رواية عذرا يا قلبي الفصل الرابع4بقلم عبير سليم


 رواية عذرا يا قلبي الفصل الرابع4بقلم عبير سليم


أمل : ألف حمد الله على سلامتك يا حبيبتي

أمنيه : لسه زعلانه مني يا أمل

أمل : خلاص يا حبيبتي قدر الله وما شاء فعل و ان شاء الله تعوضيها السنه الجايه و انتي فبيتك و مع عريسك يا حبيبتي

أمنيه : عريسي

أمل : أيوة طبعا عريسك يا موني خالد اتصل ببابا و خطبك يا قلبي

امنيه : خالد ابن خالي

امل : أيوة

امنيه : خطبني انا

امل : أيوة و الله

امنيه : ازاي هو مش خالد المفروض انه حيخطبك انتي و حيتجوزك انتي

امل : مين اللي قال كده

امنيه : انا سمعت تيته و هي بتقولله كده 

امل : لا يا حبيبتي دي فكرة تيته عشان احنا اد بعض تقريبا و واخدين على بعض لكن لانا و لا خالد جه فبالنا حاجه زي دي انا و هو طول عمرنا بنتعامل مع بعض على اننا أصحاب و اخوات مش اكتر من كده لكن لانا و لا هو فكرنا فحاجه زي كده و اللا مكنش طلبك من بابا 

امنيه : مش معقوله يعني انتي و خالد مش بتحبوا بعض يا امل


امل : مانا قلتلك لأ يا امنيه خالد بيحبك انتى و حيتجوزك انتي يا حبيبتي


امنيه : و انتي يا امل مش بتحبيه

امل : بحبه يا امنيه بس حبي ليه زي حبي ليكي مش اكتر من كده


امنيه : بس تيته كانت نفسها انكم تتجوزوا أوي انا سمعتها بتقولله كده و هو مقالش انه بيحبني


امل : امنيه يا حبيبتي انتي ليه شاغله بالك بكلام زي ده مش انتي بتحبي خالد و نفسك تتجوزيه


امنيه : ايوة بحبه الله بس انتي عرفتي منين اني بحبه انا مقلتلكيش حاجه زي دي قبل كده


امل : العصفوره قالتلي

امنيه : امل انا بحب خالد بس بحبك انتي اكتر امل قوليلي الحقيقه يا امل ريحيي قلبي بجد يا امل بجد انتي و خالد مش بتحبوا بعض يعني معقوله انا فهمت غلط طب أحلفي ان خالد بيحبني انا


امل : كده بردو يا امل عاوزاني احلف هو انا عمري كذبت عليكي حاجه


امنيه : لا ياحبيبتي عمرك بس من المفاجاه انا مش مصدقه مش مستوعبه اللي بتقوليه انا حاسه ان قلبي حيقف من الفرحه


امل و هي بتحضنها أوي و بتبوسها من شعرها : لا متقوليش كده الف بعد الشر على قلبك قلبك حيفضل عايش حيفضل يدق و عمره ما حيقف ابدا 

انا عاوزاكي تفرحي يا حبيبتي و صدقيني خالد بيحبك هو كان مستنيكي تخلصي بس لما حضرتك عملتيها قال مبدهاش بقى لازم اتجوزها 


امنيه بفرحه : بجد بجد يا امل يعني خالد بيحبني انا و عاوز يتجوزني أنا 

امل بتنهيده : ايوة يا حبيبتي و ان شاء الله اول ما بابا ينزل حتتجوزوا على طول بس يارب بقى متتعطليش عن المذاكرة و تعدي السنه الجايه بقى يا موني 

امنيه : اطمني يا امل مادمت حبقى مع خالد يبقى أكيد حعدي حعدي و الله و حفرحك بنجاحي انا مبسوطه مبسوطه اوي يا امل يااه انا مش مصدقه نفسي انتي عارفه يا امل انا طول عمري بحب خالد اوي و طول عمري هو فارس أحلامي و كنت بدعي ربنا دايما انه يكون من نصيبي 

امل :و ربنا استجابلك يا حبيبتي 

أمنيه : الحمد لله الحمد لله فضلت تتنطط من الفرحه و تصقف بايديها و هي مش مصدقه نفسها : انا حتجوز خالد حتجوز خالد 

امل : بالراحه يا حبيبتي عشان خاطري عشان قلبك ميتعبش و حياتي 

أمنيه : متخافيش علية يا اموله انا دلوقتي حسه اني قلبي زي الحديد تحضنها بقوة : امل انا بحبك يا امل بحبك اوي يا اختي 

امل و هي بتبكي : و انا بحبك اوي يا امنيه بحبك اكتر من اي حد في الدنيا كلها يا حبيبتي 

تسيبها امل و تدخل غرفتها و تغلق عليها بابها و ترمي بنفسها على الفراش و تترك لعبراتها المجال ان تهبط بحريه اخذت تبكي بشده 

فتحت حقيبتها التي تخفيها عن الجميع و اخرجت صورهما معا اخذت تنظر لكل صورة و تتذكر متى التقطاها و مناسبة كل صورة من الصور صور عديده جمعت بينهما خلال اعوامهما الدراسيه بأجمعها من المرحله الاعداديه و حتى الجامعيه منها صور لوحدهما بمفردهما و منها صور جمعتهما باصحابهما و لكن جميع الصور تجمعها شئ واحد هي نظرات الحب المتبادله بينهما و التي تكاد تنطق فيها عيونهما عن العشق و الهوى

كانت تنظر لكل صورة و كانها تودعها الوداع الاخير اخدت تعتذر له و لنفسها على تفريطها في ذلك الحب الذي من المستحيل ان تخرجه من قلبها في يوم من الأيام 

جمعت الصور مرة أخرى و وضعتها في مكانها الذي لا يعرفه احد وجلست على فراشها غير قادرة على منع عيونها من البكاء 

و لكنها انتبهت على صوت هاتفها : طنط هدى 

هدى : إيه الكلام اللي قالهولي باباكي ده يا امل فهميني انا مش فاهمه حاجه 

أمل : زي ما بابا بلغك يا طنط ايوة يا طنط هدى خالد حيتجوز امنيه 

هدى : خالد يتجوز امنيه ازاي ده حصل و ليه 

امل :حقولك يا طنط 

تحكيلها أمل عن اللي حصل و هدى معجبهاش الكلام و قالتلها ان الأعمار بيد الله وحده و مرض أمنيه مش سبب عشان تسيب حبيب عمرها 

امل كانت بتعتبر هدى صديقه ليها اكتر من كونها مراة باباها و كانت حكيالها كل حاجه عن علاقتها بخالد 

هدى : و حتقدري يا أمل حتستحملي تشوفيهم مع بعض 

دي تضحيه تمنها غالي اوي يا امل

امل : تمنها غالي بس تستاهل يا طنط هدى


بعد مرور عدة أيام يعود ابيها و ابنه و زوجته لعقد القرآن و الاتفاق على كل شيء و تزويجهما و بالفعل تم عقد قرانهما و كانت فرحة أمنيه ليس لها حدود بينما امل كانت تحاول أن تبدو طبيعيه و ان تشارك اختها فرحتها بقدر المستطاع و لكنها بمجرد ان تختلي بنفسها تترك لعبراتها العنان تتيح الفرصه لنفسها بالانهيار

تمر الأيام و هما يبعدان عن بعضهما تشتاق اليه و يحن الفؤاد له و يئن من وجع الفراق لكنها تحاول أن تتحمل آلامها من أجل سعادة اختها 

كم كانت تتألم و هي تشتري لها اغراضها كم كانت تشعر بألم في قلبها و هي تنتقي معها غرفة نومهما كم كانت تشعر بالاختناق عندما شاركتهما في اختيار قاعة فرحهما و كم تعذ.. بت عندما كانت تختار لها فستان زفافها 

مر الوقت سريعا و اتى يوم زفافهما فهو يوم بمثابة بداية حياة لأختها و مقبرة لها تعلن عن نهاية عمرها بزواجه من أخرى شاركتها الفرحه في عرسها لم تستطع الاقتراب منه او التحدث اليه بكلمه و بعد أن انتهى الزفاف عادت إلى البيت و عيونها لا تكف عن البكاء لحظة واحده لم تستطع النوم طوال الليل و هي تتخيل ما يحدث بينهما 

ظلت تتخيلهما معا كانت تتخيل كيف سيقبلها كيف سيحتضنها كيف........ لا لا

تضع اصابعها في اذنها كي لاتسمع صوت قلبها الذي يستغيث من شدة ألمه 


فلتصمت أيها القلب انا لا استطيع ان اتخيل ما يدور في عقلي اااه  لاءءءه مش قادره مش قادره يا رب عينني يا رب يارب ساعدني و اقف جمبي يارب 


ظلت تح.. طم كل ما تقع عليه عينها و هي تص.. رخ من وجعها

دخلت عليها هدى و ارتمت امل باحضانها و هي تبكي بمراره بينما هدى تحاول تهدئتها بقدر المستطاع و تطلب منها ان تهدأ حتى لا يشعر اباها و جدتها بشئ 


ظلت تقرأ لها القرآن حتى هدات و سكنت قليلا 


بينما في شقة خالد و أمنيه 

ظلت أمنيه جالسه بفستان زفافها و هي في قمة حرجها تنتظر اللحظه التي ستجمعهما معا 

بينما كان خالد بالخارج يطوف و يجول يكاد عقله أن يجن غير مصدق ما هو فيه الان غير مصدق ان تلك الليله هي ليلة زفافه التي طالما حلم بها و تمناها أخذ يلوم نفسه على انه طاوعها ماهذا الذي انا فيه و ما هذا الذي اعيشه هل تلك هي ليلتي التي طالما حلمت بها لسنوات و سنوات من تلك التي بالداخل اهي امراه غير حبيبتي لا لا 

يظل بالخارج فترة و لكن لا بد من مواجهة الأمر و لا بد من التحدث إلى من تنتظره بالداخل 

يطرق عليها الباب و يدخل :  انتي لسه مغيرتيش يا امنية

امنيه : أصلي مش عارفه افك السوسته لوحدي 

خالد:  لفيلي 

تلف له نفسها فيسحب لها سحاب الفستان الى منتصف ظهرها ثم يتركها و بخرج

تقوم هي بتبديل الفستان و تلبس منامه قصيره و تخرج له : انت مش حتغير هدومك

خالد : إيه لاء قصدي ايوة حغير

يدخل و يلبس بيجامه 

و يسالها ان كانت جعانه لكن هيا تقولله انها مش جعانه 

خالد :امنيه انتي تعبتي الليلادي ادخلي استريحي  

تلبي طلبه و تدخل الى الفراش و تنام بينما هو يظل طوال الليل يسال نفسه كيف حالها الآن هل تتألم مثلي ام ماذا تفعل الآن 


يمر يومان و خالد يتعامل مع أمنيه بمنتهى الأدب و الرقه فليس لها ذنب في شئ 

كان يتحدث إليها دائما و يطلب منها ان تاخذ الدواء في ميعاده و لما لا و هي قبل اي شئ ابنة عمته و لكنه لم يقترب منها و لم يصبحا زوجا و زوجه 


حان الوقت لزيارتهما و جلب الهدايا لهما كم كانت خطوات ثقيله عليها 

لم تذهب بمفردها بل بصحبة ابيها و اخيها و زوجته هدى و معهم جدتها و التي اقنعتها امل بما اقنعت به اختها 


وبمجرد أن فتح لهم خالد الباب كادت ان تسقط و يغشى عليها سلمت عليه بايد مرتعشه

تركهم و دخل لياتي بها إليهم 

خرج بها إليهم و يده ممسكه بيدها و بمجرد ان وقعت عينها على اختها ارتمت باحضانها و بادلتها امل الحضن بحب و اشتياق 

سلمت امنيه على ابيها و اخيها و زوجته و جدتها ثم جلست 

اتى خالد بالحلويات و العصائر و وضعها أمامهم ثم جلس بجوارها و احتضن كتفيها امامهم و سعادة امنيه ليس لها مثيل 


لم تحتمل امل اكثر من ذلك لم تعد قادره على تحمل ذاك الأمر 


خالها : سافري يا امل سافري مع ابوكي يابنتي يمكن تقدري تنسى و ترتاحي

امل : اااه انا تعبانه اوي يا خالي قلبي واجعني اوي مش قادره 

خالها : عارف و حاسس بيكي يا  حبيبتي بس متنسيش ان ده كان قرارك انتي و هو قالك و حذرك و انتي ركبتي دماغك و صممتى

طول مانتي هنا عمر قلبك ما حيرتاح لازم تبعدي يمكن تقدري تتحملي وجعك لكن هنا عمرك ما حتهدي و لا قلبك حيدوق الراحه 

امل انا حاخد امي عندي في البيت و انتي حتسافري مع ابوكي و مراته و يوم ما تنسي ارجعي حتلاقينا كلنا منتظرينك


و فعلا تسافر امل مع ابوها اما خالد فكان بعد امل عنه هو العذ.. اب نفسه لكن حيعمل ايه مفيش في ايده حاجه يعملها هو وافقها على طلبها و لازم يتحمل نتيجة الموافقه دي امنيه بالنسبه له كانت لسه زي اخته مش اكتر و الموضوع ده كان مضايقها اوي و مستغربه منه و مش لقياله تفسير و مش عارفه تعمل ايه عشان تخليه يعيش معاها حياة طبيعيه زي اي حياة بين زوجين 


خالد و هو بيقعد ادامها :،بتعملي ايه

أمنيه : زي ما نت شايف بذاكر

خالد : بس انا مش شايفك بتذاكري شايفك سرحانه امنيه الله يخليكي انا عاوزك تنجحي و تخلصي بقى من السنه دي 

أمنيه : خالد هو انت بتحبني 

خالد :، ليه السؤال الغريب ده

أمنيه : يعني اصل احنا متجوزين بقالنا فتره و مع ذلك يعني 

خالد : قصدك محصلش بيننا حاجه مش كده 

أمنيه : انا اسفه و الله مقصدش بس مش هو ده اللي بيحصل بين اي اتنين متجوزين

خالد : ايوة طبعا يا أمنيه بس انا مش عاوز اعطلك عن المذاكره

امنيه بسرعه : لاء عطلني زي مانت عاوز بس انا محتاجاك اوي يا خالد محتاجه احس اننا قريبين من بعض انا بحبك اوي يا خالد 

خالد انا اسفه انا ايه اللي بقوله ده 

خالد : انتي بتتاسفي المفروض انا اللي اتأسف متقلقيش يا امنيه ان شاء الله حيحصل كل اللي نفسك فيه بس ذاكري بقى 

امنيه بحماس : حاضر و الله حذاكر اهوه 


يسأله ابوه عن علاقته بمراته و يقولله ان ده ميرضيش ربنا و ان البنت ليها حقوق و مادام وافق يبقى لازم ميظلمهاش و يديها حقوقها و لازم ينسى امل لأنها خلاص بقت محرمة عليه 

يرجع البيت و يتفاجئ بنور هادي و أضواء شموع حمراء و موسيقى هاديه  و يلاقي امنيه خارجه من أوضة النوم و هي لابسه قميص نوم جميل جدا و فقمة تالقها و كأنها بتقولله : هيت لك 

مبقاش عارف يعمل ايه و لا يتصرف ازاي و امنيه مسابتلهوش مجال للاختيار مسكته من ايده و لفتها حوالين وسطها و قربت رقبته منها بدراعها و رقص معاها على اغنيه رومانسيه و سمعته احلى كلام و بعد كده اخدته أوضة النوم 

لحظات مرت عليهم كانت بالنسبه لها الحياه اما هو فكان شايف امل اللي معاه و بين ايديه حاول يفوق نفسه و يقنع نفسه ان اللي معاه امنيه مراته مش امل حبيبته 

بعد مرور وقت خالد نايم على ضهره و امنيه نايمه فحضنه و مش مصدق نفسه اللي حصل بينهم 

فتحت عينيها و ابتسمتله و شددت من احتضانها ليه 

و بدأت حياة خالد و امنيه تبقى زي اي حياة طبيعيه بين اي اتنين متجوزين كان بيحاول يكون كويس معاها و هي كانت سعيده جدا معاه 

كانت امل بتكلمها باستمرار تطمن عليها لكنها كانت بتحاول متجيبش اسم خالد على لسانها و لا تسألها عنه كانت بتسالها عن صحتها عن مذاكرتها و اوقات كانت امنيه بتقول كلام من بين السطور بتفهم منه امل طبيعة العلافه بين امل و امنيه زي ان خالد بيقعدها على رجله و يسمعلها و انها اوقات بتذاكر و هي فحضنه و انه بيوصلها بنفسه لحد الجامعه 

كلام كتير كانت بتفهم منه ان خالد عايش معاها حياه سعيده و مستقره هي مبسوطه اوي عشان اختها لكن في نفس الوقت قلبها واجعها على ان حبيبها خلاص نسيها 


و مرت الشهور و امتحنت امنيه و بعدها ظهرت النتيجه و نجحت و فرحة امل مكنش ليها حدود 

و امنيه كانت فرحانه انها اخيرا خلصت دراستها عشان تتفرغ لخالد و بس وخالد عملها حفله صغيره عشان يفرحها 


بعد مرور كام شهر تتصل امنيه على أمل عشان تقوللها خبر حيفرحها

امل : حامل انتي حامل يا امنيه الف مبروك يا حبيبتي خللي بالك من نفسك يا امنيه 

امنيه : حاضر و الله يا اموله انا عاوزاكي تطمني خالص علية خالد اخدني للدكتور وقاللي اني كويسه و البيبي كويس و دكتور القلب اداني جرعه متاثرش علية و لا تؤذي البيبي 

خالد فرحان اوي يا امل مش مصدق نفسه إنه حيبقى اب من وقت ما عرف و هو مبيقومش من جمبي و مبيخلينيش اعمل اي حاجه 

امل : ربنا يخليهولك يا حبيبتي يارب 


تفيق امل من كل تلك الذكريات على أمر أصبح حقيقه ذكريات أصبحت هي الحياه لا تصدق كيف مر عليها الوقت هكذا و هي بعيده عنه كيف تحملت الا تراه عينها كل تلك الفتره 

ذكر اسمه أمامها يجعل قلبها تزداد دقاته سماع صوته يزل. زل كيانها 

هي الآن تعلم تمام اليقين انه يعيش في هناء و سعاده مع أختها و برغم سعادتها بذلك الأمر لاختها الا انها مازالت تأكلها الغيره عليه ليس بيدها فهو كان و مازال حبها الأول و سيظل حبها الاخير. لقد صدق عندما اخبرها بانها لن تتحمل هذا الأمر و ان قلبها هي من سيتالم 

و لكن هذا كله كان قرارها الذي اختارته وقضي الأمر و انتهى كل شئ 

هي اختارت له حياته مع سواها و هي الآن تبدأ حياتها مع شخص يحبها 

ترفع يدها للسماء كعادتها و تدعو الله نفس دعائها : اللهم أخرجه من قلبي يارب العالمين 


اما هو فلم يكن حاله بأقل منها فبرغم مروركل ذاك الوقت و برغم الحياة الهادئه التي يعيشها مع امنيه الا انه لم يستطع نسيان امل حب حياته

هو يخلص لزوجته بكل جوارحه اما قلبه فليس له سلطان عليه بشيء 

يحاول ان يكون مخلصا لزوجته التي لا تستحق منه سوى كل حب و إخلاص لكن قلبه كيف له ان يتحكم فيه كيف له ان يمنعه من حب تلك الفتاه الذي استوطن قلبه و ملاء، عليه حياته 

و لكن في نفس الوقت هو غاضب منها لم يقدر على مسامحتها يوما 

يضع يده على قلبه الذي يتألم من فراقها و يعتذر منه فهو لا يقدر على نسيانها و لا يقدر على ان يسامحها 


ثم ينظر لها و هي نائمه بجواره يضع يده على بطنها المنتفخه و يدعو لها الله ان يتم حملها على خير 


بعد مرور عدة أيام 

تتصل امنيه عليها و تخبرها بأن الدكتور قد حدد لها موعدا للولاده و هي لن تدخل غرفة العمليات الا و هي موجوده أمامها 

و بالفعل يستعد الجميع للسفر امل و ابيها و اخيها و زوجته 

كانت غير مصدقه انها ستجتمع باختها  مرة ثانيه فكم اشتاقت لها فلقد مر اكثر من عامين لم ترها الا عبر الهاتف 

و في ذات الوقت كانت تخشى من هذا اللقاء الذي سيجمع بينهما بعد ذلك الوقت كيف ستسلم عليه هل ستتحدث اليه هل أصبح الأمر بالنسبه له عاديا و سيتعامل معها كما يتعامل مع الجميع أمور كثيره شغلت تفكيرها و ها هم الآن في بيت خالها و الجميع موجودون و امنيه تجلس بجوارها تحتضنها بينما كان خالد لا يربد ان ينظر اليها كلما جاءت عينه عليها يحيد بصره عنها سريعا 

و في يوم الولاده يذهبون جميعهم للمستشفى و ترتدي امنيه روب العمليات استعدادا لأصطحابها لغرفة العمليات 

امل جايه خلاص يا خالد 

خالد و هو يقبل رأسها : ربنا يخرجكم لية بالسلامه يا رب

تأتي الممرضه و تصطحبها بينما يظل الجميع قلقين عليها و الكل يدعون لها أن تقوم بالف سلامه 

دقائق و لكنها تمر عليهم كالدهر و بعد فترة يخرج إليهم الدكتور ليخبرهم بأنها انجبت طفله جميله و ان صحتها جيده و لكن الام ستدخل العنايه المركزه حتى يطمئنوا عليها حيث انها تعبت كثيرا أثناء الولاده 

حمل الجد حفيدته و هو فرح بها و اعطاها لأمل 

حملتها امل و عيناها تبكي من فرحتها انها تحمل ابنة اختها 

قبلت اصابعها الصغيره و اخذت تحدثها : حمد الله على سلامتك يا امل ربنا يبارك فيكي يا حبيبة خالتو يارب و يقوملك ماما بالف سلامه يارب

تظل الصغيره معهم و لكن امل كانت قلقه على اختها لن يهنا لها بال قبل رؤيتها طلبت من الدكتور ان يسمح لها برؤيتها و لكن الدكتور اخبرها بان صحتها لا تتحمل الحديث 

يزداد قلقها عليها و تترجاه ان يدخلها عندها 

تدخل إليها و تحدثها : امنيه انتي سامعاني حمد الله على سلامتك يا حبيبتي بنتك جميله اوي يا امنيه شبهك بالظبط يا حبيبتي بتفكرني بيكي اول ما اتولدتي 

امنيه بضعف: امل 

امل : حبيبتي متتكلميش

امنيه : امل اسمعيني يا امل خللي بالك من امل بنتي امل امانه فرقبتك يا امل

امل و هي بتبكي : امنيه ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا حبيبتي انتي اللي حتربي بنتك يا امنيه محدش حيربيها غيرك يا حبيبتي 

أمنيه : انا حسه اني حم.. وت يا امل 

امل : بعد الشر عنك يا حبيبتي متقوليش كده يا امنيه 

امنيه : الظاهر انكتب عليكي تربي الايتام يا امل الاول انا و دلوقتي بنتي 

امل انا عاوزه خالد يا امل عاوزه اشوفه 

امل : حاضر يا حبيبتي حاضر بس متجهديش نفسك عشان خاطري 


يدخل عندها خالد و يقبل ايدها : امنيه حمد الله على سلامتك يا حبيبتي 

أمنيه : خالد انا بحبك اوي يا خالد 

خالد:  و انا بحبك اوي يا امنيه

امنيه : خالد انا عشت معاك اجمل ايام حياتي كل لحظه عشتها معاك كنت حسه اني في الجنه  انا متشكره اوي على كل لحظه حلوة عيشتهالي يا خالد 

خالد خد بالك من امل يا خالد امل بنتي امانه عندك 

خالد : امنيه انتي حتبقي كويسه و حتاخدي بنتك فحضنك و حتربيها و تكبريها يا حبيبتي 

يلاقيها غمضت عينيها و مبتردش عليه و جهاز القلب بيعلن عن توقف القلب ينادي عالدكاترة 

ييجي الدكتور بسرعه و يحاول ينعش قلبها و هما واقفين بره منهارين

يخرج الدكتور و على وجهه علامات الأسف : البقاء لله 

صدمه لم يتحملها الجميع اخذ الجميع يبكون عليها ابيها و اخيها و زوجة ابيها و خالها و زوجته الجميع يبكون بصوت عال عليها

امل و هي بتص.. رخ فيهم : انتوا بتعيطوا ليه امنيه اختي عايشه امنيه لا يمكن تكون سابتني و مشيت لاء أمنيه مش حتعمل فية كده مش حتعمل فية كده لاء لاء اختي عايشه اختي عايشه

انت بتقول ايه يا دكتور انت بتتكلم عن مين عن اختي بنتي روحي حياتي كلها 


 تدفعه بقوه و تدخل العنايه و ترفع الغطا من على وشها و تكلمها : 

امنيه قومي يا حبيبتي قومي يا حبيبة اختك انتي مسيبتنيش صح يا حبيبتي انتي مسببتيش اختك حبيبتك امنيه ردي علية يا امنيه لاء يا امنيه لاء يا امنيه متسيبينيش امنيه بنتك عاوزاكي بنتك بتعيط عاوزاكي ترضعيها يا حييبتي قومي يا امنيه قومي يا حبيبتي


اسمعك يا نبض قلبي اسمعك يا أمي التي ربتني و لكني عاجزه عن الرد عليكي فلقد ذهبت إلى عالم آخر وضع حاجزا بيني و بينك جعلني عاجزه عن تحريك اصبع مني

ليس بمقدوري شئ فلقد أصبحت جسدا بلا روح و بعد قليل سوف يحويني قبري  و يواري جسدي التراب فلتتذكريني و لتدعين لي بالرحمه و ليعنك الله على تلك اليتيمه التي وضعت على كاهلك


يحاول الممرضين يخرجوها و هي بتناديها بأعلى صوتها و بت.. صرخ من قلبها و دموعها منهاره على وشها : امنييه


                    الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>