أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الفصل والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الفصل والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون

 بقلم ريناد يوسف

خلص الفرح وهمام اخد عروسته وراح بيها علي بيته بعد ماودعت أهلها هما بالدموع وهي بالفرحه والضحك والهزار قدام الناس كيف ماتكون واخده واحد بعد حب سنين طويله


وصلوا البيت وام همام وقفت بسيمه علي بابه، ومدتلها كباية حليب عشان تشرب منها، لكن بسيمه رفضت وقالت إنه عيوجع بطنها، وهمام بس اللي شرب، والصدمه الكبيره للكل لما قالتلها حماتها خشي برجلك اليمين، وبسيمه رفعت فستانها وقدمت رجلها الشمال ودخلت البيت بيها، وخلت كل الواقفين شهقوا من الفال العفش، وام همام وشها جاب الوان من اللي عيملته عروسة ولدها، واللي أول نوبه يحصل.


اما بسيمه فدخلت البيت وهي عتتوعد لسكانه فقلبها وتهمس لروحها وهي عتتطلع في الوشوش حواليها وتقولهم:


 تبقوا غلابه لو فاكرين إن الخراب والفال العفش هياجي لبيتكم من بوق لبن متشربش ولا تقديم الرجل الشمال عن اليمين، الخراب هياجي على يدي وبتخطيطي وتدبيري.


دخلت البيت قعدت وسط الحريم وهمام طلع قعد بره وسط الرجاله والشباب اللي جايين يجاملوه فيوم فرحه،


 واللي كل واحد فيهم ليه في سكة الحشيش جاب فجيبه تحيه مخصوصه لهمام عشان يعمر دماغه، وهو شاف الحشيش عبى حجره وحس إن اليلادي ليلة حظة، وإبتدا يلف ويشرب ويضحك بعلوا حسه من بعد مااتسطل السطله التمام. 


اما حدا بسيمه، فبعد ماقعدت وسط الحريم حانت اللحظه الحاسمه اللي الكل مستنيها، لحظة رفع البيشه من فوق وشها، فاتقدمت أم همام وهي مكشره من عملة بسيمه، ورفعت البيشه من علي وشها، وغصب عنها لما كشفت وشها ملامحها المكشره اتفردت وحواجبها اترفعت بصدمه، وهمست بحس مسموع للقريب عليها:


باضتلك في القفص والله ياهمام!


وبعدت من قدام بسيمه وعطت مجال للكل يشوفها، ونفس الصدمه بانت على وشوشهم، أما بسيمه فكانت عامله كيف قطعة سكر في وسط الواح شيكولاته.


ثواني والكل إبتدا يفوق من صدمته، وتتقدم منها الحريم وتحط فحجرها النقطه، كل وحده واللي تجود بيه، ولاحظت بسيمه عيون لواحظ ام همام اللي كانوا طول الوقت ناطين فحجرها وعيعدوا كل ميلم عيتحط فيه، وبعد ماخلصت الحريم نقيط وابتدوا يمشوا، والبيت شويه بشويه فضي من معازيمه، إتقدمت لواحظ من بسيمه وسألتها وهي عتبص للي فحجرها:


عَطوكي كد ايه فلوس الحريم؟


ردت عليها بسيمه وهي عتلم أطراف توبها عاللي فحجرها وتداريه من عيونها:


معارفاشي، مكنتش ععد عيب مني أعد الفلوس اللي الناس عتعطياهني وهما لسه قاعدين ممشوش، يقولوا عليا إيه مشفتش؟ ولا موردش عليا؟ واني كل اللي نقطوا بيه الحريم ديه مياجيش نقطه فبحر خير ابوي.. دلوك اعدهم علي رواقه واشوفهم كام وابقي اقولك عليهم.. فين أوضتي حد يدلني عليها تعبت من القعده ضهري واجعني. 


اتمصمصت حماتها ولوت خشمها شمال ويمين وردت عليها:


ضهرك واجعك! طيب يابوي اهي أوضتك روحي عليها، والفلوس بعد ماتعديهم تجيبيهملي.


بسيمه بحده:


أجيبلك نقطتي ليه؟


ام همام: عشان النقطه داي يانن عين امك جايه مجامله ليا اني مش ليكي انتي.. اني اللي عطلع واجامل وانقط والناس جايه تردهولي، هما يعرفوكي من وين اصلاً، ولا تكونش امك اللي جاملت وجايه الحريم تردهولها؟


وقفت بسيمه واتقدمت خطوتين لغاية مابقت قدامها وبشموخ بصتلها وردت عليها:


اني أمي لو شفتي رد جمايلها كنتي خجلتي من الملاليم اللي جات لعروسة ولدك، واللي لو على قولك رد جمايلك.. يوبقي أنتي عتجاملي بالملاليم، واني ناسي معودين عيني ويدي لايمسكوا ولا يبصوا للملاليم، قالت إكده وسابت توبها اللي كانت لاماه عالفلوس خلتهم وقعوا كلهم عالأرض تحت رجليها وهملتهم وراحت على أوضتها وهي رافعه راسها للسما، وعتمشي بكل تعالى. 


وهملت وراها لواحظ أم همام وهي قايده نار من اللي عتعمله بسيمه من أول ماوقفت على عتبة الدار لغاية مادخلت الأوضه وطبعت الباب وراها بعنف خلت المحاره الطين وقعت من حوالين الحلق بتاعه!


وطت على الارض هي وبناتها يلموا القرشينات المتبعشكين قبل ماياجي همام ويشوفهم وياخدهم يجيب بيهم مدعوق من اللي عيشربه أو يشوفهم أبوه وياخدهم بحجة إن جواز همام مخلاش معاه فلوس، وفي الحالتين الفلوس مفقودين. 


اما بسيمه فدخلت الأوضه وراحت على الصندوق اللي فالزاويه بتاعتها واللي اكيد خلجاتها اللي سبقوها حطوهملها فيه، وفعلا لقتهم، وجار منهم لقت خلجات رجالي وعرفت انهم لهمام، فطلعتهم قوام ورمتهم جار الصندوق عالحصيره، وكأنها رافضه اي إختلاط مابينهم من اي نوع حتي إختلاط الخلجات بتوعهم مع بعض، 


وخدتلها جلابيه وغيرت فستان الفرح ولبستها، 


وطلعت البنس من شعرها وربطت عصبه متزوقه بشلايل الصوف الملون علي راسها وراحت على صينية الوكل المحطوطه عالطبليه ومتغطيه، كشفت غطاها وقعدت وإبتدت تاكل. 


شويه والباب إتفتح ودخل منه همام اللي وقف مصدوم ثواني وهو شايف بسيمه متربعه عالأرض ومديه ضهرها للباب وعماله تاكل من غير كسوف ولا خجل! كنها متربيه في البيت وعتاكل على طبلية ابوها! 


رد الباب وإتقدم ولف حوالين الطبليه ووقف قدامها، واول ماشاف وشها قلع الطاقيه بتاعته بصدمه ورماها بعيد، وقعد جارها عالارض قوام وقالها وهو عيتامل فيها:


إنتي حلوه إكده صوح ولا الحشيشه مضروبه؟ 


بسيمه بصتله ومردتش وكملت وكل ولا كانه قاعد قدامها ولا عيكلمها، وهو فضل قاعد يتطلعلها ويفرز كل إنش فيها من شعرها لوشها لجسمها لحركة خشمها وهي عتاكل، لحركة اديها وشخللة الغوايش اللي فيهم كل ماتمدهم عالوكل ويخبطوا في الطبق، 


وحس إنه غدى بركان نار وخلاص هينفجر لو ماملك كتلة الجمال داى بأديه دلوك، وبدون مقدمات مد يده ومسك يدها وبلهفه قالها:


بزياده وكل الوكل قاعد قومي نشوفوا اللي ورانا فلاول. 


ردت عليه بسيمه وهي عتنتر يدها منه:


هو إيه اللي ورانا ديه؟ قوم شوف وراك إيه إنت اني موراييشي حاجه. 


همام وقف وإبتدا يشدها من يدها يقومها وهو عيقولها:


اللي وراي مينفعشي اشوفه لحالي لازمن إنتي تكوني معاي.. قومي ياعروسه قومي دانتي طلعتي كيف قمع الجلاب. 


بسيمه وقفت وبأديها التنين وبحيلها كله زقته ومع السُكْر اللي كان فيه إترنح وكان هيقع، لولا مامسك فعمود السرير، واتعدل قوام وبصلها والشرار بدأ يتطاير من عنيه وبغضب همسلها من بين سنانه:


إنتي كيف تجروئي تمدي يدك على جوزك يابت الكلب ياعديمة الربايه انتي؟! 


بسيمه وهي عتتقدم عليه بكل جرأة ومن غير ذرة خوف:


اللي عتقول عليه كلب ديه سيدك وسيد ابوك وتاج راسكم، ومخلفش انجاس زيك عشان يتقال عليه كلب. 


همام بصدمه:


يعني عتقولى على ابوي كلب على إكده ومعنى إكده إن اني إبن كلب؟ 


عترديها يابت المركوب؟ 


طب وربي وما اعبد لاكون موريكي النجوم ومطولهملك بيدك من كتر ماهتمديها تستنجدي بحد ومهتلاقيشي. 


قال كلمته وهجم عليها وهي مع هجمته حطت روحها على كفها وحلفت لتأذيه وتوجعه على كد ماتقدر وحتي لو المواجهه هتنتهي بموتها. 


وبالفعل حصل الاشتباك وهمام مسك شعر بسيمه ورفع يده عشان ينزل على وشها بكف شديد، لكنها قوام قربت منه لدرجة إنها اتلصقت فيه، وديه خلاه ميعرفش يضروبها بالكف ولا يتملك فضربها، وإستغلت القرب ديه ورفت ركبتها وضربته فمنطقه حيويه هي متأكده إن اقل ضربه فيها هتخليه يرفع رايات الاستسلام فورا. 


وبالفعل هو ديه اللي حوصول لما ضربته الضربه اللي خلته ساب شعرها واترمي على السرير يتألم  ويعوي كيف الكلب، ووشه غدا اوحمر كيف حبة الطماطم المستويه، 


وبسيمه وقفت تبص عليه بتشفي، ولما لقيت إنه هيطول فالتألم راحت علي الطبليه وقعدت وبدأت تاكل من تاني. 


أما همام فكان حاسس إن روحه عتطلع والنار شابه فبدنه كله لما حتتة بت تخليه يفرفط من الوجع إكده، وفوق دول ودول راحت تاكل ولا همها. 


خلصت بسيمه وكل وقامت وراحت علي خلجات همام اللي جار الصندوق ومسحت فيهم يدها وخشمها قدام عينه، ورمتهم عاالارض، ولسه هتلف عشان تروح تنام، إتفاجئت بيد من حديد عتتلف حوالين وسطها وفثانيه كانت عتطير في الهوا وتتهبد على السرير بقوة خلت ملل السرير اغلبهم وقع، 


وبجسم همام عيترمي فوقها كيف الجتيمه وهو عيحاول يثبت حركتها وبغضب الكون كله عيهمسلها:


ماعاشت ولا كانت ولا اتولدت اللي يتقفل عليها هي وهمام باب واحد وتفلت من يده، هتشوفي دلوك يابت المركوب واد الكلب هيعمل إيه فيكي، اني مرتي تمد يدها عليا وتأذيني؟ 


ردت عليه بسيمه بنديه وقوة نابعه من كرهها لقربه وأنفاسه:


له اتولدت وعايشه واهي قدام عنيك، ولو هتاخد حاجه مني يوبقي هتاخدها بعد موتي..وهتشوف إن بت المراكيب اقوي من ولد الكلاب. 


خلصت كلامها وإبتدت تحاول تتخلص من قبضة همام وتقل جسمه، وهو رد عليها بتصميم:


 كيف ماتحبي، وإبتدا يشيل ويهبد فأديها عشان يضعف مقاومتهم وضاغط عليها بتقل جسمه لدرجة إنه كتم انفاسها وطبق ضلوعها، ووشها إبتدا يحمر، ورجع لورا وضربها أول روسيه خلى راسها اترجت وعنيها زاغت والدنيا لفت بيها، وخلاص قوة جسمها ابتدت تخور وإبتدت عنيها تقفل،


 لكنها في اللحظه الأخيره لمحت فرقبته العلامه اللي خلت القوة تدب فجسدها من تاني وتفتح عنيها على وسعهم، وغضب اتولد جواها خلاها لفت رقابتها واتفادت روسية همام، ونفضته من فوقها بقوة متعرفش جاتها من فين، وقامت كيف مارد جبار قام من رقاده، 


وفطت فوق صدر همام واتشعبطت فيه وميلت على رقابته موطرح العلامه اللي قالتلها عليها اختها شام إنها خربشت اول واحد فيهم فرقبته وهي فيها الحيل قبل مايتكاتروا عليها،


 واللي بيها عرفت بسيمه إن همام هو اول نجس خد شرف اختها وهو اللي بدأ من حداه الأمر كله، 


عضته عضه خلت روحه شاغت ومسابتهوش حتى وهي دايقه طعم دمه فخشمها، وهو في الوكت ديه كان عيحاول يبعدها عنه بكل قوته، لكنه كل ماكان يشدها من شعرها ولا يزيحها بعيد عنه، كان يحس إنها هتطلع بحته من لحم رقابته فخشمها، كيف ماتكون قرادة ودفنت دماغها فجلده! 


فملقيش قدامه غير إنه يحاول يلف كفوف اديه حوالين رقبتها، وفضل يحاول لغاية مانجح اخيراً، وابتدا يخنق فيها بكل قوته، وثواني وكانت مستسلمه ورافعه راسها من رقابته، 


ومع ضعفها من الهوا اللي اتمنع يدخل رئتينها قدر اخيراً يسيطر عليها، ووحدة وحدة رجع تاني يبقي سيد الموقف والمسيطر على المعركه، وبسيمه حست إن روحها خلاص هتطلع وانفاسها اتقطعت، 


وبحلاوة روح ابتدت تدور باديها علي اي حاجه تضروب همام بيها، ولحسن الحظ يدها طالة قله كانت على الطقطوقه الخشب فوق صينيه جار السرير، فمسكتها وبحيلها كله نزلت بيها على دماغ همام خلته طب ساكت سايح فدمه. 


اماحدا بيت المقاول قبل ساعات:


كرار راح على ابو دراع وقعد جاره واتنهد بديقه


أبو دراع: عقولك ايه ياد إنت اني معحبش اللي يقعد ينفخ ويفش جاري كيف الضعضفه، ياتقول فيك ايه ومالك ياتقوم تغور من جاري وتهملني اني مناقصشي. 


كرار: متدايق ومخنوق وحاسس اني هطق


ابو دراع: طب ماتطق ايه حايشك! 


كرار: يابو دراع عتكلم صوح اني معتمضحكشي


أبو دراع: طيب واللي هيطق ديه يعملوله ايه عشان ميطوقش؟ 


كرار: معارفشي.. تعالا نطلعوا نتمشوا هبابه في البلد اني اليومين دول قرفت من الشغل للبيت وحاسس حالي محبوس فقمقم


ابو دراع: بسيطه لو المشي مهيخليكش تطق قوم نتمشوا، مع إني كان نفسي تطق عشان اشوفك مكبوس ايه من جوا، بس يعني هو باين من غير مااشوف محشي غباوة. 


كرار قام ومردش عليه وابتدا يمشي قدامه على بره وحصله ابو دراع وابتدوا يتمشوا في البلد


 وهما ماشيين عدوا من قدام بيت العمده، وكرار رفع عينه لفوق وشاف بت العمده واقفه في الشباك، فاتلفت حواليه ولما ملقاش حد قوام اتبسملها وغمزلها، ومصدقش عنيه وهو واعيها عتبادله الإبتسامه وتداري وشها بطرف شالها بخجل! 


همام بضحكه:


صوح البت بت والمره مره يابوي، الوحده بعد ماعتتجوز عتفتح وعينها عتوبقي بيضه وعيهمهاش. 


أبو دراع بعدم فهم:


تقصد إيه؟ 


كرار: اضرب عينك فوق وأنت تفهم قصدي. 


رفع ابو دراع عنيه على شباك بيت العمده وشاف بت العمده واقفه فيه وماشيه معاهم بعنيها ومتابعاهم، ورجع بص لكرار وقاله:


داي بت العمده! امال جواز ايه اللي عتتحدت عنيه؟ 


كرار: جوازها.. هي مش اتجوزت واد عمها ولا ايه؟ داي كانت عتجهز لفرحها قبل مااني اتجوز؟ 


ابو دراع: له ماهو العمده فركش الجيزه، الظاهر إنه اختلف هو واخوه على حاجه وزعلوا وكل واحد راح لحاله. 


كرار بفرحه: ياالف خبر حلو، يامية ليله بيضه، امال اني معرفتش بحاجه كيف داي ليه؟ 


أبو دراع: له ماانت مكونتش فاضي، إنت كنت عتحوز فبنات الناس فى الانفاق وتعمل فيهم عمايلك السودة. 


كرار: متفكرنيش عاد بالسيره المطينه داي. 


ابو دراع: صوح علي حس السيره المطينه، سمعت إن همام النهارده فرحه علي اخت مرتك، إيه هتخلي مرتك تروح تشوف اختها ولا ايه؟ 


كرار بغضب: إنت عتقول إيه ياابو دراع؟ كنك خرفت عاد! 


أبو دراع: طيب خلاص بلاش هي تروحلها، اختها هي اللي تاجيلها. 


كرار:متلفش وتدور عليا ياابو دراع عشان ديه مهيوحصولش، ولا هي هتطلع بره عتبة الدار ولا حد من ناسها هيعتب عليها، ديه اللي حداي ومفيش حديت غيره. 


ابو دراع:


هتكون قاطع صلة رحم. 


كرار: واقطع الرحم من جدوره لو هيخلي همام يشوف مرتي ويتفكر اللي عيمله معاها، مش كفايه إن اللي عيمله معشش فخياله، هيوبقي فكر وشوف ياابو دراع؟ 


ابو دراع سكت ومرضيش يجادله ولا يضغط عليه زياده، لأنه خابر إن الموضوع ديه مأزم كرار ومخلي خلايقه دايقه، وهو اللي معكر عليه صفو عيشته. 


لكنه بعد شويه سأله:


الا قولي ياكرار شايف اليومين دول الأمور  هاديه وتمام بينك وبين مرتك اللهم لا حسد يعني، يارب تكونوا اتصافيتوا وربنا هداك عليها. 


كرار: ولا عشوف سحنتها حتي ولا نفسي طايبه عليها. 


ابو دراع: واه! معتزلها اياك؟ طب والله اني شفقان عليك عشان معارفكشي هتتحاسب علي ايه ولا ايه ياحزين، دانت شكلك هتخلد في السعير. 


كرار: له ياخوي اروحلها وتحبل وتجيبلي عيل من عرقها الدساس يجيبلي العار، والله لو جات بت يوبقي شلت الطين بدري بدري، وعمتي مصبوغه مصبوغه. 


ابو دراع بديقه:


استغفر ربك ياخي وبكفياك ظلم دانت باطلى. 


كرار:مالك يابوا دراع اتنجمت ياك؟ 


ابو دراع: ايوه اتنجمت، وغور يلا من جاري، ولا اقولك اني معاود ومهملك، اني اصلا معارفشي ايه اللي جابني معاك وخلاني اماشي واحد زيك، 


داني اماشي شيطاني ارحم منك عالاقل دوكها اول مااذكر عليه إسم ربنا يتحرق، إنما إنت لا كلام ربنا ولا قرآنه ولا عقابه مخوفينك ولا ماثرين فيك،


واللي محداهوش خوف من ربه محدش يآمن لقعدته جاره. 


خلص كلامه ومشي وهمل كرار يكمل طريقه وحده لغاية المعديه،


 راح قعد عليها شويه وعاود من نفس الطريق من قدام بيت العمده، ومن أول ماوصل قبال البيت اترمت قدامه حتتة قماشه حمره ملفوفه على زلطه صغيره، وقف كرار واتلفت حواليه واتلفت لفوق وشاف بت العمده باقيه على نفس وقفتها فى الشباك، 


وعرف إنها هي اللي رمتله القماشه، فميل خدها وهو واعي الغفير اللى عالباب ملهي عيسلك فبندقيته ومواخدشي باله، وبمجرد مااخدها ومسكها فيده دسها فجيبه وبص لفوق وشاف شوقيه مبتسماله، وهو شاف إبتسامتها لتاني مره وقلبه رقص من الفرحه وبالذات وهو واعيها عتشاورله على ورا البيت، 


وورا البيت ارض فضا مزروعه بوص شامي، يعني اللي يحتمي بيها محدش يشوفه، فما صدق شاف الإشاره وراح قوام ورا البيت واستني على نار، 


وهو واقف فك القماشه ولقاها منديل حرير متطيب بعطر ريحته طيرت البرج الفاضل من نافوخه، 


وبعد دقايق شافها عتطلع من باب البيت الوراني تتسحب، وراحتله بعد مااتلفتت يمين وشمال بحذر، وأول ماوصلت قباله قالتله بنبرة صوت كلها أنوثه وإغراء:


عقولك يااسمك ايه إنت، إسمك كرار مش إكده؟ عقولك ياكرار من غير رط كتير اني شايفه إنك عينك مني من زمان بدري، وعتراقبني في الراحه والجايه، وعميلت كذا مشكله إنت واخويا عشان إكده، فياواد الحلال لو ليك غرض في الحلال إتقدم لابوي واطلبني منيه؛ 


عشان واد عمي عيحرجم وعايز ياخدني غصب، واني بصراحه مرايداهوش ولا عايزه ابعد عن بلدي، اني عحب بلدي والقعده فيها، وكمان..وسكتت شويه قبل ماتكمل:


وكمان مهكدبشي عليك إنت عاجبني وشايفاك احسن وارجل من واد عمي ب١٠٠ مره، ونفسي لو هكون مرت حد اكون مرتك إنت ياسيد الناس. 


كرار كان يسمع وهو مش مصدق روحه؟!


وطول الوكت عيهمس لنفسه:


 معقوله شوقيه بت العمده اللى طول عمرها عامله كيف النجمه البعيده وكل شباب البلد عيتطلعولها بحسره، 


كيف ماتكون حلم بعيد صعب تحقيقه تقوله هو الكلام ديه؟ 


وتختاره دوناً عن شباب البلد كلهم عشان يكون جوزها؟ وكمان فضلته علي واد عمها؟ 


كرار كان فاتح خشمه بصدمه ومش عيتكلم ولا حتي عيرف بعينه، وشوقيه ضحكت بخفه على منظره وهمستله بحس يدوب الحجر قبل ماتمشي وتعاود لبيتها من خوفة حد يشوفها ويقول لابوها:


خلاص ياكرار اديك معاك خبرك، بس لو هتاجي استعجل عشان مفيش وكت، خلصت جملتها ورمحت علي البيت، وهملت وراها كرار حاسس إن حد شربه سجارة حشيش من النوع الفاخر، و إختلطت معاه الحقايق بالاوهام، ومبقاش عارف اللي إتقاله من هبابه ديه حقيقه ولا تهيؤات! 

رواية نفق الجحيم ٣٤ الكاتبه ريناد يوسف


رواية نفق الجحيم الكاتبه ريناد يوسف


 نفق الجحيم ريناد يوسف


النهارده اتكشف اول جزء من الاقتباس، واللي غلطت فيه وكنت بتكلم بصيغة المؤنث مش عارفه على انهي أساس😂 


المهم.. 


عاود كرار للبيت وهو مش مصدق روحه وكل هبابه يطلع المنديل من جيبه يبصله ويشمه ويرجعه لجيبه تاني، ولغاية ماوصل البيت وميعرفش كيف وميته وصل وهو مش داري بروحه ولا بالخطاوي اللي عيمشيها، واول مادخل دور علي امه لقاها فى الموطبخ راحلها وخدها من يدها وراح بيها على أوضته وقفل الباب وقعدها قدامه عالسرير وبلهفه وتوتر قالها:


أم كرار عايزك فمسألة حيا أو موت. 


ردت عليه امه بخوف:


بعد الشر عليك من الموت ياولدى موت إيه كفاله الشر.. قول ياكرار ايه اللي جرا معاك متوقعش قلبي


كرار:


قوليلي انتي في الاول عتحبيني كد ايه؟ 


ردت عليه حوريه قوام:


كد نور عيوني ياولدي


كرار: واني علي كد المحبه اللي ليا فقلبك عشمان. 


انتي عارفه اكيد انتي اتظلمت في الجوازه اللي جوزهاني ابوي دي ومفرحتش ولا حسيت اني اتجوزت، ولحد دلوك حاسس اني لساتني ماشفت صنف الحريم ولا حداي مره. 


حوريه: ايوه ياولدي عارفه وحاسه بيك.. ربنا يسامحه ابوك موطرح ماراح ويغفرله اللي عيمله فحقك. 


كرار: اني مجايلكش عشان تترحمي عليه وتتصعبي عليا، انا جايلك اقولك ان ربنا بعتلي العوض لحد عندي كيف مايكون عيطبطب على قلبي ويراضيني بيه،


 بت العمده يمه كانت عيني منها من زمان وكنت عتمناها من كل قلبي بس النصيب حط واد عمها مابينا.. ودلوك النصيب اتعدل من بعد ماقولت خلاص راحت من يدي. 


حوريه: ايوه شوقيه، سمعت إنها هي وواد عمها سابوا بعض من بعد ماكانوا عيجهزوا للجواز.. بس إنت هتاخد وحده متسابه ياكرار ودخل على بيتهم واحد غيرك وملى عينه منها واتمناها؟ 


كرار بعصبيه: 


يعني يمه مااخدش وحده حد غيري اتمناها واني واخد وحده اتكشفت علي راجلين قبلي! انهي الأوعر بس يمه؟


حوريه: وهو انت يعني لازمن تاخد وحده معيوبه؟ متسيبني اني اشوفلك وحده زينه على مزاجي، قطه مغمضه متعرفش للشارع طريق ولا عمر رجلها خطت بره بيتها كيف خياتك وبنتتة عمك إكده، وتكون من بيت وبت ناس. 


كرار بديقه:


له يمه اني معاوزش غير شوقيه لا عاوز قطط ولا كلاب، وبعدين عقولك القلب رايدها يمه والعين هاوياها. 


حوريه بإستسلام:


 طيب بشوقك، بس مفيش جيزه ولا فرحه غير بعد سنوية ابوك اني عقولك اهه. 


كرار: واني معاوزش غير بس ربط كلام واضمن انها تكون ليا، وآني مش استني للسنويه بس، داني استني الف سنويه. 


حوريه اتنهدت: طيب مادام قلبك وعقلك عزموا امرهم خلاص، خد عمك واخوك صفوت وروحوا علي بيت العمده واتحدتوا معاه عليها. 


كرار بخوف:


طيب وهو هيوافق يجوزهاني يمه، يعني بعد المشاكل اللي كنت اعملها مع ولده، وكمان إني متجوز قبلها والمشاكل اللي كنت ععملها في البلد كل ديه مهيخليش ابوها العمده يقول له؟ 


حوريه:


وايه يعني شباب عيتعاركوا، وبعدين كل الشباب دمهم عيوبقي حامي فأول عمرهم، وإن كان على جوازك قبلها، ابوها متجوز تنين على امها يعني حاجه مهيشوفهاش غريبه، وكل مقتدر من حقه يعدد. 


ضحك كرار وهو عيقولها:


واه بقي ديه كلامك دلوك، كان فين الحديت ديه لما كان ابوي عايش وكنتي ميته فجلدك من إنه يعملها؟ 


حوريه:


الله يرحمه الحمد لله انه مات من قبل مايعملها..خلينا في المهم دلوك.. هتجيب فلوس للجيزه والجواز من فين؟ 


كرار:


من أمي حبيبتي 


حوريه: وامك هتجيب من فين ياحسره؟ 


كرار: ياما في جرابك ياحاوي اني خابر زين، وعارف إن جيب مرت المقاول ميخلاشي. 


حوريه بتفكير:


ايوه بس حتي لو جيب مرت المقاول فيه نفحه متشاله للزمن، لو عطيتهالك إنت اخوك اللي عايز يتجوز زيه زيك يقول إيه؟ ماهيعوز من جراب الحاوي هو كمان وجراب الحاوي مفيهش يكفي جيزتين، وبعدين إنت ناسي إن فيه فلوس ضايعه من البيت واللي هيطلع اي قرش دلوك هيوبقي هو اللي خد الفلوس وتثبت التهمه عليه؟ 


كرار بزعل: إيوه يعني إيه دلوك؟ 


حوريه: سيبها شويه لقدام اكون جمعتلها حل. 


كرار وقف ورد علي أمه بعصبيه:


له يمه الموضوع ديه ميتاجلش، عالاقل نخطبوها والجيزه نبقوا نشوفوا فيها صرفه. 


حوريه: طيب ماشي سيبني اني اروح لاول بيت العمده وافتح ودن مرته ام شوقيه على إنك رايد بتها، 


واعملها البحر طحينه كيف ماعتعمل ام العريس وارسمك قدامها رسمه زينه واعشمها بالجنه،


 عشان لما تروح تتقدم رسمي تلاقي الباب موارب والقبول على طراطيف اللسان.. بس لازمن عشان اروح اخد حاجه لشوقيه فيدي مينفعشي اخش عليها فاضيه، وخصوصي إني رايحه ازغلل عينها وعين امها. 


كرار قعد تاني جار امه واتكلم بحماس:


إيوه زي ايه الحاجه داي يعني يمه؟ 


حوريه:


حاجه دهب ياكرار تليق بمقام بت العمده، كردان، لبه، غويشتين تعبان، زاتونه، كفه دهب، حاجه كيف إكده يعني. 


كرار جز على سنانه ورد عليها هو وباصص بعيد:


كانوا نفعوا دهبات بت المركوب اللي راحت تديهم لابوها الشحات وكانوا فكوا زنقه دلوك، 


بس هرجع واقول كل ديه من جوزك وظلمه.. ظلمني وهو حي وهو ميت الهي يج... 


وقبل مايكمل حوريه حطت يدها علي خشمه منعت الكلمه تطلع وقالتله:


يرحمه ياكرار، ربنا يرحمه ويسامحه ياولدي الميت معتجوزش عليه غير الرحمه وديه مهمن كان ابوك وهو السبب فانك عايش على وش الدنيا دلوك.. همل إنت بس كل حاجه عليا ومحلوله بعون الله بس امانه عليك ياولدي ماتخلى خشمك ينطوق بالدعا على ابوك مره تانيه.


كرار برجاء: بس اوعاكي تهملي ولا تتواني يمه اني حطيت قلبي فيدك ومش هسامحك لو كسرتيه وخليتي شوقيه تفلت مني. 


حوريه بحنان: متخافش يانن عين امك شوقيه ليك خلاص حط فبطنك بطيخه صيفي مغفلقه. 


كرار بفرحه: تسلميلي ياست الناس كلهم وست الكل وتاج راسي. 


خلص كلامه وأمه طلعت وهملته في الاوضه قاعد يمني نفسه بفرحه كبيره جياله، وعوض لقلبه عن كل اللى شافه على يد ابوه، وعيدعي ربه إنه يجعل شوقيه من نصيبه، وحتي من الفرحه منامش في الليله داي واصل، 


وطول الليل يتقلب علي جمر التمني والمنديل كان رفيق ليلته وكليمه اللي كان حاسس إنه بقاله لسان وعيتكلم، وعيردد فكلام شوقيه اللي قالتهوله،


 وبعد كل مره يخلص الكلام كرار يحط المنديل على خشمه ويحبه كيف مايكون عيحب الخشم اللي قاله..ولحد اذان الفجر وكرار على حاله، وبعدها قام طلع عشان يروح الشغل اللى بقاله يومين ماراحهوش مع عمه والباقيين لان الحجج اللي حداه خلصت لحد إهنه. 


وبعد هيصة الفطور الكل طلع، ومن بعد ماكانوا عياخدوا الليل والنهار شغل وخلصوا تلات تربع المشاريع شغل، قرروا إن الشغل يكون في النهار بس، والليل يكون للراحه ويدوا حق بدنهم عليهم اللي جم عليه بالقوى في الفتره الاخيره وهلكوا صحتهم، وجسمهم بقى يصرخ مطالب بالرحمه. 


وبعد مامشوا الرجاله والحريم خدوا مواقعهم بأوامر من حوريه، اللي في الموطبخ عتطبخ واللي عتغسل المواعين، واللي طلعت عالسطوح تقرص الجله، واللي جابت غلة قمح وعتسلق فريك، واللي عتكنس وتنضف حوش البهايم. 


وبدور كان من نصيبها قريص الجله عالسطوح، وبعد ماخلصت بصت من سور السطح وشافت عيال صفوت اخوها عيلعبوا تحت البيت، وبصت لشجرة المانجا العجوزه اللي كانوا مسمينها المبروكه وشافتها مرجعه طرح فغير اوانه كيف عادتها، والمانجا فيها طايبه ومستويه ولونها غدى اصفر كهرمان وطالب الاكيله.. نزلت جري من فوق السطوح وهي حاسه إنها اكتشفت كنز عظيم ولازمن تسبق الكل ليه وتاخده كله لحالها، ومسكت ممدوح واد اختها ورده وكامل أخوه وقالتلهم:


تعالوا ياعيال عرفتلكم طريق حاجه حلوه قوي، المبروكه ترجيعها طاب شفتها من فوق السطوح. 


ممدوح قام بفرحه وجري علي الشجره وهو عيضحك وعيقول:


اني اللي هطلع اقطف المانجا كلها وهاكل الطايب فوق وارميكم بالقشر والنوايه وبعد مااشبع لحتني ادوقكم المانجا. 


بدور بتهديد: أموتك ياممدوح وبس تنزل اقعد عليك افطـ.ـسك.


ممدوح بضحكه: لو حصلتيني أوبقي اعملي مابدالك اني بقيت سريع كيف الرهوان حتي شوفي.. وجري بكل سرعته علي الشجره ولساه عيطلع جزعها اتفاجأ بأبو دراع عيمسكه من خلجاته وينزله وهو عيقوله:


رايح فين يابوا الجراد إنت؟ 


ممدوح رد عليه وهو عيبلع ريقه لانه عيخاف من ابو دراع اللى جنه وجن عيل ولا حتي حد كبير يلمس شجره من بتوعه اللي عيراعيهم كيف عياله:


ررايح اطلع اجيب مانجا من الشجره لخالتي بدور هي اللي قالتلي والله ياعم. 


ابو دراع بص وشاف بدور جايه عليه هي وكامل واد صفوت، 


وساب ممدوح فوراً وهمل الموطرح كله وبعد.. وغاب جوا وسط الشجر شويه وعاود تاني ووقف ورا بدور اللي كانت باصه لفوق وعتكلم ممدوح اللى كان طلع الشجره، وحتي كامل اخوه كان طلع زيه بس كان قاعد علي اول فرع.. 


بدور:


ايوه هي المنجايه الطايبه داي اقطعها وارميها واني هلقفها. 


خلصت كلامها وسمعت صوت جارها عيكلمها بمنتهي الحنيه


-اتاخري بعيد هبابه هجيبهالك بالمحجام، الواد مهيقدرش يروح لطرف الفرع عشان يجيبهالك ،المنجايه متطرفه والفرع ضعيف.. انزلوا ياد إنت وهو اني هجيبلكم اللي عايزينه انزلوا لتقعوا. 


بصت وراها وشافت ابو دراع واقف بعصايه جريد طويله وفي آخرها مربوط خُطاف؛ وديه اللي عيقطعوا بيه المحاصيل من الشجر العالي. 


ممدوح وكامل نزلوا قوام وبدور اتراجعت كام خطوه لورا وسابته هو يتولي امر المنجايه اللى عجبتها ،ونفسها راحتلها ومن اول ماشافتها على الشجره وهي تشاور لممدوح عليها..


 ومن محاولة والتانيه نجح ابو دراع انه يقطف المنجايه ووقعت علي الارض.. فرحت بدور وهمت عشان تروح تجيبها، لكن سبقها ليها كامل واد اختها وخطفها وجري بيها قوام وحتي ممدوح جري وراه يتخانق معاه عليها!!


وقفت تبصله وهي زعلانه ومبرطمه، وهو اتبسم علي منظرها، وقالها وهو باصص على الشجره يدورلها على وحده غيرها تكون بنفس المواصفات:


-عتوجع الحاجه اللي يكون الواحد حاطط عينه عليها ،وياجي غيره يخطفها ويجري بيها قدام عنيه وهو يقف يبصلها ويتحسر.. بس هي اكده الدنيا !!الحاجه تبقي في قلبِك وقبال عينك وفي قبضة يدك وتقسم لغيرِك!!. ومهما شفتي زيها واجمل منها مهتحسيش بحلاوة كيف حلاوتها.. قالها ومد محجامه، وقطف منجايه أكبر وأطيب من اللي فاتت ووطي جابها من علي الارض ومدهالها.. وهي أول مامدهالها خطفتها من يده بفرحه وهي عتقوله:


الله.. دي احلي وأطيب من التانيه.. وودتها ناحية خشمها وقشرت منها حته وداقتها وقالتله.. وطعمها حلو كمان.. داي يمكن احلي منجايه دوقتها وهادوقها الموسم ديه!


أنت ليه عتقول أنها مهتبقاش طيبه كيف دُكْها! 


رد عليها وهو عيرفع المحجام فوق كتافه ويعلق فيه اديه التنين وباصص لفوق علي حبات المانجه المتدليه في شماريخها فغير اوانها:


انتي خدتي الحديت عالمانجه، واني كان حديتي علي شَي تاني خالص.. وكل واحد في سوقه يبيع دلوقه.("بضاعته")


بصتله بغرابه ولسه هتسأله عن قصدة لكن قاطعهم صوت غاضب جاي من وراهم وبصت لقته عزت، ومنظره وشكل ملامحه خلوا المنجايه وقعت من يدها من الخوف وخصوصي وهو عيقولها:


- انتي يافردة البولغه القديمه! مش منبه عليكي متطلعيش من البيت ولا رجلك تخطي الجنينه؟ عتخالفي أوامري من دلوك.. طيب اني هعرف شغلي معاكي يابت نعيم.


خلص كلامه وهي جريت علي البيت بخوف! وهو اتقدم ناحية أبو دراع اللي كان واقف عيبصله كيف اسد مجروح ومتكبل بسلاسل من وجع وقاله:


- وانت مش هتبطل وساختك وقلة ادبك داي، وتراعي وكل عيشك، وتحترم حرمة البيت اللي لحم كتافك من خير صحابه؟ ولا أقطع عيشك من اهنه واصل واقطع رجلك من البيت والبلد والنواحي كلها وإنت خابر زين إني اقدر اعملها دلوك ومحدش يقدر يحوشني؟!


اتقدم عليه أبو دراع وهو علي نفس وضعه ،المحجام فوق كتافه، واديه متعلقه عليه ،ورد عليه بنبره كلها تحدي:


خشم عالفاضي وهتفضل طول عمرك خشم عالفاضي! وعيشي لا انت ولا عشرة زيك يقدروا يقطعوه! عشان الارزاق بيد ربنا.. وإن كان علي الشتيمه اللي شتمتهاني من شويه داي.. اقدر ابلعك لسانك عليها، واخليها اخر كلام لسانك ينطقه! وانت خابر زين اني أهل ليها واقدر اعملها فاالتو واللحظه.


 وعملتها قبل سابق ،ويدي علمت علي كل حته فجتتك، ونعنعت ضلوعك من الضرب!!. وان كنت هسكت واهملك، فديه عشان وعد قطعته لابوك اني مهمدش يدي عليك مره تانيه.. ابوك اللي لحم كتافي من خيره صوح، ومقدرش اكسرله كلمه ولا اوجعله قلب لا هو وعايش، ولا اكدر روحه وهو ميت، وكرمال العشره والعيش والملح اني هفوتهالك النوبادي.. انما لو عليك كلك على بعضك على نعل مركوبي..واكيد انت خابر مقامك حداي زين.


خلص كلامه ولف واتحرك بعيد عنه وهمله  يتخنق بغله اللي واضح ليه كيف شمس النهار.. لكن عزت مسكتش ورد عليه بحسه العالي وقاله:


-برضك خدام وكلاف وأجير،وهتفضل طول عمرك خدامي..


رد عليه ابو دراع بصوت مماثل:


-خدام بس كاسر عينك وهفضل كاسر عينك لحد ماتموت.


خلص كلامه وهمل عزت يفور ويثور كيف بركان حد رمي فيه حجر وخلي نيرانه الخامده طفحت، ولما ملقيش فايده مع ابو دراع ولا عرف يغيظه كيف ماكان عايز وناوى، فوراً جري علي البيت وبحسه العالي زعق:


فينك رحتي ياعديمة الربايه ياقليلة الحيا؟ 


قال كلامه فنص البيت ودخل عالموطبخ اللى كانت بدور جواه ومحتميه فامها وعترجف من الخوف وتقول لامها:


دسيني دسيييني عزت هيماوتني دسيييني


عدويه بربكه:عميلتي أيه ياحزينه خلي الجنون ركبته إكده؟ 


بدور:عشان كلت مانجه، بس والله خلاص آخر نوبه مهاكلش منجه تاني اني كرهتها خلاص. 


عدويه:وه! مانجة ايه يافقريه اللي كلتيها وخلته عيزعق من قعف راسه إكده!  كلتي الشجره كلها بخشبها بفروعها ولا ايه؟ 


خلصت عدويه كلامها وشافت عزت داخل الموطبخ بزعابيبه وعيتلفت لغاية ماعيونه وقعت على بدور واتقدم عليها بالخطوه السريعه وامها دستها وراها وفردت اديها قدامه تحميها منيه وهي عتقوله:


أمانه عليك تهدي خلقك وتقولي عيملت ايه الفقريه داي وكل حاجه بالهداوه تتحل وتتصلح، كلت شجرة المانجه نزرعوا غيرها، كلت الفاكهه اللى في الشجره كلها نشيعوا نشتروا من البندر بس أمانه عليك تروق وتسامحها داي هبله وغلبانه، هي صوح مفجوعه بس طيبه والله. 


عزت بعصبيه:


مانجة. ايه وشجر ايه اللي عتتحدتي عنه يامرت عمي إنتي كمان، الفاجر بتك لقيتها واقفه تتمسخر مع ابو دراع تحت شجرة المانجا وتلهط قدامه فى المانجا ولا مستحيه. 


عدويه بصدمه:واااه يخيبك يابعيده، اني مش قايلالك الف مره تاكليش مانجه ولا حاجه قدام حد واصل انتي؛ عشان وكلك يجيب العار والفضيحه! 


بدور: والله ماخدت غير قطمه وحده وهو زعقلي واني رميتها طوالي مع ان طعمها كان حلوا قوي ومسكره. 


عدويه:


مااهي مكلتش اهي ياعزت امال مالك؟ 


ضرب عزت اديه التنين فبعض بقلة حيله ورد عليها:


والله يامرت عمي بتك ماجايباه من بره.. المهم دلوك اني مش منبه عليها قدامكم كلكم رجلها متخطيش عتبة البيت؟ 


عدويه: حوصول


عزت: طيب تقدري تقوليلي عتخالف أوامري وتطلع ليه؟ 


عدويه: غلطه، غلطه ومهتتكررشي.. سامحها وغلاوة المرحوم ابوك وهي عتمشي تحت جزمتك من إهنه ورايح وكلمتك سيف علي رقبتها..مش صوح يابومه.. قالت إكده ولفت زغدتها وبدور ردت عليها قوام:


إكده والله العظيم، اني خلاص مهعتبشي بره عتبة البيت لو حتي شفت كوم مانجه طايب متكوم قدام الباب .. خلاص ياواد عمي منك السماح النوبادي ومني الطاعه من الساعة الراهنه. 


عزت غمض عنيه وخد نفس وزفره ورد عليها بديق:


آخر فرصه هديهالك يابدور واخر سماح ليكي، وبعد إكده الغلطه هتوبقي بروحك اطلعها فيدي. 


بدور ردت عليه بدلع وهي ماسكه طرف شالها عتلف فيه وتبص لشام تغيظها:


 شاله يخليك ليا ياواد عمي ومايحرمني منك، كنت خابره إني ماههونش عليك وإني غاليه حداك وعتحبني. 


بص عزت موطرح ماعتبص وشاف شام قاعده قدام الكانون، وفي اللحظه داي خد باله لوجودها، وبمجرد مابصلها وشاف حمار خدودها من نار الكانون وشاف ملامحها المعكوسه عليها النار ومخلياها كيف قنديل نور والع ومنور ضلام الليل، 


ورجع بص لبدور وقارن بينهم، 


ولقي فرق كيف فرق نور الشمس من ضلمة ليل مطالعلهوش قمر، 


وملامحه خدت وضع البكا وبص لبدور وقالها:


بدور يابت عمي أني قولتلك اني سامحتك من هبابه مش إكده؟ 


بدور هزتله دماغها وهي مبتسمه ابتسامه واسعه وقالتله بدلع: 


إكده ياواد عمي


عزت بحس عالي وهو عيوطي يمسك جربوحه من الارض:


اني رجعت فكلامي وشايف إنك لازمن تتربي وتاخديلك كتله عشان غلطتك اكبر من السماح.. 


قال جملته وهجم على بدور مره وحده وبدور صرخت وعرفت تفلت من قدامه وتجري على بره، وطلعت الحوش بتاع البيت وهو بالجربوحه وراها وهي تلف ورا الدكك وهو يلف، 


ويضرب فيها ضربه تصيب وضربه تخيب؛ لغاية مافش غلب حظه العاثر اللي وقعه فيها ووقع كرار فوحده كيف لهطة القشطه، وهاملها البو ومباصصلهاش، وسايب الجمال ديه كله تتمتع بيه نيران الكوانين وتلون الخدود بحُمرة السخونه بدال ماتتلون بحُمرة الخجل من كلام الغزل اللي اتعمل مخصوص عشان اللي زيها. 


اما حدا همام قبل كام ساعه وتحديداً في ساعة الصبحيه.. 


صحيت بسيمه على صوت خبط عالباب وحس لواحظ الملعلع وهي عتقولها:


قومي ياعروسه بزياداكي نوم الناس زمانها جايه عشان صباحيتك. 


ردت عليها بسيمه بحزم: 


اني مطالعاشي ومش هعمل صباحيات اللي ياجيكي مشيه اني لا هلبس ولا هتزوق ولا هقعد قدام الناس كيف عروسة المولد ويتفرج عليا اللي رايح واللي جاي. 


زعقت فيها لواحظ بحسها كله:


وبعدهالك يابت انتي عامله كيف الشريك المخالف ليه وشوكتك قايمه علينا؟ 


امال لو مكوناش واخدينك غسل عار وملامه وحكم شيوخ كنتي عميلتي فينا إيه أمال؟ 


سكتت بسيمه مردتش عليها وغمضت وعملت روحها مسامعاش؛ لانها لو تبعت اللي عيوسوسلها بيه شيطانها في اللحظه داي.. هتقوم تعمل فلواحظ نفس اللي عيملته فهمام عشيه ويمكن اكتر، 


ووكتها محدش هيسكتلها ولا هيرضالها وهتجيب اللوم على ابوها وتربيته، وهي كله عندها ولا إن ابوها حد يمسه بكلمه. 


لواحظ فضلت واقفه قدام الباب مستنيه بسيمه ترد عليها ولا تقوم وتفتحلها الباب، لكن إنتظارها طال، ولما لقيت بسيمه حسها اتكتم عاودت الخبط على باب الأوضه مره تانيه والنوبادي كانت شبه عتصرخ وهي عتقول:


طيب قومي هاتي المناديل نوروهم للناس وانتي خليكي مطموره نامت عليكي حيطه بزربها.. 


وفين المدلدل اللي جارك مسامعالهوشي حس ليه، صحيه قوليله اطلع لامك قوام عايزاك. 


بسيمه ببرود: له خليه يصحي براحته عريس مقدرش اقلق منامه، روحي انتي شوفيلك حاجه اعمليها واوبقي عاودي كمان هبابه يكون صحي لحاله.. وتشوفي اللي عايزه تشوفيه. 


لواحظ سمعت كلام بسيمه وابتدت انفاسها تعلى وتحس بكرشة نفس، والغيظ بلغ بيها منتهاه، وفضلت تبرطم وتشتم بكل الشتايم اللى تعرفها، 


وتلعن قلة عقل وطيش همام اللي جابولها وحده قليلة حيا كيف دي فقلب دارها. 


في الوكت دا همام بدأ يتململ فنومته وفتح عنيه بصعوبه وفضل باصص للسقف شويه، وبعدها كيف مايكون  فاق واستوعب الموقف ولف دماغه بسرعه على بسيمه اللى كانت قاعده جاره علي السرير وعتتطلعله كيف مايكون فريسه صادتها ومن كتر جوعها مش عارفه تبتدي وكل فيها من فين! 


همام قام واتعدل مره وحده وحط يده على دماغه لما حس بألم فيها، 


ونزل يده لما حس بشعره مقرنف والالم زاد لما لمس مكانه، وبمجرد مابص فصوابعه وشاف اثر دم برق عنيه بصدمه وبص لبسيمه وهو عيمدلها يده اللي فيها الدم وسألها:


إيه ديه؟ 


بسيمه ردت عليه ببرود:


ديه دم


همام:ايوه منا عارف إنه دم بس الدم ديه جه منين والبطحه اللي فراسي داي ايه سببها، هو ايه اللي حوصول عشيه فهميني؟ 


ردت عليه بسيمه بنفس البرود:


وافهمك ليه متفهم لحالك وتتفكر لوحدك، ولا إنت تتسطل وتتكفي واني اراقب افعالك واقولهالك في الصبح! 


همام سكت مردش عليها ودفن دماغه اللى هتتفرتك من الصداع بين اديه، وغمض عنيه بتعب وهو عيحاول يفتكر اللي حصل ليلة أمبارح، 


ووكتها إبتدت ومضات تظهر وتختفي قدام عنيه وصور مش مترابطه، زي بسيمه وهي عتاكل، وزي لحظة ماكان مثبتها، وأخيراً لحظة مامسكت القله وخبطته بيها علي دماغه، وفي اللحظه داي رفع دماغه وبص لبسيمه واترسم الغضب على ملامحه وهمسلها من بين سنانه:


أني تمدي يدك على يابت الكـ.ـلب؟ قالها ومد يده عشان يمسك بسيمه لكنها كانت اسرع منه ونطت من فوق السرير ووقفت الناحيه التانيه وردت عليه بنديه:


الكلب ديه يوبقي اللي إنت طالع من صلبه ياعويل، الكلب اللى يخلف الانجاس قولتهالك عشيه، بس الظاهر إن سطلك مخلاش مخك التخين يفهمها،


بس ولا يهمك اقولهالك تاني وتالت وعاشر ولغاية ماتآمن بيها هفضل اقولهالك.. 


أياك تجيب سيرة سيدك مره تانيه علي لسانك الزفر وتغلط فيه، اللي زي ابوي يقعد كيف الملوك واللي زيك يقعد تحت رجليه باسط رجليه الاربعه ويهزله ديله ويملمص عشان ينول الرضى. 


همام سمع كلام بسيمه وهب واقف فوق السرير وفثانيه كان ناطط جارها وقبل ماتحاول تهروب كان ماسكها وضاربها بالكف وبأديه التنين طابق علي رقابتها يخنق فيها، 


ونومها على السرير وخلاص قرر إنه ينهي حياتها فى اللحظه داي واللي يجرا يجرا، لكنه لما بص فعنيها وركز فيهم حس برهبه ميعرفش سببها، واديه بدأوا يترخوا وهو واعي صورته معكوسه فيهم وكان اشبه بشيطان رجيم متملكه الغضب، وكيف كانت مركزه عنيها عليه ومعتتألمش حتي، ومستسلمه للموت كل الاستسلام محركتش يد ولا رجل حتي من حلاوة الروح،


 مع أن وشها إبتدا يزرق من كتر ماهمام منع عنها الهوا، وشوية بشويه همام لقى روحه عيبعد اديه عن رقبتها بس مسك بيهم دراعاتها الاتنين وبإستغراب سألها:


أنتي أيه اصلك انسيه ولا جنيه؟ كيف عيونك عتنطوق بالقوة فعز ضعفك، كيف عنيكي عيتحدوا فعز ماعيفارقوا الحياة؟ كيف معتتألميش ولا خايفه وانتي فى رحاب الموت؟ 


ردت عليه بسيمه بقوة:


عشان الموت ميخافش منيه غير اللي خجلان من لقى ربه واللي عامل الكباير، أما الألم فمش واحد زيك اللي يخلي بسيمه بت عبصمد ورباية يده تتألم وتتوجع. 


همام رد بحيره من امرها العجيب:


انتي إيه الجساره اللي حداكي داي جايباها من وين؟ 


بسيمه:


وارثاها من سيد الرجال وزينتهم، حاكم فيه اب يورث كرامه وجساره وقوة، وفيه أب يورث مهانه، وفيه خلوفه ترفع راس أهلها، وفيه خلوفه تحط الراس في الطين. 


همام فضل باصصلها شويه وهو مثبتها وبعدها عنيه إبتدوا يسرحوا ويمرحوا على طول جسمها ويتأمل الجمال والقوام المنحوت وانفاسه عليت وعنيه دبلت، وخصوصاً وهو واعي التحدي فعيونها ونظرة الشراسه اللي صحت جواه وحش مفترس عيتلذذ بالتحدى، ومتعته الكامله عتكمن فأنه ياخد الحاجه بعد تعب وفوز في معركه يكون خصمه فيها ند ليه. 


وبسيمه حست عليه وفهمت نظراته وبنبرة تهديد قالتله:


إسمع زين ياد إنت..اللي إنت عتفكر فيه دلوك مهيتمش غير فحاله وحده، إنك. تنهي حياتي واكون قاطعه الانفاس، إنما طول مافيا النفس والروح باقيه مهتاخدش مني حاجه واصل. 


همام بضحكه: كلام مهتلقيهش.. بقي من كل عقلك تكوني حلالي ومعاي فاوضه وحده وأهملك وابص عليكي من بعيد لبعيد كيف الجعان اللي قدامه حتتة لحمه طايبه وعتقول يامين ياكلني واقعد بجوعي عشان تهديد أهبل من وحده هطله زيك؟ 


بسيمه بتهديد: الهطله لو قربتلها غصب عنها أو اذيتها ولو اذي بسيط، إنت وابوك وامك واخواتك هتترموا فى الشارع، لأن شرط الشيخ جاهين المكمل لحكمه إن فحال جرتلي اني واختي حاجه او اتأذت وحده فينا على يد كلب منكم إنت والتاني، تمن الأذي هيكون ارضكم والبيوت اللى أوياكم..والشيخ جاهين عندك وتقدر تروح تتاكد منه وتسأله. 


همام : يعني معناته ايه كلامك ديه؟ 


بسيمه: معناته إنك لو عايز تستر علي ناسك وتخلي خياتك بين اربع حيطان تحل عني وتشيلني من حساباتك. 


له عايز قلة قيمه وخساير وخراب اديني قدامك وتحت يدك جرب وشوف ايه اللي هيجرا، واظون إنك دلوك فايق وبعقلك وتقدر تعقلها زين. 


همام بلع ريقه وفكر فكلامها وقال لروحه إنها لو عتتكلم صوح يوبقي النوبادي هتكون القاضيه لابوه، وهتكون نهايته  على يد ابوه لو خسر أرضه كلها وبيته النوبادي بسببه، وهو حتتة الارض اللي باعها وادى حقها تعويض لأبو شام لساها حارقه قلبه حرق. وبناءً عليه قرر إنه مش هيخاطر. 


فبعد عنها وساب اديها ووقف قدامها وكتف اديه ورا ضهره وسألها بغضب:


ولحد ميته هيقعد الحال ديه؟ 


بسيمه وهي عتتعدل وتربط عصبتها علي راسها ردت عليه: لآخر العمر،


كرار بصدمه: اخر ايه ياروح امك؟ 


بسيمه:


أوعاك تفكر إنى هنسى فيوم من لايام اللي عميلته فأختي،


 أوعاك تفكر إني هنسى شكلها ووجعها ورجفة جسمها وصوت سنانها اللي كانوا عيخبطوا فبعض من الخوف والبرد والوجع فليلتها.. أوعاك تفكر إني هنسى جسمها المتلج اللي هملتوه عريان علي الأرض فعز شهر طوبه شرب من السقعه والبرد لما عضمها اتيبس.. 


اوعاك. تفكر إني هنسى فيوم نقطة دم من دمها اللي شفته عيتصفى قدام عيوني، أوعاك تفكر إني هنسى حالة أبوي وهو جايب شام وجاي بيها وعيقول الديب عضها وأنها بين الحيا والموت.. ولا عمري هنسى خوفي اني واختي على اختنا وإحنا مفكرين إن ديب عضها صوح واسنانه نفدوا فجسمها لمقتل..


 ولا تفكر إني هنسي اليوم اللي صحينا فيه من النوم ملقيناش اختنا ولا ابونا وعرفنا إنه خدها يغسل عاره، وإنها معادتش هتعاود لبيتنا تاني.. أوعاك تفكر إني فيوم هنسى كل ديه واسامحك واسلمك روحي واني كل مااتطلعلك اشوف دم اختي عيقطر من اديك وعنيك وخشمك وكل بدنك.. وغير ديه وديه عذابها فبيت جوزها وناسه وميلة بختي اني وأختي.. قولي من بين كل النصايب اللي جرتلنا بسببك وخراب بيتنا اللي تم على يدك اسامحك على أيه ولا أيه؟ 


فك همام اديه شويه بشويه ولاول مره يحس بنبضه فقلبه صوتها على وتلتها نبضات كتيره تانيه بنفس الوتيره، وحس بوجع بسيمه وهي عتحكي اللي جرالهم بسببه من حسها المخنوق والدمع المحبوس فعنيها وتنهيدة الوجع اللي طلعت بعد كل الكلام اللي قالته، ولأول مره يشوف روحه موطرح عبد الصمد، ويتخيل اخته حصل فيها إكده وفي اللحظه داي حس برجفه سرت فكل جسمه ونفضت قلبه من الخوف نفض. 

   الفصل الحادي والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close