الا لما يخف ودى فيها سنه ويمكن اكتر..ايه اللي يصبرك على الغلب دا..
هند:انا راضيه..وزى ما كنت معاه فى الحلوه..مش هتخلى عنه فى الوحشه..
شاديه:انتى يا بت بتفكرى ازاى..دا واحد عامل حادثه ومتكسر عايز اللى يدخله الحمام و يأكله على ما يقدر يحرك ايده ويعرف يأكل نفسه حتى..
هند:بأصرار..يا ماما انا راضيه وبحبه وهستحمل اى حاجه معاه..و ده واجبي اصلا
شاديه:بنفاذ صبر..لا انتى مش هتجبيها لبر..نهت جملتها وهبت واقفه متجهه للخارج..ركضت خلفها هند وتحدثت بتوسل..
هند:انتى هتعملى ايه ؟
..قبلت يدها..ابوس ايدك يا ماما بلاش تخربى عليا..
شاديه:بغضب..اوعى من قدامى يابت..انا مش هسيبك تدفنى شبابك وتشتغلى خدامه وممرضه..
سارت بخطوات شبه راكضه واتجهت نحو زوجها الجالس بصاله المنزل بجواره والدته وتحدثت بعلو صوتها..
اسمع يا جدع انت..انا بنتى مش هتقدر على خدمتك..شوفلك ممرضه ولا خدامه..وبعدين انا عايزه اشوف لبنتى احفاد وانتو بقالكم اكتر من سنتين متجوزين ومخلفتوش..نظرت له نظره شامله واكملت بستهزاء..وبعد ما اتكسرت كده يا عالم هتقوملك قومه تانى ولا هتبرك جنبها زي اختها و تميل بخت البت..
صمتت قليلا واكملت بأمر..كلمه واحده ملهاش تانى..تطلق البت بالمعروف بدل ما نرفع عليك قضيه..
لهنا وهبت والدته واقفه وتحدثت بكل غضب وألم ايضا..
ناهد:انتى ست قليله الأصل..وبنتك تغور من وشنا..خديها فى ايدك وانتى ماشيه..
همس هو بوهن وتعب..
سيد:يا ماما هند ملهاش ذنب..
ناهد:أشارت على شاديه..ذنبها ان وحدة قليلة أدب زي دى امها..نظرت لها نظره حارقه واكملت..اكتر من سنتين مسوده عيشه ابنى بكلامك وتلقيحك السم عن موضوع الخلفه لحد ما عمل حادثه بعد ما خرج من عندكم دمه محروق وجايه دلوقتى عايزه ترفعى عليه قضيه فى عز تعبه..!!!
نظرت لابنها واكملت بأمر..ارمى عليها اليمين يا سيد..دى لو فضلت على زمتك هتجيب اجلك هى وامها..
شاديه:بعلو صوتها وبكل ما تحمل من وقاحه..ياختى طظ فيكى وفى ابنك..كانت جوازه الشوم..نظرت لزوج ابنتها..لو راجل وعندك نخوه طلق البت..
تنظر له زوجته بدموع تنهمر من عيونها..ملتزمه الصمت..
اغمض عينه هو بعنف..حقا هو تحمل الكثير حتى كاد ان يفقد روحه..وعلى يقين انها سوف تنفذ تهديدها وترفع عليه عده قواضى وليس قضيه واحده..
يكفى.. قد اكتفى منها..و حتى من ابنتها..سينزع قلبه بيده وبكل ما يحمل من ألم وقهر..
سيد:امشى مع امك يا هند..انتى طالق..
اطلقت شاديه سيل من الزغاريط وصفقت بيدها بفرحه عارمه وتحدثت بستفزاز وشماته..
شاديه:بركه والف بركه..نظرت لابنتها واكملت..بتعيطى على ايه يا بت من حلاوته ولا فلوسه دا فقير ومنحوس و دلوقت مكسح.. بكره اجوزك سيد سيده..
ناهد:بهدوء..محدش هيرضى بيها..
شاديه:بستهزاء..ليه عوره ولا عامشه ولا مكسره زى المحروس ابنك..
نظرت ناهد لابنها فهمس لها برجاء..
سيد:بلاش يا امى..
ناهد:مش هقدر مردش على قله ادبها يابنى.
.نظرت لشاديه..يمكن تتعظ وتحس لما تعرف ان بنتها هي الي مبتخلفش احتمال حملها ضعيف جدا وانت اللى مستحملها وكمان مخبى عليها علشان متجرحهاش..
نهايه الفلاش بااااااااك..
فاقت من شرودها على رنين هاتفها برساله مسجله..
هند:مشغوله يا ماما..لما افضى هكلمك..
هبطت دموعها بغزاره وهمست بغصه مريره..
شاديه:بقالك 7شهور مشغوله عنى يا هند..
صمتت قليلا واكملت بشماته بنفسها..
احصدى زرعتك يا شاديه..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..ابنتها.. وحيدتها..تساعدها بحنان بالغ وبنفس راضيه..
تحترم حيائها.. تساعدها على أرتداء ثيابها وتغض بصرها عنها حتى لا تخجلها..
تنهدت مريم بألم ودمعه حارقه هبطت على وجنتيها حين تذكرت معامله زوجها لها بعد ولادتها لطفلها الاول..
فلاش باااااااك..
يدللها كطفلته.. يفعل لها كافه شئ..
لا يشعر بالنفور او الاشمئزاز رغم انها بأيام نفاسها..
يساعدها على الاستحمام.. يمشط شعرها..يؤكلها بيده..
يخبرها كم اصبحت جميله اكثر بعدما اصبحت أم لتكتسب ثقتها بنفسها..يحتضنها برفق ويقبل اذنها بعمق ويهمس بعشق..
ادهم:نعيما يا احلى ام تيام..يقبل اسفل شفتيها و يكمل..هجبلك بقى طبق شوربه وفرخه صغيره كده واكلك علشان تاخدى العلاج..
لتحتضنه مريم بحب شديد و تهمس بخجل..
مريم:يا ادهم انت بتكسفنى اوى.
نظرت له برجاء ..علشان خاطرى خلينى أروح عند ماما..
خفضت عينها بخجل مره اخرى وهمست..
مينفعش انت تغيرلى اخاف تقرف منى..
يقبل وجناتيها بعمق و يربط على ظهرها بحنان
أدهم:عمرى..عمرى ما اقرف منك يا مريم..قبل يدها.. انتى نفسى.. مد اصابعه اسفل ذقنها يجبرها على النظر له واكمل..
فى حد يقرف من نفسه..؟؟
عدل وضعها ودثرها جيدا بالغطاء ووضع رضيعها بجوارها وهب واقفا وتحدث بستعجال..
خلينى اعملك الاكل قبل ما تيمو يزن..
اتجه لخارج الغرفه وقبل ان يصل للباب اوقفته مريم سريعا..
مريم:ادهم..تعالى..عايزه احضنك..
ابتسم لها بعشق..وقطع المسافه بخطوتين وانتشلها داخل حضنه يقبل عنقها بنهم وهمس بأسف..
ادهم:متزعليش منى علشان مقدرتش أولدك فى مستشفى خاصه..شد من احتضانه لها واكمل..ومتزعليش من كلام امى انا والله لو معايا عمرى ما اتأخر عنك..
قبلت هى كتفه بعمق وتحدثت بعشق..
مريم:كافيه عندى حنيتك عليا يا ادهم..
نظرت له بعبث واكملت..بصراحه فجأتنى..
ادهم:بعيون تلتمع بالدمع وبرجاء..
طيب يا مريم لو زعلتك اوى انا او امى فى يوم من الايام وحسيتى انك مش قادره تسامحينى افتكرى ليا اى موقف حلو عملته معاكى وحاولى تشفعيلى وتنسى..
قبل شفتيها بعمق شديد واكمل بتأكيد..
وكونى واثقه ان مهما حصل هتفضلى مراتى وعلى زمتى لحد ما اموت يا بنت الاصول يا قلب ادهم..
نهايه الفلاش باااااااك.
..مرت فتره ليست بقليله..
بين شد وجذب..بين فرح وحزن..
بين القليل من الابتسامات والكثير من الدمعات..
فهو..على اقتناع ان مكالمات الهاتف لا داعى لها..
حسم امره..وقرر ان يعود لموطنه وزوجته ويترك الغربه بلا رجعه..
لكن؟!.. سينتظر لانتهاء عقده المكون من سنتين..
سيهلك نفسه بالعمل ليل ونهار حتى يستطيع تكوين مبلغ قيم يستطيع تأمين مستقبل أطفاله به..
أصبح كماكينة صرف ألى لزوجته..
يرسل لها كل قرش يعمل به..يترك له القليل من المصروفات...
يعمل دون توقف.. دون راحات او عطلات..
دائما وابدا مشغول عنها..
وهى من تذكرت احدى مواقفه الحسنه معها أثناء ولادتها الاولى وقررت ان تلتمس له عذرا..
لكنه عاد مره اخرى لا يحدثها بالشهور غير كلمات معدوده ويغلق الهاتف سريعا..
لم يخبرها انه يعمل على قدم وساق..
تركها تائهه بأفكارها..غافلا ان بفعلته هذه ستجعلها أمرأه اخرى.. امرأه حين تشتاق لا تختلق حوارا..
بل..تختلق مشكله.. وقليلا من الرجال يفهم مشاعر وشعور وهرمونات الانثى المتقلبه..
فهل سيتفهم أدهم تقلبات مزاج زوجته ويحتويها داخل حضنه التى حرمت منه كثيرا..
ام سيمل سريعا من تصرفاتها الغاضبه..
..لقاء بعد غياب..
بفرحه عارمه..
خرج يركض من مطار القاهره..
لمح شقيق زوجته يقترب منه سريعا وتحدث بعلو صوته بفرحه ايضا..
محمد:اخييييييرا..الف حمد لله على السلامه يا ابو الأداهيم..احتضنه بقوه رابطا على ظهره واكمل..نورت بلدك يا غالى..
يبحث هو بقلبه قبل عينه عنها..
ايعقل انها لم تأتى.!!!.
كسى وجهه الحزن قليلا وتحدث بغصه وخوف مما هو قادم اليه مع زوجته..بعدما ايقن ان طريقه لن يكون سهل ابدا معها..
ادهم:الله يسلمك يا محمد..تنحنح بحرج..امال فين مريم والولاد..مجوش معاك ليه..؟
محمد:اشار بيده..لا جوم اهم..بس مريم كانت مع تيام فى الحمام مرضيش يخلينى انا أوديه.
اتسعت عينه بزهول..
هى..هنا..زوجته وحبيبه قلبه وروحه..
أبتسامه اكثر من سعيده ظهرت على وجهه..
نبض قلبه بجنون..
ارتعش جسده بشده..وسارت قشعريره لذيذه بطول عموده الفقرى حين تذكر حضنها..
يا الله كم يشتهى لها ولحضنها كثيرا..
انقطعت انفاسه..
أخذ نفس عميق. واستدار ببطئ حتى أخيرا وقعت عينه عليها..
واه والف اه من قلب يصرخ شوقا وعشقا وندما..
ينظر لها بعشق وشوق جارف..
تبادله هى النظره العاشقة المشتاقة بأخرى جامده.. بارده..
متألمه وبشده.. وللحق..هى معها كل الحق..
عامان هى ام واب..
عامان واكثر وهى بدونه..وبدون الحديث معه..
تناساها ووضعها بأحدى الارفف..
لم لا ؟ و هو واثق انه سيعود يجدها بوضع يده..
لم يعطى لها سببا لغيابه.. والان بعد عودته ظن انها سترتمى داخل حضنه وتبكى بنحيب..!!
تعلم هى بما يدور بعقله..
شبه ابتسامه ساخره ظهرت على وجهها تخبره بأنها لن تفعلها..
عفوا يا من هجرتنى لن اركض عليك و ابكى داخل حضنك..
ابتسم هو بتفهم لجرحها الذى تسبب هو به..
وبأقل من ثانيه..كان قطع المسافه بينهم وانتشالها داخل حضنه..
بل رفعها عن الارض واعتصرها داخل حنايا صدره..
واخيرا التقط انفاسه بإستنشاقه لعبيرها الذى انعش قلبه من جديد..
ايستطيع احدا تخيل سرعه ضربات قلبها الأن رغم جمودها..!!
ورغم انها لم تبادله حضنه هذا اطلاقا..؟؟
محتضنها هو بكل ما يملك من قوه..
دافنا وجهه داخل عنقها يبكى بنحيب..
طال حضنه لها طويلا..
ينتظر ان تجذبه لها اكثر كما كانت تفعل دائما..
ينتظر ان تخبره كم اشتاقته.. ولكنها ملتزمه الصمت..
الأن أستردت امانها وحمايتها..
كانت امرأه مدفونه بالحيا وأخيرا عادت لها الحياه..
نعم حضنه هو الحياه بالنسبه لها..
هى أكثر من مستمتعه بحضنه هذا..
كم تحترق شوقا لسماع نبض قلبه وهى بين حنايا صدره..
تود أحتضانه بكل كيانها ووجدانها..
تخبره كم عانت من دونه..
كم هى غاضبه منه.. لكنها فضلت معاقبته بجمودها وصمتها هذا..
شدد هو من احتضانها وحاول السيطره على فيض مشاعره معها ورفع راسه من عنقها ينظر لها بلهفه وعشق بالغ وهمس بصوت مبحوح..واحشتينى..
فشلت بالتحكم بإنتفاضه جسدها بين يديه..
وسريعا ابتعدت بعيونها عن عينيه ونظرت لاطفالها الواقفين بجوار خالهم وتحدثت بهروب..
مريم: تيام..يامن..تعالو سلمو على بابا..
نهت حديثها وحاولت ابعاده عنها..
لكنه ممسك بها بأحكام..
انزلها ببطئ..متعمدا ملامسه جسدها بطول جسده..
يحاول أن يطمئن قلبه انه مازال له تأثيره الخاص على قلبها..
فعلته هذه جعلت قلبها وجسدها وحتى وجنتيها يشتعلان بنيران الخجل والأشتياق والرغبه بأن واحد..
على مضض ابتعد عنها واقترب من طفليه وهبط على ركبتيه يتأملهم بشغف ودموع منهمره..
سلط نظره على من ولد وهو بغربته..
وعاد بنظره لزوجته وتحدث بإبتسامه من بين دموعه..
يامن ده مريم صغيره..
ابتسمت هى ابتسامه باهته..
فتحدث شقيقها سريعا..بمزاح..وتيام ادهم صغير..تبقو متساوين يا معلم..
ادهم:بتساؤل لاطفاله..تيام انت عارف انا مين..؟
تيام ببراءه..بابا..
محمد:بدموع تلمع بعيناه من شده تأثره..
صورك ماليه البيت وعلى طول مريم بتشغلهم اى فيديو كنتو فيه مع بعض..
حملهم ادهم واحتضنهم بحنان بالغ..
اقترب محمد من شقيقته وجذبها لداخل حضنه وتحدث بإستعجال..طيب يله على البيت تكملو احضان براحتكم فيه..
اخذت مريم نفس عميق وتحدثت بكل هدوء وتعقل..
مريم:هنروح عند مامه ادهم الاول..نظرت لزوجها..تسلم على والدتك وتطمن عليها ونبقى نروح..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بدموع غزيره..
بقلب يعتصر الما شديد من الندم والاشتياق..
تقف بمطبخها تضع الطعام الذى صنعته زوجه ابنها الاصيله بالاطباق بعدما حدثتها واخبرتها انهم بالطريق..
الوحيده التى ترد عليها فور اتصالها..
ليس هذا فقط..فقد قامت بعمل كل شى قبل ذهابها لاستقبال زوجها بالمطار..
تحدث نفسها كعادتها..
شاديه:هما اتاخرو كده ليه؟؟.. معقول الواد ادهم ميرضاش يجى يسلم عليا..صمتت قليلا واكملت ببكاء..اه ممكن ميجيش وهيبقى عنده حق..هو اللى انا عملته شويه..
بكت بنحيب اكثر..لا مريم هتجيبه وتيجى..
خبطت على صدرها واكملت بتأكيد..ادهم ابنى حنيه الدنيا فيه مش ههون عليه وهيجيلى..
مسحت دموعها سريعا وعادت بوضع الطعام بحماس وتحدث نفسها محاوله بث الطمئنيه بقلبها..
ابنك هيجيلك يا شاديه..مش هتهونى عليه..كفايه اخواته اللى مش عايزين ينزلو..مش هيبقى هو واخواته ووحدتى عليا..تنهدت بالم حارق واكملت..انا استويت..
ثوانى قليله واستمعت لصوت جرس الباب..
كمهره جامحه ركضت بكل سرعتها خارج المطبخ ومن ثم اتجهت لباب الشقه فتحته بيد وجسد ينتفض من قوه رعشته
شهقت بعنف حين وقعت عينها على ابنها الواقف ينظر لها بإبتسامه من بين دموعه وهمس بصعوبه من بين شهقاته..
ادهم:واحشتينى يا امى..
بكل ما تحمل من الم واشتياق صرخت ببكاء حاد..
شاديه:اااااااه يا أدهم..نهت جملتها وارتمت داخل حضنه بكل قوتها تقبل كل انش بوجهه وكتفه وحتى يده..
لكنه جذب يده سريعا وقبل هو يدها بعمق..
فقدت هى توازنها قليلا فأسندها ابنها سريعا وخطى بها للداخل وخلفه زوجته وأطفاله غالقين الباب خلفهم..
جلس بها لاقرب مقعد وهى متمسكه بحضنه بكل قوتها..
ربط ادهم على ظهرها بحنان وتحدث بتساؤل..
ادهم:ايدك عامله ايه دلوقتى..
اغمضت عيونها بأحراج ودفنت وجهها بكتفه وتحدثت ببكاء..
شاديه:كويسه..الحمد لله احسن من الاول..
صمتو قليلا وهى مستكينه داخل حضن ابنها..
لكنها انتفضت فجأه وابتعدت عنه سريعا ونظرت له بذعر ورعب وهمست..هتسافر تانى..ابتلعت ريقها بصعوبه واكملت..
واخواتك مش ناوين ينزلو زيك..؟
ربط ادهم على كف يدها وتحدث بتأكيد..
ادهم:لا..نظر لزوجته المبتعده بنظرها عنه عن عمد..
مش هتغرب تانى..كفايه بعد وغربه..
تنهد بأمل..وهحاول على اد مقدر اصلح اى حاجه وكل حاجه كانت غلط..
نظر لوالدته التى تنظر له بلهفه شديده..واخواتى بيخلصو اورقهم وهينزلو فى اقرب وقت يا ماما اطمنى..
شاديه:بفرحه عارمه..طيب يله علشان ناكل مع بعض..
نظرت لزوجه ابنها
- أصاله❤..قومى هاتى الاكل انا حطيته فى الاطباق..
مريم بإبتسامه..حاضر يا ..ماما..نهت جملتها وهبت واقفه اقتربت منها قبلت جبهتها كعادتها وسارت نحو المطبخ بخطوات واثقه..
انتظرت شاديه حتى اختفت داخل المطبخ وتحدثت بما جعل اعين ادهم تتسع بذهول مقارب للجنون..
ربنا يراضيكى ويرضى عنك يا أصالة
ادهم:بفم مفتوح على اخره...تنقل بنظره بين والدته واثر ذهاب زوجته واكمل..مين؟!..فين..ازاى..اقترب بوجهه من والدته بشده واكمل..هى مين دى اللى اصاله..!!
شاديه:بغضب مصتنع..بقول لمراتك يا أصاله عندك مانع..؟
اتسعت ابتسامته بفرحه شديده وتحدث سريعا..
ادهم:لا طبعا..ربنا يديم المحبه والمعروف..
بعد دقائق كانو جميعا يجلسون على مائده الطعام..
بعيون تلتمع بدمع تنظر لأبنها وزوجته الأصيله وأحفادها وهم يجلسون حولها..
يا الله كم كانت قاسيه واضاعت بيدها عائلتها..
واخيرا استعادت عقلها وندمت بعدما احترقت بنار غربتهم عنها..
جلسو برفقتها وقتا ليس بقليل وهبو واقفين واستعدو للرحيل..
شاديه:بلهفه..ايه هتمشو..خليكو شويه..
مريم بتأكيد..هجيلك بكره بأمر الله..
ادهم:قبل راسها ويدها..متخفيش مش هنتاخر عليكى..
شاديه:ببتسامه متألمه نظرت لمريم..عارفه..عمر اصاله ما اتاخرت عني يوم..مادام قالت هتجي يبقى جاية
اقتربت مريم وقبلت راسها مره اخرى وابتسمت لها ابتسامتها الرائعه وجذبت ابنائها واتجهت للخارج بصمت..
نظرت شاديه لابنها وتحدثت بهدوء..
يله يا ادهم حصل مراتك وولادك ومتتأخرش عليا بكره هستناكم نتعشى سوا مش هقولك غدا علشان ترتاح شويه..
ادهم بستغراب..ارتاح؟!!..واحصل مراتى!!؟؟..
نظر لها بتمعن..انتى كويسه يا ماما..؟؟
شاديه:بدموع..هبقى كويسه طول ما انتو بتسألوا عنى ومتسبونيش لوحدى تانى..
نظر لها بالم حاد..وصمت قليلا..وتحدث بتأكيد..
ادهم:مش هنسيبك لوحدك تانى يا ماما..اتجه نحو الباب..
يله انا همشى وهكلمك فى التليفون..
شاديه:بلهفه..بجد يا ادهم..هترد عليا لما اتصل بيك..؟
ادهم:بغصه مريره..هرد يا ماما..ابتسم بفرحه..خلاص انا رجعت..يله اشوفك على خير..
اغلقت شاديه خلفه الباب واستندت عليه وحدثت نفسها بأمل..
شاديه:خلاص يا شاديه..اطمنى..مش هتبقى لوحدك تانى..
رفعت يدها للسماء..يارب رجعلى اسامه وهند..بكت بنحيب..كفايه عليا فراق ابوهم اللى عرفت قمته متأخر اوى..
