رواية المطلقه
الفصل الرابع4
بقلم حكاوي مسائية
جارِ الرياح إن عصفت ،وانحنِ حتى لا تقع.
ستمر الريح ،ويسقط الغبار ،عندئذ استقم وافتح عينيك ،وانطلق .
الأحزان لا تأتي فرادى ،و كثرتها إما تقتل او تصقل.
مرضت حنة ،يبدو انها حزنت جدا على ما آل إليه بيت عمي صالح ،عاشت مع زوجة عمي رحمة مأساتها وهاهي ترى ابنها وحيدا لا ولد له كأنه عقيم ،والسبب امرأة واحدة ،زرعت الفتنة وتسببت في عقم زوجته ،وهاهي ترسل بذرتها الخبيثة لتفرقه عن ابنه الوحيد .
حنه من النساء الطيبات المسالمات، يصدمها كم الشر في بعض الناس ،وقد وصل الشر الى بيت اكبر ولديها ودمره ،وأثر الحزن عليها .
لزمت الفراش ،والسبب ،الضغط والسكري ،ترفض الأكل،بل تحاول ان تأكل ولكن معدتها ترفض ،بضع لقيمات تتخمها،وتضعف يوما عن يوم .
الأم ،تحمل ابنها بين أحشاءها جنينا ،ويظن الناس انها وضعته يوم الولادة ،لا ،مهما كبر يبقى بأحشاءها، وإلا لِمَ أصبح فؤاد ام موسى فارغا،ببعد ولدها .
الأم تسكن أولادها فؤادها مهما طال بهم وبها الزمن،ولأجلها يكرمون ،حتى لا تحزن .
حزن الام على أولادها يمزق نياط قلبها ويضعفه، إن لم تستطع ان تزيح عنهم الألم ،وتبعد عنهم التعاسة ،وتحميهم من نوائب الدهر ،تحس انها لا فائدة من وجودها ،وتنطفئ.
وتركت حنة فراغا مهولا برحيلها،أول الملتاعين بفراقها رحمة زوجة عمي ،لقد عوضتها عن أمها واحساس اليتم عند الكبار أصعب .
عاد الكبار أطفالا وهم يبكون حنة،و أصبح علينا انا وهشام مواساتهم والاهتمام بهم .
من عاداتنا ،ولله الحمد ،ان المعارف والجيران يتكفلون بأكل كل من في بيت العزاء مدة ثلاثة ايام .وهذه العادة جنبتنا القلق عن إطعام عدد كبير من المعزين ،وفي اليوم الثالث ،كلفت امي منظم مناسبات بالعشاء ،وبعده تفرق الناس ،كما العادة ،ليبقى في البيت أهله فقط.
سبحان الله ،نعيش زمنا نظن أن الرجل هو عمود البيت ،ولما تموت الام تنهار الخيمة ،فمن العمود؟
رغم أن حنة كانت هادئة إلا ان البيت خال بوجودها جميعنا فيه ،ولكنه خال ،ميت ،ذهبت روحه .
جدي ؟جدي انحنى ظهره فجأة كأنها هي من كانت قوته وشبابه ،انطفأ البريق بعينيه ،وعلا الأسى محياه
ما سمعناه يوما يغازلها بشعر ولا يبوح بعشقها ،ولكن المودة بينهما كانت جلية ،كانت سكنه وكان سندها ،كانت مشورته وكان رأيها ،كانت قلبه وكان عقلها .واليوم هو ناقص حزين .
بعد الأربعين ،عاد عمي الى بيته ،عمله يفرض عليه ان يكون هناك ،ولبثنا مع جدي ،وأغلقنا بيتنا .
عدت الى الدراسة ،انوي الحصول على الباكالوريا ،أدرس بالبيت ،ويساعدني هشام ،وبعض الأساتذة .
هشام بالسنة الثانية من الأقسام التحضيرية للهندسة ،وعلي ان أحصل على الباكالوريا لاركز على مستقبلي و استقلالي .
وكان ما اردت ،ولكنني لم أحصل على علامات تدخلني كلية الطب كما حلمت ،وانكسر الأمل بداخلي ،ولاحظت ماما انكساري.
-مجال الطب واسع ،ادخلي معهد التمريض وبعد سنتين قد تحبين تخصصا ما ،فإما العناية المركزة ،أو الجراحة ،أو التوليد .
-اريد ان اكون مع هشام ،في العاصمة .
-ممكن ،سنقدم لك هناك .
فهمت ماما انني أريد ان ابتعد ولم تعارض ،وفعلا ،ذهبنا انا وهشام واستقررنا بشقتنا هناك ،هشام بكلية الهندسة وانا بمعهد التمريض .
احببت ما أقوم به ،انا أقرب الى المريض من طبيبه ،ومع الدراسة تدريب بالمستشفى ،واحتكاك بالناس والعاملين في المجال .
نجحت بامتياز واحببت ان أكمل في تخصص التوليد .سنة أخرى واصبح مولدة متمرسة. بينما يحصل هشام على الماستر.
عدنا نحمل شهادتينا ،رأيت الفخر بأعين أهلي ،والحسرة بعين سلمى التي تزوجت أول من تقدم نكاية بي انا المطلقة .ولكنها صدمت برؤيتي كأنني ما مررت بتجربة فشل ذريع .
لا تعرف ان في القلب مخزن مظلم مغلق على احزان تلك التجربة ،وضعت عليه ألف قفل حتى لا يتسرب منه اثر على وجهي ،او حزن بنظرتي .
فرح جدي بنا
-وماذا ستشتغل يا هشام ؟
-لو أستطيع يا جدي ،ارغب ان آخذ الدكتوراه في الهندسة المعمارية من باريس .
وما المطلوب ؟
-الموافقة فقط ،منك ومن بابا وماما .
ونحن موافقون، وماذا ايضا ؟
-على بركة الله ،تفضل ،لقد قدمت ترشيحي وقبلت ،بعض المصاريف ،واكون هناك.
ضحك جدي ،
-بعض المصاريف ،قلت لي ،ههههههه.
وانت يا حوريتي .
-انا انتظر جواب التعيين ،واظن انني سأتعين بمستشفى العاصمة حيث تدربت .
-ولماذا تبتعدين عنا ،قالت ماما .
-هناك ارتاح أكثر ،وبعد ان تدربت ورأوا تفوقي زكت مديرة قسم الولادة ترشيحي لأتعين معها .
-مازلت تفكرين في البعد يا حورية ؟
-لا يا ماما رحمة ،ولكن فرصة العمل بأكبر مستشفى لا تفوت .
-الا تهربين ؟
-ممن أهرب ،مرت اربع سنوات يا ماما رحمة،والنسيان نعمة من الله .
دخلت غرفتي ببيت جدي ،فمازال هو بيتنا منذ وفاة حنة يرحمها الله ،اخذت هاتفي أقلب فيه ولا أركز على شيء ،سؤال زوجة عمي يرن بأذني :الا تهربين؟
دخلت ماما ،جلست على السرير وضمتني اليها ظهري على صدرها .
-مرت ثلاثة سنوات، كل عطلة تعودين وانتظر منك خبرا او بشرى ،صارحيني ،ألم تقابلي شابا يخرجك من أحزانك ؟
ضحت
-شاب يخرجني من أحزاني، هل في الوجود رجل بيده سعادة امرأة .
-يوجد ،لو فتحت قلبك .
-هههه،ليس معهم إلا التعاسة والأسى ،رأيت ما فعل بي قريب لم احبه إلا كأخ ،فماذا سيفعل بي غريب افتح له قلبي ؟
-ليس كل الرجال مروان .
-بل كلهم مروان ،حتى مروان أحب وعشق ،ولكنه نسي انني ابنة عمه فانتقم في لقلبه وعشقه ،من يضمن لي انني لن أكون مرة أخرى اداة للانتقام او وسيلة للنسيان .
تعلمين انهم هناك لا يعلمون عن زواجي وطلاقي، ولهذا اريد ان ابقى هناك ،لا اريد نظرة شفقة او رجلا يتقدم لي على انني امرأة مستعملة ،يسترخصني، لأنه الرجل الثاني ،ويتزوجني إما فاشل ،او مطلق او ارمل يبحث عن أم لأولاده.
-وهل ستبقين عمرك عازبة ؟
-سأنتظر الى ان أجد الحب ،رجلا يعشقني ،فأصارحه ،فإن رآني أغلى من عادة وعرف ،تزوجني ،وإن توهم عشقي اختفى كالسراب.
-سيسافر هشام الى باريس ،كيف ستعيشين وحدك ؟
-سؤال واحد يؤرقني،لمن الشقة ،لبابا ام لجدي ؟
-وما يجدي الجواب ؟
-إن كانت لجدي ،فأخاف ان يأتي الي مروان إن علم بسفر هشام ،متعللا انها شقة جده ،وله الحق ،وقد يحتاجها لو سافر الى العاصمة .أما ان كانت شقة بابا فالأمر منته.
-اطمئني ،هي باسم والدك منذ كان طالبا .
-إذن يبقى طلب أخير .اقنعي بابا ان يشتري لي سيارة .
ضحكت ماما
-سيارة ،حاضر ،لك السيارة ،وجديدة أيضا.
قبلتها
-عشت لي يا احن ماما .
نظرت الي ،وأخذت وجهي بين يديها ،لم تنطق ولكن نظرتها قالت كل شيء ،حب واعتذار .
عانقتها لأقول لها :سامحتك.
مكثت ماما معي بضعة أيام قبل ان تعود إلى مسؤوليتها عن أبي وجدي ،وبقيت وحدي ،نظمت وقتي بين العمل ،والقراءة ،وشغل البيت والطبخ كل اليوم ،ويومي السبت والأربعاء ساعة في مركز للرياضة (الجيم).
يوم الخميس ،آكل بمطعم سمك ،لأنني لا أطبخ يوم الاربعاء ،فأكل كل يوم أعده مساء اليوم الذي قبله ،إلا يوم الأحد ،مرة آكل بمطعم ومرات اكتفي بأكلة بالبيت.
اكتفيت بنفسي ،لا أحس بالوحدة ،بل ارتاح لها وبها .
مكالمات مرئية كل مساء مع عائلتي وهشام ،تؤنسني، تابعت مسلسلات ما ظننت يوما ان ارتبط بمواعيدها،وروايات أعيش أحداثها بكل مافيها من حب وكراهية ،غدر ونفاق ،ثم أمحو كل تأثير بالصلاة وتلاوة القرآن قبل ان أنام.
من قوانين المستشفى ،الحراسة الليلية ،أي أنني قد أعمل ليلا ،ورئيسة قسم التوليد هي التي تنظم ايام الحراسة حسب عدد المولدات .
كنت اعمل ليلا ،ودخلت ممرضة تدفع فتاة صغيرة تصرخ من ألم الولادة ،تتبعها امرأة اربعينية تبكي بحرقة .لفت انتباهي ذعرها وبكاؤها، كما انتبهت الى أناقتها.
ذهبت الى الفتاة التي ترفض أن تتمدد على السرير وتصرخ
-لا أريده ،لا أريده،يا رب يموت.
اخذت يدها واقتربت منها
-اهدأي ،اهدأي ،ستكونين بخير .
نظرت الي برجاء
-ارجوك ،لا اريده ،دعيه يموت بداخلي .
-ان مات بداخلك قد تموتين معه .
-يا رب ،انا لا أريد ان أعيش، دعينا نموت معا .
-ما رأيك ان نخرجه منك أولا ،ونفكر بعد ذلك ماذا نفعل به .
-وتخلصينني منه ؟ اقول لك ،خذيه انت ،انا لا اريده .
-سنرى ،هيا لنتعاون حتى تلدي بسلام .
بغرفة الولادة ،اطاعت أوامري، وسمع صراخ الوليدة، لقد كانت بنتا ،جميلة جدا ،وضعتها على صدر أمها حتى اتمم عملية تخليص الرحم وتنظيفه.
نظرت الى الممرضة وابتسمنا ،التي كانت تصرخ انها لا تريده ،أحاطت الجسد الصغير وضمته الى صدرها .
اخذتها الممرضة منها لتنظفها وتلبسها ،يبدو ان الام الملهوفة بالخارج لم تكن من رأي ابنتها ،فقد أعدت حقيبة للوليدة، بها كل ماتحتاجه في أيامها الأولى .
خرجت اليها ازف لها الخبر
-مبروك ،طفلة جميلة .
-بارك الله فيك ولك ،وابنتي كيف حالها .
-بخير ،ستخرجها الممرضة الى غرفة حيث يمكنك رؤيتها .
جلست منهارة تبكي ،فجلست بجانبها اربت على كتفها .
-لا داع لكل هذا ،الولادة كانت طبيعية وسهلة ،ابنتك كانت خائفة ككل ام صغيرة في السن .
-قولي طفلة ،هي لم تبلغ السادسة عشرة بعد .
-وكيف تزوجت وهي قاصر ؟
-ليست متزوجة .
ومرة أخرى اجهشت في البكاء .
قمت مغادرة ،وانا اربت على ظهرها قائلة
-كان الله في عونك.
لا أريدها أن تحكي لي وهي منهارة،قد تندم بعد ان تهدأ ،والحكاية ليست حكايتها وليس من حقها ان تبوح بها ،وحدها ابنتها لها الحق ان تفصح عن سر حملها ،فانا غريبة عنها ،رغم ان الأم ترى المولدة أقرب الناس اليها ساعة الولادة ،تضع بين يديها حياتها وحياة صغيرها .
وقت خروجي هو الثامنة صباحا ،وعلي المرور على كل الوالدات ليلا على يدي ،لأفحصهن مع الطبيبة المناوبة ،قبل ان نسلمهن لفريق النهار .
وصلت الى غرفة الصغيرة ،كانت نائمة وامها على كرسي قربها تضع يدها على الوليدة في مهدها .
-صباح الخير .
-صباح الخير .
-كيف حال مامتنا الصغيرة اليوم.
ستفحصك الدكتورة الآن ،وترى الصغيرة .
بعد الفحص ،قررت الطبيبة
-كل شيء بخير ،يمكنها الخروج غدا .
داعبت وجهها
-لن أراك إذن ،اهتمي بنفسك .
بعد جولة الفحص ،غيرت ثيابي وتوجهت الى باب الجناح خارجة ،ولكن ام الوالدة الصغيرة كانت في انتظاري
-وفاء تريد رؤيتك لو سمحت .
-بكل سرور
دخلت اليها فحاولت الجلوس ،وساعدتها بوضع مخدات خلف ظهرها .
-ولادتك كانت عادية وسهلة ،لا تلازمي الفراش طويلا ،تحركي ،وكلي جيدا ،لتستعيدي عافيتك بسرعة .
-اشكرك دكتورة .
ضحكت لها ،
-لست دكتورة صغيرتي انا مولدة متخصصة sage femme.
-احسن من الدكتورة .
-ههههه،تقولين هذا لأنك لم تحتاجي خدماتها .
فيم تريدينني عزيزتي .
-هل يمكنني الا ارضع ابنتي .
-الرضاعة الطبيعية أفضل لك ولها ،ولكنك حرة إذا فضلت عدم الإرضاع.
نكست رأسها ،
-انا لست متزوجة ،والرضاعة ستترك اثرها على صدري .
-وهل يهمك صدرك اكثر من فقدان عذريتك وشرفك .
ذرفت دموعها وهي تقول .
-كانت مرة واحدة ،كنا في حفل عيد ميلاد صديقة لنا ،وهو يحبني ،كل زملائنا بالثانوية يعرفون اننا نحب بعضنا ،ولكنه بعد تلك الحفلة تنكر لي ،وفضل علي فتاة كان ينعتها بالمعقدة والمتخلفة لأنها كانت ترفض حفلاتنا، وعلاقتنا.
-هل ارتبط بها ؟
-لا ،لأنها لا تعطيه فرصة ،ولكنه قال لي انها أفضل مني ،لأنها حافظت على نفسها .
وهل يعرف بحملك ؟
-اخبرت أمه قبل امي ،فطردتني ،واختفى هو الى اليوم .وبعد ان تاهت بي السبل صارحت أمي ،وتسببت في طلاقها .
بكت بندم واسف على نفسها وعلى امها .
-وكيف يطلقك وباي ذنب ؟
-قال انني قصرت في تربية ابنتي الوحيدة .
-هل انت ربة بيت ام لك وظيفة ؟
-بل نعمل معا في نفس الشركة ،وبنفس المرتب ،وعلي شغل البيت والانتباه لتربية وفاء ،ومع ذلك تنكر لكل تضحياتي، وفضحني وابنتي في الشركة .
-لا عليك ،طالما انك مقتدرة، ساندي ابنتك ،وانت يا وفاء عودي الى المدرسة ،وركزي على هدفك ومستقبلك، اما عن الصغيرة ،فالمحكمة كفيلة بان ترد حقها ،وتأمر بتحليل اثبات النسب .
عديني ان تنتبهي لنفسك وابنتك ،وان تحبيها فهي منك ،ماذا ستسمينها ؟
-وعد ،لأذكر وعدي لك .
-اتفقنا ،وهذا رقم هاتفي إن احتجتني في شيء .
خرجت وانا افكر في تلك الطفلة التي أصبحت مسؤولةعن طفلة ،ورجلين ،واحد تهرب من مسؤوليته في تربية ابنته ،تحمل معه زوجته عبء الحياة مناصفة وتزيد عليه دورها كزوجة مسؤولة عن بيت ولا يكلف نفسه بعض الاهتمام بابنته ،ولما تقع في الخطأ يحمل امها وزرها ويتخلى عنهما .
وآخر عاش دور العاشق المتحضر ،وصور لحبيبته انه حق لهما ان يعيشا علاقة حب ،ومن لا يفعل فهو متخلف معقد ،ولما أخذ منها ما يريد تركها لتنهشها ذئاب الإشاعات وسوء السمعة .
كيف يرضى الرجل ان تعمل زوجته وتنفق ،وتتصرف خارج البيت تصرف الرجال ،ولما تدخل البيت عليها ان تلبس ثوب جدته بينما يستريح هو من عناء عمل تقوم هي بمثله ،عليها ان تقف في المطبخ وتنظف وتذاكر للأطفال وتكوي قمصانه. وإذا صلح الأولاد نسبهم إليه ،اما الفاشل فهو ابن أمه ونتيجة إهمالها.
كيف يبيح شاب لنفسه ان يفعل بفتاة ما يرفضه لأخته ،يستغل سذاجتها ،عواطف مراهقتها الجياشة ،ويمثل عليها كل لقطات الافلام الرومانسية ،ولما تخطئ معه يحملها وحدها الخطأ ونتيجته، يصاحبها لأنها متحررة ولما يفكر في الزواج يختار تلك المنغلقة التي نعتها بالتخلف والرجعية.
نفاق ،تمثيل ،خداع .
اي مجتمع ؟وأين الرجال ؟وبأي نهر تتدفق الرجولة وعلى اي ارض تنمو الشهامة ؟
