روايه سامحيني
الفصل الرابع والعشرون 24
بقلم نسمة مالك
..اخيرا..وصلو منزلهم..
وبعد الكثير من السلامات بينه وبين أهل زوجته صعدو لشقتهم..
ينظر لها بعشق شديد..
بعد غياب يقارب الثلاث سنوات..
قد تناست هى هذه النظره منذ وقت طويل..
تلمحه بطرف عينها ولكنها لا تنظر اليه..
تمثل انشغالها بطفليها حتى ذهب الأطفال بنوم عميق.. لتنهض بهدوء للمطبخ وتقوم بتنظيفه..
وتظبط الغساله على برنامجها..
وتعيد ترتيب شقتها بعد لهو أطفالها..
لا تتحدث..
لا تنظر اليه حتى انتهت..
وهو فقط يراقبها..
تتجه للحمام وتقف أسفل المياه لعلها تطفئ نار قلبها وحرقته والمه من زوجها القاسي .. يرميها كما يحلو له و يعود كما يشاء
لا و الف لا
فقد أكتسبت صفاته واصبحت نسخه منه فى الجفاء..
هو الان يحصد ما زرعه بقلبها💔..
لتغلق المياه وتلف جسدها بمنشفه كبيره ومنشفه اخرى على شعرها وتتجه للخارج..
لكنها كادت ان تنصدم به فور فتحها الباب..
مريم:بشهقه وتضع يدها على قلبها.. اييييه خضتنى..
لتحاول تخطيه متجنبه لمسه..
ولم ترفع عينها له على الأطلاق..
لكنه كالسد المنيع.. بطول قامته عنها وجسده العريض.. لتتحدث مريم بجمود مصاحب ببعض الخجل..
عدينى لو سمحت خلينى البس هدومى قبل ما حد من الولاد يصحى..
ليقطع حديثها وهو يميل عليها يقترب بوجهه منها بشده حتى اصبح يتنفس انفاسها..
مد اصابع يده اسفل ذقنها يجبرها على النظر له..
تمعن النظر بعيونها جيدا لعله يرى الشوق والاشتياق الذى طالما كانت تغرقه بهم.. ..ولكن؟!!.. نظرتها جافه.. ..جامده للغايه..
تتحاشى النظر اليه بشتى الطرق..
ليتحدث لها بهمس وألم على ألمها هى لأنه هو السبب بنظرتها هذه💔..
أدهم:أكتر من سنتين غايب عنك وتكون دى مقابلتك ليا فى اول يوم لينا مع بعض بعد كل الغياب دا يا ام تيام.؟؟
امسك وجهها بين يديه..
بصيلى يا مريم..
لترفع عينها وتنظر له نظره جعلته اغمض عينه بعنف من كم الألم الذى رأه بعيونها..
لن تبكي كما سبق.. فقد كانت دائما هشة دموعها تنهمر بشده.. لكنها الآن جامدة بمعنى الكلمة
تحدث بصدق وعشق شديد..
وحشتينى يا مريم للدرجاتى انا موحشتكيش..؟؟
انتى حتى محضنتنيش أول ما شوفتينى..!!
لترفع يدها و تبعد يده عن وجهها وتسحبه من يده على غرفه نومهم وتتحدث وكأنها آلة بلا روح وبألم شديد بصوتها دون ان تبكى💔..
مريم:حمدلله على سلامتك يا ابو تيام..
ابتسمت ابتسامه مصتنعه واكملت..
-معلش اصلى لسه مش متعوده على وجودك معايا..
اخذت على انى اكون لوحدى..
أكيد انت متغرب و عارف حياتك كمغترب بتكون عامله ازى..
وانا ما اقلش غربه عنك..
اشارت على جسدها..و ازاحت المنشفة بآلية
- انا قدامك أهو لو انا واحشتك مش همنعك من حقك لكن انا مافيش حاجه واحشانى..
بألم شديد امسك المنشفة و اعادها على جسدها: مش بالشكل ده ...انا مش حيوان يا مريم
مريم بجمود : و لا انا
لا شيء يؤلم اكثر من هذا ..حتى غربته لم تكن في مثل هذه القسوة ..فكلمات زوجته كانت كالسكاكين أهانت كبريائه و اصابت رجولته في مقتل
اكملت مريم ببرود :.انا اخذت على وضعى واتعودت عليه ومش علشان كام يوم هتقضيهم مع ولادك وترجع تسافر تانى اغير اللى اتعودت عليه فى ثلاث سنين من بعد ولاده تيام ابننا و من قبل ما تسافر
لتصمت قليلا وتتحدث بألم يدمى القلب..
همست بسرها و في الحقيقة 4 سنين من قبل غربتك انت وانا متشتتين و اغراب
بعد مدة
تحاول التحكم بغضبها وغيظها العارم مما يقصه عليها زوجها..
تنهد هو بألم حارق وتحدث بصوت متقصع من شده تأثره..
ادهم:انتى عارفه انى بحبك وبموت فيكى يا ام تيام..
جذبها داخل حضنه واكمل..وان غيابى عنك كان غصب عنى..
ابتعد عنها قليلا وامسك وجهها بين كفيه واكمل بدموع تلتمع بعيناه..
انا مكنتش بنام غير ساعتين فى اليوم..
مكنتش باكل لقمه عدله..عايش على العيش والجبنه..
محدوف فى منطقه صناعيه بعيد عن اخواتى..بأوضه عامله زى العلبه الصفيح..صمت قليلا واغمض عينه بعنف فهبطت دمعه حارقه على وجنتيه مسحتها هى بأطراف أصابعها ببطئ..علا صوت شهقاته واكمل بنحيب..
انا كتييير كنت بنام من غير اكل من كتر تعبى وانى مش قادر اعمل لنفسى حاجه أكلها..وكتيير لبست هدومى من غير غسيل..ابتسم بألم وتحدث بمزاح..تخيلى يا مريم انى كنت بفرح لما القى الحوض مافيهوش مواعين..
حك شعره بأحراج..وسبت الغسيل فاضى يااااه ولا بقى لو فى اكل يكفى يومين..وضع جبهته على جبهتها واكمل..
الغربه مووووووت💔..والله كنت عايش زى الميت يا مريم..
ظل يحكى ويحكى كل ما اخفاه عنها..
اخبرها بكل شئ..
حتى انه اخبرها عن خطأ والدته بحق والدتها ووالدها..
لم يترك شئ الا وحكى لها عنه..
يريدها ان ترضى عنه ويبدأ معها من جديد..
وهى.. صامته.. بل جامده..
اجلسها هو على قدميه يده ملتفه حول خصرها..
تستمع له بتمعن.. لا تبدى اى رد فعل..
وهو لم يتوقف عن الحديث..
اخبرها بكل ما يحمله بقلبه حتى انتهى..
..كلمات..ألقاها هو على سمعها جعلتها....بكل قوتها..
تلكمه على صدره..
تتحرك بهستريه مجنونه بين يديه..
وهو فقد يحاول ان يحتضنها..
بعدته عنها بعنف وتحدثت بصراخ..
مريم:مقولتليش كل ده في وقته ليييييييه...؟؟؟؟
تتنفس بعنف..
تحاول السيطره على دموعها بشتى الطرق..
اخذت نفس عميق تستعيد به انفاسها وتحدثت بغضب..
ليه ديما الزوجه أخر من يعلم..!!!!!
جزت على أسنانها بغيظ..
ليه كلكم صنف واحد شايفين ان الست لازم تستحمل اهمال جوزها وتخرس وتعيش علشان خاطر ولادها..؟؟
أدهم:بندم..انا مكنتش اقصد اهملك يا مريم..
صمت قليلا واكمل بأحراج..انا كنت مكسوف اواجهك..
مريم:ببتسامه ساخره..عذر اقبح من ذنب..
اكملت بقهر..
تغيب عنى بدون اى عذر وتجبرنى ابقى زى الطور المربوط فى الساقيه لحد ما صاحبه يحن عليه ويجى يفكه علشان يطفحه لقمه ويرجع يربطه تانى وافضل الف حولين نفسى تانى..
ابتلعت غصه مريره والقت جمله جعلته ينفجر بغضب عارم..
انت خلتنى التمس العذر للست اللى بتخون جوزها من اهماله فيها..
تحولت نظرته من راجيه لأخرى غاضبه..
ضغط على شفاتيه بغيظ ودار بوجهه عنها يحاول التحكم فى غضبه.. وفجأه دون اى مقدمات..كان جذبها داخل حضنه رافعها عن الارض وتحدث بنبره تهديد..
أدهم:متحاوليش تختبرى صبرى عليكى يا مريم ..!!!
انا لغايه دلوقتى عاذرك وعارف ان معاكى كل الحق فى زعلك..
بس متقوليش كلام يطلعنى عن شعورى ويخلينى ازعلك اكتر..
ببرود..وجمود..بعادته عنها..وبكل ما تحمل من قوه وقفت امامه مباشرة وتحدثت بصرامه جديده عليها..
مريم:انا اقول اللى انا عايزاه..نظرت له بتمعن..وانت هتسمعنى..صرخت فجأه..انت ملزوم تسمعنى و تخرس!!
بعد كل دا وهتمنعنى اتكلم..!!!
رفعت أصابعها أمام اعينه تعد عليهم واحد تلو الأخر واكملت..
دا انا هتكلم..وهزعق..وهصوت..وهغضب..
خبطته بقبضه يدها بكتفه..وانت هتستحملنى وتصبر عليا غصب عنك يا ادهم..
وضعت يدها بخصرها وابتسمت ابتسامه مصتنعه واكملت..
زى ما انا استحملتك وقدرت غبتك وغربتك وفضلت صابره لحد ما انت رجعت..
صمتت قليلا تحاول التحكم بدموعها واكملت..
من حقى اخد وقتى على ما اسامحك..
ادهم:بلهفه وتأكيد..خدى كل وقتك..وانا هستحمل يا مريم..هستحمل كل حاجه منك..بس المهم ترضى عنى وتسامحينى..
مريم:بجديه..بس انا اتغيرت يا ادهم..مبقتش مريم اللى انت سبتها وسافرت..تنهدت بالم حارق واكملت..
والبركه فيك بصراحه..
ادهم:بفخر..بقيتى مريم اقوى..صونتى نفسك وولادك وكملتى كليتك وفتحتى مشروع ناجح ماشاء الله..
اقترب منها وامسك يدها قبلها بعمق واكمل..
حافظتى على كل مليم ببعته ليكى واشتريتى ارض وبفضلك بعد ربنا هنبنى ويبقى عندنا بيت ملكنا..
مد يده يبعد شعرها عن وجهها واكمل بندم..
انا مديونلك بعمرى يا مريم..وحتى عمرى مش هيكون كفاية
نهى حديثه وهم بحتضانها لكنها تراجعت سريعا وتحدثت بتحدى.. خلينا نشوف..
اقتربت منه التصقت به وهمست داخل أذنه..
هنشوف هتستحملنى فعلا يا ادهم ولا بتقولى كلمتين علشان تطولنى بيهم وبعد كده ترجع ريما لعادتها القديمه..نظرت له بأصرار..
تؤ..انا اتغيرت يا ادهم وانت هتشوف بعنيك..
ينظر لها ببتسامه عاشقه سريعا ما تحولت نظرته لاخرى عابثه راغبه بها وبشده..
التصق بها اكثر وخفض نظره لعنقها نزولا بمقدمه صدرها الظاهره امام عيناه المتلهفه لكل انش بها وتحدث بخبث..
ادهم:انا فعلا هتجنن واشوف..رفعت يدها ودفعته بعنف من صدره تبعده عنها وسارت امامه بخطوات تحمل الكثير من الأغراء وتحدثت بلامبالاه..
مريم:هلبس وانزل اطمن على الشغل واجيب الولاد من عند ماما واطلعلك..همت بالخروج من الغرفه لكنها توقفت واستدارت له والقت جمله جعلته يتسمر بمكانه بصدمه..
ابقى خد دش في الوقت ده علشان ريحتك وحشه..
نظرت له نظره منتصره واختفت من امامه سريعا قبل ان يفق من صدمته وهمست بسرها..
يارب هو اللى جرحنى اوى..يارب قدرنى على عقابه دا..
فاق هو من صدمته وجذب ياقه ترنجه يستنشق رائحته وحدث نفسه بستغراب..
ادهم:دا انا مستحمى وحاطت البرفان اللى بتحبه..؟
اغمض عينه بعنف حين تذكر انه القى هذه الجمله لها ذات يوم خفض رأسه باسف واكمل..بتربينى على كل غلطاتى معاكى يا مريم..صمت قليلا..حقك..مش هلومك..ماشي ..صبرني يا رب
