رواية عروستي ميكانيكي الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم سما نور الدين


 رواية عروستي ميكانيكي 
الفصل  الرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون 
بقلم سما نور الدين



..شعرت بقبضة قوية تعتصر قلبها عند سماعها بهدره أمام عمتها بنيته للخلاص منها وتطليقها بأسرع مايكون..وبدون ان تشعر انسابت دموعها فوق وجنتها وهي تسير ناحية السلم بدلا من غرفتها ..نزلت ببطئ شديد ثم جلست فوق درجاته وهي تهمس لنفسها غاضبة..
.."..بتعيطي ليه ياهبلة وقلبك واجعك اوي كدة..مانتي كذا مرة تطلبي منه الطلاق ..واهي جاتلك ع الطبطاب وهتخلصي منه ومن تحكماته ..".. 
..تذكرت كلمته ترن بأذنها مرة اخرى .."..طبعا هطلقها.."..
..فشهقت وارتج صدرها وعاودت البكاء مرة اخرى وهي تدفن وجهها بين كفيها ...شعرت بمن يجلس بجانبها ويضمها لحضنه ويمسد فوق ذراعها بهوادة وحنو..
..رفعت راسها لتجد دادة فاطمة تهمس بجانب اذنها ..
.."..بس حبيبتي متعيطيش ..بس .."..
..لتفاجئها ايمان تنظر لها بقوة وقالت بصوت باكي يشوبه الكثير من الغيظ..
.."..انا مش بعيط.."..
..رفعت فاطمة حاجبيها بتعجب ثم قالت وهي ماتزال تمسد فوق ذراعها ..
.."..بجد ..طب كويس ..عارفة انتي لو تقوليلي ايه اللي مزعلك ..هترتاحي .."..
..استقامت بظهرها وقالت وهي تمسح وجنتيها بقوة ..
.."..انا كويسة ياست فاطمة اهو ..مافيش حاجة مزعلاني ..". 
..ظل قلبها يؤلمها فكانت تريد ان تصرخ به لكي يكف عن هذا الالم الذي يعتصرها ولكن بدون جدوي ..ارادت ان تخرج من تلك الحالة فهبت لتقف وتقول بعصبية ..
.."..انتي طابخة ايه انهاردة.."..
..رفعت فاطمة رأسها لأعلى دون ان تنطق بكلمة ..فهبت لتقف بجانبها وقالت وهي تتأبط بذراعها ..
.."..تعالي معايا المطبخ وانا اقولك طابخة ايه.."..
..واثناء ذلك بغرفة ابراهيم شهقت العمة زهرة فور سماعها بقرار ابراهيم وقالت بصوت حزين..
.."..هتطلق ايمان ياابراهيم.."..
..زفر ابراهيم بضيق وقال بصوت غاضب وهو يمسك شعره بقوة يكاد ان يقتلعه..
.."..انا ...انا مش عارف ياعمتي ..ساعات ببقى عايز امسك في زمارة رقبتها ..وساعات ببقى عايز اخدها في حضني..."..
..تخطى عمته ورمي بنفسه جالسا فوق حافة الفراش ليجلس وهو ينظر امامه للفراغ ليستطرد قوله بصوت هادئ..
.."..أنا من ساعة ماعرفتها وانا حياتي كلها اتقلبت ..فجأة كدة حسيت بان روح جديدة دبت جوايا .."..
..جلست عمته بجانبه وظلت تسمعه دون ان تقاطعه وبوجهها ابتسامة تفترش كامل ملامحها..
..التفت ونظر لعمته بقوة وهو يقول متعجبا من نفسه..
.."..تخيلي ياعمتي اني اول مااقوم من النوم بحس اني مبسوط بس لاني هشوفها ..واول مااشوفها بتجنني وتعصبني وتضحكني .."..
..هب واقفا واخذ يغدو بالغرفة يمينا ويسارا وهو يقول بغيظ..
.."..انا ابراهيم سالم ..مابقتش استحمل يوم يعدي عليا من غير المجنونة دي ما تكون جزء اساسي فيه ..تخيلي ...انا مش عارف...مش عااارف.."..
..هزت عمته راسها بالايجاب وقالت حين وقفت..
.."..كمل ياحبيبي...و ايه تاني ..كمل.."..
..وقف مشدوها وهو يقول بصوت غاضب...
.."..اكمل ايه بس ياعمتي ..انتي مبسوطة للحالة اللي انا فيها دي.."..
..اتجهت ناحيته واحاطت وجهه بكلتا كفيها وهي تقول بسعادة..
.."..جدا...سعيدة جدا جدا..لان المجنونة اللي انت بتقول عليها دي ..قدرت ومن غير ماتقصد ..تأسر قلبك بكل سهولة ..انت حبيتها ياابراهيم.."..
..اتسعت عينيه عن اخرها وتراجع للوراء خطوتين وهو ينظر لعمته بهلع وقال وهو يضحك بسخرية ويهز رأسه نافيا ..
.."..لا ..لا ياعمتي ..بتقولي ايه بس ..انا حبيتها ..مستحيل طبعا.. دا انا عايز انزل دلوقتي اكسر دماغها على اللي عملته فيا .."..
..شبكت زهرة ذراعيها ومالت برأسها جانبا وقالت بصوت قوي ...
.."..ابراهيم ..تنزل حالا تعتذر لايمان عن موقفك البايخ معاها..وتقعدوا وتتكلموا بهدوء ..وموضوع الحب دا ابقى انا اتفاهم فيه معاك بعدين.."..
..اشار ابراهيم لنفسه وصاح بصوت غاضب..
.."..انا اللي انزل واعتذر ..ياعمتي انتي متعرفيش هي عملت فيا ايه انهاردة..اقل مايقال عن اللي حصل انهاردة في الشركة والشارع ..انه مهزلة ..عارفة يعني ايه مهزلة..مستحيل انزل...المفروض هي اللي تيجي وتعتذر.."..
..صاحت به زهرة بغيظ وهي تنزل بذراعيها جانبا ..
.."..ابراااهيم.."..
..واثناء ماكان يحدث بغرفة ابراهيم كانت ايمان تلتهم مافي طبقها بنهم شديد وفمها ممتلئ عن اخره ..تنظر للفراغ امامها بعينين تمتلأ بالدموع ..تضرب الملعقة بالطبق بصوت جعل كل من بالمطبخ يختلس النظرات نحوها بتعجب كما انتابهم شعور بالحزن تجاهها ..جلست دادة فاطمة بجانبها لتربت فوق ظهرها وهي تقول بصوت هادئ بجانب اذنها..
.."..ايمان حبيبتي ..كلي على مهلك..وكفاية عياط ..وجعتيلي قلبي عليكي.."..
..لم تنصاع ايمان لما قالته فاطمة وظلت تضرب بمعلقتها حتى كاد ان ينكسر الطبق لنصفين ..دلف السائق إمام للمطبخ والقى التحية ولكن لم يجيبه أحد حتى عائشة التي تخضب وجنتيها بالاحمرار فور سماع صوته واختلست نظرة خاطفة نحوه ..رجعت تنظر بقلق لايمان التي كانت حالتها غير مطمئنة ..
..اتجه نظره لما ينظر الجميع فوجد تلك التي تأكل بنهم وبيدها الثانية تمسح وجنتيها ..ذهب للمنضدة ليجلس على يمينها بقبالة دادة فاطمة وقال بتوجس وهو ينظر لجانب وجه ايمان..
.."..انسة إيمان ...حضرتك كويسة .."..
..رجعت ايمان بظهرها للوراء لتستند فوق ظهر كرسيها ثم نظرت لدادة فاطمة وقالت وهي تبلع طعامها بصعوبة ..
.."..ست فاطمة ..انتي ليه مش موافقة بجواز بنتك عيشة من اسطى إمام.."..
..ساد الصمت المطبق المكان واتسعت عيني فاطمة عن اخرها..ووقع من يد عائشة الطبق فتهشم عندما وضعت يدها فوق فاهها بعد ان اصدرت شهقة خافتة..أما السائق إمام فتسمر بمكانه وتوقفت انفاسه للحظات وظل ناظرا لتلك التي فجرت قنبلته فجأة وبدوي اصم اذنيه ..لم يجرؤ على النظر لفاطمة التي تلكئت بكلماتها وقالت وهي تنتقل بعينيها بينهما ...
.."..جواز ....جواز ايه بس ..خلينا فيكي انتي.."..
..ضربت ايمان المنضدة بقبضتها بقوة فانتفض الجميع وهو ينظر لها بتوجس وخوف وسمعوها تقول..
.."..انا كويسة ياست فاطمة..مافييش حاجة ..زي الفل ..ومتقوليش تاني ايمان هانم دي ..وكمان انا كنت ناوية اكلمك في الموضوع دا من مدة بس معلش ..اتلبخت في التكاتيك اللي لازم اتعلمها والشركة اللي لازم اروحها..انا بس عايزة اسألك سؤال ..ممكن ياست فاطمة.."..
..رمشت فاطمة بعينيها وقالت بعد ان ارتسم الضيق فوق صفحة وجهها..
.."..ممكن يابنتي ..اتفضلي.."..
..اشارت ايمان باصبعها لكل الموجودين حتى وقفت بأصبعها فوق انف السائق إمام فرجع بوجهه للوراء بسرعة فقالت له..
.."..لموأخذة ياسطى.."..
..ثم نظرت لفاطمة وقالت ..
.."..في حد من الموجدين دول كلهم بيختار مين ابوه ولا أمه .."..
..هزت فاطمة رأسها بالنفي وهي تقول بصوت خافت وتنظر لها بتمعن..
.."..لا يابنتي ..كله قدر ومكتوب.."..
..ضربت ايمان المنضدة مرة اخرى وهي تقول عندما اقتربت بوجهها من وجه فاطمة..
.."..اومال ليه عايزة تحاسبي الجدع الغلبان دا بذنب امه الله يرحمها ..ولا بذنب جوزك الله يرحمه راخر.."..
..وقفت دادة فاطمة وقالت بنبرة صوت حازمة..
.."..الموضوع دا خاص يابنتي ومينفعش نتكلم فيه .."..
..وقفت ايمان وقالت بتحفز وعناد وكأن شحنة الغضب بداخلها وجدت منفذها اخيرا ..
.."..مافيش حاجة اسمها خاص وعايم ..احنا كلنا اسرة مع بعضينا ..وانا اعتبرت نفسي اخت اسطى اؤمؤم..الراجل الجدع ..الطيب ..اللي انتي عارفة من جواكي ياست فاطمة انه هيصون بنتك ويتقي ربنا فيها ..ولو انا كلامي فيه حاجة غلط ..قولي .."..
..تنهدت فاطمة بيأس واضح دون ان تنطق او تنظر لأحد ..التفتت ايمان لإمام فضربت ذراعه من الخلف وقالت من بين اسنانها له بغيظ ..
.."..ماتنطق ياجدع انت وتقول حاجة.."..
..تنحنح إمام وقال بتلعثم وهو ينتقل بعينيه بين الجميع..
.."..ياست فاطمة انا كل أملي في الحياة اني اتجوز عيشة ..ومستعد اتعهدلك واقسملك قدام الناس كلها اني هصونها وهتقي ربنا فيها.."..
..زفرت فاطمة بضيق وقالت ..
.."..استغفر الله العظيم ..بص ياسطى إمام ..انا هفكر في الموضوع دا وكمان لسة هاخد رأي عيشة ......"..
..توقفت فاطمة عن الكلام عندما صاحت ايمان بصوت عال وبقوة وهي تشير لعائشة التي تقف جانبا تفرك كلتا كفيها بتوتر ملحوظ وتلهث في صمت..
.."..عيشة موافقة .."..شهقت عائشة بصوت عال عندما توجهت انظار الجميع اليها ..استطردت ايمان قولها وهي تغمز لها ..
.."..مش كدة ياعيشة ..مش انتي موافقة.."..
..نظرت عائشة لوالدتها التي كانت تناظرها بنظرات قاتلة فقالت بتلكؤ..
.."..انا ..اللي هتقول عليه امي انا موافقة عليه.."..
..اقتربت ايمان من فاطمة وامسكت بذراعها لتجعلها تنظر لعينيها وهي تقول بصوت هادئ ..
.."..انا عارفة انه يمكن الموضوع صعب عليكي شوية..بس كل الماضي دا هيتنسي اول ماتشوفي بنتك مبسوطة في بيتها مع واحد بيحبها وبتحبه وخصوصا بقى انه متربي في وسطيكم وعارفة اخلاقه كويس جدا ..مش احسن ماييجي واحد غريب منعرفش اصله من فصله ياخدها ويبهدلها معاه ..صح ياست فاطمة ..ولا ايه.."..
..عاود الجميع النظر لفاطمة التي تنهدت ووضعت كفها فوق كفها الاخر وهي تتوسد خصرها الممتلئ.. فتأبطت ايمان ذراعها وطبعت قبلة قوية فوق وجنتها وهمست لها ..
.."..سايق عليكي النبي ياشيخة لتوافقي ..والله الواد امام دا واد جدع وبيموت في بنتك..عشان خاطري يابطة بقى ..بصي جوزيه البت وطلعي عليه القديم والجديد.."..
.. تنهدت فاطمة وقالت بيأس واستسلام وشبح ابتسامة يتردد الظهور فوق ملامح وجهها ..
.."..الأمر لله ..انا موافقة.."..
..صاح الجميع بتهليل وزفرات ارتياح...
..وضعت ايمان يدها فوق صدرها وهي تتشهد بارتياح ثم احتضنت دادة فاطمة بقوة ثم قالت ..
.."..حبيبتي يابطة ...يا ريت البت عزة كانت هنا كانت رقعتلكوا احلى زغروطة .."..
..فقامت الخادمة زميلة عائشة بفرد كفها فوق شفتيها وزغزدت بصوت عال..نظر إمام لعائشة التي تخضب وجهها باللون الاحمر وتحركت شفتيه دون ان تنطق بكلمة .."..بحبك.."..
..كادت عائشة ان تقع مغشيا عليها لولا احتضان زميلتها لها ..
..لمحت ايمان مافعله إمام لعائشة الخجول..فارتسمت ابتسامة حزينة بشفتيها وشعرت بوجع يضرب قلبها ..وقبل ان تغشي عينيها بسحابة من الدموع صاحت بصوت مهزوز وهي ترفع كلتا ذراعيها عاليا.. 
.."..نقرا الفاتحة بقى .."..
..نظر الجميع لبعضهم البعض فرفعوا اذرعهم وهم يضحكون ..وبدأوا بقراءة الفاتحة بصوت هادئ مسموع..دلفت زهرة للمطبخ فتوقفت مكانها عند الباب عندما راتهم جميعا واقفين رافعين اذرعهم يهمسون ..بعد ان انهت 
ايمان القراءة ومسحت وجهها بكفيها لمحت عمتها فاتجهت اليها وهي تقول ..
.."..تعالي ياعمتي ..باركي للست فاطمة..اسطى اؤمؤم خطب عيشة.."..
..وقف كل من بالمطبخ مطأطأ رأسه احتراما لسيدة البيت التي قالت بتعجب..
.."..اؤمؤم.."..
..اجابتها ايمان ..
.."..اسطى أمام..ياعمتي.."..
..هزت زهرة راسها والابتسامة تزين وجهها وقالت..
.."..الف مبروك يافاطمة.."..
..تبادلت فاطمة وإمام المباركة مع العمة زهرة التي امسكت بمرفق ايمان وقالت وهي تتجه بها ناحية المكتب ..
.."..انا وابراهيم دورنا عليكي وانتي هنا في المطبخ..ابراهيم في المكتب عايز يتكلم معاكي.."..
..وعند باب المكتب نفضت ايمان ذراعها وابتعدت للوراء خطوتين وهي تقول بصوت حاد ..
.."..مالوش لازمة ياعمتي..انا عارفة هيقول ايه ..واصلا انا مش عايزة لا اشوفه او اتكلم معاه.."..
..قبل ان ترد عمتها فتح ابراهيم باب المكتب ينظر لها نظرات جامدة جعلت صدرها يعلو وينخفض وازدادت حدة انفاسها فقالت وهي تبتعد بعينيها عن عينيه بشق الانفس لعمتها ..
.."..عمتي ..قولي للباشا مات الكلام..وورقتي مستنياها ..او لو حب يجيب المأذون دلوقتي ونخلص من الشبكة الهباب دي..يبقى احسن بردو .."..
..ظهر الغضب جليا على وجهه فاسرعت العمة زهرة بقولها ..
.."..مأذون ايه بس ياايمان ياحبيبتي ..دا ابراهيم كان بيدور عليكي عشان يقولك........"..
..توقفت عمتها عن الاسترسال عندما رفعت ايمان يدها وقالت بصوت جامد ..
.."..انا عارفة ياعمتي هو عايز يقول ايه ..انا سمعته وهو بيقولك انه هيطلقني ..وبصراحة دا كان احلى خبر سمعته من ساعة ماجيت البيت دا .."..
..تقدم ابراهيم للأمام وامسك بمعصمها وقال لعمته وهو يسحب ايمان معه داخل المكتب غير عابئ بمعارضتها ومحاولاتها لانفلات معصمها من براثن قبضته القوية..
.."..بعد اذنك ياعمتي انا ومراتي في حديث بينا مكملش وهنكمله في المكتب..ياريت محدش يدخل علينا. "..
..ظهر القلق جليا بملامح زهرة ولكنها همست لنفسها وهي تبتعد عن المكتب..
.."..ابراهيم عاقل وهيقدر يهديها .."..
..صرخت ايمان بوجهه وهي تحاول باصابع كفها الاخر ان تفك قبضة يده ..
.."..سيب ايدي ياجدع انت..مافيش بينا اي كلام ..هو انت ايه مابتسمعش.."..
..لم يترك معصمها بل ذاد من قوة قبضته ودفع بها لترتطم بصدره ..فشهقت بصوت عال وضربت صدره بقبضتها الحرة رفعت راسها لتنظر اليه وهي تصرخ..
.."..انت عايز مني ايه.."..
..ظل ينظر لها بوجه جامد حتى قال ..
.."..عايزك تهدي عشان نعرف نتكلم..زي اي اتنين عاقلين.."..
..اهتاجت اكثر لتعاود صراخها ..
.."..وانت تكلمني ليه من اصله.. انت مش سلمتني تسليم اهالي لجدي وعمتي وفضحتني قدامهم ..هو مش انا اللي هكون السبب اننا نخسر كل حاجة..مش قلت بعلو حسك انك خلاص فشلت وان مالكش دعوة بيا بعد كدة.."..
..لم يتحمل ان يكون هادئا اكثر من ذلك..فصرخ هو ايضا بوجهها ..
.."..ومسالتيش نفسك انا قلت و عملت كدة ليه..مش واخدة بالك باللي عملتيه ..كام مرة كلمتك ونبهتك ..وانتي ولا هنا ..بتعملي اللي انتي عايزاه وبس ..من غير ماتفكري في جدك والقضية اللي لو خسرها ممكن يروح فيها.."..
..حررت معصمها اخيرا لتبدا موجة جديدة من الصراخ بقولها..
.."..حاسب عندك ياباشا الا دي..مش انا اللي اعمل كدة ..انا مش عمك اللي رفع القضية على ابوه وهيطلعه قدام الناس راجل مجنون..وكمان انا عملت ايه لدا كله.."..
..رفع راسه لأعلى وهو يشد شعره ثم ضرب جبهتها بأصبعه وهدر بها..
.."..ممكن اعرف هنا في ايه ..انتي كمان بتسألي انا عملت ايه .."..
..لترد بقوة وهي تشير لجبهتها..
.."..هيكون في ايه يعني ..رز باللبن ..في مخ طبعا..وايوة بسأل انا عملت ايه..كل اللي عملته اني ساعدت الراجل عشان يروح لمراته التعبانة ..والتاني صلحت عربيته بحكم ان دي شغلتي وكنا هنطلع تاني عشان الحصة...واللي حصل في الشارع...منعت عنك واحد كان هينصب عليك ..وفي الاخر طلعت انا اللي غلطانة .."..
..اقترب بوجهه من وجهها وهو يصرخ بها فرجعت للوراء بخوف ..
.."..مااالك انتي تساعدي وتصلحي ..انا جايبهم عشانك ..عشان يعلموكي ..مش جايبك انتي عشان تساعديهم..لكن ازاااي مينفعش ..وفي الاخر توديني القسم ..احمدي ربنا ان مافيش حد من الصحفيين كان هناك والا كانت هتبقى فضيحة.."..
..التمعت بعينيها غلالة رقيقة من الدموع وازدردت ريقها بصعوبة وهي تقول بصوت خافت ..
.."..توشكر ياباشا ..واديك خلاص هتخلص مني ومن فضايحي..تطلقني وكل واحد يروح لحاله.."..
..تفاجئت به وهو يمسك بذراعيها ويهزها بقوة بعد ما ارتسم الغضب والغيظ بملامح وجهه..
.."..مابتفكريش غير بنفسك وبس..عايزة تمشي وتسيبينا ..للدرجاتي انتي انانية وجبانة.."..
فرغ فاهها وهي تنظر لقسمات وجهه القاسية.. وكلماته الجارحة تنطلق كالرصاص مستهدفا كرامتها قبل قلبها..كان صدرها يعلو ويهبط بقوة فصرخت بوجهه..
.."..للمرة العشرومية بسالك عايز مني ايه.."..
..دفع بها ليرتطم ظهرها بالحائط فاستطرد قوله وهو يتقدم ناحيتها يهدر بها ..
.."..عايزك تفكري ازاي تساعديني بدل ماتهربي ..عايزك تكوني أد المسئولية ..مش قلتي للمحامي ان كلمتك سيف على رقبتك..ولا انتي بس قدام الناس تعملي فيها شجاعة و ساعة التنفيذ تهربي.."..
..تصاعدت السنة لهب غضبها عاليا داخل صدرها ..فضربت صدره بقبضتيها لتصيح بقولها. 
.."..مش ايمان احمد اللي تهرب..وخد بالك انك بتغلط وانا ساكتالك بس لهنا وعندك...حوار القضية والمسئولية دا بقى بيني وبين جدي وانت مالكش فيه بعد كدة ..يعني تطلقني وكل واحد مع نفسه.."..
..لم يتحرك قيد انملة وضحك ساخرا وهو يقول..
.."..مافيش طلاق يابنت عمي..وطول مانتي على ذمتي هتكوني مسئولة مني ..ومافيش خطوة هتخطيها الا بعلمي وبموافقتي..امين يابنت عمي .."..
..اهتزت حدقتي عينيها بشدة فتجاوزته واخذت تلوح بيدها وهي تتجه للباب وصاحت بقولها بصوت عال ..
.."..انت ..انت ..بص انا هروح للكبير بتاعنا واللي دبسني التدبيسة المنيلة دي ..عشان شكلها كدة هربت منك ع الاخر..انا هروح لجدي ..وهطلق يعني هطلق..اصبر عليا.."..
..فتحت الباب وقبل ان تخطو خارجه رجعت بخطوتها للوراء وتسمرت مكانها عندما وجدت كل من بالبيت يلتفون حول محيط الباب.. يسترقون السمع لما كان دائرا من شجار حاد بالداخل..عمتها تنظر اليها والحزن مرتسم بوجهها..مراد واقفا مكتفا كلتا ذراعيه ورافعا لها حاجبيه ناظرا لها بحزن هو الاخر ..حتى العاملين بالمطبخ يقفون بعيدا لا يحيدون بأعينهم عنها ..انتبهت لصوت جدها الذي تقدم ناحيتها بكرسيه المتحرك والذي قال ..
.."..جدك جيه لحد عندك اهو ياحبيبة جدك ...عايزة تقولي ايه.."..


الفصل الخامس والعشرون 
..رمشت بعينيها عدة مرات ثم التفتت لابراهيم الذي تكتف بذراعيه ومال بوجهه المبتسم متشفيا بها وقال ..
.."..اتفضلي ..قولي لجدك عايزة ايه .."..
..تراجعت للوراء لتفسح المجال لجدها وهو يتحرك بكرسيه ليدلف للغرفة ومن ورائه عمتها ومراد الذي اغلق الباب.. وقف الجد بكرسيه بوسط الغرفة يهز رأسه وينتقل بعينيه بين ايمان وابراهيم وكانه يريد ان يفصح اي منهما عما يحدث..لم يجبه اي منهما بل التزما الصمت الذي كسره صوت الجد بقوله بعد ان تنهد بحزن ..
.."..ايمان وابراهيم اقعدوا هنا قدامي ..لان في كلام مهم لازم تسمعوه.."..
..عاودت ايمان النظر لابراهيم الذي اتجه للاريكة الجلدية وجلس فوقها بعد ان اشار لها آمرا اياها بان تأتي وتجلس بجانبه..اصطكت اسنان إيمان ببعضها من الغيظ ولكنها ارغمت نفسها على الانصياع والجلوس بجانبه ..وبعد ماجلسا الاثنان بجانب بعضهما وعينيهما لا تحيد عن وجه الرجل العجوز..الذي مال بجذعه للامام ثم قال بصوت جامد بعد ان شبك اصابع كفيه ببعضهما..
.."..انا بعترف قدامكوا اني غلطت .."..
..نظر ابراهيم مستغربا لإيمان التي التفتت ناحيته برأسها ..ثم عاودا النظر لجدهما الذي استطرد قوله..
.."..انا مقصدش بغلطتي نص الثروة اللي كتبتها بإسمك  ياايمان..بالعكس ..دا حقك ..انا غلطت لما قررت جوازكم من غير مااخد رايكم او حتى اديكم فرصة تتعرفوا فيها على بعض ..حتى ولو كان الغرض من الجوازة دي هو حمايتك يابنتي .."..
..نظر الجد بقوة لحفيدته وقال بصوت هادئ..
.."..لكن خلاص ياحبيبة جدك ..ميهمكيش من القضية ..انسي كل حاجة لان سواء كسبت القضية او خسرتها انا ميهمنيش غير سعادتك ..ولو اني عايز اكسب القضية بس ضمانا لحقك..لكن امر الله هو اللي هيكون و احنا راضيين بقضائه..ودلوقتي الغلطة دي لازم تتصلح ..انا هطلب المأذون ييجي عشان يتمم اجراءات الطلاق .."..
..شحب وجه ايمان والتفتت ببطئ لتختلس نظرة لوجه ابراهيم والذي ظنت انه الان يشعر بالفرح ولكنها تفاجئت بوجه ذو ملامح ارتسمت بها القسوة والغضب ..تراجعت للوراء بظهرها عندما هب ابراهيم يقف وهو يقول بصوت حاد..
.."..اسف جدا ياجدي لحضرتك ..بس انا مش هطلق مراتي.."..
..لم تعرف ايمان لما وكأن اجراس تراقصت وتمايلت بين اضلاع قلبها الذي اخذ يضرب صدرها بقوة من شدة الفرح..ازدردت ريقها بصعوبة وهي تسمع تصفيق مراد الذي قفز بمكانه وهو يصيح بصوت عال..
.."..الله عليك يابن عمي .."..
..أما العمة زهرة فرفعت قدمها فوق الاخرى بعد ان هدات انفاسها المتسارعة بعد تلك التصريحات وظلت تشاهد بصمت مايحدث وابتسامة امتنان ترتسم فوق صفحة وجهها الجميل..اما الجد العجوز فحاول ان يرسم فوق وجهه الغضب والضيق ولكن كادت عيناه التي اتسعت واهتزت حدقتيها فرحا ان تفضحه فأسرع بقوله بصوت اجش ..
.."..انت بتقول ايه ياولد .. بتتجرأ وتعصاني ياابراهيم "..
..ظل ابراهيم واقفا بجمود لا ينظر لأحد سوى الفراغ امامه وقال ..
.."..حاشا لله ياجدي ..بس أنا مش عيل صغير عشان اتجوز واطلق برغبة حد ..حتى لو كان حضرتك ياجدي...انا اتجوزت ايمان عشان اكون سندها واحميها زي ما حضرتك قلت ..ومش عشان الهانم دلوقتي مضايقة مع ان هي اللي مطلعة عينينا يبقى نسيبها على راحتها ومنفكرش غير في اللي يريحها وبس ..الهانم بنت عمي طالما انها اصبحت فرد من افراد العيلة دي.. يبقى لازم تفهم انها مسئولة زي أي واحد فينا عن شكل العيلة ومكانتها ووضعها قدام الناس..ولا حضرتها عايزة تسيب المركب بتغرق وتمشي ..وحتى لو كان يا بنت عمي انا بردو مش هسمحلك.."..
..اشتعل بركانا من الغضب بداخلها فهبت واقفة وهدرت بقوة وهي تضم قبضتي يدها..
.."..انا استحملتك كتير يا جدع انت..لم الدور احسنلك ..وكمان انت متعرفنيش عشان تقول عني كدة.."..
..اتجهت لجدها وجثت فوق ركبتيها وامسكت ذراعي الكرسي بقبضتيها وقالت وهي تنظر لعيني جدها وتقول بحزم واصرار...
.."..وحياتك عندي ياجدي ..لو طلبت اضحي بعمري عشانك هضحي ..ولا انك تزعل او تشيل الهم ..."..
..حاوط الجد وجهها بكفيه وقال بعد ان التمعت عينيه بالدموع ..
.."..حبيبة جدك يسلملي عمرك.."..
..قام بتقبيل وجنتيها فاحتضنته ايمان بقوة ..همس الجد بجانب اذنها بصوت خافت..
.."..يعني راضية انك تفضلي على ذمة ابو ثقب دا.."..
..ضحكت بخفوت والتفتت بوجهها لتقول بصوت هادئ ..
.."..وهو ياجدي بقى ثقب واحد..دا بقى شبه مصفة المكرونة ..لكن كله يهون عشانك ياحبيبي.."..
..عاود الجد احتضانها وهو يضحك من قلبه ..
..ارتسم الضيق بوجه ابراهيم وهو يرى جده يحتضنها بقوة ويربت فوق ظهرها ..امتعض قليلا وهو يقول..
.."..حفلة التكريم دي مش هتخلص.."..
..نظر اليه الجد العجوز وعن قصد تلاعب بحاجبيه واخرج له لسانه..فزفر ابراهيم بضيق وهو يستغفر ربه بسره..
..نزعت ايمان نفسها من بين احضان جدها بعد ما شعرت بحبه وحنانه عليها الذي ملأ فراغ قلبها الذي ذاد بعد وفاة والديها..فقالت امام وجهه بعد ان استقامت بوقفتها ..
.."..بعد اذنك ياجدي ولاخر مرة ..اسمحلي اروح بيت ابويا وانام على سريره ..اصل البيت وحشني اوي ..يوم واحد بس.."..
..تخصر ابراهيم وهو ينظر بغضب لظهر زوجته ولكنه لم ينطق وكأنه متاكد من رفض جده ..ولكنه فغر فاهه فور سماعه للجد العجوز الذي ارتسمت فوق ملامح وجهه ابتسامة رضا وقال بصوت هادئ وهو يربت فوق ظهر كفها ..
.."..ولو انك بتوحشيني ..بس هسمحلك بيوم واحد بس ..وبكرة ان شاء الله نتعشي سوا .."..
..مالت ايمان بجذعها وقبلت ظهر كف جدها العجوز وقالت بسعادة ..
.."..ربنا يديك الصحة ياحبيبي.."..
..استقامت مرة اخرى وقالت وهي تنظر لمراد..
.."..ياتسلفني عربيتك ياتيجي توصلني ..تختار ايه.."..
..صاح ابراهيم بغضب وهو يقف ورائها ..
.."..أختار اني اكسر دماغك ..ايه رايك.."..
..كادت ان تلتفت ولكن صوت جدها الصارم صدح بقوله..
.."..ولد ..كلم مراتك كويس ..انا اديتها الاذن ..ولا انا مش مالي عينك ولا خلاص مبقاش ليا كلمة عليكوا.."..
..طاطا ابراهيم رأسه وقال بغيظ من بين اسنانه ..
.."..العفو ياجدي انا مقصدش.. بس......."..
..قطع الجد عنه استرساله وقال..
.."..ما بسش.."..نظر الجد لايمان التي كانت تبتسم بتشفي لابراهيم واستطرد قوله ..
.."..وانتي ياحبيبة جدك ..لما تحبي تخرجي يبقي من الاصول  تقولي لجوزك الاول ..وكمان ماينفعش تباتي لوحدك ..ابراهيم هيروح معاكي .."..
..اتسعت عيني ايمان عن اخرها وهي تتلعثم بقولها ..
..".. يروح ..يروح معايا فين بس ياجدي ..وكمان دا هو يوم بالليلة ..وكمان انا هكون في بيتي وسط اهل حتتي يعني امان ياجدي.."..
..وبدلا من ان يقوم الجد بالرد اجابها زوجها بحزم ..
.."..الكلام دا قبل ماتتجوزي يابنت عمي ..دلوقتي ماينفعش تروحي مكان الا وجوزك معاكي .."..
..ضربت جانبي جسدها بذراعيها وهي تستغفر وتقول بغيظ ..
.."..يادي النيلة على كلمة جوزك وسنين جوزك اللي لزقت في قفايا دي.."..
..صاحت بها عمتها ..
.."..بنت وبعدين ..يالا خدي جوزك و مع السلامة ومتتاخريش بكرة وقت العشا.."..
..اتجه ابراهيم عند الباب ومد ذراعه وهو يقول بنزق ..
.."..اتفضلي .."..
..مشت ناحيته ببطئ بعد ان تنهدت بيأس واستسلام ..وقفت قبالته وقالت وهي تمط شفتيها ..
.."..شوووكرا.."..
..وبعد برهة من الوقت وهما بالسيارة كانت ايمان تستند بوجنتها على كفها وهي تنظر شاردة للطريق ..افاقت من شرودها عندما صدح صوت موسيقي غربية وصوت مطرب امريكي يغني اغنيته الشهيرة..
.."..girls like you.."..
..كان يشعر وان بعض من كلمات تلك الاغنية وكأنها موجهة اليها .. 
..اعتدلت بجلستها ونظرت بتعجب لابراهيم الذي كان مندمجا مع الاغنية فكان يهز رأسه ويردد كلماتها بسهولة وينقر بأصابعه فوق مقود السيارة مستمتعا بلحنها ..
..اعوجت شفتيها يمينا ويسارا وهي تشاهده ..
..كان يعرف انها تنظر اليه وتتمعن في ملامحه وفيما يفعله فقال دون ان ينظر اليها ..
.."..ايه..الاغنية مش عجباكي .."..
..مالت بشفتيها جانبا ثم قالت بنزق..
.."..يعني انا فاهمة هو بيقول ايه عشان تعجبني ولا لا..وكمان ماله العربي ..ولا انتو عشان أغنيا وولاد ذوات يبقى متسمعوش الا أجنبي .."..
..اغلق ابراهيم مسجل السيارة واشار له بيده وهو يقول ..
.."..اتفضلي شغلي اللي يعجبك.."..
..تكتفت ونظرت لجانب الطريق وهي تقول ..
.."..توشكر ..العربية عربيتك ..اسمع اللي على مزاجك ..ماليش فيه...انا ماليش في حاجة تخصك من اساسه.."..
..انحرف بسيارته فجأة ليقف على جانب الطريق ..شهقت ايمان بصوت عال ونظرت لذاك الذي يجلس بجانبها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة..
..توقف ابراهيم بسيارته واستدار بجسده ناحيتها وقال بصوت حاد بعد ان ارتسم بملامح وجهه الغضب الشديد..
.."..يعني ايه مالكيش في حاجة تخصني ..اومال مين اللي ليه...اذا كانت مراتي ملهاش.."..
..استدارت بجذعها هي الاخرى وصرخت بوجهه وهي تقول..
.."..متقولش مراتي ..انت عمرك ماعاملتني اني مراتك ..انا زي ماكون تلميذة عندك ..نازل فيها اوامر وشخط ونطر ..وفي الاخر بتقول بعزم ما فيك انك هطلقها.."..
..اجابها بصوت عال..
.."..ومين اللي وصلني لكدة ..مش انتي..في طلب واحد من اللي طلبته منك نفذتيه ..في كل مرة بتبوظي الدنيا وفي الاخر عايزة تمشي.."..
..اعتدلت بجلستها وهي تضرب بظهرها ظهر الكرسي وقالت وهي تنظر ليديها المتكورة داخل حجرها..
.."..عايزة امشي عشان ماليش مكان وسطيكم .."..
..امسك ابراهيم بذراعها وهزها بقوة لتنظر اليه وهو يقول بصوت حازم..
.."..انتي مكانك معانا غصبن عن اي حد ..حتى غصب عنك انتي شخصيا...."..
..ترك ذراعها واقترب منها وهو يقول بصوت هادئ..
.."..حاولتي ياايمان تقربي مننا ..حاولتي تتفاهمي معايا انا ابن عمك وجوزك.."..
ظلت تسمعه وهي لا تحيد بعينيها عن ملامح وجهه وبالاخص عينيه الملتمعة ببريق جذاب جعلها تذدرد ريقها بصعوبة ..
..شعرت بقلبها يتراقص عندما ابتسم وهو يمد لها كف يده للمصافحة ويقول بنبرة صوت يشوبها الكثير من الحب..
.."..ايه رايك نتعرف على بعض من اول وجديد ..انا ابراهيم سالم ..ابن عمك وجوزك ..وحابب اتعرف على كل شيء يخصك ..تسمحيلي.."..
..ارتسم الذهول بملامحها بعد ان اتسعت عينيها وهي تتبادل النظر بين عينيه وكفه الممدودة وقالت بتلعثم وهي تمد يدها بتردد ..
.."..اس.....اسمحلك ياخويا.."..
..مالت شفتيه بابتسامة جانبية ورفع كفها ليقبله ..وما ان لمست شفتيه ظهر يدها ..شهقت مذعورة وهي تسحب كفها للوراء وتقول ..
.."..استغفر الله العظيم.."..
..ضحك ابراهيم بصوت عال وقال وهو يعتدل بجلسته فوق كرسيه ويستعد لمعاودة القيادة ..
.."..اشكرك يا بنت عمي..وبالمناسبة السعيدة دي وبعد هذا اليوم الحافل  ..ايه رايك اعزمك على العشا في مكان هادي .."..
..قالت بعد ان استعادت جزء كبير من ثباتها..
.."..مالوش لازمة المكان الهادي دا ..احنا وقيل ماندخل الحارة نعدي على محل الكشري نجيب علبتين تلاتة وطبقين رز باللبن وحاجة ساقعة ونروح البيت.."..
..رفع ابراهيم حاجبيه لاعلى وهو يردد..
.."..كشري.."..
..وبعد برهة من الوقت كان ابراهيم يحمل بكلتا يديه اكياس بلاستيكية تحوي بداخلها اطباق الكشري والارز باللبن ..ويمشي بجوارها داخل الحارة بعد ان اصرت هي بركن السيارة داخل جراج العم اسماعيل واوصته بها جيدا..
..واثناء سيرهما واتجاههما لبيت ايمان ..كانت هي تلوح بيدها لكل اهل الحارة الذين كانوا ينادونها ويشيروا اليها بالتحيات الحارة ..
..وعند باب بيتها اخذت تمسد فوق سطحه ثم وضعت المفتاح به لتفتحه وعند اول خطوة بداخله كانت تقول بصوت خافت ولكنه مسموع..
.."..بسم الله الرحمن الرحيم .."..ضغطت على زر الاضاءة ثم استدارت لمن يقف خلفها تدعوه بيدها للدخول وهي تقول ..
.."..اتفضل .."..
..دخل ابراهيم بخطوات بطيئة وهو يجول بعينيه كل ارجاء المكان والذي كان عبارة عن صالة تحوي اثاث يتسم بالبساطة الشديدة ..اريكة وكرسيين ومنضدة صغيرة تتوسطهم ومنضدة اخرى كبيرة تلتصق بالحائط وفوقها شاشة تلفاز متوسطة الحجم..
..التفت اليها عندما قالت بصوت هادئ..
.."..نورت بيت عمك اللي على اد حاله.."..
..ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة رقيقة وهو يقول ..
.."..بيت عمي منور ببنته.."..
..وضع الاكياس الذي يحملها فوق المنضدة ..ثم اتجه اليها وهو يقول ..
.."..تسمحيلي ادخل الحمام.."..
..كانت تحدق به ببلاهة ظاهرة بملامح وجهها فقالت ..
.."..ها..."..
..اقترب بوجهه من وجهها وهو يميل عليها وهمس بقوله..
.."..الحمام.."..
..ابتعدت للوراء وقالت وهي تتلكئ بكلماتها وتشير بيدها ناحية الحمام ..
.."..اهو ..اتفضل ..على ايدك الشمال.."..
..هز راسه والابتسامة الماكرة مازالت تزين شفتيه وهي تنطق..
.."..شكرا.."..
..تخطاها بعد ان مس كتفها متعمدا فابتعدت جانبا ونظرت لظهره العريض وهو يدلف للحمام ..تسارعت انفاسها وقالت وهي تضرب صدرها بكفها ..
.."..احيييه ..الجدع دا هيبات معايا ازاي في بيت واحد.."..
رمت بنفسها فوق الاريكة وتنهدت باستسلام ..نظرت للاكياس فبدأت بفكها واعداد الاطباق استعدادا لتناول العشاء ..
..وبعد عدة دقائق خرج من الحمام وبيده منشفة صغيرة وقال وهو يتمعن بملامح المكان حوله مرة اخرى..
.."..بس غريبة ان البيت نضيف مع انك سايباه من مدة طويلة.."..
..اجابته ايمان وهي تضع طبق الكشري ناحية كرسيه الذي جلس عليه
.."..عزة صاحبتي من ساعة ماسافرت وهي بتيجي تنضف البيت..عشان لو انا جيت في اي وقت.."..
..مدت له يدها بالملعقة وهي تقول ..
.."..اتفضل .."..
..امسك بالملعقة وبدا بتناول طعامه بحرص شديد وبكمية قليلة جدا فوجد طعمه لا بأس به ..وحين ناظرها وجدها تضع سائل الزيت الممزوج بالفلفل الحار فوق طبقها والذي يسمونه المصريين..شطة زيت..ثم اشارت بباقي الكيس له وهي تقول..
.."..بتحب الشطة ..احطلك.."..
..اتسعت عينيه وهو يقول ..
.."..هو اللي انتي غرقتي بيه الطبق بتاعك دا شطة .."..
..قالت وهي تاكل باستمتاع واضح..
.."..هو الكشري ميتاكلش غير كدة ..شطة ودقة.."..
..ظل يحدق بها وهو يأكل حتى بادرها بسؤاله..
..".. انتي ليه صممتي تيجي هنا انهاردة.."..
..وضعت ملعقتها جانبا وقالت بصوت حزين ..
.."..يمكن عشان حسيت اني يتيمة انهاردة..وان كان نفسي يبقوا موجودين عشان اترمي في حضنهم ..قلت لما انام في اوضتهم وعلى سريرهم ..يمكن احس بيهم حواليا ..يطمنوني ويحسسوني بالامان.."..
..اخترق الحزن جدران قلبه عند سماعها فوضع طعامه جانبا وامسك بيدها وهو يقول ..
.."..انا اسف ياايمان ..اسف.."..
..كادت ان تسعل وقامت بتحرير يدها وعينيها من نظرات عينيه الثاقبة..فأمسكت بجهاز التحكم بالتليفزيون وقامت بتشغيله ..فظهر امامها فيلم رعب ..فشهقت وهي تقول وتشير له لكي ينظر للشاشة..
.."..فيلم رعب ..بس شكله خطير ..بص ..بص كدة ياباشا.."..
..التفت براسه ناحية الشاشة ببطئ نزولا عن رغبتها الملحة فوجد هذا الرجل الذي يضع قناع ابيض فوق وجهه ويلاحق فتاة تصرخ وتحاول الهرب او الاختباء منه..
..عاود النظر لايمان فوجدها تغطي عينيها بيدها وتقول ..
.."..ها ..لاقاها ولا لسة .."..
..قام من مكانه وجلس بجانبها واقترب بوجهه من وجهها وهمس ..
.."..لاقاها .."..
..عندما شعرت بجلوسه بجانبها وانفاسه تضرب وجهها ..رفعت يدها من فوق عينيها فاهتزت حدقتيها وهي تناظر كلتا عينيه التي تنظر اليها بقوة ..مال براسه لاسفل ليقترب اكثر من شفتيها..فانتفضت بمكانها وهبت لتقف ..ازاحت المنضدة الصغيرة قليلا لتقف بالنهاية بمنتصف الصالة وهي تقول بتلعثم ..
.."..انا ..انا هنام ..عشان........"....
تلعثمت اكثر وهي تقول له ..
.."..عشان ...عشان ايه قول معايا....ااه...عشان انهاردة تعبنا ..قصدي انا اللي تعبت .."..
اشارت لحجرتها وقالت ..
.."..انت هتنام في اوضتي ..وانا هنام في اوضتي......."..
..صرخت بقولها وهي تشير لحجرة والديها...
.."..لاااا...لا..انا هنام في اوضة ابويا وامي .."..
..ضحك ضحكة خافتة وقال وهو يستقيم بوقفته ويتجه اليها فتراجعت للوراء خطوتين وهي تزدرد ريقها بصعوبة..
.."..ممكن اسالك سؤال.."..
تنحنحت حتى ينجلي صوتها وقالت بتوتر..
.."..سؤال ايه.."..
.."..ممكن افهم انتي ليه لغاية دلوقتي بتقوليلي ياباشا ..مع انك بتنادي الكل بأساميهم..هو ابراهيم اسم صعب تقوليه.."..
..هربت من عينيه ولوحت بيدها وهي تقول ومازال التوتر يشوب نبرة صوتها..
.."..لا مش صعب ولا حاجة...بس انا اول ماشوفتك وانا بقولك ياباشا ..فلزقت في بوقي .."..
..مد يده ليمسك بخصلة من شعرها يلفها حول اصبعه وقال بتودد..
.."..طب حاولي معايا كدة ..قولي اسمي يمكن يلزق مكان الباشا.."..
..نظرت لخصلتها التي تلتف حول اصبعه بسهولة ..فحررتها بسرعة وقالت وهي تتجه لحجرتها بتلعثم واضح ..
.."..انا داخلة انام ..ابقى غطي التلفزيون..واقفل الاكل..تصبح على خير .."..
..دلفت لغرفتها مسرعة واغلقت الباب بقوة وهي تسمع صوت ضحكاته العالية تصدح بصالتها الصغيرة..وضعت يدها فوق صدرها الذي كان يعلو ويهبط بسرعة وهمست لنفسها..
.."..وبعدين بقى في الجدع دا..منين كان عايز يطلقني ..ومنين بيتنحنح دلوقتي ..الجدع دا خطير ولازم اخد بالي منه..هو صحيح عسل ..بس بردو الاحتياط واجب .."..
..نزعت ملابسها وارتدت جلباب والدتها الواسع ..ضربت جبهتها بقوة وهي تقول..
.."..دا مجابش معاه حاجة يلبسها .."..
..امسكت بجلباب يخص والدها وخرجت من غرفتها و قبل ان تتجه لغرفتها وجدته مازال بالصالة جالسا فوق الاريكة يشاهد الفيلم وبيده طبق الارز باللبن يأكله باستمتاع واضح .. 
..التوت شفتيها وقالت وهي تمد يدها له بالجلباب المطوي ..
.."..اتفضل..دي جلابية البيت بتاعة عمك..متهيئلي تيجي على مقاسك". 
..نظر يتفحصها من اسفلها لاعلاها وقال وهو يمسك بالجلباب ..
.."..شكرا يا بنت عمي.."..
..تنحنحت واسرعت لغرفتها واحكمت اغلاق بابها..رمت بنفسها فوق سرير والديها عسى ان تشبع من رحيق ذكراهما المعبق بالمكان..تدثرت بالغطاء جيدا وحاولت ان تغمض عينيها بقوة لعلها تذهب بسبات تام يمنعها عن التفكير بذاك الذي ينام بغرفتها وفوق سريرها..
..دلف ابراهيم لغرفتها وهو يمسك بالجلباب والابتسامة تزين شفتيه ..تفحص الغرفة كعادته فوجد سرير صغير يتوسط الغرفة واريكة قابعة تحت النافذة الخشبية..ومكتب صغير ولكنه تعجب ورفع حاحبيه عندما وجد بدلا من الكتب بطارية خاصة بالسيارات وادوات خاصة بعملها كميكانيكي..
..اتجه ناحية دولابها وفتحه ليجد ملابسها مرتبة بعناية ورائحة ذكية كرائحة الورد تفوح حوله فتنفسها ليملأ بها صدره عن اخره ..اصدر ضحكة خافتة عندما وجد لعبة صغيرة وكانت على هيئة عروس من القماش وضحك بصوت عال عندما وجدها ترتدي الزي الخاص بعامل الميكانيكي . .
..ظل يقلب بالعروسة ويتأملها جيدا فكانت تشبه ايمان الى حد كبير بضفائرها السوداء التي تتراقص فوق كتفيها وبقبعتها التي تلبسها بالوضع المعاكس ..وبعينيها الواسعة ذات القرص الاسود البراق..جلس فوق حافة الفراش ورفع عينيه للباب املا بان تاتي ولو باي حجة او بدون ..وجد قلبه قبل عقله يخيل له بانه سوف يحتجزها معه هنا ولن تخرج ولو طلبت له الشرطة كما هددته من قبل عندما حملها فوق كتفه واتهمته بالتحرش ...ضحك ساخرا على نفسه ومايهواها ..ظل منتظرا ولكن بدون فائدة فقرر ان يذهب اليها ليتحدث معها في اي موضوع ..فالنوم لا سبيل معه هذه الليلة..
..وصل الى بابها رفع يده وقبل ان يطرقه وصل لاذنه صوت غريب ولكنه مزعج..فهمس لنفسه ..
.."..معقول بتشخر ..لا دا كدة الموضوع محتاج تدخل جراحي .."..
..التصقت اذنه بالباب لكي يتأكد فطأطأ براسه وقال بانكسار..
.."..هو..هو الصوت بغباوته .."..
..فتح الباب بهدوء ودلف للغرفة بخطوات بطيئة وجدها بالفراش متدثرة جيدا بغطائه ..شعرها يفترش وسادتها وتحتضن الوسادة الثانية وتستند برأسها عليها ..اقترب منها ومال بجذعه قليلا للأمام واخذ يتأمل بملامحها وابتسامة تتزين شفتيه وهو يقول بصوت خافت..
.."..مجنونة وعاقلة بنفس الوقت..هتجنيني يابنت عمي.."..
..لا يعي لماذا تلك الشفتين المكتنزتين والمفتوحتان تغريه بشكل قوي ..قاوم ذلك الاحساس فتنحنح وقال بصوت مسموع..
.."..ايمان اصحي..ايمان اصحي اعدلي راسك .."..
..لم يجد رد اروع من صوت عال من وصلة شخيرها المزعج ليجد نفسه يتراجع للوراء خطوتين ..ضرب كفيه ببعضهما وهو يضحك ويستغفر في أن واحد..خرج من الغرفة وظل بالصالة جالسا فوق كرسيه ليكون قريبا منها حتى مالت راسه جانبا وراح بسبات تام..
..وبعد الكثير من الوقت فتحت ايمان عينيها لتزفر بضيق وهي تقول بصوت يشوبه الكثير من النعاس..
.."..الواحد يكون نايم في احلاها نومة وبيحلم كمان ويطب عليه انه لازم يروح الحمام .."..
..نفضت عن نفسها الغطاء وخرجت من الغرفة وهي تحك راسها باصابعها لتشهق بذعر عند رؤية هذا المتكوم فوق الكرسي..اقتربت منه بخطوات حذرة ومالت برأسها ناحيته وتفحصت ملامح وجهه فوجدته غارقا بنومه ..تراجعت براسها للخلف وهي تقول بصوت هامس..
.."..دا ايه اللي منيمه هنا.. وكمان نايم بهدومه ومغيرش...طب ...طب اصحيه ولا اعمل ايه..وبعدين بقى في الحوسة دي.."..
..اتجهت لغرفتها وسحبت الغطاء من فوق السرير ثم عاودت الرجوع لهذا النائم ..وبحذر شديد وضعت الغطاء فوقه وقامت بتثبيته جيدا من حوله..ثم هرولت مسرعة للحمام..وبعد خروجها لم تستطع ان تمنع نفسها من القاء نظرة اخيرة عليه وبعدها وبخطوات واسعة جرت لغرفة والديها ...
..دثرت نفسها بالغطاء وهي تتحدث مع نفسها بتعجب ..
.."..منين كان متلهف يطلقني ..ومنين نايم دلوقتي على كرسي جمب اوضتي بعد ماصمم ييجي معايا..ماهو انا عايزة افهم ..اللي بيعمله معايا دا واجب ولا........"..
..ضربت وجنتها بقوة وهي تقول..
.."..ولا ايه يابت ياايمان..انتي هبلة...الباشا هيقع فيكي انتي ...فوقي كدة وصحصحي ..هي القضية هتخلص وكل واحد هيروح لحاله..هو بس بينكشك مش اكتر.."..
..رفعت عينيها لسقف الغرفة وهي تقول بغيظ. 
.."..منك لله ياعمي..انت السبب في الورطة العسل دي"..
..زفرت بضيق وقالت باستنكار تؤنب نفسها..
.."..عسل ايه بس..دا عسل اسود ومهبب.."..
اغمضت عينيها بقوة وكانها بذلك تستدعي النوم لياتي اليها ولكن بخطوات متبخترة فنامت بالفعل ولكن عند بزوع اول خيوط الصباح المضئ..
..دقت الساعة العاشرة والنصف صباحا ليميل ابراهيم برأسه يمينا ويسارا بعد احساسه ببعض الالم بجانبي رقبته فتح عينيه ليجد زوجته واقفة امامه متكتفة بذراعيها امام صدرها ..ترتدي جلبابا واسعا تبدو انها تخص والدتها ..وفوق رأسها قبعتها ترتديها بوضع معاكس كعروستها تماما ..
..تجبد ابراهيم بجسده وقال بصوت هادئ ..
.."..صباح الخير.."..
..مطت ايمان شفتيها وقالت ..
.."..صباح النور..ممكن اعرف انت ليه نمت هنا ..".. 
..قال بتأفف..بعد انرهب بوقفته..
.."..وهو انا عرفت انام من صوت شخيرك دا ..انتي لازم تعملي عملية على فكرة ..لو مكانش عشانك يبقى عشاني انا.."..
..انتقلت بعينيها بينه وبين باب غرفتها وقالت مستغربة بعد ان قطب جبينها وضاقت عينيها..
.."..وعشان صوت شخيري تقوم سايب الاوضة وتيجي تنام هنا.."..
..ثم ضمت اصابع كفها الخمسة ودارت بهم فوق رأسها وهي تقول بخوف..
.."..وكمان بعد الشر عليا من العمليات.."..
..ثم اشارت الي وجهه بأصبعها وهي تقول بغيظ..
.."..خلي بالك انك كل شوية تجيب سيرة شخيري شخيري..انت كدة بتجرح مشاعيري كانثى وانا سكتالك ..بس دي اخر مرة ومش هسكتلك تاني.."..
..حدق بها ثم مال براسه للوراء وصوت ضحكاته تملأ المكان من حولهما ..عاود النظر اليها وقال ساخرا من بين ضحكاته وهو يفرد كفه وراء اذنه..
.."..ايه ايه..سمعيني تاني كدة..عشان مسمعتش كويس ..انثى.."..
..نظر اليها من اسفلها لأعلاها ثم امسك بذراعها وسار بها ناحية المرآة الملتصقة بالحائط بجانب باب الشقة..  واستطرد قوله بنفس النبرة الساخرة ..
.."..هي فين الانثى دي.."..
..تخصرت وهي تضرب الارض بقدميها ..نفضت ذراعها من قبضته ثم رفعت يدها تنزع القبعة من فوق راسها وترميها ارضا ..ثم نزعت المشبك الذي يضم شعرها ككعكة صغيرة بمنتصف رأسها..فانسدل شعرها الاسود مفرودا فوق ظهرها ..ثم نزلت بكفيها وراء ظهرها لتضم تلابيب جلبابها الواسع الذي ضاق فارتسمت ملامح جسدها الانثوية بوضوح فقالت بصوت حاد وهي تنظر بتحدي لوجهه المنعكس بالمرآة ..
.."..انثى دي ولا مش انثى يامتعلمين يابتوع المدارس....""



الفصل السادس والعشرون 

..التمعت بعيني ابراهيم نظرة اعجاب واضحة وهو يتفحص ملامحها بتمعن.. فاقترب اكثر منها وحاوط خصرها وذراعيها المتكتفة خلف ظهرها بذراعيه القوية ..ثم مال برأسه واغمض عينيه منتشيا وهو يغمس وجهه بشعرها وهمس بصوت مسموع من بين قبلاته ..
.."..انثى ..احلى انثى ..انثى مجنناني ومطلعة عيني .."..
..ظهر الارتباك والتوتر بوضوح فوق صفحة وجهها..وارتج جسدها الذي شعر ولاول مرة بمن يحتله ويعبث بملامحه وكأنه يبحث عن شيء ما بين ارجائه..رمشت بعينيها عدة مرات حتى اغمضتها وهي تحاول هباءا وبقوة واهية فك اسر جسدها من بين ذراعيه..لتجده يتمادى عندما رفع يده يزيح شعرها حتى يستطيع ملامسة رقبتها بشفتيه..كادت ان تنهار قواها وتخونها ارادتها ففتحت عينيها عن اخرها  لترى انعكاس مايحدث بالمرآة..انتفضت من بين ذراعيه واستدارت لتواجهه ..فاستجمعت بشق الانفس الباقي من قواها الهاربة لتصيح بصوت مبحوح متلعثم وهي تلوح امام وجهه بذراعها..
.."..انت ..انت...بتعمل ايه .."..
..ارتسمت فوق شفتي ابراهيم ابتسامة ماكرة وقال بصوت قوي وهو فاتحا ذراعيه..
.."..في ايه ياإيمان...هكون بعمل ايه يعني .. الانثى مراتي وبحضنها.."..
..وعندما تقدم ناحيتها رفعت اصبعها أمام وجهه وهي تصيح بصوت مرتجف..
.."..اياك تقرب خطوة واحدة انا بقولك اهو ..انت فاكرني ايه..وكمان هي صرخة واحدة وهتلاقي نفسك متعلق على باب الحارة "..
..هز ابراهيم رأسه بتعجب وهو يقول..
.."..هاكون فاكرك ايه مثلا...وكمان هتقوليي ايه لأهل الحارة لو صرختي..الحقوني ..جوزي عايز يبوسني بعد مااتحرشت بيه..بدل المرة مرتين"..
..اتسعت عينيها وهتفت بقوة وهي تشير لنفسها بصدمة ..
.."..انا اتحرشت بيك انت وكمان مرتين..عيب على فكرة..عيب لما تبقى باشا طويل وعريض كدة وتكدب ..عيب اوي.."..
..هز رأسه بالنفي وقال وابتسامة ماكرة تداعب شفتيه..
.."..انا مش كذاب ..اول مرة ياستي وانا شايلك فاتعلقتي برقبتي زي الطفل الصغير وقولتيلي......"..
..مال اليها وهو ينطق بكلمته الاخيرة ..فأمسكت ايمان بمقدمة جلبابها وقالت بتلعثم وهي تحاول ان تحافظ على ثباتها عبثا..
.."..ها..هكون قلت ايه يعني..اي كلام فارغ...."..
..اقترب اكثر منها وهمس أمام وجهها وعينيها المتسعة..
.."..قلتيلي ..ريحتك حلوة اوي ياهيما ..ماتجيب بوسة ..واهو تاني مرة دلوقتي بتوريني اد ايه انك انثى .. يبقى مين اللي بيتحرش بمين ياهانم.."..
..اصابتها نوبة من السعال عندما حاولت ان تنفي تلك التهم عنها ولكنها ظلت تسعل حتى ادمعت عينيها فحاوطها ابراهيم الذي شعر بالقلق عليها واخذ يربت فوق ظهرها بهوادة وقال ..
.."..اهدي ياايمان اهدي..يابنتي انتي مراتي.."..
..توقفت عن سعالها بشق الانفس وتراجعت للوراء وهي تضع يدها فوق صدرها وتقول بجدية ..
.."..ااااه...ماهي دي بقى الكلمة اللي بيضحكوا بيها الشباب المحسوكة على البنات الهبلة عشان يوقعوهم ...قال يابت انتي مراتي قال...لا ياباشا فوق واصحى ..مش كل الطير ..انا الاسطى ايمان احمد .."..
..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا ..وضرب كفيه ببعضهما وهو يقول مؤكدا لها ..
.."..بس انتي فعلا مراتى يااسطى ايمان احمد.."..
..ادركت حقيقة ما قاله بالفعل فلوحت له بيدها وحاولت ان تهرب بعينيها عن عينيه التي لا تحيد عنها فقالت بتلكؤ..
.."..ايوة ما ..ما انا عارفة ..بس جوازنا احنا غير جواز المتجوزين بعد الجواز بجد .."..
..تقطب جبينه وضاق مابين حاجبيه وهو يميل لها بجذعه متسائلا بتعجب..
.."..نعم ..جواز مين ومتجوزين ايه..انا مش فاهم .."..
..تعالى صوتها الحاد وقالت بعد ان فاض بها الكيل..
.."..الخلاصة ياباشا ان قلة الادب اللي حصلت من شوية متتكررش تاني انا بقولك اهو ..وسيبك من حوار يابت انتي مراتي وياجدع انت بعلولتي.."..
..تنهد ابراهيم بيأس وتقدم ناحيتها خطوة واحدة بهدوء فتراجعت بحركة لا ارادية لتصطدم بحافة المنضدة..فأسرع ابراهيم بقوله وهو يشير لها بيده ان تهدأ..
.."..هو احنا مش اتفقنا اننا نتعرف ونقرب من بعض ..علشان نفهم بعض اكتر.."..
..اسرعت هي بدورها لتهرب من محاصرته لها فتخطته لتقف بمنتصف الصالة وهي تتخصر قائلة بعصبية..
.."..وهو التعريف والتقريب مايبقاش الا بالنحنحة والسيكو سيكو.."..
..ضاقت عينيه وقبل ان يتسائل مرة اخرى عن معني كلماتها التي تشبه اللوغاريتمات ..تابعت وهدرت امامه بقوة..
.."..اسمع بقى لما اقولك ياباشا انا اتفقت مع عمتك يوم كتب الكتاب هناك في بلد التراكوة..ان جوازنا من غير قلة ادب ..مات الكلام...أمين.."..
..ارتسم الغيظ فوق ملامح وجهه وقبل أن يخطو ناحيتها سمعا رنين جرس الباب ..فأسرعت ايمان لفتحه لتجد صديقتها عزة تقف متخصرة وقالت بعد مامطت شفتيها ..
.."..تيجي وتباتي ولغاية دلوقتي ماشوفكيش.."..
..امسكتها ايمان من تلابيب عبائتها ودفعتها داخل احضانها بقوة وهي تهتف ..
.."..حبيبتي جيتي في وقتك بالظبط.."..
..دارت حدقتي عزة بتعجب وقالت مستغربة..
.."..هو في ايه..مالك يابت..اوباا ..الباشا منورنا .."..
..نفضت عزة ايمان من بين ذراعيها بقوة واتجهت ناحية ابراهيم الذي كان ينظر شزرا لزوجته التي كانت تهرب بعينيها بعيدا عنه ..
..مدت عزة يدها للمصافحة وقالت ..
.."..اهلا ياباشا انا كنت هروح الشركة بس انهاردة الجمعة زي مانت عارف..فبكرة ان شاء الله اروح ..ولا سيادتك رجعت في كلامك.."..
..صافحها ابراهيم وقال بصوت جاد ..
.."..لا ياانسة عزة انا مابرجعش في كلمتي ..واول ماتسلمي ال C.V بتاعك بكرة هتستلمي شغلك على طول .."..
..تهللت اسارير وجه عزة وقالت بحماس ..
.."..انشالله يخليك ياباشا..تسلم ..حضرتك وايمان معزومين عندنا انهاردة ع الغدا .."..
..نظر ابراهيم لإيمان لكي تعفيه من تلك الدعوة ولكنه اشتاط غيظا عندما هتفت ايمان بقوة..
.."..طبعا ياختي جايين ودي عزومة حد يفوتها ..دا حتى يبقى بطر ع النعمة نتحاسب عليها..خليكي انتي بقى معايا نفطر كلنا مع بعضينا .."..
..اتجهت عزة للباب وهي تقول ..
.."..لا مش هينفع امي بعتاني اجبلها كام حاجة قبل الصلاة والواد بلاطة في الورشة مع طيارة ..سلام ياقمر ..سلام ياباشا.."..
..اقترب ابراهيم من ايمان بعد خروج عزة وقال بصوت غاضب..
.."..ايه اللي خلاكي تقبلي ..احنا كنا شوية وهنمشي.."..
..اتجهت ايمان لكرسيها وجلست فوقه بأريحية وقالت وهي تلوح بيدها ..
.."..لا ياباشا انا جدي قالي مستنيكي ع العشا مش ع الفطااار ..وكمان انا ورايا حاجات كتير هنا عايزة اتمم عليها الاول.."..
..نظرت ايمان لجلباب ابيها المطوي بجانبها فأمسكت به ومدت به اليه قائلة ..
.."..اتفضل خش الحمام واتوضا عشان تلحق الصلاة ..ولا هتفضل قاعدلي في البيت كدة .."..
..انتقل ابراهيم بعينيه بين وجه زوجته الجامد وبين الجلباب ..مال بجذعه ناحيتها وامسك بالجلباب وقال ..
.."..هصلي الجمعة هنا في الحارة.."..
..هبت ايمان لتقف وبعد ان عقدت ذراعيها قالت بغضب ..
.."..ومالها بقى الصلاة في جامع حارتنا.. مش هتتقبل ..ولا الصلاة اللي في جامع البشاوات هي بس المقبولة.."..
..اشتدت قوة قبضته بقماش الجلباب حتى تجعد وهو يقول بعصبية..
.."..انا اقصد اني معرفش حد هنا..مقصدش الافكار السودا اللي في دماغك دي.."..
..لم تجبه والتفتت برأسها التي رفعتها عاليا بعض الشئ للناحية المعاكسة ..اختلست نظرة جانبية لتراه يتوجه ناحية الحمام وهو يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة..لتعاود هي جلوسها تفكر فيما حدث وكيف انها ضعفت امامه هكذا ..
..وبعد برهة من الوقت خرج ابراهيم من الحمام مرتديا الجلباب الابيض ليجد من تقف بالصالة تنتظره..وابتسامة جميلة تزين وجهها ..قالت وهي تنظر له من اسفله لأعلاه..
.."..الجلابية كأنها متفصلة عشانك ..اتاريك في طول ابويا الله يرحمه وانا مش واخدة بالي ...اتفضل بقى خد العشين جنيه دول.."..
..قطب ابراهيم جبينه وهو ينظر الي تلك النقود ثم انتقل بعينيه الى وجهها وتسائل ..
.."..عشرين جنيه .."..
..امسكت ايمان كف يده وغمست بداخله الورقة المالية وهي تقول بصوت هادئ..
.."..بص ياسيدي..انت بعد ماتخلص صلاة تروح تجيب بتلاتة جنيه فول وباتنين جنيه طعمية..وحزمة بصل اخضر وحزمة جرجير ...و...و ايه تاني يابت ياايمان ..اه....بتلاتة جنيه عيش من الكبير المفقع ..وبس ..هات الباقي وتعالى.."..
..فغر فاه ابراهيم وهو ينظر لها ببلاهة ..وبعد لحظات ادرك ما طلبته منه فنفض يده منها وهتف بها بغضب وهو يشير لنفسه ..
.."..انتي عايزاني انا ابراهيم سالم ..اجيب الحاجات العجيبة دي..مستحيل طبعا .."..
..تخصرت ايمان وردت بنبرة صوت غاضبة هي الاخرى ..
.."..وفيها ايه يعني لما تجيب معاك حاجة الفطار وانت راجع زي كل رجالة الحارة ..ولا حضرتك على راسك ريشة..ولا شايف نفسك احسن منهم.."..
..زفر ابراهيم بضيق واغمض عينيه وهو يلتفت برأسه للناحية الاخرى ثم قال بغيظ من بين اسنانه..
.."..ياايمان انا مش شايف نفسي احسن من حد...انا بس معرفش حد هنا ..ولا اعرف الحاجات الغريبة اللي طلبتيها دي.. مقفع وحزمة معرفش ايه دي ..اللي معرفش بتتباع فين اصلا .. ايه رايك ..تعالي معايا وانا هفطرك في كافيه .."..
..تنهدت ثم اقتربت منه وهي تهز رأسها وقالت بهدوء..
.."..فطار الكوفيات دا ماليش فيه لا يشبع ولا يملى الدماغ ... بص ركز معايا..وانت خارج من الجامع هتلاقي تلات اربع الرجالة رايحين مجموعة كدة على بعضيهم ناحية مكان معين ..تروح وراهم بالظبط ..هتلاقي نفسك قدام محل الفول ..في اللحظة دي ياباشا لازم تقلب وتكون زي الواد طيارة ..يعني تحارب عشان تكون في الصف القداماني.."..
..ضاقت عيني ابراهيم وهو يقول بتعجب..
.."..في الصف ال ايه....."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت بنفاذ صبر..
.."..في الصف الاولاني ..فهمت.."..
..اصطكت اسنان ابراهيم ببعضها وهو يقول..
.."..فهمت ..وبعدين .."..
..اشارت بيدها ناحية اليسار وقالت..
.."..بعد ماتجيب الفول والطعمية هتلاقي على شمال المحل الست أم سلامة بتاعة الخضرة ..تجيب منها حزمة البصل والجرجير..وانت راجع بقى على هنا هتلاقي ميييين.."..
..كز ابراهيم بأسنانه وهو يقول بغيظ ..
.."..اللهم طولك ياروح..ميين ياايمان.."..
..صفقت بيدها بقوة فأجفلته وهي تقول..
.."..عم جابر بتاع العيش ..تجيب تلات ارغفة مفقعين ..وتانك جاي على هنا على طول..صعبة دي .."..
..ازدادت حدة انفاس ابراهيم فضرب راحة كف يدها واضعا الورقة المالية بداخلها وهو يقول بصوت اجش حاد..
.."..اتفضلي العشين جنيه بتوعك ..انا معايا فلوس ..ثم ليه متجبيش انتي الحاجات دي .."..
..قامت بثني الورقة المالية وقالت بثقة ..
.."..قانون حارتنا ان مافيش ستات تخرج يوم الجمعة.."..
..تشنجت عضلات فكه مماقالته من هراء ..اراد انريهدر أمام وجهها ولكنه وجدها تدفع به ناحية الباب عندما صدح صوت المؤذن بالجامع تمهيدا لصلاة الجمعة ..فقالت بحزم..
.."..يالا عشان متتأخرش على الصلاة... ومتنساش اللي قلتلك عليه.."..
..صدح صوت هاتف ابراهيم فتوقفا الاثنان عند الباب واجاب ابراهيم عندما وضع الهاتف فوق اذنه..
.."..ايوة يامراد.....لا الغي الاجتماع ..لا انا ولا ايمان جايين ..ومن غيرنا الاجتماع ماينفعش..قول لوالدك مش فاضيين ....ورانا ايه.......ورانا فول ومقفع وجرجير ..سلااام قبل مااكسر التليفون.."..
..ضحكت ايمان بصوت عال فوجدت من ينظر اليها شزرا ..فكتمت ضحكتها فأشارت له بيدها وهي تقول ..
.."..لموأخذة.."..
..وضع ابراهيم هاتفه بجيب جلبابه ثم قال..
.."..لغيت اجتماع مهم عشان خاطرك..اتمنى يكون في شوية تقدير بعد كدة .."..
..مطت ايمان شفتيها وقالت بصوت خافت..
.."..ان شاء الله.."..
..واثناء خروج ابراهيم من الباب لمحت ايمان الشيخ سعيد شيخ الجامع يمر من أمامها ..فتهفت بصوت عال بإسمه ..
..اتجه ناحيتها الشيخ والقى السلام عليهما ..لوحت ايمان بيدها وقالت ..
.."..ازيك ياشيخ سعيد..ياريت تاخد الباشا معاك الجامع لحسن دي اول مرة يصلي بجامع حارتنا.."..
..صافح الشيخ ابراهيم بحرارة وتأبط ذراعه وقال بحميمية..
.."..تعال يابني اتعجز عليك..نورت الحارة.."..
.. واخذ يتحدث معه وهو يسير به ناحية الجامع وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد....اغلقت ايمان الباب وهي تشعر بقلبها يتراقص بين اضلاع صدرها ....     
..أثناء ذلك انزل مراد الهاتف من على اذنه ونظر اليه بتعجب وقال هامسا لنفسه..
.."..ابراهيم اتجنن ..ايمان قضت عليه تماما.."..
..انتفض مراد عندما نكزه ابيه وهو يقول بصوت غاضب..
.."..هنستنى كتير ..كل اعضاء مجلس الادارة موجدين ماعدا البيه ابن عمك هو والبت بتاعته..هما فين.."..
..خاف مراد من مواجهة ابيه..فاتجه ناحية المنضدة الكبيرة والتي تضم حولها كل الاعضاء وقال بصوت قوي..
.."..انا اسف لحضراتكم يا جماعة..ايمان هانم تعبت فجأة ونقلوها للمستشفى وطبعا ابراهيم بيه مقدرش يسيبها ..هما الاتنين بيعتذروا وبيأجلوا الاجتماع لمعاد تاني هنبلغ بيه حضراتكم..."..
..تعالت صوت همهمات وغمغمات بين الاعضاء الا صوت والده الذي امسك بذراع ابنه وسحبه حتى النافذة الواسعة التي تتوسط حائط غرفة الاجتماعات وهدر بجانب اذنه بصوت خافت حاد..
.."..ابن عمك هو والبت الشوارعية بتاعته بيستهزوأ بيا ..وانت بتساعده ..انا هندمكوا ندم عمركوا ..الاجتماع بكرة ولو مجاش ..اقسم بالله هيكون اخر يوم ليه بالشركة.."..
..دفع به ليصطدم بزجاج النافذة واسرع بخروجه بخطوات تدب الارض من تحت قدمه..فزفر مراد بضيق وقال ..
.."..طب وانا مالي انا.."..
..وبعد برهة من الوقت خرج ابراهيم من الجامع وكان بجانبه الشيخ يواصل حديثه معه في امور شتى ..لاحظ الشيخ التفاف رأس ابراهيم يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن شيء..فسأله الشيخ..
.."..في حاجة يابني ..بتدور على حاجة .."..
..تنحنح ابراهيم وقال ..
.."..لا ياشيخ مافيش حاجة .."..
..لوح له الشيخ وهو يقول ..
.."..طب بالاذن انا يابني .."..
..امسك ابراهيم بذراعه وابتسم بحرج وقال بتلكؤ  ..
.."..هو حضرتك رايح فين ..قصدي ..لو هتجيب فطار ..تجيبه منين ..اقصد يعني...."..
..ربت الشيخ فوق ظهر يد ابراهيم وقال وهو مبتسما ببشاشة..
.."..تعال معايا..انا رايح اجيب فطار.."..
..تهللت اسارير ابراهيم وسار معه واطمئن بأن طالما الشيخ معه سوف تكلل مهمته بنجاح ..وقد كان ..فقد يسر له مهمته وكان من ضمن الصف الامامي عند محل الفول..
..صافح ابراهيم الشيخ بحرارة بعد ان ساعده بشراء كل مايلزمه ..وقبل ان يصل لبيت ايمان وجد عند بابها شاب ضخم مفتول العضلات يضرب بيده الجرس لتفتح ايمان الباب لتصرخ بصوت عال بعد ارتسم بصفحة وجهها علامات الدهشة والمفاجأة..
.."..حبيبي يابو صلاح.."..
..ارتمت ايمان بحضن الشاب الذي دار بها وهو يصيح مهللا..
.."..وحشتيني يامانوش.."..
..فغر فاه ابراهيم ووقعت الحقيبة البلاستيكية من يده التي تحمل بداخلها الطعام ارضا ..وجد نفسه يتجه مسرعا ناحيتهما بعد ان ثار بركان غضبه بداخله..وبيد واحدة امسك بذراعها الملتفة حول عنق هذا الضخم ..لتلتفت اليه ايمان براسها ..انزلها بقوة ارضا لتتفاجأ بعد ذلك بزوجها الذي امسك بتلابيب مقدمة قميص الشاب الضخم ليدفع به ناحيته ليضرب انفه بقوة بمقدمة رأسه..وهو يهدر امامه ..
.."..ابعد عنها ياحيوان.."..
..اصدرت ايمان شهقة عالية وكتمت فاهها بعدها وهي تنظر بذهول لصلاح الذي تراجع مترنحا للوارء خطوتين ..
..صرخت ايمان بوجه ابراهيم ..
.."..انت اتجننت ياابراهيم..انت مش عارف هو مين. "..
..ولأول مرة يسمع بها اسمه ارتجت اضلاع صدره وازدادت ضربات قلبه..كان سيطير فرحا لسماع اسمه من بين شفتيها ولكن رؤيتها في حضن غيره اثار جنونه .. فأمسك بكتفيها يهزها بقوة وهو يهدر امامها..
.."..اخرسي ..هيكون مين .."..
..وجد من يمسك بكتفيه ويدور به ليقف بقبالته ويقول بصوت قوي وهو يرفع قبضته عاليا..
.."..انا هعرفك انا ابقى مين............."........


تعليقات



<>