الفصل الخامس5
بقلم حكاوي مسائية
أرض بور ،تنتظر رحمة السماء وغيثا تعيش عليه شهورا ،زهرة برية نمت بها ،تعلقت بمنبتها و عمّقت به جذورها ،تكفيها قطرات غيث فقير ونادر ويسعدها صحبة مثيلاتها في عالمهن الصافي البريء.
تقطف عنوة ،لتغرس بحديقة غناء ،لا هي أحبتها ،ولا نمت لها جذور بها رغم كرم السقي ورغده، هل تعيش ؟ابدا،فما عاش غرس دون جذور ابدا.
-ساتركك ترتاحين ،حاولي أن ترضعي ابنتك ،علي أن اذهب الآن.
-هل سأراك غدا ؟
-نعم ،سنفطر معا.تصبحين على خير .
بت ليلتي ،بين تفكير بسر هذه الجميلة ،وكلما غفوت حلمت بها ،أحلاما كانت تجسد تخميناتي حولها .
بعد طقوس الصباح المعتادة ،ذهبت إلى أم اميمة ،ومعي حليب وبيض ورجوتها ان تحضر تلك الكريمة التي تفطر بها كل نفساء مغربية ،وجدتها قد أعدت لها مشروب أعشاب ،وفطائر بسمن بلدي .بادرت أميمة إلى الإفطار منها مع الشاي الساخن بالنعناع.
-اجلسي لتفطري.
-وعدت مريم ان افطر معها ،ثم إني اعشق كريمة الحليب والبيض ،لا أدري لماذا جعلوها إفطار النفساء فقط !
-هههه ،والفطير بالبصل ،نعم هو يدر الحليب ،ولكن لا بأس لو أفطرنا به نحن كذلك .
-لما تنجبين، سأجعلك تكرهينه ،قالت امها.
-ألِد ؟ أهلا يا حاجة،إذا كنت لم أجد أباه بعد .هات فطيرة هات.
ضحكت
-لا ،انت في مرحلة اكتئاب ،تملأين الفراغ العاطفي بالأكل .
رصت ام أميمة الأكل في السلة بعناية ،ولم تنس براد الشاي .
-خذي ،يا حبيبتي ،وعند الظهيرة سأبعث لها الغذاء .
-اتعبتك يا خالتي .
-لا يا ابنتي ،ليتني أستطيع اكثر ،أشفقت على تلك الفتاة ،ترى ما تكون حال امها .
ذهبت الى مريم قبل موعد عملي ،حتى نفطر معا ،كانت ماتزال نائمة وهي تحضن صغيرتها ،تبدو متعبة كأنها لم تنم دهرا ،وتحيط الصغيرة بذراعيها كسور يحجب عنها الأذى .
-مريم ،افيقي يا مريم .
استيقظت مذعورة
-اسم الله عليك ،لا تخافي ،انت بأمان .
اخذت منها الصغيرة
-تعالي هنا ايتها الملاك الجميل ،جئتك بثوب جديد .
تعالي يا مريم ،لنحمم الصغيرة وأعلمك كيف تفعلين .
احضرت معي حوض استحمام للصغيرة، وعلمت مريم كيف تمسكها لتغسل جسدها الصغير ،وتلبسها ،وتغير حفاظها.
بعد ذلك ،اخذتها لترضعها، ولأنها أول مرة فقد كانت صعبة وزادت صعوبتها بجرح العملية .
نامت الصغيرة فوضعتها بمهدها ،وقربت الاكل من مريم .
اولا كأس الاعشاب ،وبعده كريمة البيض والحليب .
-تمددي الآن ،ولما تحسين بالراحة كلي باقي فطورك .
-انا أشكرك ،لولاك ماكنت أدري ما يحل بي .
-زوجك لم يأتِ بعد الى المستشفى .
-هو ليس زوجي ،يقول انه سيدي .
-كيف ؟ هل اعاد زمن الرقيق ؟
-وحدي ،وحدي جاريته .
-لكنتك تنبئ انك ربما من الشمال .
-نعم انا من تطوان .
-حمامة اندلسية انت ،الآن عرفت سر جمالك .
-لعنتي ،لأنني جميلة أعاني .
-احكي لي من البداية .
-انا ابنة رجل فقير ،يدفع عربة خضروات ،بين الأزقة، وأمي حمالة .
-ماذا تعنين بحمالة.
-امرأة ضمن نساء يقطعن المسافة بين سبتة وتطوان عبر الجبل ،بعيدا عن حواجز الحدود والجمارك ،محملات بمواد وسلع مهربة .
-نعم ،أعرف هذه التجارة ،وكثيرا ما اسافر لأشتري منها مالا أجده بالأسواق هنا .
-تجارة تستنزف صحة وعمر العديد من النسوة ،إن كان أبي نشيطا ويساعد أمي ،فأغلب رفيقاتها تعملن وأزواجهن يمتصون ما تجنينه ويتبخر دخان مخدرات وحشيش .
كنت في الطريق الى المدرسة الإعدادية ،مع رفيقاتي ،حين رآني ،دخل ورائي الى المؤسسة ،وتوجه إلى الإدارة يسأل عني ،وأخذ بياناتي ،لم يتأخر ،جاء ليلا يطلبني للزواج ،وأمي رفضت .
عاد في الغد ،وهذه المرة رأينا مدى غناه في سيارته وسيارات حرس يتبعونه، والدي يعلمان أن مثل هذا الغنى يأتي من وجهتين، إما التهريب ،او المخدرات ،وهو كان بارون مخدرات .
-نسمع عن غناهم الأساطير .
-تشبث والدي بالرفض ،رغم كل إغراءاته، ولما قام ليخرج قال
-مريم لي ،وانتم من اخترتم كيف.
لم نفهم قصده ،وفي الصباح ،وانا اتوجه إلى المدرسة وقفت سيارة بطريقي ولم أدر كيف أصبحت داخلها وهي تنطلق بسرعة .
أدخلوني اليه وهو جالس بغرور
-اهلا يا مريم ،ما سأفعل بك ،ليس ذنبي بل ذنب والديك ،اما السبب فهو جمالك الفاتن .
واتخذني جارية ،تماما كما نقرأ في الروايات ،شهور من التعذيب استطاع بها ان يروضني ،لأصبح مطيعة ،اتكلم كما يريد ،وألبس كما يحب ،وآكل كما يشتهي ،والباقي لك ان تتخيليه .
بعد إذعاني سمح لي بالخروج ،فتبين لي أنني كنت أعيش بكوخ بحديقة قصر ،ليس بيتا ولا فيلا ،هو قصر بني على منحدر جبل يصل إلى البحر ،وراءه غابة ،وأمامه الشاطئ ولا أثر لبناء قربه .
انتقلت إلى القصر ،وسمح لي بالخروج الى الحديقة والشاطئ تحت الحراسة .
تغيرت معاملته لي، اصبح يدعي أنه يحبني بل يعشقني ،ووعدني ان يأخذني الى أسرتي إن اردت ،ولكنني رفضت ،لن يسعدهم رجوعي مكسورة ،خير لهم ان يظنوني ميتة .
مهما حاول ،ومهما حاولت لم احبه ،بل يزيد كرهي له كل يوم ،نظرة التحدي والاحتقار بعيني ،تجعله كالثور الهائج، واستفراغي بعد ان يعاشرني يشعل غضبه ،يضربني ثم يضمني معتذرا، يقسم ان يتزوجني لو اعترفت انني احبه ،ولكنن لم اكن استمتع بشيء قدر متعتي وانا أنظر اليه وأخبره كم اكرهه واشمئز منه.
مرت ثلاث سنوات قبل ان يأتي ليلة ،ويمنع عني حبوب منع الحمل التي فرض علي أخذها ،وبعد مدة حملت ،ومع الحمل بدأت افكر في الهرب.
لأنني ارفض الذهاب الى أهلي، اطمأن الى انني اقتنعت ان هذه حياتي ولن تتغير ،وزاد الحمل اطمئنانه، فماعاد يحترس مني ،فحفظت رقم الخزنة لكثرة ما رأيته يفتحها ،وبدأت خطة الهرب .
كل يوم اتعمق في الغابة صعودا في الجبل ،حتى رأيت سياجا ،فعلمت انه نهاية السجن ،وحددت مكانا اجيء اليه واحدث تغرة في السياج ،كل يوم بضع سنتيمترات، لا تظهر للعيان، حتى استطعت ان ارفعه لأمر أسفله زاحفة.
عدت إلى القصر ،لم يكن موجودا ،فتحت الخزنة ،وربطت الى بطني وظهري ما استطعت من المال ،ثم خرجت كأنني اتنزه كالعادة ،حتى وصلت الى الثغرة بالسياج ،وجريت ،رغم انني في شهري السابع ،اجري ،سأموت لا محالة ،كنت احدث نفسي ،إما أنني سأموت من التعب والخوف ،او سيقبض علي ويقتلني.
تجنبت الطرق ،وغامرت وسط الغابة ،حتى وجدت بيت قروية، فدخلت اليه .
-من انت ؟
-ضيف الله.
(تعبير مغربي مثل عابر سبيل )
-مرحبا بضيف الله .
رحبت بي وأكرمتني ،ولما علمت حكايتي ،من وصفي له عرفت من يكون
-سيبحث عنك وسيصل الي ،غدا انزل الى المدينة وأعود ومعي الحل .
انتظرتها خائفة ،خشيت ان تبيعني له طالما عرفته ،ولكن الإجهاد أدخل اليأس الى قلبي ،لا يهم ،فإن لم يقتلني هو قتلت نفسي .
ولكنها عادت ومعها لباس المنقبات، ثوب واسع اسود أخفى حملي وخمار ونقاب ،علمتني أن اتكلم بغير لكنتي ،واخذتني من يدي إلى أقرب محطة
-اذهبي إلى أبعد مكان ،خذي هذا كل ما لدي ،ليتني أستطيع أن أفعل اكثر .
لم ارفض مالها حتى لا تشك ان معي مال مسروق.
لم أعرف اين اتوجه ،وجئت هنا ،بالمال الذي معي،تدبرت سكنا بسيطا ،اشتريت لمولودي احسن ما رأيت ،التزمت بوضع النقاب ،ولا اخرج إلا للضرورة ،ولما دخلت شهري التاسع ،ذهبت الى مستوصف لأسأل عما يجب علي فعله ،وهناك جلست وسط صف من الحوامل وسمعت ما صعقني، تتحدث الممرضات عن رجل يبحث في كل المستشفيات عن زوجته الحامل التي هربت منه لأنها تعاني من حالة نفسية متقدمة .
لزمت مسكني حتى داهمني المخاض ،وقصدت المستشفى الحكومية ،لعلني اتوه وسط الزحام ،عرفت الآن لماذا لم أصرخ من ألم الولادة ،لأنني عانيت العذاب ألوان ،وتعلمت ألا أصرخ ،وان اتحمل .
لم اجد ما اقول ،فضممتها الي وربتت على ظهرها ،قبل ان أخرج حتى لا ترى دموعي .
قصدت جناح الولادة ،لأبدأ عملي ،وهناك جرت إلي أميمة تجرني الى غرفة تغيير ملابسنا
-لقد جاء زوجها .
-زوج من ؟
-مريم ،لقد سأل عنها ،وتجرأ ودخل يبحث بين الملفات وصفحات السجل عنها ،ولما منع من الدخول على النساء امر امرأة ترافقه ان تبحث عنها ،يتصرف دون خوف ولا اعتبار لأحد .
-وماذا فعلت مدام أمينة ؟
-لم تتصادم معه ،وأظهرت له انها خائفة منه ،ولكنها دخلت مكتبها وطلبت الشرطة .
-وهل جاءوا .
-وهو يهم بالمغادرة بعد ان تأكد انها ليست هنا .
دخلت الى مدام أمينة بمكتبها وحكيت لها ما سمعت من مريم .
-إذن فهو ليس زوجها .
-اختطفها ويعاملها معاملة الجارية ،وهي تخشى على حياتها بعد ان تحدته وهربت .
-لا بد انه يراقب والديها ،وحتى لو أرسلناها لهما سيأخذها عنوة ،سأتصل بفرع جمعيتنا بتطوان ونرى .
-يستحسن ألا تذكري انها هنا ،حدثيهم عنه وانه جاء يبحث عنها .
-سأفعل حتى أجد من اثق بها لنتصرف .المهم هو ان نجد لها مكانا تخرج اليه
-سآخذها معي ،انا أعيش وحدي ،الليلة عندي مناوبة الليل ،تجنبا لأي مفاجأة سأدخل سيارتي الى المشفى ،واخفيها بها قبل ان أخرج صباحا .
ذهبت اليها ،واخبرتها انني اعمل ليلا ،وانها ستخرج صباحا ،لم اخبرها عنه ،ولا عن كوني سأهربها حتى لا تخاف .
وانا امر على من ولدن ليلا مع الدكتورة كما العادة قبل ان نسلم المهام لفريق النهار ،رن هاتفي كانت مدام أمينة:
-الو ،حورية ،لا تخرجي قبل ان أكلمك، قرب باب المستشفى سيارة ربما بها من يراقب كل داخل او خارج.
ساعدت مريم لتلبس خمارها ونقابها، ووضعت الصغيرة بحجرها على الاريكةالخلفية من السيارة
-اتكئي وحاولي ألا تظهري حتى نبتعد عن المستشفى .
انتظرت مدام أمينة، أميمة بالمقعد بجانبي تمزح
-007يهرب البطلة من وكر العدو ،تيراران تران تران .
تحاول ان تعزف لحن افلام جيمس بوند وهي تضحك .
الحقيقة انني كنت خائفة ،فلو اكتشف انها ببيتي ،ساخشى على نفسي ،اما المسكينة في الخلف فقد كانت مرعوبة .
-الو ،حورية ،قفي عند البوابة وركزي لتمري بجانبي بينما اكون قرب السيارة السوداء على يسارك .
فعلت كما قالت،هي تدخل وانا أخرج ،انحنت مريم حتى كادت تدخل بين المقاعد ،بينما أميمة تتحدث مشيرة بيديها كأننا وحدنا بالسيارة ،وبمجرد ان تجاوزت السيارة المشبوهة زدت السرعة وقلبي يرتجف خوفا .
وصلنا ،امام العمارة ،كدت اقف لتصرخ أميمة.
-ماذا تفعلين ،انزلي الى المرآب وهناك نأخذ المصعد .
لما دخلنا الشقة ،رافقت مريم إلى غرفتي ،وهناك ضمتني واجهشت باكية .
وضعتها في الفراش ،ووضعت الصغيرة بحضنها
-ارتاحي الآن ،انت في أمان .
فاجأني مظهر أميمة، كانت منحنية بوضع الركوع وتتنفس بسرعة
-اميمة ،مابك ؟
-ما بي انني فقدت عشرة كيلو بسببك .ما جربت الخوف كما احسسته اليوم .
-هل كنت خائفة ؟وما كل ذاك التهريج.
-لاخفي رعبي عن تلك المسكينة .
-هههههه،وانا التي كنت استقوي بك ،وأقول لنفسي مادامت اميمة معي فنحن بخير .
-وهل قالوا لك انني رامبو ؟
-انت دبدوبي .
وقرصت خدها الممتلئ.
-هيا ،هيا ،حضري لنا فطورا، لأعوض مافقدت اليوم.
افطرنا بغرفة النوم حتى لا تتحرك مريم من السرير ،اعتنت اميمة بالصغيرة ،ودعتنا ،وذهبت لتستريح بعد ليلة عمل وصباح رعب.
كلمت مدام أمينة
-هل تواصلت مع احد من الجمعية ؟
-نعم ،ويبدو انهم يعرفونه ،فضحاياه كثيرات منهن من لجأن الى الجمعية لإعادة تأهيلهن بعد ان تركهن محطمات.
-هل اخبرت أحدا عن مريم ؟
-لم اثق باحد ،طالما انه بارون مخدرات ،فقد يكون له بكل مكان يد ،انا في حيرة من مصير الفتاة .
كنت افكر في أمر ولكنني لن افصح عنه حتى اتأكد،
هاتفت أمي
-اهلا حبيبتي كيف حالك ؟
-بخير يا ماما ،اريد رأيك في أمر ما .
حكيت لها عن مريم
-وفيم تريدين رأيي ؟
-ان تبقى مريم عندنا حتى تجد حلا .
-سأكلم أباك واجيبك.
فكرت امي ،وكلمت زوجة عمي أولا ،واجتمع الأربعة، وتشاوروا في الأمر ،او قل أذعنوا لرغبة رحمة في استقبال مريم
-الضيعة منعزله، لن يعلم احد بوجودها .
-فكرت حورية ان تخفيها عندنا لأن مدينتنا تعتبر بعيدة جدا عن تطوان ،ولن يفكر ان يبحث عنها هنا .
-وعندي بالمزرعة أأمن.
-وكيف ستصل الى هنا ؟سأل ابي ،ليجيب عمي
-أنا سأحضرها ،إن غابت حوريةوهي مولدة تعمل مع الحوامل ،وكان يراقب المستشفى قد يشك فيها .
-اذهب معك ،لنقنعها بالقدوم معنا .
في الغد قبل ان أخرج للعمل ،رن جرس الباب ،وصوت عمي يطمئنني
-افتحي يا حورية ،انا عمك.
سعدت برؤيتهما ،قد أخبروني بقرارهم لأمهد لمريم ،ولكنني ما ظننت انهم سيأتون بسرعة .
عانقتني زوجة عمي وهي تبحث بعينيها عن مريم ،اخذتها من يدها الى الغرفة
-تعالي يا رحمةالله ،انها هنا .
مريم ،هذه ماما رحمة .ماما هذه مريم .
بقلب زوجة عمي فائض من الحب والحنان ،لم أكد انهي كلامي حتى ضمتها اليها كأنها ابنتها وجدتها بعد فراق طويل .
-مريم ،تسمعين دائما عن نبع الحنان .
-نعم ،يقصد به الأم .
-لا بل ماما رحمة هي نبع الحنان ،اما باقي الامهات فينهلن منه.
اترككم الآن ،الواجب ينادي .
اعرف ان زوجةعمي ستحضر لمريم أشهى غذاء ،أكيد انها احضرت معها ،من دجاج المزرعة ،وفطيرها الشهي ،والاهم من كل هذا حبها الذي تترجمه أفعالا.
عدت مساء،لأجد مريم تغيرت للأحسن ،علت الابتسامة وجهها ،وخلت نظرتها من الحيرة والقلق ،لابد انها قبلت ان تذهب معهما .
تعشينا معا ،وزوجة عمي تعتني بمريم والصغيرة بحب .نظرت إلى مريم
-لم أسألك يا مريم ،ماذا ستسمين صغيرتك .
-حورية .
-لا أنصحك ،حظ الحورية سيء .
نظرت الي زوجة عمي بحزن واسى
-بل من أضاعك هو سيء الحظ
-ساختار انا اسمها .
-وانا موافقة ،قالت مريم .
ضممت الصغيرة إلى صدري وقبلتها قبل أن أعلن اسمها:
-غالية ،سميها غالية .
اسم أغلى امرأة ،اسم حنة.
-عمي يجلس بجانبي ،مد يده يضمني ،ويقبل جبيني .
-وانا سأذبح لها خروفا، ونحتفل بها ،ثم ردد بينه وبين نفسه ،غالية ،يرحمك الله يا غالية .
فعلا ،انطلقوا مع بزوغ الفجر ،بعد ان ودعتني مريم شاكرة ،واوصيت ان تزورها إحدى صديقاتي هي ايضا مولدة ،ويمكن ان تتابعها في البيت حتى تشفى تماما.
مع الفجر ،انطلقت مريم نحو فجر جديد .
عدت إلى حياتي الرتيبة وعملي الذي ينسيني همي بهموم حسبت انها لا توجد إلا بالمسلسلات والأفلام
