رواية عروستي ميكانيكي الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون بقلم سما نور الدين


 رواية عروستي ميكانيكي
 الفصل  الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون
 بقلم سما نور الدين



..اغمض ابراهيم عينيه واخذ يفرك وجهه بقوة ثم همس لنفسه ..
.."..تماسك ياابراهيم واهدى ..."..
..نظرا كل من ايمان وعزة لابراهيم ثم لبعضهما لتهمس عزة لصاحبتها..
.."..هو ماله ياختي ..دا بيكلم نفسه ..هو تعبان ولا حاجة..."..
..مالت ايمان برأسها وقالت بصوت خافت من بين اسنانها..
.."..تقريبا كدة ..من ساعة ماشوفته وكلمته وانا بلاقيه بيكلم نفسه..ويفرك في وشه ..الله اعلم يمكن تعبان ...الله يشفيه.."..
..نطقت عزة بصوت حزين .."..يارب ..". 
..انتبها الاثنتان لإشارة ابراهيم لهما بمعاودة الجلوس مرة اخرى..فانصاعا له بصمت تام ..
..قال ابراهيم بعد أن استعاد بعضا من ثباته ..
.."..مافيش أي داعي للاستعانة بزوعبر افندي بتاعكو دا......"..
..توقف ابراهيم عن استرسال حديثه وتخصر ثم نظر اليهما شزرا عندما وجدهما يكتمان فاهما حتى لا تصدح اصوات ضحكاتهما عاليا..فقال..
.."..ممكن افهم بتضحكوا على ايه .."..
..لم تستطع ايمان ان تصمت أكثر من ذلك فقالت من بين ضحكاتها ..
.."..ياباشا اسمه زوعرب افندي مش زوعبر .."..
..فأجابها ابراهيم باستنكار واضح..
.."..على اساس ان في فرق ..والاسمين اصلا مالهمش أي معنى ..ما علينا ..محدش هييجي هنا غير الاساتذة اللي انا استعنت بيهم وبس ..مفهوم..
..زفرت ايمان بضيق وقالت على مضض ..
.."..مفهوم.."..
..سمع الجميع طرقا على الباب لتدخل السكرتيرة ليلى وتقول ..
.."..مستر نادر برة يافندم وطالب مقابلة حضرتك.."..
..اجابها ابراهيم بقوله ..
.."..خمس دقايق بالظبط وخليه يدخل .."..
..امسكت ليلى بمقبض الباب وقالت وهي تهم بغلقه..
.."..امرك ياافندم.."..
..نظر ابراهيم لعزة وقال بصوت هادئ..
.."..بعد اذنك ياانسة عزة ..مدرس اللغة الانجليزية وصل ولازم بعد شوية يقعد مع ايمان عشان الدرس.."..
..شعرت عزة ببعض الحرج فهبت لتقف وقالت وهي تمسك بيد اخيها الصغير وبحقيبتها باليد الاخرى تناظر ايمان..
.."..اه ..طبعا ..طب انا همشي دلوقتي ياايمو ..سلام ياحبيبتي وابقى اجيلك في وقت تاني "..
..هبت ايمان واقفة لتمسك بمرفق عزة وهي تقول بغضب وعينيها لا تحيد عن عيني ابراهيم..
.."..انا ملحقتش اقعد معاها ..وكمان انا مش عايزة اخد دروس تاني ..وقلتلك ان عزة هتكون مديرة عملياتي..يعني خلاص هتشتغل هنا معايا "..
..اقترب ابراهيم منها وقال بصوت قوي ..
.."..عايز افكرك ياايمان هانم باتفاقك معايا ومع الاستاذ كمال المحامي ..ولو على شغل للانسة هنا ..حاااضر ياستي ..من بكرة هايتم تعينها في الشركة .."..
..صاحت عزة بفرح وهي تقول ..
.."..والنبي صحيح ياسعادة البيه.."..
..هز ابراهيم رأسه بالايجاب وقال ..
.."..ايوة ..تعالي بكرة الصبح و معاكي ال C.V بتاعك .."..
..قالت ايمان بنزق ..
.."..سي سي ايه..قلتلك معاها دبلوم تجارة.."..
..سحب ابراهيم نفسا طويلا وقال من بين اسنانه بغيظ ..
.."..ماهو ال C.V دا هو الورق بتاعها ..شهادتها وشهادة ميلادها .."..
..امسكت عزة بوجه ايمان وقبلتها بقوة فوق وجنتها وهي تقول بسعادة..
.."..تسلميلي ياصاحبتي...امشي انا بقى ..يالا ياواد يامحمد.."..
..قام مراد من فوق كرسيه وقال وهو متجها للباب ..
.."..هستناك في مكتبك ياابراهيم .."..
..هز ابراهيم رأسه وقال ..
.."..اوك ..خد الانسة معاك ووصلهم للأسانسير لو سمحت يامراد.."..
..صاحت ايمان بدورها قائلة..
.."..وخلي اسطى اؤمؤم يوصلهم وحياة والدك.."..
..ضيق مراد عينيه وردد مستغربا ..
.."..اؤمؤم.."..
..نظر ابراهيم شزرا لايمان ثم قال لمراد ..
.."..تقصد ..اسطى إمام.."..
..اتجهت عزة واخيها ناحية الباب وهي تلوح بيدها عاليا قائلة ..
.."..توشكر ياذوق ..سلام ياايمو ..سلام ياباشا .."..
..ارتسم الحزن على وجه ايمان وقالت وهي تلوح لها بيدها عاليا ..
.."..سلام يالوزة ..سلام يابلاطة .."..
..خرج الجميع من الغرفة..ليعاود ابراهيم النظر لايمان بتحفز لتقول الاخيرة بتلعثم..
.."..ايه في ايه ..بتبصلي كدة ليه .."..
..اجابها ابراهيم بصوت حاد ..
.."..التهريج اللي حصل من شوية دا مايتكررش تاني ..احنا في شركة محترمة ليها اسمها وسمعتها ..وماينفعش الشريكة صاحبة الجزء الاكبر فيها تقلبها قاعة افراح.."..
..اعوج فمها وقالت ..
.."..يعني هو احنا لحقنا نفرح ولا لحقنا نعمل حاجة ..ما حضرتك طبيت علينا زي القضا المستعجل.."..
..وقبل ان يجيبها ابراهيم بنوبة غضب جديدة ..سمعا طرقا على الباب ليفتح بعدها ويدخل كل من السكرتيرة وشاب اخر ..فقالت ليلى وهي تشير للشاب الذي يقف بجانبها..
.."..مستر نادر ..يافندم.."..
..تقدم الشاب ناحية ابراهيم ليصافحه بحرارة وهو يقول ..
.."..أنا أسف جدا ياابراهيم بيه للتأخير ..انا معروف عني التزامي بمواعيدي بس للأسف عربيتي عطلت في الطريق..واضطريت استعين ببعض الشباب عشان يجروها معايا لغاية جراج الشركة .."..
..تنبهت حواس ايمان مكتملة ..فاتسعت عيناها وقالت بصوت قوي وهي تتقدم ناحيته..
.."..عربيتك مالها ياهندسة .."..
..اسرع ابراهيم بمسك مرفق زوجته وضغط عليه بقوة.. ليمنعها عن التقدم ناحية الشاب وكذلك عن استطراد حديثها ..كتمت ايمان تأوهها ونظرت بغضب لابراهيم الذي اكمل قوله وهو يرسم ابتسامة باهتة فوق شفتيه..
.."..محصلش حاجة يامستر نادر ..اعرفك بمدام ايمان ..مراتي وتلميذتك الجديدة .."..
..رفع نادر حاجبه وابتسم ببهجة وقال وهو يمد لها يده لمصافحتها..
.."..اهلا مدام ايمان .."..
..صافحته وهي تشعر بوخز بلسانها ..فمنعت نفسها بالقوة عن سؤاله حول عطل سيارته وقالت ..
.."..اهلا بيك.. يامستر.."..
..أشار ابراهيم للشاب لكي يجلس أمام المكتب وهو مازال ممسكا بمرفق زوجته ومشى بها ناحية النافذة الكبيرة ليقف بقبالتها وقال هامسا ولكن بوجه جامد وصوت حاد..
.."..ايمان ..اياكي ..فاهمة ..اياكي تسأليه على عربيته..تقعدي معاه وتركزي لغاية ما الدرس يخلص ..". 
..نفضت ايمان ذراعها من بين قبضته وهي تقول بصوت خافت غاضب..
.."..بطل تمسكني كدة تاني ..وجعتني ياأخي ..وكمان الراجل جاي يعملنا خدمة ..تقوم لما عربيته تعطل ..نسكت مانساعدوش.."..
..كاد ان يصيح بوجهها بصوت عال ..ولكنه تماسك باللحظة الاخيرة  وقال من بين اسنانه بغيظ واضح..
.."..وانتي مالك تعطل ولا تولع ..انتي قصاده دلوقتي ايمان هانم ..مش ايمان الميكانيكي..فاهمة ولا لا"..
..تكتفت ايمان بغضب واشاحت بوجهها عنه لتنظر للشاب الذي كان يراقبهما بتوجس وهرب بعينيه فور ما أن ايمان نظرت اليه..
..تنهد ابراهيم وقال بصوت هادئ ..
.."..ايمان ارجوكي ..ساعديني ..بصي اول ما تلاقي نفسك هتسأليه عن عربيته ..عدي في سرك من واحد لعشرة ..وافتكري كلامي وكلام المحامي والقضية ..أمين .."..
..مطت ايمان شفتيها وقالت وهي تنزل بذراعيها ..
.."..أمين..."..
..وضع ابراهيم يده فوق ظهرها ليحثها على التقدم ناحية الشاب الذي يجلس منتظرا كلاهما ..فشعرت بقشعريرة تسري بعمودها الفقري لتتنحنح بصوت عال وهي تهز كتفيها محاولة منها لكي يبعد يده عن ظهرها المتشنج بفعل لمسته..
..وقف الشاب عندما ليقول ابراهيم ..
.."..أسيبكم عشان الدرس .."..
..حاوط ابراهيم بذراعه خصر ايمان وقال هامسا بجانب اذنها بعد ان طبع قبلة فوق وجنتها..
.."..لو احتاجتي حاجة كلميني ..وزي ما اتفقنا يابنت عمي .."..
..خرج ابراهيم من المكتب قبل ان يرى اتساع عيني ايمان فور ملامسة شفتيه وجنتها فأصابتها الحازوقة دون توقف ....
..أسرع الشاب نادر بمسك كوب الماء القابع فوق المنضدة الصغيرة ..ليعطيها اياه وهو يقول ..
.."..اتفضلي ياايمان هانم .."..
..امسكت ايمان بالكوب وتجرعته عن اخره ..لتجلس حتى تستعيد بعضا من ثباتها الذي بعثره زوجها بقبلته المفاجئة..
..فتوعدته في سرها لتنتبه لقول الشاب الذي جلس بقبالتها ..
.."..أنا عرفت من ابراهيم بيه انك ضعيفة شوية في الانجليزي وعايزة تقوي لغتك التانية .."..
..هزت ايمان رأسها بدون فهم  وقالت..
.."..أيوة هو كدة بالظبط ..زي ماقالك ابراهيم بيه .."..
..اعتدل نادر بجلسته فوق كرسيه بأريحية وقال مبتسما ..
.."..ياريت اعرف مستوى حضرتك باللغة وصل لفين .."..
..واصلت ايمان هز رأسها بدون فهم لتقول ..
.."..هو بصراحة يعني.. وصل لحتة كويسة الحمد لله.."..
..تفاجأ الشاب بكلماتها ليحدق بها ثم انفجر ضاحكا وهو يقول ..
.."..دم حضرتك خفيف ياايمان هانم .."..
..ربتت ايمان بيدها فوق صدرها امتنانا منها لقوله ..
..فاستطرد الشاب قوله بعد ان توقف عن الضحك ..
.."..احنا هنتكلم شوية الاول قبل الدرس ..عشان احدد مستواكي باللغة وعلى هذا الاساس نشوف هنبدأ ازاي ..ممكن اعرف ايه اللي تعرفيه عن اللغة الانجليزية .."..
..قالت ايمان بعفوية ..
.."..والله انا كل اللي اعرفه وفاكراه من المدرسة ..هما كلمتين بس.."..
..قطب الشاب جبينه وقال ..
.."..كلمتين ايه.."..
..فأجابته ..
.."..اوكي ..وبي بي.."..
..رمش الشاب عدة مرات ومال بجذعه للأمام وهو يقول ..
.."..بي بي..يعني ايه.."..
..رفعت ايمان حاجبها متعجبة وقالت ساخرة..
.."..مدرس انجليزي أد الدنيا ومتعرفش بي بي يعني ايه..على راي المثل صحيح ..باب النجار مخلع..بي بي يامستر ..هو انت لما بتبقى مزنوق و عايز تخش الحمام مش بتقول ..يا جماعة لموأخذة هاخش اعمل بي بي.."..
..اتسعت اعين الشاب عن أخرها ليرجع بظهره للوراء وقبل ان ينطق أثار انتباهه سماعه لها وهي تهمس خافتة بقولها ..
..واحد ..اتنين...تلاتة ..اربعة..".. 
..كانت ايمان تضم قبضتها بقوة لمنع نفسها عن سؤاله عن سيارته المعطلة..فتذكرت نصيحة ابراهيم لها بالعد من واحد لعشرة ..فقامت بذلك حتى فاض بها الكيل فلم يعد بمقدورها ان تتحمل اكثر من ذلك فصاحت بقولها..
.."..لاااا بجد مش قادرة ..الا قولي يامستر هي عربيتك عطلت ازاي .."..
أعاد الشاب نظرته لتلك الفتاة التي تجلس امامه و تسأل عن سيارته بهذه اللهفة الغريبة ..فسألها متعجبا وهو يشير لنفسه..
.."..عربيتي أنا .."..
..ذمت ايمان شفتيها وهي تقول بنزق ..
.."..أيوة يامستر عربيتك انت ..اومال عربية الجيران..ها قولي مالها عربيتك..عطلت ليه ..عارف ولا لسة هتجيب ميكانيكي يكشف عليها.."..
..هز الشاب رأسه وهو يقول غير مستعبا لهذا الحديث ..
.."..انا كلمت الميكانيكي ..بس للاسف مردش عليا..فا هاكلمه تاني لما الحصة تخلص .."..
..اسرعت ايمان بقولها ...
.."..يعني عارف العيب ايه ولا لسة هتعرف.."..
..اجابها مسرعا بدوره ..
.."..لا هي كانت ماشية وفجاة وقفت ..ولما دورتها تاني ماشتغلتش..حاولت اكتر من مرة ..مافيش فايدة.."..
..هزت ايمان رأسها وهي تقول..
.."..البطارية ضعفت..او مشكلة في الكابلات ...بص انا هاكشفلك على السلندر يمكن جيه عليه مية ..ونشوف كمان يمكن حصل حشر في المكابس .."..
..فغر الشاب فاهه وهو يستمع اليها..
..فهبت ايمان واقفة وهي تشير له بيدها وقالت ..
 .."..قوم معايا حضرتك نشوف العربية فيها ايه ..طالما الميكانيكي بتاعك مردش عليك ..يبقى في ايده حتة شغل ..يعني مش هيجيلك دلوقتي ..اتفضل معايا وانا هشوفهالك..اتفضل .."..
..وقف الشاب مذهولا يلتفت حوله وكأنه يريد ان يسأل اين انا ومن هذه ..ليتلعثم بكلماته...
.."..ماهو ...انا ...انا مش فاهم حاجة ..اتفضل معاكي على فين يا هانم بس.."..
..اتجهت ايمان ناحية الباب وهي تحث الشاب ان يسير بجانبها وقالت بحماس..
.."..اتفضل معايا بس ع الجراج وانت هتفهم كل حاجة .."..
..انصاع الشاب لرغبتها ومشى بجانبها وخرجا الاثنان من المكتب ..لم تكن السكرتيرة بمكانها فخرجا الاثنان وعبرا الرواق الطويل يتحدثان عن السيارة دون ان ينتبها لليلى التي مرت بجانبهما وهي تسمع كلمة ايمان ..
.."..ننزل الجراج وان شاء الله مش هتمشي من هنا الا وانت طاير بعربيتك ع الاسفلت.."..
..تسمرت ليلى بمكانها وهي تتابع بنظرها هذان الاثنان وهما يدخلان المصعد ..ترددت بينها وبين نفسها هل تذهب لابلاغ ابراهيم بما سمعته ..ام تصمت تماما وكأنها لم تسمع شيئا من الاساس حرصا على ان لا تغضب منها ايمان مثل المرة السابقة..
..واثناء ذلك دلف العم سمير داخل مكتب ابراهيم دون استئذان ليصيح بوجهه...
.."..بتتحداني ياابراهيم ..جايب البنت اللي لموتوها من الشارع لغاية هنا ..وكمان قعدتها في مكتب وعينتلها سكرتيرة.."..
..هب كل من ابراهيم ومراد ليقفا فور دخول سمير بثورته عليهما..
..قال ابراهيم بصوت هادئ لعمه وهو يشير له بيده..
.."..اتفضل ياعمي اقعد..خلينا نتفاهم بهدوء.."..
..لم يعره سمير أي اهتمام وتقدم ناحية ابنه مراد وامسكه من تلابيب قميصه يهزه بقوة ويهدر أمام وجهه قائلا..
.."..هتقف معاهم ضدي ياكلب.."..
..وبوجه جامد الملامح انزل مراد بكفي ابيه جانبا وقال بصوت حاد خافت..
.."..ماشابه اباه يابابا..زي ما حضرتك وقفت قصاد جدي ورفعت عليه قضية وهتفضحنا في المحاكم.."..
..رفع سمير يده عاليا وقبل ان تنزل على وجنة مراد كان ابراهيم يمنع حدوث ذلك ..وقال وهو يحاول ان يدفع لعمه للوراء ..
.."..ياعمي ارجوك اهدى ..اقعد ونتفاهم ..كل اللي حضرتك بتعمله دا هايضر بسمعة العيلة وسمعة شركتنا .."..
..نفض العم سمير بيد ابراهيم ..وقال بغضب وهو يرفع سبابته مهددا له..
.."..القضية هكسبها يابن اخويا..وساعتها انتو كلكو واولهم البت الشوارعية دي برة العيلة والبيت والشركة .."..
..خرج سمير من غرفة المكتب بعد ان صفق الباب ورائه بقوة ..جلس كل من ابراهيم ومراد وهما ينظران لبعضهما بحزن وغضب لما آلت اليه الامور...
..وقبل ان ينطق مراد سمعا طرقا على الباب لتدخل السكرتيرة ليلى وهي تفرك كلتا يديها بتوتر واضح لتتلكأ بكلماتها وهي تقول ..
.."..ابراهيم بيه ..انا....."..
..وقف ابراهيم يتطلع لها بتوجس وسألها مسرعا..
.."..في ايه ياليلى ..شكلك بيقول في مصيبة ..بسرعة اتكلمي.."..
..ولتزيح عن كاهلها عبأ هذا الخبر اسرعت ليلى بقولها ..
.."..ايمان هانم نزلت تحت في الجراج مع مستر نادر.."..
..نطق كل من ابراهيم ومراد بنفس اللحظة بصوت مرتعب..
...نزلت فيييين......




الفصل الثاني والعشرون 

..اجابتهما ليلى مؤكدة لهما..
.."..الجراااج ياافندم.."..
..اكتسى الغضب وجه ابراهيم فاستدار حول مكتبه..واتجه مسرعا ناحية الباب وقال وهو يشير لمراد ..
.."..الحق انت عطل ابوك قبل ماينزل الجراج ويشوف المصيبة اللي تحت.."..
..لوح مراد بذراعيه وتقدم ناحيته يصيح متسائلا بصوت عال ..
.."..اعطله ازاي يعني ..اعمل ايه.."..
..صرخ به ابراهيم قبل ان يخرج..
.."..اتصررف يامراد..يالاااا.."..
..اسرعت ليلى بالتنحي جانبا ..فمر كلاهما بجانبها بسرعة البرق ..
..زفر ابراهيم بأريحية عندما خرج بالرواق ليجد عمه سمير يتحدث مع احد موظفي الشركة ..فضرب ظهر مراد لكي ينفذ مااتفق معه عليه..زفر مراد وهو ينظر له شزرا..رفع ذراعه ونادى بصوت عال..
.."..بابا ..لو سمحت ..لحظة.."..
..وقف مراد بقبالة والده بالناحية المعاكسة حتى لا يلفت نظر ابيه لابراهيم الذي اسرع بخطواته ناحية المصعد ..امسك مراد بذراع والده وهو يقول ..
.."..ممكن اتكلم معاك لوحدنا ..من فضلك يابابا.."..
..استأذنهما ذاك الموظف بعد أن شعر بالحرج وانصرف من امامهما ..زفر الاب بغضب ونفض بذراعه بعيدا عن قبضة مراد وقال بصوت اجش حاد..
.."..الامر محسوم يامراد بيه وانسى تماما اني اتراجع عنه .."..
..ليرد مراد مسرعا ..
.."..بابا..حضرتك عارف كويس ان لو موضوع القضية دا اتعرف ..ممكن يحصل ايه..اسهمنا هتنزل الارض ..والشركة اللي حضرتك بتحارب عشانها دلوقتي هتضيع في النهاية..تعال ارجوك نتفاهم في مكتبي .."..
..استدار سمير متجها للمصعد وهو يقول ..
.."..الامر عندي منتهي..نتقابل في المحكمة.."..
..اسرع مراد ليثنيه عن دخول المصعد وتعطيله اكثر من ذلك ولكن لم يرضخ سمير للامر ودخل المصعد بالفعل..
..اثناء ذلك كان ابراهيم يضغط بإصبعه فوق زر لوحة الارقام بالمصعد ..يهز قدمه بحركة عصبية.. يفكر كيف يكسر رأس تلك المجنونة التي اصبحت زوجته ..
..خرج من المصعد واتجه مسرعا ناحية الممر المؤدي لباب الجراج وما ان دلف اليه اخذ يبحث بعينيه بين كل تلك السيارات المرصاة بجانب بعضها ..ليجد عند السيارة الاخيرة بالصف زوجته تميل بجذعها فوق مقدمة السيارة تغمس برأسها فوق المحرك وتشير بيدها وتصيح بقولها ..
.."..دور العربية يامستر.."..
..هرول ابراهيم ناحيتها.. يصطك بأسنانه فوق بعضها حتى كاد ان يحطمهم ..
..وما ان سمع الرجل صوت محرك سيارته يدور حتى ارتسمت على شفتيه ابتسامة اعجاب واضحة وهو ينظر لها مذهولا وقبل ان تنزل قدمه على الارض وجد من يقفل باب سيارته بقوة ويقول ..
.."..تاخد عرببتك وتمشي حالا وشكرا لخدماتك مدفوعة الاجر .."..
..نظر نادر لوجه ابراهيم المتجهم والذي يناظره من اعلى وبعينيه نظرات قاتمة تشع غضبا فقال بتلكؤ..
.."ابراهيم بيه انا ......"..
..لم يعره ابراهيم اي اهتمام واسرع ناحية زوجته التي تسمرت بمكانها ..امسك بمقدمة السيارة واغلقها وضرب بقوة فوق سطحها وهتف بنادر قائلا ..
.."..امشي حالا وبدون اي نقاش..واعتبرها اول واخر حصة ..اتفضل.."..
..ابتلع الرجل ريقه بصعوبة وهو يشير برأسه له بالايجاب..
..لم تستطع ايمان النطق بكلمة واحدة عندما رات ابراهيم يكاد ان ينفجر كالبركان ..فأثرت الصمت تفاديا لأي صدام..شعرت بألم عندما امسك ابراهيم بمرفقها ليفسحا المجال لنادر كي يقود سيارته متخطيا جانبهما ..وما ان ابتعدت السيارة ..سحب ابراهيم ايمان من مرفقها يجرها بجانبه ناحية العمود الخرساني ..فصاحت به ايمان وهي تحاول ان تفك أسر ذراعها من قبضة زوجها دون جدوى..
.."..سيب دراعي ..انت اتجننت ولا ايه..بقولك سيبني .."..
..رأى ابراهيم عمه يفتح الباب متجها لسيارته وورائه مراد يدور برأسه بحثا عنه..وتحدث معه بصوت عال كإنذار له..فهم ابراهيم إشارات مراد  فدفع بإيمان ليرتطم ظهرها بحائط العامود وحاصرها بكامل جسده واضعا كفه على فمها هامسا بصوت قوي حاد ..
.."..اخرسي.."..
..حاولت مقاومته والدفع بجسده عنها ولكنها فشلت بذلك ..استسلمت لما يحدث فسحبت نفسا عميقا مشبعا برائحته لتتسع كلتا عينيها وقالت لنفسها..
.."..انا شميت الريحة الحلوة دي فين قبل كدة .."..
..مال ابراهيم برأسه لينظر بعين واحدة لعمه الذي ركب سيارته واسرع بقيادتها هربا من الحاح مراد الذي وقف بجانب النافذة ولسانه لا يكف عن الكلام ولو للحظة..
..خرج سمير من الجراج ..تنهد مراد بأريحية وأخذ يبحث بعينيه عن ابراهيم وايمان..
..بعد أن اطمئن ابراهيم بخروج عمه دون ان يرى ماكان يحدث ..ليعاود النظر لتلك المتسعة عيناها وتشع منهما شررا واضحا وتغمغم بهمهمات غير مفهومة ..رفع كفه عن فمها وتراجع خطوة للوراء ليجد من تضرب صدره بقبضتها صارخة بوجهه قائلة..
.."..انت فاكر نفسك مين عشان تعمل معايا كدة ..ورحمة امي وابويا لو اتكررت تاني ........."..
..توقفت عن الكلام عندما اعتصر ابراهيم ذقنها بأصابع كفه وهو يصرخ بوجهها...
.."..قلت اخرسي..ايه مابتفهميش..ايوة صح انتي مابتفهميش ..حذرتك كذا مرة وكلمتك بكل هدوء..وبردو مافيش فايدة ..استنفذت معاكي كل الطرق..وانتي محلك سر لا عايزة تتعلمي ولا حتى تحاولي ..انتي عارفة لو عمك كان شافك في الموقف دا كان حصل ايه...طبعا ولا في بالك عارفة ليه.. لانك واحدة فاشلة وعن جدارة .........."..
..وقف مراد حائلا بينهما بعد ما امسك بيد ابراهيم ليترك ذقن ايمان التي قد تلونت بالاحمرار كما تلون بياض عينيها التي امتلئت بالدموع الحارقة تأبي النزول حتى لا تفضح ضعفها أمامه ..
..وضع مراد كفيه فوق صدر ابراهيم الذي يعلو ويهبط بقوة من شدة الغضب وقال بصوت خفيض حاد..
.."..ابراهيم ...اهدى ..مينفعش الكلام هنا..خدها وروحوا البيت ..يالا...."..
..دفعت ايمان بمراد جانبا لتقف بقبالة ابراهيم رافعة رأسها لأعلى بكل إباء لتقول بنبرة صوت قوية متحدية اياه..
.."..الفاشل هو اللي فاكر نفسه انه بأمر منه ممكن يغير اللي قدامه ..من غير مايفهم او حتى يحاول انه يعرف هو مين الاول ..انا بقى هقولك انا مين...انا ايمان ..البت اللي اتولدت جوة حارة ضيقة واتعجنت بترابها ..لا كنت احب اروح مدرسة ولا كنت احب اذاكر ومتعلمتش غير الحاجة اللي بحبها وبس..مكنتش بعمل غير اللي بيسعدني وبس ..اشتغل واساعد ابويا وفي اخر النهار اقعد وسط الناس اللي بتحبني ..وطلعت زي مانت شايف..واحدة راضية ومبسوطة وبتاكل من عرق جبينها .."..
..استطردت كلماتها بعد ان نظرت اليه من اسفله لاعلاه..
.."..مش زيك ..واحد........"..
..تفصد جبينه ببعض حبات من العرق ..تحركت تفاحة عنقه ببطأ ثم قال وهو يتمعن بحدقتي عينيها المتلئلة..
.."..كملي يابنت عمي ..واحد ايه ..كملي .."..
..عاود مراد الوقوف بينهما وقال وهو يحاول ابعادهما عن بعض ..
.."..لو سمحتوا كفاية كدة .. اهدوا واعرفوا انتو فين  .."..
..تراجعت ايمان للوراء خطوتين غير عابئة بنظرات زوجها وقالت وهي تنظر لمراد  ..
.."..انا ماشية يامراد... ومعلش يعني ياريت لو تسلفني مفتاحك عربيتك .."..
..انتقل مراد بعينيه بينهما وعندما لم يجد اعتراض من ابراهيم ..نزع مفتاح سيارته من جيب بنطاله واعطاه لايمان التي استدارت وضغطت بمفتاح التحكم لتسمع صوت انذار السيارة يعلن عن فتحها ...اتجهت ناحية السيارة دون النطق بكلمة واحدة لأي منهما ..وما ان ركبت السيارة وبدأت بتشغيلها حتى وجدت من يقف امامها متخصرا وهو يقول بصوت عال اجش..
.."..انزلي .."..
..زفرت ايمان بضيق فضربت مقود السيارة وهي تقول ..
.."..هو يوم منيل من اوله انا عارفة .."..
..خرجت برأسها من النافذة وهي تصيح ..
.."..ابعد ياباشا من قدام العربية وخلي اليوم دا يعدي على خير احسنلك.."..
..اقترب مراد من ابراهيم وربت فوق كتفه وهو يقول مترجيا اياه..
.."..سيبها ياابراهيم تروح وابقوا اتفاهموا في البيت.."..
..قال له ابراهيم وهو يستدير حول السيارة..
.."..خليك واقف مكانك .."..
..تسمر مراد بمكانه وهو يشاهد ابراهيم يفتح باب السيارة ويدخل عنوة ليلتصق بجانبها محاولة منه لكي يجلس أمام مقود السيارة ..اضطرت ايمان ان تتزحزح بجسدها وهي تتمتم بكلمات اعتراضية غير متناسقة ..وما ان اعتدلت بجلستها فوق كرسيها حتى صاحت قائلة..
.."..ممكن افهم بتعمل ايه .."..
..اغلق ابراهيم باب السيارة وبدأ بقيادتها واشار لمراد لكي يبتعد ..ثم وقف بجانبه وقال له ..
.."..تابع انت هنا وهكلمك.. وبعد كدة ارجع بعربيتي.."..
..هز مراد رأسه بالايجاب وهو ينتقل بناظريه بينهما ..قاد ابراهيم السيارة بسرعة مخلفا ورائه صوت احتكاك شديد ليتمتم مراد مع نفسه..
.."..انا مش متفائل.."..
..ظلت ايمان تنتقل بعينيها بين الطريق امامه وبين وجه زوجها الجامد الملامح ..فضربت ذراعه باصبعها وهي تقول ..
.."..رد عليا ..بقولك مش هروح الفيلا ..هرجع بيتي ..نزلني على أي جمب.."..
..التفت اليها ينظر لأصابعها التي ترتكز فوق ذراعه ..فأسرعت بانزال يدها فوق حجرها لتجده ينظر اليها ويقول بصوت هادئ ولكنه بث بداخلها ببعض الخوف..
.."..عشان اليوم يعدي على خير زي مقولتي ..مسمعش صوتك لغاية مانوصل البيت ..فاااهمة.."..
..صرخ بكلمته الاخيرة لينتفض قلبها بخوف ..لم تستطع النطق بكلمة واحدة ..فتكتفت ونظرت امامها ..
..عم الصمت بينهما بعيدا عن اصوات السيارات المارة بجانبهما...تفاجئا الاثنان بمرور سيارة نصف نقل مسرعة امامهما لكي تعبر للطريق الجانبي ..اسرع ابراهيم بكبح فرامل السيارة ولكنه لم يستطع ان يتفادى الاصطدام بمؤخرة السيارة الاخرى ليتهشم مصباح الاضاءة الخلفي..شهقت ايمان بفزع وهي تستند بيدها فوق التابلوه ..كما سب ابراهيم سبة مقيتة وهو يضرب المقود بيده ..
..خرج سائق السيارة يلوح بيده ويصرخ بالسبات واللعنات..وقبل ان يخرج ابراهيم من سيارته تفاجئ بزوجته التي ارتسمت علامات الغيظ بوجهها لتخرج من السيارة بعد ان اغلقت بابها بقوة واتجهت ناحية السائق تلوح بيدها وتصيح بدورها هي الاخرى قائلة..
.."..يعني انتي اللي غلطان وكمان نازل تبرطم ..اما انك معندكش دم صحيح.."..
..خرج ابراهيم مسرعا ليقف حائلا بين زوجته والسائق الذي نظر لايمان متفحصا اياها من اسفلها لأعلاها وهو يقول ساخرا..
.."..يالا ياابلة من هنا ماليش كلام معاكي..انا كلامي مع الرجالة.."..
..امسك ابراهيم بذراع ايمان وقال لها ..
.."..اسكتي انتي متتدخليش.."..
..ثم التفت للسائق وقال بصوت هادئ..
.."..من غير كلام كتير ..شوف عايز تمن الفانوس اللي اتكسر دا كام وانتهينا.."..
..وبابتسامة خبيثة قال السائق وهو يفرك كلتا يديه فرحا ..
.."..والله ياباشا يعني ...الفانوس دا مكلفني فوق ال 500 جنيه .."..
..نفضت ايمان ذراعها من يد زوجها لتصيح بوجه السائق بعد ان ضربت صدره بقبضتها لتدفعه للوراء ..
.."..اه ياحرامي يانصاب ..فانوس خلفي مايجيش تمنه خمسة وسبعين جنيه ..عايز فيه خمسمية ياضلالي..ورحمة امي ماهتاخد حاجة ويالا بينا ع القسم .."..
..اتسعت عيني السائق من تلك المتوحشة التي ضربته وصرخت بوجهه فلم يجد ما يقوله ..غير ان ينظر لزوجها الذي ضم قبضتيه حتى ابيضت سلامياته واغمض عينيه كاتما غيظه وانفجار غضبه بشق الانفس..
..صدحت اصوات ابواق السيارات عاليا حولهما وتوقف الطريق ..ونظرا لحيوية هذا الشارع الرئيسي اتجهت ناحيتهم سيارة الشرطة لفك هذا الشجار وعودة سير السيارات..
..تمنى ابراهيم ان يصرخ عاليا ولكنه امسك بمرفق زوجته بقوة ليجعلها تقف بقبالته ويقول من بين اسنانه...
.."..اخرسي خالص وارجعي اقعدي في العربية ومالكيش دعوة بحاجة ..امشي يالا.."..
..وقبل ان تجيبه معترضة ..سمعا الضابط وهو يتجه ناحيتهما ولمن التف حولهم قال بصوت عال..
.."..مش عايز حد هنا غير اصحاب العربيتين وبس .."..
..انفض الجمع من حولهما وبقيا ابراهيم وايمان والسائق الذي اسرع بقوله بصوت تمثيلي ..
.."..الحقني ياباشا ..البيه كسر عربيتي والهانم مراته بتشتمني ..هو انا عشان غلبان ياباشا يبقى ماليش حق في البلد دي.."....
..نظر له الضابط نظرة قاتمة واشار لفمه بأصبعه علامة منه لكي يصمت ..انصاع الرجل على الفور ورسم بوجهه علامات الانكسار بعد ان تهدلت كلتا كتفيه..
..نظر الضابط للسيارتين ليقيم حجم الخسائر والضرر الذي الحق بالسيارتين ..ثم اتجه ناحية ابراهيم ..وقال له بعد ان صافحه ..
.."..ايه راي حضرتك لو حلناها ودي كدة بسرعة..خصوصا ان عربيتك مجرلهاش حاجة ..وانت اكيد فاهم هتعمل ايه.."..
..هز ابراهيم رأسه بالايجاب وكاد ان يضع يده بجيب سترته ليخرج حافظته ولكن يده تسمرت على وضعها عندما سمع صوت زوجته العال يصيح...
.."..الراجل دا نصاب وحرامي وهو اللي غلطان عشان كسر علينا من غير اشارة ولا حتى كلكس ..يعني هو اللي يتأسفلنا ..مش احنا اللي نحلها ياباشا زي ماتفضلت وقلت.."..
..تقطب جبين الضابط وهو ينظر بتعجب لتلك الفتاة الثائرة والتي لا يوجد ابدا تجانس بين هيئتها وملابسها وبين طريقة حديثها وثورتها ..ضاقت عيني الضابط وهو يتسائل ..
.."..افندم يامدام ..ياهانم انتو اللي خابطينه وعربيته هو اللي اتضررت.."..
..لم تعر ايمان اهتمام لنظرات زوجها الغاضبة وقالت بثقة..
.."..شارع كبير ومهم زي دا ياباشا ..يعني مليان كاميرات تصور اللي رايح واللي جاي ..راجع كاميراتك وانت تعرف مين اللي غلطان ..متتكلمش كدة عيمياني لموأخذة.."..
..ضغط ابراهيم بقبضته فوق معصمها ليهزها بقوة وهو يقول ..
.."..قلت مالكيش دعوة انتي.. "..
..صاحت به ايمان قائلة..
.."..هو ايه اللي ماليش دعوة.."..
..استطردت قولها وهي تنظر للضابط..
.."..انا عايزة اعمل محضر في الراجل النصاب دا.."..
..ابتلع السائق ريقه بصعوبة وقبل ان يكمل تمثيليته صاح الضابط بالجميع ..
.."..اتفضلوا كلكم ورايا ع القسم.."..





الفصل الثالث والعشرون 
..كاد ان يحطم عنقها امام هذا الشرطي بعد تلك الورطة بذهابهما للقسم ..فالتزم الصمت تماما طوال الطريق وهو يتبع سيارة الشرطة التي تسير أمامه.. كانت تجلس بجانبه تفرك بكلتا يديها عندما نظرت اليه فوجدت اوداجه ترتعش وصوت اصطكاك اسنانه يصل الى مسامعها ..سعلت بصوت خافت وهي تضع قبضة يدها أمام فاهها وحاولت النطق بأول كلمة ..التفت مسرعا بوجهه ذو الملامح القاسية وصرخ بوجهها ..
.."..اقسم بالله لو سمعت كلمة منك ..لهتشوفي مني اللي عمرك ماشوفتيه في حياتك كلها ..انا على شعرة واحدة من ارتكاب جريمة قتل ..فحفاظا على حياتك تخرسي لغاية مااخلص من الورطة اللي دبسدتينا فيها دي ..فاااهمة.."..
..انكمشت بكرسيها واشاحت بوجهها سريعا ناحية النافذة تتابع الطريق بصمت.. كانت تريد الدفاع عن نفسها ولكنها شعرت بالعجز تماما فلم تستطع ان تنطق ولو بكلمة واحدة وأنصاعت لأمره تماما ..
..في قسم الشرطة وأمام غرفة الضابط طلب منهما امين الشرطة ان ينتظرا داخل الغرفة لحين قدوم الضابط المكلف بالعمل هذه الفترة ...أما السائق فظل بالخارج يجلس ارضا بممر رواق القسم...
..وبعد برهة من الوقت والصمت يخيم بأجواء الغرفة كان ابراهيم  يجلس على الاريكة الجلدية بمكتب الضابط خافضا راسه ومائلا بجذعه للامام مستندا بمرفقيه فوق فخذيه ويضرب قبضة يده براحة يده الاخرى ..رفع رأسه عاليا وقال وهو ينظر للفراغ امامه بصوت خافت ولكنه مسموع..
.."..الله يخربيت اليوم اللي شوفتك وعرفتك فيه.."..
..انتبهت ايمان الجالسة بجانبه بعد أن اثرت الصمت هي الاخرى فالتفتت اليه تقول من بين اسنانها بعد ان فاض بها الكيل ..
.."..انا الحق عليا اني مخليتش الراجل النصاب دا يعمل عليك مصلحة.."..شعرت بالغيظ واستطردت هتافها بجانب وجهه..
.."..وكمان متبقاش انت السبب وفي الاخر تلزقها فيا.."..
..اتسعت عينيه والتفت اليه وقال بصوت مستنكرا وهو يشير لنفسه..
.."..انا ..أنا السبب في اللي احنا فيه ..انا اللي قلت للظابط انا عايز اعمل محضر ويالا بينا ع القسم.."..
..تكتفت واستندت بظهرها فوق ظهر الاريكة وقالت بأريحية ..
.."..لا...بس لو كنت اتخانقت مع الراجل النصاب دا ومسكته ضربته واديته كام لوكمية في وشه ..كانت الناس هتتلم وتسلك بينكو ..وكانت هترسى في الاخر على ان كل واحد فيكم يركب عربيته وشكرا.. خصوصا ان هو اللي غلطان ..بس هو شافك واحد هادي ومتأني قال فرصة اطلع من وراه بقرشين حلوين.."..
..ضرب كفيه ببعضهما وهب واقفا ليقف امامها يضحك ويقول ساخرا..
.."..انتي فاكراني ايه..مين دا اللي يتخانق في الشارع والناس تتلم عليه.."..
..وقفت بقبالته لا تحيد بعينيها عن عينيه وقالت ..
.."..يكون في علمك..الراجل النصاب دا اتبلى علينا..ولولا اني اتكلمت قدام الظابط وجيبت سيرة الكاميرات كان زماننا مبرطشين جوة التخشيبة.."..
..تخصر ومال بوجهه امامها يقول بعد ان تقطب جبينه..
.."..مبرشطين.."..
..مالت شفتيها جانبا وقالت ساخرة ..
.."..حضرتك بليد اوي في اللغة..بص ياباشا لازم تكون مستعد لأي حوار يحصلك فجأة..يعني وقت الاحترام تكون محترم ..ووقت البلطجة تكون بلطجي ..يعني من الاخر كدة لازم تكون الباشا المحترم البلطجي ..عشان تعرف تعيش في الدنيا دي من غير ما حد يعلم عليك..".. أشارت باصبعها لجانب رأسها ثم قالت .."..فاهمني ولا توهت مني.."..
..ضرب بأصبعه جبهتها وقال بصوت هادئ حاد..
.."..انتي اللي لازم تفهمي ياهانم ان حسابك معايا هيكون عسير بعد المهازل اللي حصلت انهاردة في اول يوم ليكي في الشركة..وحسك عينك ياايمان تفتحي بوقك قدام الظابط لما ييجي..فاااهمة.."..
..صرخ بكلمته الاخيرة بوجهها بعد أن اقترب منها وهو ينظر لها نظرات قاتلة .. 
..ارتجت اضلاع صدرها من الخوف ولكنها حاولت ان تخفي ذاك الشعور فقالت بصوت هادئ وهي تلوح له بيدها..
.."..انا مالي ..انت حر ..انا عملت اللي عليا .."..
..التفتا الاثنان عندما فتح الضابط باب مكتبه ..فأتسعت عيني ايمان وفغر فاهها عندما دقق الضابط بالنظر اليها محدقا بها حتى قال وهو يشير لها بأصبعه..
.."..انتي ..انتي تااااني.."..
..تخطت ايمان زوجها الذي كان يناظرهما بتعجب وقالت بصوت عال وهي تلوح بيدها..
.."..عم الشباب..حضرة الظابط شاهر بيه ...ليك وحشة والله ياباشا.."..
..اقترب منها بتوجس وهو ينظر اليها من اسفلها لأعلاها..ثم قال..
.."..اسطى ايمان...انتي اللي جابك هنا ..ضربتي مين المرادي.. و ايه التغيير المريب دا.."..
..ابتسمت ايمان وقالت ..
.."..لا حضرتك دا موضوع كبير ..بس شكل حضرتك اترقيت وجيت هنا ..مبروك ياباشا . عقبال ماتبقى معيد يارب..". 
..ضحك الضابط بصوت عال وقبل ان يجبها وجد من يمسك بمرفقها بقوة ويدفعها وراءه ويمد له يده للمصافحة وهو يقول بصوت جامد كملامح وجهه..
.."..ابراهيم سالم رجل اعمل وصاحب البلاغ..وايمان هانم تبقى مراتي.."..
..نظر الضابط ليد ابراهيم فقام بمصافحته وهو يقول بتعجب واضح ..
.."..اهلا.."..ثم نظر لايمان ليجدها تهز راسها بالايجاب وابتسامة باهتة تزين شفتيها ..
..استطرد ابراهيم قوله مسرعا ..
.."..انا متنازل عن البلاغ..وياريت حضرتك تسمحلنا نمشي.."..
..تخطاه الضابط واتجه لمكتبه وقال بعد جلوسه فوق كرسيه..
.."..اتفضل ياابراهيم بيه استريح ..زميلي قال ان التقرير اللي فيه تفريغ كاميرات الشارع اللي حصل فيه الحادثة على وصول..وساعتها هنعرف مين اللي غلطان .."..
..نظر ابراهيم شزرا لايمان التي جلست بقبالته ثم نظر للضابط وقال بصوت قوي ..
.."..أيا كان مين الغلطان.. انا مستعد للتسوية الودية بدون محاضر .."..
..سمعا طرقا على الباب ليدخل عسكري ادى تحيته ثم اعطى مغلفا ورقيا للضابط ..
..فتح الضابط المغلف واخرج منه ورقة بيضاء واخذ يقرأ ما فيها ثم رفع عينيه لينظر لابراهيم وقال...
.."..التقرير بيقول ان سواق العربية النص نقل هو اللي غلطان وهو اللي كسر عليك ..يعني تقدر تعمل محضر....... ".. توقف الضابط عن حديثه عندما صاحت ايمان بحماس بوجه زوجها ..
.."..شوفت ..مش قلتلك انه كداب وكان عايز ينصب عليك.."..
..نظر ابراهيم لها نظرة مخيفة جعلها تتراجع بظهرها للوراء وتتوقف عن الاسترسال بكلماتها ..التفت للضابط وقال ..
.."..زي ما قلت لحضرتك ..انا متنازل عن اي بلاغ وبعتذر لتضييع وقتكم .."..
..هب ابراهيم واقفا واستطرد قوله ..
.."..تسمحيلنا نمشي.."..
..وقفت ايمان وهي تنظر للضابط الذي قال وهو يشير بيده ناحية الباب باستسلام لرغبة ابراهيم القوية ..
.."..اتفضلوا .."..
..امسك ابراهيم بذراع زوجته ليدفع بها ولكن بهوادة لتتقدمه ..وعندما خرجا من الباب وقف السائق وهو ينظر لهما بخوف ويذدرد ريقه بصعوبة ..اقترب منه ابراهيم ووضع بيده ورقة مالية واكمل طريقه وبيده زوجته التي كادت ان تهتف ولكن قبضة ابراهيم التي شدت على ذراعها جعلتها تصمت مرغمة..
..عاود الصمت يخيم كسحابة فوق رؤوسهما مرة ثانية ولكنها انقشعت بكاملها عندما قال ابراهيم بصوت اجش..
.."..تعرفي الظابط دا منين.."..
..تعجبت من سؤاله ولكنها اجابته بعفوية قائلة دون النظر اليه..
.."..كان ظابط قسم المنطقة بتاعتنا..وكان هو اللي بيقفل المحاضر اللي كنت بعملها في العيال الصايعة اللي جوة وبرة الحارة.."..
..رفع حاجبيه وهز رأسه وهو يقول ساخرا..
..".. ماشاء الله ..دا انتي خبرة بقى ..وزبونة دايمة في الاقسام.."
..فهمت مغزى كلماته اللاذعة فردت بثقة..
.."..والله تقدر تروح وتسأل وتقرا المحاضر اللي اتعملت ..هتلاقيني صاحبة حق في كل مرة .."..
..ردد بنفس السخرية التي تشوب نبرة صوته..
.."..طبعا طبعا .."..
.. زفرت بضيق ثم تكتفت بذراعيها أمام صدرها ونظرت للطريق من خلال نافذتها دون ان تجيب ..اغمضت عينيها لما آل اليها الحال كمتهمة او كانسان معرض للسخرية...مر بعض الوقت لتجد نفسها أمام باب الفيلا عندما توقف ابراهيم بسيارته وقال بصوت اجش آمرا اياها ..
.."..انزلي.."..
..كتمت انفاسها وهي تنظر اليه لتجده يضع هاتفه ومفاتيحه بجيب سترته ويخرج من السيارة التي اغلق بابها بقوة..اتجه ناحيتها وفتح الباب وامسك بمعصمها ليخرجها من السيارة وهو يقول بصوت غاضب ..
.."..مش قلت انزلي..دي كمان مابتسمعيش فيها الكلام.."..
..لا تعرف لما اصابها الخرس فجأة حتى عندما ضغط بقوة فوق معصمها فلم تصدر حتى انين لألمها ..سحبها وراءه لتجد نفسها بغرفة جدها الجالس بسريره وعمتها تجلس بقبالته تساعده في تناول طعامه..ابعد الجد يد ابنته الممسكة بالملعقة وقال بعد ان تجهم وجهه من منظرهما سويا..
.."..في ايه ياابراهيم ..مالك دخلت كدة من غير استئذان وجارر مراتك وراك.."..
..دفع ابراهيم بايمان لتقف امام سرير جدها وصاح بصوت حاد..
.."..امانتك اللي امنتني عليها اهي ياجدي ..بسلمهالك تاني لاني بعلن قصادك وقصاد عمتي اني فشلت ..فشلت اخليها اد المسئولية ..لان ومن اول يوم ليها في الشغل معايا حصلتلي مصايب مكنتش اتخيل انها تحصلي.. ..دا غير طبعا اللي حصل في الشركة ومع المدرسين ....مافيش مدرس قعد معاها ربع ساعة على بعضها ..كل مقابلة انتهت بمهزلة..ولا اللي حصل قدام الموظفين واللي اكيد عمي دلوقتي على علم بيه وطبعا هيستغله في القضية ..دا غير ان الهانم كانت السبب في اني لاول مرة في حياتي اتخانق في الشارع وفي الاخر تختم بمصيبة اكبر واروح القسم .."..
..كان يغدو بارجاء الغرفة يمينا ويسارا ينظر للأرض ويزفر بضيق وغضب والكل يحدق بها ..ماعدا تلك التي تقف وتفرك بكلتا يديها وتهرب من اعين عمتها وجدها لشعورها امامهما فجأة بالخزي مما فعلت والتي لم تكن تعلم حينها انها قلبت الدنيا حولهم رأسا على عقب...كانت تريد الدفاع عن نفسها ولكن قطع عنها ذلك صوت زوجها العال وهو يقول..
.."..من دلوقتي ماليش دعوة بحفيدتك ..حفيدتك اللي هتكون السبب في اننا نخسر كل حاجة.."..
..انهى حديثه وخرج مسرعا من الغرفة لتتبعه عمته وهي تناديه بصوت عال.."..ابراهيم ..استنى بس..".. 
..التفتت ايمان تنظر للباب الذي فتح على مصراعيه ثم نظرت لجدها الجالس بفراشه ينظر لها مبتسما ورفع ذراعيه وكأنه يناديها لتنغمس بينهما ..رمشت عدة مرات لتجد دمعاتها تجري فوق وجنتيها وشفتيها تلتوي جانبا بابتسامة باهتة ..جرت ناحية جدها الذي احتضنها بقوة ويقول ..
.."..حبيبة جدك .."..
..ولاول مرة تجد نفسها تبكي بحرقة ومن بين شهقاتها تقول وهي ترفع راسها تنظر لجدها ..
.."..انا مكانش قصدي انيل الدنيا كدة .."..
..اخذ جدها يربت بيديه فوق ظهرها وهو يقول ..
.."..انا عارف وفاهم انه مكانش قصدك..متزعليش من ابراهيم..هو لسة شاب والشباب معندهمش صبر لحاجة ..شوية وهيهدى وييجي يصالحك كمان..". 
..كانت تستند برأسها فوق صدر جدها ..فهزت رأسها بقوة وقالت ..
.."..لا ياجدي مش عايزة حد يصالحني ..هو في حاله وانا في حالي .."..رفعت راسها وقالت وهي تشير بأصبعها للباب ..
.."..على فكرة بقى هو اللي مفتري ..وانا اصلا معملتش حاجة ..المدرس اللي اسمه استاذ مستر نبيل مراته كانت تعبانة وخلاص كلها يومين وتولد والراجل مسكين مسئولياته كتير وانا ساعدته ...والنحنوح التاني بتاع الانجليزي عربيته كانت عطلانة قمت ساعدته وصلحتهاله ..عملت ايه انا بقى غلط دلوقتي ..هما في الكتب مش بيقولوا ..المدرس مدرسة اذا اتعاملت معاها كويس كانك عملت الواجب مع مدارس كتير فهو هيرد الواجب دا بواجب أحسن منه..وبكدة يبقى عداك العيب وأزح.."..
..ضم الجد حاجبيه وضاقت عينيه فيما سمعه وهو ينظر لها بتساؤل دون ان ينطق ..فاعتدلت ايمان بجلستها فوق الفراش وهي تقول ..
.."..ايه مالك ياجدي ..هو انا اللي قلته فيه حاجة غلط لموأخذة.."..
..رفع الجد حاجبيه ومط شفتيه ثم قال وهو يهز راسه..
.."..والله ياحبيبة جدك ..انا اللي اعرفه وفاكره ..انهم قالوا في الكتب ..ان الأم هي اللي مدرسة اذا اعددتها اعدت شعب طيب الاعراق..لكن المدرس قالوا عنه حاجة تانية خالص.."..
..انتبهت حواس ايمان واقتربت من جدها وهي تتسائل ..
.."..قالوا عنه ايه ياجدي .."..
..امسك الجد بكف حفيدته وربت فوقه وقال ..
.."..قالوا عنه حاجات كتير ..زي ان العلماء ورثة الانبياء..وقالوا كمان عنه ..قف للمعلم وفه التبجيلا ..كاد المعلم ان يكون رسولا.."..
..هزت ايمان راسها من اعلى لأسفل وهي تتمعن بداخلها بتلك الكلمات ثم قالت..
.."..عليه الصلاة والسلام.."..
..صاحت بوجه جدها لتستطرد قولها بثقة..
.."..شوفت ياجدي ..يبقى انا مغلطتش لما ساعدتهم وعملت الواجب معاهم..صح .."..
..ضحك الجد وهو يردد مجيبا وداعما لها..
.."..صح ياحبيبة جدك.."..
..ارتسمت على وجهها ابتسامة رضا وقالت هامسة له..
.."..عارف ياجدي حتى لو بعد الشر خسرنا القضية وبقينا ع الحديدة ..ساعتها ولا يهمك ياحبيبي..هخدك معايا بيتي وهخدمك ومش هخليك محتاج حاجة ..دا غير اهل الحارة كمان ..اجدع ناس.. مش هيسيبونا ابدا..دا غير كمان هتاكل احلى اكل من ايد خالتي تهاني..متشيلش هم حاجة ابدا..انا في ضهرك ياجدي.."..ضمها جدها مرة اخرى بحضنه وهو يردد.."..بنت ابوكي بصحيح ياحبيبة جدك.."..
..واثناء ذلك كان ابراهيم بغرفته يجمع بعضا من حاجياته والقليل من ملابسه بحقيبة سفر صغيرة ..لتقف عمته امام الفراش قبل ان يغلق الحقيبة وقالت ..
.."..مكنتش اعرف ان نفسك قصير وبتستسلم بسرعة كدة..اللي اعرفه عنك وخصوصا لاني انا اللي مربياك ..انك راجل وأد المسئولية.."..
..رمى ابراهيم بقطعة ملابسه ارضا وقال بصوت غاضب ..
.."..مش مع ايمان ياعمتي ..دي مستحيل تتغير ..انا هسافر كام يوم اريح فيهم اعصابي ..وبعدين نشوف هنعمل ايه مع الاستاذ كمال في القضية.."..
..عقدت زهرة ذراعيها أمام صدرها وقالت بجدية .. 
.."..مافيش سفر ياابراهيم  ..انت ناقص تقولي انك هطلق مراتك.."..
..اجابها مسرعا دون ان يدرك تلك التي تقف بجانب الباب والتي توقفت لتسمع مايدور بالداخل عنها لانها السبب فيما يحدث..
.."..طبعا ياعمتي هطلقها..

تعليقات



<>