أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الفصل الثالث عشر والرابع عشر 

بقلم ريناد يوسف

توفيق سمع إن همام والسيد طفشوا  يعمل ايه ولا يسوى إيه، وشايف من العدل إن همام هو اللي يتجوز البت مش حد غيره لأن هو السبب وهو الظالم البادي.


وشويه وعاود على بيته والهم راكبه من ساسه لراسه وراح قعد جار مخلوف علي مصطبته وبقلة حيله قاله:


دبرني ياوزير، وديه بعد ماحكاله عن هروب التنين الأندال وطفشانهم من البلد، ومخلوف فضل ساكت معارفشي يقوله ايه ولا يشور عليه بأيه فموضوع لا فيه شور ولا قول ولا ليه غير حل واحد وهو اللي اتقال ومتنفذش. 


عم السكوت دقايق بعدهم رفع توفيق راسه من الأرض وبص بعينه للمربوط في الشجره بعيد واتنهد بمراره وهمس لمخلوف:


ياهل تري يامخلوف داي آخر واكبر طمايم كرار ولا حداه حاجات اكبر؟ مع اني مظونش إنه فيه أكبر من اللي عيمله ديه ولا هيكون..ولا اقولك.. مش هظون حاجه؛ عشان ولدي كل مره عيخلف ظني ويعمل اللي عمره مايخطر فخيالي.. طيب بذمتك أني لو كتلته على إكده مش اصلح ليه وليا.. والله وبالله لو كان حداي كرامات وععرف الجاي داسسلي إيه كنت عيملت كيف مالخضر عيمل في الغلام الصغير وخلصت الدنيا من شروره.. آاااخ يابوي على عمي البصر والبصيره واللي عاملينه فيا يامخلوف اااخ. 


مخلوف رد عليه بنبره هاديه وهو عيحاول يخمد النار اللي عتاكل فيه وكل:


إستغفر ربك ياتوفيق ديه كله قدر ومكتوب ومسطر عالجبين، ولازمن المكتوب يتقرا ويتشاف ياخوي.. هدي حالك بس إنت واللي سيرها هيرسيها. 


رد عليه توفيق بوجع: ولا بينها مرسى ولا واعيلها بر يامخلوف.. مواعيش غير بحر غويط من الهم وأني واقف فنصه وولدي كرار عيشدني لتحت عايز يغرقني.. واني عامل كيف اللي ليه ايام فنص البحر وقوته خارت وخلاص مبقاش فيه حيل يشابي ويعافر اكتر من إكده. 


مخلوف: هونها بس انت وهي هتهون لحالها والعُقد ليها حلال.. المهم.. مش كفايه على كرار إكده واروح افكه الواد تلاقي رجليه بادوا من الوقفه عليهم من عاشيه والبرد نخر جتته.. مش يوبقوا أُس الفساد حرين وعيرمحوا في الدنيا والمهبل اللي إنضحك عليه متربط وعيتعذب. 


توفيق: همله يتعذب لما يعرف إن الله حق عشان هو مش زيهم ولا ينفع يتشبه بيهم، ولا كان ينفع يماشيهم من اصله.. ديه واد المقاول يامخلوف واد المقاااااول. 


مخلوف قام وإتحرك من قدامه ناحية كرار وهو عيقوله: خلاص عاد يامقاول اللي حوصول حوصول والواد مهيتحملش اكتر من إكده.. خلص كلامه وكان بعد عن توفيق فطريق كرار ومداهوش أي فرصه إنه يعترض، ووصل لكرار وإبتدا يفك فيه، وكان أبو دراع جار منه عيلف تحت الشجر القريب، وبمجرد ماشاف ابوه عيفك فكرار جري عليه.. وأول مامخلوف خلص فك الحبل اللي كان بفضله كرار صالب طوله عالشجره.. هوى كرار من طوله ع الأرض،بس إتلقاه أبو دراع على اديه قبل مايوصلها.. وشاله ومشى بيه وهو حاسس إن قلبه متشتت مابين محبته ليه، وغيظه منه اللي مخليه عايز يرزعه عالأرض يقسمه نصين.. ووصل بيه أبو دراع حدا بيتهم وكان هيدخله جواه.. لكنه رجع تاني وعاود بيه لبيته هو، لأنه خابر إن توفيق مهيخليش حد يلافيه لقمه ولا بوق ميه حتي، والكل هيخاف منيه وينفذ عشان يأمن بطشه حتي حوريه مرته. 


ودخله بالفعل لبيته ونومه ففرشته وغطاه، وهمله وطلع، وكل ديه قدام توفيق اللي كان شايفه وعيتمني لو ولده كرار طلع فنص أخلاق ابو دراع بس، كان هيفتخر بيه ويرفع بيه راسه طول الوكت، مع ان التاني فيه هبابة طيش.. بس طيش مع قلب صالح مش طيش مع قلب جاحد مليان خبث. 


قام توفيق ودخل للبيت وراح على امه وقعد جارها وحكالها هي كمان اللي حوصول، وطلب منيها تقوله حل من الخبره اللي السنين علمتهالها، وأمه قالتله عالحل من وجهة نظرها.. 


عديله: اول هام عارفاك عقلك هيوديك لفين ياتوفيق.. وعقولك من دلوك موِته اهون عليه من إنك تعمل فيه إكده، وتجوزه وحده مش هو اللي خد شرفها ولا هو اللي بدا بالغلط معاها، َكمان اللي سبقه ليها تنين ولاد حرام وواد الحرام كياد ومهيخلوهش يرفع راسه في البلد، وكل ماهيشوفوه هيشاوروا عليه ويضحكوا عشان اللي آنيها فبيته وشايله إسمه هما دايسين عتبتها قبله. 


يوبقي مفيش غير إنك تعوض الراجل ديه باللي يسكته هو وبته ويكفيه، عشان يهمل بلده ويهج منها.. مع إنه لو حُر مش هيعملها وهيعمل حاجه تانيه خالص كلنا عارفينها، وهي اللي عتتعمل فالبنات اللي عيجرا فيها كيف اللي جرا لبته.. بس برضك عشان تخلص ضميرك.. اديه القيرشنات عشان توبقى دفعت ديتها وهو بعد إكده حر فيها. 


قام توفيق من جار أمه وهو حاسس إن اللي قالته هو الحل الامثل وراح على الصندوق الحديد بتاعه فتح قفله وطلع منه فلوس كتيره حطهم فجيبه وطلع. 


أما حوريه فبمجرد ماتوفيق همل البيت جريت علي بره تشوف ولدها ودموعها سابقاها، وبس خطت بره الباب ورايحه ناحية الشجرة اللي كان مربوط فيها كرار وقفها ابو دراع اللي كان عيدور في الطرومبه وهو عيقول:


ولدك نايم جوه ففرشتي روحيله حدش قاعد. 


حوريه سمعت إكده وإتهلل وشها بالفرحه عشان إتفك أسر ولدها وعرفت إنه أكيد إتفك علي يد أبو دراع، ولأول مره فحياتها ترفع اديها للسما وتدعيله بحسها العالي:


روح يابو دراع ياولدي ربنا مايرميك فديقه ويفكلك كل كرب قادر ياكريم.. خلصت كلامها وكانت وصلت للبيت ودخلته وراحت علي ولدها بلهفه وفضلت تحب فيه وتطبطب عليه ودموعها غرقت وشه وهو كمان دموعه سالت معاها وهو عيقولها بعتب: إكده يمه تهمليني وترمحي.. هان عليكي كرار تسيبيه لحاله فيد جوزك وانتي خابره إنه ممكن ينهي عمره فدقيقه وحده ومن غير مايرفله جفن! 


حوريه بندم: سامحني ياولدي غصب عني، وحتي لو كنت قعدت مكنتش هقدرع امنع اذاه عنك ولا كنت اقدر اقف في وشه وإنت خابر أبوك لما عيغضب عيوبقي عامل كيف الطوفان.. وخصوصي النوبه داي ياكرار إنت غلطت غلطه كبيره قوي ياولدى. 


كرار بندم: والله غصب عني ومكنتش بعقلي، ولو كنت داريان مكنتش عميلتها واصل.. أمانه عليكي يمايه اتوسطيلي حدا ابوي يسامحني النوبادي واني معدتش هكررها تاني واصل ولا هغلط نص غلطه حتى. 


حوريه: واصلا معادش فيه وسع معاك للغلط ابوك خلاص ياكرار جاب اخره منك واني متوكده ان عقابه ليك النوبادي هيكون فوق طاقتك، واوعاك تفكر ان هبابة الضرب اللي خدتهم دول ولا الليله اللي تربطتها شفت غليل ابوك منك،، له ياكرار داني شفت فعنيه وعيد ميكفيهش فيه شهور يعلمك فيهم الادب.


كرار بخوف: يمه انتي جايه تواسيني وتطمنيني ولا جايه تخوفيني.


حوريه: جايه افطنك عاللي مستنيك ومستنيني معاك ياواد بطني،، ما اهو اني كمان لازمن هينوبني من الحب جانب وهيشيل ويحط فوق راسي وكله بسببك ومن تحت راسك.


كرار بوجع: خلاص يمه طيب أحب علي يدك اني محاملش حتي الكلام، همليني لحالي دلوك ويعمل اللي يعمله فيا عاد هو حر.


إتنهدت حوريه وقامت من جاره وهي عتقوله: طيب ياكرار ههملك لحالك.. بس هعاود كمان هبابه بالوكل عشان تاكل إنت من إمبارح الصبح على لحم بطنك..خلصت كلامها ومشت طوالي بعد ماشافت كرار غمض عنيه وهو عياخد نفس جامد وينفخه، وراحت علي البيت تعمله لقمه ياكلها. 


أما حدا همام والسيد.. 


سيد وهو عيتلفت حواليه فمحطة القط : هنروحوا فين دلوك ونقعدوا كد ايه في البرد ديه وفبلد غريبه منعرفوش فيها حد ولا حد يعرفنا؛ عشان يدينا بطانيه حتي نحطوها علي جتتنا في الرصرصه داي، اني مش عارف أني ليه مطاوعك فكل حاجه تعملها ياخي وفي الاخر عتاخد في الرجلين واتمرمط معاك. 


همام: ومين عيضروبك علي يدك عشان تعمل الحاجه ياسيد، هو مش كل حاجه عميلتها كانت بمزاجك، ولا لازمن همام في الاخر هو اللي يشيل الليله كلها ويطلع هو الشيطان وانتوا الملايكه؟ 


وعلى العموم روح ياسيد موطرح ماتروح وفارقني من النهارده لا ليك دعوه بي ولا لي دعوة بيك وجزره وقطمها جحش عاد.. روح عاود البلد اني مقولتلكش تعالا معايا إنت اللي مسكت فديلي وشبطت وقولت خدني معاك. 


سيد بخوف: ايوه ياخوي اعاود البلد عشان البسها اني وميلاقوش قبالهم غيري بعد ماانت طفشت والتاني فلوس ابوه عملاله سد عالي محدش يقدر يخطيه و يتعدى عليه. 


همام بعصبيه: 


يعني لا إكده عاجب ولا إكده عاجب، لا راضي تهملني ولا عايز تقعد معاي.. اعميل ايه اني طيب فزن امك ديه؟ 


سيد بإستسلام: خلاص يابوي ممتكلمينش تاني. 


همام: إيوه إكده اتكفي واقعد ساكت ولما تاجي تتحدت إفتكر قبلها إني عمري ماغصبت حد على حاجه واصل، وكل واحد عقله فراسه وعارف خلاصه، وإني مش هخلي حد يحملني نتايج غلطه واصل. 


وبالفعل سكت السيد وسلم امره فيد همام وكيف ماهيعمل همام السيد مقرر يعمل، وموطرح مايحط همام رجله السيد هيمشى فوق خطاويه. 


أما حدا توفيق.. 


توفيق وصل للبلد بالطرومبيل، وراح علي الموقع، وقعد واقف لغاية ماشاف واحد من اهل البلد اللي كانوا واقفين امبارح وعبصمد ماسك في الغفير عطا كان معدي راكب حمارته وبإستنجاد نادم عليه وقاله:


يابلدينا.. وقف خد يابلدينا تعالى إهنه. 


قرب منيه الراجل بالحماره ووقف قباله وقاله:


إيوه يابيه عاوز أيه مني؟ 


توفيق: كنت عايزك تدلني على بيت الراجل اللي كان واقف إهنه صبحية إمبارح وعيقول إن نعجته إتسرقت وكان عيدور وعايز يعرف مين اللي سرقها. 


الراجل سكت ثواني وكرمش وشه وهو عيفتكر وبعدين ملامحه اتبسطت وهو عيقول:


إيوااا... ديه عبصمد ابو شام.. بس ليه أنت عتسأل عليه.. عرفت اللي سرق نعجته مين! حد من رجالتك؟ 


توفيق: يابوي حد من رجالتي مين بس داني كنت عايز اطمن عليه شكله كان يقطع القلب إمبارح. 


الراجل:


له إطمن هو زين.. هو صوح مطلعش من بيتهم امبارح طول النهار من زعله علي نعجته، بس تلاقيه طلع لغيطه النهاردة. وإستعوض ربنا فيها. 


توفيق: طيب بقولك ايه يابلدينا اني عايز اروحله بيته ينفع تدلني عليه؟ 


الراجل: وايه اللي يقل نفعه بس يابيه.. بيت عبصمد اخر بيت في صف البيوت اللي قدامك داي ولون بابه اخضر. 


شكره توفيق وراح على بيت عبصمد اللي دله عليه الراجل، ووقف قدام منيه وحس برهبه شديده وهو عيستعد إنه يدخل يشتري عرض واحد بالفلوس. 


خبط توفيق علي غلق الباب خبطتين، وبعد لورا خطوتين واستني هبابه وشويه وفتحت الباب صبيه حلوه تطلع فعمر بدور بس طبعاً فرق السما عن الأرض بين التنين في الشكل والطول. 


بسيمه: إنت مين ياخال وعايز ايه؟ 


توفيق:عايز عبصمد يابتي ياترى هو ديه بيته ولا اني تايهه ولا ايه؟ 


بسيمه: له وصلت ياخال.. استني هبابه اناديمهولك من جوه. 


ودخلت بسيمه وردت الباب وراحت نادمت ابوها اللي من اول ماطل من الباب توفيق غمض بألم وهو شايف حالته  متدهوره عن إمبارح، وحتي عنيه مش قادر يفتحهم في الضو وكان باين عليهم إنهم نزفوا دمع لغاية ماقربوا يتعموا. 


عبد الصمد وهو عيحط يده قدام عنيه يحجب نور الشمس عنهم عشان يشوف زين:


مين اللي عايزني.. إنت مين؟ 


توفيق بنبره حنونه: ايه ياراجل ياطيب متفكرتنيش،، اني المقاول بتاع النفق. 


عبد الصمد: ايوه ايوه اتفكرتك.. طيب عايز حاجه يعني ولا ايه؟ 


توفيق اتلفت حواليه وبص لفوق علي سطوح البيوت، واتوكد إنه محدش جاره ولا شايفه وهمس لعبصمد.. أني جاي بخصوص بتك واللي جرالها وعايز اتكلم معاك لحالنا. 


وهو قال إكده وعبد الصمد هجم عليه هجوم المغلول وكل الحيل فجأة عاودله ومسكه من خلجاته وقاله:


توبقي عرفت مين اللي عيملها صوح.. طلع واحد من رجالتك مش إكده.. اني كنت خابر من لاول ميعملهاش غير نجس غريب. 


توفيق وهو عيحاول يهدي عبد الصمد:


طيب هدي عشان محدش يسمع حاجه وتوبقي فضيحه عاد. 


عبد الصمد:


له متخافش الفضيحه حوصلت وسيرتي بقت على كل لسان من اول يوم..يعني مبقاش فيه حاجه اخاف عليها.. ودلوك تقولي في التو عاللي عميلها وتسلمهوني عشان اشفي غليلي من اللي مرمغ شرفي فلارض. 


توفيق: هقولك كل حاجه بس ندخلوا جوه.. يابوي عيب عليك حتي عشان خاطر الغربه اللي اني فيها فبلدكم، ووقفتي قدام بيتك..ندخلوا جوا وهنتفاهموا والله وكل صاحب حق هياخده. 


فك عبد الصمد اديه هبابه بهبابه عن توفيق وبصله شويه قبل مايزعق:


طريق ياللي جوه معاي ضيف.. طررريق


وبعدها فتح الباب وشاور لتوفيق عشان يدخل. 


دخل توفيق ودار بعيونه في البيت اللي كان راعيه البساطه ودور علي موطرح يقعد فيه لغاية مالقي مصطبه صغيره جار الكانون وقعد عليها وشاور لعبد الصمد عشان يقعد جاره وهو عيقوله:


تعالا جاري إهنه ياعبصمد متقعدش واقف علي حيلك ومتأهب عشان تفط عليا فاي وكت اني مليش ذنب يابوي أني مرسال خير وجاي الاقي معاك حل لنصيبتك. 


قرب منه عبد الصمد وقعد جاره وبحزم قاله:


مين اللي عيملها قولي. 


توفيق سكت هبابه وطاطى راسه للأرض وبعد ثواني رفعها وهو عيقوله:


اللي عيملها واحد واطي محداهوش دين ولا اخلاق ولا نخوه.. اللي عيملها واحد بلاشرف. 


عبد الصمد: ديه كله اني عارفه ومش عايزك توصفلي فأخلاقه اني عايزك تقولي على إسمه وتعرفني طريقه وبسس. 


توفيق بأسف:


ياريت كان ينفع ولا كنت اعرفله طريق.. والله وبالله كنت جاي النهارده وناوي اجيبه فيدي عشان يكتب عاللي هتك عرضها ويخليك ترفع راسك وضهرك المحنى.. لكن الكلب بعد مااتفقت معاه عشيه علي كل حاجه صحيت الصبح لقيته طفش. 


عبد الصمد بغضب: طفش غار على فين يعني.. قولي على طريقه واني اجيبه لو راح فأخر الدنيا. 


توفيق: والله لو اعرف راح فين لأقولك طوالي هداري عليه ليه يعني.. وبعدين ياسيدي وعد عليا اليوم اللي هيعاود فيه البلد لهاجيبهولك متربط وارميه تحت رجليك واخليك تاخد حقك منه.. بس دلوك اني جاي اديك دول واقولك همل البلد وشوفلك بلد تاني روحها واشتريلك فيها بيت وعمره واسكن فيه بأهل بيتك.. روح لبلد محدش فيها عارفك ولا عارف اللي جرا لبتك. 


عبد الصمد بإعتراض: عايزني اهروب من بلدي بعارى؟! اهمل بلد ابوي وجدودي واهمل أرضي وبيتي واروح اعيش ناقوله فبلد تانيه! 


طيب وهو اني إكده ابقا داويت حاجه!؟ ماهو الناقوله عيوبقي معروف إنه هربان من بلده لبد تانيه يامن تار يامن عار.. واني ابو البنات اللي معيتاخدش منها تار يوبقي مفيش غير العار اللي نقلني من موطرحي وخلعني من ساسي. 


عقولك ايه يابيه خد قرشيناتك عاودهم لجيبك واني هاجيبلك كتاب الله تحلف عليه إن اللي عيمل العمله طفش ومقاعدش ولا تعرف طريقه. 


توفيق: له ياعبصمد متجيبش كتب.. اني هحلفلك باللي أكبر من كتاب الله.. هحلفلك بالله نفسه..عشان الحلف بغير الله ميجوزش.. وعزة جلال الله إن اللي خد شرف بتك طفش ومحد عارفله طريق.. طفش بعد ماعرفته وحكمت عليه ياجي يكتب عليها. 


عبد الصمد شاف الصدق فعيون توفيق وحديته ورد عليه بقلة حيله وقلة حيل وهو عيضروب بأديه علي جوانب رجليه:


طيب ومادام طفش جايني ليه دلوك.. جايني تعملي ايه.. جاي تديني قرشينات؟ واصلا عتديني ليه إنت فلوس.. قولي اللي عيملها ديه يوبقالك ايه عشان تدفع القرشينات داي كلها.. أكيد هو ولدك اللي قولتلي إنه كان غايب عن الشغل إمبارح صوح؟ 


توفيق سكت ومردش وعبد الصمد عرف إنه حط يده عاللي عيملها وبحزم قاله:


يوبقي هو ولدك اللي صبغ عمتي وجاي تفديه بفلوسك.. روح ياشيخ ربنا يفضح ولاياك ويوقفك فموطرحي وابقي اشوف الفلوس هتعملك ايه. 


وتوفيق سمع الدعوة واتزلزل كيانه ووقف قدام عبد الصمد وقاله بتوسل:


حرام عليك ليه الدعوة داي.. والله ماولدي اللي خد شرف بتك ولا هو اللي هتك عرضها..توفيق كان عيحلف علي إن همام هو اللي بدا وخد شرفها، لكنه كان حاسس إنه عيتحايل عاليمين، ومن جواه عتتصدع روحه لأنه اول نوبه يعملها، وخوفه من ربه خلي قلبه يرجف رجف.. 


عبد الصمد بصله بشك وسأله:


ولما هو مش ولدك خفت من الدعوة ليه؟ 


وإهنه ردت عليه شام اللي فتحت الأوضه مره وحده وطلعت وهي متسنده علي بسيمه وقالتله بكل الغل اللي جواها:


خايف من الدعوة عشان هو عيحلف على واحد بس هرب وهما كانوا تلاته يابوي.. كانوا تلاته مش واحد.. تلاته كل واحد فيهم بنفس مِختلف وريحه مِختلفه.. تلاته يابوي كان واحد يسلمني لواحد الليل بطوله.. تلاته وصلوني للموت ألف مره وكانوا يرجعوني من علي بابه اخد نفسي يادوب دقيقتين وياخدوني للموت ويخلوني اقاسي طلوع الرروح وسكرات الموت من تاني.. هو عيحلف علي واحد بس فيهم وخايف من الدعوه عشان اكيد فيهم حد قريب عليه ولا مكانش شخلل جيبه وجاي يرمح. 


وإهنه سكت توفيق ونكس عنيه للأرض بعيد عن شام اللي كانت عترجف كيف زعف النخيل، وعبد الصمد غمض عنيه للي عيسمعه لأول مره من بته، واتخيل اللي قاسته وقلبه إتعصر، وحس بوجع بته وإتمني في اللحظه داي لو كانوا التلاته قدامه كان قط. عهم بسنانه قطي.ع..وبص لتوفيق وقاله بإتهام:


هاه ايه رأيك في الحديت ديه.. عتداري علي مين تبعك بفلوسك يابيه. 


توفيق: مش عداري اني عتحدت بالاصول.. اللي خطفها وخد شرفها اول واحد يوبقي هو اللي هتك عرضها وهو الملزوم بيها.. اللي يكسر قفل باب هو اللي يتلام من اصحاب البيت مش اللي خش لما لقي الباب مفتوح. 


عبد الصمد بعصبيه: يابوي إنت عتقول إيه.. ديه كلام ايه ديه؟ 


توفيق: ديه كلام العقل ياعبصمد.. دلوك ذنب بتك اتفرق علي تلاته.. ومينفعش التلاته يتجوزوها لا شرع ولا دين يحلها،، يوبقي نحكموا العقل واللي بدا هو اللي يتحمل. 


عبد الصمد وهو عيوضروب كف بكف:


شرع ايه ودين ايه اللي جاي تتحدت عنيه إنت.. انتوا تعرفوا شرع ولا دين ولا حداكم مله من اصله.. اللي يربي أنجاس عيهتكوا فاعراض الناس لا عيبوبقا حداه مله ولا دين يابوي.. 


توفيق: ربنا يسامح ومعذور فكل اللي تقوله والله وأي حاجه تقولها عاللي إنت فيه ديه قليله.. خد يابوي الفلوس وإسمع كلامي وهمل البلد وانساها وانسي ناسها وعيش انت وبناتك بعيد عن العيون اللي عارفاكم..خلص كلامه واتحرك ناحية الباب لكن وقفوه ادين عبد الصمد اللي مسكوا فيه وهو عيقوله:


يعني ايه كلامك ديه يعني مفيش فايده.. يعني هتهملني وتمشي وترتاح إنت واللي عملوا عملتهم واني اقعد فنص النار واتنقل من بلد لبلد من غير ذنب ولا سيه؟ 


توفيق وهو عيشيل ادين عبد الصمد من عليه بالراحه: 


والله اللي فيدي واللي اقدر عليه قولتهولك وقدمتهولك.. انما اكتر من إكده مفيش فيدي غير إن أول مايظهر همام اجيبهولك ويكتب علي بتك. 


قال كلامه وطلع وهمل عبد الصمد يهاتي مع روحه ويردد بحسره:


وهو مين اللي هيستني لما يعاود.. ومين اللي حداه وكت للصبر والشرف كيف الميت لو إتدس عن العيون ريحته تفضحه ومعينفعش معاه غير الدفن تحت التراب. 


خلص كلامه وراح على الفلوس اللي سابهم توفيق ومسكهم ورماهم كلهم جوا الكانون اللي كانت ناره خامده بس جمره لساه حامي، وبشاير جريت عليهم ، بس كان الجمر لهف الفلوس اللي تحت كلها ولحقت هي اللي من فوق وكان مبلغ كبير. 


اما شام فبصت لأبوها وبلعت ريقها بحسره لما عقلها إستوعب حديته، ودخلت  الأوضه ونامت وكمرت روحها بالغطا وهملت دموعها تبل مخدتها وهي عتتخيل حياة أهلها من بعدها، وكيف إن العار هيلاحقهم طول عمرهم.. والاهم من ديه كيف هيكون إحساس الموت.. هيكون كيف الإحساس اللي شافته، ولا هيكون اسهل وربنا هيسهله عليها وهو خابر إنها مظلومه.


دخلت عليها بسيمه اللي فهمت هي كمان اللي رمى عليه حديت ابوها ونامت جارها وحضنتها وشهقاتهم هما التنين بقت ترد علي بعضها، وجاتهم بشاير كمان نامت جار شام من الناحيه التانيه وحضنتها وبكت معاهم بس معارفاش عيبكوا علي أيه وكل الحديت اللي عيدور ديه بالنسبالها الغاز مليهاش حل فعقلها الصغير. 


عدى عليهم وكت وهما حاضين بعض، وقامت بسيمه من جارهم وراحت تحضر لاختها الوكل اللي عتحبه عشان تاكل، ولما طلعت شافت ابوها شارد ومهموم وعرفت إنه عيقلب الشر فدماغها،، حضرت الوكل وعاودت علي الاوضه مره تانيه، وقوموا شام هي وبشاير بالعافيه عشان تاكلها لقمه، وبمجرد مااتعدلت شام من علي السرير ضربت بسيمه على صدرها وهي شايفه موطرحها:


ياحزني إنتي نزفتي تاني ياشام؟ 


ردت عليها شام بعدم إهتمام:


له يابسيمه ديه دم حيض مش نزيف.. اصل ديه ميعادها كيف مااكون ناقصاها ولا باقي فيا دم يتصفي.. ولا خليه يتصفى ياعمي هعوز الدم فأيه واني على كف الموت. 


خلصت حديتها وقعدت تاكل، ولأول مره من ساعة اللي حوصول تاكل وتملى بطنها، كيف ماتكون عتاخد آخر حقها من الدنيا. 


عاود توفيق للبيت بعد ما حس إنه مفيهش حيل يكمل اليوم في الموقع ولا يقف في الشغل بعد اللي شافه من حال عبد الصمد وبته والكسره اللي هو فيها، واللي مهما غالط روحه وبرأ ولده من الذنب الا إنه الذنب طايل ولده وطاله هو كمان دلوك، وبسبب كرار ولده إبتدا يجني الذنوب على كبر بدال ماعيقول يلا مسك الختام. 


عدت الساعات والليل رمى عباية الستر السوده علي الناس، وعبد الصمد عينه ماغفلتش وأول ماقسم الليل قام يتسحب وقام دخل الأوضه يتسحب ومد يده علي شام يصحيها من غير ماامها اللي نايمه جارها تحس، وإتفاجأ بيها عترد عليه من اول مالمسها وعتقوله بهمس:


صاحيه يابوي..إمهلني دقيقه ألبس اللي يستر بدني وجايه وراك.. قالت كلامها وإتعدلت وبصتله وهو نكس عيونه للأرض  بعد مابص لدهب بخوف، وهمستله شام تطمنه:


متخافش مهخليهاش تحس بحاجه.. إطلع إستناني بره واني جايه وراك طوالي. 


وإتحرك عبد الصمد لبره بخطوات مهزوزه وقلب وعقل عيتصارعوا وقعد عالمصطبه ويادوب عدوا هبابه ولقي شام طالعه عليه وهي متلفله بالسواد ولافه الشال القاطيفه حوالين دماغها واللون الاسود هياكل منها حته لما واجهت ضو الكلوب، وجمالها بعز ماهو باهت من اللي هي فيه الا إن عبد الصمد اتهيأله إن الموت هيستحي ياخد الجمال ديه كله ويهمل الناس العفشه تعيش. 


قام عبد الصمد وقف علي حيله وهمسلها بصوت عيرجف:


سامحيني ياشام يابتي غصب عني. 


شام بإبتسامة وجع:


مسامحاك يابوي من كل قلبي وعارفه إنه غصب.. بس أمانه عليك من بعد مني هتوبقي غسلت عارك وتعيش مرفوع الراس وأوعاك تاخد وحده من خياتي بذنبي ولا تحاسبها عاللي لا ليا ولا ليها ذنب فيه.. اوعاك تكرههم يابوي.. وكملت بدموع.. وأوعاك تنساني. 


قاوم عبد الصمد دموعه وحاول يسيطر علي رعشة شفايفه عشان ينطوق لكنه مقدرش يطلع حرف واحد يرد عليها بيه، وكأنه إتلجم، وكل اللي عيمله إنه مسك الكلوب و إتحرك قدامها خطوه والتانيه على بره وهي لحقته وفي الخطوه التالته توازنه إختل وكان هيوقع رمحت عليه شام وسندته بخوف وبكل حيلها البايد وهمستله بمحبه:


اسم الله عليك من الطيحه ياحبيب الروح. 


وإهنه شهق عبد الصمد وهو عيقولها:


متصعبيهاش اكتر ماهي صعبه يانن عين إبوكي


شام: معصعبهاش ومهياش صعبه داي كيف شربة الميه.. بس هم إنت بينا قبل ماحد منهم يفيق وتوبقي مناحه. 


وطلعت شام مع ابوها تواجه المحتوم، وبرغم القوة اللي كانت عتتصنعها الا إن من جواها روحها كانت عتصرخ من الخوف وعتطلب النجده.. ولغاية ماوصلت شام قبال النفق وعند الألات وغصب عنها رجفة الخوف اللي كانت محبوسه جوا قلبها اتحررت وطغت علي كامل جسدها وسنانها بقوا يخبطوا فبعض وتخبيطهم كان مسموع.. وعبد الصمد اللي كان متقدم عنها بخطوه عاودلها ومسكها وسندها أو اتسند عليها والتنين كملوا الطريق ميعرفوش كيف، وصوت الديابه مع برد الشتا وسكللة الليل والموت اللي مستني فآخر الطريق خلوا شام تحس مع كل خطوه إن رجليها عيغرزوا فطين عميق بالعافيه عتقلع رجلها منه وتخطي الخطوه اللي بعده

نفق الجحيم الفصل ١٤


الكاتبه ريناد يوسف


وقف اخيراً عبد الصمد وشام وقفت هى كمان معاه بعد ماطلعوا عن حدود البلد،ا


وتلفتت شام شمال ويمين وبعدها خدت نفس وهي واعيه أبوها عيمدلها يده، وبيد عتترعش حطت يدها فيده وإتحرك بيها ناحية شريط القطر، وطلعوا الزلط وقعد عبد الصمد فنص شريط القطر وشد شام عشان تقعد هي كمان، وكان الشريط اللي القطر عيعدى فيه في الوكت ديه قاصد وجه بحري، وقعدت شام جاره فنص شريط القطر بالظبط، واتربعت وفضلت تدعي ربها إنه يسامحها ويغفرلها كل ذنوبها والصوت عيترعش رعش من رهبة الموقف، وعبد الصمد مكانش قادر ينطوق، بس طول الوكت عنيه تسرسب في الدموع وباصص لبكرية قلبه اللي الخوف خلاها إتكمشت وبقت كيف القمريه، وفدقايق قعدها وهو باصص عليها عدى قدام منيه شريط حياته كله من يوم مااتولدت شام وشالها اول مره وكبر فودنها وشم ريحتها.. شاف روحه وهو عيناغيها، وشاف لما كبرت هبابه وهو واخدها فكل موطرح يروحه وهو وشايلها فوق كتافه وكانت تلاغي الطير الفايت وتضحك للهوا كيف ماعيقولوا، وكل الناس كانت تشيل وتحط وتحب فيها من حلاتها وخفة دمها وحلاوة لسانها.. وبعد ماكبرت وشاف إنها وارثه كل حاجه منه الطبع والشكل وحب نفس الحاجات اللي عيحبها، إتوكد إنها هي الوحيده اللي دوناً عن بناته اللي صوح ينطبق عليها قولة حته منه.


شدها عليه وخدها فحضنه وضم جسمها اللي عيترعش لجسمه اللي عيترعش اكتر منها لان هو كمان مكانتش حالته تقل عن حالتها سوء.. فضلت شام شويه فحضنه وبعدها بعدت عن حضنه وهي حاسه بصليل في الحديد بتاع شريط القطر وإهتزاز، وديه دليل علي إن القطر جاي وإنه علي مسافه قريبه منهم فقالت لابوها بحروف متقطعه:


خلاص يابوي إطلع إنت من بين القضبان القطر جاي. 


عبد الصمد بص لناحية القطر وحس هو كمان بذبذبات الحديد وبص لشام وفضل يتلفت حواليه كأنه تايه، وبعدها رجع شام لحضنه مره تانيه ومسكها جامد وهو عيقولها:


له مش ههملك هنموتوا سوا.. هروح معاكي ياشام منين ماتروحي مش ههملك متخافيش. 


ردت عليه شام وهي عتحاول تبعد عنيه وتزيحه باديها التنين بكل قوتها بره قضبان القطر:


إيه اللي عتقوله ديه يابوي! كيف تموت معاي طب وامي واخواتي يعملوا ايه من بعدك وإنت ذنبك ايه تموت طيب؟ 


عبد الصمد رد عليها بألم:


وانتي يعني كان ذنبك ايه يابتي، زي مانتي هتموتي من غير ذنب ياشام.. خليني اقاسمك في المكتوب يابتي. 


شام بخوف علي ابوها:


طيب وخياتي يابوي مين ليهم من بعدك، مين يحامي عليهم لو إنت هملتهم؟ 


رد عليها بصوت عيرجف: واني يعني لما كنت قاعد حاميت عليكي ولا نفعت بحاجه ولا شلت عنك اذي ياشام.. اني زي قلتي يابتي مليش عازه.. ومن بعدك هموت كل يوم بالهبابه..اسكتي ياشام وخلينا نروحوا سوا مههملكش تموتي لحالك. 


خلص حديته وضم شام لصدره ودفن دماغها فيه وهو واعي كشاف القطر بان من بعيد، وغصب عن شام رفعت راسها وشافت القطر جاي وحِس بكاها على، ومسكت فأبوها وتبتت فيه بخوف من الموت عمره مايضاهيه اي إحساس بالخوف من اي حاجه في الدنيا. 


وثواني وسمعت شام صوت صفارة القطر عتصفر بدون توقف، كيف مايكون عرفها وحس إنها صاحبته اللي عتستناه كل يوم وعيصرخ عليها عشان تبعد من قدامه.


وفضل القطر يقرب ويصرخ وشام تصرخ وابوها يترعش ويقول يارب سامحني، وفاخر لحظه وكان بينهم وبين القطر يادوبك كام خطوه وإتفاجئت شام بأبوها عيتدحرج بيها بره قضبان القطر ويادوبك طلعوا براهم والقطر عدى من جارهم وهواه طير خلجاتهم ورجف روحهم. 


شام بعد ماعدى القطر رفعت راسها من حضن ابوها اللي كان ضاممها ليه بخوف وسألته:


ليه يابوي عيملت إكده! عتبعدني ليه عن الموت بعد ماكان قريب مني، ليه هتخليني استناه من تاني؟ دا انتظار الموت واعر قوي يابوي. 


عبد الصمد:


الظاهر ان لينا لسه لقم في الدنيا يابتي.. اني جه علي بالي واحد هو الوحيد اللي هيقدر يبت فمشكلتك ويشوفلي حل فنصيبتي.. وإن ديه ملقاش الحل يوبقي ملهاش اي حل يابتي. 


شام بإستغراب: مين ديه يابوي؟ 


عبد الصمد: انتي متعرفيهش يابتي ديه حلال العقد.. بس ادعي ربك تتفك عقدتك علي يده. 


وقام عبد الصمد وقومها، وراح علي المحطه وقعد يستني أول قطر رايح لبلد الشيخ العادل اللي ياما سمع عنيه وعن حكمته وراجحة عقله. 


ساعتين وبعد اذان الفجر بالظبط جه قطر ووقف علي المحطه، وقام عبد الصمد وقوم شام عشان يركبوا القطر، وبمجرد مالقطر قرب وحطت شام رجلها فيه من جوه حست برعشه فجسمها كيف ماتكون حبيبه دخلت لقلب حبيبها. 


وركبت شام القطر اللي ياما حلمت إنها تركبه وتدخل جوا قلبه وتشوفه من الداخل، وياه علي فرحة قلبها لو كانت ركبته فظرف غير داي وفوكت سابق، لكن للأسف دايماً الحاجات الجميله فحياة بعض الناس عتاجي متأخره ومش فميعادها خالص. 


بصت شام من شباك القطر وهو ماشى وشافت البيوت والنخل والشوارع عيجروا كيف عمرها اللي عدي وهي غفلانه وممدياش خوانه إنه قصير ولازمن تتمتع بكل دقيقه فيه.. لكن ربنا ليه حكمه بإن الانسان ميعرفش قضاه عشان مياخدش حذره. 


عدى القطر محطتين والتالته وقف فيها وقام عبد الصمد ومد يده لشام عشان تقوم معاه.. وشام قامت، وحطت يدها فيد ابوها، ومشت معاه بطاعه كيف ماسيدنا إسماعيل طاع ابوه إبراهيم ووافقه على دب حه.. بس الاختلاف إن سيدنا إسماعيل وافق ابوه على أمر ربه، أما شام فوافقت أبوها علي امر العادات والتقاليد وحكم العجز قدام العار مع إن اللي المفروض يركبهم العار علي عملتهم السوده عايشين وهيكملو حياتهم، وكأن اللي عيملوه شيئ طبيعي وغريزة مش محكومه بأي أحكام شرعيه ولا فيه قيود تتفرض عشان تعاقبهم! 


قامت شام مع ابوها، وإتمشت في القطر لغاية بابه وطول ماهي ماشيه ايدها الحره عتمشي علي كراسيه وتلمس كل حاجه تطولها فحركة وداع للمُحب المخلص. 


ونزلت شام وراحت مع ابوها موطرح ماواخدها ومعارفاش هي رايحه وين ولا جايه من فين، ولا مين اللي أبوها قالها إنه هيروح يحط رقابهم بين أديه، وهو الوحيد اللي فيده يرفع الروس أو يوطيها لباقي العمر بكلمه وحده منيه وحكم محدش هيقدر يخالفه! 


وفضلوا التنين ماشيين فشوارع تشيلهم وشوارع تحطهم وأبوها كل هبابه يسأل حد عن عنوان الراجل ديه ويدله اللي يسأله علي شارع يمشيه ويخلصه وفآخره ويسأل واحد تاني..


وفالاخر وصلوا لشارع ووقفوا قدام مندره واسعه مفتوحين بيبانها التنين واللي بره يقدر يشوف اللي جواها.. كانوا قاعدين كام راجل، وفوسط القعده فوش الباب كان قاعد شيخ كبير دقنه كبير واوبيض ووشه كان عيشع نور. 


شام بصلها ابوها وبأمر قالها:


نزلي ياشام شالك علي وشك وغطيه..


وشام عيملت إكده وهو مسكها من يدها ودخل بيها المندره وبعد مارمى السلام قال بحسه العالي:


السلام عليكم ياأهل السلام.. غريب وجاي طالب العون وواقع فعرض أهل الهمم وناخي الشيخ جاهين.. ياتري هو وسطكم ولا مقاعدش؟ 


خلص كلامه ورد عليه الشيخ اللي كان في النص بحس عالي:


وصلت يابوي والشيخ جاهين اهل للنخايه ويده دايماً ممدوده بالعون.. أطلب تُجاب. 


عبد الصمد: عرضي نهشته ديابه سعرانه وصبغت عمتي ومخدتش منيهم غير كل باطل..وضاع الحق مع عديمين الدين والشرف. 


الكل همهم بصدمة ومنهم اللي إتصعب ومنهم اللي دعا ربنا يستره ويستر ولاياه، وجاهين غمض عنيه بحسره وبعدها فتحهم وقال بحسه العالي:


حكيم.. خد ياولدي المستوره ووديها السرايه حدا امك واختك وخليهم يكرموا ضيفتهم مليح، وقول لامك ضيفتك مكروبه متهمليهاش على هوا نفسها من غير ماتضايفيها باللي يسد جوعها وتحدتيها باللي يطمن قلبها. 


حكيم بطاعه: حاضر يابوي.. وإتقدم عن شام وعيونه في الارض وقالها: إتفضلي معاي ياخيتي..وخدها ومشي


جاهين: وإنت يابشندي اعمل كباية شاي قوام للراجل الطيب ديه عشان يشربها ويحكيلي اللي حوصول من البدايه. 


وانتوا ياأهل الخير كل واحد تصاحبه السلامه علي داره فصلكم خلص وخلاص كل حاجه بقيت عال العال. 


وابتدا الكل يطلع وابتدت المندره تفضي الا من الشيخ جاهين وعبد الصمد وبشندي وغازي.. 


جاهين: غازي قوم إقفل البيبان بتاعة المندره وروح شوف حالك بره وشوف وراك ايه؟ 


غازي: ليه ياعمي ماخليني معاك واشوفك هتحكم بإيه عشان اتعلم منك! 


جاهين بتفكير: طيب خليك واتعلم بس الكلام اللي هيطلع دلوكيت يتبلع في البطن وميطلعش وانت صفيان مع حد. 


غازي: عيب ياعم هو اني عيل ولا ايه! 


جاهين مردش عليه وبص لعبصمد وقاله: هاه يا ياشايل الهم للممات احكيلي. 


وابتدا عبد الصمد يحكي ومع اول كلمه دخل حكيم من بره وقفل باب المندره وراه من تاني وسمع الحكايه معاهم من طقطق لسلامو عليكم. 


خلص عبد الصمد الحكايه ورفع راسه لقي كل الروس مطاطيه قهر من اللي سمعته، والشيخ جاهين عيمسد علي لحيته بتفكير وبصله عبد الصمد بترجي وقاله:


إيه حكمك ياشيخ العدل ونصير المظلوم؟ 


اتنهد جاهين وقال لعبصمد.. الحكم ديه عايز تروي ياابو البنات وخصوصي وإن دم بتك وذنبها متفرق علي تلات مجرمين.


عبد الصمد: واني محداييش وكت للتروي ياشيخ، اني ريحة بتي فاحت في البلد ويا الستر.. يا الطَم. 


بص جاهين لحكيم ولده اللي في الفتره داي كان عيعده للمشيخه وسأله:


قولت ايه ياحكيم في الحاله داي، الحكم العادل من وجهة نظرك يكون ايه؟ 


رد عليه غازي: وليه حكيم اللي يقول رأيه.. شيخ المستقبل هو اللي يقول وتشوف حكمه زين ولا شين. 


جاهين:طيب قول ياشيخ المستقبل. 


غازي اتربع واتنحنح وبصوت رخيم قال:


اني رأيي إننا لو جوزناها لواحد منهم نبقوا عنظلموه دوناً عن الباقيين، وهيكون هو اللي شال الليله كلها لحاله، فأني رأيي إن كل واحد فيهم يتجوزها هبابه ويطلقها يعني تلف عالتلاته عشان كل واحد فيهم يكون شال نايبه من الغلط. 


جاهين بصله وفتح عنيه علي وسعهم وزي منيه عيمل حكيم وعبد الصمد. 


جاهين بعد مافضل باصص لغازي بصه خلته معارفشي يعمل ايه من الاحراج وحس انه قال كلام مايتقالش، فك غازي رجليه وقعد زين وسكت وهو حاسس بالحرج. 


جاهين: 


قول حكمك إنت ياحكيم. 


حكيم: بص يابوي.. اني رأيي من رأي غازي إن التلاته مذنبين والتلاته لازمن ياخدوا عقابهم، وعقابهم يكون دفع مبلغ مالي يضلعهم ويضلع اهلهم عشان يعوفوا إن الربايه الخايسه عتخسر، والفلوس تروح لعم عبد الصمد.


اما بالنسبه لشام فيتجوزها اللي قاعد منهم، واللي هو واد المقاول. 


أما التنين الباقيين بمجرد رجوعهم للبلد بعد مايعقد واد المقاول علي المستوره ويتطمنوا انهم نفدوا منها ، يعقدوا علي بنات عبد الصمد التنين، وديه لانهم محدش هيقيم عينه عليهم ويبصلهم ولا حد هيرضى يتجوزهم بعد اللي اتعمل فاختهم، فحتي لو شام اتسترت هيقعدوا التنين فرقبة الراجل الغلبان. 


جاهين بتفكير: كلامك زين ياولدي.. بس دول حشاشين واخلاقهم شينه وبكده البتين هيكونوا اتظلموا من غير ذنب! 


حكيم: وهي شام كانت إتظلمت بأي ذنب يابوي..وهما كمان طالهم الظلم زيها من غير ذنب.. وجايز لما العيال داي يلاقوا حريم معاهم حلالهم يمنعوهم إنهم يأذوا عشرات زي شام ويعملوا العمله ويهربوا، ويمكن يكون طيش شباب وغلطه وتروح لحالها وخصوصي إنهم عيال مقفلوش العشرين لسه.. يعني الطيش راعيهم وراعي خطاويهم..وبعدها هينصلح حالهم. 


ياما ناس فأول عمرها كانت شياطين وتابت وبقي ينضرب بيهم المثل في التقوي والخوف من الله. 


إتبسم جاهين وهو عيتطلع لولده وعجبه حكمه وبص لعبصمد وسأله:


إيه رايك فكلام ولدي حكيم ياعبد الصمد. 


عبد الصمد: والله القول والشور ليك انت ياشيخ واللي تشوف فيه الصالح اني راضي بيه وباصم بالعشره.. إنت أكيد ادري مني اني مخي مطووش معارفشي راسي من رجلي، ولا عارف ايه اللي لازمن ينعمل وايه اللي مينعملش. يعني اني من ايدك داي لايدك داي وفصل واني البس. 


جاهين: يوبقي نمشوا بشور حكيم ونستروا التلات ولايا ونقطعوا اي لسان يتلسن على عرضك. ودلوك قولي اسامي اللي اهل العيال الطايشه داي عشان اشيع عليهم واجيبهم وافصلهم بفلوس تعلمهم الادب. 


وفعلا عطي عبد الصمد الاسامي للشيخ جاهين وجاهين شيع اتنين من الغفر لبلد عبصمد بالاسامي وطلب منهم ميعاودوش من غير حد فيهم. 


وبدأ يضايف عبد الصمد ويطمنه ونجح هو وحكيم إنهم يطلعوه من الحاله اللي هو فيها ويحسسوه إن نصيبته ليها حل بعون الله. 


اما قبل سابق في السرايا حدا تماضر وغاليه بمجرد دخول شام عليهم مع حكيم.. 


حكيم بلغ امه رسالة أبوه وهملهم وطلع، وتماضر بصت لشام وقالتلها:


تعالي يابتي اقعدي واقفه ليه. 


تماضر: قربي ياضيفة الشيخ البيت بيتك وموطرحك واحنا حداكي ضيوف.. قربي يابنيتي واكشفي عن وشك وخليني اشوف طلتك البهيه. 


شالت شام الشال عن وشها ببطئ وكشفت عن وشها وتماضر سمت وصلت على النبي وقالتلها:


اللهم بارك.. ايه الحسن والجمال ديه كله، ربنا يحفظك من العين يابتي.. قربي تعالى سلمي عليا باليد وخليني اشوف ليه وشك الحلوا ديه لونه مخطوف، وليه متلفلفه بالسواد وانتي لساكي طالعه للدنيا جديد وفعز عمر الفرحه ! 


قربت شام منها وسلمت عليها وميلت على يدها حبتها وتماضر ضمتها ليها وحضنتها لما جست يدها المتلجه اللي عترجف. 


تماضر وهي حاضنه شام: 


هوني على روحك يابنيتي وهدي حالك مهما كان اللي انتي فيه محلول بعون الله علي يد الشيخ جاهين..


شام: يارب ياخاله يكون اللي اني فيه ليه حل مع اني مافتكرش. 


اما غاليه فكانت واقفه جار باب الموطبخ جار زبيده لما شام كشفت عن وشها وفضلت ساكته شويه متتكلمش وبعدها ميلت علي زبيده وهمستلها:


زبيده هي داي بت صوح؟ 


زبيده وهي باصه لشام بإعجاب: إيوه بت اومال ايه مشايفاش الحلا يعني ياغاليه! 


غاليه: ماعشان اني شايفه الحلا عسألك ياقزينه واقولك لما داي بت آااااني ابقا اييه؟ 


زبيده بضحكه: انتي توبقي تمساحه ياتمساحه. 


غاليه: دلوك بس صدقت وآمنت يازبيده وعرفت إن أمي علي حق.. يابوي ايه البنته العتلعلط داي؟ 


زبيده: صلي عالنبي هتنشي البت عين تكوميها ياقزينه.. همي معاي نجهزوا لقمه للبنيه اللى شكلها مداقتش الزاد بقالها ايام داي وبالعافيه صالبه طولها. 


ودخلت غاليه وزبيده الموطبخ وهملوا تماضر مع شام لحالهم. 


تماضر: احكيلي يابنيتي عن وجيعتك وخليني اشيل معاكي باين عليكي شايله حمل اكبر منك. 


وبدأت شام تحكيلها عن كل اللي حوصول وبعد ماخلصت كانت دموع تماضر مغرقه وشها وشالها وشهقاتها طلعت زبيده وغاليه من الموطبخ يشوفوا مالها جرالها ايه. 


غاليه: مالك يمه عتبكي كيف اللي ماتلها عزيز إكده ليه.. وانتي ياصبيه مالك هتموتي من البكا ياقدري.. مالك يابوي وحدي ربك مفيش حاجه تستاهل وبلوتك هينه بعون الله. 


تماضر من بين دموعها:


همليها فحالها ياغاليه وهمليها تنفس عن همها بالدموع عشان شغلتها مش هينه ابداً.


غاليه: بس هتموت من كتر النفيس إكده يمه..قومي ياخيتي قومي هحميلك هبابة ميه اتشطفي وشيلي التراب ديه من فوق جتتك وهجيبلك غيار من حداي..يلا عشان تاكليلك لقمه. 


شام بياس: همليني ياصبيه بالله عليكي اني مفياش حيل اقوم من موطرحي ولا عايزه اتشطف ولا اغير ولا ليا نفس آكل حتي. 


تماضر: معلهش يابنيتي اسمعي كلام خيتك وقومي معاها وهيحلها الحلال بعون الله.. قومي عشان خاطر المره العجوزه العاجزه اللي قاعده قبالك داي واللي مفيش فيدها غير إنها تدعيلك. 


شام: حاضر يمه هقوم عشان خاطرك. 


وقامت بالفعل شام مع غاليه واتسبحت وحست إن ربنا اداها النهاردة فرصه تانيه عشان تعيش. 


أما حدا المقاول فبيته الصبح بدري قبل مايطلع على شغله لقي مخلوف واقفله علي باب البيت عينادم عليه.. 


توفيق: ايوه يامخلوف تعالا فيه حاجه ولا ايه؟ 


مخلوف: فيه تنين عايزينك بره وعيقولوا إنهم مرسال جايلك من بلد تانيه. 


توفيق قام وهو مستغرب وراح على مخلوف وسأله:


مرسال من مين وايه اللي جايبهم على ريق النوم إكده! 


وإستغفر ربه بقلة حيله لما باله راح إنهم ممكن يكونوا جاين من طرف عبد الصمد وإن الحكاية مش هتخلص بقرشينات كيف ماعقله حدثه. 


طلع توفيق للراجلين ووجه كلامه لواحد منهم وساله:


صباح الخير يابو عمو.. قولي إنت مرسال من مين يابلدينا؟


رد عليه الغفير:


مرسال من بلد الشيخ جاهين شيخ بلد(.....) وطالبك لمجلس فصل في التوا والساعه إنت وتنين تانيين معاك. 


توفيق هز دماغه بأسى:


اشهر من نار على علم فوق جبل عالي يابوي مين اللي ميعرفش الشيخ جاهين بس... حاضر يامرسال الحق جاي معاك طايع وملبي. 


وراح معاهم توفيق وخدوا معاهم ابو همام وابو السيد. 


ووصلوا حدا الشيخ جاهين وفصلهم قدام عبد الصمد بالفصل اللي خلى الكل عقولهم شتت ولكن مقدروش يعترضوا. 


جاهين: هاااه شايف فعنيكم إن الكلام ملاددش عليكم؟! 


توفيق: له ياشيخ حاشا لله حد يعترض علي فصل شيخ الشيوخ. 


ابو السيد: إيوه منتا متعترضش عالفصل عشان إنت مش خسران حاجه ولدك وهيتجوز وفلوس ومعاك بالكوم وتدفع ولا شي يضلعك.. انما احنا الغلابه نجيبوا الفلوس داي كلها من وين، داني عن نفسي هعوز ابيع قيراطين من حتتة الارض اللي حيلتي وشقيت عليها العمر بحاله. 


همام: واني شرحك والله ياخوي.. ياشيخ بكفايه إن العيال يتجوزوا البنته وخلاص علي إكده ومعاوزينش منهم شوار ولا اي حاجه. 


جاهين: له يابو الزين لازمن تخسر من اللي قعدت تجمع فيه وتسعى لإمتلاكه ونسيت وإنت عتسعى ع الفلوس وحوز الأرض تربي ولدك.. لو كنتوا ربيتوا ولادكم زين كان زمانهم بقوا زرعتكم الأصيله الزينه ودراعهم كان بقالكم مدرار دهب. 


الخلاصه أني حكمت وعايز اشوف مين رضى بالحكم ومين نعملوا عليه حق عرب. 


توفيق: اني موافق. 


ابو همام من غير نفس: واني كمان. 


السيد: واني زيكم يعني هي جات عليا! 


وقاموا التلاته روحوا بلدهم يشوفوا هيعملوا ايه ويتصرفوا كيف. 


أما قبل سابق فبيت عبد الصمد... 


فتحت دهب عيونها وبصت لموطرح شام وشافته خالي وعرفت إن عبد الصمد خدها للمحتوم وقعدت علي حيلها وإبتدت مراسم حزنها المكتوم. 


بكت وصرخت بس وهي حاطه اديها التنين على خشمها عشان محدش يحس ولا يصحى ولا يسمع.. لكن هيهات.. لانهم يادوبك كام دقيقه بالظبط ولقت بسيمه داخله عليها الاوضه وبمجرد ماشافت موطرح شام خالي صرخت وقالت بووووووه. 


وعلي حسها صحيت بشاير وهي كمان صرخت معاهم علي اختها اللي فرشتها فاضيه. 


اما حدا توفيق فبيته. 


كرار بحسه العالي:


له يابوي حرام عليك اوعك تظلمني وتلبسني غلطة همام. 


توفيق: وإنت مغلطتش معاهم اياك! 


كرار:غلطت مش هنكر بس غلطي مش كد غلطهم. 


توفيق:


كد غلطهم اقل اكبر الحكم صدر واني قدمت السمع والطاعه. 


اني مش همشي بحكم ظالم.. ليه محكمش علي اي حد غيري انه ياخدها واني اخد وحده من اخواتها، اشمعنا اني اللي آخد المعيوبه؟! 


توفيق:


هتاخدها وترضي بالحكم ورجلك فوق رقبتك احنا رضينا بالحكم وقولنا امين قدام الناس هتصغرني؟


كرار : اني لا ليا دعوة بحكم ولا بكلام فاضي اني البت الفاجره اللي عتطلع فنصاص الليالي من دارها داي متلزمنيش وبعدين مش اني اللي ابتديت بيها وخدت شرفها لاول. 


توفيق بغضب: عقولك ايه ياكرار اللي اتحكم بيه هيمشي ومعاوزش كلمه في الموضوع ديه تاني، واحمد ربك انها جات علي كد اكده والموضوع اتلم من غير فضايح واسمع ياشرقي واسمع ياغربي ومتجرسناس في البلد.. ولا انت عتحب الجرس والفضايح؟


كرار اني لا عحب الجرس ولا الفضايح اني قولت اللي حداي وخلاص..قال كلامه وهم عشان يطلع من البيت لكن حس ابوه وقفه وهو عيقوله بغضب


: اقف عندك..


عليا الطلاق ماتتحرك خطوه من موطرحك لغاية مااعاودلك.. قالها ودخل علي اوضة امه عديله اللي من أول مادخل أوضتها قدامها صرخت بخوف لما عرفت هيعمل ايه وقالت: 


بوووه ياتوفيق له ياولدي..


وبصت علي كرار وقالتله:


غور ارمح ياواكل امك رايح يجيبلك البندقه ويبن.. دقك غور وخليها تتطلق امك ميعملش حاجه بدال ماتموت.. وحوريه سمعت كلام عديله وراحت علي الاوضه ورا توفيق و شافته عيجيب في البندقه بتاعة ابوه المتعلقه علي الحيطه صوح، وطلعت جري علي كرار بخوف وقالتله:


ارمح علي بره قوام ياولدي ابوك النوبادي هيموتك صوح.. اجري علي ابو دراع خليه يدسك منيه.. اجري ياكرار ابوك عيطلع يحط طلقه فراسك من غير تفكير.. إطلع ياولدي وإنفد بعمرك وكل حاجه بعد العمر هينه.


كرار سمع كلام امه وجري بكل سرعته ويادوب طلع من البوابه بتاعة البيت كان ابوه طالع من الأوضه ورفع البندقه وضرب طل. قه وراه خلت الكل صرخ بخوف لكنها مجاتش فيه وقدر يطلع بره البيت والجنينه خالص..


توفيق بعد ماطلع كرار بص لحوريه وقالها:


سمعتي إني حلفت عليه يمين طلاق صوح؟


حوريه عتبكي بخوف ومردتش لكن اللي رد عليه امه عديله:


ايوه سمعت، وكلنا سمعنا واني شاهدة


توفيق: حيث إكده انتي طالق ياام الحشاش. 

         الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close